تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز في ضوابط قاعدة: «الضرورات تبيح المحظورات» الشيخ فركوس حفظه الله


سَـآجدة
2015-02-21, 12:16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين . اما بعد :
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثيرا ما يحتج المنصوحون إذا نُصحوا بقاعدة «الضرورات تبيح المحظورات»
فارتأيت أن انقل لكم للفائدة ضوابط هذه القاعدة من فتاوى الشيخ فركوس حفظه الله حتى لا نخطئ في الفهم الصحيح لديننا وقواعده
ونسأل الله الإخلاص والقبول

على بركة الله




الفتوى رقم: ٦٤٣

الصنف: فتاوى الأصول والقواعد - أصول الفقه
في ضوابط قاعدة: «الضرورات تبيح المحظورات»

السـؤال:

ما هي ضوابطُ الضرورةِ التي تُبيحُ المحظورَ؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فالضرورةُ هي الحالةُ التي تَطْرَأُ على العبد من الخطر والمشقَّة الشديدةِ بحيث يخاف حدوثَ ضَرَرٍ أو أذًى بالنفس أو بعُضْوٍ من أعضائه أو بالعِرْض أو بالعقل أو بالمال، أي: إذا لم تُرَاعَ خِيفَ أن تضيع مصالِحُه الضروريةُ؛ لأنّ الضرورةَ ذاتُ صِلة مباشرةٍ بالضرر الذي الأصل فيه التحريم، فيجوز للمضطرِّ الإقدامُ على الممنوع شرعًا كارتكاب الحرام أو ترك واجب أو تأخيرِه عن وقته دفعًا للضرر عنه في غالب ظنِّه ضِمْنَ قُيُودِ الشرع وضوابطه الآتية البيان، ويسقط عنه الإثمُ في حقّ الله سبحانه دفعًا للحرج عنه، ولكن يبقى تعويض حقّ غيره على ما لحقهم من ضرر قائمًا رفعًا للحرج عنهم.

وقيـودُ الشرع وضوابطُهُ تتمثّل فيما يلي:

أولاً: أن تكون الضرورةُ قائمةً بالفعل لا مُتوهَّمةً ولا مُنتظَرةً ولا مُتوقّعةً؛ لأنّ التوقُّعَ والتوهُّمَ لا يجوز أن تُبنى عليهما أحكامُ التخفيف.

ثـانيًا: أن تكون الضرورةُ مُلْجِئَةً بحيث يُخشى تلفُ نَفْسٍِ أو تضييعُ المصالحِ الضروريةِ وهي حِفظ الضرورياتِ الخمسِ: الدِّين، النفس، المال، العقل، العِرْض.

ثـالثًا: أن لا تكون للمضطرِّ لدفع الضرر عنه وسيلةٌ أخرى من المباحات إلاّ المخالفات الشرعية من الأوامر والنواهي.

رابـعًا: أن يقتصر المضطرُّ فيما يُباح للضرورة على القدر اللازم لدفع الضرر، أي: الحدّ الأدنى فيه، لذلك قُيّدت قاعدة «الضَّرُورَاتُ تُبِيحُ المَحْظُورَاتِ» بقاعدةٍ متفرِّعةٍ: «تُقَدَّرُ الضُّرُورَاتُ بِقَدَرِهَا».

خـامسًا: أن يكون وقتُ الترخيصِ للمضطرِّ مقيَّدًا بزمنِ بقاءِ العُذر، فإذا زال العذرُ زَالَ الترخيصُ والإباحةُ، جريًا على قاعدة: «إِذَا زَالَ الخَطَرُ عَادَ الحَظْرُ» أو قاعدةِ: «إِذَا زَالَ المَانِعُ زَالَ المَمْنُوعُ» أو قاعدةِ: «مَا جَازَ لِعُذْرٍ بَطَلَ بِزَوَالِهِ».

