المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( سُنَّةٌ ): جماهير المصلين يضيّعونها حتى من كان منهم حريصا على اتباع السنة !!


ابو اكرام فتحون
2015-03-09, 20:04
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا قَالَ: « سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ » لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَضَعَ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَبْهَتَهُ عَلَى الأَرْضِ] . (البخاري: 811)

وفي لفظ:

[كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ « سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ». لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَقَعَ النَّبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ ] (البخاري: 690، ومسلم: 474)

"حَنَا الشيءَ حَنْواً وحَنْياً وحَنَّاهُ عَطَفه ... وفي الحديث لم يَحْنِ أَحدٌ منا ظَهْرَه أَي لم يَثْنه للركوع "(لسان العرب:202/14)

قال الإمام ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (ج 6 / ص 163): "وفي الحَدِيْث : دليل عَلَى أن المأموم يتابع الإمام ، وتكون أفعاله بعد أفعال الإمام ؛ فإن البراء أخبر أنهم كانوا إذا رفعوا من الركوع لَمْ يحن أحد منهم ظهره حَتَّى يقع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ساجداً ، ثُمَّ يسجدون بعده ، وفي رِوَايَة لمسلم فِي هَذَا الحَدِيْث : أنهم كانوا يصلون مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا رفع رأسه من الركوع لَمْ نر أحداً يحني ظهره حَتَّى يضع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جبهته عَلَى الأرض ، ثُمَّ نخرمن ورائه سجداً.

وهذه صريحة فِي أنهم كانوا لا يشرعون فِي السجود حَتَّى ينهيه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم – "اهـ

=================================

2616 -" كانوا يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا ركع ركعوا ، و إذا قال: " سمع الله لمن حمده " لم يزالوا قياما حتى يروه قد وضع وجهه ( و في لفظ : جبهته ) في الأرض ، ثم يتبعونه "

قال العلاَّمة محمد ناصر الدين الألباني عليه رحمة الله في " السلسلة الصحيحة " 6 / 225 :

أخرجه مسلم ( 2 / 46 ) و أبو داود ( 622 ) و عنه أبو عوانة ( 2 / 179 ) والطبراني في " الأوسط " ( 2 / 295 / 1 - 2 ) من طرق عن أبي إسحاق الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني ، حدثنا محارب بن دثار قال : سمعت عبد الله بن يزيد يقول على المنبر : حدثني البراء بن عازب - و كان ما علمت غير كذوب - أنهم كانوا ... إلخ و اللفظ الآخر لأبي داود ، و السياق للطبراني ، و قال : " لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق الشيباني إلا أبو إسحاق الفزاري " قلت : و هو إبراهيم بن محمد بن الحارث ، إمام ثقة حافظ ، له تصانيف ، من رجال الشيخين . و أبو إسحاق الشيباني اسمه سليمان بن أبي سليمان ثقة من رجالهما أيضا ، فالسند صحيح غاية ، و قد تابعه أبو إسحاق السبيعي عند الشيخين و غيرهما ، و هو مخرج مع حديث الترجمة عندي في " صحيح أبي داود " ( 631 ) . و له فيه طريق أخرى عن البراء (632 ) .

و إنما أخرجت الحديث هنا لأمرين :

الأول : أن جماهير المصلين يخلون بما تضمنه من التأخر بالسجود حتى يضع الإمام جبهته على الأرض ، لا أستثني منهم أحدا حتى من كان منهم حريصا على اتباع السنة ، للجهل بها أو الغفلة عنها ، إلا من شاء الله، و قليل ما هم . قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" : "في الحديث هذا أدب من آداب الصلاة ، و هو أن السنة أن لا ينحني المأموم للسجود حتى يضع الإمام جبهته على الأرض إلا أن يعلم من حاله أنه لو أخر إلى هذا الحد لرفع الإمام من السجود قبل سجوده . قال أصحابنا رحمهم الله تعالى : في هذا الحديث وغيره ما يقتضي مجموعه أن السنة للمأموم التأخر عن الإمام قليلا بحيث يشرع في الركن بعد شروعه ، و قبل فراغه منه"

والآخر : أنني وجدت للحديث مصدرا جديدا لم أكن قد وقفت عليه من قبل ، بل كان في حكم المفقود عندي ، ألا و هو " المعجم الأوسط " للإمام الطبراني ، فأحببت أن أعرف القراء الكرام بذلك بطريق العزو إليه ، لعل أحدا منهم ممن يشاركنا في هذا العلم ، و يوجد لديه فراغ من الوقت ، يسعى إلى تحقيقه ، و إخراجه إلى عالم المطبوعات <1> ، فإنه غزير المادة جدا ، " فيه كل نفيس و عزيز و منكر " كما قال الذهبي في ترجمته من " التذكرة " و قد صورته الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، و منها حصلت على نسخة مصورة على الورق في طريقي إلى الحج السنة الماضية ( 1399 ) جزى الله القائمين عليها خيرا. و أنا الآن في صدد ترقيم أحاديثه ، و وضع فهارس له ، و قد انتهيت منها والحمد لله ،

فكانت أربعة:

1 - فهرس رواتها من الصحابة على الحروف ، و عددهم قرابة ستمائة ، و بجانب اسم الواحد منهم أرقام أحاديثه ، و بذلك يتبين المقل منهم من المكثر .
2 - فهرس أسماء رواة الآثار من الصحابة و غيرهم و عددهم نحو الستين ، و بجانب الواحد رقم أثره .
3 - فهرس الآثار ، و بجانبها أرقامها ، وعددها يزيد على المئتين من أصل نحو عشرة آلاف هي مجموع أحاديث الكتاب ، وسائرها مرفوعة .
4 - أسماء شيوخ الطبراني ، و عددهم قرابة الثمانمئة ، و بجانب اسم أحدهم أرقام أحاديثه ، و هي تساعد على معرفة المقل منهم من المكثر ، و هو مفيد في غير المشهورين منهم .

--------------------------
[1] ثم طبع بعد نحو عشر سنوات من كتابة ما تقدم في عشر مجلدات دون أي تخريج أو تحقيق حديثي ! . اهـ .
-----------------------------------------

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
- التصفية التربية -

kikimnarim2
2015-03-10, 11:25
بارك الله فيك

عبدالقادر100
2015-03-12, 12:37
بارك الله فيك

عبد القادر الطالب
2015-03-12, 14:42
أحسنت أحسن الله إليك

تنبيه مفيد جدا بارك الله لك