المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التّحذير من إثارة الفِتَن مع الحُكّام .


عَبِيرُ الإسلام
2015-03-07, 17:28
بسم الله الرّحمن الرّحيم

التّحذير من إثارة الفِتَن مع الحُكّام .


كلمة محدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى -

فقد قال - رحمه الله تعالى -:


( ثم قلت - وما أزال أقول - لهؤلاء الذين يدندنون حول تكفير حكّام المسلمين:
هَبُوا يا جماعة أنّ هؤلاء فعلا كفّار كفر ردّة، وأنّهم لو كان هناك حاكماً أعلى عليهم، واكتشف منهم أنّ كفرهم كفر ردة، لوجب على ذلك الحاكم أن يطبّق فيهم الحديث السابق: "مَن بدّل دينه فاقتلوه".


فالآن: ماذا تستفيدون أنتم من الناحية العملية إذا سلّمنا - جدلاً - أنّ كلّ هؤلاء الحكام هم كفّار كفر ردّة؟! ماذا يمكن أن تعملوا؟.


هؤلاء الكفّار احتلّوا كثيرا من بلاد الإسلام ونحن هنا - مع الأسف - ابتلينا باحتلال اليهود لفلسطين، فماذا أنتم ونحن نستطيع أن نعمل مع هؤلاء؛ حتّى تستطيعوا أنتم أن تعملوا مع الحكام الذين تظنون أنّهم من الكفار؟!.


هلا تركتم هذه النّاحية جانباً، وبدأتم بتأسيس وبوضع القاعدة التي على أساسها تقوم قائمة الحكومة المسلمة، وذلك باتّباع سُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ربَّى أصحابه عليها، ونَشّأهم على نظامها وأساسها.


وذلك ما نخن نعبّر عنه في كثير من مثل هذه المناسبة بأنّه لا بد لكلّ جماعة مسلمة تعمل بحق لإعادة حكم الإسلام ليس فقط على أرض الإسلام بل على الأرض كلّها، تحقيقاً لقوله تبارك وتعالى: ﴿هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون﴾ [الصف: 9].


وقد جاء في بعض الأحاديث الصّحيحة أنّ هذه الآية ستتحقّق فيما بعد.
فلكي يتمكّن المسلمون من تحقيق هذا النص القرآني، هل يكون البدأ بإعلان الثّورة على هؤلاء الحكّام الذين يظنّون فيهم أنّ كفرهم كفر ردّة؟ ثمّ مع ظنّهم هذا - وهو ظنّ خطأ - لا يستطيعون أن يعملوا شيئاً.


إذاً؛ لتحقيق هذا النّبأ القرآني الحق: ﴿هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كلّه﴾ [الصف: 9].


ما هو المنهج ما هو الطّريق ؟.


لا شك أنّ الطّريق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يدندن ويُذكّر أصحابه في كل خطبة: "وخير الهدي هدي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم".
إذا؛ فعلى المسلمين كافّة - وبخاصّة منهم مَن يهتم بإعادة الحكم بالإسلام على الأرض الإسلامية بل الأرض كلّها - أن يبدأ من حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما نكنّي نحن عنه بكلمتين خفيفتين: (التّصفية، والتّربية).
ذلك لأنّنا نحن نعلم حقيقة يغفل عنها - أو يتغافل عنها بالأصح لأنّه لا يمكن الغفل عنه - يتغافل عنها أولئك الغلاة، الذين ليس لهم إلاّ إعلان تكفير الحكّام، ثمّ لا شيء.


وسيظلّون كما ظلّت جماعة من قبلهم يدعون إلى إقامة حكم الإسلام على الأرض لكن دون أن يتّخذوا لذلك الأسباب المشروعة.


سيظلّون يعلنون تكفير الحكام، ثم لا يصدر منهم إلاّ الفتن !!.


والواقع في هذه السّنوات الأخيرة التي تعلمونها بدءاً من فتنة الحرم المكي، ثم فتنة مصر وقتل السادات،وذهاب دماء كثيرة من المسلمين الأبرياء بسبب هذه الفتنة

ثم أخيراً في سوريا، ثم الآن في الجزائر - مع الأسف - ..... إلخ.
كلّ هذا سببه أنّهم خالفوا نصوصا من الكتاب والسُنّة، من أهمّها :﴿ لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ﴾ [الأحزاب: 21].


إذًا؛ إذا نحن أردنا أن نقيم حكم الله عز وجل في الأرض هل نبدأ بقتال الحكام ونحن لا نستطيع أن نقاتلهم ؟ أم نبدأ بما بدأ به الرسول عليه السلام ؟.


لاشك أنّ الجواب: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ سنةٌ…﴾.


بماذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟.
تعلمون أنّه بدأ بالدّعوة بين الأفراد الذين كان يظن فيهم أنّهم عندهم استعداد لتقبّل الحق، ثم استجاب له مَن استجاب - كما هو معروف في السّيرة النبوية -، ثم الضّعف والشِّدَّة التي أصابت المسلمين في مكّة، ثم الأمر بالهجرة الأولى والثانية،.. إلى آخر ما بدأ به حتّى وطّد الله عز وجل الإسلام في المدينة المنورة، وبدأت هناك المناوشات، وبدأ القتال بين المسلمين وبين الكفّار من جهة، ثم اليهود من جهة أخرى … وهكذا.
إذاً؛ لا بد أن نبدأ نحن بالتّعليم ، كما بدأ الرّسول عليه الصلاة والسلام، لكن نحن لا نقول الآن بالتّعليم لماذا ؛ أي لا نقتصر فقط على كلمة تعليم الأمة الإسلام لأنّنا في وضع الآن من حيث أنّه دخل في التّعليم الإسلامي ما ليس من الإسلام بسبيل إطلاقا بل ما فيه يخري الإسلام ويقضي على الثّمرة التي يمكن الوصول إليها بالإسلام الصّحيح.


ولذلك فواجب الدّعاة الإسلاميين أن يبدءوا بما ذكرت آنفا بتصفية هذا الإسلام ممّا دخل فيه، من الأشياء التي تفسد الإسلام ليس فقط في فروعه في أخلاقه بل وفي عقيدته أيضا.


والشيء الثاني:أن يقترن مع هذه التّصفية تربية الشباب المسلم النّاشئ على هذا الإسلام المُصَفَّى.


ونحن إذا درسنا الجماعات الإسلامية القائمة الآن منذ نحو قرابة قرن من الزّمان، لوجدنا كثيرا منهم لم يستفيدوا إلى الآن، رغم صياحهم ورغم زعاقهم أنّهم يريدونها حكومة إسلامية، وربّما سفكوا دماء أبرياء كثيرة وكثيرة جدا، دون أن يستفيدوا من ذلك شيئاً إطلاقا.
فلا نزال نسمع منهم العقائد المخالفة للكتاب والسُنّة، وهم يريدون أن يقيموا دولة الإسلام.


وبهذه المناسبة نحن نقول هناك كلمة لأحد أولئك الدّعاة كنت أتمنى من أتباعه أن يلتزموها وأن يحقّقوها تلك الكلمة هي: " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم".


لأنّ المسلم إذا صحّح عقيدته بناءً على الكتاب والسُنّة، فلا شك أنّه من وراء ذلك ستصلح عبادته، ستصلح أخلاقه، سلوكه …إلخ.


لكن هذه الكلمة الطيّبة - في نقدي وفي نظري - لم يعمل عليها هؤلاء الناس، فظلّوا يصيحون بإقامة الدولة المسلمة… وصدق فيهم قول الشاعر:
ترجو النّجاة ولم تسلك مسالكها ***إنّ السّفينة لا تجري على اليَبَسِ


لعلّ فيما ذكرت كفاية جوابا عن هذا السؤال

.............................................



المصدر:

سلسلة الهدى والنور 670


https://www.google.com/url?q=http://www.alalbany.net/%3Fwpfb_dl%3D862&sa=U&ei=XSD7VIW0HMP2Uo-hgqgI&ved=0CAsQFjAD&client=internal-uds-cse&usg=AFQjCNEDLrG2YMyzh90fnVE5xrneWk7hJg

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-07, 19:47
آمين ...وفّقكم الله للحقّ والصّواب .

عبد القادر الطالب
2015-03-08, 11:04
ما شاء الله هكذا تكون المواضيع وإلا فلا
بارك الله فيك أختنا أمة الله هبة
لك جزيل الشكر والتقدير على كل ما تقدمينه من جهد في مجال التوعية
وأن يجعل كل ذلك في ميزان حسناتك يوم القيامة إن شاء الله

أم أمة الله الجزائرية
2015-03-08, 12:13
السلام عليكم
حفظك الله اختاه ورعاك وسدد على الحق خطاك
رحم الله الشيخ الالباني....

أبو همام الجزائري
2015-03-08, 16:04
يامن تفكر كيف تصل للحكم
لو فكرت بإصلاح نفسك لأشغلتك عيوبك عن الحكم
ألم ترى ابن مسعود رضي الله عنه قال لو كان للذنوب رائحة ماجلسني أحد
فكيف بنا نحن ونحن في آخر الزمان

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-08, 19:16
بسم الله الرّحمن الرّحيم


وبه أستعين ، وعليه أتوكّل وللعلم النّافع والعمل الصّالح أسأله أن يرزقني باليقين .


بارك الله فيكم جميعًا على هذه المؤازرة الطّيّبة التي تدعو إلى أن أقول أنّ الخير مازال في المسلمين ، وأنّ الدّعاة إلى الله مازالوا في السير إلى تحقيق الهدف المنشود من خلقنا وبه الغاية العظيمة من تحقيق التوحيد لله ربّ العالمين ، توحيدًا يُصلح القلوب والعقول والألسن والأعمال .

وبارك الله في مسئولي الأقسام الإسلامية على المجهودات التي يقومون بها دفاعًا عن منهج الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .


تحيّة خالصة من القلب ...إلى كلّ مَن سار على الحقّ وأحسن اختيار الدّرب إلى الله سبحانه فأنار العقول بالعلم وزيّن الجوارح بالأخلاق والأدب .


تحيّة ملؤها التّقدير والوقار وخفض الجناح إلى كلّ مؤمن يعلم ويعمل بكتاب ربّنا سبحانه ويتّبع منهج نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ويدعو بإحسان إلى هذا العلم والعمل .

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم " إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفّقه لعمل صالح قبل الموت "


أسأل الله أن يستعملنا وأن يختم لنا بالحُسنى .

وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك

manal_loma
2015-03-08, 22:32
شكراااااااااااا

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-09, 20:07
بسم الله الرّحمن الرّحيم

شكراااااااااااا


العفو أختي...نوّر الله طريقك بالعلم النّافع والعمل به .

aboubilal
2015-03-10, 23:29
الحكام هم الذين يثيرون الفتن
رخصوا بيع الخمور ، شجعوا العري و الزنا و الفساد و أحلوا الربا و فتحوا ابواب البلاد على مصراعيها للتصدير و الالحاد

شجعوا للهو و انفقوا الملاايير في المهرجانات و في المقابل منعوا الدعوة لدين الحق و شجوا الطريقة


من الذي يفتن من ؟
اتقوا الله في المسلمين و الساكت عن الحق شيطان أخرس

نَبيل
2015-03-10, 23:49
الحكام هم الذين يثيرون الفتن
رخصوا بيع الخمور ، شجعوا العري و الزنا و الفساد و أحلوا الربا و فتحوا ابواب البلاد على مصراعيها للتصدير و الالحاد

شجعوا للهو و انفقوا الملاايير في المهرجانات و في المقابل منعوا الدعوة لدين الحق و شجوا الطريقة


من الذي يفتن من ؟
اتقوا الله في المسلمين و الساكت عن الحق شيطان أخرس
الحكام هم الذين كذا..وكذا ..وكذا.. يعني أنت ملاك ..! يا هذا أسكت وكف لسانك عن الباطل وأستعد بالله من الشيطان رجيم

الأمير الصاعد
2015-03-10, 23:52
رحم الله الشيخ الألباني و أحسن اليه

شكرأ على هذا الموضوع

الاخ ياسين السلفي
2015-03-13, 15:31
بارك الله فيكوجزاك الله الجنة مع عائشة ام المؤمنين

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-13, 18:56
آمين وفيكم بارك الله .

aboubilal
2015-03-13, 23:29
الحكام هم الذين كذا..وكذا ..وكذا.. يعني أنت ملاك ..! يا هذا أسكت وكف لسانك عن الباطل وأستعد بالله من الشيطان رجيم


عوض أن تغاري على دين الله ما وجدت إلا هذا الكلام

سائلة عفو ربها
2015-03-14, 20:36
[size="5"]سلام عليكم .....بارك الل[ه فيك وفي مجهودك إن شاءالله في ميزان حسناتك ...موفقة لكل خير/size]

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-14, 20:52
بسم الله الرّحمن الرّحيم




سائلة عفو ربها

سلام عليكم .....بارك الله فيك وفي مجهودك إن شاءالله في ميزان حسناتك ...موفقة لكل خير





وعليكم السلام ورحمة الله .

