المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رســـــــــــــالة الى المربيــــن


الهاشمي محراد
2015-02-19, 15:28
رسالة إلى المربّين
*..إنّ الله سائل كل راع عمّا استرعاه حفظ أم ضيّع..*
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
لأنكم أزهى باقة من أغلى الورود ، زملائي الأساتذة ارتأيت أن يكون اول موضوع اضعه بين ايدكم في هذا المنتدى هو هذه الكلمات علّها تفيدني و إياكم في مهنتنا أو في حياتنا عموما .
صفات المربي الناجح :
أ – القدوة : هي عمدة الصفات كلّها ، بل عليها تبنى جميع صفات المربي الناجح ، و إنّ مربيا غير قدوة ككاتب على الماء لا يرى لما يكتب أثرا، فلا وعظه ينفع و لا كلامه يسمع و لا توجيهاته تنفذ . فالطفل إذا ما افتقد القدوة فيمن يربيه فسوف يفتقد كل شيء و لن يفلح معه حينئذ وعظ و لا عقاب و لا ثواب ،و كيف لا و قد رأى الكبير يفعل ما ينهاه عنه .
إنّ عين الطفل مسلطة عليك كاالميكروسكوب، ترى فيك الأشياء الصغيرة واضحة تماما، فالنظرة المحرّمة التي تختلسها و الكلمة البذيئة التي تنطق بها سريعا و غيرها من التصرفات الخاطئة يستقبلها الصغير فيخزنها و يفعل مثلها إن لم يكن أسوأ ، و حينئذ لا تستطيع ان تنهاه و إلا قال لك : " أنت فعلت ذلك و انا افعل مثلك " و هذا ليس عنادا بل تقليد، فانت الكبير و هو يحبك و يفعل مثلما تفعل تماما ليتشبه بك.
ب – الصلة بالله : هي صفة لا غنى للمربي عنها و من قصّر في صلته بالله فلا يرى قلوبا مفتوحة له و لا آذانا صاغية تستقبل بحب ما يقوله و ما يفعله ، و العكس إذا كنت تحسن الصلة بالله فالله يبارك في القليل فيستجيب الصغار لك أسرع مما تتخيل .و يظهر منهم حسن الخلق في وقت الجدّ أو حتى أثناء اللعب و الفسح.
ج – النفس العظيمة : المربي لابد أن يكون عظيم النّفس همّته عالية و إرادته قوية و نفسه طويل ، لا يطلب سفاسف الأمور ، يعلم أنّ تربية الأولاد في الإسلام فنّ له عقبات كما له حلاوة و أجر عظيم ، لذلك يسعى جاهدا ان يجعلها لله و يضّحي من أجلها براحته و بماله و بكل شيء عنده.
د – يألف و يؤلف : من صفات المربي أن يألف الصغار و يحبهم و لا يأنف الجلوس معهم ، يتبسط في حديثه و يتواضع ..يمزح و يلعب .. يلين و لا يشتد... يعطي كثيرا بلا مقابل و لا تفارقه الإبتسامة، و كذلك يؤلف عند الصغار و إلا فلا يتصدى للتعليم و لا للتربية ، فهي مهمة ليس أهلا لها إذ أنه دائم التجّهم شديد عنيف لا تعرف الرحمة طريقا إلى قلبه، فويل لأبنائه منه.
هـ – ضبط النفس : إنّ الغضب و العصبية و الجنونية من الصفات السلبية في العملية التربوية، فإذا ملك الإنسان نفسه عند الغضب و كظم غيضه كان ذلك فلاحا له و لأولاده، فالمقصود بضبط النفس ان تغضب و لكن ليس من قلبك و تعاقب بمزاجك..تعاقب و أنت تهدف من وراء العقاب شيئا مهّما و هو التربية و تغيير السلوك السلبي الخاطىء إلى سلوك إيجابي صحيح ، فلا تعاقب كردّ فعل سريع للخطأ من غير أن تنوي قبل العقاب أن تغيّر من سلوك الصغير، و إلا فأنت حينئذ تكون قد عاقبت بالغضب و الصياح بدلا من التصحيح الهادىء ، و كان الأولى أن تظهر الغضب فقط .
و من ضبط النفس أيضا ان تغضب فإذا ما اعترف الصغير بخطئه يتلاشى غضبك على وجه السرعة و يتحول إلى ابتسامة رقيقة و كذلك قد تتحول الإبتسامة إلى تجّهم عند الخطأ، و هكذا دون أن يتأثر القلب ليربي الكبير الصغير و ليس العكس ان يصير الصغير هو الذي يستفز الكبير و يتحكم في حركاته و سكناته.
و – الإطلاع : لايستغني المربي الناجح عن الإطلاع بشكل عام خصوصا الإصدارات الحديثة في مجال الطفولة بشكل خاص وهو أولى بذلك يستطيع تعليم الصغار وتغذيتهم أولا بأول المعلومات الجيدة والمفيدة .
إن الصغار يسألون عن كل شيء وفي أي شيء ,فإن عجز المربي عن الإجابة أو تكرر تهربه من أسئلتهم , سقط من نظرهم ولجأوا إلى غيره يستقون منهم معلوماتهم , قد يكون التلفزيون وقد يكون شخصا سيئا أو مجلة فاسدة أو غير ذلك . وقاهم الله شرهذا الزمان آمــــــــــــــين.
ما دعوة أنفع يا صاحبي ****** من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمان يا قـارئا ****** أن تسال الغفران للكاتب

نقله الأستاذ : محراد الهاشمي

روسيكادا
2015-02-19, 15:33
بارك الله فيك

موضوع هادف يستحق القراءة والتعليق عليه

أميرة2
2015-02-19, 17:08
بارك الله فيك

filassi
2015-02-19, 17:23
http://i38.servimg.com/u/f38/09/01/91/31/haq11.jpg