رَكان
2015-02-27, 00:06
مع المجنون...هو موقف مررت به شخصيا ..مع أحدهم مختل عقليا ..
كنت أهم بمغادرة الموقف .ماكدت اغلق الباب الا واقترب مني ..يطالبني بالنقود ..اشرت اليه بالرفض ..لم اتوقع ردّة فعله .ثار وغضب وبانفعال شديد فتح باب السيارة واشرعه ثم صفقه بشدة رجّت السيارة ..وهو يردد كلمات مقتضبة غير مفهومة ..انزعجت ..ولم أدر ما أفعل ..ولم يراودني اطلاقا تجاوز ما حدث ..
ثم ابتعد لم أجد بدا سوى اتباع خط سيره بالسيارة تعمدت الحركة وراءه ببطء شديد كان يختلس النظر وراءه ولما أدرك أنني اتبعه سرّع الخطو فجاريته ..كان المكان بالإتساع ما يكفي أنني الاحقه أينما ذهب ...وحين شعر اقترابي منه ..هرع ليختبئ وراء عمود كهرباء اسمنتي ..أوقفت السيارة ونزلت ..وتوجهت نحوه.ادركت أنه يتابع حركاتي لذلك اخترت أن أسير ببطء شديد بالكاد اضع رجلا وارفع أخرى لأطيل فترة توجسه ..لم يعد يفصل بيني وبينه غير العمود استدرت لأكون في مواجهته ..نظرت في عينيه مليّا نظرة مُتيقّن أنها كانت السهم اخترق كبد ما يمتلكه من شعور ..ثم تراجعت دونما أن أحيد عنه بالنظر وعاودت ركوب السيّارة مبتعدا عنه ...
الغريب في الأمر أن ذلك المختلّ أفزع الكثير من اصحاب السيّارات فكلما مرّ بسيارة متوقفة الا وانهال عليها ضربا بقبضة اليد أو ركلا بالرجل .ولقد كنت من قبل أتحاشى ركْنها في دائرة تجواله قرب السوق أو الساحات التي يحلو له السيطرة عليها يجوبها مرة مشيا وأخرى ركظا مُصدرا اصواتا مفزعة ..
الامر الغريب الذي جعلني أتيقن أن هؤلاء المعتوهين ليسوا كلهم قد أضاعوا عقولهم بالكليّة بل منهم من احتفظ بفضلة منها ..وصاحبي هذا أثبت لي ذلك ..قلت في مرة موالية كنت متوقفا لشأن من الشؤون ..فإذا به يصول ويجول بين السيارات كعادته ..يرفس هذه ويفرغ جام غضبه على أخرى ..العجيب أنه وما إن وصل الى سيارتي الا وتحاشا الإقتراب منها ..بعد أن نظر اليها وكأنه يتفحصها ليتوجه الى سيارة أخرى ..نعم هو تذكر موقفي السابق معه ..فقرر أن لايعاود كرّة الوقوع فيه يا سبحان الله العظيم ...
كان وقبل أن يفقد زمام العقل صاحب محلّ لإصلاح الدراجات ..وكان بارعا متمرّسا ..صاحب سمعة طيبة من حيث الأمانة واتقان عمله ...وكان له صديق ..يتخذه رفيقا في كل شأن من شؤونه يقضي معه اطول الوقت ..هكذا توطن لديه أن يشارك ذلك الصديق صفقة بموجبها يشتريان مناصفة شاحنة يتخذانها نقلا عاما للبضائع ينوبهما من ذلك المدخول الكبير ..
