المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاندلسيون فى الجزائر


allamallamallam
2009-08-29, 03:19
:dj_17::sdf: اماكن تواجد الاندلسيون فى المغرب الاوسط واسماء قبائلهم:sdf:

mbarek968
2010-01-13, 19:48
السلام عليكم لدي معلومات ضئيلة جدا
الأندلسون متواجدون في القليعة وألبليدة وشرشال والعاصمة

الحوتي التلمساني
2010-01-14, 14:35
السلام عليكم
عند سقوط الأندلس هاجر أغلب أهل الأندلس إلى كل المغرب الأدنى و الأوسط و الأقصى أي تونس الجزائر و المغرب و تواجدوا بمعظم المدن الساحلية و الداخلية فهم في وهران تلمسان و العاصمة و بجايةو البليدة و قسنطينة

fatimazahra2011
2010-01-29, 13:28
http://data.cools4u.com/upload/a/15/1163235543.gif

القرياتي
2010-02-19, 17:58
الأندلسيون وآثارهـم
بفحص الجزائر ومتيجة
بقلم الدكتور محمد الأمين بلغيث
رئيس قسم اللغة والحضارة/كلية العلوم الإسلامية
جامعة الجزائر
دراسة مُهداة إلى الأستاذ الدكتور موسى لقبال

مدخل عام:

أعالج في هذه البحث دور الهجرة الأندلسية إلى فحص الجزائر ومتيجة، حيث تبدو نصوص ووثائق استقرار الأندلسيين في سواحل المغرب الأوسط بجناحيه الشرقي وحاضرته بجاية والغربي وحاضرته وهران ووسطه جزائر الثعالبة شحيحة، كما تظهر خطوط المواصلات البرية والبحرية هي التي هيأت مرافئ استقرار الجاليات الأندلسية بالمغرب الأوسط وبهذا الصدد يذكر العلاَّمة ابن خلدون"...وأما أهل الأندلس، فافترقوا في الأقطار، عند تلاشي ملك العرب بها ومن خلفهم من البربر، وتغلبت عليهم أمم النصرانية، فانتشروا في عدوة المغرب وإفريقية، من لدن الدولة اللَّمتونية إلى هذا العهد، وشاركوا أهل العمران بما لديهم من الصنائع، وتعلقوا بأذيال الدولة."(1).وأثرى هؤلاء بلاد المغرب بما يملكون من مناهج تعليمية وقدرة في الزراعة والصناعة، والجهاد البحري.كما ساهموا في تطوير ميناء بجاية وأسطول الدولة الحفصية أيام السلطان أبي العباس أحمد وتطوير فعاليته في مواجهة الأساطيل البحرية بغرب المتوسط، وكان أمير البحر آنذاك محمد بن أبي مهدي، فجعل من مدينة بجاية أكبر قاعدة لانطلاق الغارات على السواحل الأوروبية(2).
_____________________
(1)-ابن خلدون، المقدمة، بيروت، دار الفكر،1422هـ/2002م.ص:401.
(2)- عبد الناصر جبَّار، بنو حفص والقوى الصليبية في غرب البحر المتوسط ص:131.
لقد كان الأندلسيون أركان دولة المستنصر الحفصي منذ منتصف القرن السابع الهجري، يتبوءون معظم المراكز الهامة فيها(3). كان اتجاه الباحثين العرب لفترة طويلة موجهًا بشكل مكثف إلى دراسة تاريخ الأندلسيين خلال قيام دولة الإسلام بالأندلس نتيجة توافرهم على عدد من المصادر الأندلسية المتعاقبة بتلك الفترة في حين اتجه عدد كبير من الباحثين الأوروبيين إلى دراسة تاريخ الموريسكيين بأسبانيا بعد سقوط غرناطة، فدرسوا تاريخهم من خلال وثائق محاكم التفتيش، ومن خلال المصادر المعاصرة واعتبروا موضوع الموريسكيين موضوعًا مسيحيًّا قبل أن يكون موضوعًا إسلاميًّا، وكان نتيجة ذلك أن تنوعت الدراسات الموريسكية(الأوروبية) إلى درجة أصبحنا نجد معها تخصصات جزئية داخل التخصص العام.وفي الجانب المقابل نجد الباحث العربي-في أغلب الحالات- لا تسمو المواضيع التي يتطرق إليها عن الإثارة العاطفية على اعتبار أنها "مأساة" (4)لحقت بالتاريخ العربي الإسلامي دون أبعاد هذه المأساة حضاريًّا وسياسيا، سواء على صعيد المجتمع الأسباني نفسه، أو على صعيد المناطق التي استقر بها الموريسكيون، خاصة _____________________
(3)-ممدوح حسين، الحروب الصليبية في شمال إفريقية وأثرها الحضاري، ص:303.
(4)- وثيقة أندلسية عن سقوط غرناطة مع دراسة تحليلية للمستشرق جيميس.ت.مونرو، ترجمها وعلق عليها الدكتور محمد عبد الله الشرقاوي، القاهرة، دار الهداية،دون تاريخ)، ص: 17.
منطقة المغرب العربي.هذه المداخلة المتواضعة لطرح الإشكالية الخاصة بمناطق استقرار الموريسكيين والصعوبات التي عاشها الأندلسيون في مناطق"الشتات" ولو تجاوزا لأنهم بين أظهر إخوانهم وبدار الإسلام. ثم أشير إلى جهودهم وآثارهم في فحص"جزائر الثعالبة" والمتيجة عامة.
الهجرات الأندلسية إلى الجزائر عامة ومتيجة خاصة
تشير الوثائق القليلة إلى هجرات أندلسية مبكرة قبل سقوط غرناطة عام 1492م، وقبل الطرد النهائي لبقايا المدجنين من كان بحي البيازين وثوار جبال البشارات عام 1610م، وتبدو أول هجرة أندلسية واضحة نحو الجزائر"جزائر الثعالبة" على إثر سقوط سرقسطة البيضاء عام 512هـ/1120-1121م واستقرارهم في أعالي الجزائر وموطن استقرارهم بحي أو حومة الثغريين ولا تزال الهضبة التي استوطنوها تحمل اسمهم إلى اليوم، ويعود لهم الفضل الأكبر في إحياء المنطقة والقضاء على أحراش بوزريعة واستصلاح غابات المنطقة كما سيأتي ذكره لاحقًا. لقد كان خط سير الثغريين من سرقسطة البيضاء أيام حكم أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين(537هـ/1143م)، فقد حملهم الأسطول المرابطي العامل في السواحل والجزر المرابطية من ميناء ألمرية إلى جزائر الثعالبة رأسًا وقد كانت الحاضرة المرابطية الشهيرة بالمغرب الأوسط.
أما الهجرة الأندلسية الثانية في هذه المرحلة المبكرة في منتصف القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي حيث تمت أيام سقوط ألمرية نفسها على يد الصليبيين الفرنسيين من بروفانس وإمارة لانغدوك(Langue d’oc) جنوب ووسط فرنسا، وكانت محطة استقرارهم الأولى بجاية الناصرية ثم تحولوا في ظروف لا نعلم دواعيها إلى فحص الجزائر، وكان استقرارهم ببساتين ثامنتفوست لقرب سهول المنطقة من المرافئ البحرية للجزائر الشرقية(5). وصد الحملات الأسبانية التي تسعى للسيطرة على ضفتي المتوسط في إطار الإمبراطورية الجديدة(6).
_______________
(5)-تقع ثامنتفوست أو روسقونيا القديمة، على بعد 24 كلم شرق جزائر الثعالبة، وتحتل الجزء الشرقي من جوف الجزائر، ويقصد بثامنتفوست الجانب الأيمن، واسمها قديمًا روسقونيا المتكون من كلمة روس البونية الأصل وتعني قمة أو رأس، ومعناها: قمة أو رأس الأدغال:عمرها الرومان، وآثارهم الباقية إلى اليوم، لا تزال شاهدة على تعميرهم لها، وكانوا قد أزالوا الآثار الفينيقية، حيث كانت تمثل مرفأ السفن ومنطقة تخزين السلع الفينيقية، ثم عمرها الأندلسيون وكونوا منها حصنًا وقلعة في عهد الجزائر العثمانية، وكانت من ثامنتفوست تنطلق السفن لحماية الساحل الشرقي، وقاموا بتعمير المنطقة الفلاحية، وهذا بما جلبوه من خبرات في الري، ومد القنوات لسقي البساتين. انظر:تامنتفوسن(روسقونيا القديمة، الجزائر، الوكالة الوطنية للآثار وحماية المعالم والنصب التاريخية، 1998م.ص:3 .
(6)- فرنان برودويل، المتوسط والعالم المتوسطي، تعريب وإنجاز مروان أبي سمرا، بيروت، دار المنتخب، 1993م. ص:47.
الهجرة الأندلسية الثانية:
هجرة أهل بلنسية الشهيرة، هجرة كثيفة نحو تونس الحفصية، وبجاية كما خرجت عائلات كثيرة من تونس واستقرت أولا: بمدينة القل وتادلس "دلس" حاليا ومنها إلى فحص الجزائر متيجة أيام اشتداد الحملات الصليبية الأسبانية على بجاية وبونة والقالة ودلس. هذه الهجرات كانت بطريقة
أو بأخرى تتم نحو جزائر الثعالبة منذ أيام المرابطين والموحدين ثم أسسوا مدينة القليعة فيما بعد.
ومن الأسباب الموضوعية التي أدت إلى استقرار هذه الجاليات الأندلسية من سرقسطة البيضاء وألمرية وبلنسية خاصة إلى رغبة الثعالبة وهم فرع من عرب المعاقيل الذين ملكوا متيجة وضواحي مدينة الجزائر العاصمة والفحص بصورة خاصة لحاجتهم إلى خبرة هؤلاء الأندلسيين الزراعية خاصة والحرفية عامة.
تتميز الهجرات الأندلسية الأولى كما ذهب إلى ذلك جل المؤرخين الجزائريين بأنها هجرات أسر وجيهة وأعلام أندلسية بارزة كان لها الأثر الكبير في جميع الميادين العلمية والاقتصادية وقد استقطبتهم بجاية الناصرية والحفصية بصورة بارزة(7).
____________________
(7)-سيدي موسى محمد الشريف، مدينة بجاية الناصرية،.(دراسة في الحياة الاجتماعية والفكرية)، تقديم الدكتور محمد الأمين بلغيث.الجزائر، دار هومة للنشر والتوزيع.2007م.
واستقرت حوالي ثلاثمائة أسرة أندلسية هاجرت من قشتالة والأندلس ومن أهل الثغور من مملكة بلنسية، واستوطنوا مدينة القل مدينة المهاجرين الأندلسيين كما يقول مارمول كربخال(8).
لذا تطورت هذه المدينة العتيقة التي استوطنها الأندلسيون من شرق الأندلس وحواضره الشهيرة بلنسية ومثاغري جزيرة شقر، والقل بلد غني بالفواكه ومنها أشجار الليمون والبرتقال، كما كسبت المنطقة من خلال خبرة الأندلسيين درجة عالية في تربية دودة القز، لهذا كانت من أطماع بيدرو الثالث الأراغوني، الذي سعى للسيطرة علها ثم الزحف على مدينة قسنطينة في مغامرة غير محمودة بتواطئ مع ابن الوزير الطامح في عرش تونس الحفصية بمساعدة مملكة أراغون الصليبية(9).
_____________________
(8)- مارمول كربخال، إفريقيا، الجزء الثاني، ص:362.
(9)- ناصر الدين سعيدوني، صور من الهجرة الأندلسية إلى الجزائر (المجلة العربية للثقافة)، السنة الرابعة عشرة، العدد السابع والعشرون، عدد خاص بالتاريخ العربي في الأندلس، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1994م. ص:232. أفوقاي(أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي)، ناصر الدين على القوم الكافرين(مختصر رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب)، تحقيق محمد رزوق،الدارالبيضاء، مطبعة النجاح الجديدة،1407هـ/1987م.ص:5.د.ممدوح حسين، الحروب الصليبية في شمال إفريقية وأثرها الحضاري.ص:472.

المرحلة الثالثة للهجرة الأندلسية نحو الجزائر
ارتبطت نهاية الحكم الإسلامي بالأندلس بسقوط آخر معاقل الإسلام المحاصر بأقصى جنوب غرب أوروبا-غرناطة بني الأحمر(897هـ/1492م) وبانتهاج الأسبان سياسة متابعة حركة الاسترداد ببلاد المغرب وتعقب المهاجرين الأندلسيين بها، وذلك للحيلولة دون قيامهم بالجهاد البحري انتقامًا لما تعرضوا له، وقد أسفرت هذه السياسة عن استيلاء الأسبان على العديد من المراكز الساحلية بالسواحل الجزائرية، فقد فرضوا سيطرتهم على المرسى الكبير(1505) ووهران (1509م) ومستغانم (1511) وتلمسان(1512).
تطلبت تصفية الوجود الإسلامي بأسبانيا ذاتها انتهاج سياسة التنصير الإجباري(10) للمسلمين التي أشرفت عليها الكنيسة الكاثوليكية وتبنَّاها الكاردينال خيمينيس (Cinseros Ximénés) ونفذها البغيض الأسباني فنقض فردناند وإيزابيلا العهد الذي أعطي للمسلمين مقابل تسليم غرناطة وحرمت الشعائر الإسلامية وأحرقت الكتب العربية وأغلقت المساجد (905هـ/1499م) واعتبر الدين الإسلامي خطرًا على أسبانيا ومنع وجود المسلمين بها(907هـ/1501م) وهذا ما أدى إلى انتفاضة المسلمين ____________________
(10)- وثيقة أندلسية: عن سقوط غرناطة مع دراسة تحليلية للمستشرق جيميس.ت.مونرو،ص:19. الفيكونت شاتوبريان، الإسلام في الأندلس آخر بني سراج(ملحق أخبار العصر في انقضاء دولة بني نصر آخر بني سراج)، ترجمة الأمير شكيب أرسلان، بيروت، دار مكتبة الحياة، 1985م.ص:129.
وقيامهم بثورة جبال البشارات(976هـ/1568-1570م) وبعد سنتين فشلت الثورة فأرغموا على التهجير إلى السواحل المغربية، وأعقبت هذه الانتكاسة زيادة الضغط على المسلمين، فاتخذت في حقهم إجراءات قمعية رادعة مهدت إلى قرارات الطرد الجماعي التي أصدر قوانينها ومراسيمها فيليب الثالث ما بين 1607-1614م بإيعاز من الكنيسة وتشجيع من الإقطاعيين فخصصت لهم السفن لنقلهم إلى السواحل المغربية، وقد تضمنت الوثائق الأسبانية قوائم السفن التي حملت الأندلسيين المهجرين إلى وهران والمرسى الكبير باعتبارهما مركزين أسبانيين يوجه إليهما المهجرون.فقد تم نقل ما بين شهري أكتوبر ونوفمبر من عام(1016هـ/1609م) 116022 مسلمًا من مناطق شرق الأندلس، وتعرض المهجرون الأندلسيون إلى مأساة ثانية بالجزائر وفاس حيث أغارت عليهم قبائل المنطقة، قال المقري التلمساني:"فخرجت ألوف بفاس وألوف بتلمسان من وهران...فسلط عليهم الأعراب ومن لا يخشى الله تعالى في الطرقات ونهبوا أموالهم وهذا ببلاد تلمسان وفاس ونجا القليل من هذه المعَرَّة"(11). ونتج عن هذا الوضع تجند المرابطين وشيوخ الزوايا بالمغرب الأوسط(الجزائر)لحمايتهم والدعوة إلى الجهاد، وطلب الفقهاء والوجهاء إلحاق البلاد الجزائرية بالدولة العثمانية حاملة راية الإسلام ــــــــــــــ
(11)-المقري التلمساني، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق إحسان عباس، بيروت، دار الثقافة.ناصر الدين سعيدوني، صور من الهجرة الأندلسية إلى الجزائر، ص:213.
(918-924هـ/1512-1518م) وتحولت الجزائر بذلك إلى جبهة متقدمة في صد الدولة العثمانية للنفوذ الأسباني، وارتبط هذا العصر في الجزائر تحول أعداد كثيرة من الأندلسيين من أسبانيا للاستقرار بالمدن والأقاليم الجزائرية الساحلية خاصة، فكانت أهم مراكز الاستقرار بالغرب الجزائري، وهران ونواحيها ومستغانم وآرزيو وجهاتها وتلمسان وقلعة بني راشد ومازونة وندرومة، وبالشرق الجزائري استقرت جاليات أندلسية ببجاية وجيجل والقل وقسنطينة وبونة(عنابة) والقالة، أما الوسط فاختارته بعض الجاليات الثغرية القادمة من وشقة وسرقسطة البيضاء وبطليوس بالغرب(البرتغال).وتجمع الأندلسيون في مدن الجزائر والبليدة والقليعة وشرشال وتادلس ومليانة والمدية ومازونة وفي إقليمي متيجة والساحل القريب منها(12).
لقد تم نقل ما بين 1543-1569م حوالي 7700 أندلسي من أهالي بلنسية وأليكانت وهذا أيام البحارة المشهورين صالح رايس، إيدن رايس، درغوث رايس، حسن فينيزيانو،مراد رايس، كما شارك مئات المتطوعين الإنكشاريين ثوار جبال البشارات وهذا بإنزال بحري على شواطئ نواحي ألمرية ومربلة ما بين سنتي 1568-1569م، وأشار كتاب غزوات عروج ____________________
(12)- ناصر الدين سعيدوني، الجالية الأندلسية بالجزائر، مساهمتها العمرانية ونشاطها الاقتصادي ووضعها الاجتماعي( مجلة أوراق) مدريد، العدد الرابع، المعهد الأسباني العربي للثقافة،1984م.ص ص:111-118.
وخير الدين" أنه قد أنقض ما لا يقل عن سبعين ألف أندلسي وحملهم خير الدين إلى الجزائر، وما يلاحظ أن أغلب هؤلاء المرحلين الأندلسيين يشكلون المرحلة الثانية للهجرة الأندلسية نحو الجزائر، كانوا من الطبقات المتوسطة والفقيرة فجلهم من الفلاحين وأصحاب المهن والصنائع والتجار والقليل منهم كان له حظ في العلم أو نصيب في الثقافة وهذا عكس المرحلة الأولى للهجرة الأندلسية للجزائر التي سبقت الإشارة إليها(13).
_________________
(13)-جاء في كتاب غزوات خير الدين وعروج، فكتب أهل الأندلس كتابًا إلى خير الدين يعلمونه بما وقع من النصارى من هذه المحن ويتضرعون إليه في إنقاذهم بما هم فيه فوصل إليه كتابهم فامتعض من أجلهم ودخلته حمية الإسلام، والغيرة للدين المحمدي، فعند ذلك، حضر ستة وثلاثين جفنًا، فلما رآهم الأندلسيون خرجوا إلى ذلك الجبل المتقدم، فتجرد في طلبهم النصارى فلما وصلوا إلى الجبل ، نزل إليهم أهل الأجفان من المسلمين وأتوهم من ورائهم ووقع بينهم قتال عظيم، قيض الله المسلمين عليهم فأخذ الكفار في الفرار وتبعهم المسلمون في الأثر حتى أبعدوا عن مكانهم، ثم إنهم رجعوا.لما رأى أهل الجبل من الأندلسيين ما منح الله عكر خير الدين من النصر نزلوا إليهم من الجبل وسلموا عليهم واستبشروا بقدومهم... ، فرفعوا نساءهم وأبناءهم وما قدروا عليه من أموالهم وأبناءهم فأتوا بها إلى الأجفان ووسعوها بذلك، وركب فيها عدد كثير منهم ورجعوا إلى الجزائر بعد ما خلفوا ألف مقاتل من العسكر يحرسون جماعة المسلمين الباقية من
الأندلس خوفًا عليهم من غائلة النصارى لعنة الله عليهم، فلما وصلت الأجفان=
أثار الأندلسيين بالجزائر العثمانية
أدَّت الهجرات الأندلسية المتتابعة نحو مدينة الجزائر إلى ارتفاع عدد السكان من 25 ألف(1518م) إلى 70 ألف (1580) ليرتفع إلى ما بين 100 ألف و120 ألف نسمة عام 1634م حسبما يستنتج من المصادر المعاصرة، بحيث أصبح الأندلسيون يشكلون ربع سكان مدينة الجزائر في بداية القرن الحادي عشر الهجري، مستهل القرن السابع عشر الميلادي، فقد فقدر الراهب الأسباني هايدو(Haèdo) عددهم عام 1609م بما لا يقل عن 25000 نسمة وهذا ما اضطر حكام الجزائر إلى تحويل قسم منهم إلى الأرياف المجاورة كما حدث عام 1512م الذي عانى فيه السكان المجاعة ونقص الأقوات فحمل متولي الشرطة بالمدينة مسؤولية ذلك الموريسكيين وأمر بطردهم من المدينة في ظرف ثلاثة أيام، ولم يتردد في قتل الأشخاص العاجزين على مغادرة المدينة في الوقت المحدد(14)،كما انجرَّ عن تكاثر ــــــــــــ
= إلى الجزائر خلفوا ما حملوه من الأندلس... فكان جملة ما حملوه سبعين ألفًا انظر:مجهول، تاريخ خير الدين، مخطوط رقم:5754.نقلا عن د.جمال قنان، نصوص ووثائق في تاريخ الجزائر الحديث(1500-1830م)، الجزائر، منشورات المؤسسة الوطنية للطباعة، 1987م.ص:41.
(14)- ناصر الدين سعيدوني، صور من الهجرة الأندلسية إلى الجزائر،ص:232.محمد رزوق، الأندلسيون وهجرتهم إلى المغرب خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، الدار البيضاء،1989م.ص:132.
الأندلسيين بمدينة الجزائر تخصيص أماكن أخرى لاستقرارهم غير بعيد عن الجزائر، فقد أقامت أسر أندلسية بزعامة سيدي أحمد الكبير في مدينة البليدة(942هـ/1535م) وأنشأت جماعات المدجنين القادمين من قشتالة وثغور بلنسية مدينة القليعة(957هـ/1550م)، وطوروا كما سلف مدينة القل، وساحل الجزائر الشرقي، وجعلوا من مرفأ ثامنتفوست حصنًا وقلعة لحماية الجزائر البيضاء المحروسة، انتقامًا من الأسبان الذين أذاقوهم الأمرين.
لم يمانع حكام الجزائر تشجيع بعض الأندلسيين للعودة إلى وطنهم بهدف الجوسسة أو إثارة إخوانهم المدجنين ضد الحكم الأسباني، وفي هذا الإطار من النشاط السرِّي فسارع موريسكيو بلنسية إلى إخبار إخوانهم بالجزائر بالاستعداد الأسباني للقيام بحملة بحرية ضد الجزائر سنة 1601م فأرسلوا لهذا الغرض زورقًا على جناح السرعة وعندما نجحت مساعيهم وفشل الهجوم الأسباني لم يترددوا حسب الوثائق الأسبانية التي أوردت الخبر من إقامة حفلات بهيجة جماعية تعبيرًا عن تضامنهم مع إخوانهم بالجزائر(15).
أولا: الدعم العسكري:
ساعد الأندلسيون في تدعيم الحكم العثماني بالجزائر،وقدموا يد المساعدة والعون للأخوين عرُّوج وخير الدين بربروسة في صراعهم مع _________________
(15)- ناصر الدين سعيدوني، صور من الهجرة الأندلسية إلى الجزائر، ص:234.أحمد توفيق المدني، حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر وأسبانيا(1492-1792م).الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1977م.
الأسبان حيث كانا الأخوان سببًا بعد الله في خلاص كثير من المسلمين من أيدي الكفرة المتمردين ونقلهم إلى أرض الإسلام.
اتخذ حكام الجزائر منذ عهد خير الدين من الأندلسيين جنودًا لحراسة أبراج مدينة الجزائر وألَّفوا منهم فرقًا عسكرية شاركت في توطيد الحكم العثماني في الأقاليم الداخلية للجزائر، فقد شارك 500 أندلسي من أهالي غرناطة وأراغون وبلنسية في الحملة التي شنها خير الدين للقضاء على حميد العيد حليف الأسبان المستبد بمدينة تنس ونواحيها عام 1517م كما كلفت جماعات الأندلسيين بحراسة مدينة المدية بعد أن تمكن خير الدين من تنحية محمد بن العابد وإلحاقها بالسلطة المركزية بالجزائر، كما قضت فرقة من الرماة(500) على حاكم مليانة المدعو حسن أيام حسن بن خير الدين.
تزايد عدد المدجنين الأندلسيين المدافعين عن الجزائر المحروسة وبلغ شهداؤهم أيام حملة الصليبي شارل كانت حوالي 5000 شهيدًا وبلغ عدد الأندلسيين المجندين 6000 فرد من مجموع 15000 رجل المقدرين للجيش والقوة العسكرية الجزائرية(16).ولا يمكن لعاقل إلا الاعتراف لهؤلاء الأندلسيين بالفضل الكبير في تحديث الجيش الإسلامي بالجزائر في العهد العثماني نظرًا لخبرتهم الطويلة في الجهاد وصد حملات القوات العسكرية الأسبانية التي أضاقتهم الأمرين.
___________
(16)- انظر رسالة فيليب الثاني ملك أسبانيا إلى فورك فو(Fourque Youls) سفير فرنسا بتاريخ 6 جويلية 1566م.ناصر الدين سعيدوني، صور من الهجرة الأندلسية إلى الجزائر،ص:236.
ثانيًّا: النشاط الاقتصادي
اشتغل أندلسيو فحص الجزائر في الأعمال الزراعية والتجارية والحرفية وتفوقوا في ضروب الصناعات التقليدية، وكان أغلبهم بباب الواد وباب عزُّون من صناع أهل الأندلس، وأهم الصناعات التي عرف بها الأندلسيون صناعة النسيج بمختلف أصنافها" أقمشة الكتان والقطن والحرير والمحمل (القطيفة)"،وقد كانت معامل الأقمشة في الربع الأول من القرن السادس عشر تضم ما لا يقل عن 3000 عامل كما لا تقل هذه الصناعة أهمية عن بقية الصناعات والحرف الأخرى التي أتقن صناعتها الأندلسيون وهي التطريز(الشبيكة) والقلانس(الشاشية) وصناعة الحلي وتجهيز السفن وصناعة الأسلحة.
لم يقتصر النشاط الاقتصادي الخاص بالهجرة الأندلسية في متيجة وفحص الجزائر وبقية مدن وحواضر استقرارهم على الجانب الحرفي، فقد نشطوا العمل الزراعي في الساحل الشرقي والغربي لمدينة الجزائر، حيث استصلحوا الأراضي وأخرجوا الماء ونظموا الرعي بفحص باب الوادي بواسطة مياه المعامل وفحوص باب عزون باستغلال مياه الحامة وواد خنيس ووادي الجر فبنوا الأحواض والصهاريج والسواقي والقنوات والحنايا والنوريات(الناعورات) وحفروا آبار الماء، وأنشأوا العيون، وكانت من أهمها عيون الحامة التي بناها أوسطى موسى، أحد الصناع الأندلسيين عـلى عهد قوصة مصطفى حاكم الجزائر(1610-1613م).
على أن أهم آثار الأندلسيين في مدينة الجزائر والبليدة والقليعة والمدية يتمثل في تلك التقنيات الزراعية المتطورة التي أدخلوها إلى هذه المدن من حيث آلات العمل الفلاحي وطرق التشذيب والتلقيح والغراسة واختيار التربة ونوعية المياه(17)، مما أدَّى إلى تحسين أنواع عديدة من الأشجار المثمرة كالعنب، والبرتقال والزيتون والتفاح والجوز واللوز والمشمش ،وإدخال أنواع جديدة من الخضر والفواكه لم يألفها السكان قبلهم مثل:حب الملوك(الكرز) والنارنج والقرنون والكراث والجلبان والملفوف والباذنجان والطماطم والبطاطس والفلفل وأنواع الزهور والقرمز.
شكل الأندلسيون أساس اقتصاد مدينة الجزائر بمثل الأعمال الحرفية والتجارية والزراعية التي جلبوها معهم من موطنهم الأصلي الأندلس بمختلف أقاليمه. وكان الأندلسيون المهجرون نحو الجزائر نواة تطور مدينة البليدة حيث قاموا باستصلاح فحص متيجة وأقاموا البساتين الغناء وأحواض الماء لسقي البساتين والحقول، فعرف سكان المنطقة سعة الرزق ورخاء المعيشة أثناء القرنين السادس عشر والسابع عشر وهذا ما جعل سيور دي لا كروى(Sieur de lacroix) يؤكد على أن 2000 موريسكي هم سببًا في جعل مدينة الجزائر مدينة غنية بمشاغل الحرير والقطيفة وغيرها من
ـــــــ
(17)-لمزيد من الإطلاع على مسائل الماء والتقنيات الفلاحية التي برع فيها الأندلسيون منذ عهد قديم انظر: محمد الأمين بلغيث، الحياة الفكرية بالأندلس في عصر المرابطين، المجلد الثاني،ص:529 وما بعدها.
الصناعات اليدوية المتطورة الدقيقة(18).
التأثير على البنية الاجتماعية لفحص الجزائر ومتيجة
ظل الأندلسيون شريحة اجتماعية متماسكة، يحتكر أفرادها أغلب المناصب الإدارية والوظائف الاجتماعية المهمة التي لم يشغلها الأتراك بمدينة الجزائر، وقد كانت لهذه الجماعة حظوة ومكانة لدى الحكام وتعامل خاص مع التجار الأوروبيين والمتعاملين اليهود الذين قدموا من الأندلس أو المدن الإيطالية وقد اشتهرت من هذه الطبقة الميسورة عدة أسر توارثت الثروة والنفوذ، واشتغل أفرادها بالتجارة والصناعة مثل ابن رامول، وابن هنِّي وابن النيقرو، وبرحال، وبوناتيرو، وبن تشيكو وبن الكبابطي، وبوضربة،
وابن الشاهد، وابن الأمين، وابن عمار، وخوجة، والزهار، والآبلي، وشلاسة، والعنجدون وغيرها(19).
ازدهار الحياة الفكرية والفنية بمدينة الجزائر
ساهم الأندلسيون بقسط وافر في التعليم بالمدارس المشهورة منها مدرسة الأندلس، مدرسة القشاش، كما كان لهم نصيب في فنون الأدب والثقافة لم يصل إلى مستوى أسلافهم من علماء بجاية وتونس وفاس ولكنه _____________________
(18)- سعيدوني، صور من الهجرة الأندلسية إلى الجزائر،ص:237.أحمد توفيق المدني، حرب الثلاثمائة سنة، ص:420.
(19)- سعيدوني، صور من الهجرة الأندلسية إلى الجزائر،ص:236.
مكَّن من المحافظة على التقاليد التربوية والتعليمية الأندلسية كما ضمن استمرار التقاليد العلمية والفقهية والأدبية، فأصبح للفتح بن خاقان ولسان الدين بن الخطيب مثالا يحتذى به في فن الترسيل والنثر الفني، كما تؤكده أعمال ابن عمار وابن حمادوش وابن ميمون،كما تولَّى الأندلسيون الوظائف الشرعية كالقضاء والإمامة والخطابة والنظر في الأحباس والأوقاف واشتهر منهم في مجال القضاء: ابن النيقرو وابن الأمين وابن عمار وابن الكبابطي، أما في ميدان الفن فكان اهتمامهم كبيرًا كادوا ينفردون بتنشيط الحياة الفنية، فقد نقلوا إلى فحص الجزائر ومدنه الشهيرة الموشحات والأزجال الأندلسية المعروفة عندنا(بالمالوف) وأدخلوا آلات موسيقية أندلسية، وحافظوا عليها مثل العود والرباب، والكامنجة، والصنوج، والطبيلة والطارو والدربوكة، وأحيوا المواليد والإخوانيات وقصائد المديح والغزل والتشبيب ووصف الطبيعة والرثاء، وشعر الحرب، ومن أشهر منظمي الموشحات أبو العباس أحمد بن عمار الأندلسي الجزائري متولي إفتاء المالكية سنة 1180هـ/1766م(20) وصاحب الرحلة الشهيرة "نحلة اللبيب في
الرحلة إلى الحبيب"(21) و"لواء النصر".
_____________________
(20)- أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، الجزء الأول، بيروت، دار الغرب الإسلامي،1981م.ص:282.(21)-هذه الأعمال من اهتمامات المؤرخ سعد الله ونشر نصوصها الهامة، كما نشر رسالة الغريب إلى الحبيب تأليف أحمد أبو عصيدة البجائي، بدار الغرب الإسلامي عام 1993م.
ومحمد بن الشاهد الأندلسي الجزائري (ت.1207هـ/1793م).وعمر بن سيدي علي الأندلسي، متولي قضاء الحنفية سنة 1163هـ/1750م، وغيرهم من العلماء(22).
وفي الختام نقول إن الهجرة الأندلسية الأولى قبل سقوط غرناطة والهجرة الثانية بعد ثورة البشارات أعطت للجزائر عامة ومدنها الساحلية والداخلية خاصة بُعْدًا أندلسيا واضحًا، وأصبحت الجزائر وطنهم فدافعوا عنه بالغالي والنفيس طوال صراعها لمدة ثلاثة قرون مع أسبانيا النصرانية الكاثوليكية.
وخير ما نختم به هذه الحوصلة بتلخيص لما جاء في كتاب الدكتور مصطفى أحمد بن حموش حول المدينة والسلة والإسلام، حيث يلتفت إلى إنشاء المدن كإحدى صور تحقيق المصلحة العامة وفق ضوابط الشريعة، فيذكر إنشاء مدينة القليعة، مدينة المهاجرين الأندلسيين، ويفسر اسمها بأنه تصغير كلمة (قلعة)، في دلالة على وظيفتها العسكرية التي أرادها منها مؤسسها الباشا حسن، فقد كانت ركيزة في المنطقة لمواجهة القبائل البربرية بجبال شنوة.
كما يستعرض نظرية في غاية الفطنة والانتباه إلى ما حدث في الضفة الشمالية يوم تهجير الأندلسيين أو القضاء عليهم في المنافي ومحاكم التفتيش فيستخلص بأنه مقابل اختفاء المدن والقرى الأندلسية في أسبانيا ـــــــــــــ
(22)- سعيدوني، صور من الهجرة الأندلسية إلى الجزائر، ص:239.
كانت تنشأ مدن وقرى في الضفة الأخرى من البحر حتى أن أغلب المدن في المغرب يعود الفضل في إنشائها إلى أهل الأندلس، فقد كان سكان المغرب الأصليون آنذاك يفضلون الخيمة والريف على المدينة، ولعب العثمانيون دورًا حاسما في توطين اللاجئين الأندلسيين وإعانتهم على الاندماج في الإقليم الجديد، من منطلق ديني وإعمالا للمصلحة العامة في أعلى مستوياتها وهي حفظ الدين ورعاية الأمة.
يقترب الجزء الثالث -من كتاب الباحث المذكور أعلاه- أكثر من مدينة الجزائر ونموها، ويلاحظ بعض تفاصيل هذه المدينة التي كانت صغيرة إلى حد أن الرحالة لم يذكروها إلا نادرًا، وأصبحت في ما بعد في العهد العثماني إحدى المدن العربية الكبرى، حيث ازداد عدد سكانها وكبرت مساحتها وتحولت إلى نموذج يمكن قراءة السياسة العمرانية العثمانية فيها ولهذا كانت هذه المدينة إحدى المحاور الأساسية في الكتاب بمجمله(23).
يقول المؤلف مصطفى أحمد بن حموش: إن أغلب المشاريع التي اطلع عليها عبر الوثائق كانت عسكرية. ويضيف أنه في بعض الحالات تكون المشاريع أشبه بالإعلان عن مناقصة، ومن أمثلة ذلك "مشروع جلب الماء من عين الحامة حيث طلب علي باشا من أهل الخبرة إجراء دراسات على ________________
(23)- مصطفى أحمد بن حموش، المدينة والسلطة في الإسلام، مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، 1999م.(320صفحة). عرض/ شفيق شقير المصدر الجزيرة نت.
كيفية إيصالها للمدينة".
وأثر على نوعية الطراز المعماري المهاجرون الأندلسيون الذين تدفقوا على شمال أفريقيا بعد النكبة وكذلك الأسرى المسيحيون الذين استخدموا في المشاريع العامة، فضلا عن الطراز المشرقي العثماني الذي فرضه حضورهم في أجهزة السلطة.
وينتهي الباحث إلى خاتمة تؤكد على تكفل السلطة بالمسائل الإستراتيجية الكبرى التي ترتبط بالمدينة ككل، وأن المركزية في الإدارة ساعدت على التنسيق بين مختلف الخدمات، كما أن حضور أهل الخبرة بجانب السلطة كان له أثر في تحديد المشاريع الضرورية لاحتياجات السكان.
واندمج الأندلسيون مع "البلدية" من السكان "الحضر" والكراغلة وطبقة الأتراك، وشكلوا طبقة ميسورة. فتأثرت هذه الطبقة بلباس الأندلسيين ولهجاتهم، كما تأثر "البرانية" من البدو بسلوك هذه الفئة المتحضرة في المعاملة والمظهر الأنيق .لهذا طبع الأندلسيون المدينة بطبائعهم الاجتماعية وأثروا على حرف مدينة الجزائر، كما أشار إلى ذلك أكثر من باحث في هذا العصر الذي كون مجتمعًا متماسكًا لمدة قرون حتى غزاهم الاستعمار، فدمروا العمران الموريسكي، وحطموا المساجد ومعاهد العلم وغيروا الشوارع بدعاوى توسيع المدينة، وهيمنوا على العقار، وأرجعوا سكان المدينة إلى عصر ما قبل تحضر المدينة في القرن السادس عشر والقرون التي جاءت بعده.

