leprence30
2015-01-23, 15:58
, إن أول خطوة هي التعليم والتوعية والثقافة للشعوب العربية والإسلامية حتى يرتفع كل فرد منها إلى المستوى الذي يَسمحُ له بأن يصبح مستعدا للتضحية بماله وجهده ووقته وبأغلى ما يملك من أجل تحقيق ذلك.وهذا التعليم وهذه التوعية وهذه الثقافة لا ولن تعطي ثمرتها الطيبة كما ينبغي, إلا إذا تعاونت فيها أطراف مختلفة تعاونا حقيقيا- لا شكليا- مثل الشارع والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والبيت.ولا أظن أن اثنين مؤمنين عاقلين يمكن أن يختلفا في أن دور البيت هو الدور الأهم والأعظم والأخطر والأكبر. فإذا أصلحَ البيتُ الطفلَ سهُل على الغير مواصلة الإصلاح , وإذا أفسدَ البيتُ الولدَ صَعب على غيره ابتداء الإصلاح.وإصلاح البيت وإفساده المقصودان يتمثل أولا وثانيا وأخيرا في قيام الوالدين بدورهما الكامل في تربية الأولاد أو بتقصيرهما في ذلك أو قيامهما بدور التهديم لا البناء .
وفيما يلي مسائل مختلفة ومتفرقة ,مبعثرة وبسيطة,بعضها أكثر أهمية من بعض لكنها كلها مهمة ومهمة للغاية بإذن الله, أقدمها بين يدي كل زوجين وكل والدين ,سواء على سبيل التعليم أو على سبيل التذكير, عسى أن يستفيدا منها اليوم أو غدا أو بعد غد.وأشير هنا إلى أن النصائح والتوجيهات الموجهة عموما للزوجين أو للأبوين متعلقة بتربية الأولاد في الفترة ما بين الولادة وسن الرابعة عشر أو سن البلوغ للذكر أو للأنثى ,وأنا لم أذكر- بالنسبة لأغلبية المسائل- السن المقابل أو المناسب لكل نصيحة أو توجيه,حتى تبقى عامة يمكن أن يستفيد منها كل زوج أو زوجة,وكل أب أو أم,كل واحد منهما على حسب فهمه وعلى حسب قدراته وعلى حسب إمكانيات ولده أو ابنته البدنية والنفسية والعقلية والروحية .
أما المسائل التي ذكرتها مرتبطة بسن معين للطفل أو بفترة معينة من عمر الطفل ,فإنني في أغلبها أنقل من علماء ,وفي البعض والقليل منها أذكر رأيي المتواضع,لكن ربط النصيحة والتوجيه بسن معين أو بفترة معينة يبقى نسبيا إلى حد كبير :
- لأن الإنسان عالم معقد .
- ولأن علم التربية من العلوم الإنسانية وأحكام العلوم الإنسانية فيها من النسبية ما فيها .
- وقبل ذلك كله وبعد ذلك كله لأن هذا الربط لم يرد فيه كتاب أو سنة أو إجماع .
والله الموفق والهادي لما فيه الخير أولا وأخيرا .
لكن قبل ذلك أحب أن أنبه-من باب الصراحة الزائدة ,وحرصا على الأمانة العلمية,وإبراء للذمة أمام الله وأمام الناس,وعلى سبيل التذكير أو التعليم-إلى جملة ملاحظات أساسية ومهمة جدا :
الأولى : ليس شرطا أن يطبق الأبوان كلَّ ما ذُكر في هذه الرسالة من مسائل ,وإنما يجتهدان على أن يطبقا ما استطاعا من ذلك, فقد أطبِّق أنا البعضَ مما أقدرُ على تطبيقه منها ويطبقُ غيري البعضَ الآخر مما يستطيع تنفيذُه منها (والسبب في ذلك عوامل كثيرة جدا من الصعب إحصاؤها )ولا يجوز أن ألوم أنا هذا الآخر,ولا يجوز للآخر أن يلومني .أما أن أطبق أو يطبق غيري كلَّ ما ذُكرَ فيكاد أن يكون ذلك أمرا مستحيلا .
الثانية : ما يقال من أنه "كما يكون الأبُ يكون الابنُ " ليس صحيحا 100 % , وإلا لما كان بن سيدنا نوح-صلى الله عليه وسلم- كافرا مع أن أباه كان نبيا ورسولا . والتاريخ مليء بالشواهد على صحة ما أقول ,فما أكثر ما رأينا وسمعنا عن علماء وصالحين لكن أولادهم كفار أو على الأقل فسقة وفجار,والعكس صحيح أي ما أكثر الكفار أو الفساق الذين خرج من صلبهم مؤمنون صالحون أتقياء .إن الأب-أو الأم-لا يلام ولا يحاسب بإذن الله على انحراف ابنه أو ابنته إلا إذا قصر في التربية والتعليم والتأديب والنصح والتوجيه, أو قصَّر في إعطاء القدوة الحسنة لأولاده .أما إذا فعل ما عليه ثم انحرف ابنه أو ابنته فإن ذمته بريئة عند الله تعالى,ولا لوم عليه ولا عتاب ولا توبيخ ولا...
الثالثة : ليس صحيحا بالمرة ما يقال من أن "الطفل الصغير صفحةٌ بيضاء تكتبُ عليها ما تشاء",بل إن الإنسان –والطفلُ إنسانٌ –كائن معقد للغاية على خلاف الجمادات والنباتات والحيوانات.
صحيح أن التربية في الصغر أسهل بكثير من التربية في الكبر,لذلك قال النبي- صلى الله عليه وسلم- عن فترة الصغر: (كل مولود يولد على الفطرة,فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه), لكن هذا شيء والقول بأن الطفل- وهو صغير- نفعلُ منه ما نشاء وكيفما نشاء شيء آخر.
ويحضرني هنا قول لزوجة الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" والتي تسمى "هيلاري"عن تربية الطفل :" Il faut tout un village Pour éduquer un enfant "
أي أنه "تلزم قرية بكاملها من أجل تربية طفل واحد". والله وحده المستعان أولا وأخيرا . 1- إن من واجباتكما في مجال تربية الأولاد وحسن رعايتهم : مراقبة أولادكما ومتابعة نشاطاتهم, واختيار الرفيق الصالح والكتاب النافع لهم,وحل مشكلاتهم عن طريق الإقناع وبالتي هي أحسن.
وهذا يستلزم منكما أن تُعدا نفسيكما إعدادا مستمرا، وأن يكون لكما اطِّلاعٌ واسعٌ على أساليب التربية الصحيحة .
2- علما أولادكما القرآن الكريم والسنة الشريفة .
3- اختنان الذكور من أولادِكما من الصغر, فإن الاختتان من سنن الإسلام .
4- مرا أولادكما بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضرباهم عليها وهم أولاد عشر سنين- كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- ولا تتهاونا في ذلك فتأثمان .
5- من الجهل بمكان أو من المخادعة بمكان أن نَقول للمرأة المستقرة في بيتها :أنتِ مسكينة لأنكِ عضو مشلول لا دور له في الحياة . إن هذا الكلامَ لا يصحُّ من جهات عدة :
أولا :لأن مهمة تربية الأولاد (مع الإشراف على خدمة الزوج والبيت والأولاد) أعظم وأخطر مهمة في الحياة ,لأنه باستقامتها يستقيم كل شيء وباعوجاجها يعوج كل شيء . والرجل في عمله خارج البيت يتعامل مع جمادات ,أما المرأة فتتعامل مع الإنسان الذي كرَّمه الله وفضله على سائر مخلوقاته و"الأنبياء - كما يقال- ربتهم نساء" و"وراء كل رجل عظيم امرأة" ,وهذه حقيقة لا مكان فيها للمجاملة.وشتان بين هذه المهمة وتلك .
ثانيا:لأن الذين يقولون هذا الكلام يكيلون بمكيالين ,فإذا اعتبروا أن المرأة مشلولة إذا لم تعمل خارج البيت ,فلماذا لا يقولون عن الرجل - لأنه لا يعمل داخل البيت- بأنه مشلول لماذا ؟ أجيبوني يا ناس؟
6- اختارا لأولادكِما الأسماء الحسنة ,فإن ذلك من حقوق الأولاد على الآباء والأمهات.
7- لا تفضلا الذكور من أولادِكما على الإناث,فإذا فعلتما ذلك كان الواحد منكما كمن يحتقر نفسَهُ ,فضلا عن أن هذا من بقايا الجاهلية التي يُفترضُ أن الدهر أكل عليها وشرب .
8- أدِّبا أولادكما وكلِّفاهم من الصغر بفضائل الأعمال ليتعودوا عليها بسهولة في الكبر.
9- يجب المساواة بين الأولاد في العطية ولا يجوز تفضيل واحد منهم على الآخر.
10- على الزوجين الاتفاق بينهما دوما على الأساليب الأنسَب لتربية الأولاد ,وعليهما أن يعلما أن الاختلاف مضر بهم وبأخلاقهم ,وأن السفينة التي يقودها ربانان مختلفان ستغرق حتما في النهاية .
11- المطلوب الإسراع في تزويج البنات أكثر من الإسراع في تزويج الذكور :
ا- لأن عدد النساء أكثر من عدد الرجال.
ب- ولأن المرأة مطلوبة والرجل طالب والمرأة مخطوبة والرجل خاطب.
ج- ولأن أغلبية الأعذار التي تعتذر بها الفتاة –عادة- عن عدم استعدادها للزواج واهية.
د- ولأن الأفضل شرعا ومنطقا وعادة أن يكون عمر الزوج أكبر من عمر الزوجة .
12- كما تهتمان ببطون الأولاد وبلباسهم وشرابهم وفراشهم وغطائهم وسكنهم, اهتما كذلك وأكثر بدينهم وأدبهم وأخلاقهم وأمانتهم .
13- الاحتفال بعيد الميلاد بدعة مرفوضة شرعا ودخيلة علينا من اليهود والنصارى –سواء كان حكمها الكراهة أو التحريم- . فعليكما أيها الأبوان أن لا تتركا الأولاد يفرضونها عليكما تحت ضغط المجتمع والشارع ووسائل الإعلام وعلى رأسها التلفزيون و..البعيدة جدا عن الإسلام .
14- علما طفلَكما النطقَ ب "لا إله إلا الله محمد رسول الله" من الصغر فإنها خير وبركة ,فضلا عن كونها مفتاح الجنة والمنجية من النار.
