المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يــا أهــل الجزائــر: اتقوهــا بالتقــوى!


ابو اكرام فتحون
2015-03-01, 19:29
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة لله وبركاته

يَا أَهْلَ الجَزَائِرِ: اِتَّقُوهَا بِالتَّقْوَى!

ولربّ نازلة يضيــــــــق بها الفتــى ***ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكان يظنها لا تفرج

في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها بلدنا الحبيب من تكالب داخلي وخارجي، أكتب هذه الكلمات بعد أن جمعني مجلس بأحد
الغيورين على أرض الوطن جاء خلال كلامه الحديث على أن الجزائر قد حصنت أراضيها تحسباً لأيّ أمر طارئ يمس البلد
وأراد أن يطمئنني بأن القوة التي تم حشدها عبر الحدود كافية لردع وصوع ( الدواعش ) إلى أراضينا..

عندها ذكرت قول الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾
وأذكر هنا ما قاله بكر المزني -رحمه الله- من أن طلق بن حبيب -لما كانت فتنة ابن الاشعث-
قال: اتقوها بالتقوى
فقيل له: صف لنا التقوى
فقال: العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله
وترك معاصي الله على نور من الله مخافة عذاب الله.

قال الحافظ الذهبي -رحمه الله- مُعَلِّقا: أبدع وأوجز، فلا تقوى إلا بعمل، ولا عمل إلا بتروٍ من العلم والاتباع، ولا ينفع ذلك
إلا بالإخلاص لله، لا ليقال: فلان تارك للمعاصي بنور الفقه، إذ المعاصي يفتقر اجتنابها إلى معرفتها، ويكون الترك خوفا
من الله لا ليمدح بتركها، فمن داوم على هذه الوصية فقد فاز.
سير أعلام النبلاء (4/601).

فيا أهل الجزائر: اعلموا أنه ليس يَرُدُّ ولا يَرْفَعُ عنا أيَّ بلاء إلا تقوى الله عز وجل والرجوع إلى دينه الحنيف واتخاذ الأسباب
الصحيحة في تجنب الفتن..

ولا تنسوا فحوى هذا البيان من عقلاء وحكماء الوطن:

بسم الله الرّحمن الرّحيم

نصيحة إلى أبناء الجزائر

الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعدَه.

أمَّا بعدُ:


فيقول اللهُ -جلَّ وعلا- في مُحكَم كتابه: ﴿ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) ﴾
(سورة الأنفال).

إنّ النّاظر في أحوال أمّتنا وما يجري في أوطان أهل الإسلام من أحداثٍ متتابعة، ووقائع متسارعة، نالت من سمعتها وعجّلت في إضعافها، وجرّأت الأعداء عليها، حتى تلاحقت بها الأزمات من كلّ جانب، وصارت هدفًا لكلّ رامٍ وضارب؛ لَيتّضحُ له مدى ذلك العداء الدّفين، والاتّفاق الهجين، والمخطّط المَهين الذي يعمل أهل ملّة الكفر على تمريره بدهاء ومكر، وتنفيذه –أحيانا- بقوّة وقهر في بلاد أهل الإسلام، غرضُه النّيل من دين الأمّة والقضاء على وحدتها، ووسيلتُه التّهوين من لزوم جماعة المسلمين والانتظام في سلكها والاجتماع على كلمتها، والتّشجيع على مفارقتها وشقّ عصاها، ومخالفة سبيلها والافتيات عليها، فزيّنوا لهم باسم الحريات واسترداد الحقوق والتّداول على السّلطة الخروجَ في المظاهرات، واحتلالَ الشّوارع والسّاحات، وتصعيدَ موجة الاحتجاجات، وإذكاءَ نار الفتن والعداوات عبر وسائل الإعلام وقنوات الاتّصال؛ ممّا يوحي إلى النُّفرة والقطيعة بين الحاكم والمحكوم، والرّاعي والرّعية، ويؤدّي إلى إثارة الفوضى واضطراب الأمور واختلال الأمن واستشراء الفساد.

