المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هؤلاء المضللين من يقول الناس كلهم مسلمون، مسلمون على أي طريق؟


أبو همام الجزائري
2015-02-18, 08:52
بسم الله الرحمن الرحيم
من كلام العلامة الفقيه بقية السلف
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى.
قال :
من هؤلاء المضللين من يقول الناس كلهم مسلمون، مسلمون على أي طريق؟ مسلمون على طريق الرسول وأصحابه نعم على الرأس والعين، أم مسلمون بالاسم وهم على طرق منحرفة على منهج فلان وعلان فهم ضالون على طريق يؤدي إلى جهنم، ما هي المسألة انتساب للإسلام فقط، انتساب وحقيقة ولا يمكن هذا إلا بالعلم النافع والعناية بالدراسة، ولذلك تجدون العلماء يهتموا بالعقيدة وأبوابها وفصولها ومسائلها، وألفوا فيها مطولات ومختصرات لدراسة مذهب السلف والعناية بها والتمسك به، والسير عليه.
فالمسألة تحتاج إلى اهتمام لاسيما مع استحكام الظلام والضلال يحتاج المسلم إلى نور يسير به في ظلمات الضلالات والجهالات.
اليوم يكثر من يتعالم ويدعي العلم والمعرفة وهو لم يتلقى العلم عن مصادره وعن أصوله، يتلقها عن أمثاله أو من الكتب أو من الثقافة كما يقولون وهذا ليس موصلا إلى الخير ولا إلى الطريق الصحيح، لابد من التعلم الصحيح لمنهج السلف لأجل التمسك به والسير عليه، لابد من الصبر على ما ينالك في سبيله من اللوم والتحقير وغير ذلك، تسمعون الآن التحقير والتنديد لمن يتمسك في مذهب السلف، ويقولون هذا رجعي هذا وهذا، لا يزهدك في الحق مثل هذه الترهات والأباطيل، تمسك بهذا المنهج السليم لأنه طريق النجاة ولهذا قال: "عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ من بعدي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ"، "فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي" عند الاختلاف ما ينجي إلا التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسنة خلفاءه الراشدين المهدين هذا طريق النجاة، طريق السلامة، طريق الجنة.
فلنعتني بمذهب السلف ولا يزهدنا فيه من يقلل من شأنه أو يصفه بالأوصاف الذميمة، لا يقلل من شأنه في نفوسنا؛ بل يزيد هذا في نفوسنا لأنهم ما حاربوه إلا لأنه طريق حق وهم يريدون الضلال..

منقول من محاضرة بعنوان :
منهج السلف الصالح وحاجة الأمة إليه.

عبد القادر الطالب
2015-02-28, 15:55
نفل مفيد وموفق إن شاء الله

ساحرة قلوب البشر
2015-03-01, 10:36
بارك الله فيك

hbb2010
2015-03-01, 13:02
بارك الرحمان فيك موضوع جميل

badra1
2015-03-08, 09:03
المعذرة منك أخي و من الشيخ ...
فأنا منذ نعومة أضافري .....أعلم من أهلي الأميين
أن من شهد أن لا إله إلآ الله و أن محمد رسول الله دخل الجنة و حسابه على الله
اللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا إجتنابه

أبو همام الجزائري
2015-03-08, 10:07
المعذرة منك أخي و من الشيخ ...
فأنا منذ نعومة أضافري .....أعلم من أهلي الأميين
أن من شهد أن لا إله إلآ الله و أن محمد رسول الله دخل الجنة و حسابه على الله
اللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا إجتنابه
لكن هل علمت شروط هذه الكلمة ونواقضها وماهي مقتضى الشهادة
ألم ترين منذ نعومة أظافرك من ينطق الشهادة وهو يذهب عند الميت ويستغيث به ويحلف بالله كاذبا ويخاف أن يحلف بالولي كاذبا
هل عرفت معنى التوحيد ومعنى لا إله إلا الله أو قال لك أهلك لا إله إلا الله معناها الله هو الخالق فتأكد بأن أبو جهل وأبو لهب وكفار قريش يعرفون معنى لا إله إلا الله الصحيح
فمعنى لا إله إلا الله هو لا معبود بحق إلا الله
فهل ستبحثين؟
لاهون عليك
فقط أسألك :قال الله تعالى{ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} لمن الخطاب ومن المجيب؟
وقال تعالى{مانعبدهم إلا ليقربون إلى الله زلفى}من اهم القائلون لهذا الكلام وماذا يقصدون ؟
منذ نعومة أظافرك عندك تقليد ولم تبحث على العلم الصحيح المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
عليك بالبحث في ماأخبرتك عنه وابلغيني
فلربما إستجاب الله دعائك وسيريك الحق
********

العثمَاني
2015-03-16, 12:53
من هؤلاء المضللين من يقول الناس كلهم مسلمون، مسلمون على أي طريق؟ مسلمون على طريق الرسول وأصحابه نعم على الرأس والعين، أم مسلمون بالاسم
سبحان الله
أليس هذا عينه ماقاله سيد قطب ؛ فاتمهتموه بتكفير المجتمعات ؟
فكيف يكون كلام سيد هو من جنس التكفير
ويكون كلام شيوخكم من صميم عقيدة السلف ؟

سبحان الله !!!

ishak44
2015-03-18, 14:42
سبحان الله
أليس هذا عينه ماقاله سيد قطب ؛ فاتمهتموه بتكفير المجتمعات ؟
فكيف يكون كلام سيد هو من جنس التكفير
ويكون كلام شيوخكم من صميم عقيدة السلف ؟

سبحان الله !!!

هذا هو زمن الكيل بمكيالين
و سيوف الجرح و التبديع لا تسري إلا على غيرهم
أما متبوعوهم فلسان حالهم أنهم معصومون

syrus
2015-03-19, 18:05
سبحان الله
أليس هذا عينه ماقاله سيد قطب ؛ فاتمهتموه بتكفير المجتمعات ؟
فكيف يكون كلام سيد هو من جنس التكفير
ويكون كلام شيوخكم من صميم عقيدة السلف ؟

سبحان الله !!!

سيد قطب تكفيري و كلام شيوخهم هنا لا يختلف عنه في شيء... و عموما ليست المشكلة في التكفير . بل في كون التكفير مبرر للقتل و سفك الدماء تحت مسميات شرعية مختلفة. أي مدخل لممارسة العنف و الإرهاب ...

ishak44
2015-03-20, 18:08
سيد قطب تكفيري و كلام شيوخهم هنا لا يختلف عنه في شيء... و عموما ليست المشكلة في التكفير . بل في كون التكفير مبرر للقتل و سفك الدماء تحت مسميات شرعية مختلفة. أي مدخل لممارسة العنف و الإرهاب ...

لا أوافقك الرأي البتة و هدا خلاف أهل السنة و الجماعة لأن التكفير حكم شرعي و هو يدخل في باب الأسماء و الأحكام فلا يطلق على أحد أو جماعة إلا بدليل شرعي و بعد إقامة الحجة و بيانها

أما عن كون تكفير سيد قطب أفضى للعنف و تكفير شيوخكم لا يفضي إلى العنف فلا عبرة لدلك شرعا

syrus
2015-03-20, 22:21
لا أوافقك الرأي البتة و هدا خلاف أهل السنة و الجماعة لأن التكفير حكم شرعي و هو يدخل في باب الأسماء و الأحكام فلا يطلق على أحد أو جماعة إلا بدليل شرعي و بعد إقامة الحجة و بيانها

أما عن كون تكفير سيد قطب أفضى للعنف و تكفير شيوخكم لا يفضي إلى العنف فلا عبرة لدلك شرعا

يبدو أنك لم تفهم مغزى كلامي ... مختصره أن كلاهما يفضي إلى العنف و الإجرام المبرر بالتكفير

ishak44
2015-03-21, 12:36
يبدو أنك لم تفهم مغزى كلامي ... مختصره أن كلاهما يفضي إلى العنف و الإجرام المبرر بالتكفير

أعتدر عن سوء الفهم

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-21, 17:04
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على هذا الموضوع القيم ، وحفظ الله شيخنا صالح الفوزان ، ووفّقه وسدّده للصواب ، وحفظ الله شيوخ السنة الذين جاهدوا من أجل تعليم الناس دينهم وتصحيحه من كلّ شائبة وبدعة ضالّة مضلّة

العثمَاني
2015-03-21, 18:10
سيد قطب تكفيري و كلام شيوخهم هنا لا يختلف عنه في شيء... و عموما ليست المشكلة في التكفير . بل في كون التكفير مبرر للقتل و سفك الدماء تحت مسميات شرعية مختلفة. أي مدخل لممارسة العنف و الإرهاب ...

أما التكفير فهو حكم شرعي قرآني ؛ قال تعالى " قل يا أيها الكافرون "
ومن باب تسمية الأشياء بأسمائها أن يسمى الكافر كافرا ؛ ومن لم يكفر الكافر أو شك في كفره فهو مثله.
وإنما التكفير له ضوابطه الشرعية من استجماع الشروط وانتفاء الموانع
وليس مجالا لأي كان

وأما سيد قطب ؛ فهو ليس تكفيريا بالمعنى الكيدي الذي يريده البعض
بل هو أديب لامع ومفكر ألمعي جدّد للتوحيد معناه الحقيقي الذي ميّعه فقهاء البلاط والسلاطين

وأما القتل فهو سلوك بشري ملازم للبشر منذ قابيل وهابيل ؛ ولا يحتاج لمرجعية شرعية أو غيرها ؛ فهو وسيلة عند البعض لإنهاء أوضاع أو حل مشاكل أو خلق أوضاع جديدة.
وكم أن هناك من يقتل باسم مسميات شرعية ؛ هناك من يقتل باسم الوطن ومصلحة الأمة ؛ وهناك من يقتل باسم حقوق الإنسان ؛ وهناك من يقتل باسم العلمانية.
وغيرها

وفي رأيي فردك لا داعي له وهو غير متعلق بكلام
فقد أردت فضح الإزدواجية عند من يشيطن سيد قطب بدعوى أنه أقنوم التكفير والتفجير رغم أن مشايخهم يقولون نفس الكلام.

أم أمة الله الجزائرية
2015-03-21, 18:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وحفظ شيخنا وعلامتنا الشيخ الفوزان
قال الشيخ حفظه الله:أم مسلمون بالاسم ...
كذلك قال الشيخ الالباني رحمه الله:

ولكن المسلمين اليوم كما قال رب العالمين ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُون﴾. المسلمون اليوم اسماً وليسوا مسلمين حقاً! أظنكم تشعرون معي بالمقصود من هذا النفي.


ولكني أذكركم بقوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَى وَرَآءَ ذلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾[المؤمنون:1-7]، أي الباغون الظالمون.




فإذا أخذنا هذه الخصال فقط، ولم نتعد هذه الآيات المتضمنة لهذه الخصال إلى آيات أخرى؛ التي فيها ذكر لبعض الصفات والخصال التي لم تُذكر في هذه الآيات، وهي كلها تدور حول العمل بالإسلام. فمن تحققت فيه هذه الصفات المذكورة في هذه الآيات المتلوة آنفاً وفي آيات أخرى؛ أولئك هم الذين قال الله عز وجل في حقهم ﴿أُوْلئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً﴾[الأنفال:4].

فهل نحن مؤمنون حقاً؟!

الجواب: لا، إذاً يا إخواننا لا تضطربوا!