15- اغرسا محبة الله والإيمان به والطمع في رحمته والخوف من عذابه في قلب الولد من الصغر.
16- رغِّبَا الأولاد في الجنة وصفا لهم أهلها حتى يكونوا منهم ,وحذراهم من النار وصفا لهم أهلها كذلك حتى يبتعدوا عن صراطهم .
17- علما أولادكما أن يسألوا الله وحده وأن يستعينوا به وحده ,وحذراهم من الشرك به سبحانه وتعالى ,سواء الشرك الأصغر (الذي يعتبر معصية وصغيرة من الصغائر) أو الأكبر (الذي يعتبر كفرا مُخرجا من الملة ) .
18- حذرا أولادكما من الكفر والسب واللعن والشتم والكلام البذيء ,وأفهماهم بلطف أن كل ذلك إما كفر وإما معصية تُغضب اللهَ وهي حرام في الحالتين , وأن اللسان السيئ وراءه غالبا قلب سيئ .وعليكما أن تكونا قدوة حسنة في ذلك .
19- حذرا الأولاد من الميسر بأنواعه ولو كان للتسلية ,وأفهماهم أن بعض الميسر(الذي لا يكون فيه تعامل مع المال) وإن لم يكن حراما حرمة صريحة فإنه قد يؤدي إلى الحرام .
20- امنعا أولادكما من التفرج على المجلات الخليعة,والصور المكشوفة والعارية للنساء ,والقصص البوليسية والجنسية الهابطة . وامنعاهم كذلك من التفرج على مثل ذلك من خلال الأفلام والأشرطة في السينما والتلفزيون لضررها المؤكد على أخلاقهم في الحاضر وفي المستقبل ,ولأن هذا التفرج وتلك المطالعة من جهة أولى وأخيرة حرام .
21- حذرا الأولاد من التدخين وانصحاهم بأكل ما حل ولذ وطاب عوض شرب هذا الدخان الخبيث ,وأعلماهم أنه لا شيء معروف حتى الآن في دنيا الطب والصحة يقتل البشر مثلما يقتل الدخان,لكن هذا القتل بطيء لذلك انخدع به الكثير من الناس –خاصة الرجال-
22- عودا الأولاد الصدقَ قولا وعملا, ولا تكذبا عليهم ولو كنتما مازحين.وإذا وعدتما فلتفيا بوعديكما أمامهم أو بعيدا عنهم ,وذكراهما أن الكذب في الحديث وإخلاف الوعود من صفات المنافقين .
23- لا تُطعما أبدا أولادكما من المال الحرام مثل المال الذي يأتي من الرشوة والسرقة والربا والغش و.. .
24- لا تدْعِيا على أولادِكما بالهلاك والضلال والويل والثبور.. لأن الدعاء قد يستجاب بالخير وقد يستجاب بالشر ,وربما يزيدهم الدعاء ضلالا إن كانوا قبل الدعاء ضالين.ويفضل أن تقولا لولدكما (أصلحك الله) مثلا.أما الدعاء عليهما باللعنة فهو أشد حرمة مما ذُكِر سابقا.
25- رغبا ابنتكما بالستر من الصغر لتلتزم به بسهولة في الكبر .
26- حذِّرا ثم حذِّرا الأولاد من شرب الخمر,فإنها أم الخبائث.ولقد حرمها الله وحرمها النبي
- صلى الله عليه وسلم - صراحة في الكتاب والسنة .
27- علموا - أيها الآباء وأيتها الأمهات- الأولاد من أجل أن يلتزم كل جنس بلباسه الخاص ليتميز به عن الجنس الآخر، وأن يبتعدوا عن لباس الكفار وأزيائهم كالسراويل الضيقة للذكور وتطويل الأظافر للذكور وللإناث وإطالة شعر الرأس للذكور.
28- عودوا الطفل على استعمال اليد اليمنى في الأخذ والعطاء والأكل والشراب والكتابة ،
وعلموه التسمية أولَ كلِّ عمل طيب خصوصا الطعام والشراب,وأن يكون ذلك من قعود أو جلوس، وأن يقول"الحمد لله " عند الانتهاء من ذلك .
29- عودوا الطفل على النظافة بحيث يقص أظافره ويغسل يديه قبل الطعام وبعده، وعلموه استعمال الماء للاستنجاء أو استعمال الورق بعد البول –إن لم يجد ماء- لتصِحَّ صلاتُه ,ولا يُنجِّس لباسَه .
30- تلطفوا في نصح الأولاد سرا ، ولا تفضحوهم إن أخطأوا .أقول :"أخطئوا "ولا أقول :"ارتكبوا خطيئة" لأن الولد حتى ولو خالف أوامر الله أو فعل ما نهى الله عنه ,فإنه يعتبر مخطئا لا خاطئا ما دام لم يكلَّف بعد .
31- مروا أولادكم بالسكوت عند الأذان ,وإجابة المؤذن بمثل ما يقول إلا عندما يقول المؤذن :"حي على الصلاة " و "حي على الفلاح " يطلب من الولد أن يقول :" لا حول ولا قوة إلا بالله " ,ثم قراءة دعاء الوسيلة بعد الأذان .
32- اجعلوا لكل ولد فراشا مستقلا إذا أمكن ، وإلا فلحافا (غطاء ) مستقلا ، والأفضل تخصيص غرفة للبنات وغرفة للبنين إذا كانت إمكانيات الأبوين تسمح بذلك،وذلك حفاظا على أخلاقهم وحيائهم .
33- عودوا الولد على ألا يرمي الأوساخ في الطريق وأن يرفع ما يؤذي عنه .
34- حذروهم من رفقاء السوء ,وراقبوهم ولو من بعيد .
35- خصصوا جلسة للأولاد،تقرءون فيها عليهم ما من شأنه أن يتعلموا به دينهم من كتاب أو مجلة أو جريدة أو..
36- ربوهم على الشجاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وألا يخافوا إلا الله,وعلموهم أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها مهما كانت النفس شجاعة أو جبانة.
37- اغرسوا في الأولاد حب الانتقام من اليهود الذين احتلوا ما احتلوا من الأرض الإسلامية ودنسوا ما دنسوا من حرمات للمسلمين,وكذا من أعداء الله ورسوله الذين حاربوا الله ورسوله وما زالوا يحاربونهما؛ وعلموهم من الصغر الغيرة على دينهم .
38- اشتروا قصصا تربوية إسلامية مفيدة,وضعوها تحت تصرف الأولاد لينتفعوا بها.
39- قبل أن تصبحي- أختي المتزوجة- أما,إقرئي كتبا تتعلق بالطفل وقضايا التربية ,فإن طفلك أمانة في عنقك وقلبَه جوهرة خلقها الله وترك صياغتها لكِ ولزوجكِ في المستقبل,فانظري على أي شكل تصوغينه وتصوغين شخصيته .وما يقال لأم المستقبل يقال مثله لأب المستقبل لأن مسؤوليتهما مشتركة في تربية الأولاد.
40- على الوالدين أن يبعدا أولادهما وخاصة الإناث عن الأجواء الخبيثة قبل أن يركنَّ إليها. إنه لا يجوز أبدا أن نقول : ( إنهن سينفرن منها ويهجرنها عندما يستنشقن رائحتها الكريهة), لأن الرائحة الخبيثة لا يتألم ولا ينفر منها إلا البعيد عنها.
41- تربية الطفل مهمة,وأهم من ذلك تربية البنت سواء من حيث الأجر عند الله أو من حيث الفائدة المرجوة .قال المنفلوطي رحمه الله :" أيها المحسنون .والله لا أعرف لكم بابا في الإحسان تنفذون منه إلى عفو الله ورحمته أوسع من باب الإحسان إلى المرأة .علِّموها لتجعلوا منها مدرسة يتعلم فيها أولادكم قبل المدرسة ,وأدبوها لينشأ في حجرها المستقبل العظيم للوطن الكريم" .
42- يستحب أن يُتصدقَ بوزن شعر المولود ذهبا أو فضة,سواء عقَّ عنه الوالدان أم لا.ويستحب أن يكون ذلك في سابع الولادة سواء كان المولود ذكرا أم أنثى.
43- الختان سنة للذكور روى ابن حبيب من المالكية :"هو من الفطرة,لا تجوز إمامة تاركه اختيارا ولا شهادته"قال الباجي :"لأنها (أي الشهادة) تبطلُ بترك المروءة".
44- إن أسلم بالغٌ طُلِب منه الختان.فإن خاف على نفسه,قال بن عبد الحكم من المالكية :"إنه يترُك الختان" وقال سحنون:"يلزمه أن يختتن"(أي ولو خاف) .
45- إن وُلد مختونا فقيل:"يجرى عليه الموسى,فإن كان فيه ما يُقطع قُطع".وقيل:"قد كُفيَ المئونة".
46- يُكره أن يختنَ المولودُ يوم ولادته أو سابعه,قال المالكية:"لأنه من فعل اليهود وليس من عمل الناس.,وقيل :"يختن يوم يطيقُه",والمعروف طبيا أن الولد يطيق الختان حتى وهو بن بضع أسابيع.
47- يسمَّى المولودُ يوم سابعِه,ويمكن أن يسمى في اليوم الذي يولد فيه.
48- يستحبُّ تحنيك الطفل في اليوم الأول من مولده .و التحنيك هو دلك لثة المولود بمعجون الثمر دلكا خفيفا .
49- يستحبُّ أن يُؤذن في أذن المولود اليمنى وأن يُقام في أذنه اليسرى في اليوم الأول من مولده .
50- يُعوَّد الطفل على الصلاة في وقتها منذ سنِّ السابعةِ ,ويبين له فوائد ذلك .
51- يوزِّع الآباء حنانهم وابتساماتِهم واهتمامَهم ومداعباتهم وأوقاتهم وأموالَهم بين أولادهم وبناتهم بالعدل ,حتى لا تتكون أسرة من الأعداء .
52- جيدٌ أن تكون أولُ كلمة يسمعها الطفل في حياته هي كلمة التوحيد: لا إله إلا الله .
53- يُبصَّر الطفلُ أولا بأول بالحلال والحرام وحدودهما ,مع مراعاة استعداداته للفهم وكذا للتطبيق ,ويذكر بحديث النبي- ص- وبمعناه : (إن هذا الدين متين ,فأوغلوا فيه برفق) .
54- يُعوَّد الطفل على الصوم من الصغر- ولو حُسِبَ له تطوعا- بقدر ما يستطيع ,بعيدا عن الإفراط والتفريط .
