تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وتجرّع مرارة الغربة صبيّا ...( بقلمي طبعا )


رَكان
2015-02-27, 23:16
كبقية أترابه اشرأبت عنقه وسط الضجيج ليسمع صوت المنادي على اسمه من بين اسماء الناجحين المنتقلين من مرحلة التعليم الإبتدائي الى مرحلة التعليم المتوسط.... لكنه وفي قرارة نفسه على يقين من أن اسمه من ضمن الذين سيُنادى عليهم... كيف لا وهو الأول ترتيبا في جميع المواد في فصله مذ درجت أقدامه أول عام دراسي الى السادس الذي هو فيه ..ويُنادى عليه ويعود للدار فرحا مبتهجا .. لينقطع الى نفسه فيقضي الصيف بنهاراته الطويلة ..يرتع ويلعب منفردا في حديقة ملحقة بالدار تسع ألفا من أمثاله رحابة ..مطاردا الفراش مداعبا الطير في وكناتها .مشاكسا حيواناتها ..مثيرا صمتها وهدأتها ..
ليحل الخريف مؤذنا نهاية اللهو والمرح والحبور ..
ذات مساء لم يكن ككل مساء يسترق الطفل عمر السمع ...نبرة أبيه توحي بجِِد كما الجِْد عهده.. يحدث الأم : هيئي ولدك فبعد غد سفر مُنتظر .. ليطير الصبي فرحا بما سمع من خبر .
لكنه لم يكن كأي سفر.. ففي الغد كانت الوالدة قد شرعت ترتب أغراضا تحشوها في حقيبة لم تكن بحجم العُمر بل أكبر ..ماذا يا أماه أين سأذهب ؟
يا بني / في قريتنا لاتوجد مرحلة للتعليم المتوسط ...وأنت ماشاء الله عليك كبرت وصرت رجلا... ولتواصل تعليمك ستنتقل الى أقرب مدينة منا ويفصلنا عنها مئة من الكلمترات ..
لم يحمل الصبي كلام أمه على غير محمل الإستبشار بما هو قادم فينام ليلته سابحا في خيال لاحواجز له ولا ولاشطآن ....
وفي باكر الصباح كان الوالد بقامته الطويلة يمسك بيد ابنه الصغيرة وُجهتهما محطة الحافلات ..
خلال التنقل كان الصبي ينظر من حوله بواسق النخل تعانق حافتي الطريق حينا ...لتخلي سبيله الى القفر والبيد أحيانا ..ساعتان بعدها كان السفر قد أخذ منتهاه لتبتلعهما المدينة في جوف صخبها وضجيجها أخذ من الصبي لبه ....كان يوم قدومهما مثقلا بكثير من الشؤون من أهمها وأولها ترتيب التسجيل والإقامة بالمؤسسة التربوية .وببسيط توجيه وجد الإثنان نفسيهما في بهو إدارة المتوسطة ..ليخبر الأب عونا اداريا هناك مدعاة وجودهما ..يرحب العون ويثبت تسجيل الإبن على قائمة المتمدرسين ..لكن الخبر الذي كان وقعه كالصاعقة على الأب ومفاده أن تلك المتوسطة لاتتوفر على نظام داخلي ..يا رب ..وماذا أفعل أيها السيد سائلا العون ؟
كما فعل غيرك عليك ان تجد من يأوي ولدك فترة دراسته ....خرج الإثنان ...الأب في حيرة عظيمة من أمره ...ماذا سيفعل فهو أمام خيارين أحلاهما مرّ ...العودة بولده أدراجه .لاغيا مواصلة تعليمه ..أو تركه وحيدا وفي رعاية من ؟ أما الصبي فلقد أخذ منه التوجس كل مأخذ ورأسه الصغيرة لم تتسع لكل ذلك الزخم مما دار بين عون الإدارة وأبيه شيء واحد لايفارق تفكيره ...فيبعث في نفسه انقباضا .أنه سوف لن يلتقي زملاءه كما قد علم من قبل تجمعهم غرفة كبيرة ينامون فيها... وقاعة يتناولون فيها وجباتهم اليومية... كل ذلك صار ضربا من التمني ..ووأعود بك أيها القارئ الى الأب المسكين وهواجسه... وقد أثقلت الحيرة قدرته على السير فآثر التوقف في أول مقهى صادفه ..فيطلب كأسا من الحليب كبيرة لصغيره.. فيغرق في حديث مع نفسه يقلب مصابه كل متقلب... باحثا عن مخرج لورطة وجد أنه قد وقع فيها دونما تحسب ...مالذي عليه فعله ؟
تذكر... تذكر صديقه الهاشمي الإسكافي أحد معارفه .في هذه المدينة ..فقد يكون عنده من الرأي ولِم لايكون له العون والأزر..استعجل صغيره ليكمل ما تبقى في كوبه .وصوب محل الصديق سارعا الخطى ..ومن بعيد بعيد...وما إن وقعت عين الهاشمي عليهما الا وقد ترك ما في يده ليقف مرحبا مهللا فرحته برؤيتهما ...يتبادل الأب معه التحية والسؤال عن الدنيا وما فيها من أحوال ..لينتهي الأمر الى تناول أمر وجودهما بتلك المدينة ..الأب كان يخاطب الهاشمي فاصحا له عن مأزق هو فيه ..وماآل اليه أمر تمدرس ابنه وكان وهو يحدثه يتوق الى أن يكون تعقيب الهاشمي متضمنا القول.. بانه سيكون سعيدا باستقبال الطفل في حضن اسرته...ولكنه يُصاب بخيبة شديدة ..حينما يعقب الهاشمي بالقول أن زوجته طرحها المرض فراشا .. وكم تعاني ابنته الصغيرة في القيام بشؤونها ..شعر الأب وكأنه يُسحق بين فكّي كماشة ليقوم متثاقلا يجر صغيره بيده نحو وجهة لايعلمها بالكاد يرفع قدما ليضع أخرى من فرط ما اصابه .. لكنه لم يبتعد كثيرا الا وناداه الهاشمي مستوقفه ..هل اتصلت بالشيخ علي ؟
وما إن سمع الأب ذكر الشيخ علي.. الا وعاد اليه بعض من أنفاسه ..ليرد مستبشرا شاكرا ..نعم تذكرته الشيخ علي ..هيا يا بني ..ربنا يغلق بابا ويفتح آخر ..كان الموعد التالي دار صديق قديم إمام مسجد يطلق عليه جامع حارة الواد لقربه من مجراه ...
دق الأب الباب ولسانه يلهج داعيا الله أن يفرج كربه ويجعل لما هو فيه من ضيق متنفسا ..
يخرج الشيخ علي مستقبلا مرحبا فرحا بقدوم زائره ..داعيا اياه ولوج الدار ..مستضيفه مرحبا وقهوة قد أوعز لإمرأته تحضيرها ..ولم يطل بالأب مشوار تبادل التحايا ليخبره أنه اسقِط في يده ولايدري ما يفعل بخصوص ابنه ..ليرد الشيخ علي .بالقول ..أبشر يا رجل ..وطب نفسا فإنه عندي ما يشغلك الحلّ الأمثل ثم يغادر الجميع الدار والأب لايدري ما ذهب اليه الشيخ مقصدا ..فلم يشأ طرح السؤال وكيفما سيكون عليه الحال فما عليه غير الإنصياع والإتباع وكيف له غيره ...وقد سُدّت في وجهه كل الأبواب ...الشيخ علي يسير ومن خلفه الأب وصغيره يتبعان لم يطل المشوار فلم يبتعد بهما كثيرا ليجدا أنفسهما يدخلان المسجد يعبران ساحته ...فينتهي بهما الخطو الى غرفة في طرفه ..فيخرج الشيخ مفتاحا من جيبه يفتح الباب محدثا الأب ..قائلا : لن يجد الصبي.. أفضل موضع يقيم فيه غير هذه الغرفة حيث سينعم بالهدوء بعيدا عن الصخب والضجيج ..رأى الصبي في وجه أبيه وُجوما لم يعهده.. دونما أن ينبس ببنت شفه ...أما صغيرنا عمر فإنه فلم يسعفه سنه لصغره أن يجمع بين ما يعايشه من لحظات تشبعت واجتمع فيها ثقل الزمان والمكان ..شوقه لأمه كان أعظم ما ينال منه ..وإنه لكاتم ذلك .لحظات قصيرة استعاد فيها وجه أمه وهي كما عهده بها تستقبله مستبشرة حال عودته من المدرسة... أو حينما كانت تعينه على ما استعصى عليه حين ارتداء ملابسه ...وحين تنحني عليه بقبلة مودعة حينما يعانق أجفانه النوم ..كل ذلك يستعيده في تلك اللحظات القصيرة ..ولم يقطع استغراقه سوى صوت إمام المسجد صائحا ..هيا يا عمر أدخل ..البيت بيتك ...تردد قليلا وكانت يد الأب تعينه على قهر تردده فيلج الغرفة ..محدقا من حواليه ..متفحصا والدهشة تأخذه كل مأخذ.. لحد لم يعد معه قادرا على فهم ما لم يتوقف الشيخ علي إمام المسجد من أشادة بهدوء المكان وأمنه ولِم لا جماله وروعته ...أصيب الصغير بالذهول وهو يرى العناكب تملأ زوايا الجدران لتطال خلاياها لكثرتها أعلي خزانتين ...لابل شكلت بما يشبه الجسر بينها ...وطاولات عليها أكداس من كتب من غير تنضيد ...علتها طبقة كثيفة من الغبار ...لتصير للأتربة أقرب ..لاشك أن مصدرها ذلك السقف المصنوع من أعمدة النخل وجريده مما يسمح بتسرب أتربة كانت طينا يغطيه .
وفي إحدى زوايا الغرفة شبه سرير... لايكاد الناظر اليه يميز بينه وبين ما عليه من مِطرف وحشيّة..لما وقع عليهما من أتربة ..كان الصغير غارقا في ذهوله وسط ذلك المشهد الذي يشبه الى حد صارخ مشاهد من أفلام الرعب لهيتش كوك...ولم يكن منتبها الى أن الشيخ علي قد غادر ولم يخرجه مما فيه الا وصوت الأب يناديه ..عمر بني هيا لنرتب المكان ونعيد له شيئا من الحياة .. كان الأمر ليس بالسهل .ولكن الإثنين بعد جهد ومشقة ...صار الوضع يقترب من القبول ..هاهو الشيخ الإمام ينادي ملفتا الإنتباه بأنه أحضر طعام الغداء ليتركهما بعدها لشأنهما ..غداء عقبته قيلولة قصيرة فصلاة الظهر ومن ثمة الخروج للتوجه الى ترتيبات أخرى عليهما الإنتهاء منها قبل حلول ظلام... ليلة قد تكون الأخيرة رفقة الأب بالنسبة لعمر الصغير ...غادر الإثنان الغرفة ليقوم الأب بتحميل الصغير مهمة غلق بابها بالمفتاح كإجراء تدريبي.. بعد لأي يتمكن الطفل من احكام اغلاقه ..وكانت الخطوة الأولى بعد خروجهما هو التعريح على أقرب مقهى من ذلك المسجد ..يتبادل الأب مع صاحبه حديثا ..لم يبلغ بعضه فهم الصبي.. الا اشارة بالأصبع له فهم منها أنه يعرفه به ..ثم يتواصل مشوارهما وجهة الصديق الهاشمي ليسرد له الأب ماانتهى اليه أمر الصغير بخصوص اقامته ..الوقت يداهم وأمور أخرى تنتظر يستعجل الأب وداع الهاشمي ..وداعا ينبئ أنه لن يراه في وقت قريب ...هيا ياصغيري الكثير ينتظرنا وعلينا انهاؤه قبل حلول الظلام ...
..
الجزء 2..