فنحن المصلين اليوم -هذه الخصلة- ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ هل نحن خاشعون في صلاتنا؟ أنا لا أتكلم عن فرد، اثنين، خمسة، عشرة، مائة، مائتين، ألف، ألفين.. لا، أتكلم عن المسلمين على الأقل الذين يتساءلون، ما هو الحل لما أصاب المسلمين؟ لا أعني أولئك المسلمين اللاهين الفاسقين الذين لا تهمهم آخرتهم، وإنما تهمهم شهواتهم وبطونهم.. لا، أنا أتكلم عن المسلمين المصلّين.. فهل هؤلاء المصلون قد اتصفوا بهذه الصفات المذكورة في أول سورة المؤمنون؟ الجواب: كجماعة، كأمة: لا.. إذاً
ترجو النجاةَ ولم تسلكْ مسالِكَها *** إن السفينةَ لا تجري على اليبسِ

فلابد من اتخاذ الأسباب؛ التي هي من تمام السنن الشرعية بعد السنن الكونية؛ حتى يرفع ربنا عز وجل هذا الذل الذي ران علينا جميعاً....

من

سؤال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني عن واقع المسلمين وما يجب على المسلم من العمل حيال الأمة

ولم يقولا المسلمون كافرون

فالرجاء الانتباه وعدم مقارنة العلماء بالمضلين

وفقكم الله تعالى

لينة نور
2015-03-21, 20:37
من كلام العلامة الفقيه بقية السلف
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى.
قال :
من هؤلاء المضللين من يقول الناس كلهم مسلمون، مسلمون على أي طريق؟

وعليكم السلام ورحمة الله

لأجل ذلك نجد من لا يجالس والداه على مائدة الطعام !!

فرقو الامة ، الى الله نشتكيهم ونبرأ منهم.

لا أعتقد أنه من الحكمة نشر مثل هذه السموم في الوقت الراهن بالذات ، راجعو أنفسكم وانظرو ما تنقلون ولاتغرنكم ألقاب الشيوخ !

ربما أمام الله تجدون أيديكم ملطخة بدماء الابرياء من حيث لا تحتسبون ، الامر خطير ....

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-21, 21:36
بسم الله الرّحمن الرّحيم


وعليكم السلام ورحمة الله

لأجل ذلك نجد من لا يجالس والداه على مائدة الطعام !!

فرقو الامة ، الى الله نشتكيهم ونبرأ منهم.

لا أعتقد أنه من الحكمة نشر مثل هذه السموم في الوقت الراهن بالذات ، راجعو أنفسكم وانظرو ما تنقلون ولاتغرنكم ألقاب الشيوخ !

ربما أمام الله تجدون أيديكم ملطخة بدماء الابرياء من حيث لا تحتسبون ، الامر خطير ....



-مَن هم هؤلاء الشيوخ ؟، دلّينا عليهم حتّى نبشّرك بأنّ هؤلاء الذين نقل عنهم في هذا الموضوع هم الذين يحذّرون من الذّين يلطّخون أيديهم بدماء الأبرياء .

وقد اتّهمتيني في موضوع اللّغة أنّني ما بقى غير نكفّرك ، ألاتخافين الله في غيرك وتتّهمين غيرك دون دليل ، وأنت تخلطين بين مَن يعلّم الناس الدين والفقه فيه وهم السلفية العلمية ، وبين الذين يسمّون أنفسهم بالسلفية الجهادية ....



ألا يعرف الأخ أحكي مليح مَن هو سيد قطب ، هو الذي ينادي الشعوب بتكفير الحكام ، وهو الذي يسبّ الصّحابة مثل الشيعة وهو الذي يتكلّم بشرك الحاكمية ويصف التحذير من الشرك بالله بعبادة القبور والإستغاثة بالله من التحذير الساذج أمام التحذير من شرك الحاكمية ، ليس إلاّ لأنّه يكفر بالحكام الذين يسمّيهم طغاة ، ويدعو الناس للتّحرّر من عبوديتهم وليس هذا إلاّ دليل على التحريض على الخروج على الحكام .


قال سيّد قطب:<إنّ عبادة الأصنام الّتي دعا إبراهيمَ عليه السّلام رَبُّهُ أن يجتنبه هو وبنيه إيّاها لاتتمثّل في تلك الصّورة السّاذجة الّتي كان يزاولها العرب في جاهليّتهم أو الّتي كانت تزاول شتّى الوثنيّات في صور شتّى مجسّمة في أحجار أو أشجار.....إنّ هذه الصّورة السّاذجة كلّها لاتستغرق صورة الشّرك بالله، ولاتستغرق كلّ صور العبادة للأصنام من دون الله، والوقوف بمدلول الشّرك عند هذه الصّورة السّاذجة يمنعنا من رؤية صور الشّرك الأخرى الّتي لانهاية لها، ويمنعنا من الرؤية الحقيقيّة ما يعتور البشريّة من صور الشّرك والجاهليّة الجديدة>

[<الظّلال/4/ 2114 )]


وقال سيّد قطب في كتابه:<التّصوير الفنّي في القرآن>(ص:162- 163):<لِنَأْخُذ موسى، إنّه نموذج للزّعيم المندفع العصبيّ المزاج!!>.


قال سماحة العلاّمة ابن باز رحمه الله لَمَّا قُرِىءَ عليه ما قاله سيّد قطب في موسى عليه السّلام:<الإستهزاء بالأنبياء ردّة مستقلّة>نقلاً عن درس لسماحته في منزله بالرّياض سنة1413هـ-تسجيلات منهاج السُّنّة بالرّياض.


قال سيّد قطب عند قوله تعالى:<قُل هو الله أحد>:

<.إنه أحدية الوجود ، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته ، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده ، وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي ، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية وهي من ثَمَّ أحدية الفاعلية فليس سواه فاعلاً لشيء أو فاعلاً في شيء في هذا الوجود أصلاً ، وهذه عقيدة في الضمير ، وتفسير للوجود أيضاً> تفسير سورة الإخلاص : (ج4002/6)

ثمّ قال:<..ومتى استقرّ هذا التّصوّر الّذي لايرى في الوجود إلاّ حقيقة الله، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كلّ وجود آخر انبثق عنها، وهذه الدّرجة يرى فيها القلب يد الله في كلّ شيءٍ يراه، ووراءها الدرجة الّتي لايرى فيها شيئًا في الكون إلاّ الله، لأنّه لاحقيقة هناك يراها إلاّ حقيقة الله>تابع لتفسير سورة الإخلاص /في ظلال القرآن .

وقال في تفسيره عند قوله تعالى:<هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن> قال: <..ويتلفّت القلب البشري فلايجد كينونة لشيءٍ إلاّ الله ، وهذه كل مقومات الكينونة ثابتة له دون سواه ، حتى وجود هذا القلب ذاته لا يتحقق إلا مستمدا من وجود الله . فهذا الوجود الإلهي هو الوجود الحقيقي الذي يستمد منه كل شئ وجوده وهذه الحقيقة هي الحقيقـة الأولى التي يستمد منها كل شئ حقيقتـه . وليس وراءها حقيقة ذاتية ولا وجود ذاتي لشيء في هذا الوجود ...> تفسير سورة الحديد

ثمّ قال:<..ولقد أخذ المتصوّفة بهذه الحقيقة الأساسيّة الكبرى، وهَامُوا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتّى، بعضهم قال إنّه يرى الله في كلّ شيء في الوجود، وبعضهم قال:إنّه رأى الله من وراء كلّ شيء في الوجود، وبعضهم قال:إنّه يرى الله فلم يَرَ شيئًا غيره في الوجود.....وكلّها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال، إلاّ أنّ ما يؤخذ عليهم-على وجه الإجمال-هو أنّهم أهملوا الحياة بهذا التّصوّر.والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يُدركَ هذه الحقيقة ويعيشُ بها ولها..> نفس السورة : الحديد


[<في ظلال القرآن >]


-بدعة التّأويل:قول سيّد قطب عند قول الله تعالى:<هو الّذي خلق السّموات والأرض في ستّة أيّامٍ ثمّ استوى على العرش>(الحديد):<وكذلك العرش فنحن نؤمن به كما ذكره لانعلم حقيقته، أمّا الإستواء على العرش فنملك أن نقول إنّه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق استنادًا إلى ما نعلمه من القرآن عن يقين من أنّ الله سبحانه لاتتغيّر عليه الأحوال فلايكون في حالة عدم استواء على العرش ثمّ تتبعها حالة استواء، والقول بأنّنا نؤمن بالإستواء ولاندرك كيفيّته لايفسّر قوله تعالى:<ثمّ استوى>، والأَوْلَى أن نقول:إنّه كناية عن الهيمنة كما ذكرنا والتّأويل هنا لايخرج على المنهج الّذي أشرنا إليه آنفًا لأنّه لاينبع من مقرّرات
وتصوّرات من عند أنفسنا>.

[<ظلال القرآن>:سورة الحديد]


قال سيّد قطب:<إنّ معاوية وزميله عمرًا لم يغلبا عليًّا لأنّهما أعرف منه بدخائل النّفوس، وأخبر منه بالتّصرّف النّافع في الظّرف المناسب، ولكن لأنّهما طليقان في استخدام كلّ سلاح وهو مقيّد بأخلاقه في اختيار وسائل الصّراع. وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغشّ والخديعة والنّفاق والرّشوة وشراء الذّمم، لايملك عليّ أن يتدلَّى إلى هذا الدّرك الأسفل. فلاعجب ينجحان ويفشل، وإنّه لَفَشَلٌ أَشْرَفُ من كلّ نجاح>

[من كتاب:<كتب وشخصيّات>لسيّد قطب:ص:242]

قال سيّد قطب:<ولابدّ للإسلام أن يحكم، لأنّه العقيدة الوحيدة الإيجابيّة الإنشائيّة الّتي تصوغ من المسيحيّة والشّيوعيّة معًا مزيجًا كاملاً
يتضمّن أهدافهما جميعًا ويزيد عليهما التّوازن والتّناسق والإعتدال>[<معركة الإسلام والرّأسماليّة>:ص:61]

وقد نقد الشّيخ العلاّمة ابن العثيمين-رحمه الله-هذه المقالة فيما يلي:
<نقول له:إنّ المسيحيّة دين مبدّل مغيّر من جهة أحبارهم ورهبانهم، والشّيوعيّة دين باطل لاأصل له في الأديان السّماويّة، والدّين الإسلاميّ دينٌ من الله عزّوجلّ مُنزَّلٌ من عنده لم يُبَدَّل ولله الحمد، قال تعالى: <إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ>.
ومَن قال: إنّ الإسلام مزيج من هذا وهذا فهو إمّا جاهلٌ بالإسلام، وإمّا مغرورٌ بما عليه الأمم الكافرة من النّصارى والشّيوعيّين>

[<العواصم>للعلاّمة ربيع ابن هادي24- 25)]


قال سيّد قطب: "إنّه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولامجتمع مسلم قاعدة التّعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلاميّ"(الظّلال:4/ 2122)

-وقال:<البشريّة بجملتها بما فيها أولئك الّذين يردّدون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لاإله إلاّ الله بلامدلول، ولاواقع، وهؤلاء أثقل إثمًا وأشدّ عذابًا يوم القيامة، لأنّهم ارتدُّوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبيّن لهم الهدى، ومن بعد أن كانوا في دين الله>[<الظّلال/2/ 1057 ) ]


قال القرضاوي (رغم مخالفاته وأخطائه عن هذه المقولة ) :<في هذه المرحلة ظهرت كُتُب سيّد قطب، الّتي تمثّل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والّتي تنضح بتكفير المجتمع، وتأجيل الدّعوة إلى النّظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره، وإحياء الإجتهاد، وتدعو إلى العُزلة الشّعوريّة عن المجتمع، وقطع العلاقة مع الآخرين، وإعلان الجهاد الهجومي على النّاس كافّةً، والإزراء بدُعَاة التّسامح والمرونة، ورميهم بالسّذاجة والهزيمة النّفسيّة أمام الحضارة الغربيّة، ويتجلّى ذلك أوضح ما يكون في تفسيره <في ظلال القرآن>في طبعته الثّانية، وفي <معالم في الطّريق> ومعظمه مُقتبس من <الظّلال>، وفي<الإسلام ومشكلات الحضارة>وغيرها، وهذه الكتب كان لها فضلها وتأثيرها الإيجابي الكبير، كما كان لها تأثيرها السّلبيّ>.

[<أولويّات الحركة الإسلاميّة>:ص:110]


والعضو أحكي مليح ، عندما يقول :




وأما سيد قطب ؛ فهو ليس تكفيريا بالمعنى الكيدي الذي يريده البعض

بل هو أديب لامع ومفكر ألمعي جدّد للتوحيد معناه الحقيقي الذي ميّعه فقهاء البلاط والسلاطين




أنصحك بالتّأدّب مع العلماء في تسميتهم فقهاء البلاط والسلاطين.

ثانيًا : إذا كان سيد قطب أديبًا وهو اعتراف منك على أسلوب كلامه ، فمعناه أنّه لايصلح للدّعوة إلى الله وإنّما يصلح لأن يكتب الأدب ، فالإسلام ونشره يستدعي أن يكون أسلوب مبلّغه على منهج النّبوّة وليس سرحًا في الخيال خاصّة في التعبير عن وجود الله .

والعقيدة تنقل بالأدلّة الشرعية من روايات الرجال الثقات وليس نحملها على ما يفهمه عقلنا القاصر دون بيّنة ولابرهان .


//////////////////////////////////////////////////////////////////////////


هل الدعوة السلفية تفرق ؟هل الدعوة السلفية تفرّق ؟
************************************************** ***

عن جبير بن نفير، قال : جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما.. فمرَّ به رجل ، فقال : " طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت ، وشهدنا ما شهدت ، فاستغضب ، فجعلت أعجب ، ما قال إلا خيرا ، ثم أقبل إليه ، فقال : ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه ، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه ، والله ، لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أقوام أكبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ، ولم يصدقوه ، أولا تحمدون الله ، إذ أخرجكم تعرفون ربكم ، مصدقين لما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم ، قد كفيتم البلاء بغيركم ؟

والله ، لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبي من الأنبياء ، وفترة وجاهلية ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقان فرق بين الحق والباطل ، وفرق بين الوالد وولده حتى إن كان الرجل ليرى ولده أو والده أو أخاه كافرا ، وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان يعلم أنه إن هلك دخل النار ، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار ، وأنّها التي قال الله :< الذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين >الآية *

قال العلامة الألباني : صحيح ، ثم علق في الحاشية قائلا :

قلت : ليتأمل – في هذه الكلمة الرائعة من هذا الصحابي الجليل المعبرة تمام التعبير عن حقيقة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم – من يقول من الأحزاب الاسلامية الذين تجلت لهم صحة الدعوة السلفية بالرجوع إلى الكتاب والسُنّة ، وعلى منهج السلف الصالح ، يقولون بلسان الحال ، وبعضهم بلسان المقال : إنها دعوة حق ، ولكنها تفرق ! ونحنُ اليوم بحاجة إلى التجمع والتكتل ! فنقول : على ماذا ؟!

على خليط من ( سلفية صوفية ) ، و ( سنية شيعية ) ؟!

فهل من معتبر بما كان عليه قائدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟!


مصدر : هل الدّعوة السلفية تفرّق ؟

صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان – رقم 1402– ج2 – ص 130

إجابة الشّيخ العلاّمة:ناصر الدّين الألباني رحمه الله

الخنساء15
2015-03-21, 22:54
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه :
عندما ينزع الفوزان صفة الاسلام من المسلمين ...ويشكك الألباني في ايمان المؤمنين واسلامهم ..........تأخذهم الحمية ويقولون لك هذا ليس تكفير للمسلمين ؟؟؟
وعندما يقول سيد قطب ان المسلمين عادوا الى الجاهلية بتطبيقهم قوانين ليست من شريعة الله بل هي من شرائع اليهود والنصارى ...يقولون لك : هذا تكفير للمسلمين ؟؟
لا حول ولا قوة الا بالله ..
ان كان كلام الألباني والفوزان حكاية لواقع وليس تكفيرا فكذلك كلام سيد قطب ....الا في عرف من يظن أن الألباني والفوزان معصومين أو لاينطقان عن هوى ...وسيد قطب شيطان مريد ؟؟

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-22, 19:48
بسم الله الرّحمن الرّحيم





بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه :

عندما ينزع الفوزان صفة الاسلام من المسلمين ...ويشكك الألباني في ايمان المؤمنين واسلامهم ..........تأخذهم الحمية ويقولون لك هذا ليس تكفير للمسلمين ؟؟؟

وعندما يقول سيد قطب ان المسلمين عادوا الى الجاهلية بتطبيقهم قوانين ليست من شريعة الله بل هي من شرائع اليهود والنصارى ...يقولون لك : هذا تكفير للمسلمين ؟؟

لا حول ولا قوة الا بالله ..

ان كان كلام الألباني والفوزان حكاية لواقع وليس تكفيرا فكذلك كلام سيد قطب ....الا في عرف من يظن أن الألباني والفوزان معصومين أو لاينطقان عن هوى ...وسيد قطب شيطان مريد ؟؟







الأخت الخنساء ، إذا كنتِ تطلبين الحقّ ، أسأل الله أن يجعلكِ في مثل صفات الخنساء المخضرمة حين أفدت بأولادها في سبيل الحقّ .




إذا قلتُ لكِ أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال بحديث افتراق الأمّة إلى ثلاثة وسبعين فرقة كلّها في النار إلاّ واحدة وهي ما كان هو عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين .

فما أنتِ قائلة في هذا الحديث ؟ هل الحديث يكفّر الفرق الأخرى التي مآلها النار ؟ وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم .

لاأردّ عليكِ أنا بل أحيلك إلى شيخ من شيوخ السُنّة الكبار وهو محمد أمان الجامي رحمه الله :


شبهتان حول حديث افتراق الأمة

للشيخ العلامة محمد آمان الجامي رحمه الله :

قال الشارح -رحمه الله تعالى- و قد قال النبي -صلى الله عليه و سلم- : ((افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة .... إلى آخر الحديث)) هذا الحديث من حيث الصحة صح و ثبت و لكن الإستشكال كما قلنا في الدرس الماضي من ناحتين:


- الناحية الأولى: سوء الفهم أو الناحية الأولى عرض هذا الحديث و أمثاله على العقول حتى رفضت بعض الناس بدعوى إنه يخالف المعقول الصحيح كون الأمة افترقت، هذه الفرق كلها و كلها في النار ليس بمعقول إذن هذا الحديث مردود عقلا عند من ؟ عند العقلانيين؛ الذين لا يقبلون الأحاديث إلا بعد عرضها على عقولهم .

لو توسّعنا في الكلام في العقلانيين ربّما شوّش عليكم فلنختصر لعلّكم تدرسون فتدركون فيما بعد هذه الشبه .

و هذه شبهة واهية إذ لو فتح هذا الباب لردت أحاديث صحاح في الصحيحين و غيرهما، و فعلا ردت الأحاديث التي تتعلق بالمغيبات أكثرها مردودة عندهم و في مقدمة ذلك حديث المسيح الدجال مردود عند العقلانيين،

أين هم الآن ؟ مقرهم في الولايات المتحدة، الغريب في هذه الآونة الأخيرة كل المنحرفين يلجأون إمّا إلى إنكلترا أو إلى الولايات المتحدة؛ أي إلى دول الكفر، كل المنحرفين ابحثوا عن رؤسائهم أين هم ؟ كلهم في الخارج هناك يبثون سمومهم .


- الشبهة الثانية : بعض طلاب العلم المنتسبون إلى الدعوة و الإصلاح أساؤوا فهم هذا الحديث ولما أساؤوا فهمه أساؤوا الظن بدعاة الحق و بعلمائهم و شيوخهم قالوا هؤلاء يكفرون جميع المسلمين إلا أنفسهم قالوا قوله -عليه الصلاة و السلام- : (( كلها في النار إلا واحدة )) فهموا من هذا أنّ هذه الفرق كلّها كافرة إلاّ واحدة و هذا فهم سيّء هذا من نصوص الوعيد؛ نصوص الوعيد ينبغي أن تفهم، ((لا يدخل الجنة نمام)) (( لا يدخل الجنة قاطع رحم)) (( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )) أو كما قال -عليه الصلاة و السلام- .

كيف تفهمون هذه النصوص ؟

يجب أن تفهموا فهما صحيحا، نصوص الوعيد تبقى كما جاءت لكن هل الله -سبحانه و تعالى- ينفذ الوعيد كما أوعد كما ينفذ الوعد ؟ هذا الذي فاتهم الوعد ينفد ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ المِيعَاد ﴾و لكن الوعيد قد ينفذ و قد لا ينفذ، تنفيذ الوعيد ليس بكرم ، تنفيذ الوعد هو الكرم، الوعيد حتى الإنسان البشر إذا أوعدت إنسانًا بضربٍ أو بأي أذى ثم أيّهما الأكرم و أحسن و أولى تنفذ أو لا تنفذ ؟ عدم التنفيذ مع المقدرة خصوصًا إذا عفوت مع المقدرة،

هذه ينبغي أن تحفظ نصوص الوعيد هكذا تمر كما جاءت، مع اعتقاد أن هذه الفرق الكثيرة التي حُكم عليها أنّها في النار منها ما يصل إلى درجة الكفر فدخولها النار؛ نار الكفار خالدين مخلدين، و منهم من دون ذلك هؤلاء حكمهم حكم أصحاب الكبائر هم معرضون بهذا الوعيد و لكن طالما بقي لديهم شيء من الإيمان فهم يفوّض أمرهم إلى الله، سيأتي هذا في باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب بالتفصيل سوف يفصل الشيخ هناك .



المصدر:

شرح قرّة عيون الموحدين للشيخ العلامة محمد آمان الجامي رحمه الله تعالى
الشريط السابع _ الدقيقة 36


http://m-noor.com/showthread.php?t=14233


ولعلّكِ تقرئين حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي فيه تنبيه المسلمين بقوله : " حتّى يرجعوا إلى دينهم "


والحديث هكذا : " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلّط الله عليكم ذلاّ لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم "


مع العلم الجهاد هنا لايقصد به الجهاد الذي يقوم به الشعوب الآن ضد رؤسائهم ، والذين من المفروض هم الذين يرفعون لواء جهاد الكفار إذا كانت الدول تطبّق إسلامها بالمنهج الربّاني الصّحيح .(حكّامًا ومحكومين ).

والرسول صلى الله عليهم وسلم يخاطب المسلمين ، وقد حدّث بهذا الحديث أصحابه رضوان الله عليهم .