وفيكِ بارك الله أختي...اللّهمّ استجب لدعائها ، ووفّقها لما تحبّه وترضاه عنها .

سعيدة جدًّا بمرورك الطّيّب أختي

zeos
2015-03-14, 20:58
أحسنت أخي الكريم

سعيد جيجل
2015-03-15, 12:06
سؤال كيف نقول في من طعن في ولاة الامور من الاخوان وخرج عليهم بالسيف مثلما فعل السيسي في مصر من قتل وخروج على الحاكم المسلم مهما كانت بدعته مرسي وخروج حفتر وجيشه على حكم ولاة الامور الاخوان وبعض السلفيين الحركيين في مصراتة وطرابلس وكيف نقول في من طعن في رئيس اخواني وهو على كرسي الحكم هل نقول ان كل من يخرج على الحاكم خارجي ان كان كذالك فالخوارج هم حكام مصر والجزائر وغيرها ارجوا الرد وبارك الله في جهد كل مخلص لتكون كلمىة الله هي العليا

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-15, 17:34
بسم الله الرّحمن الرّحيم




سؤال كيف نقول في من طعن في ولاة الامور من الاخوان وخرج عليهم بالسيف مثلما فعل السيسي في مصر من قتل وخروج على الحاكم المسلم مهما كانت بدعته مرسي وخروج حفتر وجيشه على حكم ولاة الامور الاخوان وبعض السلفيين الحركيين في مصراتة وطرابلس وكيف نقول في من طعن في رئيس اخواني وهو على كرسي الحكم هل نقول ان كل من يخرج على الحاكم خارجي ان كان كذالك فالخوارج هم حكام مصر والجزائر وغيرها ارجوا الرد وبارك الله في جهد كل مخلص لتكون كلمىة الله هي العليا





السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ الفاضل سعيد جيجل ، رغم اختلافي الكبير معكم في منطلق التّفكير ومنهجية الطّرح من قبل في مواضيع أخرى ، إلاّ أنّني أبقى دائمًا أراكم بنظرة أخوّة في الله يجمعنا دين الإسلام ، والمسلم أخو المسلم يحاوره ويناصحه ، فإن بغى أحدهما على الآخر ، تقف المسألة عند حدّ المسئولين في ردع الظالم والدفاع عن المظلوم .

وعلى هذا الأساس أنا أريد أن أعطيك نقاط مهمّة جدًّا ، تنفعني أنا إن شاء الله قبل أن يصل النّفع إليك ، وإلى إخواني وأخواتي في الله .

إنّ مسألة خروج فئة معيّنة في مصر قبل الفتنة بدأت بمظاهرات ومسيرات تنادي بتنحية الرّئيس حسني مبارك ينهى عنها الشّرع الحكيم ، لأنّ هذه المطالب كانت في صورة خروج عن الحاكم المسلم ، ورغم مخالفاته الكثيرة لأحكام الإسلام وحقوق المسلمين لم يستطع تكفيره أحد من علماء السُّنّة ، فمخالفاته لاتصل إلى حدّ القول بخلق القرآن الذي قال بها أمراء العهود الإسلامية السّابقة وقد أجبروا كثير من العلماء بالقول بهذه العقيدة الخبيثة.

يعني كانت مخالفات حسني مبارك أهون بكثير من عقائد باطلة تبنّاها بعض أمراء العهود السّابقة ، ومع هذا كان الخروج لأهل مصر ليس لطلب الحكم بالإسلام في أوّل مرّة بل كانت لمطالب دنيوية مثلها مثل ما حدث في سوريا واليمن وتونس وليبيا ...واللاّفتات كانت أكبر دليل على مطالبهم .

ومع هذا كان المطالبون بتغيير رئيس مصر حسني مبارك ، يحملون عقائد مختلفة و بأفكار متباينة وطموحات وآمال ترتبط على حسب إيديولوجيات وعقائد يتبنّاها المطالبون بتغيير الحكم .

فالخروج الأوّل عن الرئيس حسني مبارك ، ألاتعتبره خروجًا مُنْهَى عنه ، وخروجًا عن ولي أمر نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن منازعته في أمره وإن ظلمك ، وإن قصم ظهرك وإن أخذ مالك ، فالمنكرات التي كان يقوم بها هي في ميزان سيّئاته ، وعلى الدعاة والعلماء مناصحته في السّرّ ، فإن أبى بَرِئَت ذمّتهم ، والله حسيبه ، لأنّهم لو أعلنوا مناصحته أمام الملأ لكانت الكارثة.

لكن بالفعل ، كانت الكارثة ، رغم أنّ علماء السُّنّة قد حذّروا الشّعوب من مغبّة الوقوع في محاذير ، تُفضي إلى سفك دماء وإهدار أموال وأنفس وانتهاك حُرمات من الذين لايخافون الله في غيرهم .

لقد بحت حناجر العلماء بنداء المسلمين سواء في الجزائر أو مصر أو سوريا أو غيرها من البلدان المسلمة وتحذيرهم من إثارة الفتن مع الحكّام ، وهم أعلم بما يصلح للأمّة وما يفسد طريقها نحو السؤدد والإزدهار والرقيّ كما يريده الله لنا (وهو أعلم بما ينفع خلقه وما يضرّهم) ولسنا كما نريد نحن بعقولنا القاصرة ، لكن إذا كما تقول الحكمة : إذا أقبلت الفتنة لم يعرفها سوى العلماء الفطناء ، وإذا أدبرت عرفها أغبى الأغبياء .

وعندما تجاوز أهل مصر الحدود الشّرعية ، وكان الحكم للرئيس مرسي بالإنتخابات التي يحرّمها علماء السُّنّة تحريمًا مطلقًا لما فيها من مفاسد الإختلاط بأعضاء المجالس الإنتخابية الذين يحملون عقائد مختلفة ، وباختلاط النساء في تلك الإنتخابات ومجالسها ...فقد كان الأمر كما تقول القاعدة الشرعية : " فَمَا بُنِيَ على باطل فَهُو باطل " .

هل تعرف أنّ الباطل والذين يناصرونه ، تقوم لهم قائمة وينتصرون ويثبتون على باطلهم ويُدَعَّم باطلهم من الله سبحانه ، والله لايحبّ المفسدين ؟

فالذي بنى أمره على باطل فأكيد سوف ينهار بنيانه مع هبوب أوّل ريح تمرّ عليه . لأنّ الذي يريد الحقّ ويطلبه ، لايسير إلاّ وفق شروط أهل الحقّ وهم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء ، مهما كلّفه ذلك السّير ...من هضمٍ لحقوق و قمعٍ لحرّيات ....لأنّه يعلم في الأخير أنّ النّصر للّذي نصر الحق وأهله مهما طال أمده .

وقد صدق الشيخ الألباني رحمه الله كما قيل عنه ، أنّه قال : ( الطّريق إلى الله طويل ، ونحنُ نمشي فيه كالسّلحفاة ، لايهمّنا الوصول إلى نهاية الطّريق ، بقدر ما يهمّنا أن نموت على الطّريق ).

مامعنى هذا الكلام ؟

إذا كنّا نريد أن نؤسّس بنيان إسلامي صحيح نبنيه على قاعدة صحيحة ، وهذه القاعدة تتطلّب منّا التّروي ، وطول البال والصّبر ، لأنّ أصحاب هذا الطّريق سينالون من الشّقاء والإبتلاء على حسب درجة إيمانهم وصبرهم ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل)) .

والطريق الذي نبنيه ونسير عليه كالسلحفاة التي تعني التّروي والصّبر في تجاوز العقبات هو الطريق الذي نصل به إلى السّلامة والنّجاة .

فيقول رحمه الله : ( لايهمّنا الوصول إلى نهاية الطّريق بقدر ما يهمّنا أن نموت على الطّريق ) أو كما قال الشيخ رحمه الله..

فالعلماء لايرون إقامة دولة إسلامية هي الغاية من خلقنا ، وإنّما هي وسيلة ، والوسيلة إذا تعذّرت لايعني أنّنا نموت كفّارًا أو على طريق منحرف .

فالأهمّ عند العلماء هو أن نسير على المنهج الربّاني الصّحيح الذي بيّنه الله سبحانه لنبيّه صلى الله عليه وسلم ، وأمره بتبليغه لأمّته ، والذي يحمل عقيدة الغاية من خلقنا وهي توحيد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، ونشر هذا التوحيد بين الناس ، وقد جاء نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً للعالمين ، وليس لقومه فقط ، ومعنى هذا أنّ مهمّة تبليغ الناس الغاية التي خُلِقُوا من أجلها ليس بالأمر الهيّن .

والسّير على هذا المنهج الربّاني السّليم ، بإخلاص لله ومتابعة حقيقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ننال بها حُسن الخاتمة .

هذه هو ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله : ( بقدر ما يهمّنا أن نموت على الطّريق : أي على صراطٍ مستقيم ).


فهل الرئيس مرسي سار وفق هذا الطّريق الربّاني حتّى يحفظ له الله سبحانه مكانته وقد طلب الإمارة مثل غيره ؟.

قال الشوكاني -رحمه الله-: «طريقها أن يجتمع جماعةٌ من أهل الحلِّ والعقد فيعقدون له البيعة ويقبل ذلك، سواء تقدَّم منه الطلب لذلك أم لا، لكنَّه إذا تقدَّم منه الطلب فقد وقع النهي الثابت عنه صلَّى الله عليه وسلَّم عن طلب الإمارة(١١)، فإذا بويع بعد هذا الطلب انعقدت ولايتُه وإن أَثِمَ بالطلب ) (1).


وانقلاب السيسي جاء نتيجة المخالفات الأولى ...التي قام عليها حكم الرئيس مرسي ، فكما كان للرئيس مرسي مَن يقوّي شوكته ويدعّمه ، فهناك جماعات أخرى في مصر ضد ما يذهب إليه الرئيس مرسي ، وهي التي دعّمت السيسي في الإنقلاب ....( خاصّة أنّ مصر تحمل عقائد شتى من الصوفية والأشعرية والشيعة والمسيحية واليهودية ) .

والإنقلابات تتوالى على دول الإسلام عصر بعصر ، ولاتنتهي إلاّ بفتن وسفك دماء أبرياء وانتهاك حرمات ، وسلب أموال إلى غير ذلك...


هذه حصائد مَن خالف أمر الله واتّبع هواه ، سواء في الجزائر أو في مصر أو في أيّ دولة تدين الله بدين الإسلام وتسلّم زمام أمورها وعقائدها إلى مَن خالف سبيل المؤمنين ...


أسأل الله أن يردّ المسلمين إلى دينهم ردًّا جميلاً ، وأن يوفّقهم لما يحبّه ويرضاه عنهم ، على أن يكون حماة لعقيدة واحدة تجمعهم ومنهج واحد يربطهم ، ولكن هذه لا تأتي إلاّ في آخر الأزمنة التي ينزل فيها المهدي ، يقيم العدل ويقمع الظلم ، ويضبط الحدود . فَلِمَ الإستعجال ؟

وقد جاء في الحديث الصحيح عن خباب بن الأرت قال : قلنا : يا رسول الله ، ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا ؟ فقال : " إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه ، لا يصرفه ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه ، لا يصرفه ذلك عن دينه " . ثم قال : " والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم قوم تستعجلون " .(2)


أسأل الله لي ولإخواني وأخواتي المغفرة وحسن الخاتمة .

