azhar 40
2015-03-12, 11:30
اسمُ نبيِّ الله لوط ليس مشتقًّا من اللِواطِ وليس لفظُ اللِواطِ مشتقًّا منه.
مِمَّا يجبُ التحذيرُ منه ما جاء في بعضِ الكتبِ من أنَّ اللِواطَ مشتقٌّ من اسمِ نبيِّ الله لوطٍ. وهذا الكلامُ الفاسدُ يؤدِّي إلى أنَّ العَرَبَ الذينَ كانوا قبلَ لوطٍ بزمانٍ بعيد، وكانَ منهم النبيَّانِ هودٌ وصالح، لم يكونوا يعرِفون لفظَ اللِواطِ وما تَصَرَّفَ منه من الفعل الماضي والمضارعِ واسمِ الفاعلِ واسمِ المفعولِ، فيكونُ شرعاهُما، على مقتضى هذا القول، خاليَينِ عن بيان حُرْمَةِ اللِواط. ويَلْزَمُ من ...ذلك أنَّ ءادَمَ ما علَّم أولادَه من اللغةِ العربيَّةِ ما يُحْتَاجُ إلى معرفةِ حُكْمهِ. فلا يليقُ بآدَمَ، عليه السلام، أن لا يكونَ علَّم أولادَه حين عَلَّمَهُمُ اللغاتِ لفظَ اللِواطِ. لا يليقُ بآدَمَ ذلك، لأنَّ الزنا واللِواطَ من أشدِّ ما يُحْتَاجُ إلى التحذيرِ منه. واللغةُ العربيَّة هي أوَّلُ لغةٍ تكلَّم بها ءادَمُ عليه السلام. فكيفَ يَقْضِي حياتَه قبلَ أنْ يُعَلِّمَهُمْ لفظَ اللِواطِ وما يَتَصَرَّفُ منه. وكذلكَ هودٌ وصالحٌ كانا عربيَّين وهما قبلَ لوطٍ بزمان. فكيفَ يقالُ إنَّ هؤلاءِ الأنبياءَ لم يَعْلَمُوا ما يُحْذَرُ بهِ من ذلكَ الفعلِ؟!!
اللغةُ العربيَّة لغةٌ قديمةٌ حتَّى قال بعضُ العلماء: إنَّ أوَّلَ لغةٍ تكلَّم بها ءادمُ هي العربيَّة. ويَشْهَدُ لكلامهِ حديثُ رسولِ الله:" لمَّا خَلَقَ اللهُ ءادمَ ونَفَخَ فيه الرُّوحَ عَطَسَ فقال الحمدُ لله". رواه التِّرْمِذِيُّ في سننه وحَسَّنَه.
فبعد هذا البيانِ لا يُصْغَى إلى ما قالَه الليثُ:" إنَّ الناسَ اشتقُّوا من اسمِ نبيِّ الله لوطٍ فعلًا لِمَنْ فَعَلَ فِعْلَ قومهِ". فقد نَقَلَ هذا الكلامَ عنه ابنُ مَنْظُورٍ في (لسانِ العَرَبِ) والزَّبيدِيُّ في (شرحِ القاموس). وهذا القولُ فيهِ جَعْلُ اسمِ لوطٍ أصلًا صَدَرَ منهُ اسمُ هذه الفاحشة. كيفَ يكونُ هذا وقد عَصَمَ اللهُ أنبياءَه من أن تكونَ أسماؤُهم قبيحةً ومِنْ أن تكونَ أصلًا لِمَا يدلُّ على الفواحش. فمَنْ نَسَبَ إليهم اسمًا شنيعًا قبيحًا فقد انتقَصَهم. ثمَّ إنَّ اللِواطَ مَصْدَرٌ، ومَنْ تعلَّم العربيَّة يَعْرِفُ أنَّ الأفعالَ وأسماءَ الأفعالِ وأسماءَ الفاعلينَ والصِّفَةَ الْمُشَبَّهَةَ وأفْعُلَ التفضيلِ كلُّ ذلك مشتقٌّ من المصدر.
وقد ذكَر الفقيهُ المحدِّث الأصوليُّ بدرُ الدينِ الزَّرْكَشِيُّ في كتابه (تشنيفُ المسامع) ص87 ما نصُّه: إنَّ الأفعالَ مشتقَّة من المصادر على الصحيح، والأفعالُ أصلٌ للصفاتِ المشتقَّةِ منها فتكونُ المصادرُ أصلًا لها أيضًا.أ.هـ.
وقال أبو القاسم الحريريُّ في (مُلْحَةِ الإعراب) ما نصُّه: والمصدرُ الأصلُ وأيُّ أصلِ...ومنه يا صاحِ اشتقاقُ الفعلِ.أ.هـ.
فلا يَصِحُّ بعد هذا أن يكونَ لفظُ اللِواطِ الذي هو مَصْدَرٌ مشتقًّا ولا سيَّما إذا عرَفنا أنَّ لوطًا اسمٌ أعجميٌّ. فقد ذكَر غيرُ واحدٍ أنَّ أسماءَ الأنبياء كلَّها أعجميَّة إلّا أربعةً وهي: هودٌ وصالحٌ وشُعَيْبٌ ومحمَّد. ولم يذكُروا اسمَ لوطٍ بينَ هذه الأسماء العربيَّة. بل وَرَدَ في ذلك حديثٌ صَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ من حديثِ أبي ذَرٍّ عن النبيِّ، صلَّى الله عليهِ وسلَّم، وأقرَّ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ تصحيحَ ابنِ حِبَّانَ. فإذا ثبَت هذا ثبَت أنَّ أحَدَ اللفظَين ليس مشتقًّا من الآخَرِ لأنَّ أحدَهما عربيٌّ والآخَرَ أعجميٌّ.