سـادسًا: أن يكون الضررُ في المحظور الذي يَحِلُّ الإقدامُ عليه أنقصَ من ضرر حالة الضرورة، فإن كان الضررُ في حالة الضرورة أنقصَ أو يساويه فلا يُباح له، كالإكراه على القتل أو الزِّنا فلا يباح واحد منهما لِمَا فيه من المفسدة الراجحة إذ ليس نفسُ القاتل وعِرضُه أولى من نفسِ المقتول وعِرضِه.

ومن ذلك لا يجوز نَبْشُ قبرِ الميِّت -الذي لم يُكفَّن- لغَرَض تكفينه؛ لأنّ مفسدةَ هَتْكِ حُرمته أشدُّ من مفسدةِ عدمِ تكفينه، الذي قام القبرُ مقامَه.

سـابعًا: أن لا يكون الاضطرارُ سببًا في إسقاطِ حقوق الآدميّين؛ لأنّ «الضَّرَرَ لاَ يُزَالُ بِمِثْلِهِ»، إذ «الضَّرَرُ يُزَالُ بِلاَ ضَرَرٍ» و«لاَ يَكُونُ الاِضْطِرَارُ مُبْطِلاً لِحَقِّ الغَيْرِ» فما لَحِقَ الغير من أضرارٍ يلزمه تعويضُها عنهم.

ثـامنًا: أن لا يخالفَ المضطرُّ مبادئَ الشريعةِ الإسلاميةِ وقواعدَها العامّةَ من الحِفاظ على أصولِ العقيدة وتحقيق العدل وأداء الأمانات، فكلُّ ما خالف قواعدَ الشرع لا أَثَرَ فيه للضرورة؛ لأنّ المضطرّ يُخالف بعضَ الأحكامِ الشرعيةِ لا قواعدَ الشريعةِ العامّةَ.

وحتى يصحّ الأخذ بقاعدة: «الضَّرُورَاتُ تُبِيحُ المَحْظُورَاتِ» فلا بدّ من مراعاة هذه الشروط والقيود لتخطّي أحكام التحريم والإيجاب بسببها.

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

الجزائر في: ٢٥ من ذي الحجّة ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ١٤ يناير ٢٠٠٧م

عَبِيرُ الإسلام
2015-02-21, 16:01
بارك الله فيك أختي وجزاكِ خيرًا.

نقاء روح
2015-02-21, 16:13
جزاك الله خيرا

سَـآجدة
2015-02-21, 20:28
بارك الله فيك أختي وجزاكِ خيرًا.




جزاك الله خيرا

.وفيكما بارك الله وجزاكما عني خيرا
نسأل الله لنا جميعا الهداية والثبات على نهجه

الاخ ياسين السلفي
2015-02-22, 12:25
بارك الله فيك اختي

سَـآجدة
2015-02-22, 15:20
بارك الله فيك اختي

وفيكم بارك الله

mobilisoud
2015-02-22, 15:55
بارك الله فيك

عبد القادر الطالب
2015-02-22, 16:11
موضوع موفق إن شاء الله

أحسنت أحسن الله إليك

abou wail
2015-02-24, 09:28
أحسن الله إليكم
نقل طيب

سَـآجدة
2015-02-24, 10:38
بارك الله فيك

موضوع موفق إن شاء الله

أحسنت أحسن الله إليك

أحسن الله إليكم
نقل طيب

وفيكم بارك الله
جزاكم عنا خيرا

أم همام 2015
2015-02-25, 08:01
ما شاء الله جزاك الله خير

الاخ ياسين السلفي
2015-03-28, 22:22
جزاك الله خيرا مرة اخرى
ننتظر منك المزيد

الاخ ياسين السلفي
2015-03-28, 22:23
جزاك الله خيرا مرة اخرى
ننتظر منك المزيد وفقك الله اختنا

تاييد
2015-03-30, 13:52
بارك الله فيك ونفع بك

وجزاك عنا خيرا

سَـآجدة
2015-06-30, 15:46
بارك الله فيكم

أم فاطمة السلفية
2015-06-30, 15:58
جزاكم الله خيرا وأحسن اليكم.

الاخ ياسين السلفي
2015-07-19, 04:45
جزاك الله خيرا على النقل والافادة