------------------------------------------------------------------------------------------------

(1) كلام الإمام الشوكاني منقول من مقال الشيخ فركوس حفظه الله بعنوان : في طرق تنصيب إمام المسلمين وتقرير وجوب الطاعة وبذل النصيحة

(2) الحديث من تفسير ابن كثير لسورة البقرة 214 .



وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-15, 17:38
بسم الله الرّحمن الرّحيم


في طرق تنصيب إمام المسلمين وتقرير وجوب الطاعة وبذل النصيحة


الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، أمّا بعد:

فلا يخفى أنَّ إمامة المسلمين أمانةٌ عظمى ومسؤوليَّةٌ كبرى، لا قيام للدِّين إلاَّ بها، ولا تنتظم مصالح الأمَّة إلاَّ بسلطانٍ مطاعٍ، ولا يستطيع القيام بها إلاَّ من كان على درجةٍ من التأهُّل تمكِّنه من حملها، فمن قام بهذه المسؤوليَّة -في حدود القدرة والطاقة- على خير وجهٍ، وأدَّى هذه الأمانة بصدقٍ وإخلاصٍ كان في عِداد من يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه(١).

وسياسة الناس وَفْق شرع الله تعالى من أعظم واجبات إمام المسلمين، وهو مطلبٌ جوهريٌّ أساسيٌّ، لا تتحقَّق متطلَّبات الرَّعية وما تنشده من حفظ الدين وإقامة العدل وإزالة الظلم إلاَّ تبعًا لتحقيق ذاك المطلب العزيز، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الحج: ٤١]، وصلاحُ الرعية وفسادُها متوقِّفٌ على أولي الأمر، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وأولو الأمر أصحاب الأمر وذووه؛ وهم الذين يأمرون الناس؛ وذلك يشترك فيه أهل اليد والقدرة وأهل العلم والكلام؛ فلهذا كان أولو الأمر صنفين: العلماء والأمراء، فإذا صلَحوا صلَح الناس، وإذا فسَدوا فسَد الناس»(٢).

هذا، وإنَّ من أعظم الأدلَّة على وجوب نصبِ الإمام الأعظم وبذلِ البيعة له قولَه صلَّى الله عليه وسلَّم: «وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ عَلَيْهِ إِمَامُ جَمَاعَةٍ فَإِنَّ مَوْتَتَهُ مَوْتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ»(٣)، وقوله: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»(٤)، «وذلك أنَّ أهل الجاهلية لم يكن لهم إمامٌ يجمعهم على دينٍ ويتألَّفهم على رأيٍ واحدٍ، بل كانوا طوائفَ شتَّى وفرقًا مختلفين، آراؤهم متناقضةٌ وأديانهم متباينةٌ، وذلك الذي دعا كثيرًا منهم إلى عبادة الأصنام وطاعة الأزلام»(٥)، ولأنَّ المقصود من نصب الإمام الأعظم هو اجتماعُ الكلمة ولمُّ الشمل، وإقامةُ الدين وتنفيذُ أحكام الله تعالى، ورفعُ الظلم ونشرُ العدل، وصيانة الأعراض واستتبابُ الأمن، وفضُّ المنازعات، والأخذُ على يد الظَّالم وإنصافُ المظلوم، وجهادُ أعداء الإسلام، وحمايةُ حوزة البلاد وحفظُ بيضة المسلمين، وقمعُ الشَّرِّ والفساد، وأخذُ الحقوق الواجبة على ما اقتضاه الشرع، ووضعُها في مواضعها الشرعية، قال الجويني -رحمه الله-: «ولا يرتاب من معه مَسْكةٌ من عقلٍ أنَّ الذبَّ عن الحوزة، والنضالَ دون حفظ البيضة محتومٌ شرعًا، ولو تُرك الناس فوضى لا يجمعهم على الحقِّ جامعٌ، ولا يَزَعُهم وازعٌ، ولا يردعهم عن اتِّباع خطوات الشيطان رادعٌ، مع تفنُّن الآراء وتفرُّق الأهواء؛ لانتثر النظام، وهلك العظام، وتوثَّبت الطَّغام(٦) والعوامُّ، وتحزَّبت الآراء المتناقضة، وتفرَّقت الإرادات المتعارضة، وملك الأرذلون سراةَ الناس، وفُضَّت المجامع، واتَّسع الخرقُ على الراقع، وفَشَتِ الخصوماتُ، واستحوذ على أهل الدين ذوو العرامات(٧)، وتبدَّدت الجماعات، ولا حاجةَ إلى الإطناب بعد حصول البيان، وما يَزَعُ الله بالسلطان أكثرُ مما يَزَعُ بالقرآن»(٨)، لذلك كانت الإمامةُ موضوعةً لخلافة النبوَّة في حفظ الدِّين وسياسة الدنيا، قال ابن خلدون -رحمه الله-: «إنَّ نصْبَ الإمام واجبٌ قد عُرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين؛ لأنَّ أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عند وفاته بادروا إلى بيعة أبي بكرٍ رضي الله عنه وتسليمِ النظر إليه في أمورهم، وكذا في كلِّ عصرٍ من بعد ذلك، ولم تُترك الناسُ فوضى في عصرٍ من الأعصار، واستقرَّ ذلك إجماعًا دالاًّ على وجوب نصب الإمام»(٩).


هذا، وانعقاد الإمامة الكبرى يتمُّ بإحدى الطُّرق التَّالية:


* الطريق الأول: الاختيار والبيعة من أهل الحل والعقد:

أهل الحلِّ والعقد من قادة الأمَّة الذين يتَّصفون بالعلم والرَّأي والمشورة والتوجيه مخوَّلٌ لهم اختيار إمام المسلمين -نيابةً عن الأُمَّة- وَفْق شروطِ ومعاييرِ الإمامة الكبرى، فإذا ما بايعه أهل الحلِّ والعقد ثبتت له بذلك ولاية الإمام الأعظم، ولزمت طاعتُه، وحَرُمت مخالفتُه فيما يأمر به وينهى بالمعروف، وليس من شروط ثبوت الإمامة والطاعة أن يكون كلُّ مسلم من جملة المبايعين له، وإنما تلزم بيعةُ أهل الحلِّ والعقد كلَّ واحدٍ ممن تَنْفُذُ فيه أوامره ونواهيه، لأنَّ المسلمين أمَّةٌ واحدةٌ وجسدٌ واحدٌ، تجمعهم الأخوَّة الإيمانية وتربطهم العقيدة الإسلامية، وهم في الحقوق والحرمات سواءٌ؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «المُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ، وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ، لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلاَ ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ»(١٠).

قال الشوكاني -رحمه الله-: «طريقها أن يجتمع جماعةٌ من أهل الحلِّ والعقد فيعقدون له البيعة ويقبل ذلك، سواء تقدَّم منه الطلب لذلك أم لا، لكنَّه إذا تقدَّم منه الطلب فقد وقع النهي الثابت عنه صلَّى الله عليه وسلَّم عن طلب الإمارة(١١)، فإذا بويع بعد هذا الطلب انعقدت ولايتُه وإن أَثِمَ بالطلب، هكذا ينبغي أن يُقال على مقتضى ما تدلُّ عليه السنَّة المطهَّرة، ... والحاصل أنَّ المعتبر هو وقوع البيعة له من أهل الحلِّ والعقد، فإنها هي الأمر الذي يجب بعده الطاعةُ ويَثْبُتُ به الولاية وتحرم معه المخالفة، وقد قامت على ذلك الأدلَّة وثبتت به الحجَّة...»، ثمَّ قال: «قد أغنى الله عن هذا النهوض وتجشُّم السفر وقطعِ المفاوز ببيعةِ مَن بايع الإمامَ من أهل الحلِّ والعقد، فإنها قد ثبتت إمامته بذلك ووجبت على المسلمين طاعتُه، وليس من شرط ثبوت الإمامة أن يبايعه كلُّ من يصلح للمبايعة، ولا من شرط الطاعة على الرجل أن يكون من جملة المبايعين، فإنَّ هذا الاشتراط في الأمرين مردودٌ بإجماع المسلمين: أوَّلهم وآخرهم، سابقهم ولاحقهم»(١٢).

وبهذا الطريق تمَّت مبايعة أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه، فثبتت خلافته بالبيعة والاختيار(١٣) في سقيفة بني ساعدة، قال القرطبي -رحمه الله-: «وأجمعت الصحابة على تقديم الصدِّيق بعد اختلافٍ وقع بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة في التعيين»(١٤).


* الطريق الثّاني: ثبوت البيعة بتعيين ولي العهد:

وذلك بأن يعهد وليُّ الأمر إلى من يراه أقدر على مهمَّة حماية الدِّين وسياسة الدنيا، فيخلفه مِن بعدِه، فإنَّ بيعته على الإمامة تلزم بعهدِ مَن قبله، كمثل ما وقع مِن عهدِ أبي بكرٍ لعمر رضي الله عنهما، فإنَّ الصدِّيق رضي الله عنه لَمَّا حضرَتْه الوفاة عَهِد إلى عمر رضي الله عنه في الإمامة، ولم ينكر ذلك الصحابة رضي الله عنهم، وقد اتَّفقت الأمة على انعقاد الإمامة بولاية العهد، وقد عَهِدَ معاوية رضي الله عنه إلى ابنه يزيد كما عَهِدَ غيرُهم، ويدلُّ عليه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أعطى الراية يوم مؤتة زيد بن حارثة وقال: «فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ -أَوِ اسْتُشْهِدَ- فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرٌ، فَإِنْ قُتِلَ -أَوِ اسْتُشْهِدَ- فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ»(١٥)، فاستُشهدوا جميعًا، ثم أخذها خالد بن الوليد ولم يكن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تقدَّم إليه في ذلك، والحديث دلَّ على وجوب نصب الإمام والاستخلاف، قال الخطَّابي: «فالاستخلاف سنَّةٌ اتَّفق عليها الملأ من الصحابة، وهو اتِّفاق الأمة، لم يخالف فيه إلا الخوارج والمارقة الذين شقُّوا العصا وخلعوا ربقة الطاعة»(١٦).


* الطريق الثَّالث: ثبوت البيعة بتعيين جماعة تختار ولي العهد.

وذلك بأن يعهد وليُّ الأمر الأوَّل إلى جماعةٍ معدودةٍ تتوفَّر فيها شروط الإمامة العظمى، لتقوم باختيار وليِّ العهد المناسب فيما بينهم يتوالَوْن عليه ويبايعونه، كمثل ما فعل عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، حيث عَهِدَ إلى نفرٍ من أهل الشورى لاختيار واحدٍ منهم، قال الخطَّابي -رحمه الله-: «ثم إنَّ عمر لم يُهملِ الأمر ولم يُبطلِ الاستخلاف، ولكنْ جعله شورى في قومٍ معدودين لا يعدوهم، فكلُّ من أقام بها كان رضًا ولها أهلاً، فاختاروا عثمان وعقدوا له البيعة»(١٧)، ثم لَمَّا استُشهد عثمان رضي الله عنه بايعوا عليًّا رضي الله عنه.


* الطريق الرابع: ثبوت البيعة بالقوّة والغلبة والقهر.

إذا غلب على الناس حاكمٌ بالقوَّة والسيف حتَّى أذعنوا له واستقرَّ له الأمر في الحكم وتمَّ له التمكين، صار المتغلِّبُ إمامًا للمسلمين وإن لم يستجمع شروطَ الإمامة، وأحكامُه نافذةٌ، بل تجب طاعتُه في المعروف وتحرم منازعتُه ومعصيته والخروج عليه قولاً واحدًا عند أهل السنَّة، ذلك لأنَّ طاعته خيرٌ من الخروج عليه، لِما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء، ولِما في الخروج عليه من شقِّ عصا المسلمين وإراقة دمائهم، وذهاب أموالهم وتسلُّطِ أعداء الإسلام عليهم، قال الإمام أحمد -رحمه الله-: «ومن خرج على إمامٍ من أئمَّة المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه وأقرُّوا له بالخلافة بأيِّ وجهٍ كان بالرضا أو الغلبة؛ فقد شقَّ هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فإن مات الخارج مات ميتةً جاهليّةً، ولا يحلُّ قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحدٍ من الناس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنَّة والطريق»(١٨).

وقد حكى الإجماعَ على وجوب طاعة الحاكم المتغلِّب الحافظُ ابن حجر في «الفتح»(١٩)، والشيخ محمَّد بن عبد الوهَّاب في «الدرر السنية»(٢٠).

