المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة مع البـــرمجة اللــــغوية العــــصبية (n-l-p) مـــن منــظور شــرعـــي عقـــــــائدي


اسماعيل 03
2015-03-07, 23:18
وقفة مع البرمجة اللغوية العصبية من منظور شرعي عقائدي
د. فوز الكردي
" فمن المعلوم الثابت عقلا ونقلا أنه كما قال ابن تيمية ( من شأن الجسد إذا كان جائعاً فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر، حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم ، وربما ضره أكله ، أو لم ينتفع به ، ولم يكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه ، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته ، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به ، بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع ؛ فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ، ويتم دينه ، ويكمل إسلامه ) وإن لم يكن من شر وراء البرمجة اللغوية العصبية إلا الاستعاضة بغير المشروع عن المشروع لكفاها شراً ، فإننا والله بخير ما فتئنا نعالج بأدوية الكتاب والسنة أدواء أبداننا – مع جواز التداوي بالأسباب الدنيوية شرط أن تكون أسباباً حقيقية ، ولا تكون مما حُرم علينا – ويظل العلاج الأوحد لأرواحنا وفكرنا ماكان من الكتاب والسنة، فمازلنا نوقظ بهديهما قلوبنا ،ونفعّل بهما طاقاتنا وطاقات من نربي ، وما زلنا نغترف من معينهما الصافي وصفات التآلف والتواصل والقدرة على التأثير وغيره مستهدين بِسِيَر السلف ، مستروحين عظيم الأجر في الاتباع .

وثمة أمر آخر خطير وهو أن رواد هذا العلم الغربيين _ إن صح تسميته علماً _ هم دعاة الوثنية الجديدة (الهونا _ الشامانية ) التي تدعو أولا إلى تفعيل القوى الكامنة عن طريق الإيحاء ، والتنويم لتمام القدرة على التغيير من خلال التعامل مع اللاواعي وتنتهي بالاستعانة بأرواح الأسلاف – بزعمهم - والسحر وتأثيرات الأفلاك ، وإن كان ذلك ربما يسمى قوى النفس والقوى الكونية عند المدربين من غير المسلمين الذين ليس لهم أثارة من علم النبوات الصحيح عن العوالم الغيبية وليس لهم محجة بيضاء ينطلقون منها .
فالبرمجة اللغوية هي الخطوة الأولى في طريق دورات الطاقة وما يتبعها من استشفاءات شركية بخصائص مزعومة للأحجار والأشكال الهندسية والأهرام ورياضات استمداد الطاقة الكونية "الإلهية" المزعومة ، ومن ثم فإن سلم بعض الداخلين في البرمجة من آثارها السلبية على الفكر والمعتقد إلا أنهم فتحوا الطريق لغيرهم ممن سيتبع خطاهم إلى طريق لا يعلم منتهاه إلا الله وصدق ابن عباس رضي الله عنهما إذ قال : " من أخذ رأياً ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة رسول الله ؛لم يدر على ما هو منته إذا لقي الله " وحيثما تغيب المنهجية العلمية ، ويضعف التقدير لكنوز النقل تتفشى السطحية وتظهر التبعية ويكثر الدجل ولقد رأينا في هذه الدورات عجباً فهذا يخلل دورته التدريبية بما أسماه "إشراقات" أولها في مهارة الاستفادة من أشعة لا إله إلا الله ، والثانية في مهارة استغلال طاقة الأسماء الحسنى !! وآخر يزعم أنه يعلم ويدرب على تلك المهارة في الحفظ مثل التي كانت عند الإمام الشافعي ويخرّج من دورات القراءة الضوئية قادرين على حفظ القرآن في ثلاثة أيام !!