55- يُربَّى الطفل على قراءة القرآن وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ سيرته وسير أعلام الإسلام , حتى يجتهد في التأسي بسلوكهم .
56- يجنب الأولاد اقتناء الكتب والمجلات والجرائد المسمومة (فكريا وعقائديا) وكذا التي فيها صور نساء عاريات,.
57- كمبدأ عام في علاج عادات الطفل السيئة,يحاول الوالدان تطبيق مبدأ الإحلال.فإذا كان للطفل عادات سيئة يُصرُّ عليها,فإن أفضلَ طريقة لإصلاحها هو استبدالها بعادات أخرى طيبة. مثلا الطفل الذي يضعُ إصبعه في فمه يُتعامل معه وكأنه لا يقصدُ ذلك ,فيقال له:"أنتَ لا تعني ذلك" ثم يطالب بأن يتوجه لغسل أصابعه حتى تكون نظيفة .وليعلم الأبوان أن تكرار ذلك من شأنه أن يزرعَ فيه عادةَ النظافةِ ,فيملُّ من وضع إصبعه في فمه ويتوقف عن ذلك .
58- في مرحلة الرضاعة تبعد يدُه عن فمه أولا بأول أو يوضَع على إصبعيه مادة كريهة حتى ينفرَ منها حين يلعقُهما, أو يحاول الأبوان وضع شيء آخر في يده ليتلهى به.
59- بالنسبة لبعض العادات السيئة الأخرى يجب إصرار الوالدين على تنفيذ أوامرهما إذا نطقا بها حتى لا يعتاد الطفل العصيانَ ,وهذا يقتضي أن يطلبا منه ما يستطيعه :"إذا أردت أن تطاع فاطلب ما يستطاع ".ولابد من الرَّدع بالضرب الحاني الخفيف على اليدين إذا تمادى الطفلُ على العصيانِ حتى يتعود الطاعةَ .
60- لا يجب أن يُسأل الطفلُ عما يرغب فيه من الأطعمة حتى يتعود على أن يأكل ما يُقدم له. وإذا رفض هذا الأكل أو ذاك, فالأفضل أن لا يقدمَ له- في الغالب- غيرُ ذلك الأكل ,وسيضطر إلى أكله حين لا يجد بديلا سريعا يقدم له .صحيح أن الوالدين يجب أن تكون لهما بعض المرونة التي تجعلهما يراعيان في بعض الأحيان مزاج الطفل ورغباتِه الخاصة ,لكن بدون مبالغة وعلى اعتبار أن هذا استثناء وليس أصلا.
61- يجب عدم الإكثار من الحديث عن الطفل أمامه حتى لا ينمو فيه الشعور بالذات (ومحبة الإعجاب بالنفس) الذي يمكن أن يتحول إلى لون من ألوان الأنانية بعد ذلك .
62- يمكن تعويد الطفل بعد سن السنتين تذوق الطبيعة وتأمل جمال مناظر الغروب والشروق والأرض والسماء والأشجار والأنهار والبحار والشمس والقمر و.. بالحديث عنها أمامه ولفت نظره إليها,وتنبيهه دائما أن هذا من قدرة الخالق ورحمته بنا سبحانه وتعالى,والذي سخر للإنسان الجمادات والنباتات والحيوانات وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا .
63- من الطرق المفيدة في علاج عناد الأطفال تحسيسه بالخسارة الذاتية. فإذا كسَّرَ لعبتَه مثلا لا داعي لعقابه دائما على ذلك ,بل يكفي أن يلام لوما خفيفا, ثم لا تُصَلَّح له اللعبة لمدة طويلة أو قصيرة حتى يحس بالخسارة التي سبَّبَها لنفسه ,وهكذا ..
أما تكرار كلمات الوعيد والتهديد والعتاب واللوم والتوبيخ فإنها تَفقدُ مفعولَها مع الأيام .
64- بعد إطفاء النور لا يُترك الطفل- وهو صغير سنه لا يتجاوز العامين - وحده ,ويستحسن جلوس أحد بالقرب منه يُطَبطِبُ على ظهره .
وبعد سن العامين يمكن أن تحاول الأم قضاء بعض أمور منزلها والطفل نائم بالقرب منها حتى يشعر أنها بجانبه دائما.وإذا صرخ طالبا هدهدتها فلا تنتبه لهُ دوما بل تتعمد في بعض الأحيان أن تحدثِّه في موضوعات أخرى غير موضوع نومها إلى جواره ,حتى ينام وينام بعيدا عن غرفة نوم والديه .
65- الدواء العظيم الذي يتركُ أثرَه الكبير على صحة الطفل النفسية وبالتالي يُصلِح من عاداته ويصبح عاملا من عوامل الراحة الدائمة للطفل في البيت وفي غيره هو صلاة الأبوين أمام الطفل, وما يصحبها من لحظات هادئة خاشعة لا بد أن تترك بصماتها العميقة في نفس الطفل حتى قبل أن يتكلم .
66- لا يجوز أن يعامل الزوج الزوجة معاملة سيئة خاصة وهي حامل,وإلا تأثَّر الجنينُ بذلك تأثرا سيئا.
67- إذا وُلد الطفلُ تلقاه الأب والأم بمنهج خاص يختلف عن المنهج الذي يتلقى به غير المؤمنين أولادهم:التسمية ،العقيقة (إن كانت ممكنة ماديا)،التحنيك ,الأذان والإقامة ،الحلق.
68- يجب تنظيم فترات الطعام للطفل ,خاصة بعد أن يكبر الطفل ويدخل إلى المدرسة , كما يجب اختيار التغذية الصحية للطفل .
69- إذا قُدِّم ما هو حلو للطفل, فيجب أن لا يكون ذلك كثيرا.وليعلم الأبوان أن الحلويات للطفل مفيدة ومضرة في نفس الوقت ,وأن هناك فرقا واضحا للغاية بين السكر الطبيعي الموجود في العسل أو في الفواكه مثل التمر والبرتقال وغيرهما (والذي يعتبر سكرا طيبا ومفيدا للغاية للصغار وللكبار في آن واحد مهما أكثر الشخص منه),والسكر الاصطناعي الأبيض الذي يباع في أسواقنا (والذي تعتبر سيئات الإكثار منه أكثر بكثير من حسنات هذا الإكثار).
70- المطلوب تعويد الطفل على غسل أسنانه قبل النوم وبعد الأكل,أو يُعوَّد على أن يغسلَ أسنانه بعد الأكل مباشرة, أو يُعود على الأقل أن يغسلها مرة واحدة كل 24 ساعة .
71- يعلَّم الطفل :الوضوء والصلاة بشروطهما وأركانهما,بدءا من سن السابعة, ويُعلَّم آداب المسجد ليصلي فيه الصلاة جماعة ,ويراقب أثناء الالتزام بكل ذلك سواء تم ذلك في البيت أو في المسجد .
72- يجب استعمال الترغيب والترهيب مع الأولاد, ولا يُقبَل الاكتفاء بالترغيب فقط (وإن كان الترغيب هو الأول والأصل وهو الأولى والأفضل) ,لكن كما أن الترغيب مطلوب في موضع فإن الترهيب مطلوب في موضع آخر.
73- يمكن أن يعاقَب الولدُ بالضرب, إذا ارتكب مخالفة كبيرة وجهر بها وأصرَّ عليها ولم ينفع معه مادون الضرب من مقدمات ومن عقوبات.
74- يجب التفريق بين الطفل والطفل وبين الطفل والطفلة وبين الطفلة والطفلة في المضجع (بحيث لا يكون اثنان في لحاف واحد :فوق فراش واحد وتحت غطاء واحد,وذلك ابتداء من السنة العاشرة من عمر الولد ذكرا أو أنثى.
75- على الوالدين أن يتفقا على منهج موحَّد بينهما في التربية الإسلامية, وإلا خرجَ الطفلُ ولَدَيه انفصام في شخصيته لا يدري مع من يكون :هل يكون مع أبيه أو مع أمه .
76- لا يجوز أن يترك الوالدان تربية أولادهما إلى غيرهما- إلا عند الضرورة التي تقدَّر بقدرها- لأن هذا من عملهما ومن واجبهما ومن حقهما- في نفس الوقت- لوحدهما.
77- على الأب والأم أن يقرءا ويتعلما سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وآدابه ومنهجه في التربية,قبل وأثناء إقبالهما على تربية أولادهما ,لأنهما لا يستطيعان أن يُعلِّما إلا إذا تَعلما .
78- استقرار الزوج والزوجة في حياتهما الأسرية له الأثر البالغ في تربية الأولاد.فالأسرة الهادئة الراضية المطمئنة ينعكس هدوئها ورضاها واطمئنانها على أولادها.
79- إذا أردت أن تعرف نظافة الأم فانظر إلى أولادها (والحديث دوما عن الغالب لا على الكل) وإذا أردت أن تنظر إلى ديانة الأسرة فانظر إلى أولادها ,فعلى الأبوين إذن أن يراعيا ذلك .
80- يعود الطفل منذ الصغر على الادخار.
81- كما يربى الطفل على القناعة على اعتبار أنها كنز لا يفنى,وعلى الإيمان بأن الرزق مُقدر ومكتوبٌ ,وأنه على العبد أن يسعى وأن يبذل الجهد وعلى الله الباقي .
82- على الحامل بالدعاء لولدها وهو في رحمها بالليل والنهار,وتقول مثلا :(اللهم إني أعيذه بك من الشيطان الرجيم)،(اللهم اجعله من الصالحين) ،(اللهم ارزقه الشهادة في سبيلك بعد طول العمر وحسن العمل) ،(اللهم اجعله قرة عين لي ولوالده ولاخوته ولجميع المؤمنين)، (اللهم سهل حمله وسهل وضعه ويسر له السبيل في الدنيا وفي الآخرة ) –آمين- .
83- هناك قدر من الحب والرعاية من الوالدين لولدهما لابد منه .والزيادة فيه كالنقص منه كل منهما مُفسدٌ للطفل ومدمِّرٌ له .
84- لا يليق أن يقف الوالدان أمام الطفل موقف المتعارضين في أي أمر, وخاصة ما يتعلق بموقفهما منه اتجاه مخالفة ارتكبها في حق الله أو في حق الغير من البشر أو في حق نفسه .