قلت: ومن الإمامة التي انعقدت بالغلبة والقوَّة ولاية عبد الملك بن مروان، حيث تغلَّب على الناس بسيفه واستتبَّ له الأمر في الحكم، وصار إمامًا حاكمًا بالغلبة، ومن ذلك ولاية بني أميَّة في الأندلس: انعقدت لهم بالاستيلاء والغلبة، مع أنَّ الخلافة كانت قائمةً في بغداد للعبَّاسيِّين.

فهذه هي الطُّرق التي تثبت بها الإمامة الكبرى، فتنعقد بالاختيار والاستخلاف سواء بتعيين وليِّ عهدٍ مستخلَفٍ أو بتعيين جماعةٍ تختار من بينها وليَّ عهدٍ، وهما طريقان شرعيَّان متَّفقٌ عليهما، فإذا بايعه أهل الحلِّ والعقد بالاختيار لزمت بيعتُهم سائرَ من كان تحت ولايته، كما تلزمهم البيعةُ الحاصلة بالاستخلاف، وكذا المنعقدة عن طريق القهر والغلبة، فالبيعة حاصلةٌ على كلِّ أهل القطر الذي تولَّى فيه الحاكمُ المستخلَف أو المتغلِّب ممَّن يدخلون تحت ولايته أو سلطانه.

أمَّا انعقاد الولاية أو الإمامة العظمى بأساليب النُّظُم المستوردة الفاقدة للشرعية الدينية -فبغضِّ النظر عن فساد هذه الأنظمة وخطر العمل بها على دين المسلم وعقيدته- فإنَّ منصب الإمامة أو الولاية يثبت بها ويجري مجرى طريق الغلبة والاستيلاء والقهر، وتنعقد إمامة الحاكم وإن لم يكن مستجمِعًا لشرائط الإمامة، ولو تمكَّن لها دون اختيارٍ أو استخلافٍ ولا بيعةٍ.

قال النوويُّ -رحمه الله-: «وأمَّا الطريق الثالث فهو القهر والاستيلاء، فإذا مات الإمام، فتصدَّى للإمامة من جمع شرائطها من غير استخلافٍ ولا بيعةٍ، وقهر الناس بشوكته وجنوده، انعقدت خلافتُه لينتظم شملُ المسلمين، فإن لم يكن جامعًا للشرائط بأنْ كان فاسقًا أو جاهلاً فوجهان، أصحُّهما: انعقادها لما ذكرناه، وإن كان عاصيًا بفعله»(٢١)، وعليه، تلزم طاعتُه ولو حصل منه ظلمٌ وجَوْرٌ، ولا يطاع إلاَّ في المعروف دون المعصية؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ»(٢٢)، وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»(٢٣).

قال أبو الحسن الأشعري -رحمه الله- -وهو يعدِّد ما أجمع عليه السلف من الأصول-: «وأجمعوا على السَّمع والطَّاعة لأئمَّة المسلمين، وعلى أنَّ كلَّ من وَلِيَ شيئًا من أمورهم عن رضًى أو غلبةٍ وامتدَّت طاعتُه من بَرٍّ وفاجرٍ لا يلزم الخروجُ عليهم بالسيف، جار أو عدل»(٢٤).

وقال الصابوني -رحمه الله-: «ويرى أصحاب الحديث الجمعةَ والعيدين، وغيرَهما من الصلوات خلف كلِّ إمامٍ مسلمٍ بَرًّا كان أو فاجرًا، ويَرَوْنَ جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جَوَرَةً فَجَرَةً، ويَرَوْنَ الدعاءَ لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح وبَسْطِ العدل في الرعية، ولا يَرَوْنَ الخروج عليهم وإن رَأَوْا منهم العدول عن العدل إلى الجَوْرِ والحيف، ويَرَوْنَ قتال الفئة الباغية حتَّى ترجع إلى طاعة الإمام العدل»(٢٥).

وقال ابن تيميَّة -رحمه الله-: «فأهل السنَّة لا يطيعون ولاة الأمور مطلقًا، إنما يطيعونهم في ضمن طاعة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، كما قال تعالى: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: ٥٩]»(٢٦)، وقال -رحمه الله- -أيضًا-: «ولهذا كان مذهبُ أهل الحديث تَرْكَ الخروج بالقتال على الملوك البغاة، والصبرَ على ظلمهم إلى أن يستريحَ بَرٌّ أو يُستراحَ من فاجرٍ»(٢٧).

وقال النووي -رحمه الله-: «لا تُنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم ولا تعترضوا عليهم إلا أن تَرَوْا منهم منكرًا محقَّقًا تعلمونه من قواعد الإسلام، فإذا رأيتم ذلك فأَنْكِروه عليهم وقولوا بالحقِّ حيث ما كنتم، وأمَّا الخروج عليهم وقتالُهم فحرامٌ بإجماع المسلمين، وإن كانوا فَسَقَةً ظالمين، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرتُه، وأجمع أهل السنَّة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق»(٢٨).

أمَّا إن تولَّى الكافرُ الحُكْمَ: فإن توفَّرت القدرة والاستطاعة على تنحيته وتبديله بمسلمٍ كفءٍ للإمامة مع أمن الوقوع في المفاسد وجبت إزالته إجماعًا، لأنَّ الله تعالى قال: ﴿وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: ٥٩]، والكافرُ لا يُعدُّ من المسلمين، وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لاَ، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ»(٢٩)، وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ»(٣٠)، وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لاَ، مَا صَلَّوْا»(٣١)، قال ابن حجر -رحمه الله-: «وملخَّصه أنَّه ينعزل بالكفر إجماعًا، فيجب على كلُّ مسلم القيامُ في ذلك: فمن قَوِيَ على ذلك فله الثَّواب، ومن داهن فعليه الإثم»(٣٢).

فإن عجزوا عن إزالته وإقامة البديل، أو لا تنتظم أمور السِّياسة والحكم بإزالته في الحال خشيةَ الاضطراب والفوضى وسوء المآل؛ فالواجب الصَّبر عليه وهم معذورون، لقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: ١٦]، وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»(٣٣)، وهذا أحقُّ موقفًا من الخروج عليه؛ لأنَّ «دَرْءَ المَفَاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ المَصَالِحِ»؛ لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: ١٩٥].

قال العلاَّمة ابن باز -رحمه الله-: «إذا رأى المسلمون كفرًا بواحًا عندهم من الله فيه برهان فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرةٌ، أمَّا إذا لم تكن عندهم قدرةٌ فلا يخرجون، أو كان الخروج يسبِّب شرًّا أكثر، فليس لهم الخروج، رعايةً للمصالح العامَّة، والقاعدة الشرعية المجمع عليها أنه: لا يجوز إزالة الشرِّ بما هو أشرُّ منه، بل يجب درء الشرِّ بما يزيله أو يخفِّفه، أمَّا درء الشرِّ بشرٍّ أكثرَ فلا يجوز بإجماع المسلمين»(٣٤).

قلت: وتُلْحَق هذه الصورة بالمرحلة المكِّيَّة التي كان عليها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه قبل الهجرة، فقد كانوا تحت ولاية الكفَّار، وقد أُمروا فيها بالدعوة إلى الله تعالى وكفِّ الأيدي عن القتال والصبر حتى يفتح الله عليهم أَمْرهم ويفرِّج كربهم وهو خير الفاتحين، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [النساء: ٧٧].

هذا، وجديرٌ بالتَّنبيه أنَّه إذا تعدَّد الأئمَّة والسلاطين فالطاعة بالمعروف إنَّما تجب لكلِّ واحدٍ منهم بعد البيعة له على أهل القطر الذي تَنْفُذُ فيه أوامره ونواهيه، وضمن هذا السياق يقول الشوكاني -رحمه الله-: «وأمَّا بعد انتشار الإسلام واتِّساع رقعته وتباعُد أطرافه، فمعلومٌ أنه قد صار في كلِّ قطرٍ أو أقطارٍ الولايةُ إلى إمامٍ أو سلطانٍ، وفي القطر الآخَرِ أو الأقطار كذلك، ولا ينفذ لبعضهم أمرٌ ولا نهيٌ في قطر الآخر وأقطاره التي رجعت إلى ولايته، فلا بأس بتعدُّد الأئمَّة والسلاطين، ويجب الطاعة لكلِّ واحدٍ منهم بعد البيعة له على أهل القطر الذي ينفذ فيه أوامره ونواهيه، وكذلك صاحب القطر الآخر، فإذا قام من ينازعه في القطر الذي قد ثبتت فيه ولايته وبايعه أهله كان الحكم فيه أن يُقتل إذا لم يتبْ، ولا تجب على أهل القطر الآخر طاعتُه ولا الدخول تحت ولايته لتباعُد الأقطار، ...

فاعرفْ هذا فإنه المناسب للقواعد الشرعية، والمطابق لما تدلُّ عليه الأدلَّة، ودَعْ عنك ما يقال في مخالفته، فإنَّ الفرق بين ما كانت عليه الولاية الإسلامية في أوَّل الإسلام وما هي عليه الآن أوضَحُ من شمس النهار، ومن أنكر هذا فهو مباهتٌ لا يستحقُّ أن يُخَاطَبَ بالحجَّة لأنه لا يعقلها»(٣٥).


والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين وسلّم تسليمًا.


الجزائر في: ٠٤ ربيع الثاني ١٤٣٢ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٩ مارس ٢٠١١م

------------------------------------------------------------------------------------------

(١) في حديث أبي هريرة الذي أخرجه البخاري في «الأذان» باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد (٦٦٠)، ومسلم في «الزكاة» (١/ ٤٥٧) رقم (١٠٣١) عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: الإِمَامُ العَادِلُ،...» الحديث.
(٢) «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٢٨/ ١٧٠).
(٣) أخرجه الحاكم في «مستدركه» (١/ ٧٧) رقم (٢٥٩، ٤٠٣)، من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما، وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٢/ ٦٧٧) رقم (٩٨٤).
(٤) أخرجه مسلم في «الإمارة» (١٨٥١) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(٥) «العزلة» للخطَّابي (٥٧-٥٨).
(٦) الطَّغام: أراذل الناس وأوغادهم، ويطلق -أيضًا- على الأحمق. [انظر: «القاموس المحيط» للفيروز آبادي (١٤٦٣)].
(٧) العرامة: الشدَّة والشراسة والقوّة والجهل والأذى. [انظر: «القاموس المحيط» للفيروز آبادي (١٤٦٧)، «لسان العرب» لابن منظور (١٢/ ٣٩٥)].
(٨) «غياث الأمم» للجويني (٢٣-٢٤).
(٩) «المقدّمة» لابن خلدون (١٧١).
(١٠) أخرجه أبو داود في «الجهاد» باب في السريَّة تردّ على أهل العسكر (٢٧٥١) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه، وصحَّحه الألباني في «إرواء الغليل» (٧/ ٢٦٦) رقم (٢٢٠٨).
(١١) من حديث عبد الرحمن بن سمرة قال: قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا...» الحديث. [أخرجه البخاري في «الأحكام» باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها (٧١٤٦)، ومسلم في «الأيمان» (١٦٥٢)].
(١٢) «السيل الجرّار» للشوكاني (٤/ ٥١١-٥١٣).
(١٣) ومن العلماء من يرى أنّ خلافته ثبتت بالنصّ والإشارة من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم. [انظر: «شرح العقيدة الطحاويّة» لابن أبي العزّ الحنفي (٥٣٣)].
(١٤) «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (١/ ٢٦٤).
(١٥) أخرجه أحمد في «مسنده» (١٧٥٠)، من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما. وصحَّحه أحمد شاكر في تحقيقه ﻟ «مسند أحمد» (٣/ ١٩٢)، والألباني في «أحكام الجنائز» (٢٠٩).
(١٦) «معالم السنن» للخطَّابي مع «سنن أبي داود» (٣/ ٣٥١).
(١٧) المصدر السابق، الجزء والصفحة نفسهما.
(١٨) «المسائل والرسائل» للأحمدي (٢/ ٥).
(١٩) «فتح الباري» لابن حجر (١٣/ ٧) وقد حكاه عن ابن بطَّال -رحمه الله-.
(٢٠) «الدرر السنية في الأجوبة النجديّة» (٧/ ٢٣٩).
(٢١) «روضة الطالبين» للنووي (١٠/ ٤٦).
(٢٢) أخرجه البخاري في «الأحكام»، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية (٧١٤٥)، ومسلم في «الإمارة» (١٨٤٠)، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(٢٣) أخرجه أحمد في «مسنده» (١٠٩٥)، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وصحَّحه أحمد شاكر في تحقيقه ﻟ «مسند أحمد» (٢/ ٢٤٨)، والألباني في «صحيح الجامع» (٧٥٢٠).
(٢٤) «رسالة إلى أهل الثغر» للأشعري (٢٩٦).
(٢٥) «عقيدة السلف» للصابوني (٩٢).
(٢٦) «منهاج السنّة» لابن تيميّة (٢/ ٧٦).
(٢٧) «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٤/ ٤٤٤).
(٢٨) «شرح النووي على مسلم» (١٢/ ٢٢٩).
وللمزيد يمكن مراجعة المصادر التالية: «الاعتقاد» للبيهقي (٢٤٢-٢٤٦)، «اعتقاد أئمة الحديث» للإسماعيلي (٧٥-٧٦)، «الشريعة» للآجرّي (٣٨-٤١)، «مقالات الإسلاميِّين» للأشعري (١/ ٣٤٨)، «الإبانة» للأشعري (٦١)، «الشرح والإبانة» لابن بطّة (٢٧٦-٢٧٨)، «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العزّ (٢/ ٥٤٠-٥٤٤)، «العقيدة الواسطية» مع شرحها للهرّاس (٢٥٧-٢٥٩).
(٢٩) أخرجه مسلم في «الإمارة» رقم (١٨٥٥)، من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه.
(٣٠) أخرجه البخاري في «الفتن» باب قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُمُورًا تُنْكِرُونَهَا» (٧٠٥٦)، ومسلم في «الإمارة» رقم (١٧٠٩)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
(٣١) أخرجه مسلم في «الإمارة» رقم (١٨٥٤)، من حديث أمّ سلمة رضي الله عنها.
(٣٢) «فتح الباري» لابن حجر (١٣/ ١٢٣).
(٣٣) أخرجه البخاري في «الاعتصام بالكتاب والسنّة»، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم (٧٢٨٨)، ومسلم في «الحج» رقم (١٣٣٧)، واللفظ له من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣٤) انظر: «مراجعات في فقه الواقع السياسي والفكري» للرفاعي (٢٤). وللشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- كلام نفيس في «الشرح الممتع على زاد المستقنع» (١١/ ٣٢٣).
(٣٥) «السيل الجرّار» للشوكاني (٤/ ٥١٢).



