ahmed65
2015-03-05, 05:24
http://static.echoroukonline.com/ara/dzstatic/thumbnails/article/2014/01_28comp_1_311027149.jpg
ممثلون عن نقابات التربية وإطارات في* ندوة الشروق*:
أنقذوا أبناءنا من سنة بيضاء
Decrease font Enlarge font
تجزم نقابات التربية المستقلة،* بأن تدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أضحى أكثر من ضروري* في* الوقت الحالي،* لإنقاذ المدرسة العمومية من شبح* "سنة بيضاء*"،* نظرا لتعثر المفاوضات بينها وبين وزارة التربية الوطنية،* بسبب* "بند واحد*" ورد في* ميثاق أخلاقيات المهنة الذي* يمنع الشركاء الاجتماعيين من الدخول في* إضرابات مستقبلا مقابل الاستجابة لمطالبهم المرفوعة،* خاصة في* ظل التزام الطبقة السياسية الصمت والسكون،* رغم أن القطاع* يسير نحو* "التعفن*" وحتى إن تدخلت فمن أجل الدفاع عن مصالح وصفتها النقابات* *"بالضيقة*". نقابات التربية التي* شاركت في* "ندوة الشروق*" أكدت بأنها لا تعمل في* "مزارع خاصة*" "كخماسة*" حتى* يتم تهديدها بشكل* يومي* من قبل الوزيرة بن* غبريط،* بحيث نصحوها بأن تتحول إلى* "نقابية شرسة*" لكي* تدافع على مطالبهم أمام الحكومة،* على اعتبار أن الأمور تتجاوزها،* في* حين اعتبرت النقابات أن وزارة التربية قد قضت على* "حرمة الامتحان*" وعلى العلاقة التي* تربط الأستاذ بالتلميذ،* من خلال قراراتها الموصوفة* "بالارتجالية*"،* حين فرضت على مديري* المؤسسات التربوية ضرورة تنظيمهم لاختبارات الفصل الثاني* بأي* حال من الأحوال،* إلى درجة أنه تم إلزام التلاميذ باجتياز اختبارات على مواضيع* "سابقة*" كانت موجودة في* الأرشيف ومواضيع تم جلبها من مؤسسات* غير مضربة،* بالمقابل فإن مديري* المؤسسات التربوية* يعيشون* *"أزمة نفسية*" حادة نظرا للموقف الحرج الذي* وضعوا فيه،* فهم ملزمون بطرد الأساتذة وتعويضهم بآخرين وهو الأمر الذي* تجهله الوزيرة بن* غبريط*. في* حين كشفت فاطمة الزهراء حراث،* إطار سابق بوزارة التربية بأن الوزارة تعيش* "حالة إضراب*" منذ مدة وهي* تضيع وقتها في* كتابة المناشير وإصدار التعليمات*.
كما صرح رئيس فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ،* أحمد خالد خلال الندوة،* وأكد فيها بأنه* يرفض الوقوف إلى جانب النقابات ضد مصلحة التلاميذ،* محذرا إياها من حدوث انزلاقات في* الميدان،* تلك التصريحات التي* أثارت حفيظة النقابات،* ما أدى إلى نشوب مشاداة كلامية فيما بينهم،* أين اتهمت أولياء التلاميذ* "بشيطنتهم*" للتلاميذ والمربين من خلال تنفيذهم* "للعبة القذرة*" للوزارة*.
مسعود بوديبة الأمين الوطني* المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة* "الكناباست*":
بن* غبريط ستورط المدرسة في* سنة بيضاء
أوضح الأمين الوطني* المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني* المستقل لمستخدمي* التدريس للقطاع ثلاثي* الأطوار للتربية،* مسعود بوديبة،* خلال تدخله في* ندوة* "الشروق*"،* أن إضراب* "الكناباست*" قد دخل أسبوعه الثالث،* والوزارة لا تزال تمارس قراراتها* "الارتجالية*"،* وبالتالي* فالقطاع* يبقى رهينة القائمين على الوزارة،* وقد اتضح بأن مصلحة التلميذ لا تهمهم،* عندما أصبح الحوار* "مميعا*"،* مؤكدا بأن قطاع التربية لدى السلطات العليا ليس بالأولوية الأولى،* في* الوقت الذي* شدد بأن قوانين الجمهورية أصبحت تداس أمام الجميع،* حتى الطبقة السياسية لم تتحرك،* والتزمت السكون والسكوت،* وحتى إذا تحركوا فمن أجل الدفاع عن مصالح* "ضيقة*" وفقط*.
و شدد محدثنا أن القائمين على الوزارة* يسعون للاستخفاف بعقول الجزائريين،* من خلال سلسلة تصريحاتهم التي* يؤكدون فيها بأن اختبارات الفصل الثاني* تسير في* أحسن الظروف،* وأن العتبة* غير موجودة،* حين تقوم بالابتعاد عن القواعد الأساسية للتكفل بالمطالب،* من خلال عملها* يوميا على تكسير الإضراب،* وإهانة الأستاذ بتطبيق إجراءات الخصم من رواتبهم،* مشددا بأن المؤسسات التربوية تشهد فوضى عارمة منذ انطلاق اختبارات الفصل الثاني* أو بالأحرى* "مهزلة*"،* وبالتالي* فقد ورطت المديرين،* أين ضغطت عليهم،* وأجبرتهم على تنظيم الاختبارات،* مهما كانت الظروف ولو بجلب مواضيع من مؤسسات أخرى* غير مضربة،* إلى درجة أنه سمح للتلاميذ بممارسة الغش علنا،* مع سبق الإصرار والترصد،* أين تعرضت أستاذة مستخلفة إلى الضرب من قبل التلاميذ بإحدى الثانويات بالعاصمة،* لما رفضت السماح لهم بالغش*.
وقال محدثنا بأن وزارة التربية الوطنية قد قضت على* "حرمة*" الامتحانات،* بإجراءاتها* "غير القانونية*"،* كالخصم والتوقيفات،* وعلى العلاقة بين الأستاذ والتلميذ،* إلى درجة أنها قامت بتجنيد* "أطراف*" أخرى لتكسير الإضراب،* موضحا بخصوص استعانة الوزارة بالأساتذة المتقاعدين لتعويض المضربين بأن الإجراء* "كذبة*" و"مغالطة*"،* على اعتبار أن الأساتذة رفضوا الاستجابة لنداء الوصاية،* بل بالعكس،* قرروا مساندة المضربين والتضامن معهم*. في* الوقت الذي* شدد بأن القائمين على القطاع قد استعملوا* "ورقة الامتحان*" لتأليب الرأي* العام*.
وأعلن،* بوديبة،* بأنه مادام الوزارة قد نفذت تهديداتها بالخصم من الأجور،* فإن الأساتذة لن* يعوضوا،* ولن* يستدركوا الدروس الضائعة،* متهما وزيرة التربية الوطنية نورية بن* غبريط بأنها المسؤولة الأولى عن تعفن القطاع،* وبالتالي* فهي* من تدعو* "لسنة بيضاء*" وليس النقابات*. في* الوقت الذي* ناشد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التدخل العاجل لإنقاذ المدرسة الجزائرية،* التي* قال عنها بأنها* *"مستهدفة*" من قبل القائمين على الوزارة،* في* حين أكد بأن الحل الأمثل للخروج من الأزمة هو الجلوس مجددا إلى طاولة الحوار*.