وفي الختام فإن من له أدنى بصيرة ليرى بكل وضوح واقع الإسفاف الفكري ، والضرر النفسي والاجتماعي ناهيك عن المتعلقات العقدية المتنوعة باختلاف المدارس والمدربين ؛ فيقف ملتاعاً مرتاعاً من العواقب الوخيمة التي تنتظر السائرين في هذا الطريق ، الذي روّاده في الغرب سحرة ومشعوذين راحوا يقتحمون عالم الغيب بعقولهم القاصرة ، وبإعانة شياطينهم . ثم راحوا يروجون لما وصلوا له من كشوف بمعارف سقيمة ظانين أن ما حصّلوه من قوى إنما هو من عند أنفسهم وباكتشاف قدراتهم الكامنة شأنهم في ذلك شأن باطنية الفلاسفة الذين قال عنهم شيخ الإسلام : ( باطنية الفلاسفة يفسرون الملائكة والشياطين بقوى النفس ... وانتهى قولهم إلى وحدة الوجود فإنهم دخلوا من هذا الباب حتى خرجوا من كل عقل ودين ) .
ومن هنا فإنني أذكر العقلاء من هذه الأمة أننا نعيش فتناً كقطع الليل المظلم تجعل الحليم حيران ، مما يتطلب تحرياً دقيقاً بعيداً عن تدليس المفتونين بهذه الوافدات ولو كانوا أهل صلاح ودعوة . أو صمتاً منجياً من بين يدي الله عز وجل . فالطريق وعرة خطرة أولها مستويات أربعة للبرمجة اللغوية العصبية قد لا يظهر فيها ذلك الأمر الخطير ( خصوصاً إذا كان المدرب حريصاً على أسلمتها ) ، ولكن بعد أن تألفها النفوس وتأخذ منها نهمتها تكون النهاية مروّعة فقد تكون خروجاً من كل عقل ودين كما حدث للفلاسفة القدامى أو بعضهم عبر مستويات دورات الهونا والشامانية التدريبية. ومما ينبغي التنبه له أن هذه الأفكار الوافدة لا يظهر خطرها منذ البداية كسائر البدع قال أحد السلف : " لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه ولكن يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه ، ثم يدخل عليك ببدعته فلعلها تلزم قلبك . فمتى تخرج من قلبك ؟ " . ثم إن تقنيات هذه الأفكار مدروسة بعناية كسائر تقنيات "النيو إيج" – العصر الجديد - الذين يشكلون طائفة ذات أثر ودين جديد في الغرب لا يهتم أصحابه بما يوجد أو يتبقى في أذهان أتباعهم من أفكار الديانات السماوية وغيرها ، إنما يهتمون بما يضاف إليه من أفكار حيث يثقون أن منهجهم الجديد والزمن كفيلان بترسيخ المفاهيم الجديدة وتلاشي المفاهيم القديمة .
هذا وقد اختلفت أقوال بعض أهل العلم بشأن البرمجة الغوية العصبية ما بين تحريم وجواز بينما توقف الكثيرون ،ومن المعلوم أن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره – ولابد من تصور كامل لا تصور مجتزء - ومن المعلوم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، لذا أدعو أهل العلم إلى دراسة متأنية في ضوء أبواب سد الذرائع وأحكام التعامل مع السحرة ، ووجوب تحرير الولاء والبراء ، وحكم العلم الذي سيؤخذ مختلطاً بمسألة استحضار الأرواح والسحر وهي عند المدرب الكافر ( إيقاظ قوى النفس وتفعيل الطاقات الكامنة )، وغيرها من المسائل والأصول التي نود أن يراجع القائلين بجوازها ما أبدوه من رأي خشية أن يزل عالَم بزلة عالِم .
وللعلم فإن رسوم دورة إعداد المدربين 2003م للشخص الواحد 35 ألف ريال للمدرب الأمريكي في مصر ، و20 ألف ريال للمدرب البريطاني في الخليج يدفعها إخواننا وأخواتنا عن طواعية لرؤوس الحرب على الإسلام فيما هم يعلقون منشورات الدعوة لمقاطعة البيبسي !!
موقع د.فوز الكردي