المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " داعش " تستدل بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله....غاية في الخبث والدهاء والمكر


ابو اكرام فتحون
2015-02-06, 10:54
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

" داعش "
تستدل بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فـ
◀حينما تقوم داعش بوضع كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في موقف مخز، ترفضه كل القيم والمبادئ الإنسانية ، بل وتأباه كل الفطر السليمة، تعلم علم اليقين أن الحملة مقصود منها تشويه الإسلام، وتشويه شيخ الإسلام العالم الإمام ابن تيمية رحمه الله ، وتشويه تراثه العلمي الشرعي، والرحمة التي امتلأت قلب هذا العالم وكل علماء الإسلام .

1⃣فأولا : كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ليس في تحريق الأسير أبدا، وإنما هو في التمثيل بالعدو بعد قتله .

2⃣ثانيا : التمثيل بالعدو " المُثْلَة " عند شيخ الإسلام ابن تيمية محرم ، قال رحمه الله : "بل إذا قُتِلَ كافرٌ يجوز قتله ، أو مات حتف أنفه، لم يجز بعد قتله أو موته أن يمثل به ، فلا يشق بطنه ، ولا يجدع أنفه وأذنه ، ولا تقطع يده إلا أن يكون ذلك على سبيل المقابلة ، فقد ثبت في صحيح مسلم وغيره عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بعث أميرا على جيش أو سرية أوصاهُ في خاصة نفسه بتقوى الله تعالى، وأوصاه بمن معه من المسلمين خيرا، وقال: (اغزوا في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليد). وفي السنن أنه كان في خطبته يأمر بالصدقة ، وينهى عن المُثْلة، مع أن التمثيل بالكافر بعد موته فيه نكاية بالعدو ، لكن نهي عنه لأنها زيادة إيذاء بلا حاجة، فإن المقصود كف شره بقتله، وقد حصل" . [منهاج السن لابن تيمية: 1/52].

3⃣ثالثا : لا يوجد نص واحد عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يجيز تحريق العدو ، بل سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن تحريق بيوت النمل، فمنع من ذلك ، وقال : "النمل يدفع ضرره ويقتل بغير الحرق" . [مجموع الفتاوى لابن تيمية: 32/273].

4⃣ رابعاً: ليس الخلاف بين المسلمين وداعش في تحريقهم للطيار المجاهد معاذ الكساسبة رحمه الله فحسب بل في احتلالهم لبلاد المسلمين، واعتناقهم عقائد ومبادئ مستقاة من الخوارج الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم كلاب النار، وشر الخلق والخليقة، واستعمال الرافضة والنصيرية واليهود والنصارى والشيوعيين لهم لضرب الإسلام في سماحته وعدله وتشويه سمعة المسلمين، وعمل أقبح دعاية للإسلام، وكذلك الاستمرار والإصرار على الكذب والزور والباطل والتلبيس والمكر بشباب الأمة الإسلامية.
ففعل داعش كلاب النار خليط بين الإجرامات اليهودية والبعثية ويلبسون ذلك لباس الإسلام.

⏪وفي الختام:
إن استغلال داعش لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا المشهد غاية في الخبث والدهاء والمكر ، ويدل على أن هناك عقولا ماكرة ونفوسا خبيثة ومتخصصين في النفس البشرية والمونتاج والتصوير والفيديو والإعلام، هي من تقف خلف هذا المشهد والإنتاج، وذلك أن استغلالهم لكلام ابن تيمية في هذه اللحظة من المشهد لن يتنبه لحقيقة معناه كثير من الناس، لأن الصورة الوحشية في هذا المشهد قد صدمت الجميع، وصار العقل متجها إلى زاوية معينة من التفكير، وهي الوحشية والبشاعة، وصارت الأحاسيس والانفعالات كلها مشدودة تجاه هذا العمل البشع، فهي حالة غياب للعقل الواعي المدرك عند كثير من الناس، بحيث ما عاد العقل ينتبه لحقيقة القول الذي يتلى عليه، بل كل ما يفهمه العقل أن هذا الكلام المتلو - أيا كان هذا الكلام - هو تبرير لهذا العمل ، بغض النظر عن دلالة هذا القول ومحتواه ومفهومه ، وقد ذكر الله تعالى في القرآن في سورة يوسف أن امرأة العزيز حينما أدخلت نبي الله يوسف عليه السلام على النسوة اندهشن وصدمن من جماله وحسن صورته، وقَطَّعنَ أيديهن، فما عاد العقل يدرك من هول الصدمة والدهشة .

وهؤلاء حتى لو وضعوا آية من القرآن أو حديثا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم – مهما كان هذا النص - في مثل هذا المشهد ، لفهم المخاطب والناظر أن القرآن والسنة يجيزان هذا العمل ولا حول ولا قوة إلا الله ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

أصل المقال للشيخ : محمد عبد الله الحمادي جزاه الله خيرا

وزاد فيه بعض الفوائد وخاصة ما ورد في (الفقرة الرابعة) :
- شبكة سحاب -

خالد عنابي2
2015-02-06, 11:35
رابعاً: ليس الخلاف بين المسلمين وداعش في تحريقهم للطيار المجاهد معاذ الكساسبة رحمه الله فحسب بل في احتلالهم لبلاد المسلمين، واعتناقهم عقائد ومبادئ مستقاة من الخوارج الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم كلاب النار

تحدث عن نفسك فقط ولا تتكلم باسم المسلمين فانا من المسلمين ولا ارى ما تقوله ابدا

خالد عنابي2
2015-02-06, 11:37
ثم ان العمل الذي اقدمت عليه داعش ليس سابقة في الاسلام بل اقدم على هذا الفعل خالد بن الوليد وعلي بن ابي طالب وهو احد الخلفاء الاربعة الراشدين

فهيا تفضل وانكر عليهم ؟

الحجيلية
2015-02-06, 23:21
بعد حرق هذا الطيار الاردني بحثت في المسألة فوجدت ان ابو بكر الصديق احرق المرتدين بالنار وقرأت موضوعك المنقول تكرارا ومرارا فوجدته بعيد يتكلم بعيدا عن اصل الموضوع


ولقد أحرق ابو بكر الصديق اياس بن عبد ياليل في حروب الردة والبغاة بالنار في حضرة الصحابة بالتالي هنا اشكال فموضوعك المنقول يقول باجماع تحريم الحرق بالنار والحقيقة انه لا يوجد اجماع اطلاقا

والا قلنا ان ابو بكر الصديق وعلي بن ابي طالب وخالد بن الوليد والصحابة خالفوا الدين وهذا لا يجوز ومنهج السلف الصالح ولم يوفق صاحب الموضوع في التدقيق والتمحيص والربط بين اصل جواز الحرق والمثلة ووضع نفسه في موقف لا يمكن فيه التوفيق بين قول لبعض فقهاء هذا العصر وفقهاء السلف مع وجود فعل ثابت عن الصحابة

موضوعك يا اخي فيه من اللغط الكثير ارجو منك حذفه

العثماني
2015-02-06, 23:49
...........داعش في تحريقهم للطيار المجاهد ............

الطيار المجاهد ؟؟؟؟
أصبح الدخول في حلف صليبي تقوده أمريكا جهادا ؟؟

هذا هو "الإسلام الأمريكاني" الذي تحدث عنه سيد قطب رحمه الله

العثماني
2015-02-06, 23:52
ثم إن مسألة التحريق مسألة خلافية ؛ والخلاف فيها مذكور في أمهات الكتب

جاء في كتاب "تحفة الأحوذي"
( وإن النار لا يعذب بها إلا الله ) هو خبر بمعنى النهي . وقد اختلف السلف في التحريق فكره ذلك عمر وابن عباس وغيرهما مطلقا سواء كان في سبب كفر أو في حال مقاتلة أو في قصاص ، وأجازه علي وخالد بن الوليد وغيرهما . قال المهلب : ليس هذا النهي على التحريم بل على سبيل التواضع ، ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة ، وقد سمل النبي صلى الله عليه وسلم ، أعين العرنيين بالحديد ، وقد أحرق أبو بكر بالنار في حضرة الصحابة وحرق خالد بن الوليد ناسا من أهل الردة ، وكذلك حرق علي .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=56&ID=2950

يعني إذا شئت الحق فداعش لم تأت بجديد ؛ بل أنتم من تستحدثون لنا ديانة مودرن مخالفة لما في كتب السلف

ابو اكرام فتحون
2015-02-06, 23:59
الطيار المجاهد ؟؟؟؟
أصبح الدخول في حلف صليبي تقوده أمريكا جهادا ؟؟

هذا هو "الإسلام الأمريكاني" الذي تحدث عنه سيد قطب رحمه الله

رداً على من يكفر المسلمين من أجل استعانتهم بالكافرين في قتال المسلمين المعتدين
أو في قتال الخوارج المارقين كداعش وأمثالهم المجرمين .

قال الامام ابن باز رحمه الله : ( وأما ما وقع من الحكومة السعودية من طلب الاستعانة من دول شتى للدفاع وحماية أقطار المسلمين؛ لأن عدوهم لا يؤمن هجومه عليهم، كما هجم على دولة الكويت - فهذا لا بأس به، وقد صدر من هيئة كبار العلماء- وأنا واحد منهم- بيان بذلك أذيع في الإذاعة ونشر في الصحف، وهذا لا شك في جوازه، إذ لا بأس أن يستعين المسلمون بغيرهم للدفاع عن بلاد المسلمين وحمايتهم وصد العدوان عنهم ،
وليس هذا من نصر الكفار على المسلمين الذي ذكره العلماء في باب حكم المرتد، فذاك أن ينصر المسلم الكافر على إخوانه المسلمين، فهذا هو الذي لا يجوز، أما أن يستعين المسلم بكافر ليدفع شر كافر آخر أو مسلم معتد ، أو يخشى عدوانه فهذا لا بأس به وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه استعان بدروع أخذها من صفوان بن أمية استعارها منه - وكان صفوان كافرًا - في قتال له لثقيف يوم حنين ، وكانت خزاعة مسلمها وكافرها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قتاله لكفار قريش يوم الفتح، وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إنكم تصالحون الروم صلحًا آمنًا ثم تقاتلون أنتم وهم عدوًّا من ورائكم فهذا معناه الاستعانة بهم على قتال العدو الذي من ورائنا.
والمقصود أن الدفاع عن المسلمين وعن بلادهم يجوز أن يكون ذلك بقوة مسلمة، وبمساعدة من نصارى أو غيرهم عن طريق السلاح، وعن طريق الجيش الذي يعين المسلمين على صد العدوان عنهم، وعلى حماية بلادهم من شر أعدائهم ومكائدهم.
والله جل وعلا يقول في كتابه العظيم: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ) فأمرنا بأخذ الحذر من أعدائنا وقال عز وجل: ( وأعدوا لهم ) أي للأعداء الكفار ( مااستطعتم من قوة ) وهكذا من يعتدي علينا ولو كان مسلمًا أو ينتسب إلى الإسلام ، فإذا خشي المسلمون عدوانه جاز لهم أيضًا أن يستعينوا بمن يستطيعون الاستعانة به لصد عدوان الكافر ولصد عدوان المعتدي وظلمه عن بلاد المسلمين وعن حرماتهم ) .

( الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 185 -186 )


و لمزيد من التوضيح و معرفة أقوال العلماء :

http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=147438

العثماني
2015-02-07, 00:08
دعك من نسخ لصق ؛ وحاور كما نحاور
ما نوع الجهاد الذي خرج لأجله مجاهدكم ؟ هل هو جهاد الدفع أم جهاد الطلب ؟ أم نوع ثالث ؟
ولماذا لا يجاهد في فلسطين ؟ أو على الأقل ضد النصيرية وبشار الاسد ؟ فمن اشد كفرا ؟
وهل يكون الجهاد تحت راية الصليب ؟ فجميعنا نعلم أن أمريكا هي رائدة التحالف القائم
هل يجوز اإعانة اللكافر على المسلم وإن كان ضالا ؟
وهل خرج مجاهدكم لإعلاء كلمة الله ؟ وهل إعلاء كلمة الله تكون بقصف المدنيين في الرقة السورية ؟ وكيف ستميز قنابله بين الداعشي وغيره ؟ وهل راية التحالف الذي كان كان يقاتل تحت لوائه راية إسلامية أم كفرية صليبية صهيونية ؟
هات ما عندك شرط أن لا يكون نسخ لصق

monito
2015-02-07, 00:11
كثر المفتون في زماننا وهدا من علامات الساعة وكل يفتى بهواه دعو الامر لاهله

العثماني
2015-02-07, 00:20
رداً على من يكفر المسلمين من أجل استعانتهم بالكافرين في قتال المسلمين المعتدين او في قتال الخوارج المارقين كداعش وأمثالهم المجرمين

قال الامام ابن باز رحمه الله :


ابن باز نفسه له فتوى سابقة في تحريم الإستعانة مطلقا

المهم إليك هذا التأصيل بما يدمغ فتوى ابن باز

حكم مظاهرة الكفار ومعاونتهم على المسلمين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

فهذه نقولات عن أهل العلم تبين حكم مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم بالسلاح أو المال أو الرأي .

وقد جاء النص الصريح من كتاب الله عز وجل على أن من اتخذ الكفار أولياء من دون المؤمنين أنه : منافق .. لا يؤمن بالله ولا بالنبي وما أنزل إليه .. وأنه من جملة الكفار الذي والاهم ونصرهم.

1- قال تعالى: " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما . الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين . أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا".[النساء:138،139].

2- وقال تعالى : " ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون . ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون" [المائدة:80 ، 81].

3- وقال تعالى " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين . فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم …" إلى قوله " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي اله يقوم يحبهم ويحبونه …" الآيات ، [المائدة 51-57].

4- وقال تعالى: " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ".[آل عمرن:28] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى ، المؤكدة له ، تأكيدا يمنع تأويل الجاهلين ، وتحريف المبطلين.

فاتخاذ الكفار أولياء من دون المؤمنين ، أي مناصرتهم ومظاهرتهم ومعاونتهم على أهل الإسلام كفر صريح ، وردة سافرة ، وعلى هذا انعقد إجماع أهل العلم.

