تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : للنقاش


salas48
2015-03-11, 13:04
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة 183). هذه اﻵية هي الوحيدة المحكمة بموضوع الصوم، وكل اﻵيات الأخرى الواردة عن الصوم هي تفصيل لها. وفي التفصيل وضع التنزيل الحكيم احتمالين: اﻷول هو الصوم، وأعطانا آليته، أي عن ماذا نمتنع، وزمانه، وأعفى المريض والمسافر، والثاني هو الفدية وليس الكفارة، ورجح الصوم على الفدية {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة 184).
وبما أن شهر رمضان يدور مع الفصول، أي هو الشهر التاسع في السنة القمرية، ولكنه ﻻ يطابق الشهر التاسع في السنة الشمسية، فالله تعالى يعلم اختلاف الليل والنهار باختلاف اﻷماكن أكثر من االفقهاء.
وهذا العام سيكون رمضان في شهر حزيران /يونيو، المعروف بنهاره الطويل وجوه الحار في نصف الكرة الشمالي، فمثلاً في شمال أوروبا المكتظ بالسكان سيكون طول نهار الصوم حوالي 20 ساعة وأكثر، هذه الحقيقة مأخوذة باﻻعتبار في التنزيل الحكيم حيث وضع الفدية والصوم، وإنه لمن مهزلة القول حسب الفتوى أن على مسلمي شمال أوربا الصيام حسب توقيت أقرب بلد إسلامي لهم أو حسب توقيت مكة، وبرأيي الفدية هي الحل اﻷمثل لهم.
وهناك حاﻻت لدفع الفدية لم تكن موجودة زمن البعثة المحمدية، كعمال المناجم وعمال الطرقات وكافة اﻷعمال العضلية المجهدة، والحل اﻷمثل لهؤﻻء هو دفع الفدية ويدفعها عنهم رب العمل، ومن يدفع الفدية ليس عليه {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.
هذه اﻵيات جاءت لتفصيل الصوم ليتسنى للإنسان أن يجتهد فيها حسب حالته، وﻻ تحتاج لسؤال أو فتوى، فالإنسان يقرر بنفسه الصوم أو الفدية لقوله تعالى {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ* وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} (القيامة 14- 15) ولكن ﻻ يحق ﻷي انسان اختار الفدية أن يخطئ من اختار الصوم، والعكس صحيح، وبما أن هذه الحقيقة لم تكن واضحة في القرون اﻷولى، فقد قال الفقهاء أن آية الفدية منسوخة للخروج من مأزق التناقض.

الأستاذ رمزي
2015-03-11, 13:55
هل هذا كلامك أم كلام أهل العلم ؟

salas48
2015-03-11, 14:06
هدا كلام احد المشايخ المجددين , انصار المعرفة
و اعجبني الكلام رائع جداااااا

ملاحظة , اعجبتني الصورة الي فيها الاياة , و ان هدا صراطي مستقيما فاتبعوه ,,,,, رائعة
و سؤالي ليك الدا سمحت لي , ماهو السراط المستقيم ؟؟

الأستاذ رمزي
2015-03-11, 14:38
حدد الموضوع الذي تريد المناقشة فيه بالدليل الصوم أم الصراط
وان كان عندك علم تنقله فاذكر صاحبه لأنه كما قال ابن سيرين رحمه الله:"هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"

sticoeur
2015-03-11, 15:22
اعجبني الكلام رائع جداااااا

salas48
2015-03-11, 15:30
يا اخي نحن نقاش الفكرة و لا نسلم عقولنا للناس ليفكرو عوضا عنا

الأستاذ رمزي
2015-03-11, 17:21
يا اخي نحن نقاش الفكرة و لا نسلم عقولنا للناس ليفكرو عوضا عنا

اذا كنت جاهلا بأحكام الدين فعقلك لا يعني شيئا في مسائل الشرع
بالإضافة الى ذلك العقول مستويات فمنه العقل الضيق و العقل الواسع هذا الأخير يتصف بهم قلة قليلة سماهم الله ورثة الأنبياء
معرفة قدرك ومكانة العالم تبسط عليك فهم دينك بالشكل الصحيح