ويجره الأب من يده صائحا :.هيا ياصغيري الكثير ينتظرنا وعلينا انهاؤه قبل حلول الظلام ...يعرج الأب على دكاكين مختلفة في عروض سلعها ..فيقتني ما تطاله يده من فواكه وانواعا مختلفه من البسكويت والأجبان التي يطول الإحتفاظ بها كذا معلبات السردين والتونة ..وكأنه موجه لحاجة شخص يقضي رحلة في أعالي الجبال ...هكذا كان الصغير ينظر ويزداد توجسه ويتعاظم في نفسه ..نفسه التي لايمكن وصفها بغير البريئة الصغيرة التي لايتسع حجمها لإحتواء مثل تلك التوجسات ..
وفي طريق العودة الأب لايتوقف عن سرد خارطة طريق لذلك الصبي عليه اتباعها بكل تفاصيلها من يقظة الصباح الى حلول الظلام ...لاتنس ضبط ساعة المنبه للإستيقاظ ..لما تخرج عرج على ذاك المقهى لتناول فطورك ..في حجرة الدرس ركز انتباهك مع الأستاذ ولاتغفل ولاتسرح يمينا وشمالا ..عند خروجك فليكن خطوك صوب غرفتك ..لاتهدر وقتك مع الآخرين ...لاتثق بأي غريب ..إن طلب منك أحدهم مساعدة ما فتحجج بأن الوقت في غير صالحك ..ولاتطمئن لأي كان ولو شاب شعره ولو كان يسير على قدم واحدة ..
المال موجود عند عمّك الهاشمي ..اذهب اليه كلما احتجت لذلك ولاتتحرج فإنه رجل طيب ولقد تركت عنده ما يكفي ..لاتقطع صلتك بإمام المسجد ..تذكره بالتحية على الدوام ومنزله أمامك إن اشتد عليك ما يشتد من ضيق نفس أو مرض ...كان الأب يفصح عن خارطة طريق عمر ..وعمر يكاد يجهش بالبكاء لولا طبع فيه التكتم وغصة في حلقه تمنعه حتى الرد على أبيه ...
ليعودا ادراجهما الغرفة ..ولايتوقف الأب ..لاتنس اغلاق باب الغرفة ليلا واحذر فتحها لأي كان الا لعمك علي امام المسجد ..وقد تركت لك أظرفة وطوابع بريد لمراسلة أهلك ..
أديا ما عليهما من فرض الصلاة ثم تناولا شيئا من الطعام ..وهيآ نفسيهما للنوم بعد يوم حافل بكل ألوان التعب والمشقة ..وقبل أن يخلدا للنوم ..قال الأب ..اقترب مني يا عمر ..اجلسه بقربه ..أحاطه بذراعه كان قربا على نحو الإحتضان ..لم يسبق أن لقي ذلك من والده مذ فتح عينيه على الدنيا ..ولدي عمر ..لم تعد صبيا فاليوم أنت رجل وإني لعليم بأنك على صغر سنك وقد رأيته فيك ما لم أره في إخوتك عقلا راجحا وهدوءا تغار منه التلال والروابي الهاجعة في البوادي ..وصبرا مالايطيقه غير قليل من كبار الناس ..فجرا سأغادر لأعود لأمك وإخوتك ..فلا يعقل أن يطول غيابي عنهم أكثر مما طال ..كن كما عهدتك ثباتا وصبرا ..في آخر الأسبوع سأكون هنا لأصطحبك تقضي نهايته معنا ..هل تعدني بأنك ستكون على ما أوصيك به ؟
حرك الصغير رأسه ..خافضه ... موحيا لأبيه رضاه وتقبله باذلا كل جهد في سبيل كبت مشاعره المحطمة على صخرة واقع لم يكن له ذنب في صناعته ..ويخلد الإثنان للنوم وأي نوم سوف لايثنيه الخجل من أن يداعب أجفان تؤرقها الحيرة والقلق ..والقهر ...
وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي يستيقظ الأب حذرا ..يحرص على تجنب اصدار أدنى صوت وهو يقرب حاجياته اليه مرتديا ثيابه ..خشية أن يتفطن الصبي لرحيله ..وهيهات ..فقد كان عمر قد قضى طول الليل أو كاد .. مستيقظا فزعا ...يترقب لحظة كانما هي لحظة إعدام لأحاسيسه كطفل.. لم يبلغ فطاما حاجته لضمة صدر أمه ودفء أسرة ....يبعث في نفسه شعورا بالأمن والطمأنينة ..هاهو الأب يتوجه نحو الباب الذي يعلم الصبي ناحيته... بفضل شعاع رفيع لضوء القمر تهادى عبر كوة صغيرة فيه ..يكاد يصرخ الطفل ..أبي لاتتركني وحدي آآآآآآآه يا أبي ..تخنقه العبرات تحبس أنفاسه فلايكتفي بذلك ليضع طرف الغطاء بين أسنانه عاضا عليه كاتما صوته يغادر الأب الغرفة وما إن يوصد الباب خلفه الا وينفجر عمر باكيا مرتجفا من هول ما لقيه لحظة رحيل آخر من كان يربطه بأسرته التي لم يسبق وأن عرف مبيتا ليلة بعيدا عنها مذ ولادته ..يبكي ولشدة لوعته يتقلب يمنة ويسرة غارقا في هستيريا لم تنتهي الا بعدما أخذ منه الإعياء والتعب كل مأخذ ليهدأ مقلبا بصره فيم حوله متمعنا السقف في حُلكة الظلام ..وكذا الجدران.. فهدأة المكان زادت مواجعه
وشعور بالإغتراب تملكه ..ولكن طفولته تسرقه من هواجسه ليعود الى أمه وإخوته سابحا فيم مضى من أيامه ..وعلى كف جميل الذكرى تهَدْهدَ الى عالم الغفوة والمنام ..ولم يستفق الا على صوت الشيخ ..عاليا في صحن المسجد أيها العُمر قم فإنه سيطلع النهار
يالفضاعتها اللحظات والصوت يخترق أذنيه ..ويتذكر امه وكيف كانت تناديه وقت الإيقاظ ...فكم كان يرهقها بكسله وتأخره ..فتذهب وتعود لتحاول وتحاول لاتكل ولاتمل ولايغشى صوتها تذمر يُعليه زجرًا..آه يا أمي كيف أنا صرت ويعاوده البكاء ..فعلى دموعه نام وعليها يستيقظ ..رحماك ربي ..كم عانيت ..
صوت الشيخ ثانية ..يقفز من سريره وجلا..يتعثر في طريقه الى زر الضوء ليسقط مرتين بعد لأي ينير الغرفة ..فيجد ثيابه يرتديها عجلا ..يتوجه لميضأة المسجد يتوضأ ويصلي منفردا في غرفته ..كانت الساعة بعدها تقارب