حراث فاطمة الزهراء إطار سابق بوزارة التربية الوطنية*:
وزارة التربية في* حالة* "إضراب*" والمديرون* يعيشون* "أزمة نفسية*" حادة
كشفت فاطمة الزهراء حراث،* مديرة الدراسات بوزارة التربية الوطنية سابقا،* لدى تدخلها في* *"ندوة الشروق*"،* أن نقابات التربية المستقلة قد وضعت الوزارة في* حالة* " إضراب*"،* وبالتالي* فالوزارة لا تشتغل إلا في* حال نشوب احتجاجات واحتجاجات،* فهي* تصرف جل وقتها في* تحرير البيانات،* وكتابة المناشير،* وإصدار التعليمات ضد الأساتذة،* رغم أنها مطالبة بالحرص على الأقل على تهدئة الأوضاع،* ولو بالاستنجاد بسلطات أخرى*. مؤكدة بأن استنجاد الوزارة بالأساتذة المتقاعدين المشهود لهم بالكفاءة،* لتعويض المضربين هو* "خطأ*" فادح،* في* الوقت الذي* تساءلت متى اعترفت الوزارة بنخبتها التي* تقاعدت،* أو التي* لا تزال قيد الخدمة،* وبالتالي* فكيف ستتعرف على نخبتها من الأساتذة المتقاعدين؟
وبخصوص ما* يحدث في* القطاع من اضطرابات،* أكدت حراث فاطمة الزهراء،* أن النتائج منعدمة والقرارات متناقضة،* رغم أن المطالب المرفوعة ليست* "مجهولة*" لدى الوزارة وليست أيضا* *"بالجديدة*"،* مؤكدة بأن هناك عديد المديرين* يعيشون حاليا* "أزمة نفسية*" حادة،* فقد وجدوا أنفسهم في* مأزق وحرج كبيرين،* بين تطبيقهم لقرار فصل أساتذهم وتعاملهم مع تلاميذتهم في* نفس الوقت،* وبالتالي* وجب إيجاد الحلول في* أسرع الأوقات لإنهاء الأزمة*.
فيما أكدت حراث بأن* *"طويل العمر*" فقط هو الذي* يستطيع الصمود أمام هذه الضغوط،* والقرارات والقرارات المناقضة لها*. واغتنمت حراث فاطمة الزهراء،* فرصة اللقاء،* لتدعو نقابات التكتل إلى الالتفاف حول مطالبهم،* وعدم الانصياع وراء ما أسمته* *"بالتفتت*" لتحقيق مطالبهم* ،* والحفاظ على حقوق التلاميذ*.
عبد الكريم بوجناح،* الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية*:
الوزارة تسعى إلى إحداث فتنة بين النقابات وأولياء التلاميذ*
لا* يمكن حل مشاكل القطاع في* ساعة حوار واحدة
شدد عبد الكريم بوجناح،* الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية،* أن وزارة التربية ليس لديها نية لحل مشاكل القطاع،* من خلال تبنيها لسياسة* "ذر الرماد في* العيون*"،* مؤكدا أن هدفها هو السعي* وراء توريط النقابات مع أولياء التلاميذ،* والدليل على ذلك هو استدعاؤها النقابات إلى حضور اجتماعات ثنائية مدتها* "ساعة واحدة*"،* متسائلا إن كانت ساعة واحدة تكفي* لفتح النقاش حول* 12* مطلبا،* في* الوقت الذي* اتهم جمعيات أولياء التلاميذ باكتفائها فقط بمهاجمة النقابيين لدى دخولها في* إضرابات،* أين تقوم الوزارة باستخدامهم لضرب النقابات وفقط*.
وناشد رئيس نقابة* "الأسنتيو*" رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التدخل العاجل لإيجاد الحلول النهائية للمشاكل المطروحة،* داعيا أولياء التلاميذ إلى الوقوف مع النقابات وتدعيمها وليس الوقوف ضدها،* مؤكدا بأنهم مستعدون للتفاوض مع الوزارة بشرط أن* يكون الحوار جادا وحقيقيا والدليل على ذلك أنها قررت حضور اللقاء الذي* برمجته الوزارة مع النقابات* يوم الـ7* من الشهر الجاري*. في* الوقت الذي* شدد أن نقابات التكتل قد ضحت بالإضراب ورفضت أن تبرمجه خلال فترة إجراء اختبارات الفصل الثاني،* حفاظا على مصلحة التلاميذ*. في* حين جدد تأكيده أن نقابات التكتل لن تتراجع عن خيار الدخول في* إضراب ابتداء من تاريخ الـ9* مارس الجاري* لمدة ثلاثة أيام متجدد أسبوعيا*.
بلعموري* لغليظ رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء* "السناباب*":
جمعيات أولياء التلاميذ مطالبة بالوقوف مع النقابات
أكد بلعموري* لغليظ،* رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية،* المنضوية تحت لواء نقابة* "السناباب*"،* أن وزارة التربية الوطنية لديها إرادة قوية لدفع النقابات إلى الإضراب،* والدليل على ذلك أنه خلال الاجتماع الذي* عقد في* الـ19* فيفري* الماضي* كادت النقابات المستقلة أن تتوصل إلى اتفاق نهائي* مع الوزارة وكانت على استعداد تام لاتخاذ قرار تعليق الإضراب،* غير أن الوصاية في* آخر لحظة اشترطت على الشركاء الاجتماعيين التوقيع على ميثاق أخلاقيات المهنة الذي* يلزمها عدم الدخول في* إضرابات في* المستقل،* وهو الأمر الذي* أدى إلى تعثر* "المفاوضات*" والعودة إلى النقطة الصفر*.
واغتنم بلعموري* الفرصة ليدعو جمعيات أولياء التلاميذ إلى عدم الانخراط في* "اللعبة القذرة*" لوزارة التربية،* التي* تقوم باستخدامهم* "لشيطنة الأساتذة*" وحتى التلاميذ على حد سواء،* مؤكدا أن الوصاية هي* التي* تقوم بأخذ التلميذ رهينة وليس النقابات،* في* الوقت الذي* شدد أن قرارات الوزارة ستطيل في* عمر الأزمة ولن تحل المشاكل المرفوعة*.
وأضاف رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية،* أن الكرة في* مرمى الوزارة،* على اعتبار أن الوقت ليس لا في* صالح التلاميذ ولا الأساتذة ولا حتى الوزارة نفسها،* داعيا جمعيات أولياء التلاميذ إلى الوقوف جنبا إلى جنب مع النقابات المستقلة بأن* يكونوا* "وسطاء*" طبقا لما تنص عليه قوانين الجمهورية*.
أحمد خالد رئيس فدرالية جمعيات أولياء التلاميذ*:
الله* يهديكم* يا نقابات ولن نتواطأ معكم لذبح أبنائنا
رفض أحمد خالد،* رئيس فدرالية جمعيات أولياء التلاميذ،* لدى تدخله في* ندوة* "الشروق*"،* أن* يقف جنبا إلى جنب مع نقابات التربية المستقلة،* من أجل حرمان التلاميذ من حقهم في* التمدرس،* بحيث قال*: "إذا تحقق ووقفنا مع النقابات فإننا نقوم بذبح أبنائنا*". محذرا النقابات من أي* انزلاق قد* يحدث في* الميدان،* خاصة في* الوقت الذي* هدد تلاميذ الأقسام النهائية بالخروج إلى الشارع للمطالبة بحقهم في* العطلة والتمدرس*.
وتساءل أحمد خالد*: بأي* حق* يتم منع التلاميذ من اجتياز الاختبارات،* بحيث قال*: "أضربوا أيها الأساتذة لكن لا تحرموا التلاميذ من اجتياز اختبارات الفصل الثاني*"،* مؤكدا أن هناك مطالب أخرى ذات أولوية تسبق الأمور المادية،* خاصة ما تعلق بالتسرب المدرسي*. فسنويا* يتم تسجيل نسبة* 30* بالمائة من التلاميذ الذين* يغادرون مقاعد الدراسة في* سن مبكرة،* ويتوجهون مباشرة إلى الشارع،* بالإضافة إلى مشكل الاكتظاظ،* النقل المدرسي* وظاهرة الاختطاف*.