وقد جمعت هنا شيئا من كلامهم ، رغبة في تذكير الغافل ، وتعليم الجاهل ، وإرغام المعاند " ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة " :

أولا: قال ابن جرير الطبري رحمه الله : في تفسير قوله " لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " :
(والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصارا وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله وأخبر أنه من اتخذهم نصيرا وحليفا ووليا من دون الله ورسوله والمؤمنين فإنه منهم في التحزب على الله وعلى رسوله والمؤمنين وأن الله ورسوله منه بريئان).
وقال: (القول في تأويل قوله تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" يعني تعالى ذكره بقوله "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" ومن يتول اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم ، يقول: فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم؛ فإنه لا يتولى متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمه حكمه).

ثانيا : وقال الطبري رحمه الله في تفسير قوله تعالى " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ".
(وهذا نهي من الله عز وجل المؤمنين أن يتخذوا الكفار أعوانا وأنصارا وظهورا ولذلك كسر "يتخذ" لأنه في موضع جزم بالنهي، ولكنه كسر الذال منه للساكن الذي لقيه وهي ساكنة.

ومعنى ذلك: لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهرا وأنصارا توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين ، وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شيء، يعني بذلك: فقد برىء من الله وبرىء الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر. "إلا أن تتقوا منهم تقاة " : إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل).

ثالثا : وقال ابن حزم رحمه الله في المحلى (11/ 138) : (صح أن قوله تعالى "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم" إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار ، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين ) .

رابعا: وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (7/17،18)
(ومثله قوله تعالى "تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ، وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" فذكر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف (لو) التي تقتضي مع [انتفاء] الشرط انتفاء المشروط ، فقال "وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ" فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده ، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب ، ودل ذلك على أن من اتخذهم أولياء ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه.
ومثله قوله تعالى (لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) فإنه أخبر في تلك الآيات أن متوليهم لا يكون مؤمنا ، وأخبر هنا أن متوليهم هو منهم ، فالقرآن يصدق بعضه بعضاً) .

خامسا: وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ، في "اقتضاء الصراط المستقيم 1/241 ت: د. ناصر العقل" ، في التعليق على حديث " من تشبه بقوم فهو منهم " :
(وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم ، كما في قوله " ومن يتولهم منكم فإنه منهم").

سادسا : وقال شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقم " أيضا:
(فبين سبحانه وتعالى أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه مستلزم لعدم ولايتهم فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأن عدم اللازم يقتضي عدم الملزوم).

سابعا: وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 18/300 ، بعد ذكر قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " إلى قوله " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه …" : (فالمخاطبون بالنهى عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الردة ، ومعلوم أن هذا يتناول جميع قرون الأمة، وهو لما نهى عن موالاة الكفار وبين أن من تولاهم من المخاطبين فإنه منهم، بين أن من تولاهم وارتد عن دين الإسلام لا يضر الإسلام شيئا، بل سيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه فيتولون المؤمنين دون الكفار ويجاهدون فى سبيل الله لا يخافون لومة لائم ، كما قال في أول الأمر "فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها كافرين" ، فهؤلاء الذين لم يدخلوا في الإسلام وأولئك الذين خرجوا منه بعد الدخول فيه لا يضرون الإسلام شيئا بل يقيم الله من يؤمن بما جاء به رسوله وينصر دينه إلى قيام الساعة).

ثامنا: وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 28/192-193 ( فصل في الولاية والعداوة … فذم من يتولى الكفار من أهل الكتاب قبلنا ، وبين أن ذلك ينافي الإيمان " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين "… وقال "إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم فى بعض الأمر والله يعلم إسرارهم". وتبين أن موالاة الكفار كانت سبب ارتدادهم على أدبارهم. ولهذا ذكر في سورة المائدة أئمة المرتدين عقب النهى عن موالاة الكفار قوله "ومن يتولهم منكم فإنه منهم").

تاسعا : وقال شيخ الإسلام في اختياراته:
(من جمز إلى معسكر التتر، ولحق بهم ارتد ، وحل ماله ودمه ) نقله الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ، الدرر السنية 8/338 ، مجموعة الرسائل النجدية 3/35 ، وعلق الشيخ رشيد رضا في الحاشية بقوله : (وكذا كل من لحق بالكفار المحاربين للمسلمين وأعانهم عليهم ، وهو صريح قوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم").

عاشرا : وقال ابن القيم رحمه الله في أحكام أهل الذمة : 1/195 [ط. رمادي للنشر] :
(أنه سبحانه قد حكم ولا أحسن من حكمه أنه من تولى اليهود والنصارى فهو منهم "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" فإذا كان أولياؤهم منهم بنص القرآن كان لهم حكمهم، وهذا عام خص منه من يتولاهم ودخل في دينهم بعد التزام الإسلام فإنه لا يقر ولا تقبل منه الجزية بل إما الإسلام أو السيف فإنه مرتد بالنص والإجماع).

الحادي عشر: وقال ابن القيم رحمه الله في " أحكام اهل الذمة " أيضا : 1/479
(ثم انتبه الآمر[ الآمر بالله ، الخليفة العباسي المتوفى سنة 467 ] من رقدته وأفاق من سكرته وأدركته الحمية الإسلامية والغيرة المحمدية فغضب لله غضب ناصر للدين وبار بالمسلمين وألبس الذمة الغيار، وأنزلهم بالمنزلة التي أمر الله تعالى أن ينزلوا بها من الذل والصغار، وأمر ألا يولوا شيئا من أعمال الإسلام وأن ينشئوا في ذلك كتابا يقف عليه الخاص والعام فكتب عنه ما نسخته (… وقطع الموالاة بين اليهود والنصارى وبين المؤمنين وأخبر أنه من تولاهم فإنه منهم في حكمه المبين فقال تعالى وهو أصدق القائلين "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" وأخبر عن حال متوليهم بما في قلبه من المرض المؤدي إلى فساد العقل والدين فقال "فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين" ثم أخبر عن حبوط أعمال متوليهم ليكون المؤمن لذلك من الحذرين فقال تعالى "ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين" ، ونهى المؤمنين عن اتخاذ أعدائه أولياء وقد كفروا بالحق الذي جاءهم من ربهم وأنهم لا يمتنعون من سوء ينالونهم به بأيديهم وألسنتهم إذا قدروا عليه فقال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق" إلى قوله "إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون" ، وجعل سبحانه لعباده المسلمين أسوة حسنة في إمام الحنفاء ومن معه من المؤمنين إذ تبرءوا ممن ليس على دينهم امتثالا لأمر الله وإيثارا لمرضاته وما عنده فقال تعالى "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده".
وتبرأ سبحانه ممن اتخذ الكفار أولياء من دون المؤمنين وحذره نفسه أشد التحذير فقال "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير" …).

الثاني عشر: وقال العلامة البرزلي رحمه الله ، في نوازله ( أحفظ أن المعتمد بن عباد استغاث بهم [أي النصارى] في حرب المرابطين ، فنصرهم الله عليه وهرب هو ، ثم نزل على حكم يوسف بن تاشفين أمير صنهاجة ، فاستفتى فيه الفقهاء فأكثرهم أفتى أنها ردة ، وقاضيه مع بعضهم لم يروها ردة ، ولم يبح دمه بالردة ، فأمضى ذلك من فتواه ولم يبح دمه وأخذ بالأيسر ونقله إلى أغمات وأسكنه بها إلى أن مات بها) نقلا عن " النوازل الصغرى " للعلامة محمد المهدي الوزاني (1/415،428) ، وهو بنصه في النوازل الكبرى، له ، المسماة ب" المعيار الجديد الجامع المعرب عن فتاوى المتأخرين من علماء المغرب " (3/23).

الثالث عشر: فتوى أبي العباس بن زكري رحمه الله : جاء في النوازل الصغرى (1/419) ( وقد سئل أبو العباس بن زكري عن قبائل المغرب الأقصى امتزجت أمورهم مع النصارى وصارت بينهم محبة ، حتى إن المسلمين إذا أرادوا الغزو أخبر هؤلاء القبائل النصارى ، فلا يجدهم المسلمون إلا متحذرين ، وربما قاتلوا مع النصارى.
فأجاب : ما وصف به القوم المذكورون يوجب قتلهم كالكفار الذين تولهم ، ومن يتول الكفار فهو منهم ).

الرابع عشر : فتوى الفقيه أبو الحسن علي بن عبد الله الأنصارى رحمه الله :
جاء في النوازل الصغرى (1/419) : ( وسئل الفقيه أبو الحسن علي بن عبد الله الأنصاري عن أناس سكنوا بأوطانهم ، والنصارى يجاورونهم ، وهم على ثلاثة أقسام : … وقسم نيتهم أن يسكنوا ببلدهم ويغرموا للنصارى .
فأجاب : الجواب عن المسألة الهائلة التي هدت بها أركان الإسلام ، وطمست بها عيون الليالي والأيام … وأما الثلث الثالث فبئس الثلث ، لأنه خسر دينه ودنياه ، وخالف ما أمره به مولاه ، فهؤلاء يستحقون العقوبة العظيمة ، إلى أن قال : وأما الذين يتجسسون على المسلمين فالمشهور أن دم الجاسوس مباح ، وأنه يقتل ، ويكون قاتله مأجورا ، وأما إن شهر السلاح مع النصارى ويأتي في عسكرهم ، فهذا القسم قد مرق من الدين ، فحكمه حكم النصارى في دمه وماله).

الخامس عشر : فتوى العلامة محمد بن مصطفى الطرابلسي رحمه الله :
جاء في النوازل الكبرى (3/78-81) :
(وسئل أيضا عن بلدة استولى عليها الكفار وتمكنوا منها فانضم إليهم بعض القبائل والعشائر ، وصاروا يقاتلون معهم المسلمين وينهبون مالهم ، وينصحون الكفار ويعينونهم على أذى المسلمين ، فكانوا أشد ضررا على المسلمين من الكفار ، فما الحكم فيهم وهذا حالهم؟
فأجاب : إني لم أقف على حكم هؤلاء في كتب مذهبنا معشر الحنفية ولكن وقفت على حكمهم في كتب بعض السادات المالكية، قال في فتح الثغر الوهراني:
لما دعا الناس سلطان الجزائر إلى جهاد الكفار الذين استولوا على ثغر وهران ، جاءوا إليه من كل فج عميق ، وكان هذا غير حال القبائل العامرية ، وأما بنو عامر فإنهم كانوا في ذلك على فرق، منهم من نجا بحصون العدو مدافعا عن نفسه ومعينا للعدو بسيفه وفلسه ، فكانوا يقاتلون المسلمين مع عدوهم ويدفعون عنه ، ويغزون على الحجلة المنصورة بالله تعالى، حتى إنهم كانوا على المسلمين أشد ضررا من الكافرين ، وهكذا كان بعض القبائل ؛ والظاهر أن حكم هؤلاء حكم أهل دار الحرب في قتلهم وأخذ مالهم …) إلى أن قال : ( ومنه تعلم أن من يدخل تحت جوارهم وأمانهم من غير إعانة لهم بنفسه ولا بماله ، ولا يكون لهم عينا ولا ردءا دونهم ، لا يباح قتله ، وإنما هو عاص بمعصية لا تبيح ما عصمه الإسلام من دمه وماله)
إلى أن قال ( ومنهم من لجأ للمسلمين وصار يقاتل العدو معهم وهو مع ذلك يعين العدو خفية ، ويعلمه بأحوال عساكر المسلمين ، ويطلعه على عوارتهم ، ويتربص بهم الدوائر ، وقد اطلع لهم على كتب كتبها في ذلك الوقت كثير من مشايخهم المعروفين عندهم بالأجداد ، يذكرون العدو وعهده ، ويعلمونه ببقائهم عليه ، وانتظارهم الفرج ، مع تضعيفهم لجيوش المسلمين وتوهينهم إياهم؛ وحكم أولئك حكم الزنادقة ، إن اطلع عليهم قتلوا وإلا فأمرهم إلى الله تعالى).
قال الطرابلسي تعليقا : (فليحفظ فإنه مهم ، وقواعد مذهبنا لا تأباه ، والله تعالى أعلم.).

السادس عشر : فتوى العلامة الونشريسي صاحب المعيار رحمه الله
جاء في النوازل الكبرى (1/94-99) قول صاحب المعيار ( وأما مقتحموا نقيضه [أي الجهاد] بمعاونة أوليائهم على المسلمين ؛ إما بالنفوس وإما بالأموال فيصيرون حينئذ حربيين مع المشركين ، وحسبك من هذا مناقضة وضلالا).

السابع عشر : فتوى العلامة التسولي رحمه الله :
وقد استفتاه الأمير عبد القادر الجزائري حول من يداخل الفرنسيين ويبايعهم [من البيع] ويجلب إليهم الخيل ، ويدلهم على عورات المسلمين ، ما حكم الله في أنفسهم وأموالهم ؟
قال الأستاذ الحسن اليوبي في كتابه " الفتاوى الفقهية في أهم القضايا من عهد السعديين إلى ما قبل الحماية " ص 232
(وقد نص الفقيه التسولي في جوابه على أن أولئك العملاء إذا أظهروا الميل للعدو الكافر وتعصبوا به ، فيقاتلون قتال الكفار ومالهم فيء.

وبعد أن ساق ما أفتى به بعض الفقهاء من وجوب محاربة القبائل التي تقوم بقطع الطرقات ونهب أموال المسلمين وغير ذلك من الأعمال المنضوية تحت الحرابة عقب على ذلك بقوله : " وإذا كان يقاتل من أراد إفساد الكروم وغابة الزيتون فكيف بمن يريد إفساد الدين بالكتم على الجواسيس ، ونقل الأخبار ، ومبايعة الكفار ، فهم أسوأ حالا من المحاربين ، لأنهم تولوا الكفار ، ومن تولى الكفار فهو منهم".)

قال الأستاذ الحسن اليوبي معلقا ( وهو حكم صائب ، فإذا كان الفقهاء قد رأوا قتل الجاسوس وهو الذين يعين الأعداء بنقل أخبار المسلمين إليهم ، وإذا كان الإمام الونشريسي قد أفتى بأن مجرد الدعاء للكفرة بالبقاء وطول المدى " علم على ردة الداعي وإلحاده وفساد سريرته واعتقاده ، لما تضمنه من الرضى بالكفر ، والرضى بالكفر كفر" فكيف بمن يحمل السلاح إلى جانبهم ، ويدافع عنهم ، ويقتل إخوانه المسلمين ، ويفعل بهم ما يفعله الأعداء من أسر ونهب ، وفوق ذلك يمكن الكفار من التسلط على أراضي المسلمين ورقابهم).