يتبعه الجزء 3

رحيق الكلمات
2015-03-01, 22:52
السلام عليكم
قصة جعلتني اسافر معها الى تلك الحقبة بكل تفاصيلها
اخي وكأني أقرأ لكبار الكتاب
احساسك عالي جدا
وجوهر الحقيقة تخفيه الأسطر لأنها تشربت صدق الذكرى
متشوقة لقراءة ما يتبع...

رَكان
2015-03-03, 00:48
كنت الليلة أنوي الإتيان على جزء آخر ..لكنه القدر شاء أن يتأجل لفاجعة حلت بمنتدياتنا ..بفقد احد زملائنا كان مشرفا على الخيمة رحمه الله , ...

رَكان
2015-03-03, 22:50
...بأعينكم أقرأ كلمات رصفتها فأجد بمعانيها نبضا ..لم أشعره لحظة إخراجها ..

أنست بحضورك الطيب يارحيق الكلمات

رحيق الكلمات
2015-03-03, 23:01
السلام عليكم
القصة من اروع الفنون الأدبية
عن نفسي افضلها حتى على الشعر
للاسف الشديد لا اجيد كتابتها
كانت عندي محاولات في فن المقالة الاجتماعية
سردك للقصة فيه تركيز على عمق المشاعر الانسانية
والتفاصيل هنا تتحدث عن نفسها بشكل سلس ليس فيه ملل
وهنا الابداع
جميل ماكتبت اخي
وموفق في ما سيأتي

رَكان
2015-03-12, 12:41
صوت الشيخ ثانية ..يقفز من سريره وجلا..يتعثر في طريقه الى زر الضوء ليسقط مرتين بعد لأي ينير الغرفة ..فيجد ثيابه يرتديها عجلا ..يتوجه لميضأة المسجد يتوضأ ويصلي منفردا في غرفته ..كانت الساعة بعدها تقارب السابعة والنصف صباحا.. لم يعد من الوقت ما يكفي .يخرج مسرعا حاملا أغراضه وفي طريقه الى المتوسطة يتوقف بالمقهى يكتفي بهلالية وكأس حليب على عجل يتناولهما كان يتحاشى نظرات تحدق به من هنا وهناك ..كان يرى ذلك حتى من دون ان يلتفت ...بعض السرور ينتابه مساحا شيئا من حزن خيّم على نفسه ..ولِم لا وهو ستكتحل عينيه برؤية زملاء الدراسة يشتم فيهم رائحة البلاد ..وصل وكان متأخرا فلم يجد أحدا كما توقع فيوجهه المراقب لقاعة الدرس ولجها يأخذ مقعدا في المؤخرة الهدوء يخيم ..ينظر في كل ناحية يحاول التعرف على اصدقائه ..عرف بعضهم ..الأستاذ يشرح الدرس ..لم يكن يجد القدرة على المتابعة .سوى التفكير في أحمد ترى أين يقيم ..وسليم ..وقدور هل هم مثله هل يسكنون فندق أم هناك عائلة تأويهم ..كل ذلك يدور بمخيلته ليعود من وقت الى آخر يتذكر أمه تراها ماذا تفعل الآن هل هي كعادتها الضحى تمضخ الحليب ..
أو ترتب البيت بعدما تركه سكانه لكل شانه ..ذهب في كل صوب سابحا في خياله ..الى ان اعلن الجرس ..ساعة المغادرة .ليهرع لأصدقائه يحضن هذا يسلم على ذاك يكاد يطير فرحا بلقائهم ..مر اليوم عليه بأطيب مالم يكن يتصوره لكنه وبحلو المساء مع آخر حصة عاودته الهواجس بجحافلها.. ليل ينتظره وكأنه الوحش يترقب ابتلاعه ...أوصاه والده أن يكون تواجده بالغرفة قبيل المغرب ببعيد...يدخل صحن المسجد محملا يمينه خبزا لعشائه وحين عبوره الصحن الى الغرفة حانت منهالتفاتة الى يمنيه ليرى في زاوية تكاد تقابل باب غرفته تابوتين أحدهما بني اللون والآخر بلون أخضر ..شعر رجفة تسري ببدنه ..اشاح بوجهه لهول ما رأى يسرع الى الغرفة لشدة فزعه ارتبك وهو يحاول فتح قفل بابها ليهرع الى الداخل موصدا الباب بعنف لم يتعمده ..ومنظر التابوتين لايفارق موضعا يقع عليه بصره . ..هاجس جديد الموت خارج الغرفة...هكذا ..أهذا ماكان ينقصه الصغير ..
يارب ارحم ..جلس على السرير ورغم مايشعره كم ارهاق لم يجد متعة في الإستلقاء فانكمش و رأسه ملاصقة ركبتيه ليقضي ماشاء الله من الوقت يبكي تارة ويحدث نفسه أخرى بأن مارآه سوى أداة من خشب.قد يحتاجها ا الناس يوما لنقل الموتى ..ولكن كان هناك ميت وميت وميت تم حمله على ذلك التابوت ربما بالأمس وربما ..ويقولون أن الموتى يعودون ووو صراع نشب داخل رأسه الصغيرة ولم ينتبه الا والعِشاء يؤذن للصلاة ..قام ليصلي المغرب والعشاء جمعا ..
ثم يتناول بعض ما تركه أبوه طعاما ..ولم يطل به الأمر ليكون قد تهيأ خلوده للنوم بعدما اطفأ المصباح ..وفي ظلمة الليل الحالكة ..وبكل صفاء يتجلى أمامه منظر ذلك التابوتين ..أغمض عينيه ضاغطا عليهما بكلتا يديه ..وعبثا يفعل ..اشتد عليه الأمر ..فأجهش بالبكاء ولم تسعفه دموعه بل زادت مرآهما نقاء ..واسعفته بادرة الى ذهنه أن يشعل المصباح ففعل ..شعر الإرتياح بعدما تلاشى من أمام عينيه ذلك المشهد الرهيب ..كان يحدق في السقف والجدران وماحوله من مكونات الغرفة ..محاولا نسيان هول ما يوجد خارج الغرفة ...لينام وضوء الغرفة مشتعلا ..
في اليوم التالي قضى صبيحته كسابقه..يعود مساء لغرفته لاأثر معه لدرس تلقاه أو حكاية سمعها غير حزن يثقل تفكيره لصعوبة ما يلاقيه من فراق أهله ...بعد صلاة المغرب يدق الشيخ باب الغرفة مستأذنا فيدخل ملقيا السلام على الطفل الصغير سائله عن حاله ودرسته والصبي يوجب إماء أكثر منه كلاما ..حياء... ليطول الحديث آخذا وُجهة تفطن الصبي بنباهته
منتهاها...ليطرق الشيخ استغرابه من شأن ضوء الغرفة مضيئا طوال ليلة البارحة ويضيغ يا عمر يا ولدي لم يكن عليك تركه مشعولا ..فأنت لابد وأنك لاتعلم أن لصوص الليل يستهويهم ولوج الأمكنة المُضاءة ليلا ..
وعليه فلتحرص على اطفاء النور قبل نومك بارك الله فيك ..كانت آخر كلماته ترافق خطواته نحو الباب مغادرا ليترك الصبي يرتعش خوفا كالطائر المذبوح ...ليقتحم مسرح خوفه هاجس آخر اللصوص ..فمجرد سماع اللفظة يهز أوصاله ..هاهو يغمض عينيه لم تعد لديه طاقة ليفكر ماذا يفعل يشعر أنه مُحاصر بما يوجد قبالة الغرفة أين يهجع ذينك التابوتين في صمت فتهديد زوار الليل .وحرمانه إضاءة الغرفة ..يخرجه من كل ذلك صوت أذان العِشاء ..لم يصل المغرب عليه أن يتوضأ كيف يجرؤ مغادرة الغرفة ينهض من مكانه يقلب في ركام اغراض على ارضيتها ليجد قطعة من حجر يتيمم ويصلي المغرب والعشاء ..تعود تناول عشاءه في ذلك الوقت لكنه فقد الشعور بالحاجة للأكل لما استجد.. يتوجه نحو باب الغرفة يجر مكتبا كان هناك لم يستطع يحالو دفعه كم هو ثقيل يثابر على ذلك يزحزحه شبرا شبرا الى أن يوصله لغاية الباب من أجل تحصينه ..يتثبت من أن النافذة مغلقة بإحكام ..
يتبع

رحيق الكلمات
2015-03-13, 22:36
السلام عليكم

استشعرت كل حرف في قصتك اخي الكريم
متابعة هذا الألق وبشغف كبير
لا حرمنا الله من ذكرى تصقل جوهر الانسان فينا

رَكان
2015-03-13, 22:37
تتمة الجزء ال 3 والأخير .