85- قد يغفر الطفل للآخرين أن يكذبوا أو يغشوا أو يسرقوا,وقد لا يتأثر بهم إلا قليلا,وقد لا يتأثر بذلك إطلاقا. ولكن لن يغفر بأي حال من الأحوال لوالديه أن يفعلا شيئا من ذلك.وليعلم الوالدان أنه لا يمكن أن يمر شيء من ذلك على الولد بدون تأثير عميق في نفسه قد يبقى في نفسه بقية العمر بدون أن يتغير,فليحذرا ذلك حذرا شديدا.
86- السرقة والكذب هما أكبر انحرافات الطفل حدوثا أو أكثر حاجة إلى الجهد من الوالدين حتى يعبر الولد طريق الطفولة بسلام.
87- قد يُلزَم الطفل بفعل شيء وترك آخر حتى بدون إقناع,حين تعجز مداركه عن معرفة الحكمة أو تلتوي به طباعه عن قبولها.ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نعلق تنفيذ الأمر على اقتناع الطفل.
88- التربية بالمثوبة تأتي قبل التربية بالعقوبة .والعقوبة المعنوية مقدمة(بحرمانه من شيء عزيز مثلا)على العقوبة الحسية (بضربه مثلا).
89- يجب الفصل الكامل بين أداء العمل الضروري (الواجب شرعا كالصدق أو عرفا كقضاء حاجات للبيت أو..) وبين اشتراط الثمن له من أي نوع ,أي أنه لا يُقبل من الوالدين أن يقولا لولدهما :"اصدق ونعطيك كذا" .أما الأعمال التطوعية فلا بأس من أن يظل التشجيع عليها قائما ولو في صورة ثمن مشروط ,مع ضرورة الوفاء بالشرط وذلك كأن يقول الوالدان للولد :"إذا حفظت الجزء الفلاني من القرآن نعطيك كذا " .
90- في البداية تكون الحلوى أو اللعبة أو ..أداة لتشجيع الطفل على فعل أمر ما أو على تركه ,ثم يُنتقَل به درجة درجة مع مراحل النمو العقلي والنفسي,حتى يُنتهَي به إلى أعلى درجاته التي هي أعلى درجة للمنهج الإسلامي في التربية وهي: الفعل أو الكف عن العمل ابتغاء مرضاة الله بأن نقول للولد :"افعل كذا أو لا تفعل كذا لأن الله أمر به أو نهى عنه".
91- إن شعور الطفل بأن العقوبة توقٌع عليه للانتقام لا للإصلاح قد يحدث له انحرافا في نفسه .لذا علينا أن نشعره دوما أننا نعاقبه - إن عاقبناه- من أجل مصلحته هو أولا وأخيرا.
92- العقوبة درجات: تبدأ بالكف عن التشجيع وتنتهي بالضرب الموجِع . ولا ينبغي تخطي ذلك التدرج والبدء بالضرب مباشرة,سواء كان خفيفا أو موجِعا.
93- التهديد بالعقوبة خير من إيقاعها بالفعل.ولا ضرر من عدم تنفيذ العقوبة أحيانا بعد التهديد بها,ولكن عدم تنفيذ الوعد الموعود بالمثوبة أمرٌ شديد الخطورة في جميع الأحوال.
أي أنه يمكن أن نخوِّف ولا نعاقب بعد ذلك,لكن لا يجوز أن نعِد بشيء ثم لا نفي بعد ذلك بما وعدنا الطفل به.
94- من أبرز الأمثلة على التربية بالعادة في منهج التربية الإسلامية:شعائر العبادة وفي مقدمتها الصلاة,ومن أمثلتها كذلك كل أنماط السلوك وكذا الآداب والأخلاق الإسلامية.
وتكوين العادة عند الطفل في الصغر أهون وأسهل من تكوينها في الكبر .
95- العادة بقدر لزومها في التربية الإسلامية لها ضررها وخطورتها في الوقت ذاته, لأنها عُرضة لأن تحوِّل السلوك إلى أداء آلي خال من الإحساس بالباعث الحقيقي –ألا وهو طلب وجه الله- الذي هو الرصيد الحقيقي والثمين لذلك السلوك .
96- التربية بالقصة لون آخر من ألوان التربية ,وتزداد فائدة القصة كلما كانت معبرة أكثر .
97- الطفل في البداية يفهم النواهي أكثر مما يفهم الأوامر لذلك لا بد من التركيز في البداية على ( لا تفعل ) أكثر من ( افعل ) .
98- اذكرا للطفل أسماء الأشياء المختلفة الموجودة في الحجرة –في العامين الأوليين من عمر الطفل - حتى يضع يده عليه كلها ,ويصبح يميز الأشياء عندما تذكر الأم أو الأب أسماءها .
99- مهمٌّ جدا أن تعلِّم الأم طفلتها على مساعدتها في البعض من شؤون البيت بدءا من دخولها إلى المدرسة,وكذا يفعل الأب مع ابنه بدءا من السنة السادسة من عمره.
100- لا بأس - تربويا وفنيا- من استخدام الحيوان وإعطائه صورا إنسانية,كوسيلة تربوية مع الأولاد,ولا بأس من استخدام مخلوقات خارقة (خرافية)كذلك بشرط أن يكون لها مغزى ومعنى تربوي.
101- ينبغي أن يُبعد الطفلُ عن كل أمر يفزعه من الأصوات الشنيعة والمناظر الفظيعة والحركات المزعجة ،فإن ذلك ربما يؤدي إلى إفساد قوته العقلية أو إضعافها,فلا ينتفع بها كما ينبغي بعد كبره .
102- ينبغي أن تنتبه الأم لبكاء الطفل وصراخه,ولا سيما من أجل شربه الحليب إذا جاع، ولتعلم الأم أن ولدها ينتفع بذلك انتفاعا عظيما,ولا ينتفع بشيء مثل انتفاعه بالحليب إذا كان صغيرا وسنه لا يتجاوز السنتين .
103- ينبغي للمرضعة- سواء كانت أمّا أم لا- إذا أرادت فطام الطفل أن تفطمه بالتدريج،ولا تفاجئه بالفطام وهلة واحدة.
104- إن الأوامر الهادئة والمصحوبة بالشرح المبسط لأسبابها ومبرراتها،يمكن بها للأب والأم أن ينزعا من نفسية طفلهما الحاجة إلى تأكيد الذات باللجوء إلى العناد.
105- إذا كان لديكما طفل واحد,فيستحب أن تخصصا يوما تقضيانه –بين الحين والآخر- بعيدا عن طفلكما,على أن يُترك مع شخص آخر يرتاح إليه الطفل.
106- تعمدي- أيتها الأم- أن ترفضي للطفل بعض الطلبات بدون إقناعه مرة, ومع إقناعه مرات بسبب الرفض بما يوافق تفكيره البسيط,وأقنعيه ولو بطريقة غير مباشرة أن من حق الوالدين أن يأمراه بما يشاءان(بعيدا عن معصية الله )ولو بدون إقناع في بعض الأحيان ,وأن عليه هو أن يسمع ويطيع.
107- من الضروري أن تكون اللعبة عند الطفل –عادة- هامة,وذلك بأن تختارا له اللعب التي تجعله يحافظ على حقوق غيره ,مثل اللعب التي لا تحدث ضوضاء شديدة ,واللعب التي ترسخ عنده حب الوطن والاستقامة. كما يجب عدم تقديم أية لعبة للطفل تسبب تلوثا في الجو المحيط بالطفل حتى يتعود على المحافظة على البيئة من حوله من صغره .ويجب أن تقنعاه دوما بما من شأنه أن يكوِّن عنده الاحترام الدائم للغير .
108- شجعا طفلكما على أن يصارحَكما بمتاعبه,وساعِداه على حلها,واستمعا إليه,ولا تعاملاه ببرود وعدم اكتراث
109- لا تقارنا بين طفلكما وأخيه أو أخته،وإنما يمكنكما أن تقارنا بينه وبين نفسه ،مثلا :بين حال الطفل في هذا العام وحاله في العام الماضي,حتى يشعر بقيمته ويدرك الصفات الحسنة التي اكتسبها على مر الأيام ويعرف ما اجتهد فيه وما قصر فيه .
110- لا تتعجلا نمو طفلكما واكتسابه العلم والحكمة ,فإن له سرعة خاصة لا يمكنه تجاوزها.
111- - لا يجوز تخويف الأولاد بالأكاذيب وبالأوهام وبالغول المزعوم وبالظلام.
112- الطفل الوحيد في الأسرة هو بحق مشكلة بسبب العناية الزائدة التي يحيطه بها الأبوان- عادة- في المنزل وكذلك أفراد العائلة الكبرى إن وُجدت.
ومثل هذه الحالة تظهر بصورة أوضح لدى البنت الوحيدة أكثر مما تظهر لدى الولد الوحيد.
113- يجب عدم تدخل الأبوين في شؤون الطفل عند لعبه إلا عندما يحين موعد الطعام أو الدراسة أو الانصراف من زيارة ما أو في حالة تعرضه للخطر أو.. وذلك لأن تركيز الجهد عند اللعب من أهم عوامل بناء الشخصية القوية للطفل.
114- يستحسن للكبار الخضوع لرغبة الصغار إذا طلبوا منهم اللعب معهم ولو بين الحين والآخر ، مع تقبل خططهم وأفكارهم دون الاستهانة بها ,والحرص على الإجابة على أسئلتهم مما يساعد على اكتساب معلومات جديدة أثناء اللعب ,كما يساعد على تقوية الصلة بين الأبوين والأولاد .
115- الإسراف في تقديم اللعب للأطفال، وكذا الإقلال من اللعب كلاهما يمكن أن يكون مفسدا للطفل .
116- تخصص أماكن معينة لأنواع اللُّعب المختلفة بحيث تكون في متناول يد الأطفال .وعلى الأم - أو الأب- أن تطلب من أطفالها جمع لعبهم عند الانتهاء من استعمالها, وإعادتها إلى مكانها ,وكذا على الأبوين أن يعودا ولدهما على النظام في كل شيء .
117- لَعِبُ الطفلِ بدون حذاء مفيدٌ له من الناحية الصحية بشرط أن يلعب على أرض منبسطة ونظيفة ,وأن يكون ذلك بين الفينة والأخرى .
118- من العادات السيئة لدى الطفل إدخال الإصبع في الأنف بدون ضرورة ,فاعملا من أجل تخليصه منها بالتي هي أحسن.
