azhar 40
2015-02-27, 13:30
رُوِيَ عَنْ سُفْيانَ الثَّوْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قالَ رَأَيْتُ رَجُلاً في البادِيَةِ لاَ يَرْفَعُ قَدَمًا وَلاَ يَضَعُ أُخْرَى إِلاَّ وهُوَ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم. فَقُلْتُ يا هَذا قَدْ تَرَكْتَ التَّسْبِيحَ والتَّهْلِيلَ وَأَقْبَلْتَ بِالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ هَذا شَىْءٌ؟ قالَ مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ أَنا سُفْيانُ الثَّوْرِيُّ، فَقالَ لَوْلاَ أَنَّكَ غَرِيبٌ في أَهْلِ زَمانِكَ ما... كَشَفْتُ عَنْ حالِي ولاَ أَطْلَعْتُكَ عَلَى سِرِّي، ثُمَّ قالَ خَرَجْتُ أَنا وَوَالِدِي حَاجَّيْنِ إِلى بَيْتِ اللهِ الحَرامِ حَتَّى إِذا كُنَّا في بَعْضِ الْمَنازِلِ مَرِضَ وَالِدِي فَقُمْتُ لِأُعَالِجَهُ فَبَيْنَما أَنَا عِنْدَ رَأْسِهِ ماتَ وَٱسْوَدَّ وَجْهُهُ، فَجَرَرْتُ الإِزارَ عَلَى وَجْهِه، فَغَلَبَتْنِي عَيْنايَ فَنِمْتُ فَإِذا أَنا بِرَجُلٍ لَمْ أَرَ أَجْمَلَ مِنْهُ وَجْهًا ولا أَنْظَفَ مِنْهُ ثَوْبًا ولا أَطْيَبَ مِنْهُ رِيحًا يَرْفَعُ قَدَمًا ويَضَعُ قَدَمًا أُخْرَى حَتَّى دَنا مِنْ وَالِدِي فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وأَمَرَّ بِيَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَعادَ وَجْهُهُ أَبْيَضَ ثُمَّ وَلَّى راجِعًا، فَتَعَلَّقْتُ بِثَوْبِهِ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ لَقَدْ مَنَّ اللهُ بِكَ عَلَى والِدِي في دارِ الغُرْبَة؟ فَقالَ أَوَ ما تَعْرِفُنِي؟ أَنا محمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنا صاحِبُ القُرْآن، أَمَّا إِنَّ والِدَكَ كانَ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ – أَيْ يَقَعُ في الْمَعاصِي- لَكِنْ كانَ يُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيَّ، فَلَمّا نَزَلَ بِهِ ما نَزَلَ اسْتَغاثَ بِي فَأَنا غِياثُ مَنْ أَكْثَرَ الصَّلاةَ عَلَيَّ، قالَ فَٱنْتَبَهْتُ مِنْ نَوْمِي فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِ أَبِي فَإِذا وَجْهُهُ أَبْيَضُ اهـ.