وأمام هذا الوضع المقلق والحال المتأزّم الذي تعيشه بعض بلاد الإسلام، والذي امتدّت ظلالُه وظهرت إرهاصاته في ربوع وطننا الحبيب الجزائر؛ يتعيّن على العقلاء والحكماء ممّن يَهمُّهم مصلحة العباد والبلاد – نصحًا للأمّة واستبقاءً للخير فيها وصيانةً لها من أدواء الانحراف ومخاطر الانجراف- أن يذكّروا أفرادها وجماعاتها بفضل الجماعة وأهميتها في حماية بيضة الدّين واستتباب الأمن والحفاظ على مكتسبات الأمّة، وأن يَلزموا غرزها وينتظموا في سلكها، ويركنوا إلى أهلها؛ إذ هي رابطة المسلمين ومصدر كرامتهم، فيها يعبُد المسلم ربَّه آمنًا، ويدعو إلى الله تعالى مطمئنًا، المستضعَف في كنفها قويٌّ، والمظلوم في ظلِّها منصورٌ، والعاجز في محيطها معانٌ، وأن يحذّروهم من جنايات الفتن وشرور الثّورات التي لا تورث إلا سقط المتاع؛ من فقرٍ، وجوعٍ، وتآمرِ الأعداء، وتعطيل مصالح العباد والبلاد، والتّمكين لدعاة الشرّ، ومروّجي الفساد، وأن يقفوا بالمرصاد في وجه مبتغي الفتنة ومثيري الفوضى، ويقطعوا الطّريق أمام المغرضين الشّانئين لوحدة الجزائر وما تنعم به من أمنٍ واستقرارٍ، الدّاعين إلى العصيان والتّمرّد والعودة بها إلى سنوات الجمر والهرج والمعاناة، وأن يوقظوا ضمائرهم بأنّ هذه الثّورات ليست من أساليب شريعة الإسلام في المناصحة، ولا من طرائق تغيير المنكر، ودفع الظّلم ودرئه؛ إذِ القاعدة الشّرعية التي بها قيام مصالح الدّين والدّنيا أنّ الوسائل لها أحكام المقاصد، وأنّ ما أصاب الأمّة من هوانٍ وخذلانٍ وما لحقها من شرٍّ وبلاءٍ سببه الذّنوب والخطايا والتّقصير في القيام بما أُمروا به من التّوحيد والطّاعة والاستقامة والإصلاح، وقد قال الله جلّ وعلا: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ (الرعد:11)، أي: أنّ الله تعالى لا يسلُب قوما نعمةً أنعمها عليهم حتّى يغيّروا ما كانوا عليه من الطّاعة والعمل الصّالح.

إنّنا لسنا بحاجة إلى أن نُحدِث في جسم الأمّة شروخًا أو نجدّد لها أحزانًا، أو ندمي فيها جروحًا، بعد أن ذاقت الويلات وتجرّعت المآسي، واكتوت بنار الفتن، وتجاذبتها سياساتُ العنف والخوف طيلة عهدٍ لم يكن من السّهل عليها اجتيازُه لولا أنّ الله سلّم، فدفع عن الأمّة البأس وخلّصها من اليأس، وأمّنها بعد خوف.

فاذكروا –أيّها المنعّمون بالأمن اليوم- كيف كنتم بالأمس، والعهد ليس ببعيد، وتذكّروا نعمة الله عليكم حين أراد أعداؤكم أن يفرّقوا بينكم فألّف الله –جلّ وعلا- بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، ففوِّتوا الفرصة على دعاة الفتنة والمبيّتين للسّوء المضمرين للعداوة، الذين يسوؤهم بقاءُ عزّ الإسلام شامخا، والدّين في قلوب أبنائه راسخا، والبلد آمنًا مطمئنًّا، ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) ﴾ (المؤمنون).

فاللّهمّ اجمع قلوبنا على الحقّ، ووفّقنا إلى الاعتصام بحبلك، واتّباع شرعك، واحفظ بلاد المسلمين، وبلدَنا الجزائر –خاصّةً-
من كيد الكائدين، وتآمر المبطلين، وآمنّا في أوطاننا، وقِنا شرّ الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمَّد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

الجزائر بتاريخ: 14 جمادى الآخرة 1435 هـ / 16 أفريل 2014م.

الموقّعون:
أ.د. محمّد علي فركوس ــ د. عبد المجيد جمعة ــ د. رضا بوشامة ــ الشّيخ عبد الحكيم دهاس
الشّيخ عز الدّين رمضاني ــ د. عبد الخالق ماضي ــ الشّيخ توفيق عمروني ــ الشّيخ عمر الحاج مسعود
الشّيخ عبد الغني عوسات ــ الشّيخ نجيب جلواح ــ الشّيخ لزهر سنيقرة ــ الشّيخ عثمان عيسي

مصدر البيان (http://www.rayatalislah.com/index.php/2014-10-21-14-04-46/item/1546-2014-10-21-19-55-40)
- كتبه الأخ :أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي

عبد القادر الطالب
2015-03-02, 11:52
صدقت والله لا مخرج إلا بتقوى الله عز وجل
والدعاء إليه عز وجل أن يثبت قلوبنا على الحق وأن يوفقنا للاعتصام بحبله واتباع شرعه
وأن يحفظ بلاد المسلمين عامة والجزائر خاصة من كيد الكائدين
موفق إن شاء الله بارك الله لك وأحسنت أحسن الله إليك

الاخ ياسين السلفي
2015-03-02, 12:03
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا اخي

محمد حماش
2015-03-02, 22:05
أحسن الله إليك

ريـاض
2015-03-02, 22:29
بارك الله فيك أخي