الثامن عشر : وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
( اعلم أن من أعظم نواقض الإسلام عشرة … الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ، والدليل قوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين".) . الدرر السنية 10/92 ، الطبعة الخامسة ، مجموعة التوحيد ص 23 ، الطبعة الرابعة.

التاسع عشر : وقال الشيخ أيضا ، في شرح ستة مواضع من السيرة :
(فإذا عرفت هذه عرفت أن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين والتصريح لهم بالعداوة والبغض ، كما قال تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله"). مجموعة التوحيد ص 19

العشرون : وقال الشيخ أيضا :
( إن الأدلة على كفر المسلم إذا أشرك بالله أو صار مع المشركين على المسلمين ـ ولو لم يشرك ـ أكثر من أن تحصر من كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل العلم المعتمدين ). الرسائل الشخصية ص 272

الحادي والعشرون : وقال الشيخ أيضا : متحدثا عن أعدائه الذين يقاتلهم ويكفرهم:
( النوع الرابع : من سلم من هذا كله ، [أي فعل الشرك ، وتفضيل المشركين على الموحدين ، وكراهية أهل التوحيد ] لكن أهل بلده يصرحون بعداوة التوحيد واتباع أهل الشرك ويسعون في قتالهم ، وعذره أن ترك وطنه يشق عليه ، فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده ، ويجاهد بماله ونفسه ، فهذا أيضا كفر ، لأنهم لو أمروه بترك صيام رمضان ولا يمكنه ذلك إلا بفراق وطنه فعل ، ولو أمروه أن يتزوج امرأة أبيه ولا يمكنه مخالفتهم إلا بفعل ذلك فعل )0 مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 4/301

الثاني والعشرون : وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
(الدليل الثامن عشر : قوله تعالى " ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنك والله يشهد إنهم لكاذبون " … فإذا كان من وعد المشركين في السر بالدخول معهم ، ونصرهم والخروج معهم إن جلوا ، نفاقا وكفرا وإن كان كذبا ، فكيف بمن أظهر ذلك صادقا ؟ وقدم عليهم ودخل في طاعتهم ، ودعا إليها ونصرهم ، وانقاد لهم وصار من جملتهم ، وأعانهم بالمال والرأي ؟ هذا مع أن المنافقين لم يفعلوا ذلك إلا خوفا من الدوائر ، كما قال تعالى : " فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة " [المائدة : 52] وهكذا حال كثير من هؤلاء المرتدين في هذه الفتنة ، فإن عذر كثير منهم هذا ، هو العذر الذي ذكره الله عن الذين في قلوبهم مرض ، ولم يعذرهم الله به …). الدرر السنية 8/137 ، مجموعة التوحيد ص 209

الثالث والعشرون : وقال الشيخ سليمان أيضا :
(الدليل الثامن : قوله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" [المائدة:51] فنهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ، وأخبر أن من تولاهم من المؤمنين فهو منهم ، وهكذا حكم من تولى الكفار من المجوس وعباد الأوثان فهو منهم …
الدليل التاسع : قوله تعالى " ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون" [المائدة:80] فذكر تعالى أن موالاة الكفار موجبة لسخط الله والخلود في النار بمجردها وإن كان الإنسان خائفا إلا المكره بشرطه ، فكيف إذا اجتمع ذلك مع الكفر الصريح وهو معاداة التوحيد وأهله ، والمعاونة على زوال دعوة الله بالإخلاص ، وعلى تثبيت دعوة غيره ؟!.
الدليل العاشر : قوله تعالى " ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون " [المائدة :81] فذكر تعالى أن موالاة الكفار منافية للإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه ، ثم أخبر أن سبب ذلك كون كثير منهم فاسقين ، ولم يفرق بين من خاف الدائرة ومن لم يخف، وهكذا حال كثير من هؤلاء المرتدين قبل ردتهم ، كثير منهم فاسقون ، فجر ذلك إلى موالاة الكفار والردة عن الإسلام نعوذ بالله من ذلك.). الدرر السنية 8/127-129 ، مجموعة التوحيد 203 ، 204

الرابع والعشرون : وقال الشيخ سليمان أيضا :
( إن كانت الموالاة مع مساكنتهم في ديارهم، والخروج معهم في قتالهم ونحو ذلك ، فإنه يحكم على صاحبها بالكفر ، كما قال تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم "…). الدرر السنية 8/159 ، مجموعة التوحيد ص 97

الخامس والعشرون : وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله :
(وله نواقض ومبطلات تنافي ذلك التوحيد : فمن أعظمها أمور ثلاثة : …
الأمر الثالث : موالاة المشرك والركون إليه ونصرته وإعانته باليد أو اللسان أو المال ، كما قال تعالى " فلا تكونن ظهيرا للكافرين "[ القصص:86] … وقال تعالى" ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هو خالدون . ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون" [المائدة :80،81] فتأمل ما في هذه الآيات وما رتب الله سبحانه على هذا العمل من سخطه والخلود في عذابه وسلب الإيمان وغير ذلك. وقال شيخ الإسلام في معنى قوله تعالى "ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء" فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان). الدرر السنية 11/300-304 ، مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 4/291

السادس والعشرون : وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن أيضا :
( وأما إيواؤهم ونقض العهد لهم ، ومظاهرتهم ومعاونتهم ، والاستبشار بنصرهم ، وموالاة وليهم ، ومعاداة عدوهم من أهل الإسلام : فكل هذه الأمور زائدة على الإقامة بين أظهرهم ، وكل عمل من هذه الأعمال قد توعد الله عليه بالعذاب والخلود فيه وسلب الإيمان ، وحلول السخط به وغير ذلك ما هو مضمون الآيات المحكمات التي قد تقدمت) الدرر السنية 11/343

السابع والعشرون : وقال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله في " الدفاع عن أهل السنة والاتِّباع " (ص32) : (وقد تقدم أنَّ مظاهرة المشركين ودلالتهم على عورات المسلمين أو الذب عنهم بلسان ٍ أو رضى بما هم عليه ، كل هذه مُكفِّرات ممن صدرت منه من غير الإكراه المذكور فهو مرتد ، وإن كان مع ذلك يُبْغض الكفار ويحب المسلمين) .

الثامن والعشرون : وقال الشيخ أيضا :
(فنهى سبحانه وتعالى المؤمنين أن يوالوا اليهود والنصارى ، وذكر أن من تولاهم فهو منهم ، أي : من تولى اليهود فهو يهودي ، ومن تولى النصارى فهو نصراني، وقد روى ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين قال : قال عبد الله بن عتبة : ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر. قال : فظنناه يريد هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " إلى قوله " فإنه منهم " … الآية ، وكذلك من تولى الترك فهو تركي، ومن تولى الأعاجم فهو عجمي ، فلا فرق بين من تولى أهل الكتابين أو غيرهم من الكفار). سبيل النجاة والفكاك ص 35(ت: الوليد الفريان" ، ومجموعة التوحيد ص 220

التاسع والعشرون : وقال الشيخ حمد بن عتيق أيضا :
(الأمر الثالث : مما يصير المسلم به مرتدا : موالاة المشركين ، والدليل قوله تعالى " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" وقوله تعالى " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء" فذكر في الآية الأولى أن من تولى اليهود والنصارى فهو منهم، وظاهرها أن من تولاهم فهو كافر مثلهم ، ذكر معناه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى) سبيل النجاة والفكاك ص 77 ، مجموعة التوحيد ص 242

الثلاثون : وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله
( وتعزيرهم وتوقيرهم كذلك ، تحته أنواع أيضا ، أعظمها : رفع شأنهم ، ونصرتهم على أهل الإسلام ، وتصويب ما هم عليه . فهذا وجنسه من المكفرات ، ودونه مراتب من التوقير بالأمور الجزئية ، كلياقة الدواة ونحوه).

الحادي والثلاثون : وقال الشيخ عبد اللطيف أيضا :
(وقال تعالى " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة " [آل عمران :28] وقد جزم ابن جرير في تفسيره بكفر من فعل ذلك . قال تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان" [المجادلة:22] فليتأمل من نصح نفسه هذه الآيات الكريمات وليبحث عما قاله المفسرون وأهل العلم في تأويلها وينظر ما وقع من أكثر الناس اليوم ، فإنه يتبين له – إن وفق وسدد – أنها تتناول من ترك جهادهم ، وسكت عن عيبهم ، وألقى إليهم السلم . فكيف بمن أعانهم أو جرهم على بلاد أهل الإسلام أو أثنى عليهم ، أو فضلهم بالعدل على أهل الإسلام واختار ديارهم ومساكنتهم وولايتهم ، وأحب ظهورهم ، فإن هذا ردة صريحة بالاتفاق). الدرر السنية 8/325-326 ، ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3/53

الثاني والثلاثون : وقال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف بن حسن رحمه الله
وقد سئل عن الفرق بين الموالاة والتولي ، فأجاب :
( التولي كفر يخرج من الملة وهو كالذب عنهم وإعانتهم بالمال والبدن والرأي ، والموالاة كبيرة من كبائر الذنوب ، كبل الدواة أو بري القلم أو التبشش لهم ، أو رفع الصوت لهم).

الثالث والثلاثون : وقال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف أيضا :
(من لم يعرف كفر الدولة ، ولم يفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين لم يعرف معنى لا إله إلا الله ، فإن اعتقد مع ذلك أن الدولة مسلمون ، فهو أشد وأعظم ، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله وأشرك به ؛ ومن جرهم وأعانهم على المسلمين بأي إعانة فهي ردة صريحة). الدرر السنية 10/429

الرابع والثلاثون : وقال الشيخ محمد بن عبد اللطيف رحمه الله :
( وقال صلى الله عليه وسلم " من جامع المشرك أو سكن معه فإنه مثله " فلا يقال إنه بمجرد المجامعة والمساكنة يكون كافرا ، بل المراد أن من عجز عن الخروج من بين ظهراني المشركين ، وأخرجوه معهم كرها ، فحكمه حكمهم في القتل ، وأخذ المال لا في الكفر . وأما إن خرج معهم لقتال المسلمين طوعا واختيارا ، أو أعانهم ببدنه وماله ، فلا شك أن حكمه حكمهم في الكفر). الدرر السنية 8/456

الخامس والثلاثون: وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله :
( وكون الولاة مرتدين عن الدين بتوليهم الكفار ، وهم مع ذلك لا يجرون أحكام الكفر في بلادهم ، ولا يمنعون من إظهار شعائر الإسلام ، فالبلد حينئذ بلد إسلام ، لعدم إجراء أحكام الكفر ، كما ذكر ذلك شيخنا الشيخ عبد اللطيف رحمه الله عن الحنابلة وغيرهم من العلماء ) إلى أن قال ( وأما الولاة المذكورون ، فإنهم قد حصل منهم موالاة وتول للكفار وموافقة ، ومظاهرة على المسلمين ، فلا شك في ردتهم ، والمتأخرون منهم إما راضون بأفعالهم ، أو معينون لهم ، ولم يظهر منهم مخالفة لمن قبلهم ولا عيب على أفعالهم ، فحكمهم حكمهم ، إلا أن يكون قد تبين لكم منهم خلاف ما عليه أسلافهم ). الدرر السنية 8/491-494

السادس والثلاثون : وقال بعض علماء نجد :
( الأمر الثالث : مما يوجب الجهاد لمن أتصف به مظاهرة المشركين ، وإعانتهم
على المسلمين بيد أو لسان أو بقلب أو بمال ، فهذا كفر مخرج من الإسلام ، فمن أعان المشركين على المسلمين ، وأمد المشركين من ماله بما يستعينون به على حرب المسلمين اختيار منه فقد كفر). الدرر السنية 9/292

السابع والثلاثون : وقال أحمد شاكر رحمه الله في "كلمة الحق":
(أما التعاون مع الإنجليز بأي نوع من أنواع التعاون، قلّ أو كثر، فهو الردّة الجامحة، والكفر الصّراح، لا يقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأول، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة هي النفاق، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء. كلهم في الكفر والردة سواء، إلا من جهل وأخطأ، ثم استدرك أمره فتاب وأخذ سبيل المؤمنين، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم، إن أخلصوا من قلوبهم لله لا للسياسة ولا للناس.
وأظنني قد استطعت الإبانة عن حكم قتال الإنجليز وعن حكم التعاون معهم بأي لون من ألوان التعاون أو المعاملة، حتى يستطيع أن يفقهه كل مسلم يقرأ العربية، من أي طبقات الناس كان، وفي أي بقعة من الأرض يكون).
وقال ( ولا يجوز لمسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يتعاون معهم بأي نوع من أنواع التعاون، وإن التعاون معهم [ أي الفرنسيين] حكمه حكم التعاون مع الإنجليز: الردة والخروج من الإسلام جملة، أيا كان لون المتعاون معهم أو نوعه أو جنسه).

الثامن والثلاثون : وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
(وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم ) مجموع الفتاوى والمقالات 1/274

التاسع والثلاثون: وقال الشيخ عبد العزيز بن باز أيضا : (أما الكفار الحربيون فلا تجوز مساعدتهم بشيء ، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقص الإسلام لقول الله عز وجل "ومن يتولهم منكم فإنه منهم"). فتاوى إسلامية 0 جمع محمد بن عبد العزيز المسند ج4 السؤال الخامس من الفتوى رقم 6901 .

الأربعون : وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
(ومن مظاهر موالاة الكفار إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة نعوذ بالله من ذلك). الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد ص 351 .

الحادي والأربعون : وقال الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله :
(وأما الوقوف مع دول الكفر على المسلمين ومعاونتهم عليهم فإنه يجعل فاعل ذلك منهم ، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم " والآيات في هذا كثيرة .)

الثاني والأربعون : وقال الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي حفظه الله :
(أما مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم عليهم فهي كفر ناقل عن ملة الإسلام عند كل من يعتد بقوله من علماء الأمة قديما وحديثا …)
وقال (وبناء على هذا فإن من ظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم كأمريكا وزميلاتها في الكفر يكون كافرا مرتدا عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم).

الثالث والأربعون : وقال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله :
(فإنه مما لا شك فيه أن إعلان أمريكا الحرب على حكومة طالبان في أفغانستان ظلم وعدوان وحرب صليبية على الإسلام كما ذُكر ذلك عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن تخلي الدول في العالم الإسلامي عن نصرتهم في هذا الموقف الحرج مصيبة عظيمة ، فكيف بمناصرة الكفار عليهم ، فإن ذلك من تولي الكافرين ؛ قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" وقد عدّ العلماء مظاهرة الكفار على المسلمين من نواقض الإسلام لهذه الآية).

