lakhdarali66
2015-02-03, 13:39
العوامل المسببة لتشتت الانتباه لدى المتعلمين:
إن الصعوبات المرتبطة بالانتباه تقع موقعًا مركزيًّا بين صعوبات التعلُّم المختلفة، مما حدا بالكثير من العاملين في مجال التربية إلى أن يعتبروا أن صعوبات الانتباه تقفُ خلف كثيرٍ من أنماط صعوبات التعلم الأخرى؛ مثل صعوبات القراءة، والفهم القرائي، والصعوبات المتعلقة بالذاكرة، والصعوبات المتعلقة بالحساب والرياضيات، بالإضافة لصعوبات التآزر الحركي، والصعوبات الإدراكية بشكل عام
وللانتباهِ الفعَّال شروطٌ داخلية وخارجية، إذا حدث أي نقص في هذه الشروط انخفضت فاعلية الانتباه وتشتته، وبتشتُّت انتباه الفرد تنخفض لديه القدرة على التركيز والاستيعاب، ومن ثَمَّ ينخفضُ مستوى التحصيل لديه؛ إذ يعد تشتت الانتباه من مُعوِّقات التعلم الفعَّال ذي المعنى
وهنا نعرض لبعض العوامل المسببة للتشتت الذهني للانتباه:
• العوامل الجسدية:
قد يرجع شرود الذهن وعدم انتباهه إلى التعب والإرهاق الجسمي، وعدم النوم بقدر كافٍ، أو عدم الانتظام في تناول وجبات الطعام أو سوء التغذية.
• العوامل النفسية:
يرجع تشتيت الانتباه وشرود ذهن المتعلِّم إلى عواملَ نفسيةٍ مرتبطة بعدم ميل المتعلم إلى المادة الدراسية، وعدم اهتمامه بها، أو انشغال فكره وميله الشديد بأمور أخرى رياضية، التي تسرق أغلب اهتماماته، ويُظهِر ذلك جليًّا انشغالُهم بمباريات كرة القدم، فهناك مَن هو يذهب لبُّه مع فريق "البارصا"، والآخر مع "الريال" في البطولة الإسبانية، والأدهى والأمرُّ يسرد كل صغيرة وكبيرة عن لاعبيه، ولا يلقي اهتمامًا لدراسته التي تشكل مستقبله!
• العوامل العقلية:
تتمثَّل في عدم مراعاة المدرِّس للفروق الفردية بين المتعلمين (البيداغوجيا الفارقية)، مما يجعل فئةً مركزة ومنتبهة، وأخرى لا تلقي بالاً لِمَا يلقى ويدرس.
• العوامل الاجتماعية:
قد يرجع شرود الانتباه إلى عوامل اجتماعية؛ كالمشكلات الاجتماعية التي يعيشها المتعلم، من قبيل المشاكل العائلية المتكررة، أو الفقر المدقع.
• عدم مراعاة الإيقاعات البيولوجية والنفسية للمتعلم: إن الوظائف العقلية للتلميذ تخضعُ لإيقاعات زمنية، بعضُها له مدة قصيرة لا تتجاوز بضع دقائق أو بضع ساعات، وأخرى قد تصل إلى حوالي 24 ساعة أو أكثر من ذلك.
والواقع أن ملاحظة الأطفال خلال فترة الدراسة - أو على الأقل كلما كان ذلك ممكنًا خلال مدة زمنية - توضِّح لنا أنهم ليسوا مستعدِّين للقيام بأي شيء وفي أي وقت كان، وذلك في أي قسم دراسي، ومهما كانت الطريقة التربوية المتَّبَعة من قِبَل المدرس، فهناك فترات زمنية تبدو أفضل من غيرها للانتباه والاستيعاب والتذكر، واستخدام قدرات الفهم والسلوك الهادئ، وذلك لدى معظم التلاميذ أو لدى أغلبهم، وفي موازاة ذلك هناك فترات أخرى تبدو غير جيدة، أو تتميَّز باستحالة القيام بأي نشاط بيداغوجي
لذا ينبغي مراعاة الإيقاع اليومي للتعلم بالنسبة للمتعلمين:
• الفترة الصباحية للأنشطة العقلية، عكس الفترة المسائية.
• فترات انخفاض السكر في الدم: آخر الصباح، وآخر المساء.
• فترة الهضم القوي: من الساعة الثانية إلى الساعة الثالثة ونصف بعد الزوال، ما يميز هذه المرحلة السلبية وعدم انخراط المتعلم بشكل فعال.
• مدة الأنشطة: 45 دقيقة لأنشطة الاشتغال، و20 دقيقة لوضعية الاستماع والتلقي.
• استراحة من 15 دقيقة بعد 90 دقيقة.