فهل معنى حتّى ترجعوا إلى دينكم ، هو تكفير للمسلمين ؟ أم هو تنبيه وتحذير لما سوف يحدثه المسلمون من بعده ، ولانجاة لهم ممّا يصيبهم بسبب ذنوبهم وخروجهم عن المنهج الصّحيح الذي رسمه لهم نبيّهم صلى الله عليه وسلم للحصول على العزّ والتمكين في الأرض ، وقد يظهر هذا المعنى في قول الله تعالى : " إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم " وفي الآية : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) "


قال الطبري في تفسير " إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم "


وقوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ) يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله, إن تنصروا الله ينصركم بنصركم رسوله محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على أعدائه من أهل الكفر به وجهادكم إياهم معه لتكون كلمته العُليا ينصركم عليهم, ويظفركم بهم, فإنه ناصر دينه وأولياءه.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ) لأنه حقّ على الله أن يعطي من سأله, وينصر من نصره.
وقوله ( وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) يقول: ويقوّكم عليهم, ويجرّئكم, حتى لا تولوا عنهم, وإن كثر عددهم, وقلّ عددكم.


http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura47-aya7.html


ومعنى قوله تعالى في تفسير ابن كثير :

( ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) أي : فمن خرج عن طاعتي بعد ذلك ، فقد فسق عن أمر ربه وكفى بذلك ذنبا عظيما . فالصحابة ، رضي الله عنهم ، لما كانوا أقوم الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم بأوامر الله عز وجل ، وأطوعهم لله - كان نصرهم بحسبهم ، وأظهروا كلمة الله في المشارق والمغارب ، وأيدهم تأييدا عظيما ، وتحكموا في سائر العباد والبلاد . ولما قصر الناس بعدهم في بعض الأوامر ، نقص ظهورهم بحسبهم ، ولكن قد ثبت في الصحيحين ، من غير وجه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى يوم القيامة " وفي رواية : " حتى يأتي أمر الله ، وهم كذلك " . وفي رواية : " حتى يقاتلوا الدجال " . وفي رواية : " حتى ينزل عيسى ابن مريم وهم ظاهرون " . وكل هذه الروايات صحيحة ، ولا تعارض بينها .


http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura24-aya55.html#katheer



هذا مدار كلام الشيخين صالح الفوزان حفظه الله والألباني رحمه الله في نُصح الأُمّة ، بالرّجوع إلى منهج نبيّهم محمد صلى الله عليه وسلم ( بعد الإحداث في الدّين والبدع والمنكرات )، حتّى ترجع إلى ما كانت عليه .

ولايقصدوا بحال من الأحوال تكفير الناس ، ومقالاتهم ومحاضراتهم شاهدة على حرصهم على الأمّة وإشفاقهم عليها .


أمّا سيد قطب يظهر جليًّا مقصده من تكفير المسلمين في قوله :

<البشريّة بجملتها بما فيها أولئك الّذين يردّدون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لاإله إلاّ الله بلامدلول، ولاواقع، وهؤلاء أثقل إثمًا وأشدّ عذابًا يوم القيامة، لأنّهم ارتدُّوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبيّن لهم الهدى، ومن بعد أن كانوا في دين الله>[<الظّلال/2/ 1057 ) ]


الّذين يردّدون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لاإله إلاّ الله بلامدلول، ولاواقع، : مَن يقصد غير المؤذّن ولايستثني منهم أحدًا .سواء مَن كان على منهج السلف الصالح أو مَن ينتسب إلى الفرق الضالة .، والأخطر قوله : وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذابًا يوم القيامة ، فقد شهد لهم بالعذاب ، وهذا من أخطر مايذهب إليه بالتّألّي على الله ( أي يتقوّل على الله ويشهد بشيء لايعلم به إلاّ الله ) .

فهل قرأتِ أختي أنّ صالح الفوزان والألباني قالا مثل هذا القول في أيّ محاضرة لهم أو كلام ، دلّينا عليه إن كنت قرأتِ مثل هذا الكلام الخطير في العقيدة .

وهل رأيتِ الشيخين يسبّان الصحابة ويذمّان منهج الأنبياء مثل موسى عليه السلام ؟ و قد سفّه سيد قطب دعوة الخليل إبراهيم عليه السلام التي تحذّر من شرك الألوهية ، وصغّرها أمام ما يسمّيه بشرك الحاكمية .

أليس هذا الكلام خطير في العقيدة ، فهل وجدتِ الشيخين يتكلّما بهذه الصورة على الأنبياء والرسل ودعوتهم إلى توحيد الله في العبادة .


أو تكلّموا في الله بوحدة الوجود وأن الله هو الكون والكون هو الله فلافرق بينهما ( القول بالإتّحاد ) .

قال سيد قطب: <لاشيء غير معه، وأنّ ليس كمثله شيء، إنّها أُحادية الوجود، فليس هناك حقيقة إلاّ حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلاّ وجوده، وكلّ موجود آخر فإنّما يستمدّ وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمدّ حقيقته من تلك الحقيقة الذّاتيّة-إلى أن قال-فلا حقيقة لوجود إلاّ ذلك الوجود الإلهي، ولا حقيقة لفاعلية إلاّ فاعلية الإرادة الإلهيّة...> وغيره من الكلام الذي نقلته لكم في الأعلى

وهل تكلّموا ودعوا إلى وحدة الأديان مثل ما قال سيد قطب : <ولابدّ للإسلام أن يحكم، لأنّه العقيدة الوحيدة الإيجابيّة الإنشائيّة الّتي تصوغ من المسيحيّة والشّيوعيّة معًا مزيجًا كاملاً يتضمّن أهدافهما جميعًا ويزيد عليهما التّوازن والتّناسق والإعتدال>[<معركة الإسلام والرّأسماليّة>:ص:61]


أختي الخنساء ، نصيحة منّي إليكِ أن تراجعوا ما قلتِيه عن الشيخين الجليلين ، واعرفي قدرهما بالجهود التي بذلاها من أجل تنوير عقول المسلمين التي حادت عن الطريق بإحداث مالم يكن في عهد نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهما يطالبان الأمّة وينصحانها بالرّجوع إلى المنهج الصحيح حتّى ينصرهم ربّهم على أعدائهم .

اتّق الله ولاتُسَوّي بين مَن كان هدفه إرجاع الأمّة إلى عزّها وبين الذي لم يسلم من السبّ حتّى الرّسل ودعوة الله إلى التوحيد من أبينا إبراهيم ، ولم يسلم حتّى الصحابة من السبّ والتّهكّم .

استغفري الله وتوبي إليه ، و تكلّمي بما ينفعكِ يوم لاينفع مالٌ ولابنون إلاّ مَن أتى الله بقلبٍ سليم .

أسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل وأن يجعلنا هداة مهتدين لاضالّين ولامُضلّين .

وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .

أم أمة الله الجزائرية
2015-03-22, 21:46
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختي أمة الله هبة وزادك علما ورزقك من خيري الدنيا والآخرة على ما تفضلت به من كلام للشيخ الجامي رحمه الله تعالى
فسيد قطب قال أن المسلمون ارتدوا خلاف ما قاله المشايخ
والله إضافتك نافعة نفع الله بها أقواما أعماهم حبهم لسيد قطب
بارك الله فيك

العثمَاني
2015-03-22, 22:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختي أمة الله هبة وزادك علما ورزقك من خيري الدنيا والآخرة على ما تفضلت به من كلام للشيخ الجامي رحمه الله تعالى
فسيد قطب قال أن المسلمون ارتدوا خلاف ما قاله المشايخ
والله إضافتك نافعة نفع الله بها أقواما أعماهم حبهم لسيد قطب
بارك الله فيك

أولا - أين قال سيد قطب أن المسلمين ارتدوا ؟
لماذا الكذب ؟ هاتي النص كاملا ؟

ثانيا - إن مشايخكم أنفسهم يقولون أن المسلمين ارتدوا


وكمثال فكتب تاريخ نجد و كتابها هم من الأعلام السلفيين الذين عاصروا محمد ابن عبد الوهاب أو دعوته ودولته أمثال تاريخ حسين بن غنام , وتاريخ ابن شبر , حين أرّخوا لتاريخ حركة محمد ابن عبد الوهاب جاءت كتبهم تكفير في تكفير . أشد مما في كتب سيد قطب رحمه الله من تكفير مزعوم عندكم

ولنأخذ كتاب تاريخ نجد المسمى "روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام" لمؤلفه المؤرخ السلفي حسين بن غنام يتحدث فيه بلغة التكفير الصريح لأمّة الإسلام , حيث يقول ومنذ أول سطر في كتابه أن أكثر المسلمين ارتكسوا في الشرك وارتدوا إلى الجاهلية
http://s019.radikal.ru/i629/1206/e2/813b37c1588f.png



اوليس هذا تكفير أشد مما زعموا أنه تكفير في كتب سيد قطب ؟؟

ولكن التمتسلفة قوم أهل نفاق , يشنعون على سيد قطب و ويغضون الطرف على التكفير الذي في كتبهم وتاريخهم , وهذا التشنيع وهذه الإزدواجية يبيّن أن الذي يخيفهم هو منهج سيد قطب في الإنكار على الطغاة , لذلك يستميتون في إحراق وتشويه رمز قطب , فلو كان التكفير حقا هو ما يؤاخذون به سيد قطب لبدأوا في الإنكار على ما في كتب الوهابية من تكفير وحكم بالردة على الملسمين .. ولأحرقوا كتبهم وتاريخهم - الذين يزعمون الإنتساب إليه - قبل أن يتحدثوا عن سيد قطب ... !!!


إن أوّل من سنّ التكفير هم أتباع محمد ابن عبد الوهاب , وحركته
وكتب الوهابية ورسائل أتباع ابن عبد الوهاب تشهد على ذلك

من ذلك رسالة سعود بن عبد العزيز التي أرسلها إلى والي بغداد يقول فيها : " ...... وأما إن دمتم على حالكم هذه ولم تتوبوا من الشرك الذي أنتم عليه وتلتزموا بدين الله الذي بعث الله رسوله وتتركوا الشرك والبدع والخرافات لم نزل نقاتلكم حتى تراجعوا دين الله القويم ".
ويقول عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله بن عبد اللطيف ال الشيخ وهو من أحفاد محمد ابن عبد الوهاب وأحد أعلام وعلماء الدعوة يقول " " ومعلوم أن الدولة التركية كانت وثنية تدين بالشرك والبدع وتحميها "

ومما تذكره الوثائق أنه بعد غزو سعود بن عبد العزيز لمكة خطب قائلاً: "احمدوا الله الذي هداكم للإسلام وأنقذكم من الشرك أطلب منكم أن تبايعوني على دين الله ورسوله وتوالوا من والاه وتعادوا من عاداه في السراء والضراء والسمع والطاعة"
ووتذكر الكتب أنهم ألزموا تحت الإكراه علماء مكة من مختلف المذاهب الإسلامية على توقيع بيان الإقرار بالكفر والشرك.
فمما جاء في بيان الإعتراف: "نشهد نحن علماء مكة الواضعون خطوطنا وأحكامنا في هذا الرقيم أن هذا الدين الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعا إليه إمام المسلمين سعود بن عبدالعزيز من توحيد الله ونفي الشرك الذي ذكره في هذا الكتاب أنه الحق الذي لا شك فيه ولا ريب وأن ما وقع في مكة والمدينة سابقاً ومصر والشام وغيرهما من البلاد إلى الآن من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب أنه الكفر المبيح للدم والمال والموجب للخلود في النار ومن لم يدخل في هذا الدين ويعمل به ويوالي أهله ويعادي أعداءه فهو عندنا كافر بالله واليوم الآخر وواجب على إمام المسلمين جهاده وقتاله حتى يتوب إلى الله مما هو عليه ويعمل بهذا الدين".