http://ferkous.com/home/?q=art-mois-61

سعيد جيجل
2015-03-16, 11:56
بسم الله الرّحمن الرّحيم





السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ الفاضل سعيد جيجل ، رغم اختلافي الكبير معكم في منطلق التّفكير ومنهجية الطّرح من قبل في مواضيع أخرى ، إلاّ أنّني أبقى دائمًا أراكم بنظرة أخوّة في الله يجمعنا دين الإسلام ، والمسلم أخو المسلم يحاوره ويناصحه ، فإن بغى أحدهما على الآخر ، تقف المسألة عند حدّ المسئولين في ردع الظالم والدفاع عن المظلوم .

وعلى هذا الأساس أنا أريد أن أعطيك نقاط مهمّة جدًّا ، تنفعني أنا إن شاء الله قبل أن يصل النّفع إليك ، وإلى إخواني وأخواتي في الله .

إنّ مسألة خروج فئة معيّنة في مصر قبل الفتنة بدأت بمظاهرات ومسيرات تنادي بتنحية الرّئيس حسني مبارك ينهى عنها الشّرع الحكيم ، لأنّ هذه المطالب كانت في صورة خروج عن الحاكم المسلم ، ورغم مخالفاته الكثيرة لأحكام الإسلام وحقوق المسلمين لم يستطع تكفيره أحد من علماء السُّنّة ، فمخالفاته لاتصل إلى حدّ القول بخلق القرآن الذي قال بها أمراء العهود الإسلامية السّابقة وقد أجبروا كثير من العلماء بالقول بهذه العقيدة الخبيثة.

يعني كانت مخالفات حسني مبارك أهون بكثير من عقائد باطلة تبنّاها بعض أمراء العهود السّابقة ، ومع هذا كان الخروج لأهل مصر ليس لطلب الحكم بالإسلام في أوّل مرّة بل كانت لمطالب دنيوية مثلها مثل ما حدث في سوريا واليمن وتونس وليبيا ...واللاّفتات كانت أكبر دليل على مطالبهم .

ومع هذا كان المطالبون بتغيير رئيس مصر حسني مبارك ، يحملون عقائد مختلفة و بأفكار متباينة وطموحات وآمال ترتبط على حسب إيديولوجيات وعقائد يتبنّاها المطالبون بتغيير الحكم .

فالخروج الأوّل عن الرئيس حسني مبارك ، ألاتعتبره خروجًا مُنْهَى عنه ، وخروجًا عن ولي أمر نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن منازعته في أمره وإن ظلمك ، وإن قصم ظهرك وإن أخذ مالك ، فالمنكرات التي كان يقوم بها هي في ميزان سيّئاته ، وعلى الدعاة والعلماء مناصحته في السّرّ ، فإن أبى بَرِئَت ذمّتهم ، والله حسيبه ، لأنّهم لو أعلنوا مناصحته أمام الملأ لكانت الكارثة.

لكن بالفعل ، كانت الكارثة ، رغم أنّ علماء السُّنّة قد حذّروا الشّعوب من مغبّة الوقوع في محاذير ، تُفضي إلى سفك دماء وإهدار أموال وأنفس وانتهاك حُرمات من الذين لايخافون الله في غيرهم .

لقد بحت حناجر العلماء بنداء المسلمين سواء في الجزائر أو مصر أو سوريا أو غيرها من البلدان المسلمة وتحذيرهم من إثارة الفتن مع الحكّام ، وهم أعلم بما يصلح للأمّة وما يفسد طريقها نحو السؤدد والإزدهار والرقيّ كما يريده الله لنا (وهو أعلم بما ينفع خلقه وما يضرّهم) ولسنا كما نريد نحن بعقولنا القاصرة ، لكن إذا كما تقول الحكمة : إذا أقبلت الفتنة لم يعرفها سوى العلماء الفطناء ، وإذا أدبرت عرفها أغبى الأغبياء .

وعندما تجاوز أهل مصر الحدود الشّرعية ، وكان الحكم للرئيس مرسي بالإنتخابات التي يحرّمها علماء السُّنّة تحريمًا مطلقًا لما فيها من مفاسد الإختلاط بأعضاء المجالس الإنتخابية الذين يحملون عقائد مختلفة ، وباختلاط النساء في تلك الإنتخابات ومجالسها ...فقد كان الأمر كما تقول القاعدة الشرعية : " فَمَا بُنِيَ على باطل فَهُو باطل " .

هل تعرف أنّ الباطل والذين يناصرونه ، تقوم لهم قائمة وينتصرون ويثبتون على باطلهم ويُدَعَّم باطلهم من الله سبحانه ، والله لايحبّ المفسدين ؟

فالذي بنى أمره على باطل فأكيد سوف ينهار بنيانه مع هبوب أوّل ريح تمرّ عليه . لأنّ الذي يريد الحقّ ويطلبه ، لايسير إلاّ وفق شروط أهل الحقّ وهم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء ، مهما كلّفه ذلك السّير ...من هضمٍ لحقوق و قمعٍ لحرّيات ....لأنّه يعلم في الأخير أنّ النّصر للّذي نصر الحق وأهله مهما طال أمده .

وقد صدق الشيخ الألباني رحمه الله كما قيل عنه ، أنّه قال : ( الطّريق إلى الله طويل ، ونحنُ نمشي فيه كالسّلحفاة ، لايهمّنا الوصول إلى نهاية الطّريق ، بقدر ما يهمّنا أن نموت على الطّريق ).

مامعنى هذا الكلام ؟

إذا كنّا نريد أن نؤسّس بنيان إسلامي صحيح نبنيه على قاعدة صحيحة ، وهذه القاعدة تتطلّب منّا التّروي ، وطول البال والصّبر ، لأنّ أصحاب هذا الطّريق سينالون من الشّقاء والإبتلاء على حسب درجة إيمانهم وصبرهم ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل)) .

والطريق الذي نبنيه ونسير عليه كالسلحفاة التي تعني التّروي والصّبر في تجاوز العقبات هو الطريق الذي نصل به إلى السّلامة والنّجاة .

فيقول رحمه الله : ( لايهمّنا الوصول إلى نهاية الطّريق بقدر ما يهمّنا أن نموت على الطّريق ) أو كما قال الشيخ رحمه الله..

فالعلماء لايرون إقامة دولة إسلامية هي الغاية من خلقنا ، وإنّما هي وسيلة ، والوسيلة إذا تعذّرت لايعني أنّنا نموت كفّارًا أو على طريق منحرف .

فالأهمّ عند العلماء هو أن نسير على المنهج الربّاني الصّحيح الذي بيّنه الله سبحانه لنبيّه صلى الله عليه وسلم ، وأمره بتبليغه لأمّته ، والذي يحمل عقيدة الغاية من خلقنا وهي توحيد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، ونشر هذا التوحيد بين الناس ، وقد جاء نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً للعالمين ، وليس لقومه فقط ، ومعنى هذا أنّ مهمّة تبليغ الناس الغاية التي خُلِقُوا من أجلها ليس بالأمر الهيّن .

والسّير على هذا المنهج الربّاني السّليم ، بإخلاص لله ومتابعة حقيقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ننال بها حُسن الخاتمة .

هذه هو ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله : ( بقدر ما يهمّنا أن نموت على الطّريق : أي على صراطٍ مستقيم ).


فهل الرئيس مرسي سار وفق هذا الطّريق الربّاني حتّى يحفظ له الله سبحانه مكانته وقد طلب الإمارة مثل غيره ؟.

قال الشوكاني -رحمه الله-: «طريقها أن يجتمع جماعةٌ من أهل الحلِّ والعقد فيعقدون له البيعة ويقبل ذلك، سواء تقدَّم منه الطلب لذلك أم لا، لكنَّه إذا تقدَّم منه الطلب فقد وقع النهي الثابت عنه صلَّى الله عليه وسلَّم عن طلب الإمارة(١١)، فإذا بويع بعد هذا الطلب انعقدت ولايتُه وإن أَثِمَ بالطلب ) (1).


وانقلاب السيسي جاء نتيجة المخالفات الأولى ...التي قام عليها حكم الرئيس مرسي ، فكما كان للرئيس مرسي مَن يقوّي شوكته ويدعّمه ، فهناك جماعات أخرى في مصر ضد ما يذهب إليه الرئيس مرسي ، وهي التي دعّمت السيسي في الإنقلاب ....( خاصّة أنّ مصر تحمل عقائد شتى من الصوفية والأشعرية والشيعة والمسيحية واليهودية ) .

والإنقلابات تتوالى على دول الإسلام عصر بعصر ، ولاتنتهي إلاّ بفتن وسفك دماء أبرياء وانتهاك حرمات ، وسلب أموال إلى غير ذلك...


هذه حصائد مَن خالف أمر الله واتّبع هواه ، سواء في الجزائر أو في مصر أو في أيّ دولة تدين الله بدين الإسلام وتسلّم زمام أمورها وعقائدها إلى مَن خالف سبيل المؤمنين ...


أسأل الله أن يردّ المسلمين إلى دينهم ردًّا جميلاً ، وأن يوفّقهم لما يحبّه ويرضاه عنهم ، على أن يكون حماة لعقيدة واحدة تجمعهم ومنهج واحد يربطهم ، ولكن هذه لا تأتي إلاّ في آخر الأزمنة التي ينزل فيها المهدي ، يقيم العدل ويقمع الظلم ، ويضبط الحدود . فَلِمَ الإستعجال ؟

وقد جاء في الحديث الصحيح عن خباب بن الأرت قال : قلنا : يا رسول الله ، ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا ؟ فقال : " إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه ، لا يصرفه ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه ، لا يصرفه ذلك عن دينه " . ثم قال : " والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم قوم تستعجلون " .(2)


أسأل الله لي ولإخواني وأخواتي المغفرة وحسن الخاتمة .