وخاطب أحمد خالد النقابات قائلا*: "الله* يهديكم* يا نقابات وأنا من هذا المنبر لا أدعوكم إلى التعقل والتفهم لأنكم على قدر كبير من الوعي* والفهم*"،* مشددا أنه* يستحيل تسوية الأمور على مستوى وزارة التربية،* وبالتالي،* لا بد من مناشدة الرئيس بوتفليقة التدخل العاجل لإيجاد الحلول المناسبة التي* تضمن الاستقرار للقطاع على المدى المتوسط والبعيد،* على اعتبار أن الوضع* ينذر بالخطر*.
صادق دزيري* رئيس الاتحاد الوطني* لعمال التربية والتكوين*:
نحن لا نشتغل في* "مزرعة خاصة*" يا بن* غبريط
قال رئيس الاتحاد الوطني* لعمال التربية والتكوين،* صادق دزيري،* بأن مشاكل قطاع التربية لن تحل* "بخاتم سليمان*" في* رده على تصريحات الوزيرة بن* غبريط،* وإنما لا بد من* *"منهجية*" واضحة تضبط بأجندة محددة،* مشددا في* ذات السياق على أن الوزارة لا تبحث عن الحلول بقدر ما تبحث عن* "الصراع*"،* مطالبا الوزيرة بن* غبريط بضرورة أن تتحول إلى* "نقابية شرسة*" أمام الحكومة للدفاع عن المطالب المرفوعة*. وخاطب دزيري* الوزيرة بنبرة حادة* "نحن لا نعمل في* مزارع خاصة* يا بن* غبريط فنحن موظفين لدى الدولة*".
وأكد صادق دزيري* على أن الأوضاع التي* يعيشها قطاع التربية تزداد تعفنا،* مرجعا الأمر إلى استهتار الوزارة وعدم مبالاتها بإيجاد حل* يرضي* الجميع،* خاصة وأن الوقت ليس في* صالح أحد سواء التلاميذ أم الأساتذة أم النقابات*.
وأضاف صادق دزيري* لدى نزوله ضيفا على ندوة* *"الشروق*"،* أن نقابات التكتل تطالب بحوار استراتيجي* مبني* على الثقة* يتوخى منه بناء أجندة واضحة المعالم،* حتى* يتم إخراج القطاع من دوامة الإضرابات،* والتي* أرجعها ـ حسبه ـ إلى ممارسات الوزارة* "غير المسؤولة*"،* بناء على طريقة تعاملها مع النقابات،* وقال المتحدث* "إن هناك مراسلة لوزارة التربية تستهتر فيها بالنقابات والتي* دعت فيها إلى برمجة لقاءات شكلية*". مضيفا* "كيف نتحاور مع من* ينظم لقاءات شكلية وقطاع التربية* يعيش على وقع إضراب منذ ثلاثة أسابيع*".
وبخصوص الاتهامات الموجهة إلى النقابات،* حول استعمالهم التلاميذ كرهائن لتحقيق مطالبهم،* قال ضيف* "الشروق*" "قبل أن نكون نقابيين فنحن أيضا أولياء للتلاميذ،* ولو أردنا ليّ* ذراع الوزيرة كما* يقال لما قمنا بإجراء الإضراب خلال فترة إجراء اختبارات الفصل الثاني،* وهذا مراعاة لمصالح التلاميذ*".
وقال محدثنا بأن نقابات التكتل قد قامت بإيداع الإشعار بالإضراب لدى الوزارة،* ورغم ذلك لم* يتم استدعاؤهم للحوار،* إلا عشية الدخول في* الحركة الاحتجاجية،* وبالتالي* فالسؤال المطروح هل سنحل مشاكل قطاع في* ساعة واحدة؟*
وحول استعداد النقابات للدخول في* هدنة مع الوزارة أو التنازل لمصلحة التلاميذ،* قال صادق دزيري* "نحن مستعدون لذلك شريطة أن* يتم إيجاد حلول وسطى،* مثل مطلب الترقية الآلية من خلال تخصيص الوزارة لنسبة* 10بالمئة إلى* 30* بالمئة للتأهيل للذين تتوفر فيهم شروط الترقية*"،* في* الوقت الذي* شدد على أن* غياب الحلول سيدفع بالنقابات لمواصلة الإضراب*.
وبخصوص التهديدات التي* تطلقها الوزيرة من حين لآخر،* قال رئيس نقابة لونباف*: "نحن لسنا خماسة عند الوزيرة حتى تقوم بتهديننا،* بل نحن موظفين مثلما هي* موظفة والدولة الجزائرية لديها قوانينها التي* تحكمها*".
وحذر المسؤول الأول عن النقابة،* من قيام الوزارة بتعويض المضربين لأن هذا الأمر ـ حسبه ـ* يتنافى مع الدستور الجزائري* الذي* يكفل حق* الإضراب،* ووجه المتحدث نداء عاجلا للوزير الأول من أجل التدخل لإيجاد حل،* على اعتبار أن المطالب المرفوعة تتجاوز الوزيرة*.
الأمين الولائي* بنقابة مجلس ثانويات الجزائر زوبير روينة*:
منطق* "التغنانت*" لن* يحل مشاكل القطاع
حذر الأمين الولائي* لمجلس ثانويات الجزائر،* زوبير روينة،* الوزارة من مغبة استمرار تكريسها لحالة* "الانسداد*"،* التي* قد تؤدي* إلى انفجار وشيك* يهز القطاع،* معتبرا أن سياسة* *"التغنانت*" المنتهجة من طرف الوصاية وغياب الحكمة والرزانة لدى مسؤولي* الوزارة،* لن تحل مشاكل القطاع*. في* الوقت الذي* دعا أولياء التلاميذ إلى الضغط على الوصاية لعودة الاستقرار إلى القطاع*.
وحمل روينة لدى نزوله ضيفا على ندوة* *"الشروق*"،* حالة الانسداد التي* وصل إليها قطاع التربية وبلوغه حد التعفن،* إلى القائمين على وزارة التربية التي* لم تتحل بالحكامة في* التعامل مع الإضرابات التي* مست القطاع،* وتكريس منطق* "التغنانت*" في* تسيير القطاع،* الأمر الذي* قد* يؤدي* إلى انفجار الوضع أكثر*.
واتهم المتحدث الوزارة الوصية،* بتأجيج الخلافات بالمؤسسات التربوية بتعليماتها ومناشيرها التي* أصدرتها* ضد الأساتذة،* مغذية بذلك النزاعات بين الأساتذة ومديري* المؤسسات التربوية التي* طالما عانت منها مختلف المؤسسات التربية،* واصفا الشعارات التي* تتبناها الوصاية والمتعلقة ببناء مدرسة وتحسين الوضع المهني* للأساتذة* "بالجوفاء*".
وانتقد روينة الهجمات التي* قام بها اتحاد أولياء التلاميذ ضدهم،* الذي* حصر كافة مشاكل القطاع في* امتحانات نهاية السنة للأقسام النهائية،* دون الحديث عن بقية السنوات،* واصفا ذلك بـ"الأمر الخطير*"،* على اعتبار ـ* يضيف ـ أن النهوض بالقطاع* يقتضي* إيجاد الحلول اللازمة لرفع المستوى دون التفكير فقط في* الامتحانات والنتائج،* في* الوقت الذي* دعا أولياء التلاميذ إلى تصويب سهام النقد للوزارة الوصية والضغط عليها قصد إيجاد حلول جذرية ونهائية تخلص القطاع من الاضطرابات*.
