تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صــــور مـشـرقــــــــة مــــن إنـفـــــاق المـبشـــريــن الـعــشـــــــــــــــــرة


abouhajar
2009-08-29, 11:47
صــــور مـشـرقــــــــة مــــن إنـفـــــاق المـبشـــريــن الـعــشـــــــــــــــــرة

صــــور مـشـرقــــــــة مــــن إنـفـــــاق المـبشـــريــن الـعــشـــــــــــــــــرة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلقد نظرت إلى هذه الأمة الإسلامية المباركة فرأيت أن هناك إنفاق وخيراً كثيراً .. والله الحمد والمنَّة .. فثمة صور مشرقة لأهل الإسلام , لإنفاق المنفقين وإحسان المحسنين ... في الماضي والحضر ... إلا أن السابقين الأولين كان لهم قصب السبق في حين أن هناك من تجار المسلمين من بخل ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء ) نعم لقد بخلو على أنفسهم , ألا ترون ديار المسلمين كم فيها من التجار وكم من شركة ومؤسسة ومصرف , أموال تدور حتى أصبحت دُولة بين الأغنياء , في حين حرموها الفقراء , ( فوا أسفاه كيف بخلت أنفس هؤلاء ) وما علموا أن الذي دعاهم إلى الإنفاق هو الذي رزقهم هذه الأموال , وهو القادر على إنفقارهم , كما أنه قادر على إغناء الفقرائهم .... ( أفلا معتبر بمن خسر أمواله عندما خالط الحرام ) ( أفلا معتبر بمن فقد تجارته لما منع زكاة ماله ). وخالف أمر ربه , غير مبال بأكل الحرام , ( أفلا مدكر بمن خسر نفسه وضيع ماله ) لما لم يراع حق الله تعالى في ماله .
عندما رأيت هذه الأموال الطائلة مع كثرة الفقراء والمساكين , فأسر في بحبوحة من العيش , ووفر من الرزق , وأسر تفترش الأرض وتلتحف السماء , ومن رأى عرف , فليس ذلك ضرب من المبالغة أو الخيال , كلا بل هو عين الواقع بينما أناس غصو في الإسراف والتبذير في رغباتهم وشهواتهم , عندما رأيت ذلك أحببت أن أضع بين يدي المسلمين أسطراً ملخصة يسيرة لأولئك الأفذاذ الذين باعوا الفاني بالباقي , وقدموا أرباحهم عند ربهم , وتأملوا بثاقب بصر وبصير قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يارسول الله : ما منا أحد أحب إليه من مال وارثه , قال : فإن مالك ما قدمت ومال وارك ما أخرت ) .
لقد علموا حقيقة وصدقوا يقيناً أن مال وارثهم ما أخروا فقدموا لأنفسهم , هنيئاً لهم , لقد اشتروا جنة عرضها السموات والأرض بدنيا فانية , فمنهم من بذله للجهاد في سبيل الله , ومنهم من حبسه في أهله وذويه وفقراء المسلمين , ومنهم من أنفقه على الفقراء والمساكين , ابتغاء الفضل من الله رب العالمين .
وإنني لأهدي هذه الكلمات إلى تجارنا ذوي الدثور على الله تعالى أن ينفعني وإياهم بها إنه سميع قريب .
أخـــــــي القــــــــارئ الكــــــــريم :
لعلك في شوق أن تقرأ في سيرهم وتستقي من معين أعمالهم , وتسأل ربك العون على شيطانك نفسك ىلآمرة بالسوء المانعة من الخير لتلحق بركبهم , ولذلك أثرت ألا أطيل عليك أبداً وألا أستأثر بالحديث سداً , بل أتركك تقرأ بعينك وتتأمل بقلبك وتنفق بيدك , وأنت ترى ذلك الجود الفياض, وتتذكر قوله صلى الله عليه وسلم ( نعم المال الصالح في يد العبد الصالح )
( ومن يوق شح نفسه فأولئِكَ هم المفلحون )