يتوجه نحو باب الغرفة يجر مكتبا كان هناك... لم يستطع يحاول دفعه كم هو ثقيل ..يثابر على ذلك يزحزحه شبرا شبرا الى أن يوصله لغاية الباب من أجل تحصينه ..يتثبت من أن النافذة مغلقة بإحكام ..
المصباح مشتعل يشعره بالأمان الضوء لكن عليه أن يطفئه لأنه سيجلب أنظار لصوص المنازل ليلا..لم يتوقف عن محادثة نفسه ماذا أفعل علي اطفاء النور.. لكن لمّا أطفئ النور فإن منظر التابوتين سيملأ الغرفة..سأراهما على السقف على الجدران ...سوف يلاحقان نظري حتى ولو أغمضت عينيّ ..ليس للخلاص من ذلك غير اضاءة المصباح واللصوص.. من يمنعهم القدوم حتى ولو كان المصباح منطفئا ؟؟
هل يخاف اللصوص ؟؟ أليسوا هم كالأشباح ينامون في النهار ويستيقظون في الليل .؟
لربما الشيخ علي اراد طمأنتي فقط ..حين قال أنهم يأتون لما يرون المصباح مشتعلا ..كان الصبي يذهب ويجيء ولايتوقف عن محادثة النفس ..راودته فكرة نعم لم لايجرب الإختباء ؟؟ نعم الإختباء... حتى ولو جاء اللصوص فلن يجدوه ..إنه الإختباء تحت السرير .هو ذلك ما سأفعله ..
يسحب البطانية ويدفعها تحت السرير ثم الغطاء ومخدته..كان بحاجة لقضاء حاجته ..قبل النوم لكن كيف يفعل فلقد أرهبه التواجد خارج الغرفة ..ثم أن المسافة بين باب الغرفة والميضأة طويلة نوعا ما.. فهل سيمكنه تجاهل مرأى التابوتين . وهو يعبر تلك المسافة ؟؟ .لم يجد سوى الإستعانة بكيس كان قد أفرعه من محتوياته .. ..ثم يتوجه للمصباح بيد مرتجفه ..مترددة.. فيضغط... ليعود أدراجه صوب مهجعه أسفل السرير متعثرا ..وماكاد يصل حتى اندس تحت الغطاء ليخلد الى مايشبه النوم...تعب النهار . لم يشفع له في أن يداعب اجفانه ..وكيف له أمام ما ينتظره من خوف وهواجس ..وأحلام يقظة مزعجة ..
قضى الصغير أياما طالت لتتجاوز الشهر على هذا الحال فينحل منه الجسد .. وتعلو وجهه صفرة وشحوب .أخذت كثيرا من وسامة حباه الله بها كانت تمثل هاجسا لأمه أن يلحقه من ورائها عين حاسد ..
مرّت عليه أيام فقد الصبي فيها الشعور بأن هناك شيء اسمه دفء الأسرة ..حنو الأم ...النوم قرير العين... مشاكسة الإخوة في البيت .. أيام أنسته أنه ليس عليه أن يرتب اغراضه وفراشه بعد استيقاظه صُبحا ...وأنه ليس عليه الإنشغال بأمر غدائه كيف يتدبره أو عشائه ..أيام مريرة مؤلمة أنسته أنه بإمكانه اليقظة في أية ساعة من الليل لحاجته ..دونما أن يتواجد في موضع سقفه السماء فضلا عن لسعة البرد وصفعة الرياح لخديه الورديتين ..
أيام كانت لطفل لم يكمل الثانية عشر من عمره لتجعله طفلا ليس كغيره من الأطفال.. الصمت والوجوم صارا ملازماه ..أينما حل ..ولم يكن خافٍ على أحد نظرة حزن دفين باتت لاتفارق عينيه ..سحب معه الصبي عمر كل ذلك في جعبة الذاكرة ...ليسري ويتواصل غير منقطع عبر انتقاله من مرحلة الى أخرى من مراحله العمرية ....حيث القى ذلك بظلاله على كثير من سلوكاته وانفعالاته وتعاطيه مع ما يجري من حوله الى أن يذهب ذلك رفيقا له غاية سرد ماحدث معه... يؤلمه مرأى لكبير يؤذي صغيرا ...لايطيق رؤية صبي يبكي ...وقد تخونه العبرات لمرأى طقل يتألم أو يكابد الخوف والفزع ..
هكذا كانت طفولته
ورغم اختلاف الزمان والمكان الا أن جروحا عميقة خُطت على صفحة براءته ...لم تبرح موقعها في وجدانه وأحاسيه ..أشكر طيب متابعتكم وإصغائكم ..هي آخر كلمات خاتمة لأجزاء ثلاث لقصة الصغير عمر
رَكان

رحيق الكلمات
2015-03-13, 22:56
السلام عليكم
أرى بالروح تلك الروح منارة
أخي الكريم هذه القصة معبرة عن الانسانية في أسمى صورها
خصوصا انك تكلمت عن تجربة طفل صغير مع الحياة
فقط لو سمحت لي أسرد لك قصة لطيفة حدثت معي وانا صغيرة في كتاب لتعليم القرآن
كنا ذكور واناث نتعلم في كتاب قريتنا وكان معلمنا رجل طيب وديع وصاحب وجه سمح
وفي يوم من الأيام بينما نحن نهم بالدخول اذ بالقوم يحضرون تابوت الموتى ويضعونه في ذلك الكتاب الصغير ونحن بعفوية الطفولة قمنا بوضع معاطفنا فوقه
هنا حضر امام المسجد بوجهه المتجهم ليحدث معلمنا فشاهد منظر المعاطف وقال :
كل من وضع معطفه هنا يتنحى جانبا
من فرط الخوف والفزع ونظرة ذلك الامام خرجت مسرعة من الباب والكل ينادي عليا لأرجع ولم التفت الا وانا بالبيت الهث وابي يسألني مابك؟
اخبرته بما جرى وان الامام يريد معاقبتنا فأعادني ابي الى الكتاب وانا وراءه امشي وكأني قتلت قتيلا
المهم اول ما دخلنا وجدنا الجميع يضحك
وقال معلمي لأبي اني خفت من دون سبب فكل ما قاله الامام ان لا نضع المعاطف فوق التابوت لأن فيه مسامير وهو مكسور ويمكن ان يؤدينا
وانا صرت حديث الساعة هههههههه
تحيتي وفي انتظار جديدك

رَكان
2015-03-13, 23:11
من فرط الخوف والفزع ونظرة ذلك الامام خرجت مسرعة من الباب والكل ينادي عليا لأرجع ولم التفت الا وانا بالبيت الهث وابي يسألني مابك؟




السلام عليكم ..
أيتها الفاضلة ماذا عساي أبدأ كلامي ؟
أسعدني فيض تواجدك ..فأذهل حروفا تراصفت لتشكر ..
تعرفين ..هذا الجزء من القصة التي سردتها شدني والله ..إنها تنبئ عن عفوية لديك حين تفاعلك مع ذلك الموقف الحرج ..إنه الخوف ..الخوف لم يسمر أقدامك كبقية زملائك ..فانطلقت ..إنها روح فيك ترفض الإستكانة والخضوع ..لأي تهديد ..أخشى أنك مثلي كبُر معك ذلك فأراه يتفجر في مواضيعك وتدخلاتك ..المرتبطة في أكثر الأحيان بالكرامة والغيرة على الدم والأرض والعرض ..لاحرمنا الله تواجد أيتها الكريمة نسل الكرام ..

