ابو اكرام فتحون
2015-03-12, 18:23
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين طالب العلم , وطالب الأنترنت
فطالب العلم : يُعنى قبل كل شيء بإصلاح نفسه , ولزومها السلوك القويم , فهو قدوة للآخرين في أخلاقه وسلوكه .
ويحرص على الفائدة , ومجالسة أهل العلم والفضيلة والورع , والتزود من العلم النافع , والمحافظة على الوقت , فلا تراه إلا مستفيداً , معرضاً عما لا يعنيه , مشتغلاً فيما يعنيه , إن تكلم أفاد بكلامه , وإن كتب أفاد بكتابته , لا يعدم َمن جالسه مِن فائدة .
يقدِّر قيمة العلم , ومكانة أهله , فهو يستفيد منهم , ويحترمهم , ويدعو لهم , ويترحم على أمواتهم .
يكره الغيبة , ويمقت أهلها , ولا يرضى أن يذكر أحد عنده بسوء .
تراه متواضعاً , لا يرفع نفسه فوق منزلتها , ولا يتشبع بما لم يُعطَ , ولا يغتر بالمدح والثناء , والنفخ والإطراء , وليس يرغب في الشهرة , ولا طلب المنزلة عند الخلق , لأنه يعلم أن الرافع والواضع هو الله عز وجل , وليس فلانا من الناس .
صاحب دعوة ونصيحة للمسلمين , يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب القواعد والشرعية والأصول المرعية .
وتراه حريصاً على جمع الكلمة , وتأليف القلوب , ويكره الفرقة بين أهل السنة , لأنه يعلم أن الفرقة قرينة البدعة , والجماعة قرينة السنة ؛ ولذا قيل : أهل السنة والجماعة , وأهل البدعة الفرقة .
وتراه عفيفاً في لسانه , فلا يطلقه في كل من هب ودرج من الناس , لأنه يعلم أنه محاسب على أقواله , كما أنه محاسب على أفعاله .
ويراعي المصلحة في كل ما يقوله ويفعله , فلا يفتح بابا للشر على الناس , ولا يخوض في أمر باطل , ولا يهرف بما لا يعرف , ولا يلج بابا إلا هو على بصيرة من أمره , يعرف مدخله ومخرجه . وقد أعدَّ للسؤال جواباً بين يدي الله عز وجل .
فهذه بعض صفات طالب العلم . رزقنا الله إياها !
أما طالب الأنترنت ؛ فهو على خلاف ذلك , كما هو معلوم ومشاهد :
سفهٌ في الأخلاق , واستطالة على الأعراض , وضياع للأوقات من غير فائدة , وتهجم على الكبار والصغار من غير مراعاة لحرمة العلم أو السن أو الجاه والفضيلة , وتعالمٌ مقيت , وتتبع للعورات والزلات ؛ فهي فاكهة طالب الأنترنت المفضلة . ويبقى أيامه وأعوامه في حلْقة مفرغة , فلا هو استراح من نفسه , ولا أراح الناس من شره .
وبعد , فإن كنت ترغب أن تكون طالب علم , فدونك الطريق , وقد بانت لك معالمه .
وإن أبيت إلا أن تكون طالب أنترنت , فدونك الطريق , مليئة بالقاذورات والنجاسات , فتلطخ بها ما شئت , ولكن إياك أن تكذب على الناس فتزعم أنك طالب علم !
فالأنترنت قد تكون نعمة على مستعملها أو نقمة عليه فلنجعلها وسيلة للخير و أداة لنشره بين الناس . وليعلم كل من يكتب مقالا أو يشارك مشاركة أنه مؤاخذ عليها ومسؤول عنها يوم تحق الحاقة وتقع الواقعة . فيجب عليه اذا تيقن قلبه ما سبق ذكره أن لا يكتب كلمة الا ببصيرة وعلم عن بصيرة وعلم لتبصير اخوانه وتعليمهم _ أو تذكيرهم_ والذكرى تنفع المؤمنين_ وليخلص عمله لوجه الله والا فان عمله عليه وبال . وليحذر الكبر فانه قاصمة لظهره سبب لصغاره في الدنيا ويوم يفصل بين العباد . وليحذر التعالم و دعوى وصول النهاية والغاية في العلم _بلسان الحال أو المقال_ فان بداية النهاية نهاية البداية . وليحذر كل الحذر أن تكون النت سببا لهجران مجالس المشايخ فان النت لا تورث سمتا ولا تعلم أدبا . وليحذر أن تصرفه عن أهدافه السامية وغاياتها النبيلة .
والا فانها نقمة عليه فليجتنبها ....................
والموفق من وفقه الله.