يتبع بإذن الله تعالى

عبد القادر خليل
2009-08-29, 15:18
ىاللهم اجعلنا من الاولين الصالحين ومن المتصدقبن
بارك الله فيك

taha178
2009-08-29, 18:59
بارك الله فيك أخي الكريم

ونحن في انتظار البقية
http://ahatmktomah.jeeran.com/redrose.gif

abouhajar
2009-08-29, 23:59
2 - ( قـلـيــل .... قـلـيـــل لأمــــــد طـــويـل )
أخي الكريم : قليل دائم خير من كثير منقطع تصدق كل يوم ولو ( برغيف خبز ) تعطيه لفقير أو ( بريال واحد ) استقطاعاً لمؤسسة خيرية ( ثلاثين ريال شهرياً ) فتكتب كل يوم مع المتصدقين فكيف بمن زاد فما عند الله خير وأبقى للمعاد عند رب العباد .
روى الطبراني في الأوسط عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أي الأعمال أفضل ؟ قال إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجه )) [ رواه الطبراني في الأوسط (1/95) وهو حديث حسن قال عنه الألباني في السلسة الصحيحة(4/64) ] .
اللهم أعط منفقاً خلفاً اللهم أعط منفقاً خلفاً اللهم أعط منفقاً خلفاً يا خير الرازقين ويارب العالمين .

- ( الـصـــدقـــة .... ودفــــــع البـــــلاء )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أن نفراً مروا على عيسى بن مريم .. عليه السلام .. فقال يموت أحد هؤلاء اليوم إن شاء الله فمضوا ثم رجعوا عليه بالعشي ومعهم حزم الحطب فقال ضعوا .... فقال للذي قال يموت اليوم حل حطبك فحله فإذا فيه حية سوداء فقال ما عملت اليوم ؟ قال : ماعملت شيئاً إلا أنه كان معي في يدي فلقة من خبز فمر مسكين فسألني فأعطيته بعضها فقال بها دفع عنك )) . [ رواه الطبراني في الأوسط ... أحياء علةم الدين للغزالي (1/237) ] .
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( باكِروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها )) [ رواه الطبراني في الأوسط ] .

- ( وقــفــــــة تــــأمــــــــــل )
قال الحسن رحمة الله عليه : لو شاء الله لجعلكم أغنياء لا فقير فيكم ولكنه ابتلى بعضكم ببعض .
وقال الشعبي رحمه الله : من لم ير نفسه إلى ثواب الصدقة أحوج من الفقير إلى صدقته فقد أبطل صدقته وضرب بها وجهه .
وكلام هذين الإمامين واضح فيه نور إلا أن قول الإمام الشعبي : ( فقد أبطل صدقته ) تحتاج إلى دليل ولكننا بحاجة إلى التاجر الذي يرى أنه أحوج إلى الصدقة من الفقير إليها .
فما أعظم هذا الشعور نسأل الله تعالى من فضله .

يتبع بإذن الله تعالى

abouhajar
2009-08-31, 00:17
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


3 - ( هــــل تــــريـــد أن تـــــربــح أكـــــــثـر ؟ )
أخي التاجر : كم تربح كل شهر ؟ أتربح مئة ألف أم مليون أم عشرة ملايين ريال ؟
أعلم .. يرحمني الله وإياك .. أن الربح يتضاعف وأن المال يزيد فما ( فما نقصٍ مال من صدقة ) بل يزيد فإذا كنت تربح خمسة آلاف ريال مثلاً .. فستربح أكثر من ذلك وسيطرح الله البركة في مالك ونفسك وأهلك , واسمع لله تعالى وهو يعدك ووعد الله حق فمن أصدق من الله قيلا اذ قال (( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ))
فألله أكبر ما أعظم هذا الدين وما أجمل هذا الوعد فالله الله في التقديم لنفسك عند الله يحفظ الله نفسك وولدك ومالك ويبارك في وقتك ويدفع بها البلاء عنك وعن أهل بيتك .