- على سبيل الختم: إستراتيجيات زيادة الانتباه لدى المتعلم:
وهنا لا أدَّعي أني سأستعرض لكم طريقةً سحرية لهذه المشكلة، لكن - من خلال تجربتي في الممارسة الميدانية في التدريس - أُقدِّم لكم بعض المقترحات التي يمكن إغناؤها:
• التغذية الراجعة، المبنية على التقويم الجزائي، التي تجعل المتعلم ملزمًا بالانتباه.
• التركيز على الموقف التعليمي الذي يحتاج إلى الانتباه القصير، ويتناسب مع قدرات المتعلمين، بالاعتماد على التقويم (المرحلي - البنائي) على إثر كل نشاط تعلمي.
• التنوع في المثيرات واستخدام إستراتجيات جذب الانتباه، وهي أربعة إستراتيجيات:
أ- المادية: وذلك بتنويع الدعامات التعليمية/ الديداكتيكية من كتاب مدرسي، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة، وأيضًا تنويع الوضعيات التدريسية.
ب- العاطفية - الوجدانية: من خلال التقرب أكثر من المتعلم، من خلال الاعتماد على البيئة المحلية وقضاياها المرتبطة بالفعل التعليمي - التعلُّمي.
ج- التحفيزية: ويكون ذلك إما بمنح جائزة فور الإجابة عن السؤال التقويمي المطروح، أو منح نقطة إضافية؛ مما يجعل المتعلم ملزمًا لتركيز الانتباه أكثر، خاصة في المراحل التعليمية المتقدمة.
د- التوكيدية: من خلال شد الانتباه إلى أهميتها، إما في الحياة اليومية، أو قيمتها العلمية، أو أهميتها في اجتياز الامتحانات الإشهادية.
• تنويع المنبِّهات على مستوى الحركة؛ (إذ إن الأشياء المتحركة تجذبُ انتباه المتعلم مثل توظيف فيديوهات)، وشدة المثير (كالألوان، والأصوات، والأضواء)، وتغيُّر المثير (وهو مبدأ تعزيزي في علم النفس؛ حيث إن المدرس الذي يتكلم بنبرة صوت ثابتة خلال حصة دراسية كاملة يشعر تلاميذه بالملل).
• مستوى الدافعية والرغبة؛ إذ إن توفر الرغبة والدافعية لدى المتعلم تشده شدًّا إلى الانتباه، وتضمن مستويات أعلى من التعلم.
من كتاب :
تغذية الانتباه .. إستراتيجية بيداغوجية مهمة للتعلم (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=3992640785#post3992640785)
إن الصعوبات المرتبطة بالانتباه تقع موقعًا مركزيًّا بين صعوبات التعلُّم المختلفة، مما حدا بالكثير من العاملين في مجال التربية إلى أن يعتبروا أن صعوبات الانتباه تقفُ خلف كثيرٍ من أنماط صعوبات التعلم الأخرى؛ مثل صعوبات القراءة، والفهم القرائي، والصعوبات المتعلقة بالذاكرة، والصعوبات المتعلقة بالحساب والرياضيات، بالإضافة لصعوبات التآزر الحركي، والصعوبات الإدراكية بشكل عام
وللانتباهِ الفعَّال شروطٌ داخلية وخارجية، إذا حدث أي نقص في هذه الشروط انخفضت فاعلية الانتباه وتشتته، وبتشتُّت انتباه الفرد تنخفض لديه القدرة على التركيز والاستيعاب، ومن ثَمَّ ينخفضُ مستوى التحصيل لديه؛ إذ يعد تشتت الانتباه من مُعوِّقات التعلم الفعَّال ذي المعنى
وهنا نعرض لبعض العوامل المسببة للتشتت الذهني للانتباه:
• العوامل الجسدية:
قد يرجع شرود الذهن وعدم انتباهه إلى التعب والإرهاق الجسمي، وعدم النوم بقدر كافٍ، أو عدم الانتظام في تناول وجبات الطعام أو سوء التغذية.
• العوامل النفسية:
يرجع تشتيت الانتباه وشرود ذهن المتعلِّم إلى عواملَ نفسيةٍ مرتبطة بعدم ميل المتعلم إلى المادة الدراسية، وعدم اهتمامه بها، أو انشغال فكره وميله الشديد بأمور أخرى رياضية، التي تسرق أغلب اهتماماته، ويُظهِر ذلك جليًّا انشغالُهم بمباريات كرة القدم، فهناك مَن هو يذهب لبُّه مع فريق "البارصا"، والآخر مع "الريال" في البطولة الإسبانية، والأدهى والأمرُّ يسرد كل صغيرة وكبيرة عن لاعبيه، ولا يلقي اهتمامًا لدراسته التي تشكل مستقبله!
• العوامل العقلية:
تتمثَّل في عدم مراعاة المدرِّس للفروق الفردية بين المتعلمين (البيداغوجيا الفارقية)، مما يجعل فئةً مركزة ومنتبهة، وأخرى لا تلقي بالاً لِمَا يلقى ويدرس.