مراجع الدراسة
(1)- عبد الرحمن بن خلدون، المقدمة،نسخة محققة، بيروت، دار الفكر، 1422هـ/2002م.
(2)- وثيقة أندلسية عن سقوط غر ناطة مع دراسة تحليلية للمستشرق جيميس.ت.مونرو، ترجمها وعلق عليها الدكتور محمد عبد الله الشرقاوي، القاهرة، دار الهداية،دون تاريخ).
(3)- الفيكونت شاتوبريان، الإسلام في الأندلس آخر بني سراج(ملحق أخبار العصر في انقضاء دولة بني نصر آخر بني سراج) ، ترجمة الأمير شكيب أرسلان، بيروت، دار مكتبة الحياة، 1985م.
(4)- ناصر الدين سعيدوني، صور من الهجرة الأندلسية إلى الجزائر (المجلة العربية للثقافة)، السنة الرابعة عشرة، العدد السابع والعشرون، عدد خاص بالتاريخ العربي في الأندلس، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1994م.
(5)- ناصر الدين سعيدوني، الجالية الأندلسية بالجزائر، مساهمتها العمرانية ونشاطها الاقتصادي ووضعها الاجتماعي(مجلة أوراق) مدريد، العدد الرابع، المعهد الأسباني العربي للثقافة.1984م.
(6)- أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، الجزء الأول، بيروت، دار الغرب الإسلامي،1981م.
(7)- محمد الأمين بلغيث، الحياة الفكرية بالأندلس في عصر المرابطين، المجلد الثاني، أطروحة دكتوراه الدولة مخطوطة، إشراف أ.د.عبد الحميد حاجيات، قسم التاريخ، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الجزائر، 1423-1424هـ/2002-2003م.نوقشت يوم 15 ماي 2003م.
(8)- محمد رزوق، الأندلسيون وهجرتهم إلى المغرب خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، الدار البيضاء،1989م.
(9)- أفوقاي(أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي)، ناصر الدين على القوم الكافرين(مختصر رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب)، تحقيق محمد رزوق، الدارالبيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، 1407هـ/1987م.
(10)- مصطفى أحمد بن حموش، المدينة والسلطة في الإسلام، مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، 1999م.(320صفحة). عرض/ شفيق شقير المصدر الجزيرة نت.
(11)- فرنان برودويل، المتوسط والعالم المتوسطي، تعريب وإنجاز مروان أبي سمرا، بيروت، دار المنتخب، 1993م.

NESSE72
2010-02-19, 20:24
السلام عليكم اخي...........اخي اظن ان الان الاندلسيون متواجدون بكثرة في مازونة و خاصة القصبة

القرياتي
2010-03-07, 15:57
الأندلسيون متواجدون في أغلب المدن الجزائرية وخاصة الساحلية منها، فقد هاجر مئات الآلاف من الأندلسيون إلى الجزائر حتى ضاقت بهم مدنها فاضطروا إلى تأسيس مدن جديدة لهم ومنها مدينتي البليدة والقليعة.
ولقد استقبلت مدينة مازونة الكثير من الأندلسيون باعتبارها العاصمة الأولى لبايليك الغرب في بدايات الحكم العثماني للجزائر وذلك بفضل الجهاد البحري العظيم الذي قام به الإخوة باربروس ودورهم في نجدة اخوانهم الأندلسيين ونقلهم إلى الجزائر.

صُبح الأندلس
2010-03-07, 20:25
الأندلسيون المواركة هم آخر من تبقى بعد طرد المسلمين من الأندلس و قد هاجر أغلبهم إلى شمال إفريقيا و لكنهم عانوا الأمرين من سرقة و اعتداء و ما شابه

القرياتي
2010-03-12, 21:22
تعرض بعض الأندلسيين للإعتداء والسرقة كان استثناءا، والقاعدة تقول أن أغلب الأندلسيين لاقوا ترحابا ومؤازرة من طرف الشعب وحكامه

¨°o.سيدو~علالو.o°¨
2010-03-13, 03:09
http://f1.img.v4.skyrock.net/f15/59lecombatcontinue/pics/photo_55972093_2.gif*لااعرف للأسف* http://f1.img.v4.skyrock.net/f15/59lecombatcontinue/pics/photo_55972093_2.gif
http://f1.img.v4.skyrock.net/f15/59lecombatcontinue/pics/photo_55972093_2.gif*سلام * http://f1.img.v4.skyrock.net/f15/59lecombatcontinue/pics/photo_55972093_2.gif

allamallamallam
2011-01-02, 21:33
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااا

بيتو40
2011-02-01, 19:05
بارك الله فيك على هذا البحث وشكرا.

souf.algerie
2011-02-03, 22:18
السلام عليكم انا من عائلة عزوز قرات في المواقع والمنتديات ان هذه العائلة من الاندلوسيون الفاتحون هل هذا صحيح

Simsala
2011-02-20, 18:40
أجداد عائلتك ممكن يا أخي

Simsala
2011-02-20, 18:46
عفوا يا أصدقاء لكن ما هي مجالات تأثير الأندلوسيين في سكان المدن بالجزائر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟:sdf::sdf::sdf: et merci d'avance!!!!!:o:o

Simsala
2011-02-20, 19:10
أتمنى أن يعجبكم هدا البحث يا إخواني:
تضامن الجزائر مع مسلمي الأندلس أيام المحنة الكبرى 1492-1640 م


تعد الدراسات التاريخية، التي تناولت الهجرة الأندلسية، وعلاقتها بالجزائر قليلة، وربما يعود ذلك إلى تحجيم دور الجزائر في التقليل من هذه الكارثة الإنسانية، التي ارتكبتها الصليبية الإسبانية في حق المسلمين العزل، لا لشيء إلا لأنهم رفضوا التنصير الجماعي لهم

حملت الجزائر على عاتقها، مهمة إنقاذ مسلمي الأندلس، الفارين من محاكم التفتيش التي نصبتها لهم إسبانيا الشيء الذي أجج روح الانتقام الإسباني بصفة خاصة، والأوربي بصفة عامة، على الجزائر التي أقلقت الجميع، لامتلاكها لأسطول بحري قوي، قهرت به أعداء الإسلام، فكانت سيدة الحوض الغربي

للبحر الأبيض المتوسط، وكانت الجزائر تحمي تجارتها وتجارة الدول الإسلامية في عرض البحر المتوسط.
ما هي الأسباب الحقيقية لهجرة مسلمي الأندلس؟ وكيف كان رد فعل البحرية الجزائرية؟ وما مدى استفادة الجزائر من هذه الهجرة؟ وما هي انعكاساتها على مستقبل إسبانيا؟

I – ظروف وعوامل إنقاذ الجزائر للأندلسيين:
تربط الجزائر بالأندلس علاقة قديمة، قدم اعتناقها للإسلام، خاصة منذ دخولها من طرف طارق ابن زياد كما استدعت قرطبة قبيلة زناتة الجزائرية ضد الدولة الفاطمية الشيعية، وازدادت أواصر المحبة والتعاون بين الأندلسيين والجزائر، أيام دخول المرابطين والموحدين أرض الأندلس وضمّها إلى أقطار المغرب العربي.

كما توافد عدد كبير من الأندلسيين على طول السواحل الجزائرية (1200كلم)، بدءا من القرن الثالث الهجــري (1000م)؛ ويعود الفضل إليهم، في ازدهار مدينة المسيلة في أوائل القرن الرابع الهجري (1100م). أما البكري فيقول بأن تاريخ الهجرة إلى الجزائر كـان
بدءا من منتصف القرن الثالث الهجري، وهذا ما ساعد على تجريد عمران كثير من المدن الساحلية للعشائر المحلية القريبة منها كنفرة ومسقن من ازداجة. لكن الدكتور سعيدوني يتكلم هنا على الهجرة الأندلسية بعد سقوط مدينة إشبيلية (722هـ-1371م) الذي يعتبر بداية للهجرة الجماعية. لكن الهجرة بلغت ذروتها، على إثر قرارات الطرد التي أصدرها الملك الإسباني فيلب الثالث سنة 1609م. غير أن عبد الرحمان الجيلالي في كتابه "تاريخ الجزائر" له رأي مخالف للرأيين السابقين، فهو يرى بأن بداية الهجـرة الأندلسية إلى الجزائر، كانت عام (856هـ-1452م) بفعل تزايد نشاط القرصنة وبداية الهجمات الإسبانية.

ويبدو أن أهم هجرة على الإطلاق، هي تلك التي وقعت أثناء وبعد سقوط غرناطة الإسلامية بيد الإسبان سنة: 1492م، وهي آخر مملكة يفقدها المسلمون بهذا البلد. فهذا التاريخ، يمثل فاجعة كبرى، وشؤما وحزنا كبيرين للعالم الإسلامي، بينما هو تاريخ فرحة وانتصار بالنسبة لإسبانيا بصفة خاصة وأوربا بصفة عامة، لأنه يمثل ازدواجية تاريخية ملؤها الفرح بنشوة النصر، بعد طرد المسلمين من الأندلس واكتشاف العالم الجديد بقيادة أمريكو فيسبوشي.
فلم يكن أمام الجزائريين، سوى نصرة إخوانهم المضطهدين الفارين من مجازر الأندلس، خاصة وأن الجزائر كانت أول قاعدة لأعمال الجهاد ضد إسبانيا، وكانت مدينة الجزائر تدعى بلد الجهاد.

أهم الأسباب الرئيسية التي دفعت مسلمي الأندلس إلى أن يهاجروا في اتجاه الجزائر خاصة ودول المغرب العربي الأخرى عامة هي:
تعلم الإسبان من المسلمين بأن سبب قوة المسلمين، يعود أساسا إلى اعتمادهم على الإسلام، ونشره في أنحاء كثيرة من المعمورة، والقائم على الجهاد في سبيل الله، لكن يوم أن ترك المسلمون الجهاد وركنوا إلى الراحة أذّلهم الله وجعلهم شيعا متناحرة.

لهذا كله عرف الإسبان كيف يغيرون مجرى التاريخ لصالحهم، فظهرت وحدة مسيحية صليبية ضد المسلمين وبدأت عمليــة الاسترجـاع أو الاستـرداد RECONQUISTA، وذلك بعد أن وقع الزواج المقدس بين فرديناد ملك أرغونة، بإزبيلا ملكة قشتالة ((وهكذا تكونت سنة 1474 إسبانية المسيحية الموحدة)). في هذا الظرف بالذات، ضعفت شوكة المسلمين في الأندلس، بسبب الصراع على السلطة في عهد بني الأحمر "الحسن الغالب بالله" ونظرا لضعف شخصيته، وكثرة المؤامرات والدسائس داخل قصره من طرف المقربين إليه.
حيث تتحدث المصادر التاريخية عن وجود نزاع بين زوجتيه، عائشة الحرة وثريا الإسبانية، فكانت ولاية العهد "لعبد الله محمد" ابن عائشة العربية، فعملت ثريا الإسبانية على إقصاء عائشة وولدها وزجت بهما في السجن، حتى تخلص ولاية العهد لابنها. فبلغ التنافس حول مسألة ولاية العهد ذروته، وهكذا ظهر ما يسمى في التاريخ الأندلسي بملوك الطوائف بدءا من القرن الخامس للهجرة، الحادي عشر الميلادي، فأخذ الزعماء المسلمون يتطاحنون فيما بينهم فاستعان بعضهم بأعداء الإسلام مقابل جزية يدفعها له كل سنة؛ مثل ما حدث لأبي الحسن عندما آثر أخاه "محمد الزغل" على ولده "أبي عبد الله" بولاية العهد، فخرج هذا عن طاعة أبيه وأعلن الحرب على عمه ابن سعد، مستعينا في ذلك بفرديناد ملك إسبانيا الذي هب لنجدته لحاجة في نفس يعقوب.

فكان أبو عبد الله يعرقل بقواته جيش عمه، إذا حاول الدفاع عن حدود المملكة، ووصلت به الوقاحة والدناءة إلى حد تهيئة هجوم على المملكة، وأخيرا سلّم مفاتيح غرناطة لفرديناد مذؤوما مدحورا، حتى هجاه أحد الشعراء بل قيل أمه عائشة الحرة: بك مثل النساء ملكا مضاعـا لم تحافظ عليه مـثل الرجـال
ومن غرائب التاريخ أنه توجد أصناف كثيرة من الناس، تفني زهرة شبابها في خدمة الآخرين (الأعداء) وأخيرا يرمونهم كما يرمون العظم، بعد أن يأكلوا لحمه اللذيذ. هكذا كانت العاقبة السوداء "لأبي عبد الله" الذي جاء إلى فاس ودفن فيها، لأنها أرض آبائه وأجداده التي احتضنته حتى عند موته.

وهكذا فإن اختلال التوازن بين المسلمين والمسيحيين في الأندلس، هو السبب في سقوط الأندلس، هذه النهاية غير السعيدة جعلت العديد من مسلمي الأندلس يهاجرون هجرة اضطرارية نحو بلاد المغرب العربي حاملين عبقريتهم للعمل في ظل عز الإسلام والمسلمين.
ورغم ذلك لم ينجوا من ملاحقة الصليبية الأوروبية، حيث وقع التعاقد بين الصليبيين على استئصال المملكة الإسلامية بالشمال الإفريقي، بمباركة البابوية في المؤتمر الذي تم عقده في طور ديزلاس "TORDESILLAS" سنة 899هـ-1494م.
وكانت الجزائر تدرك جيدا، طبيعة الصراع الذي كان يدور بين المسلمين من جهة والمسيحيين من جهة ثانية، لذلك حاولت جهد ما تستطيع، تقديم الدعم المادي والمعنوي للمسلمين في الأندلس.

ومن ذلك أنها لم تتأخر في مدّ يد المساعدة إلى السلطان النصري "أبي عبد الله محمد الخامس" ملك غرناطة على عهد السلطان الزياني أبي حمو موسى الثاني سنة 763هـ- 1361م، وتتمثل هذه المساعدة في: ((خمسين ألف قدح من الزرع، وثلاثة آلاف قطعة من الذهب لكراء السفن)).كانت هذه المساعدة في إطار الصراع المرير، الذي أهلك الجميع بين الحفصيين في تونس والزيانيين في الجزائر والمرينيين في المغرب الأقصى.

إن وجود جالية أندلسية، لا بأس بها بأرض الجزائر في عهد الدولة الزيانية ورقيها في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحسن علاقة أبي حمو الزياني مع ملكة غرناطة، ومعرفة مسلمي هذه المنطقة، بما كانت تبذله الإمارة الجزائرية اتجاههم، وجهود الأخوين بربروسة خير الدين وعروج في التعجيل بنقل مضطهدي الأندلس إلى السواحل الجزائرية بحيث ((تمكنا في الفترة الممتدة بين سنتي 1528 و1584م من شنّ ثلاثة وثلاثين غارة بحرية ناجعة على السواحل الإسبانية، أنقذوا خلالها كثيرا
من الأندلسيين)).

كل هذه العوامل مجتمعة شجعت مهاجري الأندلس على التفكير في التوجه إلى الجزائر المجاهدة، وعلينا أن نضع في الحسبان عاملا آخر كان له الأثر الحسن عند مسلمي الأندلس الذين بقوا يتعرضون إلى عملية الإكراه لاعتناق المسيحية، هذا العامل هو ربط خير الدين مصير الجزائر بمصير الدولة العثمانية سنة 1518م.

