تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حكم تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام


أبو همام الجزائري
2015-01-31, 20:27
http://www.soufia-h.net/soufia2012/images/bsmlh.gif

حكم تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام

قال الإمام ابو حنيفة رحمه الله في كتابه الفقه الأبسط (ص51):والله يدعى من أعلى لا من أسفل لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء.

السؤال: سؤال يتعلق بتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهل هناك دليل على ذلك؟
الجواب: هذا مأخوذ من الاستقراء؛ لأن العلماء لما استقرءوا ما جاءت به النصوص من كتاب الله وسنة رسوله ظهر لهم هذا، وزاد بعضهم نوعا رابعا هو توحيد المتابعة، وهذا كله بالاستقراء.
فلا شك أن من تدبر القرآن الكريم وجد فيه آيات تأمر بإخلاص العبادة لله وحده، وهذا هو توحيد الألوهية، ووجد آيات تدل على أن الله هو الخلاق وأنه الرزاق وأنه مدبر الأمور، وهذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام، كما يجد آيات أخرى تدل على أن له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأنه لا شبيه له ولا كفو له، وهذا هو توحيد الأسماء والصفات الذي أنكره المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والمشبهة، ومن سلك سبيلهم.
ويجد آيات تدل على وجوب اتباع الرسول ورفض ما خالف شرعه، وهذا هو توحيد المتابعة، فهذا التقسيم قد علم بالاستقراء وتتبع الآيات ودراسة السنة، ومن ذلك قول الله سبحانه: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وقوله عز وجل: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وقوله سبحانه: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وقوله سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} وقوله سبحانه: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} وقوله سبحانه: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} وقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وقال عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} {اللَّهُ الصَّمَدُ} {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} وقال سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} وقال سبحانه: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} والآيات فيما ذكر من التقسيم كثيرة.
ومن الأحاديث: قول النبي في حديث معاذ رضي الله عنه المتفق على صحته: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا » وقوله: «من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار » رواه البخاري في صحيحه، وقوله لجبريل لما سأله عن الإسلام قال: «أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة » الحديث، متفق عليه، وقوله: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله » متفق على صحته، وقوله: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل يا رسول الله ومن يأبى؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى » رواه البخاري في صحيحه.
والأحاديث في هذا الباب كثيرة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الإله هو المعبود المطاع فإن الإله هو المألوه، والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد، وكونه
يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية الحب المخضوع له غاية الخضوع) . وقال: (فإن الإله هو المحبوب المعبود الذي تألهه القلوب بحبها وتخضع له وتذله وتخافه وترجوه وتنيب إليه في شدائدها وتدعوه في مهماتها وتتوكل عليه في مصالحها وتلجأ إليه وتطمئن بذكره وتسكن إلى حبه، وليس ذلك إلا لله وحده، ولهذا كانت لا إله إلا الله أصدق الكلام، وكان أهلها أهل الله وحزبه، والمنكرون لها أعداءه وأهل غضبه ونقمته، فإذا صحت صح بها كل مسألة وحال وذوق، وإذا لم يصححها العبد فالفساد لازم له في علومه وأعماله)
ونسأل الله أن يوفق المسلمين جميعا من حكام ومحكومين للفقه في دينه والثبات عليه والنصح لله ولعباده، والحذر مما يخالف ذلك، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله(6/215)

" القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد "

للشيخ عبد الرزاق بن الشيخ عبدالمحسن العباد البدر حفظهما الله.

وهو رد على حسن بن علي السقاف في انكاره لتقسيم التوحيد.

لتحميل الكتاب ادخل الرابط التالي:

http://www.4shared.com/file/97746306...18/______.html (http://www.4shared.com/file/97746306/add97518/______.html)

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ing.Youcef
2015-01-31, 21:14
السلام عليكم و رحمة الله

جزاك الله خيرا أبا همام.

