azhar 40
2015-01-27, 12:17
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحابته الطيبينَ الطاهرين. أما بعد
إن الله تباركَ وتعالى أنعمَ على عباده بنِعَمٍ لا يُحصيها إلا هو، فكانَ من تلكَ النّعم اللّسان،
فإن الله تبارك وتعالى جعل اللسانَ للإنسان ليعبّرَ به عن حاجاته التي تُهِمُّه، لتحصيلِ منافع لتحصيل مصالحِ دينِه ودُنياه، هذا اللّسانُ نعمةٌ من اللهِ تعالى على عبادهِ ليحَصّلوا بها مصالحَ دينِهم ومصالحَ آخرتهم، أي ليستعملوهُ فيما ينفعُهُم ولا يضرُّهم، فمن استعملَ هذا اللسان فيما ينفعُهُ ولا يضرُّهُ فليسَ عليه حرج، وأما من استعمل هذا اللسان في ما نهاهُ اللهُ تبارك وتعالى عنه فقد أهلكَ نفسَه ولم يشكر ربَّهُ على هذه النعمة العظيمة.
ففي كتاب الصمت لإبن أبي الدنيا عبد الله بن محمد بنِ عبيدٍ القرشي قال بالإسناد الصحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَصلتانِ ما إن تَجمَّلَ الخَلائِقِ بمِثْلِهِما حُسنُ الخُلُقِ وطولُ الصَّمت"
معنى طولِ الصمتِ أي تقليلِ الكلام، طولُ الصمتِ يكون مطلوبا محبوبا عند الله تعالى في غير ذكره، أما في ذكرهِ تباركَ وتعالى فإكثارُ استعمالِ اللّسان مطلوب ولا سيّما التهليل أي لا إلهَ إلا الله،
طولُ الصمت الذي أخبرَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم أنهُ خصلةٌ محبوبةٌ عند الله تعالى هو الصمتُ عما سِوى ذكرِ اللهِ تعالى، معناهُ أن اللسانَ ينبغي له أن لا يَتكلمَ إلا بكلامٍ ليسَ عليه فيه مُؤاخذَةٌ عندَ الله،
أهلُ العلمِ يقولونَ: النَّفسُ لها شهوةٌ في الإنطلاقِ بالكلام بما تشتهي من غير نَظرٍ إلى العواقب، لذلك قالوا عن اللسان "جِرمُهُ صغير وجُرمُهُ كبير"
معناه حجمُهُ صغير لكن فعلُهُ كبير، اللسانُ خطرُهُ عظيمٌ جِدًّا، الرسول صلى الله عليه وسلمَ قال: "من صمتَ نجا".
قوله صلى الله عليه وسلمَ: "من صمتَ نجا" أي الذي يصمتُ ينجو من كثيرٍ من الزلّات،
وقال عليه الصلاةُ والسلامُ: "عليكَ بطولِ الصمتِ إلا من خير" طولُ الصمت إلا من خير أمرٌ مهم ولا تبالي إن عيَّرَك الناس إن كنت على ذلك لأن بعضَ الناسِ اليوم إن جالسَهُم من يُطيلُ الصّمتَ إلا من خير يقولونَ هذا ما عنده فَهمٌ والعياذُ بالله تعالى، يقولون هذا الإنسان لو كان عنده فهمٌ لتكلمَ كثيرًا، العاقلُ لا يُبالي بما يقولون بل ليتذكر قوله صلى الله عليه وسلم أيضا "إنك ما تزالُ سالِما ما سَكَتَّ فإذا تكلَّمتَ كُتِبَ عليكَ أو لك" معناه الأحسنُ لك أن تسكُتَ عمّا لا خيرَ فيه.
لذلكَ قال العلماء: ينبغي على العاقل إن كان الكلامُ مُباحا أن يترُكَهُ إن كان لا مصلحةَ فيه لأنه بالمباح قد ينجرُّ الشخصُ إلى الحرام.
قال العلماءُ لا تسترسل في الملذات المباحة لأنكَ قد تنجرُّ إلى الحرام، مثلا شخصٌ كان يصرفُ في كل يوم ألف درهمٍ ثم افتقر ما عادَ يستطيعُ أن يصرِفَ هذا القدرَ من المال الذي تعوَّدَ عليهِ وعوَّدَ أهلَهُ عليه، هذا الإنسانُ قد يسرقُ حتى يصرفَ الألفَ كعادتهِ، فالمباحُ أحيانا إذا الشخصُ استرسلَ فيه قد يجرُّهُ إلى الحرام، كذلكَ الكلامُ إذا الشخصُ تعوَّدَ كثرةَ الكلام فيما لا خيرَ فيه قد يجرُّهُ إلى الحرام.
كذلك كثرةُ الـمِزاح قد يجرُّهُ إلى الحرام، كثيرٌ من الزَّلات سببُها المزاح، وهذا ليس معناه أنَّ المزاح في كل وقت وفي كلِّ حينٍ حرام،
فقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ: "إني أمزحُ ولا أقولُ إلا حقا" لكن بعضُ الناس قد يجرهُ المِـزاحُ إلى الكذب كما أنَّ بعضَهم بسبب المِزاح قد يَسخرُ من أخيه فيؤدي إلى التَّشاحُنِ وإلى الخُصومة لذا كثيرٌ من الزَّلاتِ سببُها المزاح لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "عليك بطولِ الصمتِ إلا من خير فإنه مَطُرَدَةٌ للشَّيطانِ عنكَ وعونٌ لكَ على أمرِ دينِك".
فمعنى كلامِهِ صلى الله عليه وسلم أن الإكثارَ من الصَّمتِ يُزعجُ الشيطان، الشيطانُ عندما يجدُ المؤمن كثيرَ الصمت لا يجدُ مُرادَهُ عنده، الشيطان لا يجد مرادَهُ عند هذا الذي يُكثرُ من الصمتِ إلا من خير، يقولُ الشيطانُ هذا لا يقعُ في الزَّلاتِ التي أُريدُها، فيكونُ بذلك الإنسانُ أقفلَ بابا كبيرا على الشيطان، كما صانَ نفسَهُ من زلّات اللسان.
ثم الأشياء التي ينبغي حفظُ اللسان منها من الكلمات كثيرة ومن أكثرها وقوعا من الناس الغيبة والنميمة وكشف عورات المسلمين.
فنسألُ الله أن يحفظَنا وإياكُم من زلّاتِ اللسان وأن يوفِّقَنا وإياكم إلى التزام الصمت إلا من خير. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلامُ على سيدنا محمدٍ الأمين
إن الله تباركَ وتعالى أنعمَ على عباده بنِعَمٍ لا يُحصيها إلا هو، فكانَ من تلكَ النّعم اللّسان،
فإن الله تبارك وتعالى جعل اللسانَ للإنسان ليعبّرَ به عن حاجاته التي تُهِمُّه، لتحصيلِ منافع لتحصيل مصالحِ دينِه ودُنياه، هذا اللّسانُ نعمةٌ من اللهِ تعالى على عبادهِ ليحَصّلوا بها مصالحَ دينِهم ومصالحَ آخرتهم، أي ليستعملوهُ فيما ينفعُهُم ولا يضرُّهم، فمن استعملَ هذا اللسان فيما ينفعُهُ ولا يضرُّهُ فليسَ عليه حرج، وأما من استعمل هذا اللسان في ما نهاهُ اللهُ تبارك وتعالى عنه فقد أهلكَ نفسَه ولم يشكر ربَّهُ على هذه النعمة العظيمة.
ففي كتاب الصمت لإبن أبي الدنيا عبد الله بن محمد بنِ عبيدٍ القرشي قال بالإسناد الصحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَصلتانِ ما إن تَجمَّلَ الخَلائِقِ بمِثْلِهِما حُسنُ الخُلُقِ وطولُ الصَّمت"
معنى طولِ الصمتِ أي تقليلِ الكلام، طولُ الصمتِ يكون مطلوبا محبوبا عند الله تعالى في غير ذكره، أما في ذكرهِ تباركَ وتعالى فإكثارُ استعمالِ اللّسان مطلوب ولا سيّما التهليل أي لا إلهَ إلا الله،
طولُ الصمت الذي أخبرَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم أنهُ خصلةٌ محبوبةٌ عند الله تعالى هو الصمتُ عما سِوى ذكرِ اللهِ تعالى، معناهُ أن اللسانَ ينبغي له أن لا يَتكلمَ إلا بكلامٍ ليسَ عليه فيه مُؤاخذَةٌ عندَ الله،
أهلُ العلمِ يقولونَ: النَّفسُ لها شهوةٌ في الإنطلاقِ بالكلام بما تشتهي من غير نَظرٍ إلى العواقب، لذلك قالوا عن اللسان "جِرمُهُ صغير وجُرمُهُ كبير"
معناه حجمُهُ صغير لكن فعلُهُ كبير، اللسانُ خطرُهُ عظيمٌ جِدًّا، الرسول صلى الله عليه وسلمَ قال: "من صمتَ نجا".
قوله صلى الله عليه وسلمَ: "من صمتَ نجا" أي الذي يصمتُ ينجو من كثيرٍ من الزلّات،
وقال عليه الصلاةُ والسلامُ: "عليكَ بطولِ الصمتِ إلا من خير" طولُ الصمت إلا من خير أمرٌ مهم ولا تبالي إن عيَّرَك الناس إن كنت على ذلك لأن بعضَ الناسِ اليوم إن جالسَهُم من يُطيلُ الصّمتَ إلا من خير يقولونَ هذا ما عنده فَهمٌ والعياذُ بالله تعالى، يقولون هذا الإنسان لو كان عنده فهمٌ لتكلمَ كثيرًا، العاقلُ لا يُبالي بما يقولون بل ليتذكر قوله صلى الله عليه وسلم أيضا "إنك ما تزالُ سالِما ما سَكَتَّ فإذا تكلَّمتَ كُتِبَ عليكَ أو لك" معناه الأحسنُ لك أن تسكُتَ عمّا لا خيرَ فيه.
لذلكَ قال العلماء: ينبغي على العاقل إن كان الكلامُ مُباحا أن يترُكَهُ إن كان لا مصلحةَ فيه لأنه بالمباح قد ينجرُّ الشخصُ إلى الحرام.
قال العلماءُ لا تسترسل في الملذات المباحة لأنكَ قد تنجرُّ إلى الحرام، مثلا شخصٌ كان يصرفُ في كل يوم ألف درهمٍ ثم افتقر ما عادَ يستطيعُ أن يصرِفَ هذا القدرَ من المال الذي تعوَّدَ عليهِ وعوَّدَ أهلَهُ عليه، هذا الإنسانُ قد يسرقُ حتى يصرفَ الألفَ كعادتهِ، فالمباحُ أحيانا إذا الشخصُ استرسلَ فيه قد يجرُّهُ إلى الحرام، كذلكَ الكلامُ إذا الشخصُ تعوَّدَ كثرةَ الكلام فيما لا خيرَ فيه قد يجرُّهُ إلى الحرام.
كذلك كثرةُ الـمِزاح قد يجرُّهُ إلى الحرام، كثيرٌ من الزَّلات سببُها المزاح، وهذا ليس معناه أنَّ المزاح في كل وقت وفي كلِّ حينٍ حرام،
فقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ: "إني أمزحُ ولا أقولُ إلا حقا" لكن بعضُ الناس قد يجرهُ المِـزاحُ إلى الكذب كما أنَّ بعضَهم بسبب المِزاح قد يَسخرُ من أخيه فيؤدي إلى التَّشاحُنِ وإلى الخُصومة لذا كثيرٌ من الزَّلاتِ سببُها المزاح لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "عليك بطولِ الصمتِ إلا من خير فإنه مَطُرَدَةٌ للشَّيطانِ عنكَ وعونٌ لكَ على أمرِ دينِك".
فمعنى كلامِهِ صلى الله عليه وسلم أن الإكثارَ من الصَّمتِ يُزعجُ الشيطان، الشيطانُ عندما يجدُ المؤمن كثيرَ الصمت لا يجدُ مُرادَهُ عنده، الشيطان لا يجد مرادَهُ عند هذا الذي يُكثرُ من الصمتِ إلا من خير، يقولُ الشيطانُ هذا لا يقعُ في الزَّلاتِ التي أُريدُها، فيكونُ بذلك الإنسانُ أقفلَ بابا كبيرا على الشيطان، كما صانَ نفسَهُ من زلّات اللسان.
ثم الأشياء التي ينبغي حفظُ اللسان منها من الكلمات كثيرة ومن أكثرها وقوعا من الناس الغيبة والنميمة وكشف عورات المسلمين.
فنسألُ الله أن يحفظَنا وإياكُم من زلّاتِ اللسان وأن يوفِّقَنا وإياكم إلى التزام الصمت إلا من خير. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلامُ على سيدنا محمدٍ الأمين