وهنا تضاعف حقد الغرب بصفة عامة وإسبانيا بصفة خاصة على الجزائر والدولة العثمانية بفتح القسطنطينية سنة 1453م بصفة عامة.
ومعنى ذلك أن الجزائر في نظر إسبانيا تحولت إلى أكبر خطر أصبح يهدد أمن واستقرار إسبانيا على وجه التحديد. لأنها كانت تعي جيدا قوة الجزائر واستخدامها لمهاجري الأندلس في كسر شوكة إسبانيا، خاصة وأنها كانت متخوفة من عودة الهلال مرة أخرى إلى إسبانيا، فيقضي على كل ما خططته للنيل من الإسلام والمسلمين.

ومن بين دوافع الاعتداءات الأوربية عامة والإسبانية خاصة على الجزائر وسائر بلدان المغرب العربي نجملها في خمسة عوامل هي: ظهور الدولة الوطنية الحديثة في أوربا، والحقد الصليبي الديني والسياسي و رغبة الإسبان والبرتغاليين في وضع حد لنشاط مسلمي الأندلس المطرودين، واحتلال مواقع استراتيجية دائمة في هذه البلدان، والرغبة في التمسيح والتنصير ونشر المسيحية. وما دمنا في صدد ذكر عوامل إنقاذ الجزائر لأهل الأندلس، كان لازاما علينا تذكير القارئ بتلك الرسالة التي كتبها أهل الأندلس إلى خير الدين، يطلبون فيها التدخل لإنقاذهم من بطش النصارى.
وعندها أحضر ستة وثلاثين جفن واتجه بهم ناحية الأندلس، فنقل فيهم عدد كبير من الأندلسيين إلى الجزائر، بعدما خلفوا ألف مقاتل من العسكر يحرسون جماعة المسلمون الباقية، فتكررت هذه العملية سبع مرات، نقل فيها سبعين ألف من الأندلسيين إلى الجزائر. ولم يكتفي أهل الأندلس بالاستنجاد بخير الدين بربروس بل طلبوا المساعدة أيضا من –السلطان العثماني "سليمان القانوني" عام (948هـ-1541م). لقد تعرض مسلمو الأندلس إلى الطرد الجماعي، منذ أن سلم الأمير "أبو عبد الله محمد الوحيد" مفاتيح غرناطة إلى فرديناد يوم 2 جانفي 1492، تضمنت هذه الوثيقة 67 شرطا منها:
احترام المسلمين لدينهم وأملاكهم، وحرياتهم، وأمنهم، وسلامتهم، والسماح بالهجرة لمن أراد ذلك إلى جانب بند آخر على جانب كبير من الخطورة، وهو مراقبة المسلمين لمدة 70 يوما حتى لا تأتيهم النجدات.
إلا أن الإسبان نقضوا العهد بعد ذلك، ولم يحترموا هذه المعاهدة، شانهم في ذلك شان فرنسا التي ضربت معاهدة الاستسلام التي أبرمتها مع الداي حسين عرض الحائط والتي تعهدت بما تعهد به الإسبان من قبل.
ولما لم تنجح إسبانيا في تنصير المسلمين عن طريق الوعظ والإرشاد، لجأت إلى إصدار قانون الطامة الكبرى في عام 1499 الذي ينص على تنصير المسلمين صبرا، وتحريم إقامة شعائرهم الدينية، وإغلاق المساجد و إحراق آلاف الكتب وفي 1501 منع على المسلمين حمل السلاح، وأعطيت لهم مهلة ثلاثة أيام فقط لمغادرة إسبانيا، والموت عقوبة للمخالفين، ونصبت محاكم التفتيش.
كما جاء مع قرار النفي بند ينص على إبقاء 6% من المورسكيين للانتفاع بهم في معامل السكر و محصول الأرز وتنظيم الري، وكذلك من الأسرى الأكثر خيرة وولاء للنصرانية.
فأصيب المسلمون بالأندلس بأضرار مادية ومعنوية بليغة، جعلتهم يفضلون الهجرة إلى الجزائر خاصة و المسلمين المغاربة عامة يتقاسمون معهم رغيف الخبز.
وكان على المورسكيين الصمت وأخذ الحذر الشديد من ممارسة شعائرهم الدينية، في السر والكتمان و رغم ذلك فالكثير منهم امتثلوا أمام دواوين التحقيق، لأنهم كثيرا ما تكلموا أو أظهروا تعلقهم بالإسلام.

كانت جماعة من المورسكيين يحصدون الزرع ومعهم نصارى، وأوتي لهم بالحساء، فلم يمسوه لأنه ((مطبوخ بشحم الخنزير)) وعليه اتهموهم وسيقوا إلى دواوين التحقيق.

ومن بين الأسباب الهامة التي جعلت أهالي الأندلس، يختارون الجزائر للاحتماء بها، كون الجزائر كانت أقوى دول المغرب العربي، بل وفي العالم الإسلامي بعد الدولة العثمانية ((لكبر مساحتها وطول سواحلها وغناها الاقتصادي، ووفرة تجارتها ورواجها مع الخارج)).
بالإضافة إلى امتلاك الجزائر للأسطول، وقوة عسكرية بحرية رادعة، وخبرتها في ميدان القتال البحري وامتلاكها لبحارة مهرة أمثال صالح رايس، والعلج علي، والرايس حميدو، واهتمامها الكبير بإعداد نفسها للمواجهة سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
وكان مهاجرو الأندلس، يهاجرون إلى الجزائر، اعتقادا منهم بما أن الجزائر هي الدولة المغربية الأكثر إمكانيات مادية ومعنوية لحمايتهم والدفاع عنهم، بل ويصبحون أحد أهم عناصرها في جيشها البحري لمساعدة إخوانهم الذين بقوا تحت الأسر والاضطهاد أو التفكير في استرداد وطنهم بالأندلس.


-انعكاسات هجرة الأندلسيين على الجزائر
1-الانعكاسات الإيجابية: كانت لهجرة أهالي الأندلس إلى الجزائر، إيجابيات وسلبيات، أفادت وأضرت بالجزائر، لكن فوائدها كانت أكبر، لأن الجالية الأندلسية ساهمت مساهمة فعالة، في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية.

لقد استفاد الجزائريون أيما استفادة من الخبرة العمرانية، التي كانت بحوزة الأندلسيين المقيمين بأرض الجزائر.
ولاحظ الدكتور سعيدوني أن الجزائر لم تشهد نهضة عمرانية، كالتي عرفتها الجزائر بدءا من مطلع القرن الخامس عشر.
فأسس الأندلسيون عدة قلاع، وحصون، ومدن ساحلية أو قريبة من الساحل، مثل القليعة والبليدة وشرشال، أصبح فيها عدد المنازل التي تعود للأندلسيين، تقدر بحوالي أثنى عشر ألفا.

وبالإضافة إلى تواجد الأندلسيين في الجزائر العاصمة، وتنس، ودلس، وجيجل، وعنابة، ومستغانم وتلمسان وازدهرت على عهدهم انتشار العيون، والسواقي، وتنظيم الري، وكانت تدخل ضمن الأعمال الخيرية.

جاءت هذه النهضة العمرانية والبشرية، التي عرفتها الجزائر، واختلط سكانها بسكان الجزائر، كان ذلك نعمة للجزائر ((خاصة وان الجزائر تعرضت إلى انهيار ديومغرافيا وانكماش بشريا، نتج عن اجتياح الأوبئة وتكرر المجاعات واضطراب الأمن، منذ أواخر القرن 14 وأوائل القرن 15م)).
وقد ساعد امتزاج الفن الجزائري، بالفن الأندلسي ((وجود حذاق من الجالية الأندلسية التي استقرت بالجزائر منذ القرن الخامس الهجري، واستمرت عملية الامتزاج نحو ثلاثة قرون... فأصبحت تلمسان ببناياتها وحدائقها أشبه بإشبيلية وغرناطة في روائعها الفنية وطبيعتها الفتانة)).
كما برع سكان الأندلس بالجزائر في النقش على الخشب، عبروا عن عبقريتهم هذه في صنع المنابر، تحمل صورا، وزخارف هندسية رائعة في ((أسلوب مغربي إسباني حمله إلى شمال إفريقيا الفنانون الأندلسيون)).

ولم تقتصر مساهمة مهاجري الأندلس في الميدان العمراني فقط، بل أطالته في جميع الميادين لأنهم كانوا شعبا حيويا ونشيطا ذو حضارة راقية ممزوجة بين حضارة الشرق والغرب، ولأنهم امتزجوا امتزاجا كليا مع الجزائريين وكونوا شعبا واحدا متلاحما، عاد ذلك كله بالخير واليمن على الجميع.
ففي الميدان الحربي مثلا، ساهمت القوة البشرية في تدعيم القوة الدفاعية للجزائر فأقبل العديد منهم للعمل في الأسطول الجزائري، للدفاع على السواحل الجزائرية، وصد الغارات الأوروبية المتكررة.

كما ساهموا في تحرير كثير من المدن الجزائرية، التي أحتلها الإسبان، وقضى عروج على المتعاملين مع العدو الإسباني ومنهم شيخ تنس، بمساعدة مهاجري غرناطة وكان ذلك سنة 1517 م.
وبحكم طول مدة عيش مهاجري الأندلس بإسبانيا، فقد أفادوا الجزائريين، بإعطاء صورة واضحة عنها فتمكن الجزائريون بمساعدة مهاجري الأندلس من معرفة نقاط القوة، ونقاط الضعف لخصمهم الإسباني لذلك حضروا لهم استراتيجية حربية محكمة، تتلاءم وشدة حماس الأندلسيين في الانتقام من سالبي حقوقهم و طردهم من بلادهم المتمثل في العدو الإسباني.

انتفعت الجزائر أيضا بالخدمات الاقتصادية للأندلسيين المهاجرين إليها، ففي الميدان الزراعي مثلا فقد طوروا النمط الفلاحي في الجزائر وذلك بإدخال تقنيات زراعية متطورة، فارتفعت نسبة الأراضي المستصلحة في متيجة، وعنابة، وتلمسان ووهران التي اشتهرت، بإنتاج مختلف أنواع الفواكه، مثل حب الملوك والإجاص، والتفاح والبرتقال، والعنب إلى جانب زراعة الزيتون والخضر والفواكه بمتيجة و زراعة التوت والأرز والقطن في مستغانم ومليانة وعنابة.

وخير منطقة لاقت عناية أكبر في الميدان الزراعي، من طرف مهاجري الأندلس، سهل متيجة وأخص بالذكر فحص مدينة البليدة الذي اقتطعه خير الدين لجماعة من الأندلسيين تحت رعاية الشيخ سيدي أحمد الكبير، الذي استقر بوادي الرمان والذي أصبح يعرف فيما بعد باسم وادي سيدي الكبير، وبذلك غدت البليدة، وأحوازها تتميز ((طيلة العهد العثماني بإنتاجها الوفير وبجناتها الفيحاء، التي كانت ملاذا للجنود الأتراك المتقاعدين)).

لم يكن الأندلسيون الجزائريون فلاحين فقط، بل كانوا أيضا صناعيين مهرة، فقد برعوا في مختلف المهن فكانوا بحق عمال ورشات مختصة في الخياطة (جلود، حرير، أقمشة)، والنجارة والحدادة، فمازالت صناعة القطيفة والشبيكة النسوية شاهدة على براعة المرأة الأندلسية في الجزائر.
كما ازدهرت صناعة الزرابي، على يدهم في نواحي الغرب الجزائري، وخاصة تلمسان، بل يعود إليهم الفضل في تحسين صناعة الأسلحة، وإعداد البارود، وتطوير صناعة السفن، بمنائي الجزائر وشرشال.

كما ساهم الأندلسيون الجزائريون بأموالهم الكثيرة، التي تمكنوا من نقلها معهم إلى الجزائر واستثمروها في الفلاحة والصناعة، وخاصة عملية الجهاد البحري، لإشفاء غليلهم من الإسبان الذين سلطوا عليهم شتى أنواع العذاب والاضطهاد فظهر منهم (الأندلسيين) رياس مرموقين، لهم باع طويل في مداعبة البحر وركوبه، وهم مراد الكبير وأحمد أبو علية.

وهكذا تكون الجزائر، قد استفادت من خدمات وصنائع مهاجري الأندلس، كما استفادوا هم أيضا من الجزائر التي وجدوها مجالا خصبا، وفضاءا سياسيا يتحركون فيه بحرية وأمان وسلام، وملكت هذه الجالية في الجزائر ما لم نستطيع ملكه في إسبانيا ذاتها.
وهكذا فقد موّن وموّل أندلسيو الجزائرالعملياتِ الجهاديةَ، فأصبحت الجزائر تكبر في أعين أعدائها يوما بعد يوم وفي مختلف القطاعات، ولكن في نفس الوقت جلب لها كيد الأعداء وتربصهم لها في كل الأوقات والأحوال.

وإذا عرجنا إلى الميدان الاجتماعي والثقافي، فهو الآخر قد ترك الأندلسيون فيه بصماتهم، فقد أضحى الأهلي الأندلسي رقما هاما وفعالا في المعادلة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ولا يمكن تجاهله أو الاستغناء عن نشاطه الدؤوب.|

فلقد انصهر الشعبان (الجزائري والأندلسي) في بوتقة واحدة، عن طريق الزواج لما يربطهما من وحدة اللغة و وحدة الدين ووحدة الحضارة ووحدة المصير المشترك، فزادت هذه اللحمة من صلابة الدولة الجزائرية الحديثة، والتي ما فرطت في الدفاع عنها بشيء بكل غال ونفيس.

فرغم هذا التجانس العرقي واللغوي والديني والحضاري بين الاثنين، إلا أن الدكتور ناصر سيعدوني استطاع بفكره الثاقب أن يرصد لنا سبعة مميزات كانت تميز الجالية الأندلسية عن غيرها من بقية طوائف المجتمع الجزائري وهي:
حنين الجالية الأندلسية إلى وطنهم الأصلي والعودة إليه، وأكثرهم علما وثقافة عن باقي المجتمع (النخبة) لمستواهم العالي الذي تحصلوا عليه وهم بالأندلس، الأجانب أكثرهم جهادا وحماسا ضد النصارى الإسبانيين لما عانوه منهم، وأصبحوا يشكلون برجوازية وطنية حقيقية في المدن الساحلية، وصبغها بصبغتهم الأندلسية، وتميزهم بذوق رفيع وطريقة حياة لها أصولها في المأكل والملبس والعمران، وتعلمهم المتحضر وأخلاقهم المهذبة، ومنازلهم القرميدية المؤثثة والمجهزة بأحسن أنواع الفراش والزخارف المتفنن فيها وغنى قاموسهم اللغوي، المتميز بلهجتهم العربية المميزة مثل استعمال الألف بدل القاف مثل (أهوة بدل قهوة وأرابة بدل قرابة، وقلب التاء مكان الثاء، مثل تور بدل ثور، وتريا بدل ثريا، إلى جانب أنهم عملوا على شيوع بعض المفردات الإسبانية بين أفراد المجتمع الجزائري، وأهم نقطة إيجابية في هذا الموضوع أنهم شجعوا سكان شرشال وبجاية، وأرزيو ودلس وتنس على استعمال اللغة العربية إلى جانب لهجتهم البربرية، وجود جماعة يهودية متميزة من أصول أندلسية (السفرديم)، خاصة في مركزها الرئيسي في تلمسان، وبداية الدمج الفعلي والجماعي للجالية الأندلسية في المجتمع الجزائري منذ نهاية القرن الثامن عشر الميلادي.

ويضيف الدكتور سعيدوني أربعة عوامل أساسية ساهمت بقوة في عملية ذوبان ودمج الأندلسيين و هي: استمرار خطر التحرشات الإسبانية على السواحل الجزائرية، فدفعهم ذلك إلى النزوح إلى المناطق الداخلية، وعدم تجاوب الحكام الأتراك مع همة ونشاط الأندلسيين، بحيث لم يلقوا الدعم الكافي والتحفيز المطلوب، ونظرة الأتراك لهم بنظرة متساوية مع بقية السكان، تفتح الجزائريين ومد يدهم الممدودة لإخوانهم الأندلسيين، في أن يقاسموهم في أعز ما يملكون، زيادة على سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية و السياسية التي عرفتها الجزائر في العصر المتأخر من عصر الجزائر العثمانية، فقد انتشرت المجاعات والأوبئة و فقدان الأمن.
2-الانعكاسات السلبية: وإذا تتبعنا تبعات الجالية الأندلسية وما مدى انعكاساتها السلبية على الجزائر، نجد تعرض الجزائر إلى حملات استعمارية صليبية من قبل إسبانيا بصفة خاصة ومن طرف أوربا بصفة عامة.

فتعرضت السواحل الجزائرية إلى الاعتداءات الأجنبية المتكررة، فاحتل الإسبان المرسى الكبير في الفترة الممتدة من 1505 م إلى 1792 م، أي اكثر من قرنين ونصف، ووهران سنة 1509 م وبجاية في عام 1510 م وعنابة 1510.

واحتلوا حصن البينيون سنة 1510 بقيادة دي ناقارو، واحتل الجنوبين جيجل سنة 1514، واحتل الإسبان هنين سنة 1531، وفي 1529 حرر خير الدين برج الفنار بميناء الجزائر العاصمة وفي أعـوام 1516 و1519 و1531 و1541 حاول شرلكان الإسباني أن يحتل مدينتي الجزائر وشرشال إلا أن محاولاته باءت بالفشل لصمود الجزائريين بقيادة خير الدين.

وتكررت الحملات الإسبانية على الجزائر، وهذه المرة ضد مدينة الجزائر عام 1567 بقيادة خوان قاسكون وأهمها الحملة الضخمة ضد الجزائر العاصمة سنة 1601 التي اشتركت فيها قوات ((البابا، وجنوة و نابل، والطوسكان، وصقلية وسردينيا، وبارما، ومودينا، ولابروطان، وجزر البليار وقادها جان أندري دوريا حفيد الأميرال الإيطالي أندري دوريا)).

إلى جانب حملات الهولنديين ضد مدينة الجـزائر في ســـنـوات 1620 و1623 و1624 و1662، وحملات الإنجليز ضد مدينة الجزائر في سنوات 1620 و1655 و1672، وحملة فرسان مالطة عام 1647 وحملات فرنسا على الجزائر في أعـوام 1663 و1664 و1665 و1682 و1683 و1688.
وحملة الدانماركيين ضد الجزائر عام 1770 وحملة اللورد ايكسموث الإنجليزي ضد مدينة الجزائر سنة 1816 وحملة الأميرال هاري نيال الإنجليزي سنة 1824 وحملة الفرنسي Collet على مدينة الجزائر عام 1827.

ما يلاحظ على هذه الحملات أنها كانت مكثفة ومركزة على وجه الخصوص على محاولة إسقاط العاصمة الجزائر، مركز ثقل الدولة الجزائرية الحديثة على عهد العثمانيين.

كما شاركت فيها قوى أوربية استعمارية صليبية متعددة الجنسيات، عملت بثقلها السياسي والعسكري للنيل من سيادة الجزائر، التي أرغمت هذه الدول على دفع إتاوات سنوية منتظمة إلى خزينة الدولة الجزائرية.

وإذا قمنا بترتيب الدول من حيث عدد حملاتها على الجزائر نجد إسبانيا في المرتبة الأولى ثم تليها فرنسا ثم انجلترا، ومن هنا يتعين علينا تحديد الأعداء الكبار للجزائر والذين كانوا ينسقون فيما بينهم لجمع أوربا قاطبة ضد الجزائر، بحجة أنها تمارس ضدهم القرصنة والرق، والحقيقة أنها كانت تهدف إلى كسر شوكة الجزائر التي أصبحت تقلق أوربا، بعدما أصبحت قلعة جهاد في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، والتي فتحت ذراعيها للمسلمين الفارين من إسبانيا.

وإذا استنطقنا مجموع الحملات الصليبية على الجزائر، نجد أنها كانت متتالية سنة بعد أخرى أو متقاربة جدا لا يفصل بين حملة وحملة أخرى إلا بضع سنوات، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على الإصرار والتصميم الإستراتيجي، على محاولة القضاء على الدولة الجزائرية الفتية، ومحوها نهائيا من الخريطة الجيوسياسية للعالم.

وفي نفس السياق فقد تعرضت الجزائر في نفس السنة، إلى أكثر من حملة، وأقصد بذلك أنها هوجهت من طرف أكثر من دولة واحدة في السنة الواحدة، وهذا يدل على التضامن الأوربي وتحالفهم لأجل تحطيم الجزائر، فمثلا سنة 1620 والتي شاركت فيها كل من هولندا وانجلترا.
وأحيانا تفشل حملة دولة أوربية، فتليها حملة دولة أوربية أخرى مباشرة، حتى يرهقون بها قوة الجزائر ليسهل عليهم احتلالها، إلا أن ذلك ما كان ليكون، لأن الجزائريون كانوا على علم بذلك.

ولذلك أفشلوا هذه الحملات الواحدة تلو الأخرى، وإن كانت مع طول الزمن قد أتعبت الجزائريين وأرهقت طاقتهم وبددتها، ونالوا من قوة الجزائر في معركة نافارين سنة 1827، حيث وجهوا ضربة قاضية لحارس الجزائر والأمة الإسلامية في البحر المتوسط جمعاء أي (الأسطول الجزائري).

لقد دفعت الجزائر ضريبة الدم، طيلة ثلاثة قرون وربع قرن كاملة، من مواجهات عسكرية، وحصارات اقتصادية، كان ذلك كله لأنها وقفت موقفا تاريخيا شجاعا عندما تضامنت مع إخوانها المطرودين من الأندلس وكذلك من جراء كونها أصبحت قاعدة خلفية متقدمة للدولة العثمانية، التي أصبحت تهدد الوجود الأوربي لذلك قاوموها واستدرجوها إلى حيث استطاعوا إخراجها من جنوب شرق أوربا إلا في اسطنبول وضواحيها
وتعرضت الجزائر أيضا إلى تسرب عدد كبير من اليهود القادمين إليها، من الأندلس والذين احتكروا التجارة وكونوا طبقة اجتماعية وبرجوازية متميزة وفي غياب الوثائق لا نجزم أنهم كانوا أحد أطراف الصراع مع الحكومة الجزائرية.

إلى جانب استئثار العنصر الأندلسي واليهودي في أهم المجالات الحيوية بحكم الامتيازات التي تحصلوا عليها على حساب العنصر التركي، الذي ركز على الجانب العسكري، والعنصر الجزائري المهمش لاستلابه من حقوقه الأساسية لخوف الأتراك منه، لذلك قربوا إليهم اليهود والأندلسيين وعزلوا الجزائري، إلا فيما يهمهم من قريب ويخدم مصالحهم.

ونقدر ما ساهمت به الجالية الأندلسية في ترقية وازدهار المدن الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط إلا أن المدن الداخلية البعيدة عن الساحل سادها التخلف والفقر والجهل، لأنها كانت بعيدة عن الاحتكاك الحضاري، ولأنه عنصر الحياة، لعيش الأمم، واستمرارية مسيرتها.
مما أدى إلى التفاوت الاجتماعي والحضاري، بين سكان الساحل، وسكان الداخل. بل ذهبت بعض الأطراف إلى حد اعتبار أن المدن الجزائرية الساحلية لم تستفد استفادة حقيقية من التطورات السريعة التي كانت تعيشها أوربا في عصر النهضة الذي توج بظهور الثورة الصناعية.
وعليه فإن التطور النسبي للمدن الساحلية الجزائرية، لم يكن سوى قوة ظاهرية وتقدم مصطنع، باعتبار أن الجزائر اكتفت بالعيش من البحر وأهملت العمق الطبيعي والامتداد الجغرافي للجزائر بكل أبعادها.

III- صدى طرد الأندلسيين وانعكساته على إسبانيا
1- الصدى الإيجابي: كانت عملية طرد المسلمين، ذات أبعاد إيجابية، وأخرى سلبية على إسبانيا، فمن جملة إيجابياتها، أنها حققت نصرين عظيمين، الانتصار على المسلمين، وافتكاك آخر مملكة منهم (غرناطة)، واكتشاف أمريكا سنة 1492، ووحدت السلطة وإعطائها للملك والقضاء على النظام الإقطاعي، والنبلاء الذين تخلصوا منهم بإرسالهم إلى الحروب.
كما استفادت إسبانيا من التركات والمخلفات التي خلفها المسلمون وراءهم عندما اجبروا على الرحيل من الأندلس فاستولت الحكومة الإسبانية على أموالهم وعقاراتهم وفنونهم وكتبهم.

لكن بعض المؤرخين الإسبانيين، يقولون بأن طرد المسلمين لم يؤد بالبلاد إلى الهاوية، وإنما هو كأي كارثة ستزول آثارها مع الزمن.
وإن أكبر استفادة حققها الإسبان في هذا الشأن، هو تحقيق شرط إزبيلا في طرد المسلمين من الأندلس وملاحقتهم حيثما هاجروا.
وأصبحت الأماكن الأثرية التي تعبر عن العبقرية الإسلامية في الإبداع الفني، مرتعا هاما للسواح الأجانب إلى إسبانيا وبالتالي حصولها على عملة صعبة كثيرة.
وإن كان الإسبانيون عملوا على إزالة العديد من الزخارف الموجودة في الآثار الإسلامية، بهدف تشويه سمعة المسلمين وحضاراتهم.
ومما لا شك فيه أن الإسبانيين قد استفادوا كثيرا من علوم وفنون المسلمين وطوروها، فكانت سببا في تقدمها وازدهارها.

2- الصدى السلبي: يرى كثير من النقاد، والمحللين السياسيين، في العصر الحديث أن إبادة المورسكيين كانت ضربة شديدة الوقع على إسبانيا.
لقد ظهر ضعفها أيام بعد النفي الجماعي للمسلمين، ففضلت كثير من العناصر النشيطة مغادرتها البلاد تاركة وراءها خرابا حقيقيا وإن أنكرته بعض الدراسات الإسبانية.

وإذا علمنا أن مدة الهجرة والتهجير قد استمرت زهاء قرنين من الزمن، أمكننا تصور حجم الكارثة على إسبانيا.
فقل إنتاجها الزراعي وكسدت تجارتها، وركدت صناعاتها إلى جانب تناقص سكانها.
وهكذا تكون إسبانيا قد فقدت روجها وقوتها العلمية والمدنية بتحطيم دولة الإسلام، وإبعاد المسلمين عنها
إن المجازر التي ارتكبتها إسبانيا في حق المسلمين، تعد وصمة عار في جبين الطبقة الإسبانية المثقفة، لأن الجهل عم حكامها وذلك بتسلط الرهبان المسيحيين على أغلب دواليب الحكم بها.