ابو اكرام فتحون
2015-03-11, 17:51
إعلم رحمك الله
أن الله جل وعلا قال: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ﴾
والمعنى أنه لا يستوي من كان عالما بربه، وأحكام شرعه، وبدينه، لا يستوي هو ومن لا يعلم شيئا من ذلك.
كما أنه لا يستوي السواد والبياض، والظلام والضياء، لا يمكن أن يستويا.
وهكذا لا يكمن أن يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
يقول جل وعلا دالاً على منزلتهم:
﴿ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ﴾
وهذا دليل على منزلة هؤلاء العلماء الذين يُرتبط بهم، ويلزم غرزهم، ويلتف حولهم.
فإن الناس في غاية الاحتياج إلى هؤلاء العلماء.
بل حاجتنا إليهم نحن أشد من حاجتنا إلى الطعام والشراب
كما قال الإمام أحمد رحمه الله حينما ذكر حاجة الناس إلى العلماء قال:
" الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب لأن الطعام والشراب يُحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين
والعلم يحتاج إليه بعدد الأنفاس "

salas48
2015-03-11, 19:27
[QUOTE=فتحون;3992935659][center]إعلم رحمك الله
أن الله جل وعلا قال: [color=#ff0000]﴿[font=amiri][size=5]قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ﴾
والمعنى أنه لا يستوي من كان عالما بربه، وأحكام شرعه، وبدينه، لا يستوي هو ومن لا يعلم شيئا من ذلك. ,,,,,,,,,,,,

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
:mh92:
يا صديقي هدا ليس مبررا لكي تسلم عقلك لشخص اخر يقودوك و يفكر بدلا منك , و الا لمادا يحاسبك الله و لمادا كلفك ؟؟ لاداع لحسابك فلياحسب العالم الدي يسوقوك و انت لا دنب لك , لانك لا تجيد التفكير
اسم قول الله تعالى ’’ و قالوا انا اطعنا سادتنا و كبراءنا فاضلونا السبيل ’’ يعني هؤلاء ناس اطاعو علماءهم و سادتهم دون ان يستفسروا , و دون ان يطرحوا السؤال ,
ادا اتبعت عالما ما , فاطرح الاسئلة و اسمع الاجابة و وجب عليك ان تعقلها ,و ان وجدت خللا فاياك و اياك ان تقبل ما يتناقض مع عقلك
2 - ادا انت تطيع العالم س , و اخر يطيع العالم ص , و اخر يطيع العالم ك
من هو الشخص الدي على حق ؟؟ كيف نميز اي العلماء على حق ؟؟ هدا ديليل على انك مطالب بان تسمع الحجة و ان تعقلها حتى تستطيع تمييز الحق عن الباطل , فلا تدع احدا يسوقك ,
و شكرا على التفاعل

أبو الخير السلفي
2015-03-13, 16:11
من هو الشخص الدي على حق ؟؟ كيف نميز اي العلماء على حق ؟؟ هدا ديليل على انك مطالب بان تسمع الحجة و ان تعقلها حتى تستطيع تمييز الحق عن الباطل , فلا تدع احدا يسوقك يجيبك الإمام عليّ رضي الله عنه و أرضاه



عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ،قَالَ:-



" أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَةِ الْجَبَّانِ، فَلَمَّا أَصْحَرْنَا جَلَسَ ثُمَّ تَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ:-



" يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَاأَوْعَاهَا، وَاحْفَظْ مَا أَقُولُ لَكَ: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وَ هَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ،يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ،وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ. الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ، وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ ، الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الْعَمَلِ ، وَالْمَالُ تُنْقِصُهُ النَّفَقَةُ ، وَ مَحَبَّةُ الْعَالِمِ ديْنٌ يُدَانُ بِهَا، الْعِلْمُ يُكْسِبُ الْعَالِمَ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ، وَجَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَصَنِيعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ. مَاتَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ، أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوب ِمَوْجُودَةٌ، هَاهْ إِنَّ هَهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ - عِلْمًا لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً، بَلَى أَصَبْتُهُ لَقِنًا غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ، يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا، يَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللهِ عَلَى كِتَابِهِ ، وَبِنِعَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ ، أَوْ مُنْقَادًا لِأَهْلِ الْحَقِّ لَابَصِيرَةَ لَهُ فِي إِحْيَائِهِ ، يَقْتَدِحُ الشَّكَّ فِي قَلْبِهِ ، بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ ، لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ، أَوْ مَنْهُومٌ بِاللَّذَّاتِ ، سَلِسُ الْقِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ، أَوْ مُغْرًى بِجَمْعِ الْأَمْوَالِ وَالِادِّخَارِ، وَلَيْسَا مِنْ دُعَاةِ الدِّينِ ، أَقْرَبُ شَبَهًا بِهِمَا الْأَنْعَامِ السَّائِمَةِ ، كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ،اللهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ، أُولَئِكَ هُمُ الْأَقَلُّونَ عَدَدًا،الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللهِ قَدْرًا، بِهِمْ يَدْفَعُ اللهُ عَنْ حُجَجِهِ، حَتَّى يَؤُدُوهَا إِلَى نُظَرَائِهِمْ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْأَمْرِ فَاسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَ مِنْهُ الْمُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا مِمَّا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ، صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى،أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي بِلَادِهِ، وَدُعَاتُهُ إِلَى دِينِهِ. هَاهْ هَاهْ شَوْقًا إِلَى رُؤْيَتِهِمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكَ، إِذَا شِئْتَ فَقُمْ "
أخرجه أبونعيم في ((الحلية))، (1/79)،
وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله))، (187 ،
والخطيب في ((الفقيه والمتفقه))، (1/182).