------------------------------------------------------------------------------------------------

(1) كلام الإمام الشوكاني منقول من مقال الشيخ فركوس حفظه الله بعنوان : في طرق تنصيب إمام المسلمين وتقرير وجوب الطاعة وبذل النصيحة

(2) الحديث من تفسير ابن كثير لسورة البقرة 214 .



وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .








اولا لا يجوز اطلاق لفظ خوارج على كل خارج على اي نظام ولو كفرهم فقد كفر كبار التابعين الحجاج ابن يوسف وخرجوا عليه وبعضهم رد عليهم فعالهم ونحن نعلم اسماء من وقف ضد الحجاج وخرج عليه بالسيف وهم من كبار التابعين والقراء

اما مسالة الخروج لو انزلنا ما ذكرت على ما حدث مثلا في بلاد الحرم وخروج ال سعود على حكم العثمانيين وخروج حكام العسكر على الفيس بعد مظاهرات من افجر الخلق العلمانيين ..بالعموم مسالة الولاء للحاكم تقييد بقدر طاعته لله ومعصيته وطبعا حكامنا اسوء الناس خلقا ودين ولا ينكر هذا الا جاهل او مكابر

ثانيا مسالة الخروج لا ترتبط بالمطلق بالرد على فساد الحاكم وظلمه فليس كل منكر خارج بالسيف

وانتم اعلم ببعض فتاوى كبار العلماء في تكفير بعض الحكام كما كان حال بعض اعلام الاسلام مع نظام القدافي وما كان من الشيخ صالح ال الشيخ في النظام الجزائري

مسالة خطيرة هي الخلط بين ترك فتنة الخروج لعدم وجود القدرة والخوف من فتنة الدم واهلاك النسيل خاصة مع بطش الانظمة وفساد كثير من الجماعات التي تحمل السلاح وغلوها في مسالة تكفير المعين واطلاق التكفير والردة بغير ضوابط شرعية


خروج السيسي على مرسي وخروج غيره سيكون دريعة لاسقاط اي حاكم مسلم وتعيين غيره من افجر الخلق والنتيجة تولي السيسي الحكم وفساد البلاد وسفك الدماء

في الحقيقة من وقف مع السيسي كسر قاعدة اصلها واكثر من التركيز عليها علماء ال سعود فبعد وقبل ما وقع في مصر تغيير كل شيء وانكشفت الاقنعة ولا حول ولا قوة الا بالله

على العموم بارك الله فيكم

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-16, 13:53
بسم الله الرّحمن الرّحيم .


أنت تساوي خروج كبار التّابعين على حكّامهم على اجتهاد منهم رآه أهل العلم أنّهم أخطأوا فيه وخطَأُهُم مأجورون فيه ، بهؤلاء الإخوان الذين خرجوا على الرئيس حسني مبارك ،

أتعلم حقيقة الإخوان المسلمين في مصر وغيرها وأيّ عقائد يحملونها حتّى تضرب المثل بخروج كبار التّابعين فيما سبق .

أقول :

الحكم على الحجاج بن يوسف

هل الحجّاج بن يوسف كافر أم ظالم؟[1]

الجواب:

عاصٍ ظالم وليس بكافر.

[1] نشر في مجلة الفرقان، العدد 100، في ربيع الثاني 1419هـ.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون


http://www.binbaz.org.sa/mat/4177


قال الشيخ الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ :

ولم يدر هؤلاء المفتونون، أن أكثر ولاة أهل الإسلام، من عهد يزيد بن معاوية - حاشا عمر بن عبد العزيز، ومن شاء الله من بني أمية - قد وقع منهم ما وقع من الجراءة، والحوادث العظام، والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام؛ ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام، والسادة العظام معهم، معروفة مشهورة، لا ينزعون يداً من طاعة، فيما أمر الله به ورسوله، من شرائع الإسلام وواجبات الدين.
وأضرب لك مثلاً بالحجاج بن يوسف الثقفي، وقد اشتهر أمره في الأمة بالظلم والغشم، والإسراف في سفك الدماء، وانتهاك حرمات الله، وقتل من قتل من سادات الأمة، كسعيد بن جبير، وحاصر ابن الزبير وقد عاذ بالحرم الشريف، واستباح الحرمة، وقتل ابن الزبير، مع أن ابن الزبير قد أعطاه الطاعة، وبايعه عامة أهل مكة والمدينة واليمن، وأكثر سواد العراق.
والحجاج نائب عن مروان، ثم عن ولده عبد الملك، ولم يعهد أحد من الخلفاء إلى مروان، ولم يبايعه أهل الحل والعقد، ومع ذلك لم يتوقف أحد من أهل العلم في طاعته، والانقياد له فيما تسوغ طاعته فيه، من أركان الإسلام وواجباته. وكان ابن عمر ومن أدرك الحجاج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينازعونه، ولا يمتنعون من طاعته، فيما يقوم به الإسلام، ويكمل به الإيمان. وكذلك من في زمنه من التابعين، كابن المسيب، والحسن البصري، وابن سيرين، وإبراهيم التيمي، وأشباههم ونظرائهم من سادات الأمة. واستمر العمل على هذا بين علماء الأمة، من سادات الأمة وأئمتها، يأمرون بطاعة الله ورسوله، والجهاد في سبيله مع كل إمام بر أو فاجر، كما هو معروف في كتب أصول الدين والعقائد.


من :


السُنَّة الّتي اجتمع أهل البِدَع على تركها


http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1760842



رد الشيخ جمال بن فريحان على شُبهة خروج الحسين رضي الله عنه على يزيد بن معاويـة :


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آلـه وصحبه أجمعين.


فالـرَّد على الشُبهة التِّي ألقيت وهي أن الحُسين بن علي –رضي الله عنها وأرضاه- خرج على يزيد بن معاويـة –رحمه الله-، وأضفُ أيضًا إلى هذه الشُبهة شُبهة خروج عبد الله بن الزبيْر –رضي الله عنه- على الحجَّاج، وشُبهة أيضًا خروج بن الأشعث، وهذه شُبهة على شُبهة تُقوِّي بعضها بعضًا ويطير بها أهل الأهواء، ولكن أهل السُنَّـة ينسفونها من جذورها بالكتاب والسُنَّـة وأقوال أهل العلم المعتبرين.
فأقول وبالله التوفيق: في هذه الليلة، ليلة الثلاثاء، ليلة الثامن والعشرين من شهر صفر عام 1432ه، الموافق لـليلة الأول من شهر فبراير عام 2011م.

هذه الشُبهة قويَّة جدًا وقد تكلَّم أهل العلم عنها قديمًا وحديثًا ونُريد إخواننا الذِّين لم يقفوا على كلام أهل العلم في رد هذه الشُبهة أن يقفوا عليه، ويكون لهم سندًا وقوة لكي يقفوا أمام أهل البدع والأهواء.


الـرَّد على هذه الشُبهة من وجوه، وسأختصر بقدر الاِستطاعة:
الوجـه الأول: أننا أمرنا في حال الاِختلاف أن نرُد الأمر لكتاب الله وسُنَّة رسولـه –صلَّى الله عليه وسلَّم- إذ قال الله –سبحانه وتعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: 59].

هذا أمر، فمهما اختلفنا فنرد الاختلاف للكتاب والسُنَّة، ماذا قال الكتاب والسُنَّـة؟ السُنَّـة جاءت بأحاديث، عشرات الأحاديث تتكلَّم عن عدم جواز الخروج على الحاكم المسلم وإن ظلم وإن جار وإن عصى وإن أكل مالك وإن ضرب ظهرك، اِسمع وأطع، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فلتنظر في مواطنها.


الوجه الثاني: هذه الفتنـة، وهي من التشابه من القول والأخذ بالمحكم أوْلى وأوجب في زمن الفتنة وغيره، فالأمـر بعدم الخروج على الحاكم المسلم هو الأصل الذِّي جاءت به النصوص الشرعيَّة المحكمـة، وهو قـول أهل العلم والاِستقامـة.

وأمَّا الخروج على الحاكم فهو من الاِجتهاد الفردي وهو من المتشابه، والمتشابه من القول لا يتبعه إلَّا الزيغ والفساد والأهواء، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ﴾ [آل عمران: 7]. وفي الحديث المتفق عليه عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: تلا رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- الآية:
﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾. قالت: قال رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم-: «فإذا رأيتِ الذِّين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئِك الذِّين سمَّى الله فاحذروهم». فمن ترك النصوص الثابتة المحكمة الـواردة في النهي عن الخروج على الحاكم المسلم مهما كان ظلمه وفسقه ومعصيته وتمسَّك بالمتشابه من القول أو بفعل آحاد السَّلف معهم مهما كانت مخالفته مع مخالفة جماهير الأمَّـة لـه، فإن المتمسِّك بالمتشابه من القول أو بفعل آحاد السَّلف مع مخالفة جماهير الأمَّة له فإنه ممن سمَّاهم الله تعالى وبيَّن حالهم النبِّي –صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الآنف الذكر، وحذَّرنا منهم ومن طريقتهم، وهم الذِّين في قلوبهم ميلٌ عن الحق واِنحراف عنه.

فالأحاديث التِّي جاءت عن النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم- الثَّابتة المحكمة كثيرة وكثيرة جدًا، فمن ذلك قولـه صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث عند البخاري وغيره: (من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر)، ما قال فليخرج، (... فإن من فارق الجماعة شبرًا فمات فميتته جاهلية).



وقال – صلَّى الله عليه وسلَّم-: (إنَّكم ستلقون بعدي أثرة)، يعني يستأثرون بالأموال والمناصب والجاه عنكم، قال: (فاصبروا حتى تلقوني على الحوض). متفق عليه.
أيضًا من الـرَّد عليهم: هذا حديث حُذَيْفَةُ بن الْيَمَانِ رضي الله عنه قال:قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا كنا بِشَرٍّ فَجَاءَ الله بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فيه فَهَلْ من وَرَاءِ هذا الْخَيْرِ شَرٌّ قال نعم قلت هل وَرَاءَ ذلك الشَّرِّ خَيْرٌ قال نعم قلت فَهَلْ وَرَاءَ ذلك الْخَيْرِ شَرٌّ قال نعم قلت كَيْفَ قال يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ ولا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إِنْسٍ قال قلت كَيْفَ أَصْنَعُ يا رَسُولَ اللَّهِ إن أَدْرَكْتُ ذلك قال تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ). رواه مسلم.



الوجه الـثالث: أن الحُسين –رضي الله عنه- وابن الزُبير –رحمه الله- تأوَّلـوا واجتهدوا، غير مُتعمِّدين المعصية، وليس تأويلهم تأويل الخوارج الجهَّال الذِّين خرجوا على الصحابة خيار النَّاس، بل اِجتهدوا وظنُّوا أن الحق معهم، فهم بين رجلين كما في الحديث، عن عمر بن العاص أنه سمع النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر). متفقٌ عليه.



الوجه الرابع: أحاول أختصر حتى لا أطيل عليكم بارك الله فيكم. أن خروج الحسين كان على أساس أن القوم كاتبوه ثم أنَّ مسلم بن عقيل وهو ابن أخ الحسين – رضي الله عنهم جميعًا- أخذ البيعة لـه، وتتالت عليه الكُتب حتَّى أن من أواخر الكُتب التِي جاءته، فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم. للحسين بن علي من شيعة أبيه أمير المؤمنين أما بعد؛ فإن النَّاس ينتظرونك ولا رأي لهم إلى غيرك، فالعجل العجل".



وجاءه كتاب من الكتب، فيه: "كتب أهل الكوفة إلى الحسين يقولون: ليس علينا إمام، فأقبل لعلَّ الله أن يجمعنا بك على الحق".
فهذه الكُتب التِّي توالت على الحسين تُبيِّن أنهم ما كان لهم أمير، وهذا هو الذِّي كان يعتقده أن القوم هناك لا أمير لهم، وأنهم لم يقبلوا بيزيد، فذهب على هذا الأساس.



مع هذا الاِجتهاد ننتقل إلى ...