والحمد للهِ رَبِّ العالَمين.
مِمَّا يجبُ التحذيرُ منه ما جاء في بعضِ الكتبِ من أنَّ اللِواطَ مشتقٌّ من اسمِ نبيِّ الله لوطٍ. وهذا الكلامُ الفاسدُ يؤدِّي إلى أنَّ العَرَبَ الذينَ كانوا قبلَ لوطٍ بزمانٍ بعيد، وكانَ منهم النبيَّانِ هودٌ وصالح، لم يكونوا يعرِفون لفظَ اللِواطِ وما تَصَرَّفَ منه من الفعل الماضي والمضارعِ واسمِ الفاعلِ واسمِ المفعولِ، فيكونُ شرعاهُما، على مقتضى هذا القول، خاليَينِ عن بيان حُرْمَةِ اللِواط. ويَلْزَمُ من ...ذلك أنَّ ءادَمَ ما علَّم أولادَه من اللغةِ العربيَّةِ ما يُحْتَاجُ إلى معرفةِ حُكْمهِ. فلا يليقُ بآدَمَ، عليه السلام، أن لا يكونَ علَّم أولادَه حين عَلَّمَهُمُ اللغاتِ لفظَ اللِواطِ. لا يليقُ بآدَمَ ذلك، لأنَّ الزنا واللِواطَ من أشدِّ ما يُحْتَاجُ إلى التحذيرِ منه. واللغةُ العربيَّة هي أوَّلُ لغةٍ تكلَّم بها ءادَمُ عليه السلام. فكيفَ يَقْضِي حياتَه قبلَ أنْ يُعَلِّمَهُمْ لفظَ اللِواطِ وما يَتَصَرَّفُ منه. وكذلكَ هودٌ وصالحٌ كانا عربيَّين وهما قبلَ لوطٍ بزمان. فكيفَ يقالُ إنَّ هؤلاءِ الأنبياءَ لم يَعْلَمُوا ما يُحْذَرُ بهِ من ذلكَ الفعلِ؟!!
اللغةُ العربيَّة لغةٌ قديمةٌ حتَّى قال بعضُ العلماء: إنَّ أوَّلَ لغةٍ تكلَّم بها ءادمُ هي العربيَّة. ويَشْهَدُ لكلامهِ حديثُ رسولِ الله:" لمَّا خَلَقَ اللهُ ءادمَ ونَفَخَ فيه الرُّوحَ عَطَسَ فقال الحمدُ لله". رواه التِّرْمِذِيُّ في سننه وحَسَّنَه.
فبعد هذا البيانِ لا يُصْغَى إلى ما قالَه الليثُ:" إنَّ الناسَ اشتقُّوا من اسمِ نبيِّ الله لوطٍ فعلًا لِمَنْ فَعَلَ فِعْلَ قومهِ". فقد نَقَلَ هذا الكلامَ عنه ابنُ مَنْظُورٍ في (لسانِ العَرَبِ) والزَّبيدِيُّ في (شرحِ القاموس). وهذا القولُ فيهِ جَعْلُ اسمِ لوطٍ أصلًا صَدَرَ منهُ اسمُ هذه الفاحشة. كيفَ يكونُ هذا وقد عَصَمَ اللهُ أنبياءَه من أن تكونَ أسماؤُهم قبيحةً ومِنْ أن تكونَ أصلًا لِمَا يدلُّ على الفواحش. فمَنْ نَسَبَ إليهم اسمًا شنيعًا قبيحًا فقد انتقَصَهم. ثمَّ إنَّ اللِواطَ مَصْدَرٌ، ومَنْ تعلَّم العربيَّة يَعْرِفُ أنَّ الأفعالَ وأسماءَ الأفعالِ وأسماءَ الفاعلينَ والصِّفَةَ الْمُشَبَّهَةَ وأفْعُلَ التفضيلِ كلُّ ذلك مشتقٌّ من المصدر.
وقد ذكَر الفقيهُ المحدِّث الأصوليُّ بدرُ الدينِ الزَّرْكَشِيُّ في كتابه (تشنيفُ المسامع) ص87 ما نصُّه: إنَّ الأفعالَ مشتقَّة من المصادر على الصحيح، والأفعالُ أصلٌ للصفاتِ المشتقَّةِ منها فتكونُ المصادرُ أصلًا لها أيضًا.أ.هـ.
وقال أبو القاسم الحريريُّ في (مُلْحَةِ الإعراب) ما نصُّه: والمصدرُ الأصلُ وأيُّ أصلِ...ومنه يا صاحِ اشتقاقُ الفعلِ.أ.هـ.
فلا يَصِحُّ بعد هذا أن يكونَ لفظُ اللِواطِ الذي هو مَصْدَرٌ مشتقًّا ولا سيَّما إذا عرَفنا أنَّ لوطًا اسمٌ أعجميٌّ. فقد ذكَر غيرُ واحدٍ أنَّ أسماءَ الأنبياء كلَّها أعجميَّة إلّا أربعةً وهي: هودٌ وصالحٌ وشُعَيْبٌ ومحمَّد. ولم يذكُروا اسمَ لوطٍ بينَ هذه الأسماء العربيَّة. بل وَرَدَ في ذلك حديثٌ صَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ من حديثِ أبي ذَرٍّ عن النبيِّ، صلَّى الله عليهِ وسلَّم، وأقرَّ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ تصحيحَ ابنِ حِبَّانَ. فإذا ثبَت هذا ثبَت أنَّ أحَدَ اللفظَين ليس مشتقًّا من الآخَرِ لأنَّ أحدَهما عربيٌّ والآخَرَ أعجميٌّ.
والحمد للهِ رَبِّ العالَمين.