119- المبالغة في رعاية الطفل عندما يمرض قد تصيبه بالاكتئاب وسرعة الانفعال ,كما أن إهماله غير مقبول بالمرة ,وكما جاء في الأثر : (خير الأمور أوساطها ) .
120- مما يراعى في التعامل مع الطفل عند الامتحان,خاصة في الفترة التي نتحدث عنها ,أي ما قبل سن ال 14 سنة :
* ينبغي أن يكون موقف الأسرة باعثا على الاستقرار والأمان النفسي .
* يجب أن نخفف من إلقاء الأوامر المستديمة على الطفل بالمذاكرة .
* يُطلب من الوالدين أن يبعدا الصغيرَ عن المشاكل الأسرية .
* ينبغي عدم المبالغة في الحديث عن مكافئات النجاح لأننا بذلك نزيد من شعوره بالخوف والرهبة من الامتحان من حيث نظن أننا نفعل العكس .ومن الأفضل أن يُشعَر الطفل أن الامتحان ما هو إلا ثمرة طبيعية لمجهوده الشخصي ولتحصيله الخاص طوال العام الدراسي, وأن يتم إفهامه مع ذلك أن بيده الأسباب وأن النتائج على الله وحده .
* تجنب- أيها الأب وأيتها الأم- أن تسأل طفلك خلال أيام الامتحان تفصيلا عن إجاباته ثم تأنيبه على ما يمكن أن يكون قد قصَّر فيه ، ولكن شجعه دائما وبُثَّ في مشاعره الثقة في نفسه الصغيرة ,وعليك بالاكتفاء بسؤال قصير وبسيط عن الامتحان,فإذا أجاب بأنه أخطأ في بعضه ، فشجعه على أن يعوض ما فاته في الامتحان التالي.
121- يجب أن لا تضع الأم الطفل في سريره للنوم نهارا أو ليلا وهي ترضعه من القنينة إذا حدث أنه يقتات على الرضاعة من القنينة ,وذلك خوفا من اختناقه المفاجئ .
122- لا تنسيا أن بكاء الطفل الصغير في حالة عدم وجود أعراض تدل على خلل في صحته (وبسببها هو يبكي) قد يكون دليلا على أنه مدلل .
123- لا تكلما الطفل- عندما يقترب سنه قليلا من السابعة أو يزيد عليها قليلا- كلام الأطفال الذي لا معنى كبير له ,بل كلماه وكأنكما تكلمان عضوا كبيرا من أعضاء العائلة. كلماه كأنه يفهم كل ما تقولانه له لأن ذلك يفرحه ويقوي اعتزازه بنفسه ,فضلا عن أنه في حقيقة الأمر قد يفهم منكما ولو في هذا السن أكثر مما كنتما تتوقعان منه أن يفهم .
124- اسألا طفلكما بين الحين والآخر أسئلة في الدين أو في الدنيا ,وصححا له الخطأ في أجوبته ,لكن لا بأس –ولو بين الحين والحين وبعيدا عن المبالغة- أن تعلماه بأن أجوبته تنم عن ذكاء ونشاط ,وأنكما لذلك تفتخران به.
125- لا تُصَيِّرا من ولدكما لعبة للتسلية ,لأنه إنسان وهو عماد مستقبل البلاد بإذن الله .
126- لا تسمحا للطفل أن يشعر أنه محط اهتمامكما الزائد به ولا أنه محط ازدرائكما له .
127- لا تعرضاه على الآخرين مفتخرين,واعلما أن ذلك يمكن أن يزرع فيه الكبْر,وأن يزرع في الآخرين الغيرة أو الحسد .واعلما كذلك أنه كما أن لكما ولد فإن للغير كذلك أولاد.
128- لا تسمحي للطفل أن يأكل شيئا إلا في أوقات الأكل المعينة والمحددة ,ولكن هذا قد لا يصلح إلا بعد دخول الولد إلى المدرسة أي بعد السادسة من عمره ,حيث تبدأ المدرسة في تعليمه وإلزامه بالنظام وحيث يصبح الطفل أقدر على التَّحكُّم في إرادته وعزيمته وفي..بطنه.
وفيما يلي مسائل مختلفة ومتفرقة ,مبعثرة وبسيطة,بعضها أكثر أهمية من بعض لكنها كلها مهمة ومهمة للغاية بإذن الله, أقدمها بين يدي كل زوجين وكل والدين ,سواء على سبيل التعليم أو على سبيل التذكير, عسى أن يستفيدا منها اليوم أو غدا أو بعد غد.وأشير هنا إلى أن النصائح والتوجيهات الموجهة عموما للزوجين أو للأبوين متعلقة بتربية الأولاد في الفترة ما بين الولادة وسن الرابعة عشر أو سن البلوغ للذكر أو للأنثى ,وأنا لم أذكر- بالنسبة لأغلبية المسائل- السن المقابل أو المناسب لكل نصيحة أو توجيه,حتى تبقى عامة يمكن أن يستفيد منها كل زوج أو زوجة,وكل أب أو أم,كل واحد منهما على حسب فهمه وعلى حسب قدراته وعلى حسب إمكانيات ولده أو ابنته البدنية والنفسية والعقلية والروحية .
أما المسائل التي ذكرتها مرتبطة بسن معين للطفل أو بفترة معينة من عمر الطفل ,فإنني في أغلبها أنقل من علماء ,وفي البعض والقليل منها أذكر رأيي المتواضع,لكن ربط النصيحة والتوجيه بسن معين أو بفترة معينة يبقى نسبيا إلى حد كبير :
- لأن الإنسان عالم معقد .
- ولأن علم التربية من العلوم الإنسانية وأحكام العلوم الإنسانية فيها من النسبية ما فيها .
- وقبل ذلك كله وبعد ذلك كله لأن هذا الربط لم يرد فيه كتاب أو سنة أو إجماع .
والله الموفق والهادي لما فيه الخير أولا وأخيرا .
لكن قبل ذلك أحب أن أنبه-من باب الصراحة الزائدة ,وحرصا على الأمانة العلمية,وإبراء للذمة أمام الله وأمام الناس,وعلى سبيل التذكير أو التعليم-إلى جملة ملاحظات أساسية ومهمة جدا :
الأولى : ليس شرطا أن يطبق الأبوان كلَّ ما ذُكر في هذه الرسالة من مسائل ,وإنما يجتهدان على أن يطبقا ما استطاعا من ذلك, فقد أطبِّق أنا البعضَ مما أقدرُ على تطبيقه منها ويطبقُ غيري البعضَ الآخر مما يستطيع تنفيذُه منها (والسبب في ذلك عوامل كثيرة جدا من الصعب إحصاؤها )ولا يجوز أن ألوم أنا هذا الآخر,ولا يجوز للآخر أن يلومني .أما أن أطبق أو يطبق غيري كلَّ ما ذُكرَ فيكاد أن يكون ذلك أمرا مستحيلا .
الثانية : ما يقال من أنه "كما يكون الأبُ يكون الابنُ " ليس صحيحا 100 % , وإلا لما كان بن سيدنا نوح-صلى الله عليه وسلم- كافرا مع أن أباه كان نبيا ورسولا . والتاريخ مليء بالشواهد على صحة ما أقول ,فما أكثر ما رأينا وسمعنا عن علماء وصالحين لكن أولادهم كفار أو على الأقل فسقة وفجار,والعكس صحيح أي ما أكثر الكفار أو الفساق الذين خرج من صلبهم مؤمنون صالحون أتقياء .إن الأب-أو الأم-لا يلام ولا يحاسب بإذن الله على انحراف ابنه أو ابنته إلا إذا قصر في التربية والتعليم والتأديب والنصح والتوجيه, أو قصَّر في إعطاء القدوة الحسنة لأولاده .أما إذا فعل ما عليه ثم انحرف ابنه أو ابنته فإن ذمته بريئة عند الله تعالى,ولا لوم عليه ولا عتاب ولا توبيخ ولا...
الثالثة : ليس صحيحا بالمرة ما يقال من أن "الطفل الصغير صفحةٌ بيضاء تكتبُ عليها ما تشاء",بل إن الإنسان –والطفلُ إنسانٌ –كائن معقد للغاية على خلاف الجمادات والنباتات والحيوانات.
صحيح أن التربية في الصغر أسهل بكثير من التربية في الكبر,لذلك قال النبي- صلى الله عليه وسلم- عن فترة الصغر: (كل مولود يولد على الفطرة,فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه), لكن هذا شيء والقول بأن الطفل- وهو صغير- نفعلُ منه ما نشاء وكيفما نشاء شيء آخر.
ويحضرني هنا قول لزوجة الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" والتي تسمى "هيلاري"عن تربية الطفل :" Il faut tout un village Pour éduquer un enfant "
أي أنه "تلزم قرية بكاملها من أجل تربية طفل واحد". والله وحده المستعان أولا وأخيرا . 1- إن من واجباتكما في مجال تربية الأولاد وحسن رعايتهم : مراقبة أولادكما ومتابعة نشاطاتهم, واختيار الرفيق الصالح والكتاب النافع لهم,وحل مشكلاتهم عن طريق الإقناع وبالتي هي أحسن.
وهذا يستلزم منكما أن تُعدا نفسيكما إعدادا مستمرا، وأن يكون لكما اطِّلاعٌ واسعٌ على أساليب التربية الصحيحة .
2- علما أولادكما القرآن الكريم والسنة الشريفة .
3- اختنان الذكور من أولادِكما من الصغر, فإن الاختتان من سنن الإسلام .
4- مرا أولادكما بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضرباهم عليها وهم أولاد عشر سنين- كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- ولا تتهاونا في ذلك فتأثمان .
5- من الجهل بمكان أو من المخادعة بمكان أن نَقول للمرأة المستقرة في بيتها :أنتِ مسكينة لأنكِ عضو مشلول لا دور له في الحياة . إن هذا الكلامَ لا يصحُّ من جهات عدة :
أولا :لأن مهمة تربية الأولاد (مع الإشراف على خدمة الزوج والبيت والأولاد) أعظم وأخطر مهمة في الحياة ,لأنه باستقامتها يستقيم كل شيء وباعوجاجها يعوج كل شيء . والرجل في عمله خارج البيت يتعامل مع جمادات ,أما المرأة فتتعامل مع الإنسان الذي كرَّمه الله وفضله على سائر مخلوقاته و"الأنبياء - كما يقال- ربتهم نساء" و"وراء كل رجل عظيم امرأة" ,وهذه حقيقة لا مكان فيها للمجاملة.وشتان بين هذه المهمة وتلك .