ومما يدل على قوة التأثير الإسلامي في الأندلس، فإن الأستاذ "لوسيار" يعطي لنا صورة مصغرة، عما كانت عليه إسبانيا قبل طرد المسلمين، فيقول: ((إذا كنا لا نستطيع تصديق المؤلفين العرب، الذين يقولون، انه كانت توجد على ضفتي الوادي الكبير، أربعة عشر ألف قرية، والأمر المحقق هو أن هذه الناحية، كانت على ازدهار عظيم)).

كيف لا تكون الكارثة على إسبانيا، إذا علمنا عن طريق المؤرخ الإسباني "نافاريتي"، على لسان عبد الرحمان الجيلالي، بأن هذا المؤرخ الإسباني أورد رقما يقدر بخمسة ملايين مطرود، منهم مليونان من اليهود بحيث كان مجموع سكان إسبانيا آنذاك لا يتجاوز الثمانية ملايين نسمة.
ولم تكتف إسبانيا، بما قامت به من طرد تعسفي اتجاه المسلمين، فراحت تلاحقهم للقضاء عليهم، وهكذا تكون إسبانيا قد حرمت نفسها من أحسن العاملين فيها وفقدت تجارتها، وخاصة عندما لجأت إلى نقل 28 ألف مطرود سنة 1609 إلى مدينة وهران التي كانت تحت سيطرتها آنذاك.
وأخيرا يمكن القول إن حضارة المسلمين بالأندلس التي دامت قرابة ثمانية قرون، حاولت يد الإثم والعدوان أن تنتقم من هذا الموروث الحضاري الإسلامي، إلا أنه ما زال يتحدى عوادي الزمن وأيادي الإجرام.

( وشكرا)
:D:D:D:D

allamallamallam
2011-03-05, 01:58
شكراااااا............

joe2rue
2011-04-03, 01:54
شكرا على المعلومات ...و الموضوع المهم

allamallamallam
2011-04-14, 13:10
.................................................. .................................................. ...........................

allamallamallam
2011-06-16, 16:43
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

نايل 17
2011-06-16, 22:27
أتمنى أن يعجبكم هدا البحث يا إخواني:
تضامن الجزائر مع مسلمي الأندلس أيام المحنة الكبرى 1492-1640 م


تعد الدراسات التاريخية، التي تناولت الهجرة الأندلسية، وعلاقتها بالجزائر قليلة، وربما يعود ذلك إلى تحجيم دور الجزائر في التقليل من هذه الكارثة الإنسانية، التي ارتكبتها الصليبية الإسبانية في حق المسلمين العزل، لا لشيء إلا لأنهم رفضوا التنصير الجماعي لهم

حملت الجزائر على عاتقها، مهمة إنقاذ مسلمي الأندلس، الفارين من محاكم التفتيش التي نصبتها لهم إسبانيا الشيء الذي أجج روح الانتقام الإسباني بصفة خاصة، والأوربي بصفة عامة، على الجزائر التي أقلقت الجميع، لامتلاكها لأسطول بحري قوي، قهرت به أعداء الإسلام، فكانت سيدة الحوض الغربي

للبحر الأبيض المتوسط، وكانت الجزائر تحمي تجارتها وتجارة الدول الإسلامية في عرض البحر المتوسط.
ما هي الأسباب الحقيقية لهجرة مسلمي الأندلس؟ وكيف كان رد فعل البحرية الجزائرية؟ وما مدى استفادة الجزائر من هذه الهجرة؟ وما هي انعكاساتها على مستقبل إسبانيا؟

i – ظروف وعوامل إنقاذ الجزائر للأندلسيين:
تربط الجزائر بالأندلس علاقة قديمة، قدم اعتناقها للإسلام، خاصة منذ دخولها من طرف طارق ابن زياد كما استدعت قرطبة قبيلة زناتة الجزائرية ضد الدولة الفاطمية الشيعية، وازدادت أواصر المحبة والتعاون بين الأندلسيين والجزائر، أيام دخول المرابطين والموحدين أرض الأندلس وضمّها إلى أقطار المغرب العربي.

كما توافد عدد كبير من الأندلسيين على طول السواحل الجزائرية (1200كلم)، بدءا من القرن الثالث الهجــري (1000م)؛ ويعود الفضل إليهم، في ازدهار مدينة المسيلة في أوائل القرن الرابع الهجري (1100م). أما البكري فيقول بأن تاريخ الهجرة إلى الجزائر كـان
بدءا من منتصف القرن الثالث الهجري، وهذا ما ساعد على تجريد عمران كثير من المدن الساحلية للعشائر المحلية القريبة منها كنفرة ومسقن من ازداجة. لكن الدكتور سعيدوني يتكلم هنا على الهجرة الأندلسية بعد سقوط مدينة إشبيلية (722هـ-1371م) الذي يعتبر بداية للهجرة الجماعية. لكن الهجرة بلغت ذروتها، على إثر قرارات الطرد التي أصدرها الملك الإسباني فيلب الثالث سنة 1609م. غير أن عبد الرحمان الجيلالي في كتابه "تاريخ الجزائر" له رأي مخالف للرأيين السابقين، فهو يرى بأن بداية الهجـرة الأندلسية إلى الجزائر، كانت عام (856هـ-1452م) بفعل تزايد نشاط القرصنة وبداية الهجمات الإسبانية.

ويبدو أن أهم هجرة على الإطلاق، هي تلك التي وقعت أثناء وبعد سقوط غرناطة الإسلامية بيد الإسبان سنة: 1492م، وهي آخر مملكة يفقدها المسلمون بهذا البلد. فهذا التاريخ، يمثل فاجعة كبرى، وشؤما وحزنا كبيرين للعالم الإسلامي، بينما هو تاريخ فرحة وانتصار بالنسبة لإسبانيا بصفة خاصة وأوربا بصفة عامة، لأنه يمثل ازدواجية تاريخية ملؤها الفرح بنشوة النصر، بعد طرد المسلمين من الأندلس واكتشاف العالم الجديد بقيادة أمريكو فيسبوشي.
فلم يكن أمام الجزائريين، سوى نصرة إخوانهم المضطهدين الفارين من مجازر الأندلس، خاصة وأن الجزائر كانت أول قاعدة لأعمال الجهاد ضد إسبانيا، وكانت مدينة الجزائر تدعى بلد الجهاد.

أهم الأسباب الرئيسية التي دفعت مسلمي الأندلس إلى أن يهاجروا في اتجاه الجزائر خاصة ودول المغرب العربي الأخرى عامة هي:
تعلم الإسبان من المسلمين بأن سبب قوة المسلمين، يعود أساسا إلى اعتمادهم على الإسلام، ونشره في أنحاء كثيرة من المعمورة، والقائم على الجهاد في سبيل الله، لكن يوم أن ترك المسلمون الجهاد وركنوا إلى الراحة أذّلهم الله وجعلهم شيعا متناحرة.

لهذا كله عرف الإسبان كيف يغيرون مجرى التاريخ لصالحهم، فظهرت وحدة مسيحية صليبية ضد المسلمين وبدأت عمليــة الاسترجـاع أو الاستـرداد reconquista، وذلك بعد أن وقع الزواج المقدس بين فرديناد ملك أرغونة، بإزبيلا ملكة قشتالة ((وهكذا تكونت سنة 1474 إسبانية المسيحية الموحدة)). في هذا الظرف بالذات، ضعفت شوكة المسلمين في الأندلس، بسبب الصراع على السلطة في عهد بني الأحمر "الحسن الغالب بالله" ونظرا لضعف شخصيته، وكثرة المؤامرات والدسائس داخل قصره من طرف المقربين إليه.
حيث تتحدث المصادر التاريخية عن وجود نزاع بين زوجتيه، عائشة الحرة وثريا الإسبانية، فكانت ولاية العهد "لعبد الله محمد" ابن عائشة العربية، فعملت ثريا الإسبانية على إقصاء عائشة وولدها وزجت بهما في السجن، حتى تخلص ولاية العهد لابنها. فبلغ التنافس حول مسألة ولاية العهد ذروته، وهكذا ظهر ما يسمى في التاريخ الأندلسي بملوك الطوائف بدءا من القرن الخامس للهجرة، الحادي عشر الميلادي، فأخذ الزعماء المسلمون يتطاحنون فيما بينهم فاستعان بعضهم بأعداء الإسلام مقابل جزية يدفعها له كل سنة؛ مثل ما حدث لأبي الحسن عندما آثر أخاه "محمد الزغل" على ولده "أبي عبد الله" بولاية العهد، فخرج هذا عن طاعة أبيه وأعلن الحرب على عمه ابن سعد، مستعينا في ذلك بفرديناد ملك إسبانيا الذي هب لنجدته لحاجة في نفس يعقوب.

فكان أبو عبد الله يعرقل بقواته جيش عمه، إذا حاول الدفاع عن حدود المملكة، ووصلت به الوقاحة والدناءة إلى حد تهيئة هجوم على المملكة، وأخيرا سلّم مفاتيح غرناطة لفرديناد مذؤوما مدحورا، حتى هجاه أحد الشعراء بل قيل أمه عائشة الحرة: بك مثل النساء ملكا مضاعـا لم تحافظ عليه مـثل الرجـال
ومن غرائب التاريخ أنه توجد أصناف كثيرة من الناس، تفني زهرة شبابها في خدمة الآخرين (الأعداء) وأخيرا يرمونهم كما يرمون العظم، بعد أن يأكلوا لحمه اللذيذ. هكذا كانت العاقبة السوداء "لأبي عبد الله" الذي جاء إلى فاس ودفن فيها، لأنها أرض آبائه وأجداده التي احتضنته حتى عند موته.

وهكذا فإن اختلال التوازن بين المسلمين والمسيحيين في الأندلس، هو السبب في سقوط الأندلس، هذه النهاية غير السعيدة جعلت العديد من مسلمي الأندلس يهاجرون هجرة اضطرارية نحو بلاد المغرب العربي حاملين عبقريتهم للعمل في ظل عز الإسلام والمسلمين.
ورغم ذلك لم ينجوا من ملاحقة الصليبية الأوروبية، حيث وقع التعاقد بين الصليبيين على استئصال المملكة الإسلامية بالشمال الإفريقي، بمباركة البابوية في المؤتمر الذي تم عقده في طور ديزلاس "tordesillas" سنة 899هـ-1494م.
وكانت الجزائر تدرك جيدا، طبيعة الصراع الذي كان يدور بين المسلمين من جهة والمسيحيين من جهة ثانية، لذلك حاولت جهد ما تستطيع، تقديم الدعم المادي والمعنوي للمسلمين في الأندلس.

ومن ذلك أنها لم تتأخر في مدّ يد المساعدة إلى السلطان النصري "أبي عبد الله محمد الخامس" ملك غرناطة على عهد السلطان الزياني أبي حمو موسى الثاني سنة 763هـ- 1361م، وتتمثل هذه المساعدة في: ((خمسين ألف قدح من الزرع، وثلاثة آلاف قطعة من الذهب لكراء السفن)).كانت هذه المساعدة في إطار الصراع المرير، الذي أهلك الجميع بين الحفصيين في تونس والزيانيين في الجزائر والمرينيين في المغرب الأقصى.

إن وجود جالية أندلسية، لا بأس بها بأرض الجزائر في عهد الدولة الزيانية ورقيها في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحسن علاقة أبي حمو الزياني مع ملكة غرناطة، ومعرفة مسلمي هذه المنطقة، بما كانت تبذله الإمارة الجزائرية اتجاههم، وجهود الأخوين بربروسة خير الدين وعروج في التعجيل بنقل مضطهدي الأندلس إلى السواحل الجزائرية بحيث ((تمكنا في الفترة الممتدة بين سنتي 1528 و1584م من شنّ ثلاثة وثلاثين غارة بحرية ناجعة على السواحل الإسبانية، أنقذوا خلالها كثيرا
من الأندلسيين)).

كل هذه العوامل مجتمعة شجعت مهاجري الأندلس على التفكير في التوجه إلى الجزائر المجاهدة، وعلينا أن نضع في الحسبان عاملا آخر كان له الأثر الحسن عند مسلمي الأندلس الذين بقوا يتعرضون إلى عملية الإكراه لاعتناق المسيحية، هذا العامل هو ربط خير الدين مصير الجزائر بمصير الدولة العثمانية سنة 1518م.

وهنا تضاعف حقد الغرب بصفة عامة وإسبانيا بصفة خاصة على الجزائر والدولة العثمانية بفتح القسطنطينية سنة 1453م بصفة عامة.
ومعنى ذلك أن الجزائر في نظر إسبانيا تحولت إلى أكبر خطر أصبح يهدد أمن واستقرار إسبانيا على وجه التحديد. لأنها كانت تعي جيدا قوة الجزائر واستخدامها لمهاجري الأندلس في كسر شوكة إسبانيا، خاصة وأنها كانت متخوفة من عودة الهلال مرة أخرى إلى إسبانيا، فيقضي على كل ما خططته للنيل من الإسلام والمسلمين.

ومن بين دوافع الاعتداءات الأوربية عامة والإسبانية خاصة على الجزائر وسائر بلدان المغرب العربي نجملها في خمسة عوامل هي: ظهور الدولة الوطنية الحديثة في أوربا، والحقد الصليبي الديني والسياسي و رغبة الإسبان والبرتغاليين في وضع حد لنشاط مسلمي الأندلس المطرودين، واحتلال مواقع استراتيجية دائمة في هذه البلدان، والرغبة في التمسيح والتنصير ونشر المسيحية. وما دمنا في صدد ذكر عوامل إنقاذ الجزائر لأهل الأندلس، كان لازاما علينا تذكير القارئ بتلك الرسالة التي كتبها أهل الأندلس إلى خير الدين، يطلبون فيها التدخل لإنقاذهم من بطش النصارى.
وعندها أحضر ستة وثلاثين جفن واتجه بهم ناحية الأندلس، فنقل فيهم عدد كبير من الأندلسيين إلى الجزائر، بعدما خلفوا ألف مقاتل من العسكر يحرسون جماعة المسلمون الباقية، فتكررت هذه العملية سبع مرات، نقل فيها سبعين ألف من الأندلسيين إلى الجزائر. ولم يكتفي أهل الأندلس بالاستنجاد بخير الدين بربروس بل طلبوا المساعدة أيضا من –السلطان العثماني "سليمان القانوني" عام (948هـ-1541م). لقد تعرض مسلمو الأندلس إلى الطرد الجماعي، منذ أن سلم الأمير "أبو عبد الله محمد الوحيد" مفاتيح غرناطة إلى فرديناد يوم 2 جانفي 1492، تضمنت هذه الوثيقة 67 شرطا منها:
احترام المسلمين لدينهم وأملاكهم، وحرياتهم، وأمنهم، وسلامتهم، والسماح بالهجرة لمن أراد ذلك إلى جانب بند آخر على جانب كبير من الخطورة، وهو مراقبة المسلمين لمدة 70 يوما حتى لا تأتيهم النجدات.
إلا أن الإسبان نقضوا العهد بعد ذلك، ولم يحترموا هذه المعاهدة، شانهم في ذلك شان فرنسا التي ضربت معاهدة الاستسلام التي أبرمتها مع الداي حسين عرض الحائط والتي تعهدت بما تعهد به الإسبان من قبل.
ولما لم تنجح إسبانيا في تنصير المسلمين عن طريق الوعظ والإرشاد، لجأت إلى إصدار قانون الطامة الكبرى في عام 1499 الذي ينص على تنصير المسلمين صبرا، وتحريم إقامة شعائرهم الدينية، وإغلاق المساجد و إحراق آلاف الكتب وفي 1501 منع على المسلمين حمل السلاح، وأعطيت لهم مهلة ثلاثة أيام فقط لمغادرة إسبانيا، والموت عقوبة للمخالفين، ونصبت محاكم التفتيش.
كما جاء مع قرار النفي بند ينص على إبقاء 6% من المورسكيين للانتفاع بهم في معامل السكر و محصول الأرز وتنظيم الري، وكذلك من الأسرى الأكثر خيرة وولاء للنصرانية.
فأصيب المسلمون بالأندلس بأضرار مادية ومعنوية بليغة، جعلتهم يفضلون الهجرة إلى الجزائر خاصة و المسلمين المغاربة عامة يتقاسمون معهم رغيف الخبز.
وكان على المورسكيين الصمت وأخذ الحذر الشديد من ممارسة شعائرهم الدينية، في السر والكتمان و رغم ذلك فالكثير منهم امتثلوا أمام دواوين التحقيق، لأنهم كثيرا ما تكلموا أو أظهروا تعلقهم بالإسلام.

كانت جماعة من المورسكيين يحصدون الزرع ومعهم نصارى، وأوتي لهم بالحساء، فلم يمسوه لأنه ((مطبوخ بشحم الخنزير)) وعليه اتهموهم وسيقوا إلى دواوين التحقيق.

ومن بين الأسباب الهامة التي جعلت أهالي الأندلس، يختارون الجزائر للاحتماء بها، كون الجزائر كانت أقوى دول المغرب العربي، بل وفي العالم الإسلامي بعد الدولة العثمانية ((لكبر مساحتها وطول سواحلها وغناها الاقتصادي، ووفرة تجارتها ورواجها مع الخارج)).
بالإضافة إلى امتلاك الجزائر للأسطول، وقوة عسكرية بحرية رادعة، وخبرتها في ميدان القتال البحري وامتلاكها لبحارة مهرة أمثال صالح رايس، والعلج علي، والرايس حميدو، واهتمامها الكبير بإعداد نفسها للمواجهة سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
وكان مهاجرو الأندلس، يهاجرون إلى الجزائر، اعتقادا منهم بما أن الجزائر هي الدولة المغربية الأكثر إمكانيات مادية ومعنوية لحمايتهم والدفاع عنهم، بل ويصبحون أحد أهم عناصرها في جيشها البحري لمساعدة إخوانهم الذين بقوا تحت الأسر والاضطهاد أو التفكير في استرداد وطنهم بالأندلس.


-انعكاسات هجرة الأندلسيين على الجزائر
1-الانعكاسات الإيجابية: كانت لهجرة أهالي الأندلس إلى الجزائر، إيجابيات وسلبيات، أفادت وأضرت بالجزائر، لكن فوائدها كانت أكبر، لأن الجالية الأندلسية ساهمت مساهمة فعالة، في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية.

لقد استفاد الجزائريون أيما استفادة من الخبرة العمرانية، التي كانت بحوزة الأندلسيين المقيمين بأرض الجزائر.
ولاحظ الدكتور سعيدوني أن الجزائر لم تشهد نهضة عمرانية، كالتي عرفتها الجزائر بدءا من مطلع القرن الخامس عشر.
فأسس الأندلسيون عدة قلاع، وحصون، ومدن ساحلية أو قريبة من الساحل، مثل القليعة والبليدة وشرشال، أصبح فيها عدد المنازل التي تعود للأندلسيين، تقدر بحوالي أثنى عشر ألفا.

وبالإضافة إلى تواجد الأندلسيين في الجزائر العاصمة، وتنس، ودلس، وجيجل، وعنابة، ومستغانم وتلمسان وازدهرت على عهدهم انتشار العيون، والسواقي، وتنظيم الري، وكانت تدخل ضمن الأعمال الخيرية.

جاءت هذه النهضة العمرانية والبشرية، التي عرفتها الجزائر، واختلط سكانها بسكان الجزائر، كان ذلك نعمة للجزائر ((خاصة وان الجزائر تعرضت إلى انهيار ديومغرافيا وانكماش بشريا، نتج عن اجتياح الأوبئة وتكرر المجاعات واضطراب الأمن، منذ أواخر القرن 14 وأوائل القرن 15م)).
وقد ساعد امتزاج الفن الجزائري، بالفن الأندلسي ((وجود حذاق من الجالية الأندلسية التي استقرت بالجزائر منذ القرن الخامس الهجري، واستمرت عملية الامتزاج نحو ثلاثة قرون... فأصبحت تلمسان ببناياتها وحدائقها أشبه بإشبيلية وغرناطة في روائعها الفنية وطبيعتها الفتانة)).
كما برع سكان الأندلس بالجزائر في النقش على الخشب، عبروا عن عبقريتهم هذه في صنع المنابر، تحمل صورا، وزخارف هندسية رائعة في ((أسلوب مغربي إسباني حمله إلى شمال إفريقيا الفنانون الأندلسيون)).

ولم تقتصر مساهمة مهاجري الأندلس في الميدان العمراني فقط، بل أطالته في جميع الميادين لأنهم كانوا شعبا حيويا ونشيطا ذو حضارة راقية ممزوجة بين حضارة الشرق والغرب، ولأنهم امتزجوا امتزاجا كليا مع الجزائريين وكونوا شعبا واحدا متلاحما، عاد ذلك كله بالخير واليمن على الجميع.
ففي الميدان الحربي مثلا، ساهمت القوة البشرية في تدعيم القوة الدفاعية للجزائر فأقبل العديد منهم للعمل في الأسطول الجزائري، للدفاع على السواحل الجزائرية، وصد الغارات الأوروبية المتكررة.

كما ساهموا في تحرير كثير من المدن الجزائرية، التي أحتلها الإسبان، وقضى عروج على المتعاملين مع العدو الإسباني ومنهم شيخ تنس، بمساعدة مهاجري غرناطة وكان ذلك سنة 1517 م.
وبحكم طول مدة عيش مهاجري الأندلس بإسبانيا، فقد أفادوا الجزائريين، بإعطاء صورة واضحة عنها فتمكن الجزائريون بمساعدة مهاجري الأندلس من معرفة نقاط القوة، ونقاط الضعف لخصمهم الإسباني لذلك حضروا لهم استراتيجية حربية محكمة، تتلاءم وشدة حماس الأندلسيين في الانتقام من سالبي حقوقهم و طردهم من بلادهم المتمثل في العدو الإسباني.

انتفعت الجزائر أيضا بالخدمات الاقتصادية للأندلسيين المهاجرين إليها، ففي الميدان الزراعي مثلا فقد طوروا النمط الفلاحي في الجزائر وذلك بإدخال تقنيات زراعية متطورة، فارتفعت نسبة الأراضي المستصلحة في متيجة، وعنابة، وتلمسان ووهران التي اشتهرت، بإنتاج مختلف أنواع الفواكه، مثل حب الملوك والإجاص، والتفاح والبرتقال، والعنب إلى جانب زراعة الزيتون والخضر والفواكه بمتيجة و زراعة التوت والأرز والقطن في مستغانم ومليانة وعنابة.

وخير منطقة لاقت عناية أكبر في الميدان الزراعي، من طرف مهاجري الأندلس، سهل متيجة وأخص بالذكر فحص مدينة البليدة الذي اقتطعه خير الدين لجماعة من الأندلسيين تحت رعاية الشيخ سيدي أحمد الكبير، الذي استقر بوادي الرمان والذي أصبح يعرف فيما بعد باسم وادي سيدي الكبير، وبذلك غدت البليدة، وأحوازها تتميز ((طيلة العهد العثماني بإنتاجها الوفير وبجناتها الفيحاء، التي كانت ملاذا للجنود الأتراك المتقاعدين)).

لم يكن الأندلسيون الجزائريون فلاحين فقط، بل كانوا أيضا صناعيين مهرة، فقد برعوا في مختلف المهن فكانوا بحق عمال ورشات مختصة في الخياطة (جلود، حرير، أقمشة)، والنجارة والحدادة، فمازالت صناعة القطيفة والشبيكة النسوية شاهدة على براعة المرأة الأندلسية في الجزائر.
كما ازدهرت صناعة الزرابي، على يدهم في نواحي الغرب الجزائري، وخاصة تلمسان، بل يعود إليهم الفضل في تحسين صناعة الأسلحة، وإعداد البارود، وتطوير صناعة السفن، بمنائي الجزائر وشرشال.

كما ساهم الأندلسيون الجزائريون بأموالهم الكثيرة، التي تمكنوا من نقلها معهم إلى الجزائر واستثمروها في الفلاحة والصناعة، وخاصة عملية الجهاد البحري، لإشفاء غليلهم من الإسبان الذين سلطوا عليهم شتى أنواع العذاب والاضطهاد فظهر منهم (الأندلسيين) رياس مرموقين، لهم باع طويل في مداعبة البحر وركوبه، وهم مراد الكبير وأحمد أبو علية.

وهكذا تكون الجزائر، قد استفادت من خدمات وصنائع مهاجري الأندلس، كما استفادوا هم أيضا من الجزائر التي وجدوها مجالا خصبا، وفضاءا سياسيا يتحركون فيه بحرية وأمان وسلام، وملكت هذه الجالية في الجزائر ما لم نستطيع ملكه في إسبانيا ذاتها.
وهكذا فقد موّن وموّل أندلسيو الجزائرالعملياتِ الجهاديةَ، فأصبحت الجزائر تكبر في أعين أعدائها يوما بعد يوم وفي مختلف القطاعات، ولكن في نفس الوقت جلب لها كيد الأعداء وتربصهم لها في كل الأوقات والأحوال.

وإذا عرجنا إلى الميدان الاجتماعي والثقافي، فهو الآخر قد ترك الأندلسيون فيه بصماتهم، فقد أضحى الأهلي الأندلسي رقما هاما وفعالا في المعادلة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ولا يمكن تجاهله أو الاستغناء عن نشاطه الدؤوب.|

فلقد انصهر الشعبان (الجزائري والأندلسي) في بوتقة واحدة، عن طريق الزواج لما يربطهما من وحدة اللغة و وحدة الدين ووحدة الحضارة ووحدة المصير المشترك، فزادت هذه اللحمة من صلابة الدولة الجزائرية الحديثة، والتي ما فرطت في الدفاع عنها بشيء بكل غال ونفيس.

فرغم هذا التجانس العرقي واللغوي والديني والحضاري بين الاثنين، إلا أن الدكتور ناصر سيعدوني استطاع بفكره الثاقب أن يرصد لنا سبعة مميزات كانت تميز الجالية الأندلسية عن غيرها من بقية طوائف المجتمع الجزائري وهي:
حنين الجالية الأندلسية إلى وطنهم الأصلي والعودة إليه، وأكثرهم علما وثقافة عن باقي المجتمع (النخبة) لمستواهم العالي الذي تحصلوا عليه وهم بالأندلس، الأجانب أكثرهم جهادا وحماسا ضد النصارى الإسبانيين لما عانوه منهم، وأصبحوا يشكلون برجوازية وطنية حقيقية في المدن الساحلية، وصبغها بصبغتهم الأندلسية، وتميزهم بذوق رفيع وطريقة حياة لها أصولها في المأكل والملبس والعمران، وتعلمهم المتحضر وأخلاقهم المهذبة، ومنازلهم القرميدية المؤثثة والمجهزة بأحسن أنواع الفراش والزخارف المتفنن فيها وغنى قاموسهم اللغوي، المتميز بلهجتهم العربية المميزة مثل استعمال الألف بدل القاف مثل (أهوة بدل قهوة وأرابة بدل قرابة، وقلب التاء مكان الثاء، مثل تور بدل ثور، وتريا بدل ثريا، إلى جانب أنهم عملوا على شيوع بعض المفردات الإسبانية بين أفراد المجتمع الجزائري، وأهم نقطة إيجابية في هذا الموضوع أنهم شجعوا سكان شرشال وبجاية، وأرزيو ودلس وتنس على استعمال اللغة العربية إلى جانب لهجتهم البربرية، وجود جماعة يهودية متميزة من أصول أندلسية (السفرديم)، خاصة في مركزها الرئيسي في تلمسان، وبداية الدمج الفعلي والجماعي للجالية الأندلسية في المجتمع الجزائري منذ نهاية القرن الثامن عشر الميلادي.