الرابع والأربعون : وقال الشيخ عبد الله السعد حفظه الله :
(وقد حذر الله تعالى من موالاة الكافرين أشد تحذير ، بل حكم بالكفر والردة على من تولاهم فقال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"[ المائدة51 ] والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا). وقال :
(وليعلم كل مسلم أن التعاون مع أعداء الله ضد أولياء الله بأي نوع من أنواع التعاون والدعم والمظاهرة يعد ناقضا من نواقض الإسلام ، دلّ على ذلك كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ونص عليه أهل العلم رحمهم الله ، فليحذر العبد أن يسلب دينه وهو لا يشعر).

الخامس والأربعون : وقال الشيخ ناصر العمر حفظه الله :
(رابعاً : حرمة مظاهرة المشركين واليهود والنصارى ، وإعانتهم على المسلمين ، وأن من فعل ذلك عالماً بالحكم طائعاً مختاراً غير متأول فقد برأت منه ذمة الله ، حيث إن المظاهرة والمناصرة أعظم أنواع التولي والموالاة).

السادس والأربعون : وقال الشيخ سفر الحوالي حفظه الله ،في بيانه عن الأحداث :
(إن نصرة الكفار على المسلمين بأي نوع من أنواع المناصرة ولو كانت بالكلام المجرد هي كفر بواح ، ونفاق صراح ، وفاعلها مرتكب لناقض من نواقض الإسلام - كما نص عليه أئمة الدعوة وغيرهم - غير مؤمن بعقيدة الولاء والبراء).

السابع والأربعون : وقال الشيخ سلمان بن فهد العودة حفظه الله :
(الولاء للمؤمنين وعدم إعانة الكافرين عليهم ، إذ أن الحكم في مناصرة الكافرين على المسلمين ، وتولي اليهود والنصارى جليٌّ مُشرق لا لبس فيه ولا غموض ، تواردت عليه آيات الكتاب ، وأبدأَ القرآن فيه وأعاد " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين" وقال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة . . " ولذا عدّ العلماء تولي الكافرين ومظاهرتهم على المسلمين انسلاخاً من الدين ، قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في نواقض الإسلام : "الناقض الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله - تعالى - : " ومن يتولهم منكم فإنه منهم" وقال الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – "الكفار الحربيون لا تجوز مساعدتهم بشيء ، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقض الإسلام لقوله - عز وجل - : " ومن يتولهم منكم فإنه منهم" أ.هـ ).

الثامن و الأربعون : وقال الشيخ بشر بن فهد البشرحفظه الله :
(ومما سبق يتبين أن التعاون مع أمريكا في العدوان على أفغانستان سواء كان بالرجال أو المال أو السلاح أو الرأي هو من قبيل مظاهرة الكفار على المسلمين ، وهو كفر وردة عن الإسلام ، وهذا الحكم يشمل الأفراد والجماعات وغيرهم ).

التاسع والأربعون : وقال الشيخ علي الخضير حفظه الله :
(أما مسالة مظاهرة الكفار فأعظم من بحثها هم أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله واعتبروا ذلك من الكفر والنفاق والردة والخروج عن الملة وهذا هو الحق ويدل عليه الكتاب والسنة والإجماع…).

الخمسون : وقال الدكتور عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف في " نواقض الإيمان القولية والعملية " ص 381،382
(وأما مظاهرة الكفار على المسلمين ، فالمقصود بها أن يكون أولئك أنصارا وظهورا وأعوانا للكفار ضد المسلمين ، فينضمون إليهم ، ويذبون عنهم بالمال والسنان والبيان ، فهذا كفر يناقض الإيمان . وهذا ما يسميه بعض العلماء ب"التولي" ويجعلونه أخص من عموم الموالاة ، كما هو عند بعض أئمة الدعوة السلفية في نجد ، مع أن جمهورا من المفسرين يفسرون التولي بالموالاة ) إلى أن قال : ( وعلى كل فلا مشاحة في الاصطلاح ، فالمهم أن مظاهرة الكفار ونصرتهم والذب عنهم يناقض الإيمان سواء سمي ذلك توليا أم موالاة . إن مظاهر الكفار ضد المسلمين خيانة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين).

الحادي والخمسون : وقال الشيخ سليمان العلوان حفظه الله :
(وقد حكى غير واحد من العلماء الإجماع على أن مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال والذب عنهم بالسنان والبيان كفر وردة عن الإسلام قال تعالى { ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } . وأي تولٍ أعظم من مناصرة أعداء الله ومعاونتهم وتهيئة الوسائل والإمكانيات لضرب الديار الإسلامية وقتل القادة المخلصين).

الثاني والخمسون : وقال الشيخ سليمان العلوان أيضا :
(والحذر الحذر من مناصرة الكفار على المسلمين بأي نوع أو وسيلة من وسائل النصرة فهذا من التولي وهو كفر ونفاق ومرض في القلوب وفسق .
وليس من شروط الكفر أن تكون مظاهرته للكفار محبة لدينهم ورضى به ، فهذا مذهب ضعيف لأن محبة دين الكفار والرضى به كفر أكبر دون مظاهرتهم على المسلمين . فهذا مناط آخر في الكفر ولو ادعى المظاهر محبة الدين وبغض الكافرين فإن كثيراً من الكفار لم يتركوا الحق بغضاً له ولا كراهية للدين إنما لهم طمع دنيوي ورغبة في الرياسات فآثروا ذلك على الدين قال تعالى { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } .)

وقال الشيخ أيضا : (قال تعالى { وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } ، وذلك لأنهم دخلوا في طاعتهم ونصروهم وأعانوهم بالمال والرأي .
ومن ذلك مشاركة الجنود المسلمين الموظفين في الحكومة الأمريكية في قتال الأفغان المجاهدين في سبيل الله فهذا من أكبر الذنوب وأعظمها منافاة لأصل الإيمان .
وتجويز هذا العمل بدليل الإكراه غير صحيح ، فإن للإكراه ضوابط وشروطاً وهي غير متوفرة في هذه الصورة .

فإن هؤلاء العسكريين يسعون لمصالحهم وتثبيت مناصبهم وكسب الأموال في سبيل قتل الأبرياء من المسلمين وهدم ديارهم وهذا لا يجيزه عاقل .
وقد يهددون بالقتل وهذا غير مسوَّغ للمشاركة لأنه لا يجوز شرعاً أن تبقي نفسك في سبيل هلاك الآخرين وقتل المظلومين فليست دمائهم بأرخص من دمائكم ولا دماؤكم بأغلى من دمائهم .
قال تعالى { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } .

وقد أفتى بعض المنهزمين بجواز مشاركة المسلمين العسكريين العاملين في الحكومة الأمريكية في قتال الأفغان المسلمين وهذه مخالفة لسبيل المؤمنين ، واجتهادات لا تحمل شعار العلم والفقه .
وقد كتبت رسالة مطولة في نقض هذه الفتوى وبيان منافاتها للأدلة السمعية والعقلية ، فإن المظاهرة أي مظاهرة الكفار على المسلمين من المسائل المجمع على تحريمها وقد سمى الله ذلك كفراً وقد تقدم وسمى ذلك نفاقاً فقال تعالى { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً . الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً } .

وسمى ذلك مرضاً في القلوب فقال تعالى { فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ } .
وسمى ذلك فسقاً فقال تعالى { تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ . وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } .
والإجماعات المنقولة في هذا الباب كثيرة ، وقد حررت ذلك في غير موضع وبينت الفرق بين الموالاة والتولي ، وأن التولي كفر أكبر وأما الموالاة فمنها ما هو مرادف للتولي ، ومنها ما هو دون ذلك والله أعلم .).


والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/1.htm

ابو اكرام فتحون
2015-02-07, 00:31
أنت لم تطلع
على أقوال العلماء
من هنا :

http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=147438

العثماني
2015-02-07, 00:48
عجيب أمرك
تدع كلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير والطبري والعسقلاني وابن حزم وسلف الأمة وتستشهد علينا بكلام الفوزان والمدخلي ؟
هل تتبع السلف أم الخلف ؟
أم نحن إزاء فرقة جديدة هي "الفرقة الخلفية" تضرب بأقوال السلف عرض الحائط وتتبع أقوال المدخلي والعتيبي ورسلان ؟؟

هؤلاء الذين تسميهم "علماء" وأحلتني إلى رابط الإستشهاد بكلامهم يلزمونك وحدك ولا يلزمون مخالفك ؛ فليس بالضرورة أنني أقلدهم كما تقلدهم ؛ وهم ليسوا حجة إلا على من يقلدهم.

على العموم لم تجب على سؤالي حول "المجاهد المزعوم"
http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=3992668935&postcount=8
لازلت في انتظار الرد

خالد عنابي2
2015-02-07, 13:13
بعد حرق هذا الطيار الاردني بحثت في المسألة فوجدت ان ابو بكر الصديق احرق المرتدين بالنار وقرأت موضوعك المنقول تكرارا ومرارا فوجدته بعيد يتكلم بعيدا عن اصل الموضوع


ولقد أحرق ابو بكر الصديق اياس بن عبد ياليل في حروب الردة والبغاة بالنار في حضرة الصحابة بالتالي هنا اشكال فموضوعك المنقول يقول باجماع تحريم الحرق بالنار والحقيقة انه لا يوجد اجماع اطلاقا

والا قلنا ان ابو بكر الصديق وعلي بن ابي طالب وخالد بن الوليد والصحابة خالفوا الدين وهذا لا يجوز ومنهج السلف الصالح ولم يوفق صاحب الموضوع في التدقيق والتمحيص والربط بين اصل جواز الحرق والمثلة ووضع نفسه في موقف لا يمكن فيه التوفيق بين قول لبعض فقهاء هذا العصر وفقهاء السلف مع وجود فعل ثابت عن الصحابة

موضوعك يا اخي فيه من اللغط الكثير ارجو منك حذفه



:)

بارك الله فيك

تلك النتيجة الطبيعية لمحاولة الباس الحق بالباطل ومحاولة تغطية الشمس بالغربال

ولكن الباحث عن الحق سرعانما يكتشف زيف وضعف تلك الحجج الواهية والترقيعات المهترئة

Abd_el_kader
2015-02-08, 15:49
ثم إن مسألة التحريق مسألة خلافية ؛ والخلاف فيها مذكور في أمهات الكتب

جاء في كتاب "تحفة الأحوذي"
( وإن النار لا يعذب بها إلا الله ) هو خبر بمعنى النهي . وقد اختلف السلف في التحريق فكره ذلك عمر وابن عباس وغيرهما مطلقا سواء كان في سبب كفر أو في حال مقاتلة أو في قصاص ، وأجازه علي وخالد بن الوليد وغيرهما . قال المهلب : ليس هذا النهي على التحريم بل على سبيل التواضع ، ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة ، وقد سمل النبي صلى الله عليه وسلم ، أعين العرنيين بالحديد ، وقد أحرق أبو بكر بالنار في حضرة الصحابة وحرق خالد بن الوليد ناسا من أهل الردة ، وكذلك حرق علي .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=56&ID=2950

يعني إذا شئت الحق فداعش لم تأت بجديد ؛ بل أنتم من تستحدثون لنا ديانة مودرن مخالفة لما في كتب السلف


السلام عليكم

للأمانة أقول لست متابعا جيدا لما يجري من أحداث هنا وهناك ولا أريد تعقيبا على الوقائع والنوازل هذه وإنما أحببت أن أعلق على كلامك أخي بما أراه حقا في بعض المسائل الشرعية:

أظن أنه من الخطأ البين للباحث عن الحق أن يعارض حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقول أي كان
كما قال ابن عباس
يوشك أن تنزل حجارة من السماء أقول قال رسول الله وتقولون قال أبوبكر وعمر

نعم إذا كان الإنسان في صدد البحث أو ذكر الأقوال فقد يجمع ويذكر كل قول ولو كان شاذا او مرجوحا
وماذكر في الشرح يحتاج لبسط مثلا :

أين ورد بالسند الثابت عن أبي بكر وخالد التحريق ؟
قوله أجازه علي يفهم منه أنه مطلقا وحسب علمي القاصر أن عليا حرق بعض المرتدين وانكره عليه ابن عباس فيما أذكر
والأمر يحتاج لبسط، ومادام السنة واضحة وضوح الشمس فما بالنا وجمع الأقوال
وأما تسميل الأعين فهذا غير الحرق والمسألة عن الحرق






حكم مظاهرة الكفار ومعاونتهم على المسلمين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

فهذه نقولات عن أهل العلم تبين حكم مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم بالسلاح أو المال أو الرأي .

وقد جاء النص الصريح من كتاب الله عز وجل على أن من اتخذ الكفار أولياء من دون المؤمنين أنه : منافق .. لا يؤمن بالله ولا بالنبي وما أنزل إليه .. وأنه من جملة الكفار الذي والاهم ونصرهم.

1- قال تعالى: " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما . الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين . أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا".[النساء:138،139].

2- وقال تعالى : " ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون . ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون" [المائدة:80 ، 81].

3- وقال تعالى " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين . فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم …" إلى قوله " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي اله يقوم يحبهم ويحبونه …" الآيات ، [المائدة 51-57].

4- وقال تعالى: " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ".[آل عمرن:28] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى ، المؤكدة له ، تأكيدا يمنع تأويل الجاهلين ، وتحريف المبطلين.

فاتخاذ الكفار أولياء من دون المؤمنين ، أي مناصرتهم ومظاهرتهم ومعاونتهم على أهل الإسلام كفر صريح ، وردة سافرة ، وعلى هذا انعقد إجماع أهل العلم.


ابتدأ من قولك الأخير

وعلى هذا انعقد إجماع أهل العلم.