ووقّّع على هذا البيان :
- عبد الملك القلعي مفتي الحنفية بمكة
- محمد بن صالح بن إبراهيم مفتي الشافعية
- محمد البناتي مفتي المالكية
- محمد بن يحيى مفتي الحنابلة

وعندما غزيت المدينة وقـّع علماء المدينة بياناً مشابهاً جاء فيه نص البيان:
"نشهد أن ما وقع في مكة والمدينة سابقاً والشام ومصر وغيرهما من البلاد إلى الآن من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب أنها الكفر المبيح للدم والمال وكل من لم يدخل في هذا الدين ويعمل به فهو كافر بالله واليوم والآخر والواجب على إمام المسلمين وكافة المسلمين القيام بفرض الجهاد وقتال أهل الشرك والعناد وأن من خالف ما في هذا الكتاب من أهل مصر والشام والعراق وكل من كان على دينهم! الذي هم عليه الآن فهو كافر مشرك من موقعه..."
والبيانان موثقان في الدرر السنية والأجوبة النجدية.

لذلك قال الشيخ محمد الزواوي الشافعي في الفتح المبين عن أتباع ابن عبد الوهاب :"فجوزوا قتل من خالفهم من المسلمين واستحلوا مالهم وسبي ذراريهم ونكاح أزواجهم بلا طلاق من أزواجهن ولا عدة..." وهذا قتال الكفار والمرتدين

ويؤكده كذلك ما أرتكبه أتباع ابن عبد الوهاب في حق العلماء

فمن العلماء الذين نفذ فيها أتباع ابن عبد الوهاب حكم الإعدام بلا محاكمة أو "استتابة" نذكر :

- الشيخ عبد الله الزواوي مفتي الشافعية بمكة
- الشيخ سليمان بن مراد قاضي الطائف
- الشيخ عبد الله أبو الخير قاضي مكة
- السيد يوسف الزواوي الذي ناهز الثمانين من العمر
- الشيخ حسن الشيبي
- الشيخ جعفر الشيبي
- الشيخ عبد القادر الشيبي ذبح أبناؤه
أما هو فقد شهد تحت الإكراه على نفسه بالكفر فتركوه وزعموا أنه عرف الحق بعد الضلال.

فهل تستطيعون الرد على هذا التكفير الصريح في تاريخ شيوخكم
أم ليس عندكم جواب ؟

أم أمة الله الجزائرية
2015-03-23, 12:40
قال سيد قطب:


(البشريّة عادت إلى الجاهليّة وارتدّت عن لا إلاه إلا الله … ولم تَعُدْ تُوَحِّد الله وتخلص له الولاء؛ البشريّة بجملتها بما فيها أولئك الذين يردّدون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إلاه إلا الله بلا مدلول ولا واقع) في ظلال القرآن ط . دار الشروق ص 1057.

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-23, 20:58
بسم الله الرّحمن الرّحيم


الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته


قال – رحمه الله - :

وأما ما ذُكر لكم عني : فإنّي لم آته بجهالة ، بل أقول ولله الحمد والمنة وبه القوة : إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيَما ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ، ولست - ولله الحمد - أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم ، والذهبي ، وابن كثير ، أو غيرهم .
بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له ، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم ، وأرجو ألا أرد الحق إذا أتاني ، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين ، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي ، حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق .


" الدرر السنية " ( 1 / 37 ، 38 ) .


وقال – رحمه الله - :

عقيدتي وديني الذي أدين به : مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة .

" الدرر السنية " ( 1 / 64 ) .


قال – رحمه الله - :

" إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها منها : ما هو من البهتان الظاهر :

1. وهي قوله : إني مبطل كتب المذاهب .

2. وقوله : إني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء .

3. وقوله إني أدَّعى الاجتهاد .

4. وقوله : إني خارج عن التقليد .

5. وقوله إني أقول : إن اختلاف العلماء نقمة .

6. وقوله إني أكفر من توسل بالصالحين .

7. وقوله : إني أكفر البوصيري لقوله " يا أكرم الخلق " .

8. وقوله إني أقول لو أقدر على هدم حجرة الرسول لهدمتها .

9. ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب.

10. وقوله إني أنكر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم .

11. وقوله إني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهم .

12. وإني أكفّر من يحلف بغير الله .

فهذه اثنتا عشرة مسألة جوابي فيها أن أقول : ( سُبْحَانَكَ هَذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) .


" الرسائل الشخصية " ( ص 64 ) .



************************************


سئل العلامة عبد الحميد ابن باديس رحمه الله : مَن هم الوهابيون ؟



فأجاب بقوله : " قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة دينية ، فتبعه عليها قوم فلقبوا بالوهابيين ، لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه ، فإن أتباع النجديين كانوا قبله و لا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ، يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد ، فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين ، أهل إثبات و تنزيه ، يؤمنون بالقدر و يثبتون الكسب و الاختيار ، و يصدقون بالرؤية ، ويثبتون الشفاعة ، و يترضون عن جميع السلف ، و لا يكفرون بالكبيرة ، و يثبتون الكرامة .

إنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع ، في الأقوال و الأعمال و العقائد ، و الرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير و زيغهم المبين"

الآثار 5 / 32-34 .



حقيقة دعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

«بقي شيء واحد وهو قول الوزير: (إنَّ مؤسس هذا المذهب هو شيخ الإسلام ابن تيمية، واشتهر به ابن عبد الوهاب). والواقع أنَّ مؤسس هذا المذهب ليس هو ابن تيمية ولا ابن عبد الوهاب، ولا الإمام أحمد ولا غيره من الأئمة والعلماء، وإنما مؤسسه هو خاتم النبيين سيدنا محمد بن عبد الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على أنه في الحقيقة ليس مذهبًا، بل هو دعوة إلى الرجوع إلى السنة النبوية الشريفة، وإلى التمسك بالقرآن الكريم، وليس هنا شيء آخر غير هذا.».

[السعيد الزاهري (عضو إداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين) «مجلَّة الصراط السوي» (٥/ ٥)]




يقول الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف :

ادعى بعض خصوم الدعوة السلفية أن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب قد خرج على دولة الخلافة العثمانية ففارق بذلك الجماعة وشق عصا السمع والطاعة .

" دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب " ( ص 233 ) .

وقال :

ويدَّعي " عبد القديم زلُّوم " أن الوهابيين بظهور دعوتهم قد كانوا سببا في سقوط دولة الخلافة ، يقول : وكان قد وجد الوهابيون كياناً داخل الدولة الإسلامية بزعامة محمد بن سعود ثم ابنه عبد العزيز فأمدتهم إنجلترا بالسلاح والمال واندفعوا على أساس مذهبي للاستيلاء على البلاد الإسلامية الخاضعة لسلطان الخلافة أي رفعوا السيف في وجه الخليفة وقاتلوا الجيش الإسلامي جيش أمير المؤمنين بتحريض من الإنجليز وإمداد منهم .

" كيف هدمت الخلافة " ( ص 10 ) .


يقول الشيخ الإمام في رسالته لأهل القصيم : وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته وحرم الخروج عليه .

" مجموعة مؤلفات الشيخ " ( 5 / 11 ) .


قال الشيخ فركوس عن الوهابية:

( إنَّ الحملة الشرسة المشحونة بالأراجيف والأكاذيب والأباطيل التي يفتعلها خصوم دعوة التوحيد للطعن في دعوة الشيخ محمَّد بن عبد الوهَّاب رحمه الله الإصلاحية بشتَّى الأساليب والدعاوى الكاذبة، ووصفِها بأنها دعوةٌ سياسيةٌ حزبيةٌ مؤسَّسةٌ على بُغض النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا﴾ [الكهف: ٥]، وخاصَّةً عند بحث بدعية الموالد والسيادة في الأذان والأوراد التي تضمَّنت غلوًّا في إطراء النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ونحو ذلك، لاستجلاب وتحريك عواطف المسلمين بمحبَّتهم النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بتلك الدعاوى الآثمة باسم أنَّ السلفيِّين لا يحبُّون النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ويُبغضون الصلاة عليه، كُلُّ ذلك تقصُّدًا لتنفير الناس عن منهج أهل السُّنَّة ولصدِّ انتشار الدعوة السلفية المؤسَّسة على تجريد التوحيد من الشركيات، ونبذ جميع السبل إلاَّ سبيل محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم،

وما دعوة الشيخ محمَّد بن عبد الوهَّاب(٤) رحمه الله «إلاَّ امتدادٌ لدعوة المتَّبعين لمحمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم من السلف الصالح ومن سار على نهجهم من أهل السُّنَّة والجماعة، التي لا تخرج عن أصولهم ولا عن مسلكهم في الدعوة إلى الله بالحُجَّة والبرهان، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: ١٠٨]، وقد كانت دعوتُه ودعوةُ أئمَّة الهدى والدِّين قائمةً على محاربة البدعِ والتعصُّبِ المذهبيِّ والتفرُّق، وعلى منع وقوع الفتن بين المذاهب والانتصار لها بالأحاديث الضعيفة والآراء الفاسدة، وتركِ ما صحَّ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم من السُّنن والآثار، كما حاربت دعوته تَنْزيل الإمام المتبوع في أتباعه مَنْزلةَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في أُمَّته، والإعراضَ عن الوحي والاستغناءَ عنه بأقوال الرجال، فمثلُ هذا الإلتزام بمذهبٍ واحدٍ اتُّخِذَ سبيلاً لجعل المذهب دعوةً يُدعى إليها يوالى ويعادى عليها، الأمر الذي أَدَّى إلى الخروج عن جماعة المسلمين، وتفريق صفِّهم، وتشتيتِ وحدتهم، وقد حصل بسبب ذلك تسليطُ الأعداء عليهم واستحلال بيضتهم، فأهل السُّنَّة والجماعة إنما يدْعون إلى التّمسُّك بوصيَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المتمثِّلة في الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة وما اتَّفقت عليه الأُمَّة، فهذه أصولٌ معصومةٌ دون ما سواها، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا مَا أَخَذْتُمْ بِهِمَا، أَوْ عَمِلْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ»(٥)، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ مِن بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»(٦).

إنَّ استصغار أهل السُّنَّة والجماعة والتنقُّصَ من قدرهم بنبزهم ﺑ «الوهَّابية» تارةً، وﺑ «علماء البَلاط» تارةً، وﺑ «الحشوية» تارةً، وﺑ «أصحاب حواشٍ وفروع» تارةً، وﺑ «علماء الحيض والنفاس» تارةً، وﺑ «جهلة فقه الواقع» تارةً، وﺑ «تَلَفِيُّون أتباع ذنب بغلة السلطان» تارةً، وﺑ «العُملاء» تارةً، وﺑ «علماء السلاطين»، ما هي إلاَّ سُنَّة المبطلين الطاعنين في أهل السُّنَّة السلفيِّين، ولا تزال سلسلة الفساد لا تنقطع يجترُّها المرضى بفساد الاعتقاد، يُطلقون عباراتِهم الفَجَّة في حقِّ أهل السُّنَّة والجماعة، ويُلصقون التُّهَم الكاذبة بأهل الهدى والبصيرة، لإبعاد الناس عن دعوتهم، وتنفيرهم عنها وصدِّهم عمَّا دعَوْا إليه، والنظر إليهم بعين الاحتقار والسخط والاستصغار،

وهذا ليس بغريبٍ ولا بعيدٍ على أهل الباطل في التجاسر على العلماء وما يحملونه من علمٍ ودينٍ باللمز والغمز والتنقُّص، فقد طُعن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بألقابٍ كاذبةٍ ووُصِف بأوصافٍ خاطئةٍ، قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ. أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾ [الذاريات: ٥٢-٥٣]، وقد جاء هذا الخُلُق الذميم على لسان رجلٍ من الخوارج في قوله للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «اعْدِلْ»(٧)، وقال آخَرُ منهم لعثمان رضي الله عنه عندما دخل عليه ليقتله: «نعثل»(٨).