تاييد
2015-03-13, 22:12
يجيبك الإمام عليّ رضي الله عنه و أرضاه



عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ،قَالَ:-



" أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَةِ الْجَبَّانِ، فَلَمَّا أَصْحَرْنَا جَلَسَ ثُمَّ تَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ:-



" يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَاأَوْعَاهَا، وَاحْفَظْ مَا أَقُولُ لَكَ: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وَ هَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ،يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ،وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ. الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ، وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ ، الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الْعَمَلِ ، وَالْمَالُ تُنْقِصُهُ النَّفَقَةُ ، وَ مَحَبَّةُ الْعَالِمِ ديْنٌ يُدَانُ بِهَا، الْعِلْمُ يُكْسِبُ الْعَالِمَ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ، وَجَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَصَنِيعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ. مَاتَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ، أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوب ِمَوْجُودَةٌ، هَاهْ إِنَّ هَهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ - عِلْمًا لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً، بَلَى أَصَبْتُهُ لَقِنًا غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ، يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا، يَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللهِ عَلَى كِتَابِهِ ، وَبِنِعَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ ، أَوْ مُنْقَادًا لِأَهْلِ الْحَقِّ لَابَصِيرَةَ لَهُ فِي إِحْيَائِهِ ، يَقْتَدِحُ الشَّكَّ فِي قَلْبِهِ ، بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ ، لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ، أَوْ مَنْهُومٌ بِاللَّذَّاتِ ، سَلِسُ الْقِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ، أَوْ مُغْرًى بِجَمْعِ الْأَمْوَالِ وَالِادِّخَارِ، وَلَيْسَا مِنْ دُعَاةِ الدِّينِ ، أَقْرَبُ شَبَهًا بِهِمَا الْأَنْعَامِ السَّائِمَةِ ، كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ،اللهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ، أُولَئِكَ هُمُ الْأَقَلُّونَ عَدَدًا،الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللهِ قَدْرًا، بِهِمْ يَدْفَعُ اللهُ عَنْ حُجَجِهِ، حَتَّى يَؤُدُوهَا إِلَى نُظَرَائِهِمْ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْأَمْرِ فَاسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَ مِنْهُ الْمُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا مِمَّا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ، صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى،أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي بِلَادِهِ، وَدُعَاتُهُ إِلَى دِينِهِ. هَاهْ هَاهْ شَوْقًا إِلَى رُؤْيَتِهِمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكَ، إِذَا شِئْتَ فَقُمْ "
أخرجه أبونعيم في ((الحلية))، (1/79)،
وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله))، (187 ،
والخطيب في ((الفقيه والمتفقه))، (1/182).