ثانيا:لأن الذين يقولون هذا الكلام يكيلون بمكيالين ,فإذا اعتبروا أن المرأة مشلولة إذا لم تعمل خارج البيت ,فلماذا لا يقولون عن الرجل - لأنه لا يعمل داخل البيت- بأنه مشلول لماذا ؟ أجيبوني يا ناس؟
6- اختارا لأولادكِما الأسماء الحسنة ,فإن ذلك من حقوق الأولاد على الآباء والأمهات.
7- لا تفضلا الذكور من أولادِكما على الإناث,فإذا فعلتما ذلك كان الواحد منكما كمن يحتقر نفسَهُ ,فضلا عن أن هذا من بقايا الجاهلية التي يُفترضُ أن الدهر أكل عليها وشرب .
8- أدِّبا أولادكما وكلِّفاهم من الصغر بفضائل الأعمال ليتعودوا عليها بسهولة في الكبر.
9- يجب المساواة بين الأولاد في العطية ولا يجوز تفضيل واحد منهم على الآخر.
10- على الزوجين الاتفاق بينهما دوما على الأساليب الأنسَب لتربية الأولاد ,وعليهما أن يعلما أن الاختلاف مضر بهم وبأخلاقهم ,وأن السفينة التي يقودها ربانان مختلفان ستغرق حتما في النهاية .
11- المطلوب الإسراع في تزويج البنات أكثر من الإسراع في تزويج الذكور :
ا- لأن عدد النساء أكثر من عدد الرجال.
ب- ولأن المرأة مطلوبة والرجل طالب والمرأة مخطوبة والرجل خاطب.
ج- ولأن أغلبية الأعذار التي تعتذر بها الفتاة –عادة- عن عدم استعدادها للزواج واهية.
د- ولأن الأفضل شرعا ومنطقا وعادة أن يكون عمر الزوج أكبر من عمر الزوجة .
12- كما تهتمان ببطون الأولاد وبلباسهم وشرابهم وفراشهم وغطائهم وسكنهم, اهتما كذلك وأكثر بدينهم وأدبهم وأخلاقهم وأمانتهم .
13- الاحتفال بعيد الميلاد بدعة مرفوضة شرعا ودخيلة علينا من اليهود والنصارى –سواء كان حكمها الكراهة أو التحريم- . فعليكما أيها الأبوان أن لا تتركا الأولاد يفرضونها عليكما تحت ضغط المجتمع والشارع ووسائل الإعلام وعلى رأسها التلفزيون و..البعيدة جدا عن الإسلام .
14- علما طفلَكما النطقَ ب "لا إله إلا الله محمد رسول الله" من الصغر فإنها خير وبركة ,فضلا عن كونها مفتاح الجنة والمنجية من النار.
15- اغرسا محبة الله والإيمان به والطمع في رحمته والخوف من عذابه في قلب الولد من الصغر.
16- رغِّبَا الأولاد في الجنة وصفا لهم أهلها حتى يكونوا منهم ,وحذراهم من النار وصفا لهم أهلها كذلك حتى يبتعدوا عن صراطهم .
17- علما أولادكما أن يسألوا الله وحده وأن يستعينوا به وحده ,وحذراهم من الشرك به سبحانه وتعالى ,سواء الشرك الأصغر (الذي يعتبر معصية وصغيرة من الصغائر) أو الأكبر (الذي يعتبر كفرا مُخرجا من الملة ) .
18- حذرا أولادكما من الكفر والسب واللعن والشتم والكلام البذيء ,وأفهماهم بلطف أن كل ذلك إما كفر وإما معصية تُغضب اللهَ وهي حرام في الحالتين , وأن اللسان السيئ وراءه غالبا قلب سيئ .وعليكما أن تكونا قدوة حسنة في ذلك .
19- حذرا الأولاد من الميسر بأنواعه ولو كان للتسلية ,وأفهماهم أن بعض الميسر(الذي لا يكون فيه تعامل مع المال) وإن لم يكن حراما حرمة صريحة فإنه قد يؤدي إلى الحرام .
20- امنعا أولادكما من التفرج على المجلات الخليعة,والصور المكشوفة والعارية للنساء ,والقصص البوليسية والجنسية الهابطة . وامنعاهم كذلك من التفرج على مثل ذلك من خلال الأفلام والأشرطة في السينما والتلفزيون لضررها المؤكد على أخلاقهم في الحاضر وفي المستقبل ,ولأن هذا التفرج وتلك المطالعة من جهة أولى وأخيرة حرام .
21- حذرا الأولاد من التدخين وانصحاهم بأكل ما حل ولذ وطاب عوض شرب هذا الدخان الخبيث ,وأعلماهم أنه لا شيء معروف حتى الآن في دنيا الطب والصحة يقتل البشر مثلما يقتل الدخان,لكن هذا القتل بطيء لذلك انخدع به الكثير من الناس –خاصة الرجال-
22- عودا الأولاد الصدقَ قولا وعملا, ولا تكذبا عليهم ولو كنتما مازحين.وإذا وعدتما فلتفيا بوعديكما أمامهم أو بعيدا عنهم ,وذكراهما أن الكذب في الحديث وإخلاف الوعود من صفات المنافقين .
23- لا تُطعما أبدا أولادكما من المال الحرام مثل المال الذي يأتي من الرشوة والسرقة والربا والغش و.. .
24- لا تدْعِيا على أولادِكما بالهلاك والضلال والويل والثبور.. لأن الدعاء قد يستجاب بالخير وقد يستجاب بالشر ,وربما يزيدهم الدعاء ضلالا إن كانوا قبل الدعاء ضالين.ويفضل أن تقولا لولدكما (أصلحك الله) مثلا.أما الدعاء عليهما باللعنة فهو أشد حرمة مما ذُكِر سابقا.
25- رغبا ابنتكما بالستر من الصغر لتلتزم به بسهولة في الكبر .
26- حذِّرا ثم حذِّرا الأولاد من شرب الخمر,فإنها أم الخبائث.ولقد حرمها الله وحرمها النبي
- صلى الله عليه وسلم - صراحة في الكتاب والسنة .
27- علموا - أيها الآباء وأيتها الأمهات- الأولاد من أجل أن يلتزم كل جنس بلباسه الخاص ليتميز به عن الجنس الآخر، وأن يبتعدوا عن لباس الكفار وأزيائهم كالسراويل الضيقة للذكور وتطويل الأظافر للذكور وللإناث وإطالة شعر الرأس للذكور.
28- عودوا الطفل على استعمال اليد اليمنى في الأخذ والعطاء والأكل والشراب والكتابة ،
وعلموه التسمية أولَ كلِّ عمل طيب خصوصا الطعام والشراب,وأن يكون ذلك من قعود أو جلوس، وأن يقول"الحمد لله " عند الانتهاء من ذلك .
29- عودوا الطفل على النظافة بحيث يقص أظافره ويغسل يديه قبل الطعام وبعده، وعلموه استعمال الماء للاستنجاء أو استعمال الورق بعد البول –إن لم يجد ماء- لتصِحَّ صلاتُه ,ولا يُنجِّس لباسَه .
30- تلطفوا في نصح الأولاد سرا ، ولا تفضحوهم إن أخطأوا .أقول :"أخطئوا "ولا أقول :"ارتكبوا خطيئة" لأن الولد حتى ولو خالف أوامر الله أو فعل ما نهى الله عنه ,فإنه يعتبر مخطئا لا خاطئا ما دام لم يكلَّف بعد .
31- مروا أولادكم بالسكوت عند الأذان ,وإجابة المؤذن بمثل ما يقول إلا عندما يقول المؤذن :"حي على الصلاة " و "حي على الفلاح " يطلب من الولد أن يقول :" لا حول ولا قوة إلا بالله " ,ثم قراءة دعاء الوسيلة بعد الأذان .
32- اجعلوا لكل ولد فراشا مستقلا إذا أمكن ، وإلا فلحافا (غطاء ) مستقلا ، والأفضل تخصيص غرفة للبنات وغرفة للبنين إذا كانت إمكانيات الأبوين تسمح بذلك،وذلك حفاظا على أخلاقهم وحيائهم .
33- عودوا الولد على ألا يرمي الأوساخ في الطريق وأن يرفع ما يؤذي عنه .
34- حذروهم من رفقاء السوء ,وراقبوهم ولو من بعيد .
35- خصصوا جلسة للأولاد،تقرءون فيها عليهم ما من شأنه أن يتعلموا به دينهم من كتاب أو مجلة أو جريدة أو..
36- ربوهم على الشجاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وألا يخافوا إلا الله,وعلموهم أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها مهما كانت النفس شجاعة أو جبانة.
37- اغرسوا في الأولاد حب الانتقام من اليهود الذين احتلوا ما احتلوا من الأرض الإسلامية ودنسوا ما دنسوا من حرمات للمسلمين,وكذا من أعداء الله ورسوله الذين حاربوا الله ورسوله وما زالوا يحاربونهما؛ وعلموهم من الصغر الغيرة على دينهم .
38- اشتروا قصصا تربوية إسلامية مفيدة,وضعوها تحت تصرف الأولاد لينتفعوا بها.
39- قبل أن تصبحي- أختي المتزوجة- أما,إقرئي كتبا تتعلق بالطفل وقضايا التربية ,فإن طفلك أمانة في عنقك وقلبَه جوهرة خلقها الله وترك صياغتها لكِ ولزوجكِ في المستقبل,فانظري على أي شكل تصوغينه وتصوغين شخصيته .وما يقال لأم المستقبل يقال مثله لأب المستقبل لأن مسؤوليتهما مشتركة في تربية الأولاد.
40- على الوالدين أن يبعدا أولادهما وخاصة الإناث عن الأجواء الخبيثة قبل أن يركنَّ إليها. إنه لا يجوز أبدا أن نقول : ( إنهن سينفرن منها ويهجرنها عندما يستنشقن رائحتها الكريهة), لأن الرائحة الخبيثة لا يتألم ولا ينفر منها إلا البعيد عنها.
41- تربية الطفل مهمة,وأهم من ذلك تربية البنت سواء من حيث الأجر عند الله أو من حيث الفائدة المرجوة .قال المنفلوطي رحمه الله :" أيها المحسنون .والله لا أعرف لكم بابا في الإحسان تنفذون منه إلى عفو الله ورحمته أوسع من باب الإحسان إلى المرأة .علِّموها لتجعلوا منها مدرسة يتعلم فيها أولادكم قبل المدرسة ,وأدبوها لينشأ في حجرها المستقبل العظيم للوطن الكريم" .