رحيق الكلمات
2015-03-13, 23:28
اخي الكريم
وتجرعت مرارة المعاناة طفلة وصبية وامرأة
الحمد لله

maya zein
2015-03-15, 09:32
السلام عليكم اخي ركان انا اسفة لاني لم استطع الرد عليك فانا جديدة في هذا المنتدى ولااعرف حتى كيف ابعث رسائل او ارد عليها المهم اريد ان اقول انا اسفة لاني لا اعرف مخرجين ولكن ساعطيك نصيحة اعطوني اياها منذ فترة
على كاتب السيناريو او الروايات ان يقوم بعد كتابتها ببعثها الى 'لوندا' من اجل الحصول على حقوقه كاملة وبعدها ان كانت قصته جيدة فسيقومون بمساعدته والا فليبعث بقصته الى شركات الانتاج او الى القنوات الفضائية وهي موجودة بكثرة
ان اردت اخي أي مساعدة فانا في الخدمة قدر استطاعتي وصدقني لن ادخر أي جهد من اجل مساعدة أي شخص والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رَكان
2015-03-15, 22:11
السلام عليكم اخي ركان انا اسفة لاني لم استطع الرد عليك فانا جديدة في هذا المنتدى ولااعرف حتى كيف ابعث رسائل او ارد عليها المهم اريد ان اقول انا اسفة لاني لا اعرف مخرجين ولكن ساعطيك نصيحة اعطوني اياها منذ فترة
على كاتب السيناريو او الروايات ان يقوم بعد كتابتها ببعثها الى 'لوندا' من اجل الحصول على حقوقه كاملة وبعدها ان كانت قصته جيدة فسيقومون بمساعدته والا فليبعث بقصته الى شركات الانتاج او الى القنوات الفضائية وهي موجودة بكثرة
ان اردت اخي أي مساعدة فانا في الخدمة قدر استطاعتي وصدقني لن ادخر أي جهد من اجل مساعدة أي شخص والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ..
استشرتني في امكانية اعداد سيناريو للقصة وأجبت بالموافقة ..فهل شرعت في ذلك ؟؟
سوف أنظر فيم أفدتني به ...ربي يخليك .

رَكان
2015-03-15, 22:13
لم أفهم قصدك ب ارسالها الى 'لوندا'
ارجو مزيدا من التوضيح .

أثر
2015-03-20, 14:57
السلام عليكم
لي عووودة ولكن بعد ان اقرررررررأ كل ما كتبته
لن اخذ وقتا كثيرااا:1:

staifia
2015-04-06, 22:51
سلام

قصة معبرة تحكي معاناة طفل صغير ابتعد عن حنان الاسرة و مروره بتجربة جعلت تفكيره اكثر من سنه
اعجبتني كثيرا قصتك خيو

يسلموووو

إكرام ملاك
2015-04-07, 20:21
السلام عليكم

أحجز رداا لي هنا
لي عودة إن شاء الله

hunterxoussama
2015-04-08, 07:38
السلام عليكم

قصة تأثرت بها مثيرا و عايشتها معك حرفا بحرف

شكرًا لك اخي الكريم على مشاركتك لنا جزءا من ماضيك

بالنسبة لجواب الأخت عن لوندا
هو ديوان لحقوق المؤلف هي قصدت ان ونشرت قصتك و تجعلها كرواية مع حفظ حقوقك كمؤلف في الديوان الوطني لحقوق المؤلف onda

أثر
2015-04-08, 20:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
سافرت عيووني بين ثنايا...حرف انسكب...ودمع ترقرق....وحرقة قد بلغت في القلب مبلغها...
فأرسلت آهاات وآهاات...
حار....حبر القلم...وانطفأ...... نور الكلم....
وبدأت الدنيا كأنها صبغت بسوااد....قااتم
كيف لا...والقلب الحنون الطيب...قلب الام الذي يشع نورا...وينثر بهجة وسروورااا
أخي ركاان.....
عمر الصغير ذاق مراارة البعاد......وتجرع من هول...... الابتعااد
عزاائي الوحيد لأمثال الصغير عمر.....أنهم سيعوودون يوما ما...لقلب داافئ ينتظرهم
وبيت...من السعاادة يغمرهم...
وبهجة...في ربيع القلب....تنثرهم
ولعلي ذقت مراارة الغربة .......ولازلت اتجرع لليوم مرااارتها...فألمي على رحيل امي...رحمها الله...اخذ مني مبلغه
وان كان هناك من....سيلقى أمه يوما
فاني.......قد اكتفيت من انتظاار.......من لن تأتي ابدااا

تحيااتي اخي ركاان.....مبدع كالعاادة

غصن البآن
2015-04-13, 04:01
ســـــــــــلام جمـــــل........

غاب عني النوم.........وخاصمتني جفون النعاس....
فجلست احاكي عمر...........كيف كانت وحدته تؤنسه حين غاب كل انيس..........
كيف تحمل عناء البعد.........

فهمس لي متصنعا............ودمعته تختزن بالقلب..........

ما اجمله من عمر.............وما اقساها من حياة........

اخي ركان..........اهنئك على سلاسة اسلوبك.كما السهل الممتنع.......
....و بديع استعاراتك غاصت بي الى مشاعر و حياة عمر...

فشوقه كأنه شوق ليالي مظلمة لضوء القمر
عمر صغير ينام وفي مقلتيه كثير من الضجر

تقديري............:)

رَكان
2015-04-13, 12:48
فجلست احاكي عمر...........كيف كانت وحدته تؤنسه حين غاب كل انيس..........
كيف تحمل عناء البعد

.......:)



السلام عليكم...
أم أسيل حفظك ربي وحفظ لك أسيل ورعاكما ...
كلماتك نضدتها فأصابت مني مصابا في العمق أعادني لحظات لتلك الأوقات ...فكلما تذكرتها عوادت النفس توجعها وآلامها وكأنما اليوم هو الأمس سيّان ...وإنه لمن حسك المرهف كان ما شعرته فليس يُحس آلام الآخرين .. الا من كان مرهف الحس ..حضورك زاد الصفحة توهجا..ودفئا ..

غصن البآن
2015-04-13, 13:46
السلام عليكم...
أم أسيل حفظك ربي وحفظ لك أسيل ورعاكما ...
كلماتك نضدتها فأصابت مني مصابا في العمق أعادني لحظات لتلك الأوقات ...فكلما تذكرتها عوادت النفس توجعها وآلامها وكأنما اليوم هو الأمس سيّان ...وإنه لمن حسك المرهف كان ما شعرته فليس يُحس آلام الآخرين .. الا من كان مرهف الحس ..حضورك زاد الصفحة توهجا..ودفئا ..


سـلامــ جــمـــيــل........
اللهم امين.......و لك بالمثل.....اسعد الله قلبك
حتى امتناني........قاصر امام رقي ما ترسمه لوحتك......

حين احاول القراءة........اجدني اشعر نبضها.....تلك الاحرف التي صدقت ماعاشه عُمَرُك.........

ساطلعك على سر صغير........احيانا حين يزورني الضجر...
.....كنت اسرقني الى الحان وحي القلم.
...و اغوص في ينابيع من امل ...

حتى بعض الاحزان....نظرت شبح جمالها

:rolleyes:...عذرا.....فقد تعثرتُ .لعمق ما لامس الفؤاد..
... تلك ميزتي.....كثيرة التعثر :rolleyes:

شديــــد احترامــي...........:)

رَكان
2015-04-13, 16:24
سلام

قصة معبرة تحكي معاناة طفل صغير ابتعد عن حنان الاسرة و مروره بتجربة جعلت تفكيره اكثر من سنه
اعجبتني كثيرا قصتك خيو

يسلموووو

ويسلم الإنطباع الطيب ياابنة عَوالي الهضاب ..
وكما ذكرته الصواب..

رَكان
2015-04-13, 21:45
السلام عليكم

أحجز رداا لي هنا
لي عودة إن شاء الله

محجوز ياقوم لزميلتنا وفاضلتنا إكرام ملاك ..

رَكان
2015-04-13, 22:53
السلام عليكم

قصة تأثرت بها مثيرا و عايشتها معك حرفا بحرف

شكرًا لك اخي الكريم على مشاركتك لنا جزءا من ماضيك

بالنسبة لجواب الأخت عن لوندا
هو ديوان لحقوق المؤلف هي قصدت ان ونشرت قصتك و تجعلها كرواية مع حفظ حقوقك كمؤلف في الديوان الوطني لحقوق المؤلف onda

لطف منك جميل انطباعك يا أسامة ..
أشكر افادتك الطيبة ..

جَمِيلَة
2015-04-23, 21:55
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0175.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا أخي راكان عساك بخير
قصة عصامي مغترب في وطنه
ربما هذه الظروف هي من صقلت مواهبه
وجعلته إنسانا يعتمد عليه هذا لا ينفي بقاء آثار تلك المعاناة في القلب يتذكرها المرء عندما تفتح الجروح
أسلوب رائع ومشوق ما شاء الله والله أخجل من دخول هاته الأقسام لأنني لن أوفي أصحابها حقهم
بارك الله فيك
تحياتي
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/fa/0175.gif

nadiatlemcenia
2015-05-09, 16:19
قصة راااااااائعة تحمل بين طياتها الكثير
اسلوب مميز يشد القارئ ويرحل به ليعيشها لحظة بلحظة
استمتعت بالقراءة جدا
ننتظر المزيد من الابداع .....