الوجه الخامس؛ وهو أن الحسين –رضي الله عنه- وابن الزبير أيضًا خالفوهما الصحابـة رضي الله عنهم أجمعين، كبار الصحابة خالفوهما، وكبار التابعين خالفوا و أنكروا على ابن الأشعث أيضًا. روى البخاري في صحيحه، يرويه إلى نافع قال: "لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولـده فقال إني سمعتُ رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: (يُنصبُ لكلِّ غادر لواءٌ يوم القيامـة)، وإنَّا قد بايعنا هذا الرَّجل" يعني يزيد بن معاوية؛ " ... على بيع الله ورسولـه، وإنِّي لا أعلم غدرًا أعظم من أن يُبايع رجلٌ على بيع الله ورسولـه ثم ينصبُ لـه القتال، وإنِّي لا أعلم أحدًا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلَّا كانت الفيصل بيني وبينه". ويقول شيخ الإسلام بن تيمية –رحمه الله-: "
لمَّا أراد الحسين –رضي الله عنه- أن يخرج إلى أهل العراق، لما كاتبوه كُتب كثيرة أشار عليه أفاضل أهل العلم والدِّين كابن عمر وابن عبَّاس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ألَّا يخرج".

وذكر الحافظ بن كثير –رحمه الله- عندما ذكر في كتابه البداية والنهاية قتال أهل المدينة ليزيد، قال: "وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد ولا بايع أحدًا بعينه بعد بيعته ليزيد". وقال أيضًا في موضع آخر في خروج الحسين: "
لما استشعر النَّاس خروجه أشفقوا عليه من ذلك وحذَّروه منه وأشار عليه ذوو الرَّأي منهم والمحبَّة له بعدم الخروج إلى العراق، وأمروه بالقيام بمكة، وذكروا ما جرى لأبيه وأخيه معهم". وهذا عبد الله بن عباس يقول: "استشارني الحسين بن علي في الخروج فقلتُ: لو لا أن يزري بي النَّاس وبك لنشبتُ يدي في رأسك فلم أتركك تذهب". وهذا أيضا عبد الله بن عمر بن العاص يتأسف فيقول: "
عجَّل حسين – رضي الله عنه- قدره، والله ولو أدركته ما تركته يخرج إلَّا أن يغلبني".

وهذا أبو سعيد الخذري أيضًا يقول مثل ذلك أو قريبًا من ذلك، وهذا عبد الله بن مطيع العدوي –رضي الله عنه، كلُّهم ينكرون على الحسين وكانوا ينصحون له ويُشدِّدون إلَّا أن قدر الله كان نافذًا في ذلك.


الوجه السادس: أن هذه الفتنة أو الخروج على الحجَّاج كما ذكر غير واحد من أهل العلم أنه ليس بسبب الفسق، بل كان بدفاع الكُفر عند مَن رأوا الخروج عليه، كما ذكر ذلك النووي في شرحه على مسلم، قال: "قيامهم على الحجَّاج ليس بمجرد الفسق، بل لمَّا غيَّر في الشرع وظاهر الكفر".

أيضًا الوجه السابع: أن الخروج كان عند بعض السلف اِجتهادًا، ولهذا كانوا يقولون عن بعضهم: أنه يرى السَّيف ثم الإجماع استقر –أعني إجماع المسلمين أهل السُنَّـة- استقر بعد ذلك على منع الخروج على الحاكم إلَّا في حالـة الكُفر الصريح فقط، وبشرطه وضوابطه أيضًا، ليس كلَّ كُفر يُخرج عليه أو كلُّ من رُئي عليه كُفرًا نخرج عليه، لا.

يقول الحافظ ابن حجر: "كانوا يقولون أنه كان يرى السَّيف، أي؛ يعني: أنه كان يرى الخروج بالسَّيف على أئمة الجور، وهذا مذهبٌ للسَّلف قديم. لكن استقر الأمر على ترك ذلك لمَّا رأوه قد أفضى إلى أشدَّ منه، ففي وقعة الحرَّة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عظة لمن تدبَّر".
أيضًا النووي –رحمه الله- نقل عن القاضي عياض قولـه: "وقيل إن هذا الخلاف كان أولاً، ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم".
ولهذا قال شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه منهاج السنَّة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية في المجلد الرَّابع، قال: "ولهذا اِستقرَّ أمر أهل السُنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثَّابتة عن النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم- وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئِمـة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلقٌ كثير من أهل العلم والدِّين". فاحفظوا هذا بارك الله فيكم.
أسأل الله – سبحانه وتعالى- أن يجعلني وإيَّاكم ممن يستمع القول فيتَّبع أحسنه، ولا يفتوني في آخر التعليق أن هذه الفتنة التِّي حصلت في زمن الحسين مع يزيد وابن الزبير، هذه كلّها لا تصلُح للاستدلال، ولا يصِح بها الاِستدلال على الأحاديث الصحيحة وكلام النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم-، إذ أنه لو كان هناك كلامٌ للصحابـة موقوف عليهم وجاءنا حديث للنبي صلى الله عليه وسلم- مرفوع ثابت؛ فإنه يُقدَّم كلام النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم-.
فكيف إذا لم يكن هناك دليل على جواز الخروج ؟
وأضف إلى ذلك إجماع أهل السُنة على إنكار الخروج على من خرج على ولاة الأمر، برًا كان أو فاجر.
بالإضافة إلى أن الحسين – رضي الله عنه وأرضاه- ما قاتل يزيد وما خرج لقتالـه أصلاً، هو خرج إلى العراق لمن بايعه وكاتبوه، ويزيد في الشام، وفي الطريق تراجع الحسين وخيَّرهم في ثلاث، قال: إما تتركوني أرجع، وإما تذهبوا بي إلى يزيد، وإما تتركوني أذهب إلى ثغر من الثغور. فأبوْا إلَّا أن يُقاتلوه والقصة طويلة لا أريد أن أتكلَّم في مقتله. فقاتلوه وهو مُكره وعلى قِلَّة من أهل بيته.
بارك الله في الجميع، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آلـه وصحبه أجمعين.
تم بحمد الله


http://islamancient.com/play.php?catsmktba=2751

الاخ ياسين السلفي
2015-03-16, 13:57
جزاك الله خيرا امة الله

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-16, 14:27
بسم الله الرّحمن الرّحيم




حوار مع تكفيريين .





http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=18027





الرُؤيَة الشّرعية للأحداث الواقعـة


http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1763543


مَن أراد النّجاة سلك سبيل المؤمنين ، والحقّ ظاهر بيّن لمن طلبه والله مَع مَن أخلص له القول والعمل وتابع هدي نبيّه المصطفى صلى الله عليه وسلم .

التّوحيد أولاً يا دُعـَـاة الإسلام.

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1770395


http://www.djelfa.info/vb/images/misc/tag.png

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-16, 14:30
بسم الله الرّحمن الرّحيم




جزاك الله خيرا امة الله





آمين ...وفقكم الله للحق والصواب.

سعيد جيجل
2015-03-17, 16:30
رغم اننا لا نشبه الحجاج الذي كان يقيم الصلاة ويحمل راية الجهاد وابن مروان بحكام العصر او اكثرهم

الذين عطلوا راية الجهاد وحكموا قوانين وضعية تحارب التدين وتقفل المساجد خوفا من الفتنة لكنها تفتح بيوت الفساد والمخامر تشجيعا للفساد

وما قانون الاسرة الذي يريد النظام الجزائري مسخه الا دليل

ثانيا لا نتكلم عن مسالة الخروج بالسيف اصلا لان ليس هنا موضعها

والا فليس كلام عالم معاصر بشيء امام خروج الحسين والحسن ومصعب ابن الزبير وعبد الله رضوان الله عليهم

وعكرمة وابن جبير ومحمد ابن عبد الوهاب


مسالة الخروج فيها تفصيل

ومسالة فساد الحكام وظلمهم وفجورهم معروفة

1.

كان الحسن البصري - رحمه الله - يقول: سيأتي أمراء يدعون الناس إلى مخالفة السنة فتطيعهم الرعية خوفاً على دنياهم, فعندها سلبهم الله الإيمان، وأورثهم الفقر ونزع منهم الصبر, ولم يأجرهم عليه.
وقال الشعبي: "إذا أطاع الناس سلطانهم فيما يبتدع لهم أخرج الله من قلوبهم الإيمان وأسكنها الرعب".
وقال يونس بن عبيد: "إذا خالف السلطان السنة, وقالت الرعية قد أمرنا بطاعته أسكن الله قلوبهم الشك وأورثهم التطاعن" (الإبانة الصغرى لابن بطة صـ55)



ومجرد كلامك في الاخوان وهم ولاة الامور الشرعيين حسب معتقد اهل السنة ينسف كل ما ذكرت

فهل يجوز الخورج وقتل والطعن في ولي الامر ان كان اخواني ويسلم من كل ذالك حكام علمانيين يعلنون الحرب على الاسلام بالاقوال والافعال

اخيرا بعد انقلاب مصر سقطت الاقنعة نحن ضد الاخوان ومنهجهم لكننا لسنا ابواق لعلماء السلاطين من يشترون باية الله ثمن قليل يقفون مع فجور وظلم حكام السوء ثم يصمتون في حال انقلب الامر على الاخواني ولي الامر وان كان اقرب للدين من غيرهم


سؤال موجه الى الشيخ صالح ال الشيخ

هذا يسأل عن الجزائر ، يقول هل الثوار الذين في الجزائر هل يعتبرون من الخوارج ؟
لا يعتبرون من الخوارج لأن دولتهم هناك دولة غير مسلمة ، فليسوا من الخوارج ولا من البغاة ، وإنما الكلام معهم في مسألة هل هذا فيه مصلحة أم لا ، هل فعلهم هذا فيه تحقيق للمصلحة التي يرجونها شرعاً أم لا ، والواقع أنهم دخلوا في هذا الأمر دون علم شرعي ، ولذلك صار ما صار من مفاسد ، لكن البغاة والخوارج لا تقال إلا لمن خرج على ولي الأمر المسلم .

_____________________________________
____________________________
ابحث عن المقطع في الشريط

وهذا هو الشريط تفضلوا :

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48755&scholar_id= 65&series_ id=2636 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48755&scholar_id= 65&series_ id=2636)

هذا كلام الشيخ وهو كلام نفيس بشان الخروج وخشية الفتنة وحكم هذا النظام العفن طبعا الشيخ صالح ال الشيخ ليس من الاخوان

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-17, 19:18
بسم الله الرّحمن الرّحيم








سعيد جيجل


رغم اننا لا نشبه الحجاج الذي كان يقيم الصلاة ويحمل راية الجهاد وابن مروان بحكام العصر او اكثرهم

الذين عطلوا راية الجهاد وحكموا قوانين وضعية تحارب التدين وتقفل المساجد خوفا من الفتنة لكنها تفتح بيوت الفساد والمخامر تشجيعا للفساد

وما قانون الاسرة الذي يريد النظام الجزائري مسخه الا دليل

ثانيا لا نتكلم عن مسالة الخروج بالسيف اصلا لان ليس هنا موضعها

والا فليس كلام عالم معاصر بشيء امام خروج الحسين والحسن ومصعب ابن الزبير وعبد الله رضوان الله عليهم

وعكرمة وابن جبير ومحمد ابن عبد الوهاب


مسالة الخروج فيها تفصيل

ومسالة فساد الحكام وظلمهم وفجورهم معروفة
1.