42- يستحب أن يُتصدقَ بوزن شعر المولود ذهبا أو فضة,سواء عقَّ عنه الوالدان أم لا.ويستحب أن يكون ذلك في سابع الولادة سواء كان المولود ذكرا أم أنثى.
43- الختان سنة للذكور روى ابن حبيب من المالكية :"هو من الفطرة,لا تجوز إمامة تاركه اختيارا ولا شهادته"قال الباجي :"لأنها (أي الشهادة) تبطلُ بترك المروءة".
44- إن أسلم بالغٌ طُلِب منه الختان.فإن خاف على نفسه,قال بن عبد الحكم من المالكية :"إنه يترُك الختان" وقال سحنون:"يلزمه أن يختتن"(أي ولو خاف) .
45- إن وُلد مختونا فقيل:"يجرى عليه الموسى,فإن كان فيه ما يُقطع قُطع".وقيل:"قد كُفيَ المئونة".
46- يُكره أن يختنَ المولودُ يوم ولادته أو سابعه,قال المالكية:"لأنه من فعل اليهود وليس من عمل الناس.,وقيل :"يختن يوم يطيقُه",والمعروف طبيا أن الولد يطيق الختان حتى وهو بن بضع أسابيع.
47- يسمَّى المولودُ يوم سابعِه,ويمكن أن يسمى في اليوم الذي يولد فيه.
48- يستحبُّ تحنيك الطفل في اليوم الأول من مولده .و التحنيك هو دلك لثة المولود بمعجون الثمر دلكا خفيفا .
49- يستحبُّ أن يُؤذن في أذن المولود اليمنى وأن يُقام في أذنه اليسرى في اليوم الأول من مولده .
50- يُعوَّد الطفل على الصلاة في وقتها منذ سنِّ السابعةِ ,ويبين له فوائد ذلك .
51- يوزِّع الآباء حنانهم وابتساماتِهم واهتمامَهم ومداعباتهم وأوقاتهم وأموالَهم بين أولادهم وبناتهم بالعدل ,حتى لا تتكون أسرة من الأعداء .
52- جيدٌ أن تكون أولُ كلمة يسمعها الطفل في حياته هي كلمة التوحيد: لا إله إلا الله .
53- يُبصَّر الطفلُ أولا بأول بالحلال والحرام وحدودهما ,مع مراعاة استعداداته للفهم وكذا للتطبيق ,ويذكر بحديث النبي- ص- وبمعناه : (إن هذا الدين متين ,فأوغلوا فيه برفق) .
54- يُعوَّد الطفل على الصوم من الصغر- ولو حُسِبَ له تطوعا- بقدر ما يستطيع ,بعيدا عن الإفراط والتفريط .
55- يُربَّى الطفل على قراءة القرآن وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ سيرته وسير أعلام الإسلام , حتى يجتهد في التأسي بسلوكهم .
56- يجنب الأولاد اقتناء الكتب والمجلات والجرائد المسمومة (فكريا وعقائديا) وكذا التي فيها صور نساء عاريات,.
57- كمبدأ عام في علاج عادات الطفل السيئة,يحاول الوالدان تطبيق مبدأ الإحلال.فإذا كان للطفل عادات سيئة يُصرُّ عليها,فإن أفضلَ طريقة لإصلاحها هو استبدالها بعادات أخرى طيبة. مثلا الطفل الذي يضعُ إصبعه في فمه يُتعامل معه وكأنه لا يقصدُ ذلك ,فيقال له:"أنتَ لا تعني ذلك" ثم يطالب بأن يتوجه لغسل أصابعه حتى تكون نظيفة .وليعلم الأبوان أن تكرار ذلك من شأنه أن يزرعَ فيه عادةَ النظافةِ ,فيملُّ من وضع إصبعه في فمه ويتوقف عن ذلك .
58- في مرحلة الرضاعة تبعد يدُه عن فمه أولا بأول أو يوضَع على إصبعيه مادة كريهة حتى ينفرَ منها حين يلعقُهما, أو يحاول الأبوان وضع شيء آخر في يده ليتلهى به.
59- بالنسبة لبعض العادات السيئة الأخرى يجب إصرار الوالدين على تنفيذ أوامرهما إذا نطقا بها حتى لا يعتاد الطفل العصيانَ ,وهذا يقتضي أن يطلبا منه ما يستطيعه :"إذا أردت أن تطاع فاطلب ما يستطاع ".ولابد من الرَّدع بالضرب الحاني الخفيف على اليدين إذا تمادى الطفلُ على العصيانِ حتى يتعود الطاعةَ .
60- لا يجب أن يُسأل الطفلُ عما يرغب فيه من الأطعمة حتى يتعود على أن يأكل ما يُقدم له. وإذا رفض هذا الأكل أو ذاك, فالأفضل أن لا يقدمَ له- في الغالب- غيرُ ذلك الأكل ,وسيضطر إلى أكله حين لا يجد بديلا سريعا يقدم له .صحيح أن الوالدين يجب أن تكون لهما بعض المرونة التي تجعلهما يراعيان في بعض الأحيان مزاج الطفل ورغباتِه الخاصة ,لكن بدون مبالغة وعلى اعتبار أن هذا استثناء وليس أصلا.
61- يجب عدم الإكثار من الحديث عن الطفل أمامه حتى لا ينمو فيه الشعور بالذات (ومحبة الإعجاب بالنفس) الذي يمكن أن يتحول إلى لون من ألوان الأنانية بعد ذلك .
62- يمكن تعويد الطفل بعد سن السنتين تذوق الطبيعة وتأمل جمال مناظر الغروب والشروق والأرض والسماء والأشجار والأنهار والبحار والشمس والقمر و.. بالحديث عنها أمامه ولفت نظره إليها,وتنبيهه دائما أن هذا من قدرة الخالق ورحمته بنا سبحانه وتعالى,والذي سخر للإنسان الجمادات والنباتات والحيوانات وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا .
63- من الطرق المفيدة في علاج عناد الأطفال تحسيسه بالخسارة الذاتية. فإذا كسَّرَ لعبتَه مثلا لا داعي لعقابه دائما على ذلك ,بل يكفي أن يلام لوما خفيفا, ثم لا تُصَلَّح له اللعبة لمدة طويلة أو قصيرة حتى يحس بالخسارة التي سبَّبَها لنفسه ,وهكذا ..
أما تكرار كلمات الوعيد والتهديد والعتاب واللوم والتوبيخ فإنها تَفقدُ مفعولَها مع الأيام .
64- بعد إطفاء النور لا يُترك الطفل- وهو صغير سنه لا يتجاوز العامين - وحده ,ويستحسن جلوس أحد بالقرب منه يُطَبطِبُ على ظهره .
وبعد سن العامين يمكن أن تحاول الأم قضاء بعض أمور منزلها والطفل نائم بالقرب منها حتى يشعر أنها بجانبه دائما.وإذا صرخ طالبا هدهدتها فلا تنتبه لهُ دوما بل تتعمد في بعض الأحيان أن تحدثِّه في موضوعات أخرى غير موضوع نومها إلى جواره ,حتى ينام وينام بعيدا عن غرفة نوم والديه .
65- الدواء العظيم الذي يتركُ أثرَه الكبير على صحة الطفل النفسية وبالتالي يُصلِح من عاداته ويصبح عاملا من عوامل الراحة الدائمة للطفل في البيت وفي غيره هو صلاة الأبوين أمام الطفل, وما يصحبها من لحظات هادئة خاشعة لا بد أن تترك بصماتها العميقة في نفس الطفل حتى قبل أن يتكلم .
66- لا يجوز أن يعامل الزوج الزوجة معاملة سيئة خاصة وهي حامل,وإلا تأثَّر الجنينُ بذلك تأثرا سيئا.
67- إذا وُلد الطفلُ تلقاه الأب والأم بمنهج خاص يختلف عن المنهج الذي يتلقى به غير المؤمنين أولادهم:التسمية ،العقيقة (إن كانت ممكنة ماديا)،التحنيك ,الأذان والإقامة ،الحلق.
68- يجب تنظيم فترات الطعام للطفل ,خاصة بعد أن يكبر الطفل ويدخل إلى المدرسة , كما يجب اختيار التغذية الصحية للطفل .
69- إذا قُدِّم ما هو حلو للطفل, فيجب أن لا يكون ذلك كثيرا.وليعلم الأبوان أن الحلويات للطفل مفيدة ومضرة في نفس الوقت ,وأن هناك فرقا واضحا للغاية بين السكر الطبيعي الموجود في العسل أو في الفواكه مثل التمر والبرتقال وغيرهما (والذي يعتبر سكرا طيبا ومفيدا للغاية للصغار وللكبار في آن واحد مهما أكثر الشخص منه),والسكر الاصطناعي الأبيض الذي يباع في أسواقنا (والذي تعتبر سيئات الإكثار منه أكثر بكثير من حسنات هذا الإكثار).
70- المطلوب تعويد الطفل على غسل أسنانه قبل النوم وبعد الأكل,أو يُعوَّد على أن يغسلَ أسنانه بعد الأكل مباشرة, أو يُعود على الأقل أن يغسلها مرة واحدة كل 24 ساعة .
71- يعلَّم الطفل :الوضوء والصلاة بشروطهما وأركانهما,بدءا من سن السابعة, ويُعلَّم آداب المسجد ليصلي فيه الصلاة جماعة ,ويراقب أثناء الالتزام بكل ذلك سواء تم ذلك في البيت أو في المسجد .
72- يجب استعمال الترغيب والترهيب مع الأولاد, ولا يُقبَل الاكتفاء بالترغيب فقط (وإن كان الترغيب هو الأول والأصل وهو الأولى والأفضل) ,لكن كما أن الترغيب مطلوب في موضع فإن الترهيب مطلوب في موضع آخر.
73- يمكن أن يعاقَب الولدُ بالضرب, إذا ارتكب مخالفة كبيرة وجهر بها وأصرَّ عليها ولم ينفع معه مادون الضرب من مقدمات ومن عقوبات.
74- يجب التفريق بين الطفل والطفل وبين الطفل والطفلة وبين الطفلة والطفلة في المضجع (بحيث لا يكون اثنان في لحاف واحد :فوق فراش واحد وتحت غطاء واحد,وذلك ابتداء من السنة العاشرة من عمر الولد ذكرا أو أنثى.