قال الشاطبي: «ورُوِي أنَّ زعيمًا من زعماء أهل البدع كان يريد تفضيلَ الكلام على الفقه، فكان يقول: إنَّ عِلْم الشافعيِّ وأبي حنيفة جُملته لا يخرج من سراويل امرأةٍ»، فعلَّق عليه قائلاً: «هذا كلامُ هؤلاء الزائغين، قاتلهم الله»(٩). والطعن في ورثة الأنبياء بريد المروق من الدِّين، ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: ٦٣]، ومتى وُجدت أُمَّةٌ ترمي علماءَها وصَفْوَتَها بالجهل والتنقُّص فاعلم أنهم على بابِ فتنةٍ وهَلَكةٍ، وأيُّ سعادةٍ تدخل على أعداء الإسلام بمثل هذا الأذى والبهتان»(١٠).


هذا، وفي معرض بيان حال أهل الدَّجَل الذين أحكموا الحيلة في هذه الأُمَّة المسكينة بتخديرها بالرؤى والمنامات والفداء والمكفِّرات، وزعزعوا عقيدتها في الله بما أثبتوه لأنفسهم من التصرُّف في الكون أحياءً وأمواتًا، ومن مشاركة الخالق فيما تفرَّد به من الخلق والأمر، وأفسدوا فطرتها بما ابتدعوه لها من عباداتٍ بالزيادة والنقصان،

ففي هذا المضمون التحذيري يذكر الشيخ محمَّد البشير الإبراهيمي رحمه الله توجيهًا صادقًا ودفاعًا ماتعًا عن الوهَّابية وما ينقمون منها وهذا نصُّه: «يقولون عنَّا أنَّنا وهابيُّون، كلمةٌ كَثُر تردادها في هذه الأيام الأخيرة حتى أَنْسَت ما قبلها من كلماتٍ: عبداويِّين وإباضيِّين وخوارج، فنحن -بحمد الله- ثابتون في مكانٍ واحدٍ وهو مستقرُّ الحقِّ، لكنَّ القوم يصْبُغوننا في كلِّ يومٍ بصبغةٍ، ويَسِمُونَنَا في كلِّ لحظةٍ بِسِمَةٍ، وهم يتَّخذون من هذه الأسماء المختلفة أدواتٍ لتنفير العامَّة منَّا وإبعادها عنَّا وأسلحةً يقاتلوننا بها، وكلَّما كَلَّت أداةٌ جاءوا بأداةٍ، ومن طبيعة هذه الأسلحة الكلال وعدم الغناء، وقد كان آخر طرازٍ من هذه الأسلحة المفلولة التي عرضوها في هذه الأيَّام كلمة «وهَّابي»، ولعلَّهم حشدوا لها ما لم يحشدوا لغيرها وحفلوا بها ما لم يحفلوا بسواها، ولعلَّهم كافأوا مبتدعها بلقب (مبدعٍ كبيرٍ)»،

ثمَّ أضاف رحمه الله قائلاً:

«يا قوم ! إنَّ الحقَّ فوق الأشخاص، وإنَّ السُّنَّة لا تُسمَّى باسم من أحياها، وإنَّ الوهَّابيِّين قومٌ مسلمون يشاركونكم في الانتساب إلى الإسلام ويفوقونكم في إقامة شعائره وحدوده، ويفوقون جميعَ المسلمين في هذا العصر بواحدةٍ وهي أنهم لا يُقِرُّون البدعة، وما ذنبهم إذا أنكروا ما أنكره كتاب الله وسُنَّة رسوله، وتيسَّر لهم من وسائل الاستطاعة ما قدروا به على تغيير المنكر ؟

أإذا وافَقْنا طائفةً من المسلمين في شيءٍ معلومٍ مِنَ الدِّين بالضرورة، وفي تغيير المنكرات الفاشية عندنا وعندكم -والمنكر لا يختلف حكمه بحكم الأوطان- تنسبوننا إليهم تحقيرًا لنا ولهم وازدراءً بنا وبهم، وإن فَرَّقت بيننا وبينهم الاعتبارات فنحن مالكيُّون برغم أنوفكم، وهم حنبليُّون برغم أنوفكم، ونحن في الجزائر وهم في الجزيرة، ونحن نُعْمِل في طريق الإصلاح الأقلامَ، وهم يُعْمِلون فيها الأقدامَ، وهم يُعْمِلون في الأضرحة المعاول، ونحن نُعْمِل في بانيها المقاول»(١١).


وقال أبو يعلى الزواوي رحمه الله: «وهذا الذي وقع لنا معشر المصلحين المخلصين في هذا العصر كلَّما نَوَّهْنَا أو نَبَّهْنا إلى خطإٍ أو فسادٍ في العقائد والعوائد أو عارضْنا المفاسد والمعابد بالباطل، أو ذكرْنا الملل والنحل التي تفرَّعت في الإسلام الذي جاء بالتوحيد؛ قام في وجوهنا فريقٌ من البُلْه الجامدين المغفَّلين، وخرجوا إلينا بَطَرًا ورئاء الناس أنهم يدافعون عن الأولياء والصالحين فيلْبِسون الحقَّ بالباطل ويكتمون الحقَّ وهُم يعلمون»(١٢).

ونختم هذه الرسالة بكلام الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله بقوله:

«إنَّنا نجتمع مع الوهابيِّين في الطريق الجامعة من سُنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وننكر عليهم غلوَّهم في الحقِّ كما أنكرْنا عليكم غُلوَّكم في الباطل، فقَعُوا أو طِيروا، فما ذلك بضائرنا وما هو بنافعكم»(١٣).

قلت: وكذلك هم أهل السنَّة أتباع السلف الصالح لم يكتموا مذهبَهم، وكلمتُهم في الحقِّ ظاهرةٌ، لا يُثنِيهم عن المُضِيِّ في إظهار الحقِّ وبيانه أهلُ الخِذلان والتقاعس، قال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(١٤).


وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.


من مقال : ( التلبيس والتعمية سبيل أهل الباطل )


http://ferkous.com/home/?q=art-mois-43


وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .

العثمَاني
2015-03-26, 13:05
قال سيد قطب:


(البشريّة عادت إلى الجاهليّة وارتدّت عن لا إلاه إلا الله … ولم تَعُدْ تُوَحِّد الله وتخلص له الولاء؛ البشريّة بجملتها بما فيها أولئك الذين يردّدون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إلاه إلا الله بلا مدلول ولا واقع) في ظلال القرآن ط . دار الشروق ص 1057.

كعادة أهل النوايا السيئة يجتزؤون من كلام سيد قطب من يخدم أهدافهم الخبيثة
ما يقوله سيد قطب هو عينه من يقوله شيوخكم ؛ بمعنى أن المسلمين اليوم صاروا مسلمين في الظاهر ؛ أما في حياتهم وتشريعاتهم ففي المجتمعات المسلمة من له له من الإسلام إلا الإسم ؛ خاصة وأنهم يرفضون الإحتكام لشريعة رب العالمين.
ومن يقرأ كلام سيد قطب يفهم فحوى كلامه ويفهم أن سيد قطب يتحدث عن ردة المجتمع الذي يرفض الاحتكام لشريعة الله, وليس عن الردة الفردية التي يتحدث عنها الفقهاء ووضعوا لها شروطا وبينوا حكمها.


يقول رحمه الله


ولكني أريد أن أتحدث عن القضية التي تضمنها هذا المقطع , وجرت بها هذه الموجة . . إن هذه القضية التي عرضها السياق القرآني في هذه الآيات . . قضية الولاء والتوحيد والمفاصلة . . هي قضية هذه العقيدة ; وهي الحقيقية الكبرى فيها . وان العصبة المؤمنة اليوم لخليقة بأن تقف أمام هذا الدرس الرباني فيها وقفة طويلة . .

إن هذه العصبة تواجه اليوم من الجاهلية الشاملة في الأرض , نفس ما كانت تواجهه العصبة التي تنزلت عليها هذه الآيات , لتحدد على ضوئها موقفها , ولتسير على هذا الضوء في طريقها ; وتحتاج - من ثم - أن تقف وقفة طويلة أمام هذه الآيات , لترسم طريقها على هداها .

لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية ; وعادت البشرية إلى مثل الموقف الذي كانت فيه يوم تنزل هذا القرآن على رسول الله [ ص ] ويوم جاءها الإسلام مبينا على قاعدته الكبرى:"شهادة أن لا إله إلا الله" . . شهادة أن لا إله إلا الله بمعناها الذي عبر عنه ربعي بن عامر رسول قائد المسلمين إلى رستم قائد الفرس , وهو يسأله:"ما الذي جاء بكم ? " فيقول:"الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده , ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام" . .

وهو يعلم أن رستم وقومه لا يعبدون كسرى بوصفه إلها خالقا للكون ; ولا يقدمون له شعائر العبادة المعروفة ; ولكنهم إنما يتلقون منه الشرائع , فيعبدونه بهذا المعنى الذي يناقض الإسلام وينفيه ; فأخبره أن الله ابتعثهم ليخرجوا الناس من الأنظمة والأوضاع التي يعبد العباد فيها العباد , ويقرون لهم بخصائص الألوهية - وهي الحاكمية والتشريع والخضوع لهذه الحاكمية والطاعة لهذا التشريع - [ وهي الأديان ] . . إلى عبادة الله وحده وإلى عدل الإسلام .

لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله . فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد , وإلى جور الأديان ; ونكصت عن لا إله إلا الله , وإن ظل فريق منها يردد على المآذن:"لا إله إلا الله" ; دون أن يدرك مدلولها , ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها , ودون أن يرفض شرعية "الحاكمية " التي يدعيها العباد لأنفسهم - وهي مرادف الألوهية - سواء ادعوها كأفراد , أو كتشكيلات تشريعية , أو كشعوب . فالأفراد , كالتشكيلات , كالشعوب , ليست آلهة , فليس لها إذن حق الحاكمية . . إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية , وارتدت عن لا إله إلا الله . فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية . ولم تعد توحد الله , وتخلص له الولاء . .

البشرية بجملتها , بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات:"لا إله إلا الله" بلا مدلول ولا واقع . . وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذابا يوم القيامة , لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد - من بعدما تبين لهم الهدى - ومن بعد أن كانوا في دين الله !

فما أحوج العصبة المسلمة اليوم أن تقف طويلا أمام هذه الآيات البينات !

ما أحوجها أن تقف أمام آية الولاء:

(قل:أغبر الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض , وهو يطعم ولا يطعم ? قل:إني أمرت أن أكون أول من أسلم , ولا تكونن من المشركين). .

ذلك لتعلم أن اتخاذ غير الله وليا - بكل معاني "الولي" . . وهي الخضوع والطاعة , والاستنصار والاستعانة . . يتعارض مع الإسلام , لأنه هو الشرك الذي جاء الإسلام ليخرج منه الناس . . ولتعلم أن أول ما يتمثل فيه الولاء لغير الله هو تقبل حاكمية غير الله في الضمير أو في الحياة . . الأمر الذي تزاوله البشرية كلها بدون استثناء . ولتعمل أنها تستهدف اليوم إخراج الناس جميعا من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ; وأنها تواجه جاهلية كالتي واجهها رسول الله [ ص ] والجماعة المسلمة حين تلقي هذه الآيات . .

وما أحوجها أن تستصحب في مواجهتها للجاهلية تلك الحقائق والمشاعر التي تسكبها في القلب المؤمن الآيات التالية:

قل:إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم . من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه , وذلك الفوز المبين . وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو , وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير . وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير . .



ثانيا - إن كلام سيد قطب في كتابه الظلال ؛ يفسر بعضه بعضا ؛ وهو يفند أكاذيبكم حين تزعمون أن سيد قطب يُكفر المجتمعات المسلمة.
يقول سيد قطب في تفسير قوله تعالى في سورة الأنفال: (والذين آمنوا ولم يهاجروا، ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر، إلا على قوم بينهم وبينكم ميثاق). يقول سيد قطب: (فهؤلاء الأفراد ليسوا أعضاء في المجتمع المسلم, ومن ثم لا تكون بينهم وبينه ولاية, ولكن هناك رابطة العقيدة) فالسيد قطب لم يحكم على هؤلاء المسلمين بالردة مع أنهم يعيشون خارج المجتمع المسلم, واحتفظ لهم بصحة العقيدة, وذلك هو الموقف الصحيح لأن الله تعالى وصفهم بالايمان .

فقال: (والذين امنوا ولم يهاجروا) كما وصفهم بالدين فقال: (واذا استنصروكم في الدين ...)
ا
الشاهد الثاني: في تفسير قوله تعالى في سورة النساء: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا...) يقول السيد رحمه الله: (يأمر الله المسلمين إذا خرجوا غزاة, ألا يبدأوا بقتال أحد أو قتله حتى يتبينوا, وأن يكتفوا بظاهر الإسلام في كلمة اللسان, إذ لا دليل يناقض كلمة اللسان) فالسيد يكتفي هنا بظاهر الإسلام في كلمة اللسان، ويعتبر الانسان بذلك مسلماً معصوم الدمّ، ولوقلنا أنّ سيد قطب يعتبر المؤذن مرتداً بمعنى الكفر واستباحة الدم، لكان هذا متناقضاً مع ما ورد في تفسير هذه الآية عند السيد قطب نفسه رحمه الله.

العثمَاني
2015-03-26, 13:09
ثم لم تجيبوا على الشواهد التاريخية التي استشهدت بها في تكفير الوهابية وأتباع ابن عبد الوهاب للمسلمين من خلال رسائلهم وفي تكفيرهم للدولة العثمانية المسلمة

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-26, 14:05
بسم الله الرّحمن الرّحيم


الأخ الكريم أحكي مليح....اسمك جميل لكنّك لاتحكي مليح ، لأشياء كثيرة أدلّك عليها بإذن الله .( مع احتراماتي لشخصك )

ألم تنتبه لما نقلته عن سيد قطب هنا:







بسم الله الرّحمن الرّحيم



ألا يعرف الأخ أحكي مليح مَن هو سيد قطب ، هو الذي ينادي الشعوب بتكفير الحكام ، وهو الذي يسبّ الصّحابة مثل الشيعة وهو الذي يتكلّم بشرك الحاكمية ويصف التحذير من الشرك بالله بعبادة القبور والإستغاثة بالله من التحذير الساذج أمام التحذير من شرك الحاكمية ، ليس إلاّ لأنّه يكفر بالحكام الذين يسمّيهم طغاة ، ويدعو الناس للتّحرّر من عبوديتهم وليس هذا إلاّ دليل على التحريض على الخروج على الحكام .


قال سيّد قطب:<إنّ عبادة الأصنام الّتي دعا إبراهيمَ عليه السّلام رَبُّهُ أن يجتنبه هو وبنيه إيّاها لاتتمثّل في تلك الصّورة السّاذجة الّتي كان يزاولها العرب في جاهليّتهم أو الّتي كانت تزاول شتّى الوثنيّات في صور شتّى مجسّمة في أحجار أو أشجار.....إنّ هذه الصّورة السّاذجة كلّها لاتستغرق صورة الشّرك بالله، ولاتستغرق كلّ صور العبادة للأصنام من دون الله، والوقوف بمدلول الشّرك عند هذه الصّورة السّاذجة يمنعنا من رؤية صور الشّرك الأخرى الّتي لانهاية لها، ويمنعنا من الرؤية الحقيقيّة ما يعتور البشريّة من صور الشّرك والجاهليّة الجديدة>

[<الظّلال/4/ 2114 )]


وقال سيّد قطب في كتابه:<التّصوير الفنّي في القرآن>(ص:162- 163):<لِنَأْخُذ موسى، إنّه نموذج للزّعيم المندفع العصبيّ المزاج!!>.


قال سماحة العلاّمة ابن باز رحمه الله لَمَّا قُرِىءَ عليه ما قاله سيّد قطب في موسى عليه السّلام:<الإستهزاء بالأنبياء ردّة مستقلّة>نقلاً عن درس لسماحته في منزله بالرّياض سنة1413هـ-تسجيلات منهاج السُّنّة بالرّياض.


قال سيّد قطب عند قوله تعالى:<قُل هو الله أحد>:

<.إنه أحدية الوجود ، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته ، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده ، وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي ، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية وهي من ثَمَّ أحدية الفاعلية فليس سواه فاعلاً لشيء أو فاعلاً في شيء في هذا الوجود أصلاً ، وهذه عقيدة في الضمير ، وتفسير للوجود أيضاً> تفسير سورة الإخلاص : (ج4002/6)

ثمّ قال:<..ومتى استقرّ هذا التّصوّر الّذي لايرى في الوجود إلاّ حقيقة الله، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كلّ وجود آخر انبثق عنها، وهذه الدّرجة يرى فيها القلب يد الله في كلّ شيءٍ يراه، ووراءها الدرجة الّتي لايرى فيها شيئًا في الكون إلاّ الله، لأنّه لاحقيقة هناك يراها إلاّ حقيقة الله>تابع لتفسير سورة الإخلاص /في ظلال القرآن .

وقال في تفسيره عند قوله تعالى:<هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن> قال: <..ويتلفّت القلب البشري فلايجد كينونة لشيءٍ إلاّ الله ، وهذه كل مقومات الكينونة ثابتة له دون سواه ، حتى وجود هذا القلب ذاته لا يتحقق إلا مستمدا من وجود الله . فهذا الوجود الإلهي هو الوجود الحقيقي الذي يستمد منه كل شئ وجوده وهذه الحقيقة هي الحقيقـة الأولى التي يستمد منها كل شئ حقيقتـه . وليس وراءها حقيقة ذاتية ولا وجود ذاتي لشيء في هذا الوجود ...> تفسير سورة الحديد

ثمّ قال:<..ولقد أخذ المتصوّفة بهذه الحقيقة الأساسيّة الكبرى، وهَامُوا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتّى، بعضهم قال إنّه يرى الله في كلّ شيء في الوجود، وبعضهم قال:إنّه رأى الله من وراء كلّ شيء في الوجود، وبعضهم قال:إنّه يرى الله فلم يَرَ شيئًا غيره في الوجود.....وكلّها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال، إلاّ أنّ ما يؤخذ عليهم-على وجه الإجمال-هو أنّهم أهملوا الحياة بهذا التّصوّر.والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يُدركَ هذه الحقيقة ويعيشُ بها ولها..> نفس السورة : الحديد


[<في ظلال القرآن >]


-بدعة التّأويل:قول سيّد قطب عند قول الله تعالى:<هو الّذي خلق السّموات والأرض في ستّة أيّامٍ ثمّ استوى على العرش>(الحديد):<وكذلك العرش فنحن نؤمن به كما ذكره لانعلم حقيقته، أمّا الإستواء على العرش فنملك أن نقول إنّه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق استنادًا إلى ما نعلمه من القرآن عن يقين من أنّ الله سبحانه لاتتغيّر عليه الأحوال فلايكون في حالة عدم استواء على العرش ثمّ تتبعها حالة استواء، والقول بأنّنا نؤمن بالإستواء ولاندرك كيفيّته لايفسّر قوله تعالى:<ثمّ استوى>، والأَوْلَى أن نقول:إنّه كناية عن الهيمنة كما ذكرنا والتّأويل هنا لايخرج على المنهج الّذي أشرنا إليه آنفًا لأنّه لاينبع من مقرّرات
وتصوّرات من عند أنفسنا>.

[<ظلال القرآن>:سورة الحديد]


قال سيّد قطب:<إنّ معاوية وزميله عمرًا لم يغلبا عليًّا لأنّهما أعرف منه بدخائل النّفوس، وأخبر منه بالتّصرّف النّافع في الظّرف المناسب، ولكن لأنّهما طليقان في استخدام كلّ سلاح وهو مقيّد بأخلاقه في اختيار وسائل الصّراع. وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغشّ والخديعة والنّفاق والرّشوة وشراء الذّمم، لايملك عليّ أن يتدلَّى إلى هذا الدّرك الأسفل. فلاعجب ينجحان ويفشل، وإنّه لَفَشَلٌ أَشْرَفُ من كلّ نجاح>

[من كتاب:<كتب وشخصيّات>لسيّد قطب:ص:242]

قال سيّد قطب:<ولابدّ للإسلام أن يحكم، لأنّه العقيدة الوحيدة الإيجابيّة الإنشائيّة الّتي تصوغ من المسيحيّة والشّيوعيّة معًا مزيجًا كاملاً
يتضمّن أهدافهما جميعًا ويزيد عليهما التّوازن والتّناسق والإعتدال>[<معركة الإسلام والرّأسماليّة>:ص:61]

وقد نقد الشّيخ العلاّمة ابن العثيمين-رحمه الله-هذه المقالة فيما يلي:
<نقول له:إنّ المسيحيّة دين مبدّل مغيّر من جهة أحبارهم ورهبانهم، والشّيوعيّة دين باطل لاأصل له في الأديان السّماويّة، والدّين الإسلاميّ دينٌ من الله عزّوجلّ مُنزَّلٌ من عنده لم يُبَدَّل ولله الحمد، قال تعالى: <إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ>.
ومَن قال: إنّ الإسلام مزيج من هذا وهذا فهو إمّا جاهلٌ بالإسلام، وإمّا مغرورٌ بما عليه الأمم الكافرة من النّصارى والشّيوعيّين>

[<العواصم>للعلاّمة ربيع ابن هادي24- 25)]


قال سيّد قطب: "إنّه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولامجتمع مسلم قاعدة التّعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلاميّ"(الظّلال:4/ 2122)

-وقال:<البشريّة بجملتها بما فيها أولئك الّذين يردّدون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لاإله إلاّ الله بلامدلول، ولاواقع، وهؤلاء أثقل إثمًا وأشدّ عذابًا يوم القيامة، لأنّهم ارتدُّوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبيّن لهم الهدى، ومن بعد أن كانوا في دين الله>[<الظّلال/2/ 1057 ) ]


قال القرضاوي (رغم مخالفاته وأخطائه في العقيدة والمنهج ) عن هذه المقولة :<في هذه المرحلة ظهرت كُتُب سيّد قطب، الّتي تمثّل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والّتي تنضح بتكفير المجتمع، وتأجيل الدّعوة إلى النّظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره، وإحياء الإجتهاد، وتدعو إلى العُزلة الشّعوريّة عن المجتمع، وقطع العلاقة مع الآخرين، وإعلان الجهاد الهجومي على النّاس كافّةً، والإزراء بدُعَاة التّسامح والمرونة، ورميهم بالسّذاجة والهزيمة النّفسيّة أمام الحضارة الغربيّة، ويتجلّى ذلك أوضح ما يكون في تفسيره <في ظلال القرآن>في طبعته الثّانية، وفي <معالم في الطّريق> ومعظمه مُقتبس من <الظّلال>، وفي<الإسلام ومشكلات الحضارة>وغيرها، وهذه الكتب كان لها فضلها وتأثيرها الإيجابي الكبير، كما كان لها تأثيرها السّلبيّ>.