أعيد التنبيه أنني أتكلم عن مسائل علمية بعيدة عن الأحداث هنا وهناك

من من العلماء المعتبرين ولنتقصر على المتقدمين عن عصرنا نقل الإجماع على كفر من عاون المشركين على المسلمين ؟

لنأخذ مثلا حادثة حاطب بن أبي بلتعة حين اعان المشركين على من ؟ على خير جيش في الدنيا، النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1893&idto=1893&bk_no=51&ID=1936#docu)


فهل ارتد حاطب ؟ وهلا أقام عليه نبينا الأكرم حد الردة ؟

حتى في الآية خاطبه الله بلفظ الإيمان يا ايها الذين آمنوا

نعم موالاة الكفار أمر عظيم وخطر جليل وقد تكون كفرا اكبر مخرج من الملة ، لكن هذه التعميم الذي ذكرته أظن

وكذلك الاستعانة التي تذكرها حتى على القول بتحريمها مطلقا هي غير الموالاة فيما أحسب

الأستاذ الصغير مَاهر
2015-02-08, 16:26
4⃣ رابعاً: ليس الخلاف بين المسلمين وداعش في تحريقهم للطيار المجاهد معاذ الكساسبة رحمه الله فحسب بل في احتلالهم لبلاد المسلمين، واعتناقهم عقائد ومبادئ مستقاة من الخوارج الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم كلاب النار، وشر الخلق والخليقة، واستعمال الرافضة والنصيرية واليهود والنصارى والشيوعيين لهم لضرب الإسلام في سماحته وعدله وتشويه سمعة المسلمين، وعمل أقبح دعاية للإسلام، وكذلك الاستمرار والإصرار على الكذب والزور والباطل والتلبيس والمكر بشباب الأمة الإسلامية.
ففعل داعش كلاب النار خليط بين الإجرامات اليهودية والبعثية ويلبسون ذلك لباس الإسلام.




السلام عليكم ، و الله عجبًا أمركم هل من يقاتل تحت راية الصليب مجاهد . (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).

أتدري ماذا فعل الطيار المجرم ، أحرق و فجر الآمنين من المسلمين (أطفالاً و نساءًا و شيوخًا) في ديارهم مستعينا بأهل الصليب . منتهجا نهجهم بحرق اهل السنة و الجماعة.
أليست ما يسمى بدولة إسراطين عدوتا له ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ديننا دين عدل ، و المعاملة بالمثل أساس العدل . كما أحرق و فجر المسلمين كذلك يحرق و يفجر .

وأسأل الله ان يطفئ نار الفتة التي أشعلها الكفار و المرتدون على أهل الإسلام .
و الله المستعان و عليه التكلان

خالد عنابي2
2015-02-08, 17:34
ظن أنه من الخطأ البين للباحث عن الحق أن يعارض حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقول أي كان
كما قال ابن عباس
يوشك أن تنزل حجارة من السماء أقول قال رسول الله وتقولون قال أبوبكر وعمر
انت نفسك اتيت بقول شخص اخر غير رسول الله

ومن قال ان كلام ابا بكر او عمر يعارض كلام رسول الله بل هي السيرة تفسر الحديث والفهم الصحيح يقتضي انزال كل حكم في مكانه وزمانه الصحيح

لنأخذ مثلا حادثة حاطب بن أبي بلتعة حين اعان المشركين على من ؟ على خير جيش في الدنيا، النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1893&idto=1893&bk_no=51&id=1936#docu)


فهل ارتد حاطب ؟ وهلا أقام عليه نبينا الأكرم حد الردة ؟

حاطب لم يشترك في القتال ضد المسلمين كما شفعت له بدر التي شهدها كما انه كانت له بعض المصالح في قريش خشي عليها ولم يقصد الاضرار الحربي بالمسلمين

فهل هناك شيئ من ذلك يشفع لمعاذ ؟

ing.Youcef
2015-02-08, 18:16
رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى نهيا صريحا عن القتل حرقا بالنار، و لما حرق أبو بكر رضي الله تعالى عنه قلنا -أو بالأحرى قال العلماء- أن هذا اجتهاد منه رضي الله عنه أراد منه التنكيل البالغ... فهل في الكلاب الدواعش الملاعين أمثال أبي بكر ليجتهدوا و يحكموا؟

ing.Youcef
2015-02-08, 18:22
و أما معاذ رحمه الله رحمة واسعة فقد أفضى إلى ربه فلا أقل من أن تمسك عنه الألسنة...

و أخشى أن الكثيرين إنما ينقمون عليه حسدا و بغضا!!! فالرجل رحمه الله 26 سنة مقاتل و طيار حربي ... طيار حربي ... يقود الـ f-16 ... ما شاء الله تبارك الله.

Abd_el_kader
2015-02-10, 16:28
انت نفسك اتيت بقول شخص اخر غير رسول الله

ومن قال ان كلام ابا بكر او عمر يعارض كلام رسول الله بل هي السيرة تفسر الحديث والفهم الصحيح يقتضي انزال كل حكم في مكانه وزمانه الصحيح



حاطب لم يشترك في القتال ضد المسلمين كما شفعت له بدر التي شهدها كما انه كانت له بعض المصالح في قريش خشي عليها ولم يقصد الاضرار الحربي بالمسلمين

فهل هناك شيئ من ذلك يشفع لمعاذ ؟


بل انه اجماع يا اخي على ماقاله ابن عباس
فقد اجمع المسلمون انه من استبانته له السنة لم يكن له تركها لقول احد كما قال الشافعي
وهذا اصل يجب ان نتعلمه قبل الخوض في الفروع
ثم لتعلم ان كتب السيرة النبوية غير كتب السنن والاحكام
فكتب السيرة لن يؤخذ منها الحكم الشرعي الا بعد التحقق من شروطه
ثم الحكم منسوب لابي بكر في السيرة وليس للنبي صلى الله علي وسلم
ثم كتب السير التي نقلت هذا الحكم هي من نقلت توبة ابي بكر وندمه على ذلكك عند موته !!!


بالنسبة للاية التي نزلت في حاطب قصدي ان الموالاة المذكورة في هذه الاية ليست كفرا فتعميم ذلك خطا

واما معاذ فصدقني اني لم اعرف اسمه الا من هذا الموضوع
وقد قلت لك انا اتكلم عن احكام شرعية واصولها ليست كما ينبغي في نظري
والا وان كان لابد من الدخول في النوازل
فهل في داعش عالم من اهل الذكر فضلا عن مجتهد يرجع اليه في مساءءل الشرع!؟
ما كنت اعلمه ان جل مجلسها العسكري بعثيون سابقون !
والله اعلم بحقيقة الحال الان
فهل يقارن البغدادي الخليفة المزعوم ومن معه بابي بكر اعلم الامة التاءب من التحريق حسب كتب السير !
ثم لست انا مؤهلا للخوض في النوازل
ما اعرفه في مثل هذا هو قول الله تعالى
واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به الاية
فالواجب في مثل هذا الرجوع الى خواص اهل العلم كما امر الله وكما تعلم اهل اعبم غير موجودين في داعش فضلا عن خواصهم اهل الاستنباط منهم
وهذه امور لو عرضت على عمر لجمع لها خواص العلماء اعني اهل بدر فما بالنا نلوكها
وهذه الملاحظة الاخيرة ليست موجهة لك بل هي عامة
بورك فيك

خالد عنابي2
2015-02-22, 03:42
بل انه اجماع يا اخي على ماقاله ابن عباس
فقد اجمع المسلمون انه من استبانته له السنة لم يكن له تركها لقول احد كما قال الشافعي
وهذا اصل يجب ان نتعلمه قبل الخوض في الفروع
ثم لتعلم ان كتب السيرة النبوية غير كتب السنن والاحكام
فكتب السيرة لن يؤخذ منها الحكم الشرعي الا بعد التحقق من شروطه
ثم الحكم منسوب لابي بكر في السيرة وليس للنبي صلى الله علي وسلم
ثم كتب السير التي نقلت هذا الحكم هي من نقلت توبة ابي بكر وندمه على ذلكك عند موته !!!


بالنسبة للاية التي نزلت في حاطب قصدي ان الموالاة المذكورة في هذه الاية ليست كفرا فتعميم ذلك خطا

واما معاذ فصدقني اني لم اعرف اسمه الا من هذا الموضوع
وقد قلت لك انا اتكلم عن احكام شرعية واصولها ليست كما ينبغي في نظري
والا وان كان لابد من الدخول في النوازل
فهل في داعش عالم من اهل الذكر فضلا عن مجتهد يرجع اليه في مساءءل الشرع!؟
ما كنت اعلمه ان جل مجلسها العسكري بعثيون سابقون !
والله اعلم بحقيقة الحال الان
فهل يقارن البغدادي الخليفة المزعوم ومن معه بابي بكر اعلم الامة التاءب من التحريق حسب كتب السير !
ثم لست انا مؤهلا للخوض في النوازل
ما اعرفه في مثل هذا هو قول الله تعالى
واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به الاية
فالواجب في مثل هذا الرجوع الى خواص اهل العلم كما امر الله وكما تعلم اهل اعبم غير موجودين في داعش فضلا عن خواصهم اهل الاستنباط منهم
وهذه امور لو عرضت على عمر لجمع لها خواص العلماء اعني اهل بدر فما بالنا نلوكها
وهذه الملاحظة الاخيرة ليست موجهة لك بل هي عامة
بورك فيك

وش راك قاعد تخلط كلامي في واد وردك في واد اخر

خلاصة الكلام عندي من يوالي الكفار ويتحالف معهم حربيا ضد المسلمين فهو كافر مرتد عن الاسلام مهما حاول علماء السلاطين ايجاد الذرائع والاعذار

انا لم اتكلم عن السيرة والنص ولم انفي الاجماع على وجوب اتباع ما وضحته السيرة

عَبِيرُ الإسلام
2015-02-22, 10:38
بسم الله الرّحمن الرّحيم



داعش صنيعة استخباراتية تخدم عدة جهات منها إيران والأسد


http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=3992783445#post3992783445


فتنة الخلافة الداعشية العراقية المزعومة

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=3992783487#post3992783487

Abd_el_kader
2015-02-22, 13:28
وش راك قاعد تخلط كلامي في واد وردك في واد اخر

خلاصة الكلام عندي من يوالي الكفار ويتحالف معهم حربيا ضد المسلمين فهو كافر مرتد عن الاسلام مهما حاول علماء السلاطين ايجاد الذرائع والاعذار

انا لم اتكلم عن السيرة والنص ولم انفي الاجماع على وجوب اتباع ما وضحته السيرة






الموضوع كان عن حرق الطيار الاردني واستدلالات داعش ومن يؤيدهم، فكان تعليقي عن الحكم الشرعي في ذلك وبيان الأخطاء في ذلك

ثم عرجت ردا على العضو العثماني حول مسألة الموالاة والتولي وتفريق العلماء بينهما ولم اقرأ كل ماكتب وإلا هو موجود في أخر مشاركته

فالموالاة عظيمة وكبيرة والتولي كفر أكبر (وقد يخالف في هذا الاصطلاح)

ولم اتكلم عن الواقعة بعينها ولا عن داعش وإلا فهم يرجعون لمن في تحديد أحكام الله عز وجل

فيما أعلم انه ليس بينهم عالم واحد قال فيه ربنا

وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً

فلا أظنهم يجرؤون على القول بوجود من وصفهم الله في الآية، فإلى من يرجعون في أحكامهم !؟؟

وأما إشارتك بكفر التولي للطيار وجواز قتله بناء على ذلك، فلم اعرج على مثل هذا لاني لست مؤهلا في الخوض في الدماء والنوازل امتثالا لأمر ربنا المذكور اعلاه

وهو من الفضل والرحمة المذكورة في الآية حتى لا أتبع الشيطان، كما امرني ربي

فإلى من ترجع يا أخي في خوضك هذا في النازلة من اهل الاستنباط والاجتهاد من العلماء ؟

وفقني الله وإياك للهدى والتقى

عَبِيرُ الإسلام
2015-02-22, 13:39
بسم الله الرّحمن الرّحيم


تعلّموا دينكم بما يصلح أعمالكم عند بارئكم ،


بالنّسبة للموالاة فإنّ الموالاة للكفار تشمل كلّ جوانب الحياة وليس في قضية معينة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مَن تشبّه بقومٍ فهو منهم " ...


متى ننزل الحكم بهذا الحديث على ناس الجزائر ، وعلى كلّ البلاد العربية المسلمة ؟


إذ الموالاة الحقيقة لاتخرج عن كونها تشبّه بهم في كلّ صفاتهم وسماتهم .

نسأل الله العفو والعافية في الدّنيا والآخرة.

فالتّشبّه بهم عين الموالاة إذ صاحب التّشبّه لولم يعجبه ويحمد ما عند الكفار ماتشبّه بهم وخالطهم مخالطة الصّداقة والحبّ والذّلّ لهم.



حديث: «مَن تشبَّه بقوم فهو منهم»(رواية ودراية)


توفيق عمروني


أخرج الإمام أحمد في «مسنده» (5114، 5115، 5667)، وأبوداود في «سننه» (4031)، وابن أبي شيبة (4/575)، وعبد بن حميد في «مسنده» (848)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1199)، والطبراني في «مسند الشَّاميِّين» (216)، والطَّحاوي في «مشكل الآثار» (1/125)، وابن عبد البر في «التمهيد» (11/76)، وتمام في «فوائده» (770)، وابن الأعرابي في «معجمه» (1137)، والدينوري في «المجالسة» (147) من طُرُقٍ عن أَبي النَّضْرِ، حدَّثنا عَبدُ الرَّحمنِ بنُ ثَابِتٍ، حدَّثنا حسَّانُ بن عَطِيَّةَ عن أبي مُنِيبٍ الجُرَشِيِّ عن ابنِ عمرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي؛ وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ».

صحَّح إسناده العراقي في «تخريجه للإحياء» (851)، وجوَّد إسناده شيخ الإسلام ابن تيميَّة في «الاقتضاء» (ص269)، وقال الذَّهبي في «السِّير» (15/509): «إسناده صالح»، كما حسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في «الفتح» (10/271)، والألباني في «الإرواء» (1269).

ومن ضعَّف إسنادَه من العلماء كالسَّخاوي في «المقاصد الحسنة» (1101)، والزَّركشي في «التَّذكرة» (ص101) وغيرهما فلأجل عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن ثَابت بن ثَوْبَانِ؛ لأنَّهم اختلفوا في تَوْثِيقِهِ؛ إلاَّ أنَّه لم ينفرد بل تابعه الأوزاعيُّ، أخرجه الطَّحاوي في «شرح مشكل الآثار» (1/213)، وأحمد بن حذلم في «حديث الأوزاعي» (30) من طريق جمع من الثِّقات عن الولِيد بن مُسْلِمٍ ثنا الأوزَاعِيّ به.