رَكان
2015-05-23, 20:34
وان كان هناك من....سيلقى أمه يوما
فاني.......قد اكتفيت من انتظاار.......من لن تأتي ابدااا

تحيااتي اخي ركاان.....مبدع كالعاادة
[/left]



وأبادلكِها تحاياك أطيب التحايا .أيها الأثر الجميل ..فكم خلفت كلماتك من أثر في النفس مازج رونقا وألما ...ممتن لحضورك الطيب ..

إكرام ملاك
2015-05-26, 11:09
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأعود من جديد لكتابة رد حجزته منذ زمن بعيد ،لأني دائما سأكون عند وعدي ما استطعت وما توفيقي إلا بالله تعالى.
وبقراءتي للقصة وكأني كنت حاضرة هناك أقف خلف الستار متابعة لما مر به الصغير عمر ، من فرحة النجاح إلى فراق الأهل و بداية ولوجه تلك الغرفة الصغيرة التي هزت أركان الهدوء من حوله ، وموجات الفزع المتكررة ، أجل فما أطرقت إليه من تفاصيل تجعل القارئ متخيل للمشهد بكل تفاصيله . حتى وهو يسترق السمع عمر في بداية القصة عند حلول الخريف..... .
وربما هنا يستوقفني الحدث للمقارنة بين ما كان وما هو ألان في مجال التعليم فالآن كل شيء متوفر وبشكل خيالي إن صح التعبير أحيانا ،لكن المستوى ضعيف وشتان بينه وبين زمان عمر الذي قطع مسافات طوال ليحصل تعليمه في سن صغيرة ويكون مسؤولا عن نفسه .

ودائما اختم بتحية تقدير لك ولقلمك

رَكان
2015-05-28, 12:41
قصة راااااااائعة تحمل بين طياتها الكثير
اسلوب مميز يشد القارئ ويرحل به ليعيشها لحظة بلحظة
استمتعت بالقراءة جدا
ننتظر المزيد من الابداع .....

وأروع الإستمتاع كان بحضورك سيدتي ..أشكر جميل انطباعك ..

ويناروز
2015-05-28, 21:11
السلام عليكم
القصة التي كتبتها من اروع الفنون الأدبية
عن نفسي افضلها حتى على الشعر

رَكان
2015-05-29, 16:03
.

ودائما اختم بتحية تقدير لك ولقلمك

ودائما ..يرهقني حضورك الكريم ...لترتبك حروفي فلاتحسن اجتماعا ولو على كليْمات تفي بشكرك .

مروة المبدعة
2015-05-30, 06:35
شُـكَـرآ أنسجها لك َبخيوط مٍن ذهب على جمال حرفك وروعة تشريفك
سلمت َوسلمَِ قلمك
دمتَ بسعادة لا تنتهي
تقبلَ ودي واحترامي
مروة

سائلة عفو ربها
2015-05-30, 11:51
جعلتنا نسافر الى حقبة عمر ....ونعايش قصته كأنما حاضرون هناك ننظر الى وجه هذا ..
ونركز في ملامح وجه الآخر ... نشم معه رائحة الغبار وتلفحنا أشعة الصباح...
أهنئك على سلاسة اسلوبك........و بديع استعاراتك

جميل بوح قلمك الصادق ...أبدعت

رَكان
2015-05-31, 17:49
السلام عليكم
القصة التي كتبتها من اروع الفنون الأدبية
عن نفسي افضلها حتى على الشعر

فن القصة ..صدقت ..هو من أروع الفنون الأدبية ..ومثلك يا سيدة راحليل..قلما اقرأ شاعرا إنما نثرا أحبذ على الدوام ما ان تحين الفرصة ..شكرا جزيلا لك ..

رَكان
2015-06-06, 08:55
شُـكَـرآ أنسجها لك َبخيوط مٍن ذهب على جمال حرفك وروعة تشريفك
سلمت َوسلمَِ قلمك
دمتَ بسعادة لا تنتهي
تقبلَ ودي واحترامي
مروة

صغيرتي مروه ..هلا ومرحبا ..بل سعدت بوتواجد وجميل انطباعك ..

رَكان
2015-06-06, 09:01
جعلتنا نسافر الى حقبة عمر ....ونعايش قصته كأنما حاضرون هناك ننظر الى وجه هذا ..
ونركز في ملامح وجه الآخر ... نشم معه رائحة الغبار وتلفحنا أشعة الصباح...
أهنئك على سلاسة اسلوبك........و بديع استعاراتك

جميل بوح قلمك الصادق ...أبدعت


وسررت برفقتكم لي صوب تلك الحقبه..رائحة الغبار أشعة الصباح ..لايشعرهما الا صاحب قلب ..مفعم بالأحاسيس والمشاعر الوفيه ..لبعيد الذكرى..
على ذكر قولك ...لازالت رائحة خشب مكتبتي الصغيرة ..أجدها كذلك..أوراق كتاب القراءة للسنة الأولى ابتدائي ..إنه زمن الطفوله ..لم يشأن أن يغادر...
جزيت خيرا يا سائلة عفو ربها عني ...

القائدة
2015-06-06, 18:40
فعلا انا لا أستطيع ان اقرأ النصوص الطويلة فنفسي ضيق و قصير و لا أطيق طول القراءة لذلك لم اقرأها و لن اقرأها في الوقت الحالي عالاقل
و لكني
أردت الرد لاقول ان الأسلوب رائع و انتقاء الكلمات موفق جدا و باين عليها قصة رائعة اتاسف اني لم اغص في أحداثها و لكن من الأسطر الاولى شعرت و كانني اقرأ لروائي محنك ( طبعا ليس بوجدرة الفويسق)
مزيدا من التالق و الإبداع

رَكان
2015-06-07, 13:17
فعلا انا لا أستطيع ان اقرأ النصوص الطويلة فنفسي ضيق و قصير و لا أطيق طول القراءة لذلك لم اقرأها و لن اقرأها في الوقت الحالي عالاقل
و لكني
أردت الرد لاقول ان الأسلوب رائع و انتقاء الكلمات موفق جدا و باين عليها قصة رائعة اتاسف اني لم اغص في أحداثها و لكن من الأسطر الاولى شعرت و كانني اقرأ لروائي محنك ( طبعا ليس بوجدرة الفويسق)
مزيدا من التالق و الإبداع

ماذا أرى ؟؟
لم تقرئي القصة وكان ذلك انطباعك ..
طيب ارجو أن لاتقرئيها حتى لايتغير ذلك الإنطباع ..( ابتسامة )
ممتن لك ي اقائدة ..

dark star
2015-08-14, 07:59
سلام....تحية من عند الله
وكعادة تقصيري ......راودني دائما شعور عنيف ،يدفعني بقوة لاخوض غمار رائعتك "وتجرع مرارة الغربة صبيا".....لكن هذا لم يكفي فقد كان ل"سوف" محل من الاعراب :1: -وفي القواعد هي بغير محل -
ولكن لا ضير ....فقد حلت الفرصة ....وها انا ارتشف مع الصباح ذكريات لا تزال دافئة وكأن العهد بها قريب .....يؤسفني انها لم تكن محلاة بملعقة من السعادة
لكن طعمها بمرارته ......يثير نشاطا في الوجدان.
لن اتحدث عن الاسلوب ......فمهما نضدت من سبائك الحروف ......لابلغ تقدير فنك .....سأنتهي مفلسا .....امام قيراط واحد من سطورك
بل سأعرج على احداث القصة ...تاركة ما انطبع في نفسي منها ........واصدقك القول ....لقد ضحكت حد الثمالة ....واعذرني فانا اعرف انها مأساة طفولتك .
ولكن الامر راجع الى دقة تصويرك للاحداث......فتلك اللحظات التي رسمتها حال خوفك ....ارجعتني سنوات الى الوراء .....فكانت ابتسامة انبثقت من ذات المشكاة
لقد عشت مع عمر تلك الايام بخيباتها المتتالية .....وصدماتها القاسية....وتجرعه علقمها ....بذاك الصبر الذي يزن الجبال .......وادهشني حملها الثقيل الذي ينوء بالرجال كيف رفعه على كاهله .......اهي براءة الطفولة تخفف عبئه .....ام حلم ورزانة كانا هبة من الخالق.
ايا كان .......اظن انك تتفق معي ان الحديد يزداد صلابة بكثرة الطرق.......والذهب يغدو خالصا .....اذا اصطلى حر النار......فهي فالنهاية ذكرى انقضت باحزانها
لكن جانبها المشرق ......اضاء فيما يبدو على شخصية عمر اليوم .
هكذا الحياة نتعلم منها بقدر ما نعاني ......ومنك نتعلم درسا ......ان نقدر تلك النعم التي نتقلب فيها
ابداعك اتعب سطوري .....عذرا على طولها .....فمازالت بعد قاصرة