أبو همام الجزائري
2015-02-01, 08:34
ما الفائدة من هذا التقسيم؟
1 – معرفة حقيقة دعوة الرسل:
فإن المقصود من هذا التقسيم بيان التوحيد الذي دعت إليه الرسل أقوامهم، وكانت فيه الخصومة معهم؛ وهو توحيد الألوهية.
يقول ابن القيم –رحمه الله-: ( وأما توحيد الربوبية الذي أقر به المسلم والكافر وقرره أهل الكلام في كتبهم، فلا يكفي وحده بل هو الحجة عليهم كما بين سبحانه في كتابه الكريم في عدة مواضع، ولهذا كان حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ) .
2 – معرفة أن الشرك له صور مختلفة:
فليس الشرك هو مجرد عبادة الأوثان والأصنام على عادة مشركي العرب فحسب بل للشرك صور كثيرة .
3 – معرفة التوحيد الذي عليه مدار النجاة يوم القيامة:-
فمن الناس من ظن التوحيد الذي عليه مدار النجاة هو التصديق بالله أو اعتقاد وحدانيته، أو هو اعتقاد وحدانية الله والإقرار بذلك وهذا ما يمليه علماء الكلام كما يقول ابن تيمية -رحمه الله- : (وهم إذا ادعو التوحيد فإنما توحيدهم بالقول لا بالعبادة والعمل، والتوحيد الذي جاءت به الرسل لابد فيه من التوحيد بإخلاص الدين لله وعبادته وحده لا شريك له، وهذا شيء لا يعرفونه، والتوحيد الذي يدعونه إنما هو تعطيل حقائق الأسماء والصفات، وفيه من الكفر والضلال ما هو من أعظم أسباب الإشراك، فلو كانوا موحدين بالقول والكلام، وهو أن يصفوا الله بما وصفته به رسله لكان معهم التوحيد دون العمل، وذلك لا يكفي في السعادة والنجاة، بل لابد أن يعبدوا الله وحده، ويتخذوه إلها دون ما سواه وهذا هو معنى قول: لا إله إلا الله، فكيف وهم في القول والكلام معطلون جاحدون لا موحدون ولا مخلصون؟ ) .
ويقول –رحمه الله-: (حتى إن كثيرًا منهم يظنون أن التوحيد المفروض: هو الإقرار والتصديق بأن اللّه خالق كل شيء وربه، ولا يميزون بين الإقرار بتوحيد الربوبية، الذي أقر به مشركو العرب، وبين توحيد الإلهية، الذي دعاهم إليه رسول اللّه r، ولا يجمعون بين التوحيد القولي والعملي ) .
ويقول –رحمه الله-: ( فأكثر هؤلاء المتكلمين لا يجعلون التوحيد إلا ما يتعلق بالقول والرأي واعتقاد ذلك دون ما يتعلق بالعمل والإرادة واعتقاد ذلك؛ بل التوحيد الذي لا بد منه لا يكون إلا بتوحيد الإرادة والقصد؛ وهو توحيد العبادة ) .
4 – التمييز بين منهج أهل السنة والجماعة وأهل البدع والضلالة:
_ فأهل السنة و الجماعة وسط بين الإفراط والتفريط، بين قول المرجئة والخوارج ، وبين قول المشبهة والمعطلة ، وبين نفاة الشفاعة ومثبتي الوسائط .


قلت:وتطبيقه كما فهمه محمد - عليه السلام - وصحابته الأبرار- عقيدة وسلوكا ومنهجا
لم يهتم الصحابة بالتقسيمات عموما لعدة أسباب وأهمها:
1 – علم الصحابة -رضي الله عنهم- بلغة العرب وفصاحة لسانهم وقد جاء القرآن بلسان عربي مبين.
قال الإمام الشاطبي –رحمه الله- : ( ولهذا فإن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن وبعلومه وما أودع فيه ) .
2 – تلقي الصحابة الدين من مشكاة النبوة غضا طريا لم يصبه تحريف المبطلين ولا أباطيل المتكلمين.
قال ابن تيمية –رحمه الله-: ( فإن الرسول rلما خاطبهم بالكتاب والسنة عَرَّفهم ما أراد بتلك الألفاظ. وكانت معرفة الصحابة لمعاني القرآن أكمل من حفظهم لحروفه، وقد بَلَّغوا تلك المعاني إلى التابعين أعظم مما بلغوا حروفه ) .
و يقول–رحمه الله-: ( والصحابة لما استغنوا عن النحو واحتاج إليه من بعدهم صار لهم من الكلام في قوانين العربية ما لا يوجد مثله للصحابة، لنقصهم وكمال الصحابة ) .
3 – لأن الصحابة لم يقع بينهم الخلاف في مسائل التوحيد حتى يحتاجوا إلى التقسيمات والتفريعات لبيان الحق وأهله.
يقول الإمام محمد بن خفيف الشيرازي (ت371هـ) –رحمه الله- في كتابه ( اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء والصفات ):
( فاتفقت أقوال المهاجرين والأنصار في توحيد اللّه ـ عز وجل ـ ومعرفة أسمائه وصفاته وقضائه، قولا واحدًا وشرعًا ظاهرًا............... فكانت كلمة الصحابة على الاتفاق من غير اختلاف ـ وهم الذين أُمرنا بالأخذ عنهم؛ إذ لم يختلفوا بحمد اللّه تعالى في أحكام التوحيد، وأصول الدين من الأسماء والصفات، كما اختلفوا في الفروع، ولو كان منهم في ذلك اختلاف لنقل إلينا، كما نقل سائر الاختلاف) .

أبو همام الجزائري
2015-02-01, 08:35
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ربي يحفظك خويا يوسف

باكر
2015-02-01, 09:03
بارك الله فيك

pauvre
2015-02-01, 20:13
الدين بسيط و لا يحتاج الى كل هذا التعقيد نعبد الله وحده لا شريك له القرآن و السنة و لا نقف مع اليهود ضد المسلمين و لا نقف مع الكفار ضد المسلمين و لا نحاصر اخواننا في غزة

أبو همام الجزائري
2015-02-01, 20:28
يرفع للتذكير.........وفيك بارك الله أخي باكر

moha1988
2015-02-16, 20:19
بارك الله فيك

أبو همام الجزائري
2015-02-27, 10:07
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
بارك الله فيكم على المرور والتعليق
و يرفع للتذكير أيضا طلبا للأجر