ويضيف الدكتور سعيدوني أربعة عوامل أساسية ساهمت بقوة في عملية ذوبان ودمج الأندلسيين و هي: استمرار خطر التحرشات الإسبانية على السواحل الجزائرية، فدفعهم ذلك إلى النزوح إلى المناطق الداخلية، وعدم تجاوب الحكام الأتراك مع همة ونشاط الأندلسيين، بحيث لم يلقوا الدعم الكافي والتحفيز المطلوب، ونظرة الأتراك لهم بنظرة متساوية مع بقية السكان، تفتح الجزائريين ومد يدهم الممدودة لإخوانهم الأندلسيين، في أن يقاسموهم في أعز ما يملكون، زيادة على سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية و السياسية التي عرفتها الجزائر في العصر المتأخر من عصر الجزائر العثمانية، فقد انتشرت المجاعات والأوبئة و فقدان الأمن.
2-الانعكاسات السلبية: وإذا تتبعنا تبعات الجالية الأندلسية وما مدى انعكاساتها السلبية على الجزائر، نجد تعرض الجزائر إلى حملات استعمارية صليبية من قبل إسبانيا بصفة خاصة ومن طرف أوربا بصفة عامة.

فتعرضت السواحل الجزائرية إلى الاعتداءات الأجنبية المتكررة، فاحتل الإسبان المرسى الكبير في الفترة الممتدة من 1505 م إلى 1792 م، أي اكثر من قرنين ونصف، ووهران سنة 1509 م وبجاية في عام 1510 م وعنابة 1510.

واحتلوا حصن البينيون سنة 1510 بقيادة دي ناقارو، واحتل الجنوبين جيجل سنة 1514، واحتل الإسبان هنين سنة 1531، وفي 1529 حرر خير الدين برج الفنار بميناء الجزائر العاصمة وفي أعـوام 1516 و1519 و1531 و1541 حاول شرلكان الإسباني أن يحتل مدينتي الجزائر وشرشال إلا أن محاولاته باءت بالفشل لصمود الجزائريين بقيادة خير الدين.

وتكررت الحملات الإسبانية على الجزائر، وهذه المرة ضد مدينة الجزائر عام 1567 بقيادة خوان قاسكون وأهمها الحملة الضخمة ضد الجزائر العاصمة سنة 1601 التي اشتركت فيها قوات ((البابا، وجنوة و نابل، والطوسكان، وصقلية وسردينيا، وبارما، ومودينا، ولابروطان، وجزر البليار وقادها جان أندري دوريا حفيد الأميرال الإيطالي أندري دوريا)).

إلى جانب حملات الهولنديين ضد مدينة الجـزائر في ســـنـوات 1620 و1623 و1624 و1662، وحملات الإنجليز ضد مدينة الجزائر في سنوات 1620 و1655 و1672، وحملة فرسان مالطة عام 1647 وحملات فرنسا على الجزائر في أعـوام 1663 و1664 و1665 و1682 و1683 و1688.
وحملة الدانماركيين ضد الجزائر عام 1770 وحملة اللورد ايكسموث الإنجليزي ضد مدينة الجزائر سنة 1816 وحملة الأميرال هاري نيال الإنجليزي سنة 1824 وحملة الفرنسي collet على مدينة الجزائر عام 1827.

ما يلاحظ على هذه الحملات أنها كانت مكثفة ومركزة على وجه الخصوص على محاولة إسقاط العاصمة الجزائر، مركز ثقل الدولة الجزائرية الحديثة على عهد العثمانيين.

كما شاركت فيها قوى أوربية استعمارية صليبية متعددة الجنسيات، عملت بثقلها السياسي والعسكري للنيل من سيادة الجزائر، التي أرغمت هذه الدول على دفع إتاوات سنوية منتظمة إلى خزينة الدولة الجزائرية.

وإذا قمنا بترتيب الدول من حيث عدد حملاتها على الجزائر نجد إسبانيا في المرتبة الأولى ثم تليها فرنسا ثم انجلترا، ومن هنا يتعين علينا تحديد الأعداء الكبار للجزائر والذين كانوا ينسقون فيما بينهم لجمع أوربا قاطبة ضد الجزائر، بحجة أنها تمارس ضدهم القرصنة والرق، والحقيقة أنها كانت تهدف إلى كسر شوكة الجزائر التي أصبحت تقلق أوربا، بعدما أصبحت قلعة جهاد في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، والتي فتحت ذراعيها للمسلمين الفارين من إسبانيا.

وإذا استنطقنا مجموع الحملات الصليبية على الجزائر، نجد أنها كانت متتالية سنة بعد أخرى أو متقاربة جدا لا يفصل بين حملة وحملة أخرى إلا بضع سنوات، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على الإصرار والتصميم الإستراتيجي، على محاولة القضاء على الدولة الجزائرية الفتية، ومحوها نهائيا من الخريطة الجيوسياسية للعالم.

وفي نفس السياق فقد تعرضت الجزائر في نفس السنة، إلى أكثر من حملة، وأقصد بذلك أنها هوجهت من طرف أكثر من دولة واحدة في السنة الواحدة، وهذا يدل على التضامن الأوربي وتحالفهم لأجل تحطيم الجزائر، فمثلا سنة 1620 والتي شاركت فيها كل من هولندا وانجلترا.
وأحيانا تفشل حملة دولة أوربية، فتليها حملة دولة أوربية أخرى مباشرة، حتى يرهقون بها قوة الجزائر ليسهل عليهم احتلالها، إلا أن ذلك ما كان ليكون، لأن الجزائريون كانوا على علم بذلك.

ولذلك أفشلوا هذه الحملات الواحدة تلو الأخرى، وإن كانت مع طول الزمن قد أتعبت الجزائريين وأرهقت طاقتهم وبددتها، ونالوا من قوة الجزائر في معركة نافارين سنة 1827، حيث وجهوا ضربة قاضية لحارس الجزائر والأمة الإسلامية في البحر المتوسط جمعاء أي (الأسطول الجزائري).

لقد دفعت الجزائر ضريبة الدم، طيلة ثلاثة قرون وربع قرن كاملة، من مواجهات عسكرية، وحصارات اقتصادية، كان ذلك كله لأنها وقفت موقفا تاريخيا شجاعا عندما تضامنت مع إخوانها المطرودين من الأندلس وكذلك من جراء كونها أصبحت قاعدة خلفية متقدمة للدولة العثمانية، التي أصبحت تهدد الوجود الأوربي لذلك قاوموها واستدرجوها إلى حيث استطاعوا إخراجها من جنوب شرق أوربا إلا في اسطنبول وضواحيها
وتعرضت الجزائر أيضا إلى تسرب عدد كبير من اليهود القادمين إليها، من الأندلس والذين احتكروا التجارة وكونوا طبقة اجتماعية وبرجوازية متميزة وفي غياب الوثائق لا نجزم أنهم كانوا أحد أطراف الصراع مع الحكومة الجزائرية.

إلى جانب استئثار العنصر الأندلسي واليهودي في أهم المجالات الحيوية بحكم الامتيازات التي تحصلوا عليها على حساب العنصر التركي، الذي ركز على الجانب العسكري، والعنصر الجزائري المهمش لاستلابه من حقوقه الأساسية لخوف الأتراك منه، لذلك قربوا إليهم اليهود والأندلسيين وعزلوا الجزائري، إلا فيما يهمهم من قريب ويخدم مصالحهم.

ونقدر ما ساهمت به الجالية الأندلسية في ترقية وازدهار المدن الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط إلا أن المدن الداخلية البعيدة عن الساحل سادها التخلف والفقر والجهل، لأنها كانت بعيدة عن الاحتكاك الحضاري، ولأنه عنصر الحياة، لعيش الأمم، واستمرارية مسيرتها.
مما أدى إلى التفاوت الاجتماعي والحضاري، بين سكان الساحل، وسكان الداخل. بل ذهبت بعض الأطراف إلى حد اعتبار أن المدن الجزائرية الساحلية لم تستفد استفادة حقيقية من التطورات السريعة التي كانت تعيشها أوربا في عصر النهضة الذي توج بظهور الثورة الصناعية.
وعليه فإن التطور النسبي للمدن الساحلية الجزائرية، لم يكن سوى قوة ظاهرية وتقدم مصطنع، باعتبار أن الجزائر اكتفت بالعيش من البحر وأهملت العمق الطبيعي والامتداد الجغرافي للجزائر بكل أبعادها.

iii- صدى طرد الأندلسيين وانعكساته على إسبانيا
1- الصدى الإيجابي: كانت عملية طرد المسلمين، ذات أبعاد إيجابية، وأخرى سلبية على إسبانيا، فمن جملة إيجابياتها، أنها حققت نصرين عظيمين، الانتصار على المسلمين، وافتكاك آخر مملكة منهم (غرناطة)، واكتشاف أمريكا سنة 1492، ووحدت السلطة وإعطائها للملك والقضاء على النظام الإقطاعي، والنبلاء الذين تخلصوا منهم بإرسالهم إلى الحروب.
كما استفادت إسبانيا من التركات والمخلفات التي خلفها المسلمون وراءهم عندما اجبروا على الرحيل من الأندلس فاستولت الحكومة الإسبانية على أموالهم وعقاراتهم وفنونهم وكتبهم.

لكن بعض المؤرخين الإسبانيين، يقولون بأن طرد المسلمين لم يؤد بالبلاد إلى الهاوية، وإنما هو كأي كارثة ستزول آثارها مع الزمن.
وإن أكبر استفادة حققها الإسبان في هذا الشأن، هو تحقيق شرط إزبيلا في طرد المسلمين من الأندلس وملاحقتهم حيثما هاجروا.
وأصبحت الأماكن الأثرية التي تعبر عن العبقرية الإسلامية في الإبداع الفني، مرتعا هاما للسواح الأجانب إلى إسبانيا وبالتالي حصولها على عملة صعبة كثيرة.
وإن كان الإسبانيون عملوا على إزالة العديد من الزخارف الموجودة في الآثار الإسلامية، بهدف تشويه سمعة المسلمين وحضاراتهم.
ومما لا شك فيه أن الإسبانيين قد استفادوا كثيرا من علوم وفنون المسلمين وطوروها، فكانت سببا في تقدمها وازدهارها.

2- الصدى السلبي: يرى كثير من النقاد، والمحللين السياسيين، في العصر الحديث أن إبادة المورسكيين كانت ضربة شديدة الوقع على إسبانيا.
لقد ظهر ضعفها أيام بعد النفي الجماعي للمسلمين، ففضلت كثير من العناصر النشيطة مغادرتها البلاد تاركة وراءها خرابا حقيقيا وإن أنكرته بعض الدراسات الإسبانية.

وإذا علمنا أن مدة الهجرة والتهجير قد استمرت زهاء قرنين من الزمن، أمكننا تصور حجم الكارثة على إسبانيا.
فقل إنتاجها الزراعي وكسدت تجارتها، وركدت صناعاتها إلى جانب تناقص سكانها.
وهكذا تكون إسبانيا قد فقدت روجها وقوتها العلمية والمدنية بتحطيم دولة الإسلام، وإبعاد المسلمين عنها
إن المجازر التي ارتكبتها إسبانيا في حق المسلمين، تعد وصمة عار في جبين الطبقة الإسبانية المثقفة، لأن الجهل عم حكامها وذلك بتسلط الرهبان المسيحيين على أغلب دواليب الحكم بها.

ومما يدل على قوة التأثير الإسلامي في الأندلس، فإن الأستاذ "لوسيار" يعطي لنا صورة مصغرة، عما كانت عليه إسبانيا قبل طرد المسلمين، فيقول: ((إذا كنا لا نستطيع تصديق المؤلفين العرب، الذين يقولون، انه كانت توجد على ضفتي الوادي الكبير، أربعة عشر ألف قرية، والأمر المحقق هو أن هذه الناحية، كانت على ازدهار عظيم)).

كيف لا تكون الكارثة على إسبانيا، إذا علمنا عن طريق المؤرخ الإسباني "نافاريتي"، على لسان عبد الرحمان الجيلالي، بأن هذا المؤرخ الإسباني أورد رقما يقدر بخمسة ملايين مطرود، منهم مليونان من اليهود بحيث كان مجموع سكان إسبانيا آنذاك لا يتجاوز الثمانية ملايين نسمة.
ولم تكتف إسبانيا، بما قامت به من طرد تعسفي اتجاه المسلمين، فراحت تلاحقهم للقضاء عليهم، وهكذا تكون إسبانيا قد حرمت نفسها من أحسن العاملين فيها وفقدت تجارتها، وخاصة عندما لجأت إلى نقل 28 ألف مطرود سنة 1609 إلى مدينة وهران التي كانت تحت سيطرتها آنذاك.
وأخيرا يمكن القول إن حضارة المسلمين بالأندلس التي دامت قرابة ثمانية قرون، حاولت يد الإثم والعدوان أن تنتقم من هذا الموروث الحضاري الإسلامي، إلا أنه ما زال يتحدى عوادي الزمن وأيادي الإجرام.

( وشكرا)
:d:d:d:d

لو اهتممت بالتوثيق وأشرت لصاحب ومصدر البحث لكان أفضل :19:

allamallamallam
2011-08-05, 03:29
أتمنى أن يعجبكم هدا البحث يا إخواني:
تضامن الجزائر مع مسلمي الأندلس أيام المحنة الكبرى 1492-1640 م


تعد الدراسات التاريخية، التي تناولت الهجرة الأندلسية، وعلاقتها بالجزائر قليلة، وربما يعود ذلك إلى تحجيم دور الجزائر في التقليل من هذه الكارثة الإنسانية، التي ارتكبتها الصليبية الإسبانية في حق المسلمين العزل، لا لشيء إلا لأنهم رفضوا التنصير الجماعي لهم

حملت الجزائر على عاتقها، مهمة إنقاذ مسلمي الأندلس، الفارين من محاكم التفتيش التي نصبتها لهم إسبانيا الشيء الذي أجج روح الانتقام الإسباني بصفة خاصة، والأوربي بصفة عامة، على الجزائر التي أقلقت الجميع، لامتلاكها لأسطول بحري قوي، قهرت به أعداء الإسلام، فكانت سيدة الحوض الغربي

للبحر الأبيض المتوسط، وكانت الجزائر تحمي تجارتها وتجارة الدول الإسلامية في عرض البحر المتوسط.
ما هي الأسباب الحقيقية لهجرة مسلمي الأندلس؟ وكيف كان رد فعل البحرية الجزائرية؟ وما مدى استفادة الجزائر من هذه الهجرة؟ وما هي انعكاساتها على مستقبل إسبانيا؟

i – ظروف وعوامل إنقاذ الجزائر للأندلسيين:
تربط الجزائر بالأندلس علاقة قديمة، قدم اعتناقها للإسلام، خاصة منذ دخولها من طرف طارق ابن زياد كما استدعت قرطبة قبيلة زناتة الجزائرية ضد الدولة الفاطمية الشيعية، وازدادت أواصر المحبة والتعاون بين الأندلسيين والجزائر، أيام دخول المرابطين والموحدين أرض الأندلس وضمّها إلى أقطار المغرب العربي.

كما توافد عدد كبير من الأندلسيين على طول السواحل الجزائرية (1200كلم)، بدءا من القرن الثالث الهجــري (1000م)؛ ويعود الفضل إليهم، في ازدهار مدينة المسيلة في أوائل القرن الرابع الهجري (1100م). أما البكري فيقول بأن تاريخ الهجرة إلى الجزائر كـان
بدءا من منتصف القرن الثالث الهجري، وهذا ما ساعد على تجريد عمران كثير من المدن الساحلية للعشائر المحلية القريبة منها كنفرة ومسقن من ازداجة. لكن الدكتور سعيدوني يتكلم هنا على الهجرة الأندلسية بعد سقوط مدينة إشبيلية (722هـ-1371م) الذي يعتبر بداية للهجرة الجماعية. لكن الهجرة بلغت ذروتها، على إثر قرارات الطرد التي أصدرها الملك الإسباني فيلب الثالث سنة 1609م. غير أن عبد الرحمان الجيلالي في كتابه "تاريخ الجزائر" له رأي مخالف للرأيين السابقين، فهو يرى بأن بداية الهجـرة الأندلسية إلى الجزائر، كانت عام (856هـ-1452م) بفعل تزايد نشاط القرصنة وبداية الهجمات الإسبانية.

ويبدو أن أهم هجرة على الإطلاق، هي تلك التي وقعت أثناء وبعد سقوط غرناطة الإسلامية بيد الإسبان سنة: 1492م، وهي آخر مملكة يفقدها المسلمون بهذا البلد. فهذا التاريخ، يمثل فاجعة كبرى، وشؤما وحزنا كبيرين للعالم الإسلامي، بينما هو تاريخ فرحة وانتصار بالنسبة لإسبانيا بصفة خاصة وأوربا بصفة عامة، لأنه يمثل ازدواجية تاريخية ملؤها الفرح بنشوة النصر، بعد طرد المسلمين من الأندلس واكتشاف العالم الجديد بقيادة أمريكو فيسبوشي.
فلم يكن أمام الجزائريين، سوى نصرة إخوانهم المضطهدين الفارين من مجازر الأندلس، خاصة وأن الجزائر كانت أول قاعدة لأعمال الجهاد ضد إسبانيا، وكانت مدينة الجزائر تدعى بلد الجهاد.

أهم الأسباب الرئيسية التي دفعت مسلمي الأندلس إلى أن يهاجروا في اتجاه الجزائر خاصة ودول المغرب العربي الأخرى عامة هي:
تعلم الإسبان من المسلمين بأن سبب قوة المسلمين، يعود أساسا إلى اعتمادهم على الإسلام، ونشره في أنحاء كثيرة من المعمورة، والقائم على الجهاد في سبيل الله، لكن يوم أن ترك المسلمون الجهاد وركنوا إلى الراحة أذّلهم الله وجعلهم شيعا متناحرة.

لهذا كله عرف الإسبان كيف يغيرون مجرى التاريخ لصالحهم، فظهرت وحدة مسيحية صليبية ضد المسلمين وبدأت عمليــة الاسترجـاع أو الاستـرداد reconquista، وذلك بعد أن وقع الزواج المقدس بين فرديناد ملك أرغونة، بإزبيلا ملكة قشتالة ((وهكذا تكونت سنة 1474 إسبانية المسيحية الموحدة)). في هذا الظرف بالذات، ضعفت شوكة المسلمين في الأندلس، بسبب الصراع على السلطة في عهد بني الأحمر "الحسن الغالب بالله" ونظرا لضعف شخصيته، وكثرة المؤامرات والدسائس داخل قصره من طرف المقربين إليه.
حيث تتحدث المصادر التاريخية عن وجود نزاع بين زوجتيه، عائشة الحرة وثريا الإسبانية، فكانت ولاية العهد "لعبد الله محمد" ابن عائشة العربية، فعملت ثريا الإسبانية على إقصاء عائشة وولدها وزجت بهما في السجن، حتى تخلص ولاية العهد لابنها. فبلغ التنافس حول مسألة ولاية العهد ذروته، وهكذا ظهر ما يسمى في التاريخ الأندلسي بملوك الطوائف بدءا من القرن الخامس للهجرة، الحادي عشر الميلادي، فأخذ الزعماء المسلمون يتطاحنون فيما بينهم فاستعان بعضهم بأعداء الإسلام مقابل جزية يدفعها له كل سنة؛ مثل ما حدث لأبي الحسن عندما آثر أخاه "محمد الزغل" على ولده "أبي عبد الله" بولاية العهد، فخرج هذا عن طاعة أبيه وأعلن الحرب على عمه ابن سعد، مستعينا في ذلك بفرديناد ملك إسبانيا الذي هب لنجدته لحاجة في نفس يعقوب.

فكان أبو عبد الله يعرقل بقواته جيش عمه، إذا حاول الدفاع عن حدود المملكة، ووصلت به الوقاحة والدناءة إلى حد تهيئة هجوم على المملكة، وأخيرا سلّم مفاتيح غرناطة لفرديناد مذؤوما مدحورا، حتى هجاه أحد الشعراء بل قيل أمه عائشة الحرة: بك مثل النساء ملكا مضاعـا لم تحافظ عليه مـثل الرجـال
ومن غرائب التاريخ أنه توجد أصناف كثيرة من الناس، تفني زهرة شبابها في خدمة الآخرين (الأعداء) وأخيرا يرمونهم كما يرمون العظم، بعد أن يأكلوا لحمه اللذيذ. هكذا كانت العاقبة السوداء "لأبي عبد الله" الذي جاء إلى فاس ودفن فيها، لأنها أرض آبائه وأجداده التي احتضنته حتى عند موته.

وهكذا فإن اختلال التوازن بين المسلمين والمسيحيين في الأندلس، هو السبب في سقوط الأندلس، هذه النهاية غير السعيدة جعلت العديد من مسلمي الأندلس يهاجرون هجرة اضطرارية نحو بلاد المغرب العربي حاملين عبقريتهم للعمل في ظل عز الإسلام والمسلمين.
ورغم ذلك لم ينجوا من ملاحقة الصليبية الأوروبية، حيث وقع التعاقد بين الصليبيين على استئصال المملكة الإسلامية بالشمال الإفريقي، بمباركة البابوية في المؤتمر الذي تم عقده في طور ديزلاس "tordesillas" سنة 899هـ-1494م.
وكانت الجزائر تدرك جيدا، طبيعة الصراع الذي كان يدور بين المسلمين من جهة والمسيحيين من جهة ثانية، لذلك حاولت جهد ما تستطيع، تقديم الدعم المادي والمعنوي للمسلمين في الأندلس.

ومن ذلك أنها لم تتأخر في مدّ يد المساعدة إلى السلطان النصري "أبي عبد الله محمد الخامس" ملك غرناطة على عهد السلطان الزياني أبي حمو موسى الثاني سنة 763هـ- 1361م، وتتمثل هذه المساعدة في: ((خمسين ألف قدح من الزرع، وثلاثة آلاف قطعة من الذهب لكراء السفن)).كانت هذه المساعدة في إطار الصراع المرير، الذي أهلك الجميع بين الحفصيين في تونس والزيانيين في الجزائر والمرينيين في المغرب الأقصى.

إن وجود جالية أندلسية، لا بأس بها بأرض الجزائر في عهد الدولة الزيانية ورقيها في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحسن علاقة أبي حمو الزياني مع ملكة غرناطة، ومعرفة مسلمي هذه المنطقة، بما كانت تبذله الإمارة الجزائرية اتجاههم، وجهود الأخوين بربروسة خير الدين وعروج في التعجيل بنقل مضطهدي الأندلس إلى السواحل الجزائرية بحيث ((تمكنا في الفترة الممتدة بين سنتي 1528 و1584م من شنّ ثلاثة وثلاثين غارة بحرية ناجعة على السواحل الإسبانية، أنقذوا خلالها كثيرا
من الأندلسيين)).

كل هذه العوامل مجتمعة شجعت مهاجري الأندلس على التفكير في التوجه إلى الجزائر المجاهدة، وعلينا أن نضع في الحسبان عاملا آخر كان له الأثر الحسن عند مسلمي الأندلس الذين بقوا يتعرضون إلى عملية الإكراه لاعتناق المسيحية، هذا العامل هو ربط خير الدين مصير الجزائر بمصير الدولة العثمانية سنة 1518م.

وهنا تضاعف حقد الغرب بصفة عامة وإسبانيا بصفة خاصة على الجزائر والدولة العثمانية بفتح القسطنطينية سنة 1453م بصفة عامة.
ومعنى ذلك أن الجزائر في نظر إسبانيا تحولت إلى أكبر خطر أصبح يهدد أمن واستقرار إسبانيا على وجه التحديد. لأنها كانت تعي جيدا قوة الجزائر واستخدامها لمهاجري الأندلس في كسر شوكة إسبانيا، خاصة وأنها كانت متخوفة من عودة الهلال مرة أخرى إلى إسبانيا، فيقضي على كل ما خططته للنيل من الإسلام والمسلمين.