[<أولويّات الحركة الإسلاميّة>:ص:110]


والعضو أحكي مليح ، عندما يقول :




وأما سيد قطب ؛ فهو ليس تكفيريا بالمعنى الكيدي الذي يريده البعض

بل هو أديب لامع ومفكر ألمعي جدّد للتوحيد معناه الحقيقي الذي ميّعه فقهاء البلاط والسلاطين




أنصحك بالتّأدّب مع العلماء في تسميتهم فقهاء البلاط والسلاطين.

ثانيًا : إذا كان سيد قطب أديبًا وهو اعتراف منك على أسلوب كلامه ، فمعناه أنّه لايصلح للدّعوة إلى الله وإنّما يصلح لأن يكتب الأدب ، فالإسلام ونشره يستدعي أن يكون أسلوب مبلّغه على منهج النّبوّة وليس سرحًا في الخيال خاصّة في التعبير عن وجود الله .

والعقيدة تنقل بالأدلّة الشرعية من روايات الرجال الثقات وليس نحملها على ما يفهمه عقلنا القاصر دون بيّنة ولابرهان .









فرغم أنّك وصفتَ علماء السُنّة بفقهاء البلاط والسلاطين ، وذلك بجهلك لِلعقيدة والمنهاج الربّاني الصّحيح الذي يحمله هؤلاء العلماء .

فإنّك تخطىء بالتأكيد في الإستدلال والدفاع عن سيد قطي الذي لم يكفّره شيوخ السُنّة وإنّما استنكروا أقواله ، واعتبروها تعدٍّ على شريعة الله ، فوجب نصح الأمّة على المغالطات التي وقع فيها حتّى يحذروا كتبه وفيهم العامي الذي لايفقه تمييز الحق من الباطل فيأخذ العقائد هكذا باطلة وقد ينشرها دون قصد بين الناس .

فكما نقلتَ أنّ سيد قطب أديب هو نفسه كلام الشيخ الألباني عنه وأنتَ لم تأخذ كلام الشيخ الألباني كلّه عن سيد قطب ، فهو يعتبره كأديب يتكلّم بأسلوب أدبي في التعبير عن الإسلام ، قد يصلح هذا الأسلوب في أمور ، نتكلّم بها في الإسلام كالتعليق على السيرة بأروع صورة دون أن ننحرف في نقل السيرة بروايتها صحيحة عندما نقلها الرواة الثقات أهل الحديث .

لكن لايصلح التعبير الأدبي عند ما نعرّف الناس بربّهم مثلا ، كقول سيد قطب بوحدة الوجود المنقول مصدرها في الأعلى بالإقتباس ، وقد أنكرها عليه كثير من العلماء الأحياء والأموات ، منهم الشيخ العثيمين رحمه الله ، ومنهم الشيخ الألباني الذي عبّر على أنّه أديب في أسلوب كلامه .

ومنهم الشيخ ربيع الذي أثنى عليه جميع العلماء على أنّه إمام الجرح والتعديل في هذا العصر .


و لم تتطرّق لسبّه وتنقّصه للأنبياء كموسى عليه السلام بقوله : ( لِنَأْخُذ موسى، إنّه نموذج للزّعيم المندفع العصبيّ المزاج )

وتسفيه دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام في التّحذير من شرك العبادة بوصفها الساذجة أمام شرك الحاكمية كما يصف .


وقول سيد قطب هنا :<البشريّة بجملتها بما فيها أولئك الّذين يردّدون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لاإله إلاّ الله بلامدلول، ولاواقع، وهؤلاء أثقل إثمًا وأشدّ عذابًا يوم القيامة، لأنّهم ارتدُّوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبيّن لهم الهدى، ومن بعد أن كانوا في دين الله>[<الظّلال/2/ 1057 ) ]

ألا تعتبر هذا الكلام تعدٍّ على المؤذّن الذي من شروطه أن يكون عدل أي يكون من المسلمين ، وقد شهد على جميع المؤذّنين بالإثم والعذاب يوم القيامة وهو تألّي على الله ، ومعنى التألّي على الله هو (القول عليه وشهادة على ما يفعله بالناس ويحكم عليهم يوم القيامة ) بغير علم ولادليل ولابرهان .


فضل المؤذن يوم القيامة :

عن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة” رواه مسلم .

معاني المفردات:

أطول الناس أعناقاً : أي أنهم أشد الناس تطلعاً إلى رحمة الله وقيل غير ذلك.

من فوائد الحديث:

1- راوي الحديث هو معاوية بن أبي سفيان وأول ملوك الإسلام وخيرهم، صحابي جليل، كان من أعدل الناس سيرة، توفي رضي الله عنه سنة 60 للهجرة، ومن طعن فيه فهو ضال، ومن تجرأ عليه تجرأ على غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابي ) الحديث. والطعن في الصحابة علامة على الزندقة والعياذ بالله.

2- فضل المؤذنين الذين يؤذنون على الوجه الشرعي من حيث الإحتياط للوقت، وإقامة ألفاظ الأذان على الوضع الصحيح، والبعد عن البدع المحدثة في الأذان، وإخلاص النية لله تعالى.

3- من المخالفات التي تقع عند بعض المؤذنين:

أ- مدّ الباء من قوله (أكبر) فتكون (أكبار) وهذا فيه تغيير فاحش للمعنى.

ب- مدّ النون من (أن محمداً رسو له الله ) فتكون (أنا ) بصيغة الجمع.

ج _ تبديل الحاء إلى هاء من كلمة (الفلاح) فتكون (الفلاه)

د – تمطيط الأذان والمبالغة في ذلك وأداؤه على قوانين الألحان قال عمر بن عبد العزيز: أذن أذانا سمحاً، وإلا فاعتزلنا. وقال الإمام أحمد في التطريب في الأذان: هو محدث.


http://www.haddady.com/2007/09/01/حديث-المؤذنون-أطول-الناس-أعناقا-يوم-ال/


تنبيه

هناك من المؤذنين مَن يقول ، وأنا سمعته بأذني : بدل القول حيّ على الصلاة يقول حيّ على الصّلاح .


لاعلينا ، المهمّ مع التنبيه أنّ الشيخ علي بن يحي الحدادي رحمه الله يقول بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : لاتسبّوا أصحابي " ، وقد سبّ سيد قطب أصحاب النبي بقوله:
<إنّ معاوية وزميله عمرًا لم يغلبا عليًّا لأنّهما أعرف منه بدخائل النّفوس، وأخبر منه بالتّصرّف النّافع في الظّرف المناسب، ولكن لأنّهما طليقان في استخدام كلّ سلاح وهو مقيّد بأخلاقه في اختيار وسائل الصّراع. وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغشّ والخديعة والنّفاق والرّشوة وشراء الذّمم، لايملك عليّ أن يتدلَّى إلى هذا الدّرك الأسفل. فلاعجب ينجحان ويفشل، وإنّه لَفَشَلٌ أَشْرَفُ من كلّ نجاح>


وقد تكلّم بوحدة الأديان وهي دعوة باطلة ، انظر إلى الأعلى في الإقتباس .


في وحدة الوجود يقول :

الشيخ العلامة محمد جميل زينو رحمه الله

المُدرس في دار الحديث الخيري بمكة المكرمة

(سوري الأصل كان صوفيا وعاد إلى السُنّة قبل موته ، فرحمه الله رحمة واسعة )

قال رحمه الله تحت عنوان ( وحدة الوجود في الظلال ) ما نصّه : "

1- كنت مولعاً في ظلال القرآن لمؤلفه سيد قطب ، ولما قرأته وجدت وحدة الوجود في تفسير أول سورة الحديد وسورة الإخلاص ، وغيرها من الأخطاء التي تتنافى مع عقيدة الإسلام كقوله عن تفسير الإستواء الوارد في عدة آيات : كناية عن السيطرة والهيمنة ؛ وهذا مخالف للتفسير الوارد في البخاري عن مجاهد وأبي العالية : في قوله تعالى : ( ثم استوى إلى السماء فسوّاهن )البقرة 29 ، قال مجاهد وأبو العالية : علا وارتفع .انظر كتاب التوحيد ج8 .

2- ذكرتُ لذلك لأخيه محمد قطب وقلتُ له : عًلِّق على كلام أخيك في الظلال ، فقال لي : أخي يتحمّل مسؤولية كلامه .

وبعد سنين طلبت مني (إحدى دور النشر )نَشْرَ كتابي الجديد : ( شهادة الإسلام : لا إله إلا الله محمد رسول الله ) .

فذكرتُ فيه من نواقض الشهادتين : وحدة الوجود عند الصوفية ، وقرأت في كتاب ( لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهج حياة ) لمؤلفه محمد قطب ، ذَكَرَ فيه نواقض لا إله إلا الله ، ولم يذكر وحدة الوجود ، فاتّصلتُ به هاتفيا من مكة .

قلتُ له : أنت مشرف على طبعة الشروق ( في ظلال القرآن ) أنا أُطالبك بالتعليق في الحاشية امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم القائل : ( مَن رأى منكم منكراً فليُغيّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .

وأنت تستطيع أن تُغيّره بلسانك وقلمك،

فقال لي : شَكَرَ الله سعيك ،

فشكرته على ذلك ، وطلبتُ منه نسخة فيها تعليقه على وحدة الوجود فسكت ، وأسأل الله أن يوفقه .

3- قمتُ بزيارة لأحد العلماء البارزين وعنده أحد مدرّسي العقيدة الإسلامية ، وذكرتُ له وحدة الوجود في الظلال ، فاستغرب ذلك ، وأحضر كتاب الظلال من مكتبته ، وبدأ يقرأ فيه من أول تفسير سورة الحديد ، حتى وصل إلى قوله :
( ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى وهاموا فيها وبها ، وسلكوا إليها مسالك شتى ، بعضهم قال : إنه يرى الله في كل شيء في الوجود .
وبعضهم قال : إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود . وبعضهم قال : إنه رأى الله فَلَمْ ير غيره في الوجود . وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال ، إلا أنّ ما يؤخذ عليهم على وجه الإجمال هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور ، والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها ) . انظر الظلال ج6/3479-3480 .

فأنكر العلماء الموجودون هذه الوحدة ، و وافقوا على أن يُعلِّق محمد قطب عليها .

4- و لسيد قطب يرحمه الله كلام في كتبه يُخالف وحدة الوجود ، لكنه لم يُصرّح بالرّجوع عنها ، وله كتابات جيدة ، ولكنه ليس بمعصوم لأنه بشر يُخطئ ، فالواجب بيان هذه الأخطاء نصيحة للقراء وفي الحديث : ( الدين النصيحة ) رواه مسلم .

5- وهناك أخطاء كثيرة في ظلال القرآن جمعها الشيخ عبد الله الدويش في كتابه : ( المورد العذب الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال ) ، وكتاب ( أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وأفكاره ) للشيخ ربيع بن هادي ، فليُرجع إليها .

وليت الشيخ محمد قطب أخذ بهذه الأخطاء وعلّق عليها في طبعة الشروق لأنه مشرف عليها ، فهو مسؤول أمام الله عنها ، وأسأل الله أن يوفقه لذلك "

[ انظر : مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع ج3 / 46-47 ].



أسأل الله أن يوفّقنا للفقه في دينه على الوجه الذي يرضيه عنّا وأن يجعلنا هداة مهتدين لاضالّين ولامُضِلّين .


وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .

ابو اكرام فتحون
2015-03-26, 17:44
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

في هذا القدر كفاية
الموضوع للغلق...