ثمَّ خالفَهُما صَدَقة بن عبد الله، فرواه عنِ الأوزاعِيِّ، عن يحيى بنِ أبِي كثِيرٍ، عن أبِي سلمة، عن أبِي هُريرة، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم به.
أخرجه البزَّار في «مسنده» ـ كما في «نصب الرَّاية» (4/403) ـ، والهرويُّ في «ذمِّ الكلام» (465)، والذَّهبي في «سير النُّبلاء» (16/242)، من طريق عمرو بن أبِي سلمة، عن صدقة بنِ عَبدِ الله نحوه.

قلت: هذا الإسناد منكر؛ لأنّ صَدَقة بن عبد الله السَّمِين هو من علماء دمشق في زمانه إلاَّ أنَّه ضعيف؛ وقال البزَّار: «لم يُتابع صَدقة على روايته هذه، وغَيرُه يرويه عن الأوزاعي مرسَلا».

لذا قال دُحَيم كما نقل عنه أبو حاتم الرَّازي: «هذا الحدِيثُ ليس بِشيءٍ، الحدِيثُ حدِيثُ الأوزاعِي، عن سعِيد بنِ جبلة، عن طاوُسٍ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »(1).
وأمَّا الدَّارقطني، فقد رجَّح روايةَ الوليد ابن مسلم عن الأوزاعي عن حسَّان بن عطيَّة عن أبي مُنيب الجُرشي عن ابن عمر؛ قال: «وهو الصَّحيح»(2).
وروي هذا الحديث عن غير ابن عمر، فروي عن حذيفة بن اليمان، وعن أنس بن مالك، وجاء مرسلا عن طاوس وعن الحسن البصري؛ فإليكها بتفصيل:
ـ حديث حذيفة بن اليمان:
أخرجه الطَّبراني في «الأوسط» (8327)، والبزَّار في «مسنده» (2966) من طريق ثنا محمَّد ابن مرزوق، نا عبد العزيز بن الخطَّاب، ثنا علي ابن غراب، عن هشام بن حسان، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن أبيه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ».
قال الطَّبراني: «لم يروِ هذا الحديث عن هشام ابن حسان إلاَّ علي بن غراب، ولا عن علي إلاَّ عبد العزيز، تفرَّد به محمَّد بن مرزوق».
قال البزَّار: «وَهَذَا الحَدِيثُ لا نَعلَمُهُ يُرْوَى عن حُذيفَةَ مُسنَدًا إلاَّ من هَذَا الوَجهِ، وقد رَوَاهُ غيرُ عليِّ بن غُرَابٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ مَوْقُوفًا».

قال الهيثمي في «مجمع الزَّوائد»: «رواه الطَّبراني في «الأوسط» وفيه علي بن غراب، وقد وثَّقه غيرُ واحدٍ وضعَّفه بعضهم، وبقيَّة رجاله ثقات».
وعليُّ بن غراب، الظَّاهر من حاله على تشيُّعه فهو صدوق يمكن الاعتبار بحديثه، إلا أنّه يدلِّس، فليس من السَّهل قَبول تفرُّده؛ بله إذا خولف كما أشار إلى ذلك البزار آنفا.

قلت: وقد وَرد مُسنَدًا من وجهٍ آخر عن حذيفة رضي الله عنه، ففي «مسند الشَّاميِّين» للطَّبراني (1862): حدَّثنا عمرو بن إسحاق، ثنا أبي ثنا عمرو ابن الحارث، ثنا عبد الله بن سالم عن الزّبيدي، ثنا نمير ابن أوس أنَّ حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان يردُّه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَإنَّهُ مِنْهُمْ».

الزّبيدي هو محمَّد بن الوليد شاميٌّ ثِقةٌ ثَبْتٌ.

قلتُ: وهذا إسناد حمصي شامي ضعيف جدًّا، وآفته والد شيخ الطَّبراني إسحاق بن إبراهيم ابن العلاء الزّبيدي المعروف بابن زِبْرِيق، قال عنه الحافظ في «التقريب»: «صدوق يهم كثيرا، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب»(3)، فلعل هذا الحديث من أوهامه، فإنَّه تفرَّد به ولم يتابع.

وعلَّةٌ أخرى أنَّ أوس بن نمير عن حذيفة مرسل.
ـ حديث أنس بن مالك:
أخرجه أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (1/165)، والهروي في «ذمِّ الكلام» (466).
من طريق الحجَّاج بن يوسف بن قتيبة ثنا بشر ابن الحسين الأصبهاني، ثنا الزّبير بن عدي عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فذكره.
قلت: وهذا إسناد واه جدًّا لأجل بشر ابن الحسين له نسخة عن الزّبير بن عدي؛ قال البخاري: «فيه نظر»، وقال الدارقطني: «متروك»، وقال ابن عدي: «عامة حديثه ليس بمحفوظ»، وقال أبو حاتم: «يكذب على الزبير».
وقد صدق ابن حبان لما قال عنه: «لا يُنظر في شيء رواه عن الزّبير إلاَّ على جهة التَّعجُّب».
ـ وجاء مرسلاً عن طاوس:
أخرجه عبد الله بن المبارك في «الجهاد» (105)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (4/581) (7/638)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (390)
من طُرق عن الأوزاعي عن سعيد بن جَبَلة، قال: حدثني طاوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فذكره.
وسعيد بن جَبلة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وحسَّن هذا الإسناد الحافظ في «الفتح» (6/98)، وفي «تغليق التَّعليق» (3/446) وجعله شاهدًا لحديث ابن عمر المتقدِّم.
ـ وجاء مرسلا عن الحسن البصري:
أخرجه سعيد بن منصور في «سننه» (2370) قال: نا إسماعيل بن عياش، عن أبي عمير الصوري، عن الحسن، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، قال الحافظ: «كانوا لا يعتمدون مراسيل الحسن؛ لأنَّه كان يأخذ عن كلِّ أحد»، قال الإمام أحمد: «ليس في المرسلات شيءٌ أضعف من مرسلات الحسن».
وأبو عُمير الصُّوري اسمه أبَان بن سليمان، «كان من عباد الله الصالحين، يتكلم بالحكمة»
ـ وقد ورد لفظ هذا الحديث عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه موقوفا عنه:
أخرجه عبد الرَّزَّاق في «المصنَّف» (20986) عن معمر عن قتادة: أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى رجلا قد حلَقَ قَفاه ولبس حريرًا، فقال: «مَنْ تَشَبَّه بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ».
قلت: قتادة لم يدرك عمر بن الخطاب، فالإسناد منقطع؛ والله أعلم.


فقه الحديث

فهذا النَّصُّ النَّبويُّ يشير إلى أصل في الشَّريعة عظيم، وهو النَّهي عن التَّشبُّه بغير المسلمين، فلا يجوز التَّشبُّه بالكفَّار والمنافقين والمبتدعة والعصاة والفسَّاق، وأنَّ التَّشبُّه المطلوب إنَّما هو بأهل الصَّلاح والخير والسَّداد ظاهرًا وباطنًا.

قال ابن رجب رحمه الله: «هذا يدلُّ على أمرين:

أحدهما: التَّشبُّه بأهل الشَّرِّ مثل أهل الكفر والفسوق والعصيان، وقد وبَّخ الله من تشبَّه بهم في شيء من قبائحهم، فقال تعالى: ﴿فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ﴾[التوبة:69]، وقد نهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن التَّشبُّه بالمشركين وأهل الكتاب...

الثَّاني: التَّشبُّه بأهل الخير والتَّقوى والإيمان والطَّاعة، فهذا حسنٌ مندوبٌ إليه، ولهذا يُشرع الاقتداء بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته وآدابه وأخلاقه، وذلك مقتضَى المحبَّة الصَّحيحة، فإنَّ المرء مع من أحبَّ، ولا بدَّ من مشاركتِه في أصلِ عمله، وإن قصَّر المحبُّ عن دَرجته...»(4).

وقال شيخ الإسلام: «وهذا الحديث أقلُّ أحواله أن يقتضي تحريم التَّشبُّه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كُفرَ المتشبِّه بهم، كما في قوله: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾»(5).

قال ابن كثير رحمه الله: «فيه دلالة على النَّهي الشَّديد والتَّهديد والوعيد على التَّشبُّه بالكفَّار في أقوالهم وأفعالهم ولباسهم وأعيادهم وعباداتهم، وغير ذلك من أمورهم الَّتي لم تُشرع لنا ولا نُقرّر عليها»(6).

ومن أراد أن يشبع نهمته ويقف على عظم هذا الموضوع وأهمِّيته وكيف حرص الإسلام على شخصيَّة المسلم وحماها من التَّميُّع والتَّفسُّخ وأرادها معتزَّة مميَّزة شامخة، فليرجع إلى كتاب شيخ الإسلام الموسوم بـ«اقتضاء الصِّراط المستقيم» فإنَّه ذكر فيه ما يزيد على ثلاثين آية من القرآن الكريم، وقرَّر عقب كلِّ آية وجه الدِّلالة منها على موضوع التَّشبُّه.

ثمَّ ذكر من الأحاديث النَّبويَّة الدَّالَّة على تحريم مشابهة أهل الكتاب ما يقارب من المائة حديث، مع التَّعليق عليها وذكر وجه الدِّلالة.

ثمَّ ذكر الإجماع على التَّحريم، وأعقب ذلك بالآثار، ثمَّ ذكر الاعتبار ما في بعضه كفاية؛ فحريٌّ بكلِّ مسلم طالب للنَّجاة والاستقامة أن يطالع هذا الكتاب فإنَّه مفيد جدًّا.

وإن كنتُ ـ أيَّها القارئ الحبيب ـ قد أحلتك على مليء إلاَّ أنَّ هذا لا يعفيني من أن أوجز لك بعض ما يمكن الظَّفر به من هذا الحديث من فوائد؛ فمن ذلك:

أنَّه مقتضى الإستقامة على الصِّراط المستقيم الَّذي يسأله العبد ربَّه كلَّ يوم في صلاته سبع عشرة مرَّة في الفرائض دون النَّوافل، فيقرأ قول الله تعالى: ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيم * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين﴾، فمعنى هذه الإستقامة هو لزوم طاعة الله ورسوله كما جاء ذلك واضحًا صريحًا في الآية الَّتي بيَّنت من هم هؤلاء المنعَم عليهم، وهي قوله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء:69]،

ومن علامات هذا الصِّراط أنَّه متميِّز وطريق مستقيم لا عِوَجَ فيه وسطٌ بين الغلوِّ والجفاء، وبين الإفراط والتَّفريط، قال العلماء: وأكَّد الله تعالى هذا التَّميُّز بـ «لا» ولم يكتف بالعطف، ليدلَّ على فساد كلاَ الطَّريقين سواء طريق اليهود أم طريق النَّصارى، «وللفرق بين الطَّريقتين، لتجتنب كلٌّ منهما؛ فإنَّ طريقة أهل الإيمان مشتملةٌ على العلمِ بالحقِّ والعملِ به، واليهود فقَدوا العمل، والنَّصارى فقدوا العلمَ؛ ولهذا كان الغضبُ لليهود، والضَّلال للنَّصارى؛ لأنَّ من علم وترك استحقَّ الغضب، بخلاف من لم يعلَم؛ والنَّصارى لمَّا كانوا قاصدين شيئًا لكنَّهم لا يهتدون إلى طريقه؛ لأنَّهم لم يأتُوا الأمرَ من بابه، وهو اتِّباع الرَّسول الحقِّ، ضلُّوا، وكلٌّ من اليهود والنَّصارى ضالٌّ مغضوبٌ عليه، لكن أخصُّ أوصاف اليهود الغضب كما قال فيهم: ﴿مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ﴾ [المائدة:60]، وأخصُّ أوصاف النَّصارى الضَّلال كما قال: ﴿قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيل﴾ [المائدة:77]» قاله ابن كثير في «تفسيره» (1/141).

وفي حديث عديّ بن حاتم قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اليَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّ النَّصَارَى ضُلاَّلٌ»(7) لأجل هذا تتابعت الأحاديث على الأمر بمخالفة هاتين الأمَّتين المنحرفتين عن الصِّراط السَّويِّ في أمور كثيرة عديدة، فمثلا قال صلى الله عليه وسلم: «خَالِفُوا المُشْرِكِينَ احْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأرْخُوا اللِّحَى»، وقال: «إنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى لاَ يَصْبِغُونَ فَخَالِفُوهُمْ»...

فلم يكتف النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالنَّهي عن مشابهتهم بل أمر بمخالفتهم، وهذا يقتضي أن يكونَ جنسُ مخالَفتِهم أمرًا مقصودًا للشَّارع ـ كما قال شيخُ الإسلام ـ، بل هو مُقتضَى الإستقامةِ على الصِّراطِ المستقيم(8).

لهذا حرص النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم نفسه على مخالفة اليهود وسائر المشركين في كلِّ أمورهم؛ ففي «صحيح مسلم» (302): أنَّه صلى الله عليه وسلم لمَّا بلغه صنيعهم مع المرأة الحائض قال: «اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إلاَّ النِّكَاح»، فبلغ ذلك اليهود، فقالوا: ما يُريد هذا الرَّجلُ أن يَدع من أمرنا شيئًا إلاَّ خالَفنا فيه».

فلم يكن صلى الله عليه وسلم يدع شيئًا ممَّا يمكنه مخالفتهم إلاَّ خالفهم فيه وأظهر المخالفةَ، لذا ينبغي لكلِّ مسلم مُعتزٍّ بدينه أن يقصد مخالفة الكفَّار من اليهود والنَّصارى وغيرهم في كلِّ ما يُمكنه أن يخالفَهم فيه ولا يتشبَّه بهم أبدًا خاصَّة فيما هو من خصائصهم ومميِّزاتهم وشعاراتهم، ليتميَّز المسلم بشخصيَّته الفذَّة.

ومع توارد هذه النُّصوص النَّاهية الزَّاجرة عن مشابهتهم والآمرة بإظهار مخالفتهم إلاَّ أنَّ الواقف على حال الأمَّة اليوم يجد أكثر المسلمين قد تهافتوا على كلِّ ما يأتيهم من الغرب الكافر الملحد من غثٍّ وسمين وفُتِنُوا بكلِّ ما تَدُرُّ عليهم مخابرُ أوربا وأمريكا من أنواع (الموضة) والأزياء والهيئات حتَّى غدونا لا نفرِّق بين مسلم وكافر في الظَّاهر لشدَّة الموافقة والمشابهة والمشاكلة والمطابقة؛ فانظر إلى أنواع الألبسة وألوانها الَّتي تزيَّا بها شبابُنا وفَتياتنا، وأنواع القصَّات الشَّعريَّة الَّتي رسموا بها رؤوسهم وأحيانًا لحاهم في صور تتقزَّز منها النُّفوس السَّويَّة والأذواق المستقيمة، فما كان بالأمس محلّ هزء وسخريَّة يصير اليوم (موضة)، وما هو اليوم موضة يصير بعد غد شيئًا باليا مطّرحا، وهكذا دواليك..، وشبابنا منساقون وراء هذا السَّراب، بل مروِّجون لكلِّ هذا الخراب، فأعلنُوا القطيعَةَ مع الأصَالة، ورفعُوا شِعار العَصرنة والحَدَاثة، لا يرونَ الحياةَ تَسعدُ إلاَّ إذا كانت على النَّمط الغربيِّ الأوربي، ومُتابعتِه في كلِّ ما يأتي ويَذَرُ، وهم بهذا يتحقَّق فِيهم ما أخْبر به الصَّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لتتَّبعنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ؛ قالوا: يا رسُول الله! اليهودَ والنَّصارى؟ قال: فَمَنْ!؟»(9).

والسَّنَنُ: هو الطَّريق، قال النَّوويُّ: «والمرادُ بالشِّبر والذِّراع وجحر الضَّبِّ: التَّمثيل بشدَّة الموافقة لهم في المعَاصي والمخَالَفات».

فانظر ـ رحمك الله ـ إلى واقعنا اليوم لتعلم يقينًا صدق هذا الخبر النَّبوي الكريم، حيث صار تقليد اليهود والنَّصارى ومشابهتهم في هيئاتهم وملابسهم وأشكالهم هو السِّمة الظَّاهرة والعادة المنتشرة، فأضحى المتمسِّك بالمظاهر الإسلاميَّةِ من ملبس وهيئة وسَمْتٍ يعدُّ شاذًّا مخالفًا لعُموم النَّاس، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله من تقلُّب الأحوال، وتحوُّل الأفهام.

إلاَّ أنَّ المتمسِّكَ بسنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم والسَّائرَ على هديه ينبغِي أن لا يهينَ قلبُه ولا يَلين عزمُه وأن يثبُتَ على دَربه، ولا يغترَّ بكثرةِ الواقِعين في حَمْأة المشابهة للكفَّار، ولا يَستوحش بقلَّة المعتزِّين بمظاهر الإسلام، ويَستأنس بقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ الله وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ»(10).

قال ابن تيمية رحمه الله: «فعُلم بخبرِه الصِّدقِ أن لا بدَّ أن يكون في أمَّته قومٌ متمسِّكين بهديه الَّذي هو دينُ الإسلام محضًا، وقومٌ منحرفين إلى شُعبة من شُعَب دين اليهودِ أو إلى شُعبة من شُعَب دين النَّصَارى، وإن كان الرَّجلُ لا يكفُر بهذا الانحراف، بل وقد لا يفسُق أيضًا، بل قد يكونُ الانحراف كفرًا، وقد يكونُ فسقًا، وقد يكون سيِّئةً، وقد يكون خطأً.

وهذا الانحراف أمرٌ تتقاضاه الطِّباع، ويُزيِّنُه الشَّيطان، فلذلك أُمِر العبدُ بدوامِ دُعاء الله سبحانه بالهداية إلى الإستقامةِ الَّتي لا يهوديَّةَ فيها، ولا نَصرانيَّةَ أصلاً»(11).

والَّذي يدعو إلى العَجَبِ أنَّه كيف آثر المسلمون اليوم النُّزول من الأعلى إلى الأدنى، ورضوا لأنفسهم الذُّلَّ والهوان، وأبوْا إلاَّ أن يشابهوا الكفَّار الفجَّار في هيئاتهم وألبستهم وأشكالهم وشعاراتهم، وحقَّروا أمر هذا النَّوع من التَّشبُّه، وما علم هؤلاء المستهينون بهذا التَّشبُّه الظَّاهري أنَّه داء قاتل للشَّخصيَّة الإسلاميَّة؛ لأنَّه يَسْري إلى القلب والعَقل والبَاطن، فيصيب الإيمان والفكر والتَّصوُّر؛

وإليك أخي القارئ بعض المفاسد الَّتي عدَّدها العلماء من جرَّاء هذا التَّشبُّه في الظَّاهر:

ـ أنَّ المشابهة في الهدي الظَّاهر ـ وهو المظهر والسُّلوك ـ تُورِثُ المشابهة في الباطن؛ قال ابن القيِّم رحمه الله: «وَسِرُّ ذلك: أَنَّ المشَابَهَةَ في الهدي الظَّاهِرِ ذَرِيعَةٌ إلَى الموَافَقَةِ في القَصْدِ وَالعَمَلِ»(12).

وقال السَّعدي رحمه الله في «بهجة قلوب الأبرار» (ص146): «فَإِنَّ التَّشبُّه الظَّاهر يدعو إلى التَّشبُّه الباطن، والوسائل والذَّرائع إلى الشُّرور قَصَد الشَّارعُ حَسمها من كلِّ وجه».

ـ أنَّ المشابهة في الظَّاهر تولِّد في نفس المتشَبِّه حبًّا للمتشبَّه به ومودَّةً، وهذا يخدش في أصل عظيم من أصول عقيدة المؤمن وهو قاعدة الولاء والبراء.

ـ أنَّ المشاركة في الهدي الظَّاهر تورث تناسبًا وتشَاكُلاً بين المتشابهين تعود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال وهذا أمر محسوس؛ فإنَّ لابس ثياب الرِّياضيِّين مثلاً يجد من نفسِه نوعَ انضمام إليهم، ولابس ثياب الجند المقاتلة مثلاً يجد من نفسه نوع تخلُّق بأخلاقهم، وتصير طبيعته منقادة لذلك إلاَّ أن يمنعه مانع(13).

ـ أنَّ المخالفة في الهدي الظَّاهر تُوجب مبايَنةً ومفارقةً توجب الانقطاع عن موجباتِ الغضب وأسباب الضَّلال والانعطاف على أهل الهدى والرِّضوان.

ـ أنَّ مشاركتهم في الهدي الظَّاهر تُوجب الاختلاطَ الظَّاهر حتَّى يرتفعَ التَّمييز ظاهرًا بين أهل الإسلام المهديِّين المرضيِّين، وبين أهل الكفر المغضوب عليهم والضَّالِّين.

ـ أنَّ نفس المخالفة لهم في الهدي الظَّاهر مصلحةٌ ومنفعةٌ لعباد الله المؤمنين، لما في مخالفتهم من المجانبة والمباينة الَّتي توجب المباعدة عن أعمال أهل الجحيم.

وأخيرًا أقول:

إنَّ الَّذي يدفع بالمسلم اليوم ليتشبَّه بغيره من الكفَّار هو شعوره بـ(الدُّونيَّة) و(الانهزاميَّة) الَّتي ضربت بأطنابها على النُّفوس، وسبب ذلك أمران:

ـ الانبهار بالحضارة الغربية.

ـ والجهل بحقائق الإسلام.

ولو رجعنا بحقٍّ وصدق إلى ديننا لأعزَّنا الله بعزِّه، ورفع عنَّا كلَّ ذُلٍّ أحاط بنا بقدرته، فالله تعالى أخبر عن الكفَّار فقال: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُون﴾ [الروم:7]، فلا يعدو علمهم أن يكون ظاهرًا من الحياة الدُّنيا الفانية الزَّائلة، وقال تعالى عنهم: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُون﴾[الأنفال:59]، وقال تعالى: ﴿لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَد مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاد﴾[آل عمران: 196 ، 197].

فمن نوَّر الله قلبه بنور العلم والإيمان وحقائق الإسلام سيظهر له سوء الكفر وبشاعته، وأنَّه مرض ضرره أشدُّ من ضرر أمراض البدن، فالمصلحة كلَّ المصلحة في عدم التَّشبُّه بالمغضوب عليهم والضَّالين.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ عدمَ التَّشبُّه بالكفَّار لا يَعني عدم الإستفادة ممَّا عندهم اليوم من صناعات متطوِّرة، وعلوم حديثة، وتكنولجيا عالية، بل هذا أمر آخر لا علاقة له بموضوع التَّشبُّه؛ لأنَّها ليست ممَّا اختصُّوا به، بل هي علوم مشتركَةٌ بين جميع البشر يحُوزها من حَرص عليها وجدَّ واجتهد في تحصيلها لا فرق في ذلك بين مسلم وكافر.

كما لا يمنع أبدًا أن نستوردَ منتوجاتهم ونقتنيَ سِلَعهم وآلاتهم المباحة النَّافعة، ونتعامل معهم في ذلك، وإنَّما المحذور أن نستورد عاداتهم وأخلاقهم وأعيادهم وسلوكاتهم، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله.

------------------------------------------------------------------------------
(1) انظر: «العلل» لابن أبي حاتم (1/ 319) .
(2) انظر: «العلل» للدَّارقطني (9/ 272).
(3) انظر: «سؤالات الآجري لأبي داود» (1682).
(4) «الحكم الجديرة بالإذاعة» (ص50-56).
(5) «اقتضاء الصِّراط المستقيم» (ص270).
(6) «تفسير ابن كثير» (1/ 374).
(7) أخرجه التِّرمذي (2954)، وقال: «حسن غريب»؛ وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (8202).
(8) لأجل هذا سمَّى شيخ الإسلام رحمه الله كتابه «اقتضاءُ الصِّراطِ المستقِيم مخالفةَ أصحَابِ الجَحيم».
(9) أخرجه البخاري (3269)، ومسلم (2669).
(10) أخرجه البخاري (3442).
(11) «اقتضاء الصِّراط المستقيم» (ص6).
(12) «إعلام الموقِّعين» (3/ 152).
(13) «اقتضاء الصِّراط المستقيم» (1/ 79).


http://www.rayatalislah.com/index.php/al-hadith/item/39-2013-06-30-10-15-59





السُنَّة الّتي اجتمع أهل البدع على تركها

وهي أصلٌ عقدي فرقٌ بين السلفي والحزبي


http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1760842




و ( الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنَا لنهتدي لولاأن هدانا الله لقد جاءت رُسُلُ ربّنا بالحق )


وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .

01 algeroi
2015-02-24, 14:25
1 - [ حكم مظاهرة الكفار ومعاونتهم على المسلمين ]

كان الأولى أن تجيب الدواعش المسعورة على هذا السؤال وأكثر قتلاها من المسلمين

2 - [ الإستدلال بكلام الشيخ ]

الرد من وجهين :

1 - هل استدلال الكفار بالقرآن على دعوى عدم كفرهم هو قدح في القرآن أم قدح في عقولهم ؟

جوابكم عن هذه جوابنا عن تلك

2 - شيخ الإسلام بشر غير معصوم وكلامه - إن صحّت دلالته المزعومة على مورد النزاع - لا يستقلّ حجّة بنفسه فالحجة هي الكتاب والسنة والإجماع

استفهام
2015-02-24, 23:11
انت نفسك اتيت بقول شخص اخر غير رسول الله

ومن قال ان كلام ابا بكر او عمر يعارض كلام رسول الله بل هي السيرة تفسر الحديث والفهم الصحيح يقتضي انزال كل حكم في مكانه وزمانه الصحيح



حاطب لم يشترك في القتال ضد المسلمين كما شفعت له بدر التي شهدها كما انه كانت له بعض المصالح في قريش خشي عليها ولم يقصد الاضرار الحربي بالمسلمين

فهل هناك شيئ من ذلك يشفع لمعاذ ؟

على اساس ان مرتزقة داعش كلاب النار مسلمين

Abd_el_kader
2015-02-25, 16:34
1 - [ حكم مظاهرة الكفار ومعاونتهم على المسلمين ]

كان الأولى أن تجيب الدواعش المسعورة على هذا السؤال وأكثر قتلاها من المسلمين

2 - [ الإستدلال بكلام الشيخ ]

الرد من وجهين :

1 - هل استدلال الكفار بالقرآن على دعوى عدم كفرهم هو قدح في القرآن أم قدح في عقولهم ؟

جوابكم عن هذه جوابنا عن تلك

2 - شيخ الإسلام بشر غير معصوم وكلامه - إن صحّت دلالته المزعومة على مورد النزاع - لا يستقلّ حجّة بنفسه فالحجة هي الكتاب والسنة والإجماع


جزاك الله خيرا على الإضافة
داعش وما أدراك ماداعش فذلك موضوع كبير صغير
على ذكر الأخ خالد عنابي المخابرات وقد يكون المخالفون لداعش منهم
مادرى المسكين أن اكبر تواجد للمخابرات هو لمثل هذه التنظيمات المشبوهة، بل ولمن يحمل فكرها مما يسمى الخلايا النائمة، لماذا ؟

يكفي فقط أن تكفر وتدعو للثورة وجهاد الطواغيت الخ وقليل من الكلام عن كفر الموالاة ونحوها ليؤمن بأنك مجاهد

وبعد ذلك لايهم إن كنت لاتفرق بين اخبار تاريخ ابن جرير واحاديث صحيح البخاري مما يتعجب منه العوام امثالنا ممن له فقط اطلاع على كلام أهل العلم

إنما هي العواطف الجامحة من الشباب المتحمس فقط، ولو كان كل دولة داعش لايوجد فيها ولاعالم فضلا عن جبهة علماء ممن يرجع لهم في الامن والخوف من النوازل

واحسنت إذ قلت جل قتلاها من المسلمين
بل العجيب أنهم يقاتلون حتى التنظيمات التابعة للقاعدة ! فلا أدري ماكفر القاعدة عندهم أهو أيضا موالاة الكفار والامريكان ! ربما !