ومن بين دوافع الاعتداءات الأوربية عامة والإسبانية خاصة على الجزائر وسائر بلدان المغرب العربي نجملها في خمسة عوامل هي: ظهور الدولة الوطنية الحديثة في أوربا، والحقد الصليبي الديني والسياسي و رغبة الإسبان والبرتغاليين في وضع حد لنشاط مسلمي الأندلس المطرودين، واحتلال مواقع استراتيجية دائمة في هذه البلدان، والرغبة في التمسيح والتنصير ونشر المسيحية. وما دمنا في صدد ذكر عوامل إنقاذ الجزائر لأهل الأندلس، كان لازاما علينا تذكير القارئ بتلك الرسالة التي كتبها أهل الأندلس إلى خير الدين، يطلبون فيها التدخل لإنقاذهم من بطش النصارى.
وعندها أحضر ستة وثلاثين جفن واتجه بهم ناحية الأندلس، فنقل فيهم عدد كبير من الأندلسيين إلى الجزائر، بعدما خلفوا ألف مقاتل من العسكر يحرسون جماعة المسلمون الباقية، فتكررت هذه العملية سبع مرات، نقل فيها سبعين ألف من الأندلسيين إلى الجزائر. ولم يكتفي أهل الأندلس بالاستنجاد بخير الدين بربروس بل طلبوا المساعدة أيضا من –السلطان العثماني "سليمان القانوني" عام (948هـ-1541م). لقد تعرض مسلمو الأندلس إلى الطرد الجماعي، منذ أن سلم الأمير "أبو عبد الله محمد الوحيد" مفاتيح غرناطة إلى فرديناد يوم 2 جانفي 1492، تضمنت هذه الوثيقة 67 شرطا منها:
احترام المسلمين لدينهم وأملاكهم، وحرياتهم، وأمنهم، وسلامتهم، والسماح بالهجرة لمن أراد ذلك إلى جانب بند آخر على جانب كبير من الخطورة، وهو مراقبة المسلمين لمدة 70 يوما حتى لا تأتيهم النجدات.
إلا أن الإسبان نقضوا العهد بعد ذلك، ولم يحترموا هذه المعاهدة، شانهم في ذلك شان فرنسا التي ضربت معاهدة الاستسلام التي أبرمتها مع الداي حسين عرض الحائط والتي تعهدت بما تعهد به الإسبان من قبل.
ولما لم تنجح إسبانيا في تنصير المسلمين عن طريق الوعظ والإرشاد، لجأت إلى إصدار قانون الطامة الكبرى في عام 1499 الذي ينص على تنصير المسلمين صبرا، وتحريم إقامة شعائرهم الدينية، وإغلاق المساجد و إحراق آلاف الكتب وفي 1501 منع على المسلمين حمل السلاح، وأعطيت لهم مهلة ثلاثة أيام فقط لمغادرة إسبانيا، والموت عقوبة للمخالفين، ونصبت محاكم التفتيش.
كما جاء مع قرار النفي بند ينص على إبقاء 6% من المورسكيين للانتفاع بهم في معامل السكر و محصول الأرز وتنظيم الري، وكذلك من الأسرى الأكثر خيرة وولاء للنصرانية.
فأصيب المسلمون بالأندلس بأضرار مادية ومعنوية بليغة، جعلتهم يفضلون الهجرة إلى الجزائر خاصة و المسلمين المغاربة عامة يتقاسمون معهم رغيف الخبز.
وكان على المورسكيين الصمت وأخذ الحذر الشديد من ممارسة شعائرهم الدينية، في السر والكتمان و رغم ذلك فالكثير منهم امتثلوا أمام دواوين التحقيق، لأنهم كثيرا ما تكلموا أو أظهروا تعلقهم بالإسلام.

كانت جماعة من المورسكيين يحصدون الزرع ومعهم نصارى، وأوتي لهم بالحساء، فلم يمسوه لأنه ((مطبوخ بشحم الخنزير)) وعليه اتهموهم وسيقوا إلى دواوين التحقيق.

ومن بين الأسباب الهامة التي جعلت أهالي الأندلس، يختارون الجزائر للاحتماء بها، كون الجزائر كانت أقوى دول المغرب العربي، بل وفي العالم الإسلامي بعد الدولة العثمانية ((لكبر مساحتها وطول سواحلها وغناها الاقتصادي، ووفرة تجارتها ورواجها مع الخارج)).
بالإضافة إلى امتلاك الجزائر للأسطول، وقوة عسكرية بحرية رادعة، وخبرتها في ميدان القتال البحري وامتلاكها لبحارة مهرة أمثال صالح رايس، والعلج علي، والرايس حميدو، واهتمامها الكبير بإعداد نفسها للمواجهة سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
وكان مهاجرو الأندلس، يهاجرون إلى الجزائر، اعتقادا منهم بما أن الجزائر هي الدولة المغربية الأكثر إمكانيات مادية ومعنوية لحمايتهم والدفاع عنهم، بل ويصبحون أحد أهم عناصرها في جيشها البحري لمساعدة إخوانهم الذين بقوا تحت الأسر والاضطهاد أو التفكير في استرداد وطنهم بالأندلس.


-انعكاسات هجرة الأندلسيين على الجزائر
1-الانعكاسات الإيجابية: كانت لهجرة أهالي الأندلس إلى الجزائر، إيجابيات وسلبيات، أفادت وأضرت بالجزائر، لكن فوائدها كانت أكبر، لأن الجالية الأندلسية ساهمت مساهمة فعالة، في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية.

لقد استفاد الجزائريون أيما استفادة من الخبرة العمرانية، التي كانت بحوزة الأندلسيين المقيمين بأرض الجزائر.
ولاحظ الدكتور سعيدوني أن الجزائر لم تشهد نهضة عمرانية، كالتي عرفتها الجزائر بدءا من مطلع القرن الخامس عشر.
فأسس الأندلسيون عدة قلاع، وحصون، ومدن ساحلية أو قريبة من الساحل، مثل القليعة والبليدة وشرشال، أصبح فيها عدد المنازل التي تعود للأندلسيين، تقدر بحوالي أثنى عشر ألفا.

وبالإضافة إلى تواجد الأندلسيين في الجزائر العاصمة، وتنس، ودلس، وجيجل، وعنابة، ومستغانم وتلمسان وازدهرت على عهدهم انتشار العيون، والسواقي، وتنظيم الري، وكانت تدخل ضمن الأعمال الخيرية.

جاءت هذه النهضة العمرانية والبشرية، التي عرفتها الجزائر، واختلط سكانها بسكان الجزائر، كان ذلك نعمة للجزائر ((خاصة وان الجزائر تعرضت إلى انهيار ديومغرافيا وانكماش بشريا، نتج عن اجتياح الأوبئة وتكرر المجاعات واضطراب الأمن، منذ أواخر القرن 14 وأوائل القرن 15م)).
وقد ساعد امتزاج الفن الجزائري، بالفن الأندلسي ((وجود حذاق من الجالية الأندلسية التي استقرت بالجزائر منذ القرن الخامس الهجري، واستمرت عملية الامتزاج نحو ثلاثة قرون... فأصبحت تلمسان ببناياتها وحدائقها أشبه بإشبيلية وغرناطة في روائعها الفنية وطبيعتها الفتانة)).
كما برع سكان الأندلس بالجزائر في النقش على الخشب، عبروا عن عبقريتهم هذه في صنع المنابر، تحمل صورا، وزخارف هندسية رائعة في ((أسلوب مغربي إسباني حمله إلى شمال إفريقيا الفنانون الأندلسيون)).

ولم تقتصر مساهمة مهاجري الأندلس في الميدان العمراني فقط، بل أطالته في جميع الميادين لأنهم كانوا شعبا حيويا ونشيطا ذو حضارة راقية ممزوجة بين حضارة الشرق والغرب، ولأنهم امتزجوا امتزاجا كليا مع الجزائريين وكونوا شعبا واحدا متلاحما، عاد ذلك كله بالخير واليمن على الجميع.
ففي الميدان الحربي مثلا، ساهمت القوة البشرية في تدعيم القوة الدفاعية للجزائر فأقبل العديد منهم للعمل في الأسطول الجزائري، للدفاع على السواحل الجزائرية، وصد الغارات الأوروبية المتكررة.

كما ساهموا في تحرير كثير من المدن الجزائرية، التي أحتلها الإسبان، وقضى عروج على المتعاملين مع العدو الإسباني ومنهم شيخ تنس، بمساعدة مهاجري غرناطة وكان ذلك سنة 1517 م.
وبحكم طول مدة عيش مهاجري الأندلس بإسبانيا، فقد أفادوا الجزائريين، بإعطاء صورة واضحة عنها فتمكن الجزائريون بمساعدة مهاجري الأندلس من معرفة نقاط القوة، ونقاط الضعف لخصمهم الإسباني لذلك حضروا لهم استراتيجية حربية محكمة، تتلاءم وشدة حماس الأندلسيين في الانتقام من سالبي حقوقهم و طردهم من بلادهم المتمثل في العدو الإسباني.

انتفعت الجزائر أيضا بالخدمات الاقتصادية للأندلسيين المهاجرين إليها، ففي الميدان الزراعي مثلا فقد طوروا النمط الفلاحي في الجزائر وذلك بإدخال تقنيات زراعية متطورة، فارتفعت نسبة الأراضي المستصلحة في متيجة، وعنابة، وتلمسان ووهران التي اشتهرت، بإنتاج مختلف أنواع الفواكه، مثل حب الملوك والإجاص، والتفاح والبرتقال، والعنب إلى جانب زراعة الزيتون والخضر والفواكه بمتيجة و زراعة التوت والأرز والقطن في مستغانم ومليانة وعنابة.

وخير منطقة لاقت عناية أكبر في الميدان الزراعي، من طرف مهاجري الأندلس، سهل متيجة وأخص بالذكر فحص مدينة البليدة الذي اقتطعه خير الدين لجماعة من الأندلسيين تحت رعاية الشيخ سيدي أحمد الكبير، الذي استقر بوادي الرمان والذي أصبح يعرف فيما بعد باسم وادي سيدي الكبير، وبذلك غدت البليدة، وأحوازها تتميز ((طيلة العهد العثماني بإنتاجها الوفير وبجناتها الفيحاء، التي كانت ملاذا للجنود الأتراك المتقاعدين)).

لم يكن الأندلسيون الجزائريون فلاحين فقط، بل كانوا أيضا صناعيين مهرة، فقد برعوا في مختلف المهن فكانوا بحق عمال ورشات مختصة في الخياطة (جلود، حرير، أقمشة)، والنجارة والحدادة، فمازالت صناعة القطيفة والشبيكة النسوية شاهدة على براعة المرأة الأندلسية في الجزائر.
كما ازدهرت صناعة الزرابي، على يدهم في نواحي الغرب الجزائري، وخاصة تلمسان، بل يعود إليهم الفضل في تحسين صناعة الأسلحة، وإعداد البارود، وتطوير صناعة السفن، بمنائي الجزائر وشرشال.

كما ساهم الأندلسيون الجزائريون بأموالهم الكثيرة، التي تمكنوا من نقلها معهم إلى الجزائر واستثمروها في الفلاحة والصناعة، وخاصة عملية الجهاد البحري، لإشفاء غليلهم من الإسبان الذين سلطوا عليهم شتى أنواع العذاب والاضطهاد فظهر منهم (الأندلسيين) رياس مرموقين، لهم باع طويل في مداعبة البحر وركوبه، وهم مراد الكبير وأحمد أبو علية.

وهكذا تكون الجزائر، قد استفادت من خدمات وصنائع مهاجري الأندلس، كما استفادوا هم أيضا من الجزائر التي وجدوها مجالا خصبا، وفضاءا سياسيا يتحركون فيه بحرية وأمان وسلام، وملكت هذه الجالية في الجزائر ما لم نستطيع ملكه في إسبانيا ذاتها.
وهكذا فقد موّن وموّل أندلسيو الجزائرالعملياتِ الجهاديةَ، فأصبحت الجزائر تكبر في أعين أعدائها يوما بعد يوم وفي مختلف القطاعات، ولكن في نفس الوقت جلب لها كيد الأعداء وتربصهم لها في كل الأوقات والأحوال.

وإذا عرجنا إلى الميدان الاجتماعي والثقافي، فهو الآخر قد ترك الأندلسيون فيه بصماتهم، فقد أضحى الأهلي الأندلسي رقما هاما وفعالا في المعادلة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ولا يمكن تجاهله أو الاستغناء عن نشاطه الدؤوب.|

فلقد انصهر الشعبان (الجزائري والأندلسي) في بوتقة واحدة، عن طريق الزواج لما يربطهما من وحدة اللغة و وحدة الدين ووحدة الحضارة ووحدة المصير المشترك، فزادت هذه اللحمة من صلابة الدولة الجزائرية الحديثة، والتي ما فرطت في الدفاع عنها بشيء بكل غال ونفيس.

فرغم هذا التجانس العرقي واللغوي والديني والحضاري بين الاثنين، إلا أن الدكتور ناصر سيعدوني استطاع بفكره الثاقب أن يرصد لنا سبعة مميزات كانت تميز الجالية الأندلسية عن غيرها من بقية طوائف المجتمع الجزائري وهي:
حنين الجالية الأندلسية إلى وطنهم الأصلي والعودة إليه، وأكثرهم علما وثقافة عن باقي المجتمع (النخبة) لمستواهم العالي الذي تحصلوا عليه وهم بالأندلس، الأجانب أكثرهم جهادا وحماسا ضد النصارى الإسبانيين لما عانوه منهم، وأصبحوا يشكلون برجوازية وطنية حقيقية في المدن الساحلية، وصبغها بصبغتهم الأندلسية، وتميزهم بذوق رفيع وطريقة حياة لها أصولها في المأكل والملبس والعمران، وتعلمهم المتحضر وأخلاقهم المهذبة، ومنازلهم القرميدية المؤثثة والمجهزة بأحسن أنواع الفراش والزخارف المتفنن فيها وغنى قاموسهم اللغوي، المتميز بلهجتهم العربية المميزة مثل استعمال الألف بدل القاف مثل (أهوة بدل قهوة وأرابة بدل قرابة، وقلب التاء مكان الثاء، مثل تور بدل ثور، وتريا بدل ثريا، إلى جانب أنهم عملوا على شيوع بعض المفردات الإسبانية بين أفراد المجتمع الجزائري، وأهم نقطة إيجابية في هذا الموضوع أنهم شجعوا سكان شرشال وبجاية، وأرزيو ودلس وتنس على استعمال اللغة العربية إلى جانب لهجتهم البربرية، وجود جماعة يهودية متميزة من أصول أندلسية (السفرديم)، خاصة في مركزها الرئيسي في تلمسان، وبداية الدمج الفعلي والجماعي للجالية الأندلسية في المجتمع الجزائري منذ نهاية القرن الثامن عشر الميلادي.

ويضيف الدكتور سعيدوني أربعة عوامل أساسية ساهمت بقوة في عملية ذوبان ودمج الأندلسيين و هي: استمرار خطر التحرشات الإسبانية على السواحل الجزائرية، فدفعهم ذلك إلى النزوح إلى المناطق الداخلية، وعدم تجاوب الحكام الأتراك مع همة ونشاط الأندلسيين، بحيث لم يلقوا الدعم الكافي والتحفيز المطلوب، ونظرة الأتراك لهم بنظرة متساوية مع بقية السكان، تفتح الجزائريين ومد يدهم الممدودة لإخوانهم الأندلسيين، في أن يقاسموهم في أعز ما يملكون، زيادة على سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية و السياسية التي عرفتها الجزائر في العصر المتأخر من عصر الجزائر العثمانية، فقد انتشرت المجاعات والأوبئة و فقدان الأمن.
2-الانعكاسات السلبية: وإذا تتبعنا تبعات الجالية الأندلسية وما مدى انعكاساتها السلبية على الجزائر، نجد تعرض الجزائر إلى حملات استعمارية صليبية من قبل إسبانيا بصفة خاصة ومن طرف أوربا بصفة عامة.

فتعرضت السواحل الجزائرية إلى الاعتداءات الأجنبية المتكررة، فاحتل الإسبان المرسى الكبير في الفترة الممتدة من 1505 م إلى 1792 م، أي اكثر من قرنين ونصف، ووهران سنة 1509 م وبجاية في عام 1510 م وعنابة 1510.

واحتلوا حصن البينيون سنة 1510 بقيادة دي ناقارو، واحتل الجنوبين جيجل سنة 1514، واحتل الإسبان هنين سنة 1531، وفي 1529 حرر خير الدين برج الفنار بميناء الجزائر العاصمة وفي أعـوام 1516 و1519 و1531 و1541 حاول شرلكان الإسباني أن يحتل مدينتي الجزائر وشرشال إلا أن محاولاته باءت بالفشل لصمود الجزائريين بقيادة خير الدين.

وتكررت الحملات الإسبانية على الجزائر، وهذه المرة ضد مدينة الجزائر عام 1567 بقيادة خوان قاسكون وأهمها الحملة الضخمة ضد الجزائر العاصمة سنة 1601 التي اشتركت فيها قوات ((البابا، وجنوة و نابل، والطوسكان، وصقلية وسردينيا، وبارما، ومودينا، ولابروطان، وجزر البليار وقادها جان أندري دوريا حفيد الأميرال الإيطالي أندري دوريا)).

إلى جانب حملات الهولنديين ضد مدينة الجـزائر في ســـنـوات 1620 و1623 و1624 و1662، وحملات الإنجليز ضد مدينة الجزائر في سنوات 1620 و1655 و1672، وحملة فرسان مالطة عام 1647 وحملات فرنسا على الجزائر في أعـوام 1663 و1664 و1665 و1682 و1683 و1688.
وحملة الدانماركيين ضد الجزائر عام 1770 وحملة اللورد ايكسموث الإنجليزي ضد مدينة الجزائر سنة 1816 وحملة الأميرال هاري نيال الإنجليزي سنة 1824 وحملة الفرنسي collet على مدينة الجزائر عام 1827.

ما يلاحظ على هذه الحملات أنها كانت مكثفة ومركزة على وجه الخصوص على محاولة إسقاط العاصمة الجزائر، مركز ثقل الدولة الجزائرية الحديثة على عهد العثمانيين.

كما شاركت فيها قوى أوربية استعمارية صليبية متعددة الجنسيات، عملت بثقلها السياسي والعسكري للنيل من سيادة الجزائر، التي أرغمت هذه الدول على دفع إتاوات سنوية منتظمة إلى خزينة الدولة الجزائرية.

وإذا قمنا بترتيب الدول من حيث عدد حملاتها على الجزائر نجد إسبانيا في المرتبة الأولى ثم تليها فرنسا ثم انجلترا، ومن هنا يتعين علينا تحديد الأعداء الكبار للجزائر والذين كانوا ينسقون فيما بينهم لجمع أوربا قاطبة ضد الجزائر، بحجة أنها تمارس ضدهم القرصنة والرق، والحقيقة أنها كانت تهدف إلى كسر شوكة الجزائر التي أصبحت تقلق أوربا، بعدما أصبحت قلعة جهاد في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، والتي فتحت ذراعيها للمسلمين الفارين من إسبانيا.

وإذا استنطقنا مجموع الحملات الصليبية على الجزائر، نجد أنها كانت متتالية سنة بعد أخرى أو متقاربة جدا لا يفصل بين حملة وحملة أخرى إلا بضع سنوات، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على الإصرار والتصميم الإستراتيجي، على محاولة القضاء على الدولة الجزائرية الفتية، ومحوها نهائيا من الخريطة الجيوسياسية للعالم.

وفي نفس السياق فقد تعرضت الجزائر في نفس السنة، إلى أكثر من حملة، وأقصد بذلك أنها هوجهت من طرف أكثر من دولة واحدة في السنة الواحدة، وهذا يدل على التضامن الأوربي وتحالفهم لأجل تحطيم الجزائر، فمثلا سنة 1620 والتي شاركت فيها كل من هولندا وانجلترا.
وأحيانا تفشل حملة دولة أوربية، فتليها حملة دولة أوربية أخرى مباشرة، حتى يرهقون بها قوة الجزائر ليسهل عليهم احتلالها، إلا أن ذلك ما كان ليكون، لأن الجزائريون كانوا على علم بذلك.

ولذلك أفشلوا هذه الحملات الواحدة تلو الأخرى، وإن كانت مع طول الزمن قد أتعبت الجزائريين وأرهقت طاقتهم وبددتها، ونالوا من قوة الجزائر في معركة نافارين سنة 1827، حيث وجهوا ضربة قاضية لحارس الجزائر والأمة الإسلامية في البحر المتوسط جمعاء أي (الأسطول الجزائري).

لقد دفعت الجزائر ضريبة الدم، طيلة ثلاثة قرون وربع قرن كاملة، من مواجهات عسكرية، وحصارات اقتصادية، كان ذلك كله لأنها وقفت موقفا تاريخيا شجاعا عندما تضامنت مع إخوانها المطرودين من الأندلس وكذلك من جراء كونها أصبحت قاعدة خلفية متقدمة للدولة العثمانية، التي أصبحت تهدد الوجود الأوربي لذلك قاوموها واستدرجوها إلى حيث استطاعوا إخراجها من جنوب شرق أوربا إلا في اسطنبول وضواحيها
وتعرضت الجزائر أيضا إلى تسرب عدد كبير من اليهود القادمين إليها، من الأندلس والذين احتكروا التجارة وكونوا طبقة اجتماعية وبرجوازية متميزة وفي غياب الوثائق لا نجزم أنهم كانوا أحد أطراف الصراع مع الحكومة الجزائرية.

إلى جانب استئثار العنصر الأندلسي واليهودي في أهم المجالات الحيوية بحكم الامتيازات التي تحصلوا عليها على حساب العنصر التركي، الذي ركز على الجانب العسكري، والعنصر الجزائري المهمش لاستلابه من حقوقه الأساسية لخوف الأتراك منه، لذلك قربوا إليهم اليهود والأندلسيين وعزلوا الجزائري، إلا فيما يهمهم من قريب ويخدم مصالحهم.

ونقدر ما ساهمت به الجالية الأندلسية في ترقية وازدهار المدن الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط إلا أن المدن الداخلية البعيدة عن الساحل سادها التخلف والفقر والجهل، لأنها كانت بعيدة عن الاحتكاك الحضاري، ولأنه عنصر الحياة، لعيش الأمم، واستمرارية مسيرتها.
مما أدى إلى التفاوت الاجتماعي والحضاري، بين سكان الساحل، وسكان الداخل. بل ذهبت بعض الأطراف إلى حد اعتبار أن المدن الجزائرية الساحلية لم تستفد استفادة حقيقية من التطورات السريعة التي كانت تعيشها أوربا في عصر النهضة الذي توج بظهور الثورة الصناعية.
وعليه فإن التطور النسبي للمدن الساحلية الجزائرية، لم يكن سوى قوة ظاهرية وتقدم مصطنع، باعتبار أن الجزائر اكتفت بالعيش من البحر وأهملت العمق الطبيعي والامتداد الجغرافي للجزائر بكل أبعادها.

iii- صدى طرد الأندلسيين وانعكساته على إسبانيا
1- الصدى الإيجابي: كانت عملية طرد المسلمين، ذات أبعاد إيجابية، وأخرى سلبية على إسبانيا، فمن جملة إيجابياتها، أنها حققت نصرين عظيمين، الانتصار على المسلمين، وافتكاك آخر مملكة منهم (غرناطة)، واكتشاف أمريكا سنة 1492، ووحدت السلطة وإعطائها للملك والقضاء على النظام الإقطاعي، والنبلاء الذين تخلصوا منهم بإرسالهم إلى الحروب.
كما استفادت إسبانيا من التركات والمخلفات التي خلفها المسلمون وراءهم عندما اجبروا على الرحيل من الأندلس فاستولت الحكومة الإسبانية على أموالهم وعقاراتهم وفنونهم وكتبهم.

لكن بعض المؤرخين الإسبانيين، يقولون بأن طرد المسلمين لم يؤد بالبلاد إلى الهاوية، وإنما هو كأي كارثة ستزول آثارها مع الزمن.
وإن أكبر استفادة حققها الإسبان في هذا الشأن، هو تحقيق شرط إزبيلا في طرد المسلمين من الأندلس وملاحقتهم حيثما هاجروا.
وأصبحت الأماكن الأثرية التي تعبر عن العبقرية الإسلامية في الإبداع الفني، مرتعا هاما للسواح الأجانب إلى إسبانيا وبالتالي حصولها على عملة صعبة كثيرة.
وإن كان الإسبانيون عملوا على إزالة العديد من الزخارف الموجودة في الآثار الإسلامية، بهدف تشويه سمعة المسلمين وحضاراتهم.
ومما لا شك فيه أن الإسبانيين قد استفادوا كثيرا من علوم وفنون المسلمين وطوروها، فكانت سببا في تقدمها وازدهارها.

2- الصدى السلبي: يرى كثير من النقاد، والمحللين السياسيين، في العصر الحديث أن إبادة المورسكيين كانت ضربة شديدة الوقع على إسبانيا.
لقد ظهر ضعفها أيام بعد النفي الجماعي للمسلمين، ففضلت كثير من العناصر النشيطة مغادرتها البلاد تاركة وراءها خرابا حقيقيا وإن أنكرته بعض الدراسات الإسبانية.

وإذا علمنا أن مدة الهجرة والتهجير قد استمرت زهاء قرنين من الزمن، أمكننا تصور حجم الكارثة على إسبانيا.
فقل إنتاجها الزراعي وكسدت تجارتها، وركدت صناعاتها إلى جانب تناقص سكانها.
وهكذا تكون إسبانيا قد فقدت روجها وقوتها العلمية والمدنية بتحطيم دولة الإسلام، وإبعاد المسلمين عنها
إن المجازر التي ارتكبتها إسبانيا في حق المسلمين، تعد وصمة عار في جبين الطبقة الإسبانية المثقفة، لأن الجهل عم حكامها وذلك بتسلط الرهبان المسيحيين على أغلب دواليب الحكم بها.

ومما يدل على قوة التأثير الإسلامي في الأندلس، فإن الأستاذ "لوسيار" يعطي لنا صورة مصغرة، عما كانت عليه إسبانيا قبل طرد المسلمين، فيقول: ((إذا كنا لا نستطيع تصديق المؤلفين العرب، الذين يقولون، انه كانت توجد على ضفتي الوادي الكبير، أربعة عشر ألف قرية، والأمر المحقق هو أن هذه الناحية، كانت على ازدهار عظيم)).

كيف لا تكون الكارثة على إسبانيا، إذا علمنا عن طريق المؤرخ الإسباني "نافاريتي"، على لسان عبد الرحمان الجيلالي، بأن هذا المؤرخ الإسباني أورد رقما يقدر بخمسة ملايين مطرود، منهم مليونان من اليهود بحيث كان مجموع سكان إسبانيا آنذاك لا يتجاوز الثمانية ملايين نسمة.
ولم تكتف إسبانيا، بما قامت به من طرد تعسفي اتجاه المسلمين، فراحت تلاحقهم للقضاء عليهم، وهكذا تكون إسبانيا قد حرمت نفسها من أحسن العاملين فيها وفقدت تجارتها، وخاصة عندما لجأت إلى نقل 28 ألف مطرود سنة 1609 إلى مدينة وهران التي كانت تحت سيطرتها آنذاك.
وأخيرا يمكن القول إن حضارة المسلمين بالأندلس التي دامت قرابة ثمانية قرون، حاولت يد الإثم والعدوان أن تنتقم من هذا الموروث الحضاري الإسلامي، إلا أنه ما زال يتحدى عوادي الزمن وأيادي الإجرام.