- ( لــمــــن هـــــــــــــــذا الـمــــــــال ؟؟ )
سئُل أحد العارفين عن مال معه , لمن هذا المال ؟
فقال : هو لله في يدي .
فما أجمل هذه العبارة كلمة بماء الذهب تكتب وفي القلوب العارفين تنبض ....

- ( لـــــــن تــنـــــالــوا الــمـــــال )
فمن ينفق مما يحب أم أننا نهدي بعد أن نشبع وننفق مما عنه نستغني والله يقول (( َلن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ )) .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( المتصدق عند موته كالذي يهدي إذا شبع ))
وشتان بين مهدٍ قبل شبعه ومهدٍ بعد شبعه .
وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنها .... ( يتصدق بالسكر ويقول سمعت الله تعالى يقول " لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ " والله يعلم أني أحب السكر ) [ احياء علوم الدين للغزالي (1/237) ] .
وقال النخعي : ( إذا كان الشيء لله عز وجل لا يسرني أن يكون فيه عيب ) [احياء علوم الدين للغزالي (1/237) ] .
وكانت الصديقة رضي الله عنها : تطيَّب النقود ( أي : تعطر نقودها ) قبل التصدق بها فقيل لها في ذلك !؟
فقالت رضي الله عنها : إنها لتقع من الله بمكان قبل أن تقع في يد الفقير .

نعم أنت السادة وانتم الكرام ونحن لكم أتباع وبكم حق لنا الأفتخار
ونعم القدوة أنتم

يتبع بإذن الله تعالى

abouhajar
2009-09-01, 00:19
4 - ( انـفـــاق أبــى بـكــر الـصـديـــق رضـــي الله عـنـــه )
الـجـــــــزء الأول
تعجز الأقلام وتمل , وتجف الأحبار والأيدي تكل
عند ذكر هذا الصرح العظيم والجبل الشامخ ( أبى بكر الصديق )
ذلك الصحابي الجليل , ذلك الخليفة الراشد , ذلك الين وقت الين والشديد وقت الشدة
سيرة عطرة وأيام ملؤها التقوى والصلاح والتفاني في خدمة دين الله ورسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. لقد جاد بنفسه في أحلك الظروف , إذ هاجر مع الرسول الله ... صلى الله عليه وسلم ... وقد أصبح مهدر الدم من قريش وما علموا أن الله .. تعالى قال ( والله يعصمك من الناس ) وأثنى عليه وذكره في كتابه مع رسوله ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ) من ضحى بنفسه لله كيف لا يضحي بماله لوجه الله تعالى ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ) .

- (تـجـــــارتــه رضـــــي الله عـنـــــــه )
لقد كان ... رضي الله عنه ... تاجراً من تجار المسلمين فكان يتاجر إلى البصرة غير مرة كما ذكر ذلك الذهبي رحمه الله تعالى في السير [ أنظر سيرة أعلام النبلاء سيرة الخلفاء الراشدين ( ص 8 ) ]
- ( إنـفــاقـه عـلـى رســول الله صـلــى الله علـيــه وسـلــم )
لقد كان أبو بكر .. رضي الله عنه .. أسوة حسنة للمنفقين ومثلاً فريداً في المحسنين , وقد سخر ماله لرسول الله ..صلى الله عليه وسلم .. حيث قال ( ما نفعني مال ما نفعني مال أبى بكر ) [ حديث صحيح ]
وفي رواية ( فبكى أبو بكر رضي الله عنه ) وقال ( وهل أنا ومالي إلا لك يارسول الله )
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن من أَمَنَّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر , ولو كنت متخذاً خليلاً لا تخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام , ولا تُبقيَنَّ في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر ) [ أخرجه أحمد ( 1/37) والبخاري (1/126) ] .
فرضيي الله عن أبي بكر الذي كان خير صاحب ومعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الله تعالى .
( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ) .