ناصف الورداني
2015-08-19, 01:09
السّلام عليكم و رحمة الله ~
اعجابي يغزو الحرف و يرتّب الكلمات لتصطفّ و تكتب ~
هذه القصّة هي أروع ما قرأت في أحضان الجلفة ~
أنا من المتابعين لحرفك لا بل ألاحقه و قبل أيام قلت في نفسي متى تقرأ هذه القصّة يا حمزة ؟
اليوم قرأتها و عشتها ، رايت عمر يجول يزيح المكتب الى الباب ياخذ اللحاف و الوسادة تحت السّرير ~
رأيت عمر الجميل و عيونه دامعة ببراءة الطّفولة و الشّوق الى الأهل ~
رأيته جالسا بين جلوس المقهى في عجلة من امره ليلحق الدّرس ~
شاردا في الصّف نعم رأيته ، خائفا من التابوت كذلك رأيت ~
فنّان يا أستاذي لا تحرمنا من حرفك الرّاقي الذي سقانا عبرا و علّمنا كلمات و مقامات ~
حفظك الله ~
سلام بأجمل ما أوجد للسّلام و الوئام ~

محمد بنايلي
2015-08-22, 23:04
شكرا بارك الله فيك

رَكان
2015-08-24, 00:15
أشكر الفاضلة ندى الصبح على طيب انطباعها وإنه كرم وفضل منها أسأل الله أن أكون أهلا له .

ام محمد31
2015-08-26, 11:42
يا سيد ركــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــان
قصة رائعة باسلوب مشوق صراحة عندما حكيتها لاولادي صارو يطلبون تكملتها
اين وصل الامر ببطل القصة
كيف تمكن من تجاوز تلك الصعاب
كيف اصبح
نرجو من السيد كاتب القصة ان يتحفنا بالبقية اذا امكن

القائدة
2015-09-16, 14:39
ماذا أرى ؟؟
لم تقرئي القصة وكان ذلك انطباعك ..
طيب ارجو أن لاتقرئيها حتى لايتغير ذلك الإنطباع ..( ابتسامة )
ممتن لك ي اقائدة ..

عدت الان لأقراها
و لكن بصراحة بصراحة الأسلوب و الكلمات فيه عمق و قوة و انا اعشق اللغة العربية بألفاظها العميقة التي لا يفهمها الا قلائل
و لهذا سأقرأ الرواية حتى اتعلَّم منك الألفاظ و المعاني و سأحتاج طبعا الى قاموس المعاني بجوجل حتى افهم بعضها :o

القائدة
2015-09-16, 16:51
اخيراً قرأت القصة و تعلمت منها كلمات رائعة من روعة قلمك
أتوقع ان القصة حدثت في بسكرة و الله اعلم
مسجد حارة الوأد يبدو اني اعرفه اليس هو في الجهة المقابلة لواد زرزور ؟

حسب علمي ان هناك ثانويات فيها نظام داخلي ، اما المتوسطة فلا علم لي بها ، و هل كانت قديما غير متوفرة و اليوم صارت متوفرة ؟ المهم بيت القصيد انه في تلك الفترة لم تهتم الدولة بالتنمية الاجتماعية و ركزت فقط على التصنيع على حساب كل شي ، لذلك ماكان فيه مدارس متوسطات و ثانويات بالدوائر و البلديات ، لكن بعد ما قام به الراحل بومدين من ثورة اجتماعية و ثقافية أعاد الاعتبار لقطاعات اجتماعية منها التعليم و اضن اليوم تجاوزنا هذه المعضلة اللهم بعض المناطق النائية و لله الحمد و المنة . قصتك تذكرني بالخليفة عمر امير المؤمنين رضي الله عنه حينما بكى وجلا من الله ، خشية ان تكون بالعراق ارض غير صالحة فتتعثر عليها دابة فيأثم عليها ! اين نحن منك يا عمر !

اما قضية خوف الطفل من المكان الذي ينام فيه ، و حسب تتبعي للقصة انها غرفة بمسجد ، و تواجد الضريحين به أفزع الولد ، او ربما تقصد تابوتين لميتين سيتم دفنهما ، المهم اريد ان أشير الى قضية الأضرحة داخل المساجد فمن جهة الدولة حرمته من مواصلة تعليمه في حضن امه و دفئ أسرته رغم صغر سنه ، و من جهة اخرى جعل مساجد الله مكانا للشرك به بجعلهم للأولياء اضرحة يتبركون بها و يسألونها بدل سؤالهم لله خالق كل شيء و مدبر الأمور كلها . ظاهرة غرسها الاستعمار و حاربها بن باديس و اليوم يدعمها الحكام و السياسيون و يجعلونها الثقافة الجزائرية ، الى جانب ثقافة الشاب خالد الذي جعلت منه تومي البارحة ثقافة قائمة بذاتها اسمها الخالدية !

اما تخلف الطفل عن صلاة الجماعة و هو قاطن بمسجد فاتمنى ان يكون عذره هو فقط خوفه و فزعه و لانها اول تجربة اغتراب له و في سن كهذه ، لان صلاة الرجل جماعة و ليست منفردا .
ربما قرائتي لقصتك تختلف نوعا ما عن الآخرين لاني لا اقرأ بعين ادبية بقدر ما اقرأ بعين اجتماعية و سياسية
مزيدا من الإبداع استاذنا الأديب الجحفل ( هذه الاخيرة من عندك )

رَكان
2015-09-16, 17:05
اخيراً قرأت القصة و تعلمت منها كلمات رائعة من روعة قلمك
أتوقع ان القصة حدثت في بسكرة و الله اعلم
مسجد حارة الوأد يبدو اني اعرفه اليس هو في الجهة المقابلة لواد زرزور ؟

حسب علمي ان هناك ثانويات فيها نظام داخلي ، اما المتوسطة فلا علم لي بها ، و هل كانت قديما غير متوفرة و اليوم صارت متوفرة ؟ المهم بيت القصيد انه في تلك الفترة لم تهتم الدولة بالتنمية الاجتماعية و ركزت فقط على التصنيع على حساب كل شي ، لذلك ماكان فيه مدارس متوسطات و ثانويات بالدوائر و البلديات ، لكن بعد ما قام به الراحل بومدين من ثورة اجتماعية و ثقافية أعاد الاعتبار لقطاعات اجتماعية منها التعليم و اضن اليوم تجاوزنا هذه المعضلة اللهم بعض المناطق النائية و لله الحمد و المنة . قصتك تذكرني بالخليفة عمر امير المؤمنين رضي الله عنه حينما بكى وجلا من الله ، خشية ان تكون بالعراق ارض غير صالحة فتتعثر عليها دابة فيأثم عليها ! اين نحن منك يا عمر !

اما قضية خوف الطفل من المكان الذي ينام فيه ، و حسب تتبعي للقصة انها غرفة بمسجد ، و تواجد الضريحين به أفزع الولد ، او ربما تقصد تابوتين لميتين سيتم دفنهما ، المهم اريد ان أشير الى قضية الأضرحة داخل المساجد فمن جهة الدولة حرمته من مواصلة تعليمه في حضن امه و دفئ أسرته رغم صغر سنه ، و من جهة اخرى جعل مساجد الله مكانا للشرك به بجعلهم للأولياء اضرحة يتبركون بها و يسألونها بدل سؤالهم لله خالق كل شيء و مدبر الأمور كلها . ظاهرة غرسها الاستعمار و حاربها بن باديس و اليوم يدعمها الحكام و السياسيون و يجعلونها الثقافة الجزائرية ، الى جانب ثقافة الشاب خالد الذي جعلت منه تومي البارحة ثقافة قائمة بذاتها اسمها الخالدية !

اما تخلف الطفل عن صلاة الجماعة و هو قاطن بمسجد فاتمنى ان يكون عذره هو فقط خوفه و فزعه و لانها اول تجربة اغتراب له و في سن كهذه ، لان صلاة الرجل جماعة و ليست منفردا .
ربما قرائتي لقصتك تختلف نوعا ما عن الآخرين لاني لا اقرأ بعين ادبية بقدر ما اقرأ بعين اجتماعية و سياسية
مزيدا من الإبداع استاذنا الأديب الجحفل ( هذه الاخيرة من عندك )

السلام عليكم ..
سأعلق على نقطتين فقط حاضرا ..ولما يسمح الوقت سأتناول باقي النقاط ..
1 ــ نعم أصبت فالمسجد بحارة الواد قريبا من الضفة الغربية لواد سيدي زرزور ..( أشيد بدقة الملاحظة لديك وإصابة التوجه )
2 ــ ما كان بصحن المسجد ومواجها لباب الغرفة هما تابوتين ..وليس ضريحين ..وأنت تعلمين أنه بكل مسجد يوجد ذلك لحاجة الناس اليه في نقل موتاهم ...
يتبع.لاحقا.