* وخلال تشريحه لواقع المدرسة الجزائرية،* قال ممثل نقابة الكلا،* إن المدرسة تعيش واقعا مرا بفعل* غياب إرادة سياسية لحل جميع المشاكل التي* تتخبط فيها،* مبرزا أن الدولة لم* يعد* يهمها سوى تسويق الأرقام على حساب تحسين المستوى التعليمي،* مرجعا سبب تخبط القطاع في* المشاكل إلى من وصفهم* "جماعات المافيا*" التي* تسير القطاع وتسعى لتحطيم المدرسة العمومية*. بحيث أضاف* "نريد مدرسة عمومية ولا تلاعب بمكسب مجانية التعليم الذي* نستميت للدفاع عنه*"،* ليتساءل بعدها*: "من* يشجع على إنشاء المدارس الخاصة ويمنح الاعتمادات؟*".
سعيد فضيل (*) يكتب:
لهذه الأسباب تحتل المدرسة الجزائرية المرتبة الـ* 100* عالميا
لا شك أن القانون التوجيهي* للتربية من بين القوانين الهامة في* قطاع التربية التي* صدرت منذ الاستقلال إلى اليوم،* وهو الذي* وقعه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتاريخ* 23*/01*/ 2008* وجاء تعويضا وتتمة للأمرية الرئاسية رقم* 76*/35* المؤرخة في* 16*/04*/1976* وتتعلق بتنظيم التربية والتكوين في* الجزائر،* ويشمل هذا القانون التوجيهي* 7* أبواب و6* فصول* يحدد فيها السياسة التربوية في* بلادنا استجابة لطموحات المجتمع الجزائري* والتطورات التي* حصلت فيه*. ويتعلق الأمر بتعزيز دور المدرسة ووظيفتها في* المجتمع كعنصر إثبات الشخصية الجزائرية وتوطيد علاقة ووحدة الشعب باعتبار المدرسة هي* المرحلة الأولى لتعلم الثقافة الديمقراطية والتماسك الاجتماعي* والوحدة الوطنية وذلك بتعزيز اللغة العربية واللغة الأمازيغية مع التفتح على العالم الخارجي* من خلال تعلم اللغات الأجنبية وكل ذلك مرهون بضرورة رفع نوعية المحتوى*.
والسؤال الذي* نطرحه هو*: هل فعلا طبق هذا القانون على أرض الواقع؟ وما سبب تدهورالنظام التربوي* في* الجزائر واحتلاله المرتبة ال* 100* عالميا من حيث النجاعة؟
للإجابة عن هاته الأسئلة لابد من تشخيص الواقع التربوي* في* الميدان كما هو دون زيادة أو نقصان حتى* يعرف كل مهتم بالشأن التربوي* ما تعانيه المنظومة التربوية من نقائص واختلالات كثيرة وكذا عدم تطبيق القوانين وسوء التسيير لهذا القطاع الحساس والاستراتيجي* في* بلادنا*.
فما* يتعلق بالهياكل لا* يزال هناك عجز كبير في* توفير الحجرات الدراسية لمواجهة العدد الهائل والمتزايد من التلاميذ سنة بعد أخرى*. وحسب الإحصائيات الأخيرة،* فإن أغلب المؤسسات التربوية تعمل بنظام الدوامين* (بالنسبة إلى التعليم الابتدائي* على الأقل*)،* أي* فوجان من التلاميذ* يدرسون في* حجرة واحدة بالتناوب*. ومعنى هذا الكلام أنّ* الفوج الثاني* يخرج من القسم في* الساعة الخامسة والنصف مساء*. وهو* يعني* أن التلاميذ* يخرجون في* الظلام مع ما* يشكله ذلك من خطورة عليهم*. أما في* الطور الثانوي* فالاكتظاظ في* الحجرات الدر سية وصل إلى حد لا* يطاق* (50* تلميذا وأكثر في* الحجرة الواحدة*) ولكم أن تتصورا الوضع داخل هذه الحجرة*.
أما ما* يتعلق بالتأطير التربوي* ففي* كل سنة تسجل مختلف المؤسسات التربوية نقصا فادحا في* الأساتذة والمعلمين،* لاسيما في* ولايات الجنوب،* وبلأخص اللغات الأجنبية* والمواد العلمية*. وكان من المفروض أن تسترجع المعاهد التكنولوجية التي* كانت تمد كل سنة مختلف المؤسسات التعليمية بالإطارات الكفأة التي* تحتاجها* المدارس والثانويات*. وفي* كل ولاية كان هناك معهد* يكون الإطارات التي* تحتاجها المؤسسات التعليمية* (من معلمين وأساتذة لمختلف الأطوار التعليمية*. هذه المعاهد التكنولوجية سلمت للتعليم العالي* ولم تعوض*). أما معهدا القبة وبوزريعة،* فإنهما لايوفران العدد الكافي* للقطاع إلا بـ* 10* في* المائة من الأساتذة والمعلمين فقط*.
أما ما تعلق بالوسائل التعليمية،* فقد سجلت عدة نقائص منها نقص السبورات الإلكترونية وكذا نقص أجهزة الإعلام الآلي* وانعدامها في* كثير من المؤسسات التربوية*.* فكيف* يتعلم التلميذ في* غياب هذه الوسائل الضرورية؟ ناهيك على نقص التدفئة ودورة المياه الصحية ومساحات اللعب أثناء حصة النشاطات الرياضية،* ولاسيما في* المناطق النائية والجنوبية بالرغم من توفرأموال كافية؟
وتبقى النّقطة السّلبية التي* تسجّل في* هذا الجانب بالنسبة إلى التعليم الثانوي*. ونخص بالذكر تلاميذ أقسام البكالوريا بحيث لم* يتدربوا على الوضعية الإدماجية بعد في* الوقت الذي* أصبح التلاميذ عند جيراننا في* كل من المغرب وتونس قد تجاوزوا هذه الوضعيات بكثير وأصبحوا* يمتحنون فيها بشكل عادي* جدا*. أما عندنا فتلاميذ أقسام البكالوريا رفضوا إدراج الوضعية الإدماجية في* الامتحان بسبب عدم تناولها بانتظام في* دراستهم اليومية ونحن في* العام* 2015* وهوأمر* يدعو للدهشة والغرابة فعلا*.*
وبخصوص جهاز الرقابة والتفتيش* ومن خلال تجربتي* في* الميدان لأكثر من* 25* سنة في* التفتيش أقول وبكل صراحة إن المفتش في* السنوات الأخيرة قد قزم دوره وهمش إلى حد سكنه اليأس*. فهو الذي* يظل* يجول ويصول عبر مختلف المدارس التي* تقع في* الدروب الوعرة النائية لكي* يراقب مدى تطبيق المنهاج الوزاري* الرسمي* ومساعدة المعلم على تخطي* الصعاب ويقدم الاقتراحات إلى الوزارة التي* همشته ولم تتوقف عند هذا الحد بل جردته من المكتب والكاتب وأصبح مكتبه في* محفظته*.
أما مفتش التربية الوطنية فلم* يعد له دور وحتى في* مراجعة القانون الخاص لإطارات التربية لم توضح مهامه بدقة فصار حائرا،* هل* يكوّن أم* يفتش أم* يقوم بالتفتيش والتكوين معا؟ لأن القانون المعدل الأخير012*-240* لسنة* 2012* لم* يشر إلى المهام بدقة كما كان في* السابق*.
والسؤال المطروح*: هل بهذه النقائص والاختلالات وعدم تطبيق ما جاء في* القانون التوجيهي* للتربية من مواد وأحكام زيادة على سوء التسيير وتهميش لإطارت التفتيش وعدم توفير الوسائل المادية والبشرية وفي* ظل التشنجات والصراعات الحاصلة في* قطاع التربية تتحسن المنظومة التربوية في* بلادنا؟ والجواب واضح*: يستحيل ذلك*.. بل بالعكس ستتدهور الأمور أكثر إذا لم تحدث تغيرات جذرية في* أساليب التسيير مع إزالة النقائص والاختلالات التي* ذكرت آنفا*.
*(*) إطار سابق في* وزارة التربية*
ممثلون عن نقابات التربية وإطارات في* ندوة الشروق*:
أنقذوا أبناءنا من سنة بيضاء
Decrease font Enlarge font
تجزم نقابات التربية المستقلة،* بأن تدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أضحى أكثر من ضروري* في* الوقت الحالي،* لإنقاذ المدرسة العمومية من شبح* "سنة بيضاء*"،* نظرا لتعثر المفاوضات بينها وبين وزارة التربية الوطنية،* بسبب* "بند واحد*" ورد في* ميثاق أخلاقيات المهنة الذي* يمنع الشركاء الاجتماعيين من الدخول في* إضرابات مستقبلا مقابل الاستجابة لمطالبهم المرفوعة،* خاصة في* ظل التزام الطبقة السياسية الصمت والسكون،* رغم أن القطاع* يسير نحو* "التعفن*" وحتى إن تدخلت فمن أجل الدفاع عن مصالح وصفتها النقابات* *"بالضيقة*". نقابات التربية التي* شاركت في* "ندوة الشروق*" أكدت بأنها لا تعمل في* "مزارع خاصة*" "كخماسة*" حتى* يتم تهديدها بشكل* يومي* من قبل الوزيرة بن* غبريط،* بحيث نصحوها بأن تتحول إلى* "نقابية شرسة*" لكي* تدافع على مطالبهم أمام الحكومة،* على اعتبار أن الأمور تتجاوزها،* في* حين اعتبرت النقابات أن وزارة التربية قد قضت على* "حرمة الامتحان*" وعلى العلاقة التي* تربط الأستاذ بالتلميذ،* من خلال قراراتها الموصوفة* "بالارتجالية*"،* حين فرضت على مديري* المؤسسات التربوية ضرورة تنظيمهم لاختبارات الفصل الثاني* بأي* حال من الأحوال،* إلى درجة أنه تم إلزام التلاميذ باجتياز اختبارات على مواضيع* "سابقة*" كانت موجودة في* الأرشيف ومواضيع تم جلبها من مؤسسات* غير مضربة،* بالمقابل فإن مديري* المؤسسات التربوية* يعيشون* *"أزمة نفسية*" حادة نظرا للموقف الحرج الذي* وضعوا فيه،* فهم ملزمون بطرد الأساتذة وتعويضهم بآخرين وهو الأمر الذي* تجهله الوزيرة بن* غبريط*. في* حين كشفت فاطمة الزهراء حراث،* إطار سابق بوزارة التربية بأن الوزارة تعيش* "حالة إضراب*" منذ مدة وهي* تضيع وقتها في* كتابة المناشير وإصدار التعليمات*.
كما صرح رئيس فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ،* أحمد خالد خلال الندوة،* وأكد فيها بأنه* يرفض الوقوف إلى جانب النقابات ضد مصلحة التلاميذ،* محذرا إياها من حدوث انزلاقات في* الميدان،* تلك التصريحات التي* أثارت حفيظة النقابات،* ما أدى إلى نشوب مشاداة كلامية فيما بينهم،* أين اتهمت أولياء التلاميذ* "بشيطنتهم*" للتلاميذ والمربين من خلال تنفيذهم* "للعبة القذرة*" للوزارة*.
مسعود بوديبة الأمين الوطني* المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة* "الكناباست*":
بن* غبريط ستورط المدرسة في* سنة بيضاء
أوضح الأمين الوطني* المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني* المستقل لمستخدمي* التدريس للقطاع ثلاثي* الأطوار للتربية،* مسعود بوديبة،* خلال تدخله في* ندوة* "الشروق*"،* أن إضراب* "الكناباست*" قد دخل أسبوعه الثالث،* والوزارة لا تزال تمارس قراراتها* "الارتجالية*"،* وبالتالي* فالقطاع* يبقى رهينة القائمين على الوزارة،* وقد اتضح بأن مصلحة التلميذ لا تهمهم،* عندما أصبح الحوار* "مميعا*"،* مؤكدا بأن قطاع التربية لدى السلطات العليا ليس بالأولوية الأولى،* في* الوقت الذي* شدد بأن قوانين الجمهورية أصبحت تداس أمام الجميع،* حتى الطبقة السياسية لم تتحرك،* والتزمت السكون والسكوت،* وحتى إذا تحركوا فمن أجل الدفاع عن مصالح* "ضيقة*" وفقط*.
و شدد محدثنا أن القائمين على الوزارة* يسعون للاستخفاف بعقول الجزائريين،* من خلال سلسلة تصريحاتهم التي* يؤكدون فيها بأن اختبارات الفصل الثاني* تسير في* أحسن الظروف،* وأن العتبة* غير موجودة،* حين تقوم بالابتعاد عن القواعد الأساسية للتكفل بالمطالب،* من خلال عملها* يوميا على تكسير الإضراب،* وإهانة الأستاذ بتطبيق إجراءات الخصم من رواتبهم،* مشددا بأن المؤسسات التربوية تشهد فوضى عارمة منذ انطلاق اختبارات الفصل الثاني* أو بالأحرى* "مهزلة*"،* وبالتالي* فقد ورطت المديرين،* أين ضغطت عليهم،* وأجبرتهم على تنظيم الاختبارات،* مهما كانت الظروف ولو بجلب مواضيع من مؤسسات أخرى* غير مضربة،* إلى درجة أنه سمح للتلاميذ بممارسة الغش علنا،* مع سبق الإصرار والترصد،* أين تعرضت أستاذة مستخلفة إلى الضرب من قبل التلاميذ بإحدى الثانويات بالعاصمة،* لما رفضت السماح لهم بالغش*.
وقال محدثنا بأن وزارة التربية الوطنية قد قضت على* "حرمة*" الامتحانات،* بإجراءاتها* "غير القانونية*"،* كالخصم والتوقيفات،* وعلى العلاقة بين الأستاذ والتلميذ،* إلى درجة أنها قامت بتجنيد* "أطراف*" أخرى لتكسير الإضراب،* موضحا بخصوص استعانة الوزارة بالأساتذة المتقاعدين لتعويض المضربين بأن الإجراء* "كذبة*" و"مغالطة*"،* على اعتبار أن الأساتذة رفضوا الاستجابة لنداء الوصاية،* بل بالعكس،* قرروا مساندة المضربين والتضامن معهم*. في* الوقت الذي* شدد بأن القائمين على القطاع قد استعملوا* "ورقة الامتحان*" لتأليب الرأي* العام*.
وأعلن،* بوديبة،* بأنه مادام الوزارة قد نفذت تهديداتها بالخصم من الأجور،* فإن الأساتذة لن* يعوضوا،* ولن* يستدركوا الدروس الضائعة،* متهما وزيرة التربية الوطنية نورية بن* غبريط بأنها المسؤولة الأولى عن تعفن القطاع،* وبالتالي* فهي* من تدعو* "لسنة بيضاء*" وليس النقابات*. في* الوقت الذي* ناشد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التدخل العاجل لإنقاذ المدرسة الجزائرية،* التي* قال عنها بأنها* *"مستهدفة*" من قبل القائمين على الوزارة،* في* حين أكد بأن الحل الأمثل للخروج من الأزمة هو الجلوس مجددا إلى طاولة الحوار*.
حراث فاطمة الزهراء إطار سابق بوزارة التربية الوطنية*:
وزارة التربية في* حالة* "إضراب*" والمديرون* يعيشون* "أزمة نفسية*" حادة
كشفت فاطمة الزهراء حراث،* مديرة الدراسات بوزارة التربية الوطنية سابقا،* لدى تدخلها في* *"ندوة الشروق*"،* أن نقابات التربية المستقلة قد وضعت الوزارة في* حالة* " إضراب*"،* وبالتالي* فالوزارة لا تشتغل إلا في* حال نشوب احتجاجات واحتجاجات،* فهي* تصرف جل وقتها في* تحرير البيانات،* وكتابة المناشير،* وإصدار التعليمات ضد الأساتذة،* رغم أنها مطالبة بالحرص على الأقل على تهدئة الأوضاع،* ولو بالاستنجاد بسلطات أخرى*. مؤكدة بأن استنجاد الوزارة بالأساتذة المتقاعدين المشهود لهم بالكفاءة،* لتعويض المضربين هو* "خطأ*" فادح،* في* الوقت الذي* تساءلت متى اعترفت الوزارة بنخبتها التي* تقاعدت،* أو التي* لا تزال قيد الخدمة،* وبالتالي* فكيف ستتعرف على نخبتها من الأساتذة المتقاعدين؟
وبخصوص ما* يحدث في* القطاع من اضطرابات،* أكدت حراث فاطمة الزهراء،* أن النتائج منعدمة والقرارات متناقضة،* رغم أن المطالب المرفوعة ليست* "مجهولة*" لدى الوزارة وليست أيضا* *"بالجديدة*"،* مؤكدة بأن هناك عديد المديرين* يعيشون حاليا* "أزمة نفسية*" حادة،* فقد وجدوا أنفسهم في* مأزق وحرج كبيرين،* بين تطبيقهم لقرار فصل أساتذهم وتعاملهم مع تلاميذتهم في* نفس الوقت،* وبالتالي* وجب إيجاد الحلول في* أسرع الأوقات لإنهاء الأزمة*.
فيما أكدت حراث بأن* *"طويل العمر*" فقط هو الذي* يستطيع الصمود أمام هذه الضغوط،* والقرارات والقرارات المناقضة لها*. واغتنمت حراث فاطمة الزهراء،* فرصة اللقاء،* لتدعو نقابات التكتل إلى الالتفاف حول مطالبهم،* وعدم الانصياع وراء ما أسمته* *"بالتفتت*" لتحقيق مطالبهم* ،* والحفاظ على حقوق التلاميذ*.
عبد الكريم بوجناح،* الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية*:
الوزارة تسعى إلى إحداث فتنة بين النقابات وأولياء التلاميذ*
لا* يمكن حل مشاكل القطاع في* ساعة حوار واحدة
شدد عبد الكريم بوجناح،* الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية،* أن وزارة التربية ليس لديها نية لحل مشاكل القطاع،* من خلال تبنيها لسياسة* "ذر الرماد في* العيون*"،* مؤكدا أن هدفها هو السعي* وراء توريط النقابات مع أولياء التلاميذ،* والدليل على ذلك هو استدعاؤها النقابات إلى حضور اجتماعات ثنائية مدتها* "ساعة واحدة*"،* متسائلا إن كانت ساعة واحدة تكفي* لفتح النقاش حول* 12* مطلبا،* في* الوقت الذي* اتهم جمعيات أولياء التلاميذ باكتفائها فقط بمهاجمة النقابيين لدى دخولها في* إضرابات،* أين تقوم الوزارة باستخدامهم لضرب النقابات وفقط*.
وناشد رئيس نقابة* "الأسنتيو*" رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التدخل العاجل لإيجاد الحلول النهائية للمشاكل المطروحة،* داعيا أولياء التلاميذ إلى الوقوف مع النقابات وتدعيمها وليس الوقوف ضدها،* مؤكدا بأنهم مستعدون للتفاوض مع الوزارة بشرط أن* يكون الحوار جادا وحقيقيا والدليل على ذلك أنها قررت حضور اللقاء الذي* برمجته الوزارة مع النقابات* يوم الـ7* من الشهر الجاري*. في* الوقت الذي* شدد أن نقابات التكتل قد ضحت بالإضراب ورفضت أن تبرمجه خلال فترة إجراء اختبارات الفصل الثاني،* حفاظا على مصلحة التلاميذ*. في* حين جدد تأكيده أن نقابات التكتل لن تتراجع عن خيار الدخول في* إضراب ابتداء من تاريخ الـ9* مارس الجاري* لمدة ثلاثة أيام متجدد أسبوعيا*.
بلعموري* لغليظ رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء* "السناباب*":
جمعيات أولياء التلاميذ مطالبة بالوقوف مع النقابات
أكد بلعموري* لغليظ،* رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية،* المنضوية تحت لواء نقابة* "السناباب*"،* أن وزارة التربية الوطنية لديها إرادة قوية لدفع النقابات إلى الإضراب،* والدليل على ذلك أنه خلال الاجتماع الذي* عقد في* الـ19* فيفري* الماضي* كادت النقابات المستقلة أن تتوصل إلى اتفاق نهائي* مع الوزارة وكانت على استعداد تام لاتخاذ قرار تعليق الإضراب،* غير أن الوصاية في* آخر لحظة اشترطت على الشركاء الاجتماعيين التوقيع على ميثاق أخلاقيات المهنة الذي* يلزمها عدم الدخول في* إضرابات في* المستقل،* وهو الأمر الذي* أدى إلى تعثر* "المفاوضات*" والعودة إلى النقطة الصفر*.
واغتنم بلعموري* الفرصة ليدعو جمعيات أولياء التلاميذ إلى عدم الانخراط في* "اللعبة القذرة*" لوزارة التربية،* التي* تقوم باستخدامهم* "لشيطنة الأساتذة*" وحتى التلاميذ على حد سواء،* مؤكدا أن الوصاية هي* التي* تقوم بأخذ التلميذ رهينة وليس النقابات،* في* الوقت الذي* شدد أن قرارات الوزارة ستطيل في* عمر الأزمة ولن تحل المشاكل المرفوعة*.
وأضاف رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية،* أن الكرة في* مرمى الوزارة،* على اعتبار أن الوقت ليس لا في* صالح التلاميذ ولا الأساتذة ولا حتى الوزارة نفسها،* داعيا جمعيات أولياء التلاميذ إلى الوقوف جنبا إلى جنب مع النقابات المستقلة بأن* يكونوا* "وسطاء*" طبقا لما تنص عليه قوانين الجمهورية*.
أحمد خالد رئيس فدرالية جمعيات أولياء التلاميذ*:
الله* يهديكم* يا نقابات ولن نتواطأ معكم لذبح أبنائنا
رفض أحمد خالد،* رئيس فدرالية جمعيات أولياء التلاميذ،* لدى تدخله في* ندوة* "الشروق*"،* أن* يقف جنبا إلى جنب مع نقابات التربية المستقلة،* من أجل حرمان التلاميذ من حقهم في* التمدرس،* بحيث قال*: "إذا تحقق ووقفنا مع النقابات فإننا نقوم بذبح أبنائنا*". محذرا النقابات من أي* انزلاق قد* يحدث في* الميدان،* خاصة في* الوقت الذي* هدد تلاميذ الأقسام النهائية بالخروج إلى الشارع للمطالبة بحقهم في* العطلة والتمدرس*.
وتساءل أحمد خالد*: بأي* حق* يتم منع التلاميذ من اجتياز الاختبارات،* بحيث قال*: "أضربوا أيها الأساتذة لكن لا تحرموا التلاميذ من اجتياز اختبارات الفصل الثاني*"،* مؤكدا أن هناك مطالب أخرى ذات أولوية تسبق الأمور المادية،* خاصة ما تعلق بالتسرب المدرسي*. فسنويا* يتم تسجيل نسبة* 30* بالمائة من التلاميذ الذين* يغادرون مقاعد الدراسة في* سن مبكرة،* ويتوجهون مباشرة إلى الشارع،* بالإضافة إلى مشكل الاكتظاظ،* النقل المدرسي* وظاهرة الاختطاف*.
وخاطب أحمد خالد النقابات قائلا*: "الله* يهديكم* يا نقابات وأنا من هذا المنبر لا أدعوكم إلى التعقل والتفهم لأنكم على قدر كبير من الوعي* والفهم*"،* مشددا أنه* يستحيل تسوية الأمور على مستوى وزارة التربية،* وبالتالي،* لا بد من مناشدة الرئيس بوتفليقة التدخل العاجل لإيجاد الحلول المناسبة التي* تضمن الاستقرار للقطاع على المدى المتوسط والبعيد،* على اعتبار أن الوضع* ينذر بالخطر*.
صادق دزيري* رئيس الاتحاد الوطني* لعمال التربية والتكوين*:
نحن لا نشتغل في* "مزرعة خاصة*" يا بن* غبريط
قال رئيس الاتحاد الوطني* لعمال التربية والتكوين،* صادق دزيري،* بأن مشاكل قطاع التربية لن تحل* "بخاتم سليمان*" في* رده على تصريحات الوزيرة بن* غبريط،* وإنما لا بد من* *"منهجية*" واضحة تضبط بأجندة محددة،* مشددا في* ذات السياق على أن الوزارة لا تبحث عن الحلول بقدر ما تبحث عن* "الصراع*"،* مطالبا الوزيرة بن* غبريط بضرورة أن تتحول إلى* "نقابية شرسة*" أمام الحكومة للدفاع عن المطالب المرفوعة*. وخاطب دزيري* الوزيرة بنبرة حادة* "نحن لا نعمل في* مزارع خاصة* يا بن* غبريط فنحن موظفين لدى الدولة*".
وأكد صادق دزيري* على أن الأوضاع التي* يعيشها قطاع التربية تزداد تعفنا،* مرجعا الأمر إلى استهتار الوزارة وعدم مبالاتها بإيجاد حل* يرضي* الجميع،* خاصة وأن الوقت ليس في* صالح أحد سواء التلاميذ أم الأساتذة أم النقابات*.
وأضاف صادق دزيري* لدى نزوله ضيفا على ندوة* *"الشروق*"،* أن نقابات التكتل تطالب بحوار استراتيجي* مبني* على الثقة* يتوخى منه بناء أجندة واضحة المعالم،* حتى* يتم إخراج القطاع من دوامة الإضرابات،* والتي* أرجعها ـ حسبه ـ إلى ممارسات الوزارة* "غير المسؤولة*"،* بناء على طريقة تعاملها مع النقابات،* وقال المتحدث* "إن هناك مراسلة لوزارة التربية تستهتر فيها بالنقابات والتي* دعت فيها إلى برمجة لقاءات شكلية*". مضيفا* "كيف نتحاور مع من* ينظم لقاءات شكلية وقطاع التربية* يعيش على وقع إضراب منذ ثلاثة أسابيع*".
وبخصوص الاتهامات الموجهة إلى النقابات،* حول استعمالهم التلاميذ كرهائن لتحقيق مطالبهم،* قال ضيف* "الشروق*" "قبل أن نكون نقابيين فنحن أيضا أولياء للتلاميذ،* ولو أردنا ليّ* ذراع الوزيرة كما* يقال لما قمنا بإجراء الإضراب خلال فترة إجراء اختبارات الفصل الثاني،* وهذا مراعاة لمصالح التلاميذ*".
وقال محدثنا بأن نقابات التكتل قد قامت بإيداع الإشعار بالإضراب لدى الوزارة،* ورغم ذلك لم* يتم استدعاؤهم للحوار،* إلا عشية الدخول في* الحركة الاحتجاجية،* وبالتالي* فالسؤال المطروح هل سنحل مشاكل قطاع في* ساعة واحدة؟*
وحول استعداد النقابات للدخول في* هدنة مع الوزارة أو التنازل لمصلحة التلاميذ،* قال صادق دزيري* "نحن مستعدون لذلك شريطة أن* يتم إيجاد حلول وسطى،* مثل مطلب الترقية الآلية من خلال تخصيص الوزارة لنسبة* 10بالمئة إلى* 30* بالمئة للتأهيل للذين تتوفر فيهم شروط الترقية*"،* في* الوقت الذي* شدد على أن* غياب الحلول سيدفع بالنقابات لمواصلة الإضراب*.
وبخصوص التهديدات التي* تطلقها الوزيرة من حين لآخر،* قال رئيس نقابة لونباف*: "نحن لسنا خماسة عند الوزيرة حتى تقوم بتهديننا،* بل نحن موظفين مثلما هي* موظفة والدولة الجزائرية لديها قوانينها التي* تحكمها*".
وحذر المسؤول الأول عن النقابة،* من قيام الوزارة بتعويض المضربين لأن هذا الأمر ـ حسبه ـ* يتنافى مع الدستور الجزائري* الذي* يكفل حق* الإضراب،* ووجه المتحدث نداء عاجلا للوزير الأول من أجل التدخل لإيجاد حل،* على اعتبار أن المطالب المرفوعة تتجاوز الوزيرة*.
الأمين الولائي* بنقابة مجلس ثانويات الجزائر زوبير روينة*:
منطق* "التغنانت*" لن* يحل مشاكل القطاع
حذر الأمين الولائي* لمجلس ثانويات الجزائر،* زوبير روينة،* الوزارة من مغبة استمرار تكريسها لحالة* "الانسداد*"،* التي* قد تؤدي* إلى انفجار وشيك* يهز القطاع،* معتبرا أن سياسة* *"التغنانت*" المنتهجة من طرف الوصاية وغياب الحكمة والرزانة لدى مسؤولي* الوزارة،* لن تحل مشاكل القطاع*. في* الوقت الذي* دعا أولياء التلاميذ إلى الضغط على الوصاية لعودة الاستقرار إلى القطاع*.
وحمل روينة لدى نزوله ضيفا على ندوة* *"الشروق*"،* حالة الانسداد التي* وصل إليها قطاع التربية وبلوغه حد التعفن،* إلى القائمين على وزارة التربية التي* لم تتحل بالحكامة في* التعامل مع الإضرابات التي* مست القطاع،* وتكريس منطق* "التغنانت*" في* تسيير القطاع،* الأمر الذي* قد* يؤدي* إلى انفجار الوضع أكثر*.
واتهم المتحدث الوزارة الوصية،* بتأجيج الخلافات بالمؤسسات التربوية بتعليماتها ومناشيرها التي* أصدرتها* ضد الأساتذة،* مغذية بذلك النزاعات بين الأساتذة ومديري* المؤسسات التربوية التي* طالما عانت منها مختلف المؤسسات التربية،* واصفا الشعارات التي* تتبناها الوصاية والمتعلقة ببناء مدرسة وتحسين الوضع المهني* للأساتذة* "بالجوفاء*".
وانتقد روينة الهجمات التي* قام بها اتحاد أولياء التلاميذ ضدهم،* الذي* حصر كافة مشاكل القطاع في* امتحانات نهاية السنة للأقسام النهائية،* دون الحديث عن بقية السنوات،* واصفا ذلك بـ"الأمر الخطير*"،* على اعتبار ـ* يضيف ـ أن النهوض بالقطاع* يقتضي* إيجاد الحلول اللازمة لرفع المستوى دون التفكير فقط في* الامتحانات والنتائج،* في* الوقت الذي* دعا أولياء التلاميذ إلى تصويب سهام النقد للوزارة الوصية والضغط عليها قصد إيجاد حلول جذرية ونهائية تخلص القطاع من الاضطرابات*.
* وخلال تشريحه لواقع المدرسة الجزائرية،* قال ممثل نقابة الكلا،* إن المدرسة تعيش واقعا مرا بفعل* غياب إرادة سياسية لحل جميع المشاكل التي* تتخبط فيها،* مبرزا أن الدولة لم* يعد* يهمها سوى تسويق الأرقام على حساب تحسين المستوى التعليمي،* مرجعا سبب تخبط القطاع في* المشاكل إلى من وصفهم* "جماعات المافيا*" التي* تسير القطاع وتسعى لتحطيم المدرسة العمومية*. بحيث أضاف* "نريد مدرسة عمومية ولا تلاعب بمكسب مجانية التعليم الذي* نستميت للدفاع عنه*"،* ليتساءل بعدها*: "من* يشجع على إنشاء المدارس الخاصة ويمنح الاعتمادات؟*".
سعيد فضيل (*) يكتب:
لهذه الأسباب تحتل المدرسة الجزائرية المرتبة الـ* 100* عالميا
لا شك أن القانون التوجيهي* للتربية من بين القوانين الهامة في* قطاع التربية التي* صدرت منذ الاستقلال إلى اليوم،* وهو الذي* وقعه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتاريخ* 23*/01*/ 2008* وجاء تعويضا وتتمة للأمرية الرئاسية رقم* 76*/35* المؤرخة في* 16*/04*/1976* وتتعلق بتنظيم التربية والتكوين في* الجزائر،* ويشمل هذا القانون التوجيهي* 7* أبواب و6* فصول* يحدد فيها السياسة التربوية في* بلادنا استجابة لطموحات المجتمع الجزائري* والتطورات التي* حصلت فيه*. ويتعلق الأمر بتعزيز دور المدرسة ووظيفتها في* المجتمع كعنصر إثبات الشخصية الجزائرية وتوطيد علاقة ووحدة الشعب باعتبار المدرسة هي* المرحلة الأولى لتعلم الثقافة الديمقراطية والتماسك الاجتماعي* والوحدة الوطنية وذلك بتعزيز اللغة العربية واللغة الأمازيغية مع التفتح على العالم الخارجي* من خلال تعلم اللغات الأجنبية وكل ذلك مرهون بضرورة رفع نوعية المحتوى*.
والسؤال الذي* نطرحه هو*: هل فعلا طبق هذا القانون على أرض الواقع؟ وما سبب تدهورالنظام التربوي* في* الجزائر واحتلاله المرتبة ال* 100* عالميا من حيث النجاعة؟
للإجابة عن هاته الأسئلة لابد من تشخيص الواقع التربوي* في* الميدان كما هو دون زيادة أو نقصان حتى* يعرف كل مهتم بالشأن التربوي* ما تعانيه المنظومة التربوية من نقائص واختلالات كثيرة وكذا عدم تطبيق القوانين وسوء التسيير لهذا القطاع الحساس والاستراتيجي* في* بلادنا*.
فما* يتعلق بالهياكل لا* يزال هناك عجز كبير في* توفير الحجرات الدراسية لمواجهة العدد الهائل والمتزايد من التلاميذ سنة بعد أخرى*. وحسب الإحصائيات الأخيرة،* فإن أغلب المؤسسات التربوية تعمل بنظام الدوامين* (بالنسبة إلى التعليم الابتدائي* على الأقل*)،* أي* فوجان من التلاميذ* يدرسون في* حجرة واحدة بالتناوب*. ومعنى هذا الكلام أنّ* الفوج الثاني* يخرج من القسم في* الساعة الخامسة والنصف مساء*. وهو* يعني* أن التلاميذ* يخرجون في* الظلام مع ما* يشكله ذلك من خطورة عليهم*. أما في* الطور الثانوي* فالاكتظاظ في* الحجرات الدر سية وصل إلى حد لا* يطاق* (50* تلميذا وأكثر في* الحجرة الواحدة*) ولكم أن تتصورا الوضع داخل هذه الحجرة*.
أما ما* يتعلق بالتأطير التربوي* ففي* كل سنة تسجل مختلف المؤسسات التربوية نقصا فادحا في* الأساتذة والمعلمين،* لاسيما في* ولايات الجنوب،* وبلأخص اللغات الأجنبية* والمواد العلمية*. وكان من المفروض أن تسترجع المعاهد التكنولوجية التي* كانت تمد كل سنة مختلف المؤسسات التعليمية بالإطارات الكفأة التي* تحتاجها* المدارس والثانويات*. وفي* كل ولاية كان هناك معهد* يكون الإطارات التي* تحتاجها المؤسسات التعليمية* (من معلمين وأساتذة لمختلف الأطوار التعليمية*. هذه المعاهد التكنولوجية سلمت للتعليم العالي* ولم تعوض*). أما معهدا القبة وبوزريعة،* فإنهما لايوفران العدد الكافي* للقطاع إلا بـ* 10* في* المائة من الأساتذة والمعلمين فقط*.
أما ما تعلق بالوسائل التعليمية،* فقد سجلت عدة نقائص منها نقص السبورات الإلكترونية وكذا نقص أجهزة الإعلام الآلي* وانعدامها في* كثير من المؤسسات التربوية*.* فكيف* يتعلم التلميذ في* غياب هذه الوسائل الضرورية؟ ناهيك على نقص التدفئة ودورة المياه الصحية ومساحات اللعب أثناء حصة النشاطات الرياضية،* ولاسيما في* المناطق النائية والجنوبية بالرغم من توفرأموال كافية؟
وتبقى النّقطة السّلبية التي* تسجّل في* هذا الجانب بالنسبة إلى التعليم الثانوي*. ونخص بالذكر تلاميذ أقسام البكالوريا بحيث لم* يتدربوا على الوضعية الإدماجية بعد في* الوقت الذي* أصبح التلاميذ عند جيراننا في* كل من المغرب وتونس قد تجاوزوا هذه الوضعيات بكثير وأصبحوا* يمتحنون فيها بشكل عادي* جدا*. أما عندنا فتلاميذ أقسام البكالوريا رفضوا إدراج الوضعية الإدماجية في* الامتحان بسبب عدم تناولها بانتظام في* دراستهم اليومية ونحن في* العام* 2015* وهوأمر* يدعو للدهشة والغرابة فعلا*.*
وبخصوص جهاز الرقابة والتفتيش* ومن خلال تجربتي* في* الميدان لأكثر من* 25* سنة في* التفتيش أقول وبكل صراحة إن المفتش في* السنوات الأخيرة قد قزم دوره وهمش إلى حد سكنه اليأس*. فهو الذي* يظل* يجول ويصول عبر مختلف المدارس التي* تقع في* الدروب الوعرة النائية لكي* يراقب مدى تطبيق المنهاج الوزاري* الرسمي* ومساعدة المعلم على تخطي* الصعاب ويقدم الاقتراحات إلى الوزارة التي* همشته ولم تتوقف عند هذا الحد بل جردته من المكتب والكاتب وأصبح مكتبه في* محفظته*.
أما مفتش التربية الوطنية فلم* يعد له دور وحتى في* مراجعة القانون الخاص لإطارات التربية لم توضح مهامه بدقة فصار حائرا،* هل* يكوّن أم* يفتش أم* يقوم بالتفتيش والتكوين معا؟ لأن القانون المعدل الأخير012*-240* لسنة* 2012* لم* يشر إلى المهام بدقة كما كان في* السابق*.
والسؤال المطروح*: هل بهذه النقائص والاختلالات وعدم تطبيق ما جاء في* القانون التوجيهي* للتربية من مواد وأحكام زيادة على سوء التسيير وتهميش لإطارت التفتيش وعدم توفير الوسائل المادية والبشرية وفي* ظل التشنجات والصراعات الحاصلة في* قطاع التربية تتحسن المنظومة التربوية في* بلادنا؟ والجواب واضح*: يستحيل ذلك*.. بل بالعكس ستتدهور الأمور أكثر إذا لم تحدث تغيرات جذرية في* أساليب التسيير مع إزالة النقائص والاختلالات التي* ذكرت آنفا*.
*(*) إطار سابق في* وزارة التربية*