- ( نــزهــة أبــــي بـكـــلا لاضــي الله عـنــه )
ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في السير حديثه أبو بكرر لابنته الصديقة عائشة .. رضي الله عنها .. حيث قال رضي الله عنه ( إني قد نحلتك ( أي : أعطيتك ) حائطاً وإن في نفسي منه شيئاً فرديه على الميراث .. قالت : نعم , قال : أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم ديناراً ولا درهماً ولكنا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا ولبسنا من خشن ثيابنا على ظهورنا وليس عندي من فئ المسلمين شيء إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضج وجرة وهذه القطيفة فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر , ففعلت ) [ سيرة الخلفاء للذهبي ( 18 - 19 ) ] .
وقال القاسم عن عائشة أن أبا بكر حين حضره الموت قال ( إني لا أعلم عند آل أبي بكر غير هذه اللقمة وغير هذا الغلام والصقيل , كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا , فإذا مت فادفعيه إلى عمر فلما دفعته إلى عمر ..... قال عمر رضي الله عنه .. رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده .. ) قال القاسم : كيف لو رأوا حال المسلمين اليوم والله المستعان . أنتهى
قد فقد جملة منهم الأمانة على اموال المسلمين واستحل قوم الرشوة وسموها بغير اسمها والله المستعان .
فرضي الله عن أولئك السادة الكرام النبلاء الراشدين المتقين وألخقنا الله بهم في ركب الصالحين العظماء
( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

يتبع بإذن الله تعالى

abouhajar
2009-09-02, 00:08
5 - ( انـفـــاق أبــى بـكــر الـصـديـــق رضـــي الله عـنـــه )
الـجـــــــزء الـثـانــي

جا في ( أسد الغابة في معرفة الصحابة ) : كان أبو بكر إذا مُدح قال : ( اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم اللهم أجعلني خيراً مما سظنون واغفر لي مالا يعلمون ولا تؤخذني بما يقولون ) [أسد الغابة(3/332)] رضي الله عنه وأرضاه .
إنه الصديق ... رضي الله عنه ... صاحب الأيادي الخفية في العمل والإنفاق , وإذ لما نزل قوله تعالى (( إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ))
جاء عمر بنصف ماله يحمله إلى رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. على رؤوس الناس , وجاء أبو بكر بماله أجمع يكاد يخفيه من نفسه فقال .. رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ما تركت لأهلك ؟ قال : عدة الله وعدة رسوله .... قال عمر .. رضي الله عنه .. : لأبي بكر بفسي أنت وبأهلي أنت ما استبقنا باب خير قط , إلا سبقتنا إليه . [ أنظر تفسير القرآن العظيم لآبن كثير (1/477) .
وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما بقيت لأهلك ياعمر ؟ قال : مثله , وجاء أبو بكر بكل ما عنده فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ قال :أبقيت لهم الله ورسوله , قلت .. أي عمر : لااسبقه على شيء أبدا )[ رواه الترمذي أنظر تحفة الأحموذي(10/161)] .
هنيئاً لك يا خليفة رسول الله هذا السخاء , وهنيئاً لك أن بعت الدنيا الفانية بالآخرة الباقية (( وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى )) .
هنيئاً لك يا أمير المؤمنين عمر فمن ذا الذي ينفق نصف ماله في هذا الأيام إلا من رحم الله وقليل ما هم .
أما اليــــوم : فلقد أثقل الناس كاهلهم بالأستقطاعات لصالح البنوك والمصارف والشركات والمؤسسات وإذا ما دعينا إلى استقطاع لجمعية خيرية أو مؤسسة تعاونية أبدينا الآهات على تحملنا بالديون وأن النفقات الأساسية لاتكاد تكون , وإن ذلك لمن ضعف إيماننا ويقيننا وفقهنا بأجر الإنفاق في سبيل الله وجهاد المال وبذل لوجه لله تعالى .
والمتأمل في حياة أبي بكر .. رضي الله عنه .. ويجد أنه منذ إسلامه وهو يعود نفسه على إنفاق جميع مالديه وهذه شهادة عروة .. رضي الله عنه .. ينقله لنا هشام بن عروة ليقول : ( أسلم أبو بكر وله أربعون ألفاً فأنفقها في الله واعتق سبعة كلهم يعذب في الله .. وأعتق يلالاً وعامر وبن فهير وزنيرة والنهدية وابنتها وجارية بني مؤمل وأم عبيس ) [ أسد الغابة ( 10 / 161 ) ] .
فسبحان من سخر قلبه وأرضى بالإنفاق نفسه وجعله سجية من سجايا هذا الهمام .. رضي الله عنه .
فمما تقدم من صدق الصدوق وإيمان ونزاهته في المال وحبه للبذل والعطاء يرى الناظر أن أبا بكر .. رضي الله عنه .. كان يتصدق بماله كله خدمة لهذا الدين , وخدمة لرسول الله .. صلى الله عليه وسلم ... بشهادة رسول الله إذ شهد أنه ( لم ينفعه مال ما نفعه مال أبي بكر ) .
فرضي الله عن الصديق إماماً في المنفقين , وألحقنا به في الصالحين الصادقين , ورزقنا قلوباً مؤمنه , وأيد بالأموال منفقة , إنه سميع قريب .