على ما أذرك من حدثني قال أنه في وقتها دفعا ما يتجاوز الخمسين مليون سعرها ..في ذلك الوقت ..ولايقابلها دون المئتين أو الثلاثئمة ايامنا هذه ..وتتجسد الفكرة فيأخذ ذلك لاصديق على عاتقه مَهَمّة قيادة الشاحنة والسفر بها متراضيان على ذلك فيقتسما المدخول بعدها حسب ما اتفقا عليه ...وتمر الأيام مستبشران بما كانا عليه من حال ..وللقدر دائرة .فليس كل مرة تجري الرياح بما تشتهي السفن ...يعود ذلك الصديق ذات مساء يدق باب صاحبنا ورأسه منكسة ..يا لهول الموقف يسرد عليه حكاية أن الشاحنة سُرقت منه .خلال عودته حينما نزل لتناول الغداء ..لم يكن من صاحبنا الا أن يقول ..قدر الله وماشاء فعل ..نسأله العوض ربنا ..هل بلغت عن الحادثة ..ليجيب الصديق على الفور نعم فعلت ..لم يمرّ أسبوع على ما حدث ..الا ويلتقي صاحبنا أحد قاطني مدينة مجاورة فيخبره أن شاحنته ..موجودة عند أحد التجار ..يستخدمها لنقل بضاعته ..ذهل صاحبنا مما سمع وسأله مااسمه اخبرني بالله عليك ..وماكاد يحصل على بياناته الا وهرع عدْوا الى شريكه يستحثه في الإنطلاق حالا الى الموقع المُحدد للشاحنة ...ارتبك ذلك الصديق ..لما سمع لكنه تدارك ارتباكه ليثنيه عن متابعة الأمر لأن الشاحنات تتشابه ..ولن يكون من وراء الخبر ما يُفيد وأنه من المستحيل أن تُستخدم الشاحنة بعد سرقتها وأنه وفي العادة يتم تجزئتها وبيعها قطعا ...لكن صاحبنا أصرّ على رأيه في الذهاب ..وترك صديقه متوجها صوب تلك المدينة على متن سيارة مستأجرة ..لتوقفه بالضبط عند باب التاجر المذكور ..
لم يطل الأمر ليجد نفسه في مقابلته سائلا إياه عن الشاحنة ..
استغرب التاجر أمره ليفيده أخيرا أن الشاحنة اشتراها من فلان ابن فلان ..هنا أسقط في يده ولم يدرما يقول ليعود ادرجه الى مدينته وصوب صديقه مباشرة يتجه ..يقرع الباب ..
ودون اطاله يسأله مزمجرا ..أين نصيبي من المال الذي قبضته ؟
فلم يكن من ذلك الصديق الا ان يصارحه بما لن يتحمله عقل المسكين / ليس لك عندي شيء ارحل فأنا لم أعرف يوما أنك في أمر شاركتني وإن كنت قد اصابك خبل في العق فاذهب واشكني ..
بهت المسكين ولم يدر ما يقول فليس له من شهود عدول ليولي الأدبار وفي القلب والروح انكسار وضوء العقل منه في انحسار ..
فهاهو ومن وقتها في الشوارع يهيم أما صاحبه فلقد وصلت الأخبار عنه أنه مات شر ميتة ..حفظنا الله واياكم ..
كنت أهم بمغادرة الموقف .ماكدت اغلق الباب الا واقترب مني ..يطالبني بالنقود ..اشرت اليه بالرفض ..لم اتوقع ردّة فعله .ثار وغضب وبانفعال شديد فتح باب السيارة واشرعه ثم صفقه بشدة رجّت السيارة ..وهو يردد كلمات مقتضبة غير مفهومة ..انزعجت ..ولم أدر ما أفعل ..ولم يراودني اطلاقا تجاوز ما حدث ..
ثم ابتعد لم أجد بدا سوى اتباع خط سيره بالسيارة تعمدت الحركة وراءه ببطء شديد كان يختلس النظر وراءه ولما أدرك أنني اتبعه سرّع الخطو فجاريته ..كان المكان بالإتساع ما يكفي أنني الاحقه أينما ذهب ...وحين شعر اقترابي منه ..هرع ليختبئ وراء عمود كهرباء اسمنتي ..أوقفت السيارة ونزلت ..وتوجهت نحوه.ادركت أنه يتابع حركاتي لذلك اخترت أن أسير ببطء شديد بالكاد اضع رجلا وارفع أخرى لأطيل فترة توجسه ..لم يعد يفصل بيني وبينه غير العمود استدرت لأكون في مواجهته ..نظرت في عينيه مليّا نظرة مُتيقّن أنها كانت السهم اخترق كبد ما يمتلكه من شعور ..ثم تراجعت دونما أن أحيد عنه بالنظر وعاودت ركوب السيّارة مبتعدا عنه ...
الغريب في الأمر أن ذلك المختلّ أفزع الكثير من اصحاب السيّارات فكلما مرّ بسيارة متوقفة الا وانهال عليها ضربا بقبضة اليد أو ركلا بالرجل .ولقد كنت من قبل أتحاشى ركْنها في دائرة تجواله قرب السوق أو الساحات التي يحلو له السيطرة عليها يجوبها مرة مشيا وأخرى ركظا مُصدرا اصواتا مفزعة ..