كان الحسن البصري - رحمه الله - يقول: سيأتي أمراء يدعون الناس إلى مخالفة السنة فتطيعهم الرعية خوفاً على دنياهم, فعندها سلبهم الله الإيمان، وأورثهم الفقر ونزع منهم الصبر, ولم يأجرهم عليه.
وقال الشعبي: "إذا أطاع الناس سلطانهم فيما يبتدع لهم أخرج الله من قلوبهم الإيمان وأسكنها الرعب".
وقال يونس بن عبيد: "إذا خالف السلطان السنة, وقالت الرعية قد أمرنا بطاعته أسكن الله قلوبهم الشك وأورثهم التطاعن" (الإبانة الصغرى لابن بطة صـ55)



ومجرد كلامك في الاخوان وهم ولاة الامور الشرعيين حسب معتقد اهل السنة ينسف كل ما ذكرت

فهل يجوز الخورج وقتل والطعن في ولي الامر ان كان اخواني ويسلم من كل ذالك حكام علمانيين يعلنون الحرب على الاسلام بالاقوال والافعال

اخيرا بعد انقلاب مصر سقطت الاقنعة نحن ضد الاخوان ومنهجهم لكننا لسنا ابواق لعلماء السلاطين من يشترون باية الله ثمن قليل يقفون مع فجور وظلم حكام السوء ثم يصمتون في حال انقلب الامر على الاخواني ولي الامر وان كان اقرب للدين من غيرهم


سؤال موجه الى الشيخ صالح ال الشيخ

هذا يسأل عن الجزائر ، يقول هل الثوار الذين في الجزائر هل يعتبرون من الخوارج ؟
لا يعتبرون من الخوارج لأن دولتهم هناك دولة غير مسلمة ، فليسوا من الخوارج ولا من البغاة ، وإنما الكلام معهم في مسألة هل هذا فيه مصلحة أم لا ، هل فعلهم هذا فيه تحقيق للمصلحة التي يرجونها شرعاً أم لا ، والواقع أنهم دخلوا في هذا الأمر دون علم شرعي ، ولذلك صار ما صار من مفاسد ، لكن البغاة والخوارج لا تقال إلا لمن خرج على ولي الأمر المسلم .

_____________________________________
____________________________
ابحث عن المقطع في الشريط

وهذا هو الشريط تفضلوا :

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48755&scholar_id= 65&series_ id=2636

هذا كلام الشيخ وهو كلام نفيس بشان الخروج وخشية الفتنة وحكم هذا النظام العفن طبعا الشيخ صالح ال الشيخ ليس من الاخوان









رغم أنّني أرى خطأكم في تحديد مَن خرجوا في عهد الصحابة كالحسن سبط النبي صلى الله عليه وسلم الذي أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ( (( إنّ ابني هذا سيّد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)) صحيح البخاري .

والحديث منقول من موقع الشيخ ربيع هكذا :

( .....فاستيقظت الأمة الإسلامية لما يحاك لها من الدسائس والمكائد، فوحدوا صفوفهم بعد تنازل السيد النبيل الحسن بن علي بن أبي طالب وسبط الرسول محمد صلى الله عليه وسلم- وابن فاطمة البتول لحقن دماء المسلمين ولاجتماع كلمتهم لأخيه معاوية بن أبي سفيان. فانتظم أمر المسلمين، وتوحدت صفوفهم سياسياً، فصدق في ذلك قول الرسول الكريم: (( إن ابني هذا سيّد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)) صحيح البخاري . )

من مقال : تقـديم لكتاب "زوابع في وجه السنة قديماً وحديثاً" للشيخ صلاح الدين مقبول أحمد.


http://www.rabee.net/ar/articles.php?cat=7&id=217


ونقلته من موقع الشيخ صالح الفوزان :هكذا :

(.... ما عرف من أعمال معاوية إلا الخير جمع الكلمة ، القيام في وجوه الفرق الضالة ، سد ّالطريق عليهم ولذلك سمي عام بيعته عام الجماعة لأن الله جمع به بين المسلمين وسد به على أهل الشر والضلال، وساس المسلمين سياسة حكيمة عادلة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، والحسن له فضل عظيم بلا شك من سيد شباب أهل الجنة، والحسن هو الذي تنازل لمعاوية بالخلافة، فهل الحسن أخطأ في هذا؟ هذا المتكلم يخطئ الحسن رضي الله عنه والنبي أثنى عليه في هذا الموقف قال: إن ابني هذا سيّد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، فأثنى على موقفه من تنازله لمعاوية جمعاً للكلمة وحقنا لدماء المسلمين، وحصل من ذلك الخير الكثير ولله الحمد فهذا من فضائل الحسن رضي الله تعالى عنه، نعم.)


http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14248


والخروج عن ولاة الأمور ليس بالسّيف فقط ، لعلمكم ، وإنّما بالكلام والتّشهير في المنابر و مواقع التواصل ، والجرائد والمجلاّت .

فهل الذي خرج على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : اعدل ، فحذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم ، هل خرج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسّيف أم كان خروجه بالكلام يعني بالقول ؟

هذا حديث في ذي الخويصرة الخارجي :

( بينا نحن عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يقسمُ قسمًا . أتاه ذو الخُوَيصرةِ . وهو رجل ٌمن بني تميمٍ . فقال : يا رسولَ اللهِ اعدِلْ . قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : " ويلك ! ومَن يعدلْ إن لم أعدلْ ؟ قد خِبتَ وخسرتَ إن لم أَعدِلْ " .
فقال عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه : يا رسولَ الله ِ! ائذنْ لي فيه أضربْ عُنقَه . قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : " دَعْه . فإنَّ له أصحابًا يحقِرأحدُكم صلاتَه مع صلاتِهم . وصيامَه مع صيامِهم . يقرأون القرآنَ . لا يجاوزُ تَراقيهم .يمرُقون من الإسلامِ كما يمرُق السهمُ من الرَّميَّةِ .
ينظر إلى نصلِه فلا يوجدْ فيه شيءٌ . ثم ينظر إلى رِصافِه فلا يوجد فيه شيءٌ . ثم ينظر إلى نضِيِّه فلا يوجد فيه شيءٌ ( وهو القدحُ ) . ثم ينظر إلى قُذَذِه فلا يوجد فيه شيءٌ . سبق الفرثَ والدَّمَ . آيتُهم رجلٌ أسودُ . إحدى عَضُدَيه مثلُ ثديِ المرأةِ . أو مثلَ البَضعة تَدَرْدَرُ .يخرجون على حينِ فُرقةٍ من الناسِ " .

قال أبو سعيدٍ : فأشهدُ أني سمعتُ هذا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وأشهدُ أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه قاتلَهم وأنا معه . فأَمَر بذلك الرجلِ فالتُمِسَ . فوُجِدَ . فأُتِيَ به . حتى نظرتُ إليه ، على نَعْتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي نعَتَ .

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1064

خلاصة حكم المحدث: صحيح


http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=36318



الخروج أنواع منه الخروج بالكلام إذا كان ينشر فكر الخوارج فهذا أشد من حمل السلاح -
الشيخ صالح الفوزان


http://ar.alnahj.net/audio/download/623/fo-271.mp3


http://ar.alnahj.net/audio/516



هل خرج محمد بن عبد الوهاب عن الخلافة العثمانية ؟ [مجموعة من العلماء].


جواب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

لم يخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دولة الخلافة العثمانية – فيما أعلم وأعتقد -، فلم يكن في نجد رئاسة ولا إمارة للأتراك بل كانت نجد إمارات صغيرة وقرى متناثرة، وعلى كل بلدة أو قرية – مهما صغرت – أمير مستقل … وهي إمارات بينها قتال وحروب ومشاجرات، والشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يخرج على دولة الخلافة، وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده، فجاهد في الله حق جهاده وصابر وثابر حتى امتد نور هذه الدعوة إلى البلاد الأخرى…



جواب فضيلة الشيخ صالح الفوزان

الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – و الإمام محمد بن سعود لم يخرجوا على ولي الأمر في وقتهم لأن الدولة العثمانية ليس لها سلطة على بلاد نجد و إنما كانت بلاد نجد بيد أمرائها ، كل بلدة من بلاد نجد عليها أمير مستقل بها يحكمها ، و إذا مات يخلفه أحد أبنائه أو أقاربه فليس للعثمانيين سلطة على بلاد نجد و لا يهتمون بها الدولة العثمانية ما تهتم ببلاد نجد لأن ما فيها إنتاج في وقتها ولا يهتمون بها ، و إنما حاربوا الدولة السعودية ما هم لأنهم خرجوا عليهم حاربوهم خوفاً منهم ، حاربوا الدولة السعودية خوفاً منها لما عظم شأنها و ظهر أمرها خافوا منها فحاربوها خشية من أن الدولة السعودية تغزوهم في بلادهم هذا القصد و إلا هم ليس لهم سلطة على بلاد نجد و إنما كانت بلا نجد بيد أمرائها و حكامها جيلاً بعد جيل حتى جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – بالدعوة و ناصره محمد بن سعود فبسطوا سلطتهم على بلاد نجد كلها و على غيرها من بلاد الجزيرة مكنهم الله – سبحانه و تعالى – لأنهم قاموا بدعوة محمد – صلى الله عليه و سلم – و نشر الإسلام فدخلت الإمارات كلها التي كانت من قبل متوزعة في نجد دخلت تحت سلطة واحدة فحينئذ خشيت الدولة العثمانية أنهم يصلونهم في بلادهم في بلاد العراق و في بلاد الشام خشوا على أنفسهم و أيضاً عندهم خرافات و عندهم أضرحة فخشوا على ما هم عليه و عندهم تصوف و بدع فخشوا على ما هم عليه من هذه الأمور أن دعوة الشيخ تغيرها فلذلك حاربوا الدولة السعودية.


http://ajurry.com/home/محمد-بن-عبد-الوهاب-الخلافة-العثمانية/



ومعنى ذلك بدايتك في النقاش خطأ في خطأ ....


والحاكم مرسي لم يستتب له الأمن حتّى تجب له الطّاعة ، وهو كما أسلفتُ في المشاركة السابقة لم يتغلّب بالسّيف وإنّما دخل الإنتخابات التابعة للأنظمة الكافرة كغيره الذين يبيحونها ، رغم إنكاركم للأنظمة الكافرة .

فهل تعتقدون أنّ مرسي لو استتب الأمن ولم يتمّ الإنقلاب ضدّه ، وتؤكّدون أنّه سوف يعمل بالنّظام الإسلامي مخالفًا الأنظمة العربية الأخرى ، وهو يتعامل مع القوانين الوضعية مثلهم في ظل قانون العولمة الساري في عصرنا ؟.


وأيّ تديّن تتكلّم فيه ومنعته الحكومة الجزائرية ونحنُ أيضًا ننتمي إلى الجزائر و أنا وكلّ مَن سار على منهج السلف الصّالح في الجزائر من رجال ونساء وطلبة علم وعلماء كلّنا لم نُمنع من الكلام والتّعبير عن العقيدة الصحيحة والمنهج السّليم ، إنّما مُنع من هذا كلّه مَن يبثّ البلبلة وينشر الفِتن ويريد زعزعة الأمن وتحريض الناس للخروج عن ولي الأمر ، وليس منهم مَن تكلّم عن الإسلام ، ودرّسه للناس بأنواعه من توحيد وفقه ، وأخلاق ، وإنّما اشتغل هؤلاء بالسّياسة فقط والحاكمية التي يزعمون أنّ الحكم لله وهم يدخلون الإنتخابات التي هي من صميم النظام الكافر ، رغم أنّهم يكفرون بالأنظمة الكافرة ، يتناقضون و يقولون مالايفعلون ، أمّا المتّبعون للسّلف الصالح فهم بالصّمت يصحّحون أعمال الناس ويتداركون الأخطاء وللخير ينشرون .






والأخطر من هذا كلّه قولك :

( لكننا لسنا ابواق لعلماء السلاطين من يشترون باية الله ثمن قليل يقفون مع فجور وظلم حكام السوء ثم يصمتون في حال انقلب الامر على الاخواني ولي الامر وان كان اقرب للدين من غيرهم )


مَن تنتقد هم وتتّهمهم أنّهم علماء سلاطين ؟، وقد استدللتَ بفتوى من هؤلاء العلماء في نظام الجزائر وهو الشيخ الفاضل صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد )...وهو على منهج هؤلاء الذين تطعن فيهم وعلى عقيدتهم في ولي أمر المسلمين ، وهو في وزارة الشئون الإسلامية ، فهل ياتُرى هو من علماء السلاطين بالإنتساب إلى وزارتهم ؟

http://saleh.af.org.sa/node/51




أنصحك ياأخانا سعيد جيجل أن تتثبّت قبل أن تكتب ، لأنّ كلامك ، إمّا يكون في ميزان حسناتك أو في ميزان سيّئاتك ، واختر ما ينفعك ليوم وقوفك بين يدي ربّك سبحانه .



فأقول وبالله التّوفيق: ( الحمدلله الّذي هدانا لهذا وماكنّا لنهتدي لولاأن هدانا الله لقد جاءت رُسُل ربّنا بالحقّ )..


وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .