تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نصيحة إلى أبناء الجزائر


أبو همام الجزائري
2015-03-01, 21:45
بسم الله الرّحمن الرّحيم

نصيحة إلى أبناء الجزائر

الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعدَه.

أمَّا بعدُ:


فيقول اللهُ -جلَّ وعلا- في مُحكَم كتابه: ﴿ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) ﴾
(سورة الأنفال).

إنّ النّاظر في أحوال أمّتنا وما يجري في أوطان أهل الإسلام من أحداثٍ متتابعة، ووقائع متسارعة، نالت من سمعتها وعجّلت في إضعافها، وجرّأت الأعداء عليها، حتى تلاحقت بها الأزمات من كلّ جانب، وصارت هدفًا لكلّ رامٍ وضارب؛ لَيتّضحُ له مدى ذلك العداء الدّفين، والاتّفاق الهجين، والمخطّط المَهين الذي يعمل أهل ملّة الكفر على تمريره بدهاء ومكر، وتنفيذه –أحيانا- بقوّة وقهر في بلاد أهل الإسلام، غرضُه النّيل من دين الأمّة والقضاء على وحدتها، ووسيلتُه التّهوين من لزوم جماعة المسلمين والانتظام في سلكها والاجتماع على كلمتها، والتّشجيع على مفارقتها وشقّ عصاها، ومخالفة سبيلها والافتيات عليها، فزيّنوا لهم باسم الحريات واسترداد الحقوق والتّداول على السّلطة الخروجَ في المظاهرات، واحتلالَ الشّوارع والسّاحات، وتصعيدَ موجة الاحتجاجات، وإذكاءَ نار الفتن والعداوات عبر وسائل الإعلام وقنوات الاتّصال؛ ممّا يوحي إلى النُّفرة والقطيعة بين الحاكم والمحكوم، والرّاعي والرّعية، ويؤدّي إلى إثارة الفوضى واضطراب الأمور واختلال الأمن واستشراء الفساد.

وأمام هذا الوضع المقلق والحال المتأزّم الذي تعيشه بعض بلاد الإسلام، والذي امتدّت ظلالُه وظهرت إرهاصاته في ربوع وطننا الحبيب الجزائر؛ يتعيّن على العقلاء والحكماء ممّن يَهمُّهم مصلحة العباد والبلاد – نصحًا للأمّة واستبقاءً للخير فيها وصيانةً لها من أدواء الانحراف ومخاطر الانجراف- أن يذكّروا أفرادها وجماعاتها بفضل الجماعة وأهميتها في حماية بيضة الدّين واستتباب الأمن والحفاظ على مكتسبات الأمّة، وأن يَلزموا غرزها وينتظموا في سلكها، ويركنوا إلى أهلها؛ إذ هي رابطة المسلمين ومصدر كرامتهم، فيها يعبُد المسلم ربَّه آمنًا، ويدعو إلى الله تعالى مطمئنًا، المستضعَف في كنفها قويٌّ، والمظلوم في ظلِّها منصورٌ، والعاجز في محيطها معانٌ، وأن يحذّروهم من جنايات الفتن وشرور الثّورات التي لا تورث إلا سقط المتاع؛ من فقرٍ، وجوعٍ، وتآمرِ الأعداء، وتعطيل مصالح العباد والبلاد، والتّمكين لدعاة الشرّ، ومروّجي الفساد، وأن يقفوا بالمرصاد في وجه مبتغي الفتنة ومثيري الفوضى، ويقطعوا الطّريق أمام المغرضين الشّانئين لوحدة الجزائر وما تنعم به من أمنٍ واستقرارٍ، الدّاعين إلى العصيان والتّمرّد والعودة بها إلى سنوات الجمر والهرج والمعاناة، وأن يوقظوا ضمائرهم بأنّ هذه الثّورات ليست من أساليب شريعة الإسلام في المناصحة، ولا من طرائق تغيير المنكر، ودفع الظّلم ودرئه؛ إذِ القاعدة الشّرعية التي بها قيام مصالح الدّين والدّنيا أنّ الوسائل لها أحكام المقاصد، وأنّ ما أصاب الأمّة من هوانٍ وخذلانٍ وما لحقها من شرٍّ وبلاءٍ سببه الذّنوب والخطايا والتّقصير في القيام بما أُمروا به من التّوحيد والطّاعة والاستقامة والإصلاح، وقد قال الله جلّ وعلا: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ (الرعد:11)، أي: أنّ الله تعالى لا يسلُب قوما نعمةً أنعمها عليهم حتّى يغيّروا ما كانوا عليه من الطّاعة والعمل الصّالح.

إنّنا لسنا بحاجة إلى أن نُحدِث في جسم الأمّة شروخًا أو نجدّد لها أحزانًا، أو ندمي فيها جروحًا، بعد أن ذاقت الويلات وتجرّعت المآسي، واكتوت بنار الفتن، وتجاذبتها سياساتُ العنف والخوف طيلة عهدٍ لم يكن من السّهل عليها اجتيازُه لولا أنّ الله سلّم، فدفع عن الأمّة البأس وخلّصها من اليأس، وأمّنها بعد خوف.

فاذكروا –أيّها المنعّمون بالأمن اليوم- كيف كنتم بالأمس، والعهد ليس ببعيد، وتذكّروا نعمة الله عليكم حين أراد أعداؤكم أن يفرّقوا بينكم فألّف الله –جلّ وعلا- بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، ففوِّتوا الفرصة على دعاة الفتنة والمبيّتين للسّوء المضمرين للعداوة، الذين يسوؤهم بقاءُ عزّ الإسلام شامخا، والدّين في قلوب أبنائه راسخا، والبلد آمنًا مطمئنًّا، ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) ﴾ (المؤمنون).

فاللّهمّ اجمع قلوبنا على الحقّ، ووفّقنا إلى الاعتصام بحبلك، واتّباع شرعك، واحفظ بلاد المسلمين، وبلدَنا الجزائر –خاصّةً-
من كيد الكائدين، وتآمر المبطلين، وآمنّا في أوطاننا، وقِنا شرّ الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمَّد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

الجزائر بتاريخ: 14 جمادى الآخرة 1435 هـ / 16 أفريل 2014م.

الموقّعون:
أ.د. محمّد علي فركوس ــ د. عبد المجيد جمعة ــ د. رضا بوشامة ــ الشّيخ عبد الحكيم دهاس
الشّيخ عز الدّين رمضاني ــ د. عبد الخالق ماضي ــ الشّيخ توفيق عمروني ــ الشّيخ عمر الحاج مسعود
الشّيخ عبد الغني عوسات ــ الشّيخ نجيب جلواح ــ الشّيخ لزهر سنيقرة ــ الشّيخ عثمان عيسي

مصدر البيان (http://www.rayatalislah.com/index.php/2014-10-21-14-04-46/item/1546-2014-10-21-19-55-40)
- كتبه الأخ :أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي

الاخ ياسين السلفي
2015-03-01, 21:49
ماشاء الله
جزاك الله خيرا اخونا
وفقك الله

أبو همام الجزائري
2015-03-01, 21:54
ربي يجازيك أنت كل خير ويرفع قدرك في الدارين

ishak44
2015-03-02, 19:36
البيان لا يختلف في شكله عن البيانات التي تصدر عن اي حزب سياسي اللهم ادخال بعض من ايات القران الكريم كما انه احتوى على امور مبهمة اتعجب كيف للمشايخ ان يقولوا بها

ووسيلتُه التّهوين من لزوم جماعة المسلمين والانتظام في سلكها والاجتماع على كلمتها، والتّشجيع على مفارقتها وشقّ عصاها، ومخالفة سبيلها والافتيات عليها، ........... ممّا يوحي إلى النُّفرة والقطيعة بين الحاكم والمحكوم، والرّاعي والرّعية

يتعيّن على العقلاء والحكماء ممّن يَهمُّهم مصلحة العباد والبلاد – نصحًا للأمّة واستبقاءً للخير فيها وصيانةً لها من أدواء الانحراف ومخاطر الانجراف- أن يذكّروا أفرادها وجماعاتها بفضل الجماعة وأهميتها في حماية بيضة الدّين واستتباب الأمن والحفاظ على مكتسبات الأمّة

وأن يقفوا بالمرصاد في وجه مبتغي الفتنة ومثيري الفوضى، ويقطعوا الطّريق أمام المغرضين الشّانئين لوحدة الجزائر

إنّنا لسنا بحاجة إلى أن نُحدِث في جسم الأمّة شروخًا




فاي امة او جماعة المسلمين المقصودة و اين هي كلمتها
و من هم العقلاء و الحكماء المقصودون

اما العصى فقد انشقت قبل قرن الزمان و لازالت منشقة
و القطيعة بين الحاكم و المحكوم حقيقة مشاهدة لا تحتاج الى ايحاء
و الشرخ في جسم الامة و عقلها بل و قلبها لا يخفى على ذي بصر او سمع

هذا و اقول اللهم هيء لأمتنا امر رشد
امين

hdm4200
2015-05-07, 11:10
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين

منى27
2015-05-14, 09:39
جزاك الله خيرا

أبوعلي99
2015-05-23, 19:37
جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم

malekk2014
2015-05-28, 10:42
بارك الله فيك

HaceneL
2015-05-28, 11:58
بارك الله فيك

HaceneL
2015-05-28, 11:59
جزاك الله خيرا

HaceneL
2015-05-28, 12:03
بارك الله فيك...

أبو وائل أيوب
2015-06-08, 08:18
لماذا كلما تعلق الأمر بالعلمانيين وتصريحاتهم المناقضة للإسلام ـ وغيرهم ممن أعلنوها حربا على المبادئ الإسلامية التي ترعرع عليها الشعب الجزائري وماتفعله بعض الجماعات في السلطة من إصدار قوانين تخالف أصول الدين ـ إلا ورأيت تماطلا من هؤلاء !!!

وفاء الياسمين
2015-06-08, 09:06
أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قبل الساعة سنوات خدَّاعات، يُكَذَّب فيها الصادق، ويُصَدَّق فيها الكاذب، ويُخوَّن فيها الأمين، ويُؤْتَمن فيها الخائن، وينطقُ فيها الرُّوَيْبِضَة"

أخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"سيأتي على الناس زمانٌ تكثر فيه القرَّاء، ويقل فيه الفقهاء، ويُقبَض العلم، ويكثر الهرج، قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل بينكم،
ثم يأتي بعد ذلك زمانٌ يقرأ القرآن رجالٌ لا يجاوز تراقيهم، ثم يأتي بعد ذلك زمانٌ يجادل المنافق الكافر المشرك بالله المؤمن بمثل ما يقول".

وقد جعل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه كثرة القرّاء وقلة الفقهاء علامة على قلب الموازين واختلال الأمور.

hamidamazouniya
2015-06-13, 09:44
Samsung gt-s5230

عبد الحليم بن سراي
2015-06-14, 15:07
شكرا لك و بالتوفيق

عبد القادر الطالب
2015-06-14, 16:21
عندما يتحدث الناس عنك بسوء
وأنت تعلم انك لم تخطيء في حق أحد منهم ،
تذكر أن تحمد الله الذي أشغلهم بك ولم يشغلك بهم
وادعوا لهم بالهداية

لا تتأخر عن كلمة الحق بحجة أنها لا تسمع ؛
فما من بذرة طيِّبة إلا ولها أرض خصبة ..
ليس عليك أن يقتنع الناس برأيك الحق ,
ولكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق !
لا تشغل نفسك كيف تنهي الباطل
بقدر ما تشغل نفسك كيف تثبت على الحق.
موفق إن شاء الله

أبو همام الجزائري
2015-06-14, 17:18
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
جزاك الله خيرا

le visiteur
2015-06-14, 18:24
شكرا على النصيحة

إكليل
2015-06-14, 18:38
بارك الله فيك

و كأن قومنا لا يتعظون مما يحدث في سوريا من قتل و تدمير و حتى تقسيم البلاد

و كما قال الرسول عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم " لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين "