المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز أسباب تمادي المرء في الباطل بعد بيانه له


أبو حذيفة عبدالنور
2015-01-29, 23:28
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإنَّ مما لا شكَ فيه ما قرره وفقه الله من أنَّ الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل؛ لأنَّ التَّمادي في الباطل دليلٌ على الخذلان، وأنَّ المرء قد مُكر به، كما قال الإمام ابن القيم في (الفوائد): "والخذلان أن يكلك الله إلى نفسك".
و أسباب تمادي المرء في الباطل بعد بيانه له عديدة منها:
1/ حبُّ السًّلطة والتَّصدر. قال العلامة الشاطبي رحمه الله في (الاعتصام):
"آخر الأشياء نزولاً من قلوب الصَّالحين: حبُّ السُّلطة والتَّصدر".
قال إبراهيم بن أدهم: "مَا صَدق َاللهَ عَبدٌ أَحَبَّ الشُّهرة"
قال الحافظ الذهبي معلِّقا: قلت: عَلاَمَة ُالمُخلِصِ الذي قد يُحِبُّ شُهرَةً، ولا يشعرُ بها، أنّه إذا عُوتب في ذلك لا يَحْرَدُ ولا يُبَرِّئُ نفسَهُ، بل يعترف ويقول: رحمَ الله من أهدى إليَّ عُيوبي، ولا يَكُنْ مُعْجباً بنفسِه؛ لا يشعرُ بعيوبها، بل لا يشعر أنّه لا يشعر، فإنّ هذا داءٌ مزمنٌ
[سير أعلام النبلاء للذهبي 7 / 393]
و أنشد ابن عبد البر في (جامع بيان العلم) (1 / رقم 975):

حبُّ الرئاسـة داءٌ يحلــق الدنيا ***ويجعل الحبَّ حرباً للمُحِبِّينا

يفري الحلاقيم والأرحام يقطــعها*** فلا مروءة يبقها و لا ديـنا

مَنْ دان بالجهل أو قبل الرسوخ*** فما تَلفـيه إلاَّ عـدواً للمُحِقِّينا

يشنا العلوم ويقلي أهلها حَسـَ-----ـداً ضاهى بذلك أعداءَ النَّبِييِنا
وقال أبو نعــيم: "والله ما هلك مَنْ هلكَ إلاَّ بحبِّ الرِّئاسة"
(جامع بيان العلم) (1 / ص 570).
2/ الاستكبار و الإباء عن قبول الحقِّ؛
قال الإمام سفيان بن عيينة: "ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر، وإنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه وإذا رأى الشر اجتنبه" (الحلية) (8 / 339).
وقال الإمام ابن القيم في (الفوائد) (ص 155): "من علامات السعادة والفلاح: أنَّ العبد كُلَّما زيدَ في عِلْمِه زِيْدَ في تواضعهِ ورَحْمَتِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عملهِ زِيدَ في خَوْفِهِ وحذَرِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عمرهِ نَقَصَ مِنْ حِرْصِهِ، وكُلَّما زِيدَ في مالهِ زِيْدَ في سَخَائِهِ وبذلهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وَجَاهِهِ زيدَ في قُرْبِهِ مِنَ النَّاسِ وقضاءِ حوائجهم والتَّواضع لهم.
وعلامات الشَّقاوة: أنَّه كُلَّما زيدَ في عِلْمِهِ زيدَ في كِبْرِهِ وتِيْهِهِ، وكُلَّما زيدَ في عَمَلِهِ زيدَ في فَخْرِهِ واحتقارِهِ للنَّاسِ وحسن ظنِّه بنفسهِ، وكُلَّما زيدَ في عُمرهِ زيدَ في حرصهِ، وكُلَّما زيدَ في مالهِ زيدَ في بُخْلِهِ وإمْسَاكهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وجَاهِهِ زيدَ في كِبْرِه وتِيْهِهِ، وهذه الأمورُ ابتلاءٌ مِنَ الله وامتحانٌ يبْتلي بها عبَادهُ فيَسْعدُ بها أقوامٌ ويَشْقَى بها أقوامٌ".
قال أبوالدرداء رضي الله عنه: "علامة الجهلِ ثلاثة: العجبُ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه، وأنْ ينهى عن شيءٍ ويأتيه"
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "الإعجاب آفة الألباب".
وقال غيره: "إعجاب المرء بنفسه دليلٌ على ضعف عقله"
وقالوا: "لا ترى المعجب إلاَّ طالباً للرئاسة".
ينظر: (جامع بيان العلم) (1 / 570-571).
والمرء لا بدَّ أن يدرك تمام الإدراك أنَّ الله مطلعٌ عليه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف شاء سبحانه،
أسند ابن أبي حاتم في (الزهد) (ص 49) عن الحسن رحمه الله قوله: (إنَّ القلب لأشد طيرورة من الريشة في يومٍ عاصفٍ).
ختم الله لنا ولكم بخير، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


وكتب
عبدالله بن عبد الرحيم البخاري
3/ ذي الحجة / 1429هـ
[تنبيه: أصل هذا المقال تعليق للشيخ على موضوع نشر في شبكة سحاب السلفية بعنوان: (تنبيه الصائل بأن الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل)]



منقول من حساب:عصام البسكري السلفي

aymen_bob
2015-01-29, 23:34
شكرا بارك الله فيك

lotfilatrous
2015-01-30, 10:22
بارك الله فيك اخي.

سميحة 2014
2015-01-30, 18:21
عافانا الله من كل ما ذكرتم ضف اليهم التعصب للرأي و المذهب

أبو حذيفة عبدالنور
2015-01-30, 22:10
جزاكم الله خيرا

عَبِيرُ الإسلام
2015-02-01, 10:59
بسم الله الرحمن الرحيم


والله ، صراحةً أعجبتني هذه الأبيات كثيرًا ، والكثير من النّاس مَن هو مصبوغٌ بها إلاّ مَن رحم الله


حبُّ الرئاسـة داءٌ يحلــق الدنيا ***ويجعل الحبَّ حرباً للمُحِبِّينا

يفري الحلاقيم والأرحام يقطــعها*** فلا مروءة يبقها و لا ديـنا

مَنْ دان بالجهل أو قبل الرسوخ*** فما تَلفـيه إلاَّ عـدواً للمُحِقِّينا

يشنا العلوم ويقلي أهلها حَسـَ-----ـداً ضاهى بذلك أعداءَ النَّبِييِنا


رحم الله الإمام ابن عبدالبرّ فقد قال وأصاب سهمًا بقوله قلوب المرضى .



وأثارت إعجابي هذه أيضًا لحسن بلاغتها : ف: رضي الله عن قائلها أبي الدّردارء .


قال أبوالدرداء رضي الله عنه: "علامة الجهلِ ثلاثة: العجبُ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه، وأنْ ينهى عن شيءٍ ويأتيه"




فبارك الله في الشيخ : عبدالله بن عبد الرحيم البخاري ووفّقه في سبيل العلم .


وجزى الله أخانا (أبوحذيفة عبدالنور ) على انتقائه لهذا الموضوع القيّم والمفيد ...نفعنا الله وإيّاه وجميع المسلمين بما نقرأ ونستفيد.


تقبّل الله منّا ومنكم صالح الأعمال

موسى ابن الماء
2015-02-03, 17:54
بارك الله فيك

ابوهناء
2015-02-05, 18:58
كيف هي مكانة اللغة العربية في الإسلام؟! وهل الحديث عن اللغة العربية يُعد نوعًا من أنواع التعصب لها أم أن لها مكانة عظيمة أعلى من غيرها من اللغات الأخرى؟!
اللغات عمومًا على الأرض كلها تحظى بعناية أصحابها, وتحتل في حياتهم المكانة الكبرى والعظمى, واللغات هي وسيلة التخاطب والتفاهم, لا يستغني عنها أحد, واللغة العربية هي عندنا كذلك, لكنها تزيد على ذلك أنها عبادة, فممارسة اللغة عبادة, والتعامل بهذه اللغة إحياءً لأصولها وحرصا على سلامتها مع استشعار هذه النية نوع من أعظم العبادات, وتأتي أهمية اللغة العربية - وأعظم ما يجعلها مهمة في حياتنا - أنها لغة القرآن الكريم, وهي لغة الإسلام, وترتبط اللغة العربية في حياة المسلمين جميعًا بأداء الشعائر, فهي لغة تستمد عظمتها من مكانة القرآن والإسلام, والقاعدة الشرعية تقول: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب, ولما كانت قراءة القرآن واجبة والتعرف على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة, والتعرف على قواعد العبادات والعقائد أمورًا واجبة, وكان لا يمكن التوصل إليها إلا باللغة العربية - كانت اللغة العربية لها درجة الوجوب نفسها التي تجب لكتاب الله تعالى وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم, من هنا كانت اللغة العربية تمثل لهذه الأمة هويتها, وتمثل لها استمراريتها في الحياة, وتمثل كذلك عمقها الإيماني وعمقها الروحي, وارتباطها التاريخي, فأنت لا تستطيع أن تميز أو أن تفصل بين الأمة العربية وبين اللغة العربية إلا إذا أمكنك أن تفصل بين الروح والجسد, فهي لغة تمتزج بكيان الأمة, وتستمد الأمة منها سيادتها وتميزها وهويتها وعمقها الحضاري.

أبو حذيفة عبدالنور
2015-02-17, 21:10
وفيك بارك الله

عبد القادر الطالب
2015-02-23, 09:38
موفق إن شاء الله

بارك الله لك

قال تعالى {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}

وقال عز وجل: {كَلا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ}

oum imane83
2015-02-24, 11:29
عندما سكتنا عن الحق انتشر الباطل وبدا وكانه امر عادي..

hdm4200
2015-05-07, 11:21
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين

أبو حذيفة عبدالنور
2015-06-01, 23:38
جزاكم الله خيرا

houssem zizou
2015-06-02, 05:25
بارك الله فيك على هذا النقل القيم
ثبتك الله على الحق و هداك إليه

أبو حذيفة عبدالنور
2015-06-09, 21:24
وفيك بارك الله أخي الفاضل

جزاك الله خيرا

SofianeZvezda
2015-06-12, 11:48
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

ابو اكرام فتحون
2015-08-19, 20:09
http://im69.gulfup.com/04Qs9M.gif

yacine_cbc
2015-08-21, 15:05
جزاكم الله خيرا

GSA89
2015-09-05, 14:49
بارك الله لك
جزاك الله خيرا

chahinez chocho
2015-09-07, 12:33
بارك الله فيك

ام عبد الواحد 2016
2015-09-30, 12:57
اللهم اهدنا الى الصراط المستقيم

أيمن شبيطة
2015-10-10, 20:14
http://www.karom.net/up/uploads/13256119281.gif (http://www.karom.net/vb/showthread.php?t=76)

mdk128
2015-10-14, 18:27
شكرا......................................

عبدالنور.ب
2015-10-30, 22:33
نسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا

عبد الباسط آل القاضي
2015-10-30, 23:22
السلام عليكم ورحمته وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
نعوذ بالله من العجب والبطر ومن الزيغ بعد الهدى ومن الضلالة بعد الاستقامة ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله

عبدالنور.ب
2015-11-16, 22:01
والله الموضوع يستحق التثبيت
أبتلينا بهؤلاء القوم

TOFNINE
2015-11-17, 08:55
اللهم ثبتنا اللهم ثبتنا وشكرا لك وذكر انما الذكرى تنفع المؤمن

عبدالنور.ب
2015-12-10, 21:03
جزاكم الله خيرا

عبد الباسط آل القاضي
2015-12-10, 21:10
كيف هي مكانة اللغة العربية في الإسلام؟! وهل الحديث عن اللغة العربية يُعد نوعًا من أنواع التعصب لها أم أن لها مكانة عظيمة أعلى من غيرها من اللغات الأخرى؟!
اللغات عمومًا على الأرض كلها تحظى بعناية أصحابها, وتحتل في حياتهم المكانة الكبرى والعظمى, واللغات هي وسيلة التخاطب والتفاهم, لا يستغني عنها أحد, واللغة العربية هي عندنا كذلك, لكنها تزيد على ذلك أنها عبادة, فممارسة اللغة عبادة, والتعامل بهذه اللغة إحياءً لأصولها وحرصا على سلامتها مع استشعار هذه النية نوع من أعظم العبادات, وتأتي أهمية اللغة العربية - وأعظم ما يجعلها مهمة في حياتنا - أنها لغة القرآن الكريم, وهي لغة الإسلام, وترتبط اللغة العربية في حياة المسلمين جميعًا بأداء الشعائر, فهي لغة تستمد عظمتها من مكانة القرآن والإسلام, والقاعدة الشرعية تقول: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب, ولما كانت قراءة القرآن واجبة والتعرف على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة, والتعرف على قواعد العبادات والعقائد أمورًا واجبة, وكان لا يمكن التوصل إليها إلا باللغة العربية - كانت اللغة العربية لها درجة الوجوب نفسها التي تجب لكتاب الله تعالى وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم, من هنا كانت اللغة العربية تمثل لهذه الأمة هويتها, وتمثل لها استمراريتها في الحياة, وتمثل كذلك عمقها الإيماني وعمقها الروحي, وارتباطها التاريخي, فأنت لا تستطيع أن تميز أو أن تفصل بين الأمة العربية وبين اللغة العربية إلا إذا أمكنك أن تفصل بين الروح والجسد, فهي لغة تمتزج بكيان الأمة, وتستمد الأمة منها سيادتها وتميزها وهويتها وعمقها الحضاري.

هذا كذلك من اطايب الكلام الذي مرَّ على هذا المنشور

ozdenyemmak
2015-12-15, 09:33
جزاكم الله خيرا

nacer.hocine
2015-12-15, 10:48
الله يبارك فيك

عبدالنور.ب
2016-03-20, 18:42
وفيكم بارك الله

صفية السلفية
2016-03-20, 23:07
كما قال الشيخ ربيع حفظه الله

كثير من الناس يتعامى ويتجاهل وقد يكون الحق في متناول يديه ولكن قد تمنعه عقبات:
-الهوى

-الكبر

-التقليد

kader001
2016-03-21, 06:50
غياب الحق و من يدافعون عنه سبب تمادي الباطل و تجرئه ....

أم فداء
2016-03-21, 17:08
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

boudissa2
2016-03-24, 18:44
موفق ان شاء الله بارك الله فيك

business70
2016-04-28, 19:11
شكرا بارك الله فيكم