يتبع بإذن الله تعالى

abouhajar
2009-09-02, 23:48
6 - ( انفــاق عـمــر بـن الـخـطـــال رضــي الله عـنــه )
من منا يتصدق بنصف ماله في سبيل الله الـيـــوم ؟
سبحان الله ! لقد بلغ الصحابة ... رضي الله عنهم ... مبلغاً في الإنفاق والتنافس , فهذا عمر يحمل نصف ماله إلى رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. يريد أن يسبق أبا بكر .. رضي الله عنهما .. حرضاً على الأجر والعظيم المثوبة والخير
(( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَاخَاشِعِينَ )) (( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )) .

- ( وقـفــه رضــي الله عـنـــه )
وقد كان من بذله .. رضي الله عنه .. أنه أصاب أرضاً فجعلها وقفاً لوجه الله , فعن نافع عن ابن عمر قا ( أصاب عمر أرضاً بخيبر فأتى رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. فقال إني أصبت أرضاً بخيبر ووالله نا أصبت مالاً قط هو أنفس عندي منه فما تأمرني ؟ .. فقال له : إن شئت تصدق بها وحبست أصلها , .... فجعلها عمر صدقة لا تباع ولا توهب ولا تورث , صدقة للفقراء والمساكين والغزاة سبيل الله عز وجل ... والرقاب وابن السبيل والضعيف لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ويطعم صديقاً غير متمول فيه ) [ الإمام ابن الجوزي (ص185] .

- ( وصـيـــتـــه رضـــي الله عـنــــه )
وجاء عنه .. رضي الله عنه .. ( أنه أوصى بأربعين ألفاً يرونها يومئ ربع ماله وكان يعتق الرقاب ) [ المصدر السابق ] .
وهكذا كان الفاروق يبذل ماله في سبيل الله تعالى , مرة صدقة مطلقة ومرة تحبيساً ووقفاً , فرضي الله عن عمر إماماً في الحقِ والدين وقدوة بعد النبيين وبعد أبي بكر وأحد السابقين المنفقين .