- جمع من التصفية والتربية -
الفرق بين طالب العلم , وطالب الأنترنت
فطالب العلم : يُعنى قبل كل شيء بإصلاح نفسه , ولزومها السلوك القويم , فهو قدوة للآخرين في أخلاقه وسلوكه .
ويحرص على الفائدة , ومجالسة أهل العلم والفضيلة والورع , والتزود من العلم النافع , والمحافظة على الوقت , فلا تراه إلا مستفيداً , معرضاً عما لا يعنيه , مشتغلاً فيما يعنيه , إن تكلم أفاد بكلامه , وإن كتب أفاد بكتابته , لا يعدم َمن جالسه مِن فائدة .
يقدِّر قيمة العلم , ومكانة أهله , فهو يستفيد منهم , ويحترمهم , ويدعو لهم , ويترحم على أمواتهم .
يكره الغيبة , ويمقت أهلها , ولا يرضى أن يذكر أحد عنده بسوء .
تراه متواضعاً , لا يرفع نفسه فوق منزلتها , ولا يتشبع بما لم يُعطَ , ولا يغتر بالمدح والثناء , والنفخ والإطراء , وليس يرغب في الشهرة , ولا طلب المنزلة عند الخلق , لأنه يعلم أن الرافع والواضع هو الله عز وجل , وليس فلانا من الناس .
صاحب دعوة ونصيحة للمسلمين , يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب القواعد والشرعية والأصول المرعية .
وتراه حريصاً على جمع الكلمة , وتأليف القلوب , ويكره الفرقة بين أهل السنة , لأنه يعلم أن الفرقة قرينة البدعة , والجماعة قرينة السنة ؛ ولذا قيل : أهل السنة والجماعة , وأهل البدعة الفرقة .
وتراه عفيفاً في لسانه , فلا يطلقه في كل من هب ودرج من الناس , لأنه يعلم أنه محاسب على أقواله , كما أنه محاسب على أفعاله .
ويراعي المصلحة في كل ما يقوله ويفعله , فلا يفتح بابا للشر على الناس , ولا يخوض في أمر باطل , ولا يهرف بما لا يعرف , ولا يلج بابا إلا هو على بصيرة من أمره , يعرف مدخله ومخرجه . وقد أعدَّ للسؤال جواباً بين يدي الله عز وجل .
فهذه بعض صفات طالب العلم . رزقنا الله إياها !
أما طالب الأنترنت ؛ فهو على خلاف ذلك , كما هو معلوم ومشاهد :
سفهٌ في الأخلاق , واستطالة على الأعراض , وضياع للأوقات من غير فائدة , وتهجم على الكبار والصغار من غير مراعاة لحرمة العلم أو السن أو الجاه والفضيلة , وتعالمٌ مقيت , وتتبع للعورات والزلات ؛ فهي فاكهة طالب الأنترنت المفضلة . ويبقى أيامه وأعوامه في حلْقة مفرغة , فلا هو استراح من نفسه , ولا أراح الناس من شره .
وبعد , فإن كنت ترغب أن تكون طالب علم , فدونك الطريق , وقد بانت لك معالمه .
وإن أبيت إلا أن تكون طالب أنترنت , فدونك الطريق , مليئة بالقاذورات والنجاسات , فتلطخ بها ما شئت , ولكن إياك أن تكذب على الناس فتزعم أنك طالب علم !
فالأنترنت قد تكون نعمة على مستعملها أو نقمة عليه فلنجعلها وسيلة للخير و أداة لنشره بين الناس . وليعلم كل من يكتب مقالا أو يشارك مشاركة أنه مؤاخذ عليها ومسؤول عنها يوم تحق الحاقة وتقع الواقعة . فيجب عليه اذا تيقن قلبه ما سبق ذكره أن لا يكتب كلمة الا ببصيرة وعلم عن بصيرة وعلم لتبصير اخوانه وتعليمهم _ أو تذكيرهم_ والذكرى تنفع المؤمنين_ وليخلص عمله لوجه الله والا فان عمله عليه وبال . وليحذر الكبر فانه قاصمة لظهره سبب لصغاره في الدنيا ويوم يفصل بين العباد . وليحذر التعالم و دعوى وصول النهاية والغاية في العلم _بلسان الحال أو المقال_ فان بداية النهاية نهاية البداية . وليحذر كل الحذر أن تكون النت سببا لهجران مجالس المشايخ فان النت لا تورث سمتا ولا تعلم أدبا . وليحذر أن تصرفه عن أهدافه السامية وغاياتها النبيلة .
والا فانها نقمة عليه فليجتنبها ....................
والموفق من وفقه الله.
- جمع من التصفية والتربية -