جزاكم الله خيرا وجعله بميزانكم

رد يستحق أن يكون موضوعا لما فيه من الفائدة

الأرض المقدسة
2015-03-14, 00:03
السلام عليكم وبعد :
يقول ابن عباس فى قوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة 184) : - ليست بمنسوخة هى للكبير الذى لا يستطيع الصوم - رواه البخارى -
وروى الدارقطنى - نحوه - من طريق آخر - ورواه النسائى - أيظا - بلفظ أخر - وأخرجه ابن جرير فى تفسيره وله طرق أخرى
وإسناد الحديث صحيح - كما قال الدارقطنى -
أما قول ابن عباس : ليست بمنسوخة هى للكبير الذى لا يستطيع الصوم - فهو قول صحيح - يفسره ما رواه البيهقي من عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " رخص للشيخ الكبير , والعجوز الكبيرة فى ذلك وهما يطيقان الصوم أن يفطرا إن شاءا , ويطعما كل يوم مسكينا , ولا قضاء عليهما , ثم نسخ ذلك فى هذه الآية: - فمن شهد منكم الشهر فليصمه - , وثبت للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة إذا كانا لا يطيقان الصوم , والحبلى والمرضع إذا خافتا أفطرتا , وأطعمتا كل يوم مسكينا ". - وهاته الرواية صحيحة - فبهذا الحديث يفهم مراد - ابن عباس - من قوله السابق في الأية - فهو عندما قال بأنها ليست منسوخة - كان يتكلم عن ثبوتها للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اذا كانا لا يطيقان الصوم - أما الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة - القادران على الصوم واللذين رخصا لهما بادئ الأمر - فهي في حقهما منسوخة بقوله تعالى : فمن شهد منكم الشهر فليصمه -
وبقي أمر أخر وهو في قول ابن عباس : رخص للشيخ الكبير , والعجوز الكبيرة فى ذلك وهما يطيقان الصوم أن يفطرا إن شاءا - فقد يفهم من كلامه ان الترخيص الاول كان للشيخ والعجوز المطيقان للصوم بينما نجد ان في الروايات الاخرى ان الصيام أول ما شرع كان على الخيار في حق الناس جميعا - من شاء صام ومن شاء افطر وأفتدى - مع ارشاد الله تعالى أن الصوم خير - كمثل ما روى معاذ بن جبل قال: " أما أحوال الصيام , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة , فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام , وصيام يوم عاشوراء , ثم إن الله فرض عليه الصيام , فأنزل الله: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) إلى هذه الآية: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) فكان من شاء صام , ومن شاء أطعم مسكينا فأجزى ذلك عنه , ثم إن الله أنزل الآية الأخرى: (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس) إلى قوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) , فأثبت الله صيامه على المقيم الصحيح , ورخص فيه للمريض وللمسافر , وثبت الإطعام للكبير الذى لا يستطيع الصيام , فهذان حولان ... " الحديث - فتخصيص ابن عباس الأول للشيخ والعجوز المطيقان لا معنى له - ولعله اراد اشارة لا تخصيصا - بمعنى أنه قال بالشيخ والعجوزالمطيقان - في مقابل الشيخ والعجوز اللذان لا يطيقان - فأراد الاستطاعة والقدرة في قوله الأول لما قال : رخص للشيخ الكبير , والعجوز الكبيرة فى ذلك وهما يطيقان الصوم أن يفطرا إن شاءا - فأراد التفريق بين المطيق وغير المطيق هذا ما يفهم من كلامه بالجمع بين قوله السابق وغيره من الروايات في هذا الباب كمثل ما رواه معاذ - والذي مر معنا - وغيره مما روي وصح اسنادا -
- وروى الطبرى من طريق عبدة وهو ابن سليمان الكلابى عن سعيد بن أبى عروبة بسنده المتقدم عن ابن عباس قال: " إذا خافت الحامل على نفسها , والمرضع على ولدها فى رمضان قال: يفطران , ويطعمان مكان كل يوم مسكينا , ولا يقضيان صوما .
- وإسناده صحيح على شرط مسلم -
وعن ابن عباس - أيظا - : " أنه رأى أم ولد له حاملا أو مرضعا فقال: أنت بمنزلة الذى لا يطيق , عليك أن تطعمى مكان كل يوم مسكينا ولا قضاء عليك ".
ورواه الدارقطنى من طريق أيوب عن نافع عن ابن عمر: " أن امرأته سألته وهى حبلى , فقال: أفطرى وأطعمى عن كل يوم مسكينا ولا تقضى ".- إسناده جيد - ,
ومن طريق عبيد الله عن نافع قال: " كانت بنت لابن عمر تحت رجل من قريش , وكانت حاملا , فأصابها عطش فى رمضان , فأمرها ابن عمر أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكينا ". - إسناده صحيح.-
فحاصل القول أن قول ابن عباس عن الأية انها ليست منسوخة - هو قول صحيح أراد به استثناء الشيخ والعجوز - اللذان لا يطيقان الصوم ولا يستطيعانه - فهمنا ذلك برجوعنا لرواية البيهقي التي فصلت لنا الأمر وفهمنا مراد ابن عباس من كلامه الأول - أما كلامه الأول في قوله بالشيخ المطيق والعجوز المطيقه فبالرجوع - أيظا لروايات أخرى - بينت لنا حال الصيام أول ما شرع فهمنا مراد ابن عباس من كلامه - حيث أنه أراد به المطيق من الناس لا فرق بين الشيخ والشاب - كما فهمنا من تطبيق السلف للاية وانزالها على المرضع - والحامل ان خافت على نفسها - أو ولدها - والله تعالى أعلم .