ياسين 87
2015-02-12, 16:49
الكبريت... وبن غبريت!
بقلم جمال لعلامي
من يُحاول تغطية الشمس بالغربال، والإدعاء بأن قطاع التربية لم يعد ممزقا ومفتتا ومشتتا وملغما، فإما انه مستفيد من "التغبية"، وإمّا أنه متورط في "المظلومة التغبوية"، وإنما أنه لا يعيش في بلد اسمه الجزائر!
مئات أو آلاف التلاميذ عادوا أمس إلى ديارهم، بعد ما قصدوها للتعلّم والتعليم، فاصطدموا بشعارات "لا دراسة لا تدريس" تـُجبرهم على مغادرة المدارس، فالأساتذة في إضراب، بعد مدّ وجزر بين نقابات رفضت التراجع ووزيرة رفضت الاستسلام!
نورية بن غبريت، قالت أنها لا تملك خاتم سليمان من أجل الاستجابة الفورية والتامة لمطالب نقابات القطاع، والنقابات منذ نشأت تريد الفورية وعدم التأجيل وإلاّ فإنها تنشر الغسيل ولن تتستـّر على "التبهديل"!
الخوف الذي يحذر منه الأولياء، هو تحويل ابنائهم التلاميذ إلى "رهائن" بعد ما تحوّلت المدارس إلى مخابر والبرامج إلى "فئران تجارب"، ولذلك عمّت عقلية "يتعلم الحفافة في روس ليتامى"!
من حقّ النقابات الإضراب، ومن حقّ الوزارة "الحساب"، لكن ليس من حقهما معا إسقاط التلاميذ في العقاب وجعلهم يتحملون بعدها تبعات الهوشة والقرارات المفروشة والمفاوضات المرعوشة!
إن أعواد الكبريت التي تحرق المدرسة منذ عدة سنوات، ظلت مشتعلة، مع بن محمد ومع بن بوزيد ومع بابا أحمد والآن مع بن غبريت، والسمة المشتركة بين فترات تولي هؤلاء لحقيبة التربية، احتجاجات من المعلمين، ضغط من الوصاية، وضحايا وسط التلاميذ!
قال لي أحد القرّاء معلقا على عمود سابق بشأن الموضوع، أن هذه المدرسة "المريضة" هي التي أنتجت الصحفي والطبيب والمهندس والقاضي والمحامي والأستاذ، فلماذا إذن نعرّي "عوراتها" وننتقد وضعها!
ظاهريا فإن هذا المعلـّق يستحقّ كلّ العرفان والتقدير والاحترام، لكن ألا يحقّ لنا أن نرسم علامات استفهام أمام الظروف المحرجة والمزعجة التي تتولى فيها المدرسة وبعدها الجامعة مهمة "صناعة" الإطارات والكفاءات؟
قديما قالوا: "كمشة نحل ولا شواري ذبان"، والمصيبة أن منتج المدرسة والجامعة أصبح مختزلا في الكمّية بدل النوعية، وهو ما أفضى إلى ظهور جيل واسع من "الكفاءات" المشكوك في قدرتها على التغيير، بالرغم من أنها حتى وإن كانت "ناقصة"، فإنها لا تتحمّل الوزر، فهي ضحية أو أضحية لمنظومة تسير على رأسها بدل قدميها!
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/232811.html
بقلم جمال لعلامي
من يُحاول تغطية الشمس بالغربال، والإدعاء بأن قطاع التربية لم يعد ممزقا ومفتتا ومشتتا وملغما، فإما انه مستفيد من "التغبية"، وإمّا أنه متورط في "المظلومة التغبوية"، وإنما أنه لا يعيش في بلد اسمه الجزائر!
مئات أو آلاف التلاميذ عادوا أمس إلى ديارهم، بعد ما قصدوها للتعلّم والتعليم، فاصطدموا بشعارات "لا دراسة لا تدريس" تـُجبرهم على مغادرة المدارس، فالأساتذة في إضراب، بعد مدّ وجزر بين نقابات رفضت التراجع ووزيرة رفضت الاستسلام!
نورية بن غبريت، قالت أنها لا تملك خاتم سليمان من أجل الاستجابة الفورية والتامة لمطالب نقابات القطاع، والنقابات منذ نشأت تريد الفورية وعدم التأجيل وإلاّ فإنها تنشر الغسيل ولن تتستـّر على "التبهديل"!
الخوف الذي يحذر منه الأولياء، هو تحويل ابنائهم التلاميذ إلى "رهائن" بعد ما تحوّلت المدارس إلى مخابر والبرامج إلى "فئران تجارب"، ولذلك عمّت عقلية "يتعلم الحفافة في روس ليتامى"!
من حقّ النقابات الإضراب، ومن حقّ الوزارة "الحساب"، لكن ليس من حقهما معا إسقاط التلاميذ في العقاب وجعلهم يتحملون بعدها تبعات الهوشة والقرارات المفروشة والمفاوضات المرعوشة!
إن أعواد الكبريت التي تحرق المدرسة منذ عدة سنوات، ظلت مشتعلة، مع بن محمد ومع بن بوزيد ومع بابا أحمد والآن مع بن غبريت، والسمة المشتركة بين فترات تولي هؤلاء لحقيبة التربية، احتجاجات من المعلمين، ضغط من الوصاية، وضحايا وسط التلاميذ!
قال لي أحد القرّاء معلقا على عمود سابق بشأن الموضوع، أن هذه المدرسة "المريضة" هي التي أنتجت الصحفي والطبيب والمهندس والقاضي والمحامي والأستاذ، فلماذا إذن نعرّي "عوراتها" وننتقد وضعها!
ظاهريا فإن هذا المعلـّق يستحقّ كلّ العرفان والتقدير والاحترام، لكن ألا يحقّ لنا أن نرسم علامات استفهام أمام الظروف المحرجة والمزعجة التي تتولى فيها المدرسة وبعدها الجامعة مهمة "صناعة" الإطارات والكفاءات؟
قديما قالوا: "كمشة نحل ولا شواري ذبان"، والمصيبة أن منتج المدرسة والجامعة أصبح مختزلا في الكمّية بدل النوعية، وهو ما أفضى إلى ظهور جيل واسع من "الكفاءات" المشكوك في قدرتها على التغيير، بالرغم من أنها حتى وإن كانت "ناقصة"، فإنها لا تتحمّل الوزر، فهي ضحية أو أضحية لمنظومة تسير على رأسها بدل قدميها!
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/232811.html