( وشكرا)
:d:d:d:d

شكراا اختى الاندلسيه الكريمه على هاته المعلومات

allamallamallam
2011-08-06, 05:56
:dj_17::dj_17::dj_17::dj_17::dj_17::dj_17::dj_17:: dj_17::dj_17::dj_17::dj_17:

allamallamallam
2011-10-07, 16:24
اى اخوتنا الاندلسيين الجزائريين

mahfoud
2011-10-09, 18:09
لكل مهتم بتاريخ الأندلس

اليكم هذه الوصلات :
تاريخ الأندلس من خلال مخطوط تاريخ الأندلس لإسماعيل بن أمير المؤمنين

http://www.saaid.net/book/9/2820.zip

تاريخ المسلمين في الأندلس للدكتور محمد سهيل طقّوش

http://www.adabwafan.com/display/product.asp?id=60763

تاريخ الاندلس المصور - د. طارق السويدان

http://www.4shared.com/get/yp-cve-_/_______-___.html?tsid=20111009-171552-d8bc9c43

choubi
2011-10-18, 21:30
في معرض حديثكم عن الأصول الأندلسية للجزائريين خاصة في المدن الساحلية وكما تعلمون أن جيجل كانت من بين الولايات التي كانت قلعة الجهاد ضد الإسبان والصليبيين عموما فان بربروس وعروج إتخذا من جيجل منطلقا لتحرير المدن الساحلية المجاورة كبجاية وباقي السواحل الأخرى كتيبازة وشرشال والجزائر العاصمة وتلمسان ( الغزوات) وكانت أول عاصمة للجزائر في العهد العثماني فأن كتب التاريخ تذكر أن البطلين عروج وخير الدين بربروس قد أنقذا خمسة سفن مقلة للمهاجرين الأندلسيين وأنزلهم في سواحل جيجل بعد أن رفض أمير جزائر بني مزغنة سالم التومي نزولهم في الجزائر المحروسة وأقطعوهم الضواحي للإستقرار والعيش لذلك لاأستغرب ولا أستبعد النسب الأندلسي لكثير من سكان الولاية ويتجلى ذلك في اللهجة التي تقترب كليا من اللهجة المغربية الأندلسية وتوجد العديد من العائلات والعشائر التي مازالت تحتفظ بنسبها الأندلسي كأولاد شبل في بني حبيبي و أولاد عبدوس بقبيلة لجناح بسيدي عبد العزيز .....وغيرها

allamallamallam
2011-11-15, 17:11
اغلب عرب الاندلس من قبائل يمنيه وقد ذكرها العلامه بن حزم الاندلسى و معهم قبائل قيسيه و قريشيه و قوط مستعربه و بربر مستعربه

allamallamallam
2012-07-20, 16:36
مرحبااا بكل الاندلسيين الجزائريين المتحضرين و اصحاب الذوق الراقى فى لباسهم و اكلهم و فنهم و كلامهم و زراعتهم ...... الخ

allamallamallam
2012-07-20, 16:39
في معرض حديثكم عن الأصول الأندلسية للجزائريين خاصة في المدن الساحلية وكما تعلمون أن جيجل كانت من بين الولايات التي كانت قلعة الجهاد ضد الإسبان والصليبيين عموما فان بربروس وعروج إتخذا من جيجل منطلقا لتحرير المدن الساحلية المجاورة كبجاية وباقي السواحل الأخرى كتيبازة وشرشال والجزائر العاصمة وتلمسان ( الغزوات) وكانت أول عاصمة للجزائر في العهد العثماني فأن كتب التاريخ تذكر أن البطلين عروج وخير الدين بربروس قد أنقذا خمسة سفن مقلة للمهاجرين الأندلسيين وأنزلهم في سواحل جيجل بعد أن رفض أمير جزائر بني مزغنة سالم التومي نزولهم في الجزائر المحروسة وأقطعوهم الضواحي للإستقرار والعيش لذلك لاأستغرب ولا أستبعد النسب الأندلسي لكثير من سكان الولاية ويتجلى ذلك في اللهجة التي تقترب كليا من اللهجة المغربية الأندلسية وتوجد العديد من العائلات والعشائر التي مازالت تحتفظ بنسبها الأندلسي كأولاد شبل في بني حبيبي و أولاد عبدوس بقبيلة لجناح بسيدي عبد العزيز .....وغيرها

شكراا اخى الجيجلى على المعلومات

و اكيد استوطن عرب الاندلس جيجل خاصة بعد نكبة السقوط و ..................................انت اعطيتنا امثله مشكور على هذا اخى الكريم

messaoud11972
2012-10-27, 16:41
السلام عليكم وصحى عيدكم ونشكركم على هذه المعلومات

allamallamallam
2012-12-06, 03:07
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااا

allamallamallam
2013-01-08, 02:42
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

allamallamallam
2013-06-26, 14:10
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

algsat
2013-06-29, 17:23
الأندلسيون المواركة هم آخر من تبقى بعد طرد المسلمين من الأندلس و قد هاجر أغلبهم إلى شمال إفريقيا و لكنهم عانوا الأمرين من سرقة و اعتداء و ما شابه

من طرف من تعرضو لسرقةوووو

مريم888
2013-06-30, 13:15
من طرف من تعرضو لسرقةوووو
من طرف قبيلة هبرة العربية

star1700
2013-06-30, 18:08
من طرف القبائل العربية

السلام عليكم

اختي مريم لماذا هذا الرد منك ؟ فإن كنتي في خلاف مع الأخ علام علام فما ذنب القبائل العربية ؟ خاصة و أنه لا دخل لها في هذا الموضوع لأن الأندلسيين سكنوا المدن الساحلية و الأغلبية في تلك المدن معروفة فهي للقبائل الأمازيغية بلا شك و إستقبلوا إخوتهم من أمازيغ و عرب و غيرهم من المسلمين إستقبال الأخ لأخيه .

و الحمد لله أنتي قرأتي مساهماتنا فيما يخص قبائل الجزائر بدون تمييز و كنت أول من حفز الأخوة على كتابة مواضيع تخص القبائل الأمازيغية و تستطيعين أن تراجعي ردودي فلن تجدي فيها ردا غير سوي بل بالعكس يشهد الله أننا في كل المنتديات العربية لا نسمح بأن يذكر إخوتنا الأمازيغ و لو بشق كلمة و هذا ليس منة منا بل واجب الأخوة و المحبة التي بيننا . مع تأكيدنا على وجوب الطرح الأكاديمي بعيدا عن كل عصبية مقيتة و الأيات و الأحاديث الشريفة واضحة في نهينا عن كل عصبية أو قبيلة و نحن هنا جميعا لأجل الحفاظ على موروثنا و تاريخنا المشترك .

و الكل له أصله و نسبه يميزه عن غيره لا لشيء إلا لنعرف بعضنا بعض و الآية الكريمة واضحة : ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) . فالعبرة بالتقوى و ليس بالحسب و النسب . و صدقيني أختي إذا خرجنا عن المنهج العلمي في طرح المواضيع فسنفتح باب البغض و العصبية التي قال عنها الرسول صلى الله عليه و سلم في حديث في البخاري :
أن رجلين من المهاجرين والأنصار تشاجرا فَقَالَ الأَنْصَارِى ُّيَا لَلأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِى ُّيَا لَلْمُهَاجِرِينَ. فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
مَابَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ.
فَقَالَ
دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
"يا أيها الناس ألا ‏إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا ‏لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلّغت؟ قالوا: بلّغ رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم".
و الأية الكريمة واضحة : ( ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )
و تفسيرها بإختصار ينهى تعالى عن السخرية بالناس ، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم ..........
و و الله لقد آلمني جدا كلمة كتبها أحد الأعضاء عنا حيث سمانا نحن بني هلال - بني كرواسان - و لم أرد عليه حتى لا نشعل فتنة خاصة إذا فهم أخي الكريم من وضع هذه العبارة أنه أخذتني العصبية و الحمية لبني قومي حتى لا نفرق بين المسلمين .

و يجب ان يفهم أني أعتز بنسبي و بأجدادي و بإنتمائي و عاداتي و تقاليدي و هذا حقي لكن بدون تعصب أو كره لمن لا يشترك معي في ذلك .

مريم888
2013-06-30, 20:09
السلام عليكم

اختي مريم لماذا هذا الرد منك ؟ فإن كنتي في خلاف مع الأخ علام علام فما ذنب القبائل العربية ؟ خاصة و أنه لا دخل لها في هذا الموضوع لأن الأندلسيين سكنوا المدن الساحلية و الأغلبية في تلك المدن معروفة فهي للقبائل الأمازيغية بلا شك و إستقبلوا إخوتهم من أمازيغ و عرب و غيرهم من المسلمين إستقبال الأخ لأخيه .

و الحمد لله أنتي قرأتي مساهماتنا فيما يخص قبائل الجزائر بدون تمييز و كنت أول من حفز الأخوة على كتابة مواضيع تخص القبائل الأمازيغية و تستطيعين أن تراجعي ردودي فلن تجدي فيها ردا غير سوي بل بالعكس يشهد الله أننا في كل المنتديات العربية لا نسمح بأن يذكر إخوتنا الأمازيغ و لو بشق كلمة و هذا ليس منة منا بل واجب الأخوة و المحبة التي بيننا . مع تأكيدنا على وجوب الطرح الأكاديمي بعيدا عن كل عصبية مقيتة و الأيات و الأحاديث الشريفة واضحة في نهينا عن كل عصبية أو قبيلة و نحن هنا جميعا لأجل الحفاظ على موروثنا و تاريخنا المشترك .

و الكل له أصله و نسبه يميزه عن غيره لا لشيء إلا لنعرف بعضنا بعض و الآية الكريمة واضحة : ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) . فالعبرة بالتقوى و ليس بالحسب و النسب . و صدقيني أختي إذا خرجنا عن المنهج العلمي في طرح المواضيع فسنفتح باب البغض و العصبية التي قال عنها الرسول صلى الله عليه و سلم في حديث في البخاري :
أن رجلين من المهاجرين والأنصار تشاجرا فَقَالَ الأَنْصَارِى ُّيَا لَلأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِى ُّيَا لَلْمُهَاجِرِينَ. فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
مَابَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ.
فَقَالَ
دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
"يا أيها الناس ألا ‏إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا ‏لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلّغت؟ قالوا: بلّغ رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم".
و الأية الكريمة واضحة : ( ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )
و تفسيرها بإختصار ينهى تعالى عن السخرية بالناس ، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم ..........
و و الله لقد آلمني جدا كلمة كتبها أحد الأعضاء عنا حيث سمانا نحن بني هلال - بني كرواسان - و لم أرد عليه حتى لا نشعل فتنة خاصة إذا فهم أخي الكريم من وضع هذه العبارة أنه أخذتني العصبية و الحمية لبني قومي حتى لا نفرق بين المسلمين .

و يجب ان يفهم أني أعتز بنسبي و بأجدادي و بإنتمائي و عاداتي و تقاليدي و هذا حقي لكن بدون تعصب أو كره لمن لا يشترك معي في ذلك .
اخي الكريم انا لم اختلق هذا الكلام بل هو حقيقة تاريخية و القبيلة التي اعتدت على الاندلسيين عربية هلالية تسمى هبرة
انا اقول لك ان التطرف يولد التطرف فذلك المدعو علام اكبر منافق على وجه الارض و هو الذي سبب التطرف و العنصرية في هذا المنتدى و انا ادعوك الى زيارة موقع اجابات جوجل لترى ما يقوله في حق الامازيغ من سب و شتم لا مثيل له حيث يستعمل عدة عضويات لذلك اما في منتديات الجلفة فيستعمل اسلوبا اخر
اتمنى تفهمك يا اخي و شكرا على طيبة اخلاقك التي تختلف تماما عن اخلاق الكذاب علام

star1700
2013-06-30, 21:14
اخي الكريم انا لم اختلق هذا الكلام بل هو حقيقة تاريخية و القبيلة التي اعتدت على الاندلسيين عربية هلالية تسمى هبرة
انا اقول لك ان التطرف يولد التطرف فذلك المدعو علام اكبر منافق على وجه الارض و هو الذي سبب التطرف و العنصرية في هذا المنتدى و انا ادعوك الى زيارة موقع اجابات جوجل لترى ما يقوله في حق الامازيغ من سب و شتم لا مثيل له حيث يستعمل عدة عضويات لذلك اما في منتديات الجلفة فيستعمل اسلوبا اخر
اتمنى تفهمك يا اخي و شكرا على طيبة اخلاقك التي تختلف تماما عن اخلاق الكذاب علام

أشكرك أختي مريم و نبدأ بالشق العلمي حيث إرجعي إلى إجابتك أنتي قلتي - القبائل العربية - و لم تقولي هبرة فهبرة قبيلة عربية فقط و ليست كل القبائل فأرجو أن تعدلي إجابتك و تذكري هبرة ثم تعطينا المصدر و بذلك تكون إجابة علمية .
و الجانب الثاني لنفرض ان الأخ علام فعل كما تقولين أنتي فلما تتحمل القبائل العربية كلها وزر أحد من أفرادها و الأية الكريمة واضحة قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} . فأنتي في مشكلة تخصك مع الأخ علام فمن المنطقي أن توجهي كلامكي له فقط و هذا شأنكما و هو كفيل بالرد و الدفاع عن نفسه . أما قضية التطرف يولد تطرف يكون ذلك عند فئات إجتماعية ليس لهل حظ من الفهم و الثقافة الإسلامية و الوعي لكن أنتم مثقفون و أصحاب علم و تعلمان أننا كلنا أبناء آدم و خيارنا خيار بدينه و خلقه لذا لا يجب أن تنزلقا إلى العصبية .

أما شتم أو سب إخوتنا الأمازيغ فهذا لا نرضى به أبدا مثل ما لانرضى بسب العرب و من يسب الامازيغ فهو يسبني و يشتمني و نحن نحذر كل من يفعل ذلك أن يتوقف و ان يتقي الله في إخوته

و أرجوكي أختي الفاضلة و نحن إخوة لكم و نعزكم و نقدركم و نحن مقبلين على شهر رمضان أن لا ننسى في خضم الجدال أننا مسلمون . و و الله يا أختي ما إنتصر حق بتجريح لكن الحق لا ينتصر إلا بالحجة و الدليل فالأخ يرد على أخيه بالدليل لينفي كلامه لكن أنا لاحظت بمجدر ما يضع أحد موضوع يهاجم في أول رد من أين أتيت بهذا الكذب ؟...... و شتائم و سب و هذا جني للذنوب و لن يغير من التريخ شيء .

نسأل الله العلي القدير أن يهدينا سبيل الرشاد و أن يغفر لنا جميعا و أن يوحد صفوفنا

allamallamallam
2013-07-02, 00:42
من طرف قبيلة هبرة العربية

ههههههههههههههه

قبيلة هبره الجزائريه العربيه الاصيله من قبائل بنى سويد التاريخيه تنتشر بين المحمديه و سيق فى معسكر الى جنوب مستغانم
جنوب هبره قبائل بنى شقران العامريه العربيه و منطقة قلعة هواره المستعربه و بنى راشد احد قبائل زناته المستعربه و الحشم احد قبائل بنى توجين الزناتيه المستعربه


هبره هى من القبائل التاريخيه الجزائريه انشقت على قبائل مجاهر العربيه لتشكل كيان قبلى لوحدها فى العصر التركى العثمانى

اما اذا كان منها بعض اللصوص ففكل مكان المليح و الحاير

سلام

مريم888
2013-07-02, 17:03
ههههههههههههههه

قبيلة هبره الجزائريه العربيه الاصيله من قبائل بنى سويد التاريخيه تنتشر بين المحمديه و سيق فى معسكر الى جنوب مستغانم
جنوب هبره قبائل بنى شقران العامريه العربيه و منطقة قلعة هواره المستعربه و بنى راشد احد قبائل زناته المستعربه و الحشم احد قبائل بنى توجين الزناتيه المستعربه


هبره هى من القبائل التاريخيه الجزائريه انشقت على قبائل مجاهر العربيه لتشكل كيان قبلى لوحدها فى العصر التركى العثمانى

اما اذا كان منها بعض اللصوص ففكل مكان المليح و الحاير

سلام
هههههههههههههه
هذا ما يقوله التاريخ يا علام و ما عليك الا ان تقرا كتاب عجائب الاسفار لابي راس الناصري لتعرف ذلك
كما قال المقري في كتاب "نفح الطيب" : "… فتسلط عليهم الأعراب ومن لا يخشى الله تعالى في الطرقات، ونهبوا أموالهم، وهذا ببلاد تلمسان وفاس، ونجا القليل من هذه المعرة .."

مريم888
2013-07-02, 17:09
أختي الفاضلة "مريم 888"...

دعكي من ذلك المدعو allamallamallam ولا تردي عليه في إجابات جوجل، فهو قد فر إلى ذلك المنتدى لأنه يوفر له عدة ميزات لا تتوفر في هذا المنتدى، وهي ما يلي:

- هو يقوم بطرح أكثر من 5 مواضيع يوميا هناك، ويكرر نفس الترهات التي يقولها في كل موضوع، بحيث ينهك الخصم في الرد عليه. اي أنه يعتمد على الأسلوب الغوبلزي "اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس".

- الإجابات في ذلك الموقع لا تظهر مرتبة حسب ترتيب كتابتها الزمني. إنما يقع ترتيبها حسب التقييم السلبي أو الإيجابي الذي تتحصل عليه. وكما هو معلوم، فإن ذلك العنصري يقوم بتسليب إيجاباتنا بمعرفاته المتعددة وفي المقابل يعطي نفسه عدة تقييمات إيجابية. ومن ثم يقوم بإغراق كل موضوع بعشرات المداخلات. فينتج عن ذلك أن مداخلاته (التي تقدر بالعشرات في كل موضوع) تظهر في اعلى الصفحة، أما ردودنا عليه فتظهر في اسفل الصفحة بعد مداخلاته الطويلة، بحيث أن القارئ في غالب الأحيان قد لا يتفطن لها.

- الأهم من ذلك كله هو ان حضرته لجأ هناك إلى أسلوب رخيص آخر يتمثل في إرسال عدة تقارير للمشرفين العروبيين في
ذلك المنتدى عن مداخلاتنا ومواضيعنا. فيقوم أولئك الاوغاد بحذف معظم مواضيعنا ومداخلاتنا وفوق ذلك حظر معرفاتنا (شخصيا تم حظري هناك عديد المرات وتم حذف المئات من مداخلاتي ومواضيعي).

يعني الرجل مريض نفسانيا وأساليبه رخيصة وساقطة وحقيرة بامتياز، ولا يعتمد في ذلك الموقع على قوة الحجة، إنما على الأساليب الرخيصة والقذرة. لذلك فإن الرد عليه في ذلك الموقع هو معركة خاسرة وهو مضيعة للوقت.

لذلك انصحكي أن تردي عليه في هذا المنتدى، اي أن تقومي بالرد على ترهاته التي يكتبها في موقع إجابات جوجل في هذا المنتدى.

وهذا ما شرعت أنا في القيام به، لكن الجبان allamallamallam استغاث بإخوانه في الإدارة الذين قاموا بحظري لمدة أسبوع وحذف بعض مواضيعي بحجة انني دائم التهكم من العرب، مع العلم أنني بهذا المعرف (barber77) كنت الاكثر تهذيبا بين الأعضاء سواء كانوا عربا او امازيغ، وكثيرون هم الأعضاء سواء كانوا عربا أم أمازيغ صدرت منهم عدة تجاوزات، لكن لم تعاقبهم الإدارة. إنما عاقبتني أنا بالذات (رغم كوني الأكثر أدبا كما بينت) لسبب بسيط، وهو أنني الاكثر نشاطا في هذا المنتدى ومواضيعي ومداخلاتي صارت تسبب إزعاجا كبيرا للعروبيين (طبعا أختي الفاضلة أنت وغيرك من الإخوة الامازيغ افضل مني واكثر نضالا مني، لكنني أتحدث عن الوضع في هذا المنتدى فقط).

انا احترت لحظرك لكنني اعلم ان علام علام هو من اشتكاك للمشرفين لانك كلامك علمي منطقي مؤكد بالمصادر و هذا طبعا يزعجه
انا اتمنى ان لا تترك المنتدى لان هذا ما يتمناه علام علام

lybou
2013-07-04, 18:03
أرأيت أختي ثاويزات... هذه الأساليب الصبيانية الخبيثة هي ما جعلت الأخ التونسي يقرر عدم العودة للمنتدى...
و الله إنها عصابة ظلامية تربت على الحقد و الكره منذ صغرهم، يا ربي السلامة كما لو أنهم رضعوا الحقد و الكره من أثداء أمهاتهم...
لا تقلقي أختي، فأنا هنا بت نبت... و الله لن أنزاح عن المنتدى، و كل من سولت له نفسه بالتعرض للأمازيغ بالسب و الشتم، سيلقى مني الصاع صاعين أو أكثر... أنا مروكي و راسي قاصح بحال الحجر...
و من خلال هذه الأساليب الصبيانية، تبين لي أن المنتدى تتم إدارته من طرف شلة شوفينية حاقدة الله ياخذ فيهم الحق في هاذ الشهر المبارك...
لماذا لم يتم حظر ذلك الكلب ؟!!!!

lybou
2013-07-04, 18:17
أين هي مشاركاتي بمعرفي "يزيم ابرباش" ؟!!!!! أين هي مداخلة الأخت ثاويزات كذلك ؟!!!
كتستروا فضايحكم اللي درتوها!!!
ألدرجة، الكذب و التزييف و الترهيب و تكميم الأفواه، وصلت بكم الوقاحة و النذالة أيها الأعرابيون لإسكات المناضلين و الباحثين عن الحق و الحقيقة!!! يا علام علام، أبهذه الطرق و الأساليب تصول و تجول في المنتدى أنت و شلتك الحاقدة!!!
لقد فضحتم أنفسكم...

thawizat
2013-07-04, 20:45
أوما أمروكي
ما لقيت ما نقول
ربي يهدي ما خلق
لا حول ولا قوة إلا بالله

مريم888
2013-07-04, 22:55
أين هي مشاركاتي بمعرفي "يزيم ابرباش" ؟!!!!! أين هي مداخلة الأخت ثاويزات كذلك ؟!!!
كتستروا فضايحكم اللي درتوها!!!
ألدرجة، الكذب و التزييف و الترهيب و تكميم الأفواه، وصلت بكم الوقاحة و النذالة أيها الأعرابيون لإسكات المناضلين و الباحثين عن الحق و الحقيقة!!! يا علام علام، أبهذه الطرق و الأساليب تصول و تجول في المنتدى أنت و شلتك الحاقدة!!!
لقد فضحتم أنفسكم...


نعم اخي للاسف هذا هو اسلوب علام علام و ليس في هذا المنتدى فقط
اتمنى ان لا تترك المنتدى مثل الاخ التونسي فهذا ما يريده ذلك الشخص
و انا اعرف اساليبه جيدا فهذا النوع من الاشخاص يجب ان تكون له بالمرصاد

allamallamallam
2013-07-05, 11:24
أين هي مشاركاتي بمعرفي "يزيم ابرباش" ؟!!!!! أين هي مداخلة الأخت ثاويزات كذلك ؟!!!
كتستروا فضايحكم اللي درتوها!!!
ألدرجة، الكذب و التزييف و الترهيب و تكميم الأفواه، وصلت بكم الوقاحة و النذالة أيها الأعرابيون لإسكات المناضلين و الباحثين عن الحق و الحقيقة!!! يا علام علام، أبهذه الطرق و الأساليب تصول و تجول في المنتدى أنت و شلتك الحاقدة!!!
لقد فضحتم أنفسكم...



اخى المصمودى المكناسي سليل قبيلة مصموده تاريخيه العريقه اقوى وا كبر قبائل البربر تاريخيا وحاضرااا

اسمحلى اقلك انك تدعى عليا زورااا

والله العظيم وانا احلفلك بالله العظيم ,,انا لست من يحضر الأخوه فى المنتدى و ليست لى القدره على هذا و لست من يشتكى للمشرفين و لست من الناس الذين يحبون تكميم الافواه ........و الله على ما اقول شهيد ثم المشرفيين يعلمون هذا

ايضا انا لست مع من يسب الناس و يصفهم بالكلاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اخى المكناسي ونحن ابناء أمه واحده و مله واحده هل يمكننا ان نناقش فى امور تاريخيه حساسه بكل رويه و هدوء و عقلانيه
وان نتقبل أراء بعضنا بكل احترام و اخوه فنحن فى الاخير كلنا اخوه على مذهب السنه و ابناء آدم و حوه


سلام

allamallamallam
2013-07-05, 11:30
نعم اخي للاسف هذا هو اسلوب علام علام و ليس في هذا المنتدى فقط
اتمنى ان لا تترك المنتدى مثل الاخ التونسي فهذا ما يريده ذلك الشخص
و انا اعرف اساليبه جيدا فهذا النوع من الاشخاص يجب ان تكون له بالمرصاد

يا الجيجليه مازلتى تهرجى علينا

ومازلتى تكذبى عليا و تتهمينى بالباطل


لكن الله تعالى يعلم انك كاذبه و ثم المشرفيين يعلمون انك كاذبه و ارجو ان يتدخل احد المشرفيين لكى يثبتوا كذبك امام الجميع


ثم لم تجيبينى هل انت هى مايا الجيجليه فى اجابات قوقل ....التى تتصف بالعنصريه القبليه البربريه و تكره اخوانها الجزائريين العرب خاصة الهلاليين

ان كان عندك النيف قولى الحقيقه

وما عسانى ان اقول الله يهديك يا بنت بلادى



سلام

lybou
2013-07-06, 18:16
اخى المصمودى المكناسي سليل قبيلة مصموده تاريخيه العريقه اقوى وا كبر قبائل البربر تاريخيا وحاضرااا

اسمحلى اقلك انك تدعى عليا زورااا

والله العظيم وانا احلفلك بالله العظيم ,,انا لست من يحضر الأخوه فى المنتدى و ليست لى القدره على هذا و لست من يشتكى للمشرفين و لست من الناس الذين يحبون تكميم الافواه ........و الله على ما اقول شهيد ثم المشرفيين يعلمون هذا

ايضا انا لست مع من يسب الناس و يصفهم بالكلاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اخى المكناسي ونحن ابناء أمه واحده و مله واحده هل يمكننا ان نناقش فى امور تاريخيه حساسه بكل رويه و هدوء و عقلانيه
وان نتقبل أراء بعضنا بكل احترام و اخوه فنحن فى الاخير كلنا اخوه على مذهب السنه و ابناء آدم و حوه


سلام
إن لم تكن أنت، فمن يقوم بهذه الأساليب الصبيانية ؟!!!
هناك إثنان، يا إما أنت، أو ذلك الكلب الحقير zozman!!!
و أؤكد لك إن أعاد ذلك الكلب أو أي شخص غيره مثل ذلك التصرف، فسأسمعه ما لم يسمعه طيلة حياته...
نتناقش، ok، أما الضرب تحت الحزام، فأنا سيده...

thawizat
2013-07-06, 19:13
ايضا انا لست مع من يسب الناس و يصفهم بالكلاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



سلام

أرجو منك أن لا تستغل إنفعال الأخ لأنك تعلم جيدا أخلاقه
هو قال كذلك على ذلك العبد
لأنه لو قال برابرة بلا تاريخ و لا حضارة لقلنا جاهل ربي زده علما
أو إذا كان يعلم لكن يصر على قوله فهو داغل حقود ربي يشفيه
لكن أن يقول بأننا بلا شرف ، هنا هذا خط أحمر وغير مسموح إطلاقا وحسبي الله ونعم الوكيل .
أنظر فقط إلى ما قاله الأخ الكريم star1700:
و الله لقد آلمني جدا كلمة كتبها أحد الأعضاء عنا حيث سمانا نحن بني هلال - بني كرواسان -
يعني بني كرواسان مؤلمة جدا فما بالك بلا شرف.
والمؤسف أكثر إنه لما رد عليه الأخ izem abarbach تم حظره، لذلك غضب وقال ما قاله .
لقد فهمت جيدا لماذا قرر الأخ التونسي مغادرة هذا المنتدى.
والله شيء مؤسف جدا
لا يهم إن كنت أنت أو غيرك
المهم هو هذا التصرف.