والحديث عن الفاروق يطول وتجف الأقلام وتتعب الكفوف في تسطير مواقفه المشرفه ... وخوفنا من الأطالة ذكرنا القليل وهي قطره في محيط هذا العظيم .. لله دره

يتبع بإذن الله تعالى

abouhajar
2009-09-04, 16:34
7 - ( إنفـاق ذي الـنـوريــن رضي الله عنه )
لقد كان للكرم والإنفاق حدود إلا بذل ذي النورين لا يوجد حدود .. نعم هو أمير المؤمنين ( عثمان بن عفان رضي الله عنه ) فقد تجاوز الوصف والحدود , فقد آتاه الله مالاً وفيراً , فسلطه على هلكته في الحق , وبذل في الجهاد في سبيل الله تعالى ,وإقراء الضيف وإعتاق الرقاب , وقد ضرب .. رضي الله عنه .. مثلاً عظيماً في انفاق وأذكر هنا مواقفه ... رضي الله عنه ... على سبيل المثال لا الحصر :

1 - إنـفــاقــه فـــي الجهـــاد فــي سـبيــل الله تـعـالــى :
لقد عجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... لكرم عثمان رضي الله عنه ... وإنفاقه ماله في سبيل الله تعالى وكان أشد عجباًً ( ساعة العسرة ) فقد روى أبو عطية عن أبي سعيد قوله ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. رافعاً يديه يدعو لعثمان ) [أخرجه ابن عساكر ( 48 - 49) ]
أي حال تبرعه يوم العسرة .
ولم لا ؟؟ وقد جهز جيشاً بأكمله وبمال طائل ففي مسند أبي يعلى من حديث عبدالرحمن بن عوف ( أن عثمان .. رضي الله عنه .. جهزه جيش العسرة بسبع مئة وأقية من ذهب ) [المصد السابق].
وقال الحسن : جهزه عثمان بسبع مئة وخمسين تاقة , وخمسين فرساً , يعني في غزوة تبوك [المصدر السابق].
ولما رأى رسول الله.. صلى الله عليه وسلم .. هذه الخيرات بشر عثمان ببشارة عظمى , وذلك ما رواه عبدالرحمن ابن سرة قال ( جاء عثمان إلى النبي .. صلى الله عليه وسلم .. بألف دينار في ثوبه , حين جهز جيش العسرة , فصبها في حجر النبي .. صلى الله عليه وسلم .. فجعل يقلبها بيده .. ويقول : مطلقاً البشرى لهذا الصحابي الجليل .. ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم ) [رواه أحمد(5/63)والترمذي (3701)].
فلله درك ياعثمان ولله در هذه النفس الذي بين جنبيك يالها من نفس زكية وهنيئا لك هذا الفلاح ـ
( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

2 - انـفـــاق فـــــــي سـقـــــــى الـمــــــــــاء :
كانت لرجل من بيني عفار عين يقال لها رومة , وكان يبيع منها القربة بمُدً , ولما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء , فقال رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. للغفاري : ( تبيعها بعين في الجنة ؟ قــــال : ليس لي يا رسول الله عين غيرها ,لا استطيع ذلك
, فبلغ ذلك عثمان , فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم ثم أتى رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. فقال عثمان : أجعل لي مثل الذي جعلت له عيناً في الجنة إن اشتريتها ؟ قـــــال رسول الله : نـعــم ..... فقال عثمان : قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين ) [أخرجه بن عساكر (68)].
وعن أبي هريرة .. رضي الله عنه .. قال ( أشترى عثمان من رسول الله الجنة مرتين يوم رومة ويوم جيش العسرة ) [أخرجه الحاكم (3/107)وابن عساكر(69)] .
هاهو .. رضي الله عنه .. متصدقاً مبادراً فهنيئاً هذه النفوس المباركة العظيمة الباذلة .
قيا أيها الناس : ماذا بعد هذه البشارات لعثمان ... رضي الله عنه ... وظاهرها أنها ليست خاصة بجهبذ الإنفاق ( عثمان رضي الله عنه ) فقد جعلها رسول الله للغفاري وقبله .
فطوبى لمن سخت نفسه وجادت مرضاة لله تعالى .
( وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
رزقنا الله مرافقتهم في الجنة ... فوالله لن نصل إلى تلك النفوس الطيبة .... لا عجب فأنهم تلاميذ المعلم العظيم ... محمد رسول الله ... صلى الله عليه وسلم .

يتبع بإذن الله تعالى