الامر الغريب الذي جعلني أتيقن أن هؤلاء المعتوهين ليسوا كلهم قد أضاعوا عقولهم بالكليّة بل منهم من احتفظ بفضلة منها ..وصاحبي هذا أثبت لي ذلك ..قلت في مرة موالية كنت متوقفا لشأن من الشؤون ..فإذا به يصول ويجول بين السيارات كعادته ..يرفس هذه ويفرغ جام غضبه على أخرى ..العجيب أنه وما إن وصل الى سيارتي الا وتحاشا الإقتراب منها ..بعد أن نظر اليها وكأنه يتفحصها ليتوجه الى سيارة أخرى ..نعم هو تذكر موقفي السابق معه ..فقرر أن لايعاود كرّة الوقوع فيه يا سبحان الله العظيم ...
كان وقبل أن يفقد زمام العقل صاحب محلّ لإصلاح الدراجات ..وكان بارعا متمرّسا ..صاحب سمعة طيبة من حيث الأمانة واتقان عمله ...وكان له صديق ..يتخذه رفيقا في كل شأن من شؤونه يقضي معه اطول الوقت ..هكذا توطن لديه أن يشارك ذلك الصديق صفقة بموجبها يشتريان مناصفة شاحنة يتخذانها نقلا عاما للبضائع ينوبهما من ذلك المدخول الكبير ..
على ما أذرك من حدثني قال أنه في وقتها دفعا ما يتجاوز الخمسين مليون سعرها ..في ذلك الوقت ..ولايقابلها دون المئتين أو الثلاثئمة ايامنا هذه ..وتتجسد الفكرة فيأخذ ذلك لاصديق على عاتقه مَهَمّة قيادة الشاحنة والسفر بها متراضيان على ذلك فيقتسما المدخول بعدها حسب ما اتفقا عليه ...وتمر الأيام مستبشران بما كانا عليه من حال ..وللقدر دائرة .فليس كل مرة تجري الرياح بما تشتهي السفن ...يعود ذلك الصديق ذات مساء يدق باب صاحبنا ورأسه منكسة ..يا لهول الموقف يسرد عليه حكاية أن الشاحنة سُرقت منه .خلال عودته حينما نزل لتناول الغداء ..لم يكن من صاحبنا الا أن يقول ..قدر الله وماشاء فعل ..نسأله العوض ربنا ..هل بلغت عن الحادثة ..ليجيب الصديق على الفور نعم فعلت ..لم يمرّ أسبوع على ما حدث ..الا ويلتقي صاحبنا أحد قاطني مدينة مجاورة فيخبره أن شاحنته ..موجودة عند أحد التجار ..يستخدمها لنقل بضاعته ..ذهل صاحبنا مما سمع وسأله مااسمه اخبرني بالله عليك ..وماكاد يحصل على بياناته الا وهرع عدْوا الى شريكه يستحثه في الإنطلاق حالا الى الموقع المُحدد للشاحنة ...ارتبك ذلك الصديق ..لما سمع لكنه تدارك ارتباكه ليثنيه عن متابعة الأمر لأن الشاحنات تتشابه ..ولن يكون من وراء الخبر ما يُفيد وأنه من المستحيل أن تُستخدم الشاحنة بعد سرقتها وأنه وفي العادة يتم تجزئتها وبيعها قطعا ...لكن صاحبنا أصرّ على رأيه في الذهاب ..وترك صديقه متوجها صوب تلك المدينة على متن سيارة مستأجرة ..لتوقفه بالضبط عند باب التاجر المذكور ..
لم يطل الأمر ليجد نفسه في مقابلته سائلا إياه عن الشاحنة ..
استغرب التاجر أمره ليفيده أخيرا أن الشاحنة اشتراها من فلان ابن فلان ..هنا أسقط في يده ولم يدرما يقول ليعود ادرجه الى مدينته وصوب صديقه مباشرة يتجه ..يقرع الباب ..
ودون اطاله يسأله مزمجرا ..أين نصيبي من المال الذي قبضته ؟
فلم يكن من ذلك الصديق الا ان يصارحه بما لن يتحمله عقل المسكين / ليس لك عندي شيء ارحل فأنا لم أعرف يوما أنك في أمر شاركتني وإن كنت قد اصابك خبل في العق فاذهب واشكني ..
بهت المسكين ولم يدر ما يقول فليس له من شهود عدول ليولي الأدبار وفي القلب والروح انكسار وضوء العقل منه في انحسار ..
فهاهو ومن وقتها في الشوارع يهيم أما صاحبه فلقد وصلت الأخبار عنه أنه مات شر ميتة ..حفظنا الله واياكم ..