مريم888
2013-07-06, 19:25
يا الجيجليه مازلتى تهرجى علينا

ومازلتى تكذبى عليا و تتهمينى بالباطل


لكن الله تعالى يعلم انك كاذبه و ثم المشرفيين يعلمون انك كاذبه و ارجو ان يتدخل احد المشرفيين لكى يثبتوا كذبك امام الجميع


ثم لم تجيبينى هل انت هى مايا الجيجليه فى اجابات قوقل ....التى تتصف بالعنصريه القبليه البربريه و تكره اخوانها الجزائريين العرب خاصة الهلاليين

ان كان عندك النيف قولى الحقيقه

وما عسانى ان اقول الله يهديك يا بنت بلادى



سلام
عندما تعترف انك عامر الهلالي ساجيبك على سؤالك

lybou
2013-07-06, 20:06
أرجو منك أن لا تستغل إنفعال الأخ لأنك تعلم جيدا أخلاقه
هو قال كذلك على ذلك العبد
لأنه لو قال برابرة بلا تاريخ و لا حضارة لقلنا جاهل ربي زده علما
أو إذا كان يعلم لكن يصر على قوله فهو داغل حقود ربي يشفيه
لكن أن يقول بأننا بلا شرف ، هنا هذا خط أحمر وغير مسموح إطلاقا وحسبي الله ونعم الوكيل .
أنظر فقط إلى ما قاله الأخ الكريم star1700:
و الله لقد آلمني جدا كلمة كتبها أحد الأعضاء عنا حيث سمانا نحن بني هلال - بني كرواسان -
يعني بني كرواسان مؤلمة جدا فما بالك بلا شرف.
والمؤسف أكثر إنه لما رد عليه الأخ izem abarbach تم حظره، لذلك غضب وقال ما قاله .
لقد فهمت جيدا لماذا قرر الأخ التونسي مغادرة هذا المنتدى.
والله شيء مؤسف جدا
لا يهم إن كنت أنت أو غيرك
المهم هو هذا التصرف.
و الله يا أوثما ثاويزات لا تعرفين مدى الألم الكبير الذي سببه لي كلام ذلك الكلب الحقير... و زد على ذلك يتم حظري... ألهذه الدرجة وصلت درجة الحقد!!!
و أعيدها مرة أخرى، من يتعرض لقومي أحبابي بسب أو شتم أو لمز، فلن يسره ما سيبدر مني المرة القادمة...

thawizat
2013-07-06, 20:33
و الله يا أوثما ثاويزات لا تعرفين مدى الألم الكبير الذي سببه لي كلام ذلك الكلب الحقير... و زد على ذلك يتم حظري... ألهذه الدرجة وصلت درجة الحقد!!!
و أعيدها مرة أخرى، من يتعرض لقومي أحبابي بسب أو شتم أو لمز، فلن يسره ما سيبدر مني المرة القادمة...

أكيد أنا أتفهمك أخي الكريم
سهل جدا أن تسب الناس من وراء الشاشة
لكن ماذا ربح دعوات و زيد أثبت جهله و قد نضخ إنائه بما فيه
و أكيد أخي لن نسكت عن هذا لكن ليس بنفس الأساليب

zozman
2013-07-06, 22:39
دعك اخي من البرابرة !

DZAYER*
2013-07-06, 22:57
allamallamallam

اريد القول لهذا الزميل أن لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار و يعاكسه في الاتجاه

انت تزرع الكراهية و الحقد العرقي و لن تحصد إلا هذا


صدقني الحياة اقصر من ان نقضيها في الكراهية

كان لدي نظرة جيدة حول القبائل العربية في بعض مناطق شمال افريقيا
لكن بالنظر لأسلوبك فأظن أنني كنت مخطأ

DZAYER*
2013-07-06, 23:00
دعك اخي من البرابرة !

بربري و فخور

التاريخ لم يكتب عن الامازيغ دفن بناتهم أحياء
لجهل أولئك القوم بعث الله الرسول فعلمهم حتى كيف ينظفون أنفسهم و لا يقتلوا بناتهم

DZAYER*
2013-07-06, 23:02
يبدوا أن هذا المنتدى شوفيني و عنصري
شعوب عالم ثالث قبلية لا تقرأ

حالتكم يرثى لها

lybou
2013-07-06, 23:05
أكيد أنا أتفهمك أخي الكريم
سهل جدا أن تسب الناس من وراء الشاشة
لكن ماذا ربح دعوات و زيد أثبت جهله و قد نضخ إنائه بما فيه
و أكيد أخي لن نسكت عن هذا لكن ليس بنفس الأساليب
ثانميرت أوثما ثاويزات أوثما مريم...

lybou
2013-07-06, 23:07
دعك اخي من البرابرة !
هللوا و زغردوا للأعرابي الحافي العاري الجلف...

lybou
2013-07-06, 23:12
بربري و فخور

التاريخ لم يكتب عن الامازيغ دفن بناتهم أحياء
لجهل أولئك القوم بعث الله الرسول فعلمهم حتى كيف ينظفون أنفسهم و لا يقتلوا بناتهم
صدقت أخي، لا وجه للمقارنة إطلاقا...
في الوقت الذي كانت تدفن البنات حيات شرقا، كانت مثيلاتهن تحكمن غربا...

مريم888
2013-07-06, 23:58
دعك اخي من البرابرة !

هل نسيت همجية اجدادك اللصوص قطاع الطرق سارقي الحجر الاسود؟

thawizat
2013-07-07, 10:43
دعك اخي من البرابرة !

عندك لحق قول واش حبيت
قلت اننا برابرة بلا شرف
وتم حظر من رد عليك
لا عجب ولا جرم
إن قلت وقلت
لكن أنت سفيه داغل جاهل لا قيمة لك
لا تعرف إلا لغة السب
أشفق عليك
احليل راك تغيض

king obox
2013-07-07, 15:21
شكرا اخي الكريم

allamallamallam
2013-07-08, 11:51
إن لم تكن أنت، فمن يقوم بهذه الأساليب الصبيانية ؟!!!
هناك إثنان، يا إما أنت، أو ذلك الكلب الحقير zozman!!!
و أؤكد لك إن أعاد ذلك الكلب أو أي شخص غيره مثل ذلك التصرف، فسأسمعه ما لم يسمعه طيلة حياته...
نتناقش، ok، أما الضرب تحت الحزام، فأنا سيده...

اخى المكناسي

لقد حلفت لك انى لست انا و الله تعالى يشهد ثم المشرفين

ثم انا اخى ضد ما قاله الأخ زوزمان

انا احترم كل اخوانا من بربر او امازيغ فهم اخوانى و اخوالى و اهلى

شوكراا

allamallamallam
2013-07-08, 11:54
دعك اخي من البرابرة !

معليش اخى زوزمان

هؤلاء البرابره هم دمنا و لحمنا وهم اخوالنا و اصهارنا و اهلنا و اخواننا فى الله قبل كل شيء

يعنى هم منا و نحن منهم

لذالك اخى زوزمان دعك من هاته الاقوال

ثم اخى زوزمان عندما تكون غاضب لا تحاول ان تعلق اجلس ثم تنفس قليلا و تدبر ثم علق

وانا متأكد انك انسان طيب وتحب اخوانك مهما كان اصلهم وفصلهم ومهما كانوا برابره او عربان

وحتى الذين اخطأوا فى حق عرب الجزائر و الهلاليين الجزائريين و سبوهم وشتموهم
يمكن ان نناقشهم ونرجعهم الى جادة الصواب

وارجوا انك تتقبل رأيى بصدر رحب


سلام

thawizat
2013-07-08, 15:02
أهلا بعودتك أخي الكريم

lybou
2013-07-08, 17:47
للأسف، انا سريع الغضب والانفعال، وهذا ما جعلني أقرر ترك المنتدى.

لكن نفس الأمر (سرعة الغضب والانفعال) هو ما جعلني أقرر العودة للرد على أراجيف العروبيين.
و على هاد الرجعة الحلوة، ليك مني زغروتة خويا التونسي
يويويويويويويويويويويويويويويويويويويويويويويويو.. .........

lybou
2013-07-08, 17:48
اخى المكناسي

لقد حلفت لك انى لست انا و الله تعالى يشهد ثم المشرفين

ثم انا اخى ضد ما قاله الأخ زوزمان

انا احترم كل اخوانا من بربر او امازيغ فهم اخوانى و اخوالى و اهلى

شوكراا
آمنا بالله...

allamallamallam
2013-07-08, 20:33
للأسف، انا سريع الغضب والانفعال، وهذا ما جعلني أقرر ترك المنتدى.

لكن نفس الأمر (سرعة الغضب والانفعال) هو ما جعلني أقرر العودة للرد على أراجيف العروبيين.

كما كنت أتوقع بالضبط انك ستعود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صح يا اخونا التونسي

اتمنى هاته المره وليس ككل المرات ان لا تكون سريع الغضب ...فسرعة الغضب خصلة ليست من خصال المحامى الناجح

لك كل الحريه فى الرد على من تصفهم بالعروبيين لكن فى اطار الأداب العامه و الاخلاق الحميده

وتذكر دائما و اخير ان العرب و البربر فى شمال افريقيا هم اخوه ومن يحاول ان يفرق بينهم هو ظالم

على كل حال للمره الألف أقول لك مرحبا و مرحبا بانتقاداتك ليا

سلام

~~ أغيلاس ~~
2013-07-08, 21:24
السلام عليكم،

دخلت لأجد معلومات عن الأندلسيين فإذا بالمجاهدين يجاهدون ضد بعضهم البعض

هههههههههههههههههههههههههههههه

،

لو كنا زمن بعثة النبي صلى الله عليه و سلم لرُبما قاتل جزء من المجاهدين في هذا الموضوع مع أبي جهل و امية ابن خلف و لقاتل الجزء الآخر مع الكاهنة و كسيلة،

:1:،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

رمضان مبارك إخوتي،

متنساوش،

رانا في 2013

:1:

ـــــــــــــــــــــــــ

.

rihab farhat
2013-07-08, 23:00
merciiiiiiiiiiiiiii pour les infos

ouahed
2013-07-08, 23:38
بارك الله فيك على الطرح القيم

allamallamallam
2013-07-09, 14:11
شكرا لك أختي الفاضلة.

شكرا لك أخي الكريم.

بخصوص الزغروطة، لماذا الزغروطة المغربية والجزائرية تختلف عن زغروطة باقي الدول الناطقة بالعربية.:

" واراراراراري"؟

شكرا لك اخي الكريم على حسن أخلاقك،

والله أنت شخصيا احترت في امرك، فتارة أحسبك شيطانا وتغضبني أشد الغضب، وتارة أحسبك ملاكا إلى درجة أنني أخجل على نفسي وأتمنى أن لا أسيء لك مطلقا.

على العموم، اسأل رب هذا الكون ان يوفقني لأن أصير من أشد الناس حلما.

شكرا لك.



يا خويا التونسي العفو وانشاء الله يار بى ما تغضبش هاته المره ....لكن اعتقد ان قلبك ابيض لأن من فيهم هاته الخصله عادة يكونوا اصحاب قلوب بيضاء و طيبه تجده سريع العضب ثم يطلب السماح

وانا ادركت ذالك وانا لن اغضب منك صدقنى

كذالك

انا لست شيطان ولا ملاك

انا فقط متتبع للتاريخ و احب التمعن فيه وانا لى بعض الافكار أريد ان ادافع عليها و انا متمسك بها وفى نفس الوقت انا احترم كل التنوع الثقافى و العرقى فى منطقتنا و كذالك احترم الآراء المخالفه

ربما يرانى البعض ان أبالغ فى الدفاع على أفكارى و أرائى لكن لا يسعنى الا ان ادافع على فكرتى و فى نفس الوقت اتقبل الأراء المعارضه


شكرااا

lybou
2013-07-09, 15:52
[QUOTE=barber77;1053478590]شكرا لك أختي الفاضلة.

شكرا لك أخي الكريم.

بخصوص الزغروطة، لماذا الزغروطة المغربية والجزائرية تختلف عن زغروطة باقي الدول الناطقة بالعربية.:

" واراراراراري"؟


أخي التونسي، الزغروطة قديمة قدم العهود في الشمال الإفريقي، و من الشعوب المعروفة قديما بالزغرطة، الأمازيغ، المصريين القدماء، و الهنود الحمر. و كانت الزغروطة تدخل في طقوس العبادات الوثنية و كذلك الطقوس الحربية خصوصا لدى الأمازيغ القدماء. و لازالت بعض المظاهر تتتواجد لدى بعض الأمازيغ حاليا لاكن بصيغة أخرى، حيث عندما يموت الشاب أو الشابة الأعزبين، فعند خروجهما مباشرة من باب المنزل محمولين على النعش إلى المقبرة، تزغرد النساء...و كذلك لو لاحظت في ألعاب الفروسية (الفانتازيا أو التبوريدة) و هي عادة أمازيغية شمال إفريقية بامتياز، تزغرد النساء ليلهبن شجاعة الفرسان...
أنت محق أخي، الزغرطة الشمال إفريقية مغايرة لمثيلتها المشرقية (الخليج و الشام و الهلال الخصيب) خصوصا الشامية حيث تنتهي بأصوات مثل وهاها...

allamallamallam
2013-07-10, 13:21
[QUOTE=barber77;1053478590]شكرا لك أختي الفاضلة.

شكرا لك أخي الكريم.

بخصوص الزغروطة، لماذا الزغروطة المغربية والجزائرية تختلف عن زغروطة باقي الدول الناطقة بالعربية.:

" واراراراراري"؟


أخي التونسي، الزغروطة قديمة قدم العهود في الشمال الإفريقي، و من الشعوب المعروفة قديما بالزغرطة، الأمازيغ، المصريين القدماء، و الهنود الحمر. و كانت الزغروطة تدخل في طقوس العبادات الوثنية و كذلك الطقوس الحربية خصوصا لدى الأمازيغ القدماء. و لازالت بعض المظاهر تتتواجد لدى بعض الأمازيغ حاليا لاكن بصيغة أخرى، حيث عندما يموت الشاب أو الشابة الأعزبين، فعند خروجهما مباشرة من باب المنزل محمولين على النعش إلى المقبرة، تزغرد النساء...و كذلك لو لاحظت في ألعاب الفروسية (الفانتازيا أو التبوريدة) و هي عادة أمازيغية شمال إفريقية بامتياز، تزغرد النساء ليلهبن شجاعة الفرسان...
أنت محق أخي، الزغرطة الشمال إفريقية مغايرة لمثيلتها المشرقية (الخليج و الشام و الهلال الخصيب) خصوصا الشامية حيث تنتهي بأصوات مثل وهاها...


لكن اخى المكناسي فى ما يخص الزغروته نا أراها متشابها فى كل الوطن العربى

يعنى لما تذهب الى مصر تجد نفس الزغروته فى الجزائر ربما هناك اختلاف فى الصولفاج ولكن آلية الزغروته نفسها بتحريك اللسان و ااخراج صوت ووضع اليد فوق الشفه العليه

انا مازلت اتساءل لمادذا االفرنسيين و الاسبان لا يزغرتون خاصة الاسبان رغم انهم عاشوا بجوار البربر لقرون
بمعنى آخر

ما هو اصل الزغروته ...هل الزغروته اصلها عربى ام بربرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اظن ان الزغرونه اصلها عربى ثم انتقلت الى البربر بقدوم العرب المسلمين الى بلاد المغرب و الله اعلم لأن آلية الزغرته متشابه فى كل الوطن العربى من ا لمحيط الى الخليج

اما صولفاج و لحن الزغروته فهو يختلف من مكان الى آخر حتى نحن فى الجزائر زغروته العاصميه تختلف على الزغروته القبايليه و تختلف على الزغروته القنسطينه او الوهرانيهه لكن الاليه هى نفسها
وتعد الزغروته العاصميه مميزة فى لحنها على بقية الاماكن فى الجزائر فى العاصمه يسمونها التوالويله وفى الشرق الجزائرى يسموها التزغريته


شوكراا

allamallamallam
2013-07-10, 16:56
[QUOTE=allamallamallam;1053500405]
هل الزغرودة لدى الهنود الحمر أيضا من أصول عربية؟

الزغرودة مشتركة بين عدة شعوب وأمم دون أن يكون هناك أي اتصال جغرافي بينها.

أي أن الزغرودة منتشرة في دول الهلال الخصيب ومصر وتمازغا قبل مقدم العرب.

وكل من تلك الدول لها زغرودة خاصة بها تختلف عن بقية الزغاريد.

هناك ممثلة جزائرية تشارك في أحد المسلسلات التونسية، وهي تزغرد على الشكل التالي:

"يوي يوي يوي يوي يوي يوي".

وهي تختلف اختلافا جذريا عن الزغروطة التونسية "واراراراراراري".

فما بالك بزغاريد باقي الدول الناطقة بالعربية؟

هاته الزغروته التى رأيتها فى المسلسل التونسي

هى زغروته العاصميه و التى تختلف على زغروتة الشرق الجزائرى

والتى تشبه زغروتة التوانسه ورررررررىىىىىىىىىىىىىىى


سلام

lybou
2013-07-10, 18:53
[QUOTE=lybou;1053486820]


لكن اخى المكناسي فى ما يخص الزغروته نا أراها متشابها فى كل الوطن العربى

يعنى لما تذهب الى مصر تجد نفس الزغروته فى الجزائر ربما هناك اختلاف فى الصولفاج ولكن آلية الزغروته نفسها بتحريك اللسان و ااخراج صوت ووضع اليد فوق الشفه العليه

انا مازلت اتساءل لمادذا االفرنسيين و الاسبان لا يزغرتون خاصة الاسبان رغم انهم عاشوا بجوار البربر لقرون
بمعنى آخر

ما هو اصل الزغروته ...هل الزغروته اصلها عربى ام بربرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اظن ان الزغرونه اصلها عربى ثم انتقلت الى البربر بقدوم العرب المسلمين الى بلاد المغرب و الله اعلم لأن آلية الزغرته متشابه فى كل الوطن العربى من ا لمحيط الى الخليج

اما صولفاج و لحن الزغروته فهو يختلف من مكان الى آخر حتى نحن فى الجزائر زغروته العاصميه تختلف على الزغروته القبايليه و تختلف على الزغروته القنسطينه او الوهرانيهه لكن الاليه هى نفسها
وتعد الزغروته العاصميه مميزة فى لحنها على بقية الاماكن فى الجزائر فى العاصمه يسمونها التوالويله وفى الشرق الجزائرى يسموها التزغريته


شوكراا
كلا أخي أنت مخطئ، فالزغردة الشمال إفريقية لا تشبه مثيلتها المشرقية...
نعم الزغردة المصرية مثل الشمال إفريقية خصوصا و أنهم متقاربين جينيا، جغرافيا، و كذلك أنه كان تبادل ثقافي بين الشعبين منذ آلاف السنين قبل الميلاد...
أصل الزغرودة فطري، لا أمازيغي و لا أعرابي... إنما هناك أقوام سبقت الأخرى في ابتكارها، كما أنه هناك من لم تكن عنده أصلا، فاقتبسها من قوم آخرين أحتك بهم...
هههههههههه... ألازلت مصرا على أن العرب أتوا بكل شيئ!!! سبحان الله...
إذن، يبدو أن هناك فصلا تاريخيا لم يدون، فعقبة لما وصل الأطلسي، قطع البحر بحاملات الطائرات حتى القارة الأمريكية ففتحها، و نشر الإسلام فيها، و لذلك نجد الزغاريد موجودة أيضا لدى الهنود الحمر!!!
هههههههه.... نخبرك أن الزغاريد كانت هنا قبل أن يكون للعرب ذكر في التاريخ!!!

lybou
2013-07-10, 18:57
رمضان مبارك لجميع الإخوة و للعالم الإسلامي أجمع... و صح فطوركم و ما تكتروش من الما لتنفخخ كرشكم...

allamallamallam
2013-07-11, 23:42
رمضان مبارك لجميع الإخوة و للعالم الإسلامي أجمع... و صح فطوركم و ما تكتروش من الما لتنفخخ كرشكم...

رمضان مبارك

ومتكثرش من الماء يا المكناسى ؟

الرڨيڨ
2013-08-04, 14:21
السلام عليكم
عند سقوط الأندلس هاجر أغلب أهل الأندلس إلى كل المغرب الأدنى و الأوسط و الأقصى أي تونس الجزائر و المغرب و تواجدوا بمعظم المدن الساحلية و الداخلية فهم في وهران تلمسان و العاصمة و بجايةو البليدة و قسنطينة

جيجل و دلس ايضا

mohammed25
2013-08-04, 15:37
الى كل الاعضاء من فضلكم لا تتفاعلو مع العضو المسمى علام انه شخص دنيئ منافق لا هوية له كذاب معقد من الامازيغ ويسعى دائما الى طمس وتزييف الحقائق التاريخية ومعلوماته لاصحة لها حيث انه في موضوع من المواضيع تطاول حتى على عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها وهو يدخل الى المنتدى بعدة اسماء منها علام اغيلاس زوزمان حذاري ايها الاخوة

allamallamallam
2013-08-04, 18:19
الى كل الاعضاء من فضلكم لا تتفاعلو مع العضو المسمى علام انه شخص دنيئ منافق لا هوية له كذاب معقد من الامازيغ ويسعى دائما الى طمس وتزييف الحقائق التاريخية ومعلوماته لاصحة لها حيث انه في موضوع من المواضيع تطاول حتى على عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها وهو يدخل الى المنتدى بعدة اسماء منها علام اغيلاس زوزمان حذاري ايها الاخوة

انت غير صادق

انا لم اتطاول على امى السيده عائشه وانت هنا تقول بهتان

الله يهديك هل الغيره تفعل فى صاحبها كل هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يا

اخى مره اخرى انا امد لك يدى لأصافحك و ان نتحاور بهدوء و حضاره

سلام

mohammed25
2013-08-04, 22:28
هات برهانك على كلامك عن السيدة عائشة رضي الله عنها. و انا لا اتصالح مع حاسد باغض مجرد ان اجداده تاريجهم اسود من وقت الرسول صلى الله عليه وسلم يريد ان يطمس الحقيقة ويتطاول على اسياده الامازيغ بتشويه تاريخهم لكل تاريخه اذا كان اجدادك من الحثالى هذا ليس مشكل الامازيغ على الاقل اعترف باخطائهم حتى تبين للناس حسن نيتك ولكل واحد تاريخه تكلم عن اصلك يا اخي فللامازيغ تاريخ في غنى عن امثالك


هلالي يعلمني تاريخ اجدادي والله هدي التالية

allamallamallam
2013-08-05, 13:32
هات برهانك على كلامك عن السيدة عائشة رضي الله عنها. و انا لا اتصالح مع حاسد باغض مجرد ان اجداده تاريجهم اسود من وقت الرسول صلى الله عليه وسلم يريد ان يطمس الحقيقة ويتطاول على اسياده الامازيغ بتشويه تاريخهم لكل تاريخه اذا كان اجدادك من الحثالى هذا ليس مشكل الامازيغ على الاقل اعترف باخطائهم حتى تبين للناس حسن نيتك ولكل واحد تاريخه تكلم عن اصلك يا اخي فللامازيغ تاريخ في غنى عن امثالك


هلالي يعلمني تاريخ اجدادي والله هدي التالية

واين المشكل اخوك هلالى بن بلدك و ملتك و لغتك يعلمك التاريخ

mohammed25
2013-08-05, 17:06
واين المشكل اخوك هلالى بن بلدك و ملتك و لغتك يعلمك التاريخ

تاريخ اسيادك الامازيغ معروف وهو في غنى عن تعريفك اما تاريخكم المظلم بالشر تريد تنويره على حساب الامازيغ لكن هيهات تبقى الاسود اسودا والكلاب كلابا

نحن لسنا من ملتكم ولسنا اشقاء المنافقين

allamallamallam
2013-08-05, 21:26
تاريخ اسيادك الامازيغ معروف وهو في غنى عن تعريفك اما تاريخكم المظلم بالشر تريد تنويره على حساب الامازيغ لكن هيهات تبقى الاسود اسودا والكلاب كلابا

نحن لسنا من ملتكم ولسنا اشقاء المنافقين

لكن ملتنا واحده ونحن عند الله اخوه

سلام

mohammed25
2013-08-07, 13:39
لكن ملتنا واحده ونحن عند الله اخوه

سلام لا تحشر نفسك مع الامازيغ يا هلالي يا دخيل فانت معقد منا وتهاجمنا دائما وحاقد علينا فكيف لك ان نكون اخوة يا منافق وانك لم تجاوب على سؤالي وتتهرب في كل مرة انت قلت ان السيدة عائشة سبت الكفار في حضرت الرسول هات برهانك ان كنت صادق

نورالدين5
2013-08-09, 23:59
بارك الله فيك و جزاك خير الجزاء

allamallamallam
2013-08-10, 13:08
لا تحشر نفسك مع الامازيغ يا هلالي يا دخيل فانت معقد منا وتهاجمنا دائما وحاقد علينا فكيف لك ان نكون اخوة يا منافق وانك لم تجاوب على سؤالي وتتهرب في كل مرة انت قلت ان السيدة عائشة سبت الكفار في حضرت الرسول هات برهانك ان كنت صادق

اخى نعم احشر انفى

البربر اخوالى ومن حقى ان اقول كلمة فى تاريخ اخوالى


ثم انا قتلك ألف مره انا لم اتكلم على أمى عايشه رضى الله عنها و لا علم لى هل سبت الكفار فى حضرت سيدنا رسول الله

لذالك لا تعدلى هذا الكلام مره اخرى

وتعالى معى الى نقاش حضارى ثقافى غير متطرف على تاريخ بلادنا الجزائر
سلام