القائدة
2015-09-17, 14:25
هل هي قصة حقيقية ؟
+
و هل هذا الولد يسكن في سيدي خالد ؟

رَكان
2015-09-17, 16:53
هل هي قصة حقيقية ؟


نعم سيدتي القصة حقيقية ..

kada2000
2016-04-04, 20:51
موضوع جميل شكرا على المرور

رَكان
2016-12-27, 22:51
سلام....تحية من عند الله
وكعادة تقصيري ......راودني دائما شعور عنيف ،يدفعني بقوة لاخوض غمار رائعتك "وتجرع مرارة الغربة صبيا".....لكن هذا لم يكفي فقد كان ل"سوف" محل من الاعراب :1: -وفي القواعد هي بغير محل -
ولكن لا ضير ....فقد حلت الفرصة ....وها انا ارتشف مع الصباح ذكريات لا تزال دافئة وكأن العهد بها قريب .....يؤسفني انها لم تكن محلاة بملعقة من السعادة
لكن طعمها بمرارته ......يثير نشاطا في الوجدان.
لن اتحدث عن الاسلوب ......فمهما نضدت من سبائك الحروف ......لابلغ تقدير فنك .....سأنتهي مفلسا .....امام قيراط واحد من سطورك
بل سأعرج على احداث القصة ...تاركة ما انطبع في نفسي منها ........واصدقك القول ....لقد ضحكت حد الثمالة ....واعذرني فانا اعرف انها مأساة طفولتك .
ولكن الامر راجع الى دقة تصويرك للاحداث......فتلك اللحظات التي رسمتها حال خوفك ....ارجعتني سنوات الى الوراء .....فكانت ابتسامة انبثقت من ذات المشكاة
لقد عشت مع عمر تلك الايام بخيباتها المتتالية .....وصدماتها القاسية....وتجرعه علقمها ....بذاك الصبر الذي يزن الجبال .......وادهشني حملها الثقيل الذي ينوء بالرجال كيف رفعه على كاهله .......اهي براءة الطفولة تخفف عبئه .....ام حلم ورزانة كانا هبة من الخالق.
ايا كان .......اظن انك تتفق معي ان الحديد يزداد صلابة بكثرة الطرق.......والذهب يغدو خالصا .....اذا اصطلى حر النار......فهي فالنهاية ذكرى انقضت باحزانها
لكن جانبها المشرق ......اضاء فيما يبدو على شخصية عمر اليوم .
هكذا الحياة نتعلم منها بقدر ما نعاني ......ومنك نتعلم درسا ......ان نقدر تلك النعم التي نتقلب فيها
ابداعك اتعب سطوري .....عذرا على طولها .....فمازالت بعد قاصرة


الوارفه دارك ستار هنا في موضوعي ..
يمر أكثر من العام ولاأطلع على ثقيل الأقلام وهو يخط تمحيصا لقصتي أثلام فأظهر ماكان مخبوءا في باطنها فأثار أوجاعا وآلام ...
وإن دقة تصويري للأحداث ..أسلمتك الى الضحك كونه أرجعك الى سنوات الى الوراء ..وكانت واحدة المشكاة لاأرى الله مؤمنا مخبوء تلك المشكاة ...
عذرا على التأخر في التعقيب وكما يقال mieux vaut tard que jamais لم أشأ ترجمتها حتى لاتفقد رونقها ..شكرا جزيلا لك ..

غيمة بيضاء
2016-12-28, 21:05
السلام عليكم
قصة رائعة معبرة
حيث انك وصفت بالتدقيق بعض الاحداث التي ميزت حكايتة
الله يبارك
اهنئك على مهارتك وثروتك اللغووية وطريقة صياغتك لها
سلاام

رَكان
2017-01-01, 20:36
أشكر طيب انطباعك أيتها الغيمة البيضاء ..

سارة إبراهيم الخليل
2017-01-06, 10:58
السلام عليكم
لن أعلق على أسلوبك أكتفي بكلمة رائع..وراقي
سأذكر ما شدني في قصة عمر الصغير
بدأت انقبض في الجزء الثاني لما بدأ عمر يصف غرفته وانتبه لكل التفاصيل ذاكراً أن سقفها من الجريد..، و جلوس الأب بجانب ابنه ليحاول أن يذكره أنه رجل وعليه أن يعتمد على نفسه في ليلة واحدة..
الشيء الذي جعلني أتذوق مع عمر بعض المرارة انسحاب الأب بهدوء ظانا أن عمر يغط في نوم عميق .. يظن الآباء أن أبناءهم لايشعرون لكنهم يكتفون بسكب الدموع خفية..
دخوله للصف وخروجه كأنه لم يتلقى شيئا ..
أخذتني هذه القصة لسنوات مضت..
أتخيل أن هذه المرارة رغم قسوتها ولا تزال محبوسة داخل ذكريات عمر، قد صقلته وجعلت منه شخص يشعر بالآخرين..
إيه السرير ملجئ كل طفل للهروب..
تقبل مروري
في أمان الله

رَكان
2017-01-07, 00:44
الشيء الذي جعلني أتذوق مع عمر بعض المرارة انسحاب الأب بهدوء ظانا أن عمر يغط في نوم عميق .. يظن الآباء أن أبناءهم لايشعرون لكنهم يكتفون بسكب الدموع خفية..



مرحبا يا سارة ..ممتن لك على طيب الإنطباع ..كان لطفا منك .وحسا مرهفا لديك ..
شدني المقتبس من كلامك ..
بعيدا عن القصة ..نعم فكثير من الآباء يغتقدون أن أولادهم لامشاعر لهم غير مايعبرون عنه من حاجاتهم اليومية .لآبائهم .ولكن ...الكثير من المشاعر لايبوحون بها سواء خشية التعنيف ..أو الإزدراء ..
سيكون الأب والأم حقا جديرين بمسؤولية الأبوة والأمومة حين يتنزلا الى عالم الطفل فيعايشانه طفولته ..يستشعر الأب انه طفل وتستشعر الأم أنها طفله في حضرة ولدهما ..إن نجحا في ذلك ولو لبعض الوقت سيلجان عالما آخر خفي عنهما يغلق عليه الطفل بمفتاح بابه ..العلاقة بين الآباء والأبناء هي أكبر بل أعظم بكثير مما يتصوره غالبية الآباء ..فمن يعتبر ؟؟؟ شكرا مرة أخرى ..

وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
2017-03-14, 07:28
السلام عليكم
وهل تصنع الرجال الا امثال هذه المواقف؟
هذه القصة تفسر الكثير مما نراه على عمر كبيرا
وتفسر احساسنا بتلك الهالة من الحكمة والوقار والرحمة والرأفة المحيطة به
والتي تصطبغ بها اغلب مشاركاته
في الثانية عشر حدث كل هذا؟
يا الهي هذا كثير
القصة مؤلمة للغاية
تابوت لصوص وحدة ....وغربة
لكن الحمد لله الذي حفظ عمر صغيرا واعتنى به الحمد لله
كما قال من قبلي لعل القصة أروع ما خط في المنتدى من قصص
عني تستحق التميز
اوه نسيت الاسلوب
انه كالعادة راق وعذب بل اكثر من ذلك بكثير الالفاظ منسابة بعفوية وسلاسة
بشكل يجعلك تغرق مع عمر في احاسيسه وتضيع بين الاوصاف والاحداث المحزنة
تمنيت لو لم تنتهي لاني بالفعل ولجت ذلك العالم المرعب مع عمر الصغير وتأثرت به
تحياتي استاذي دام نبض قلمك الراقي

رَكان
2018-01-25, 08:27
السلام عليكم
قصة رائعة معبرة
حيث انك وصفت بالتدقيق بعض الاحداث التي ميزت حكايتة
الله يبارك
اهنئك على مهارتك وثروتك اللغووية وطريقة صياغتك لها
سلاام

سرني أن النسج حاز على اعجاب الفاضلة غيمه بيضاء .

صابر 2008
2018-05-26, 18:16
رائعة رائعة فعلا
الاسلوب مميز, الوصف دقيق, الاحساس صادق و حقيقي

بالنسبة للقصة في حد ذاتها و لعمر
الحمد لله ان عمر تجاوز هذا الالم الان وان بقيت اثاره راسخة في نفسه
لكن كم من عمر صغير أخر؟

فعلا التفاصيل ادمت قلبي و المتني كثيرا
كاني كنت اعيش معه تفاصيل البعد عن الاهل و البرودة و الوحدة التي كانت تحيط به من كل جانب
كان صغيرا على هذه التجربة القاسية, صغيرا جدا

صدق و حقيقة التجربة اضفى الكثير على القصة
نالت من قلبي مرتبة و لامستني و تقاطعت مع بعض من الذكريات
من ااااجمل ما قرات حقا

بارك الله فيك