نسال الله العافية من الفتن

أنصار - السنة
2015-03-05, 18:18
بارك الله في الأخ فتحون وفي الاخوة السلفيين الموحدين

خالد عنابي2
2015-03-05, 18:58
سؤال هام جدا لاتباع الجامي والمدخلي هلا وضحتم لنا من فضلكم

منهجكم يقول بالسمع والطاعة للحاكم المتغلب

الان البغدادي حاكم متغلب يسيطر على اجزاء واسعة من سوريا و العراق لديه جيش وقضاء وشرطة وعملة نقدية كما انه يجاهد ضد النصرية والشيعة

هل تقولون بالسمع والطاعة له للمسلمين الواقعين في مناطق سيطرته ام تقولون بعكس ذلك ؟

ان قلتم بالسمع والطاعة فلم كل هذا الطعن والتهييج عليه في المنتديات

وان قلتم لا خالفتم منهجكم

اريد اجابة واضحة مختصرة بدون لف ولا دوران ولا مطولات النسوخ

Abd_el_kader
2015-03-08, 15:35
سؤال هام جدا لاتباع الجامي والمدخلي هلا وضحتم لنا من فضلكم

منهجكم يقول بالسمع والطاعة للحاكم المتغلب

الان البغدادي حاكم متغلب يسيطر على اجزاء واسعة من سوريا و العراق لديه جيش وقضاء وشرطة وعملة نقدية كما انه يجاهد ضد النصرية والشيعة

هل تقولون بالسمع والطاعة له للمسلمين الواقعين في مناطق سيطرته ام تقولون بعكس ذلك ؟

ان قلتم بالسمع والطاعة فلم كل هذا الطعن والتهييج عليه في المنتديات

وان قلتم لا خالفتم منهجكم

اريد اجابة واضحة مختصرة بدون لف ولا دوران ولا مطولات النسوخ




رغم أن الموضوع كان عن التحريق القائم من التنظيم المذكور ورغم أنني أزعم اتباعي للسلف لا للجامي رحمه الله ولا لغيره (وإن كنت أراه عالما له حق اعرفه) لكن سأذهب معك لتغيير الموضوع :

الجواب سهل ميسور على قاعدة أهل السنة والجماعة لكن أجبنا ياأخي :
مايقول المناصرين لداعش بما تفعله من إجرام في حق المسلمين وحتى في حق الثوار في سوريا كانصار القاعدة، هل سيثورون عليها طبقا لمبدئهم ؟
وخصوصا أنه لايخفى عليك تموينها من الكفرة ؟
ومعها بعثيون يجاهدون !!!!

وقد دعيت فيما سبق من أطراف ثائرة في سوريا للتحاكم إلى الكتاب والسنة في خلافاتهم فأبوا وهذه ردة عند مناصريها
وو و و وكثيرة هي مخالفتها للشريعة الإسلامية



نكتة بما أنك كتبت في المهنة تحت إسمك مخبر شيات

فهل تعلم أن جل الاستخبارات التي ذكرتهم في مشاركتك السابقة المحذوفة يتظاهرون في الغالب بما أنت عليه من الكتابة والتطبيل لداعش وممن شاكلها

إن كنت لا تدري فلتعلم

وماذا سيجدون عند السلفيين في المساجد ؟ علم وفقه واخلاق الخ
وكما تدري ميدانهم اختراق المنظمات المخلة بالأمن لا تعلم الفقه في المساجد !!
ربما تكون مخبرا كما تقول !

سددك الله

01 algeroi
2015-03-09, 07:52
سؤال هام جدا لاتباع الجامي والمدخلي هلا وضحتم لنا من فضلكم

منهجكم يقول بالسمع والطاعة للحاكم المتغلب

الان البغدادي حاكم متغلب يسيطر على اجزاء واسعة من سوريا و العراق لديه جيش وقضاء وشرطة وعملة نقدية كما انه يجاهد ضد النصرية والشيعة

هل تقولون بالسمع والطاعة له للمسلمين الواقعين في مناطق سيطرته ام تقولون بعكس ذلك ؟

ان قلتم بالسمع والطاعة فلم كل هذا الطعن والتهييج عليه في المنتديات

وان قلتم لا خالفتم منهجكم

اريد اجابة واضحة مختصرة بدون لف ولا دوران ولا مطولات النسوخ




وهذا جواب من وجه آخر وبارك الله في الأخ عبد القادر :

1 - من حكم بتغلّبه أخي ؟!!
الرجل متخفّ لا يستطيع أن يخطب جمعة في مسجد من مساجد العراق وجنوده يتحاشون الظهور علنا في غير الفيديوهات الإشهارية وأنت تحكم بتغلبه ؟!!
2 - سؤالك عن حالة نظرية غير متحققة لا يفيد المباحثة في شيء لكني سأفيدك بشيء لعله يجلّي المسألة في ذهنك فهي دقيقة جدا ولا يصلح معلجتها بالعواطف والأحقاد فقد سبق لي بحثها بجدّ فوقفت على ضابط التغلب - أو الحكم بالتغلب - صريحا من كلام مؤرّخ الإسلام شمس الدين الذهبي رحمه الله فلتتأمله تأمّل طالب حقّ لا طالب جدل ولتفهم المسألة نظريا على الأقل فتنزيل الأحكام على الواقع يفتقر إلى عالم فما بالك بفتن تشيب لها الولدان فلتمسك لسانك فلا يخرج منه إلا ما تحب أن تلقاه






قال الذهبي رحمه الله في ( السير 3 / 364) : ( وبويع بالخلافة عند موت يزيد سنة أربع وستين، وحكم على ، الحجاز، واليمن، ومصر، والعراق، وخراسان، وبعض الشام ، ولم يستوسق له الأمر، ومن ثم لم يعده بعض العلماء في أمراء المؤمنين، وعد دولته زمن فرقة ؛ فإن مروان غلب على الشام ثم مصر، وقام عند مصرعه ابنه عبدالملك بن مروان، وحارب ابن الزبير، وقتل ابن الزبير رحمه الله، فاستقل بالخلافة عبد الملك وآله، واستوسق لهم الأمر )

هذا النص من الذهبي رحمه الله دليل على أنّ ضابط التغلّب هو إستوساق الأمر

والله أعلم

01 algeroi
2015-03-09, 09:21
تشوش في الرؤية وخطأ في تنزيل الأحكام

بعيدا عن المناظرات والمهاترات وإبراز المؤهلات الأدبية والقدرات العقلية وغير ذلك من المواهب والطاقات التي قد تهدر الحقائق وتجرّ المآسي في لحظة ضعف من كاتب أو سطوة من نفسه أحببت أن أذكّر نفسي أولا وإخوتي ثانيا بشيء مهم هذه الأيام ألا وهو (اعتزال الفتن وتركها وغلق الباب دونها) :

ليس غريبا ولا عجيبا أن يحصل تشوش في الرؤية وخطأ في تنزيل الأحكام عند الفتن فالناس درجات من حيث قوة الإدراك وسلامة الفهم وصفاء التصور وقد يعتري بعض هذه الآليات الذهنية ما يوقعها في الخطئ :

1 - إما عجزا عن إدراك الحقائق نتيجة لعوامل ذاتية تتعلق بالعاطفة والغرض أو موضوعية تتعلق بخفاء الأدلة وقوة الوارد

2 - وإما أن يكون فسادا في الفهم نتيجة ضعف التحصيل أو غلبة التعصب أو سوء الظنْ بالله أو غير ذلك من العوامل

3 - وإما تشوشا في الصورة نتيجة المعاصي أو الغفلة أو التعرض للفتن

فمن وصف الفتنة وعلاماتها أنها تجعل الحليم حيرانا ولهذا أمرنا نبيّنا باعتزالها وعدم مجارات أهلها

جاء في صحيح البخاري من حدث المكي بن إبراهيم قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن سالم قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج قيل يا رسول الله وما الهرج فقال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل ) ( صحيح البخاري : كتاب العلم )

وجاء في حديث كُرْزِ بن عَلْقَمَةَ الخزاعي رضي الله عنه قال: (قال رَجُلٌ: يا رَسُولَ الله، هل لِلإِسْلاَمِ من مُنْتَهَى؟ قال: نعم، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ أَوِ الْعَجَمِ أَرَادَ الله بِهِمْ خَيْراً أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَمَ، قال: ثُمَّ مَهْ؟ قال: ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ، قال: كَلاَّ والله إن شَاءَ الله، قال: بَلَى والذي نفسي بيده، ثُمَّ تَعُودُونَ فيها أَسَاوِدَ صُبًّا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) رواه أحمد. وصححه ابن حبان وزاد في روايته: (فخير الناس يومئذ مؤمن معتزل في شعب من الشعاب يتقي الله ويذر الناس من شره).

قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (4/187):
( الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء فصار الأكابر رضي الله عنهم
عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها وهذا شأن الفتن كما قال تعالى : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله)

فالسقوط في الفتن ومواقعتها لا يرجع لأمور ذاتية تتعلق بشخص المعين فقط ولكنه قد ترجع لأمور موضوعية راجعة للمحيط وقوة وسائل الشويش وفتنة المؤثرات ونجاعة الخطاب المعادي وغير ذلك من الأمور ولهذا قلّ أن تجد مواقعا للفتنة إلاّ وقد ندم على الخوض فيها والتعرض لها

قال الشيخ العلامة مشهور حسن آل سلمان : [ على هؤلاء أنْ يتأملوا طويلاً، ماأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (15/17-18) ، وأحمد في «الزهد» (2/136) ، ونعيم بن حماد في «الفتن» (352) ، وأبو نعيم في «الحلية» (1/274) ، والداني في «الفتن» (28) بسند جيد عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، قال:

«إن الفتنة وكِّلت بثلاث: بالْحادِّ النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه بالسيف، وبالخطيب الذي يدعو إليها، وبالسيد، فأما هذان فتبطحهما لوجوههما، وأما السيد فتبحثه، حتى تبلو ما عنده» .
وفي رواية: «بالشريف» ، بدل: «وبالسيد» ،

وفيها: «فأما الحاد النحرير فتصرعه، وأما هذان فتبحثهما حتى تبلو ما عندهما» .

و (النحرير) : هو الفطن البصير بكل شيء (1) ، وتوكل الفتنة به إنْ كان حادّاً غير حليم، ولا أناة عنده، يريد الخير بمجرد وقوفه ومعرفته له، من غير اتباع منهج السلف وسنة الله -عز وجل- في التغيير، ودون النظر إلى مآلات الأفعال، وعواقب الأمور، التي لا يجوز لأحد أن يستشرف الفتنة، ولا يخوض فيها دون ذلك.

وتشمل كذلك المعجبين به، وبتقريراته، وأطروحاته، فيشاركون فيها، بشرفهم وسيادتهم، وبألسنتهم وخطبهم، ومقالاتهم ومؤلفاتهم ونشراتهم وصحفهم وهيآتهم، فتختبرهم الفتنة، وتبلو ما عندهم، فالخطيب والداعي لها أقرب منها من الشريف المعجب الذي بهرته الزخارف، وغرته الشعارات، ولعله إنْ تأمَّل وتحلّم، ونظر، وفكر، ودبّر، وقدّر، يخلص منها، إنْ تداركته رحمة مولاه، وخرج عن داعي هواه. ] ( العراق في أحاديث الفتن )

فاحذر أيها الأخ الحبيب من الفتن ومواقعتها ولتغلق بابك دونها ولتحذر زينتها وفتنتها فإنها إذا وقعت تزلزلت الأرض وتلبدت السماء واختلط كلّ ما تعرفه اليوم وستشتاق لهذه اللحظة التي تجلس فيها آمنا مطمئنا تكاتب إخوانك وتسامرهم وهي رسالة لكلّ قاريء أرجو أن يضعها المحل المناسب من قلبه و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

Abd_el_kader
2015-03-10, 15:43
بارك الله فيك أخي نجيب

لكن للأسف وكما نبهتنا في مشاركتك الأخرى لاتجد إلا حدة وتحمسا غير شرعي في معالجة الأمور

وأعجب لمن هم مثلنا عوام من المتحمسين يتكبرون ويستنكفون أن يرجعوا لأهل العلم كما امرهم ربهم ليبينوا لهم ما هو جلي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار في مثل هذه القضايا التي ربما لم نسمع بها من قبل

وكما ذكرت أحسن الله إليك هل يقول عاقل فضلا عن عالم أن البغدادي هو الحاكم المتغلب الذي يذكره الفقهاء في كتبهم !

لكن من أعظم بلايا المرء أن يجمع مع الجهل الإعتداد بالنفس والكبر الخفي عن العلم واهله

(ابتسامة مع الجميع) طبعا هذا الكلام لغير المخبرين لأن مهمة المخبرين في الغالب التظاهر بالتحمس لاصطياد المتحمسين لكن نسوا أنهم في الغالب الأعم لايحسنون التخاطب بلغة العلماء فيظهرون سريعا لمن هو ملازم لكلام أهل العلم ولغتهم ولن يفلحوا في التظاهر إلا مع الجماعة المرحبة بالمتحمسين ولو كانوا من أبعد الناس عن العلم وأهله

نسأل الله أن يهدينا جميعا إلى الحق والتعاون عليه ويؤلف مابين قلوبنا وان يقينا الفتن وجميع بلاد المسلمين

وهذا جواب من وجه آخر وبارك الله في الأخ عبد القادر :

1 - من حكم بتغلّبه أخي ؟!!
الرجل متخفّ لا يستطيع أن يخطب جمعة في مسجد من مساجد العراق وجنوده يتحاشون الظهور علنا في غير الفيديوهات الإشهارية وأنت تحكم بتغلبه ؟!!
2 - سؤالك عن حالة نظرية غير متحققة لا يفيد المباحثة في شيء لكني سأفيدك بشيء لعله يجلّي المسألة في ذهنك فهي دقيقة جدا ولا يصلح معلجتها بالعواطف والأحقاد فقد سبق لي بحثها بجدّ فوقفت على ضابط التغلب - أو الحكم بالتغلب - صريحا من كلام مؤرّخ الإسلام شمس الدين الذهبي رحمه الله فلتتأمله تأمّل طالب حقّ لا طالب جدل ولتفهم المسألة نظريا على الأقل فتنزيل الأحكام على الواقع يفتقر إلى عالم فما بالك بفتن تشيب لها الولدان فلتمسك لسانك فلا يخرج منه إلا ما تحب أن تلقاه






قال الذهبي رحمه الله في ( السير 3 / 364) : ( وبويع بالخلافة عند موت يزيد سنة أربع وستين، وحكم على ، الحجاز، واليمن، ومصر، والعراق، وخراسان، وبعض الشام ، ولم يستوسق له الأمر، ومن ثم لم يعده بعض العلماء في أمراء المؤمنين، وعد دولته زمن فرقة ؛ فإن مروان غلب على الشام ثم مصر، وقام عند مصرعه ابنه عبدالملك بن مروان، وحارب ابن الزبير، وقتل ابن الزبير رحمه الله، فاستقل بالخلافة عبد الملك وآله، واستوسق لهم الأمر )

هذا النص من الذهبي رحمه الله دليل على أنّ ضابط التغلّب هو إستوساق الأمر

والله أعلم