• العوامل الاجتماعية:
قد يرجع شرود الانتباه إلى عوامل اجتماعية؛ كالمشكلات الاجتماعية التي يعيشها المتعلم، من قبيل المشاكل العائلية المتكررة، أو الفقر المدقع.
• عدم مراعاة الإيقاعات البيولوجية والنفسية للمتعلم: إن الوظائف العقلية للتلميذ تخضعُ لإيقاعات زمنية، بعضُها له مدة قصيرة لا تتجاوز بضع دقائق أو بضع ساعات، وأخرى قد تصل إلى حوالي 24 ساعة أو أكثر من ذلك.
والواقع أن ملاحظة الأطفال خلال فترة الدراسة - أو على الأقل كلما كان ذلك ممكنًا خلال مدة زمنية - توضِّح لنا أنهم ليسوا مستعدِّين للقيام بأي شيء وفي أي وقت كان، وذلك في أي قسم دراسي، ومهما كانت الطريقة التربوية المتَّبَعة من قِبَل المدرس، فهناك فترات زمنية تبدو أفضل من غيرها للانتباه والاستيعاب والتذكر، واستخدام قدرات الفهم والسلوك الهادئ، وذلك لدى معظم التلاميذ أو لدى أغلبهم، وفي موازاة ذلك هناك فترات أخرى تبدو غير جيدة، أو تتميَّز باستحالة القيام بأي نشاط بيداغوجي
لذا ينبغي مراعاة الإيقاع اليومي للتعلم بالنسبة للمتعلمين:
• الفترة الصباحية للأنشطة العقلية، عكس الفترة المسائية.
• فترات انخفاض السكر في الدم: آخر الصباح، وآخر المساء.
• فترة الهضم القوي: من الساعة الثانية إلى الساعة الثالثة ونصف بعد الزوال، ما يميز هذه المرحلة السلبية وعدم انخراط المتعلم بشكل فعال.
• مدة الأنشطة: 45 دقيقة لأنشطة الاشتغال، و20 دقيقة لوضعية الاستماع والتلقي.
• استراحة من 15 دقيقة بعد 90 دقيقة.
- على سبيل الختم: إستراتيجيات زيادة الانتباه لدى المتعلم:
وهنا لا أدَّعي أني سأستعرض لكم طريقةً سحرية لهذه المشكلة، لكن - من خلال تجربتي في الممارسة الميدانية في التدريس - أُقدِّم لكم بعض المقترحات التي يمكن إغناؤها:
• التغذية الراجعة، المبنية على التقويم الجزائي، التي تجعل المتعلم ملزمًا بالانتباه.
• التركيز على الموقف التعليمي الذي يحتاج إلى الانتباه القصير، ويتناسب مع قدرات المتعلمين، بالاعتماد على التقويم (المرحلي - البنائي) على إثر كل نشاط تعلمي.
• التنوع في المثيرات واستخدام إستراتجيات جذب الانتباه، وهي أربعة إستراتيجيات:
أ- المادية: وذلك بتنويع الدعامات التعليمية/ الديداكتيكية من كتاب مدرسي، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة، وأيضًا تنويع الوضعيات التدريسية.
ب- العاطفية - الوجدانية: من خلال التقرب أكثر من المتعلم، من خلال الاعتماد على البيئة المحلية وقضاياها المرتبطة بالفعل التعليمي - التعلُّمي.
ج- التحفيزية: ويكون ذلك إما بمنح جائزة فور الإجابة عن السؤال التقويمي المطروح، أو منح نقطة إضافية؛ مما يجعل المتعلم ملزمًا لتركيز الانتباه أكثر، خاصة في المراحل التعليمية المتقدمة.
د- التوكيدية: من خلال شد الانتباه إلى أهميتها، إما في الحياة اليومية، أو قيمتها العلمية، أو أهميتها في اجتياز الامتحانات الإشهادية.
• تنويع المنبِّهات على مستوى الحركة؛ (إذ إن الأشياء المتحركة تجذبُ انتباه المتعلم مثل توظيف فيديوهات)، وشدة المثير (كالألوان، والأصوات، والأضواء)، وتغيُّر المثير (وهو مبدأ تعزيزي في علم النفس؛ حيث إن المدرس الذي يتكلم بنبرة صوت ثابتة خلال حصة دراسية كاملة يشعر تلاميذه بالملل).
• مستوى الدافعية والرغبة؛ إذ إن توفر الرغبة والدافعية لدى المتعلم تشده شدًّا إلى الانتباه، وتضمن مستويات أعلى من التعلم.
من كتاب :
تغذية الانتباه .. إستراتيجية بيداغوجية مهمة للتعلم (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=3992640785#post3992640785)