75- على الوالدين أن يتفقا على منهج موحَّد بينهما في التربية الإسلامية, وإلا خرجَ الطفلُ ولَدَيه انفصام في شخصيته لا يدري مع من يكون :هل يكون مع أبيه أو مع أمه .
76- لا يجوز أن يترك الوالدان تربية أولادهما إلى غيرهما- إلا عند الضرورة التي تقدَّر بقدرها- لأن هذا من عملهما ومن واجبهما ومن حقهما- في نفس الوقت- لوحدهما.
77- على الأب والأم أن يقرءا ويتعلما سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وآدابه ومنهجه في التربية,قبل وأثناء إقبالهما على تربية أولادهما ,لأنهما لا يستطيعان أن يُعلِّما إلا إذا تَعلما .
78- استقرار الزوج والزوجة في حياتهما الأسرية له الأثر البالغ في تربية الأولاد.فالأسرة الهادئة الراضية المطمئنة ينعكس هدوئها ورضاها واطمئنانها على أولادها.
79- إذا أردت أن تعرف نظافة الأم فانظر إلى أولادها (والحديث دوما عن الغالب لا على الكل) وإذا أردت أن تنظر إلى ديانة الأسرة فانظر إلى أولادها ,فعلى الأبوين إذن أن يراعيا ذلك .
80- يعود الطفل منذ الصغر على الادخار.
81- كما يربى الطفل على القناعة على اعتبار أنها كنز لا يفنى,وعلى الإيمان بأن الرزق مُقدر ومكتوبٌ ,وأنه على العبد أن يسعى وأن يبذل الجهد وعلى الله الباقي .
82- على الحامل بالدعاء لولدها وهو في رحمها بالليل والنهار,وتقول مثلا :(اللهم إني أعيذه بك من الشيطان الرجيم)،(اللهم اجعله من الصالحين) ،(اللهم ارزقه الشهادة في سبيلك بعد طول العمر وحسن العمل) ،(اللهم اجعله قرة عين لي ولوالده ولاخوته ولجميع المؤمنين)، (اللهم سهل حمله وسهل وضعه ويسر له السبيل في الدنيا وفي الآخرة ) –آمين- .
83- هناك قدر من الحب والرعاية من الوالدين لولدهما لابد منه .والزيادة فيه كالنقص منه كل منهما مُفسدٌ للطفل ومدمِّرٌ له .
84- لا يليق أن يقف الوالدان أمام الطفل موقف المتعارضين في أي أمر, وخاصة ما يتعلق بموقفهما منه اتجاه مخالفة ارتكبها في حق الله أو في حق الغير من البشر أو في حق نفسه .
85- قد يغفر الطفل للآخرين أن يكذبوا أو يغشوا أو يسرقوا,وقد لا يتأثر بهم إلا قليلا,وقد لا يتأثر بذلك إطلاقا. ولكن لن يغفر بأي حال من الأحوال لوالديه أن يفعلا شيئا من ذلك.وليعلم الوالدان أنه لا يمكن أن يمر شيء من ذلك على الولد بدون تأثير عميق في نفسه قد يبقى في نفسه بقية العمر بدون أن يتغير,فليحذرا ذلك حذرا شديدا.
86- السرقة والكذب هما أكبر انحرافات الطفل حدوثا أو أكثر حاجة إلى الجهد من الوالدين حتى يعبر الولد طريق الطفولة بسلام.
87- قد يُلزَم الطفل بفعل شيء وترك آخر حتى بدون إقناع,حين تعجز مداركه عن معرفة الحكمة أو تلتوي به طباعه عن قبولها.ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نعلق تنفيذ الأمر على اقتناع الطفل.
88- التربية بالمثوبة تأتي قبل التربية بالعقوبة .والعقوبة المعنوية مقدمة(بحرمانه من شيء عزيز مثلا)على العقوبة الحسية (بضربه مثلا).
89- يجب الفصل الكامل بين أداء العمل الضروري (الواجب شرعا كالصدق أو عرفا كقضاء حاجات للبيت أو..) وبين اشتراط الثمن له من أي نوع ,أي أنه لا يُقبل من الوالدين أن يقولا لولدهما :"اصدق ونعطيك كذا" .أما الأعمال التطوعية فلا بأس من أن يظل التشجيع عليها قائما ولو في صورة ثمن مشروط ,مع ضرورة الوفاء بالشرط وذلك كأن يقول الوالدان للولد :"إذا حفظت الجزء الفلاني من القرآن نعطيك كذا " .
90- في البداية تكون الحلوى أو اللعبة أو ..أداة لتشجيع الطفل على فعل أمر ما أو على تركه ,ثم يُنتقَل به درجة درجة مع مراحل النمو العقلي والنفسي,حتى يُنتهَي به إلى أعلى درجاته التي هي أعلى درجة للمنهج الإسلامي في التربية وهي: الفعل أو الكف عن العمل ابتغاء مرضاة الله بأن نقول للولد :"افعل كذا أو لا تفعل كذا لأن الله أمر به أو نهى عنه".
91- إن شعور الطفل بأن العقوبة توقٌع عليه للانتقام لا للإصلاح قد يحدث له انحرافا في نفسه .لذا علينا أن نشعره دوما أننا نعاقبه - إن عاقبناه- من أجل مصلحته هو أولا وأخيرا.
92- العقوبة درجات: تبدأ بالكف عن التشجيع وتنتهي بالضرب الموجِع . ولا ينبغي تخطي ذلك التدرج والبدء بالضرب مباشرة,سواء كان خفيفا أو موجِعا.
93- التهديد بالعقوبة خير من إيقاعها بالفعل.ولا ضرر من عدم تنفيذ العقوبة أحيانا بعد التهديد بها,ولكن عدم تنفيذ الوعد الموعود بالمثوبة أمرٌ شديد الخطورة في جميع الأحوال.
أي أنه يمكن أن نخوِّف ولا نعاقب بعد ذلك,لكن لا يجوز أن نعِد بشيء ثم لا نفي بعد ذلك بما وعدنا الطفل به.
94- من أبرز الأمثلة على التربية بالعادة في منهج التربية الإسلامية:شعائر العبادة وفي مقدمتها الصلاة,ومن أمثلتها كذلك كل أنماط السلوك وكذا الآداب والأخلاق الإسلامية.
وتكوين العادة عند الطفل في الصغر أهون وأسهل من تكوينها في الكبر .
95- العادة بقدر لزومها في التربية الإسلامية لها ضررها وخطورتها في الوقت ذاته, لأنها عُرضة لأن تحوِّل السلوك إلى أداء آلي خال من الإحساس بالباعث الحقيقي –ألا وهو طلب وجه الله- الذي هو الرصيد الحقيقي والثمين لذلك السلوك .
96- التربية بالقصة لون آخر من ألوان التربية ,وتزداد فائدة القصة كلما كانت معبرة أكثر .
97- الطفل في البداية يفهم النواهي أكثر مما يفهم الأوامر لذلك لا بد من التركيز في البداية على ( لا تفعل ) أكثر من ( افعل ) .
98- اذكرا للطفل أسماء الأشياء المختلفة الموجودة في الحجرة –في العامين الأوليين من عمر الطفل - حتى يضع يده عليه كلها ,ويصبح يميز الأشياء عندما تذكر الأم أو الأب أسماءها .
99- مهمٌّ جدا أن تعلِّم الأم طفلتها على مساعدتها في البعض من شؤون البيت بدءا من دخولها إلى المدرسة,وكذا يفعل الأب مع ابنه بدءا من السنة السادسة من عمره.
100- لا بأس - تربويا وفنيا- من استخدام الحيوان وإعطائه صورا إنسانية,كوسيلة تربوية مع الأولاد,ولا بأس من استخدام مخلوقات خارقة (خرافية)كذلك بشرط أن يكون لها مغزى ومعنى تربوي.
101- ينبغي أن يُبعد الطفلُ عن كل أمر يفزعه من الأصوات الشنيعة والمناظر الفظيعة والحركات المزعجة ،فإن ذلك ربما يؤدي إلى إفساد قوته العقلية أو إضعافها,فلا ينتفع بها كما ينبغي بعد كبره .
102- ينبغي أن تنتبه الأم لبكاء الطفل وصراخه,ولا سيما من أجل شربه الحليب إذا جاع، ولتعلم الأم أن ولدها ينتفع بذلك انتفاعا عظيما,ولا ينتفع بشيء مثل انتفاعه بالحليب إذا كان صغيرا وسنه لا يتجاوز السنتين .
103- ينبغي للمرضعة- سواء كانت أمّا أم لا- إذا أرادت فطام الطفل أن تفطمه بالتدريج،ولا تفاجئه بالفطام وهلة واحدة.
104- إن الأوامر الهادئة والمصحوبة بالشرح المبسط لأسبابها ومبرراتها،يمكن بها للأب والأم أن ينزعا من نفسية طفلهما الحاجة إلى تأكيد الذات باللجوء إلى العناد.
105- إذا كان لديكما طفل واحد,فيستحب أن تخصصا يوما تقضيانه –بين الحين والآخر- بعيدا عن طفلكما,على أن يُترك مع شخص آخر يرتاح إليه الطفل.
106- تعمدي- أيتها الأم- أن ترفضي للطفل بعض الطلبات بدون إقناعه مرة, ومع إقناعه مرات بسبب الرفض بما يوافق تفكيره البسيط,وأقنعيه ولو بطريقة غير مباشرة أن من حق الوالدين أن يأمراه بما يشاءان(بعيدا عن معصية الله )ولو بدون إقناع في بعض الأحيان ,وأن عليه هو أن يسمع ويطيع.
107- من الضروري أن تكون اللعبة عند الطفل –عادة- هامة,وذلك بأن تختارا له اللعب التي تجعله يحافظ على حقوق غيره ,مثل اللعب التي لا تحدث ضوضاء شديدة ,واللعب التي ترسخ عنده حب الوطن والاستقامة. كما يجب عدم تقديم أية لعبة للطفل تسبب تلوثا في الجو المحيط بالطفل حتى يتعود على المحافظة على البيئة من حوله من صغره .ويجب أن تقنعاه دوما بما من شأنه أن يكوِّن عنده الاحترام الدائم للغير .
108- شجعا طفلكما على أن يصارحَكما بمتاعبه,وساعِداه على حلها,واستمعا إليه,ولا تعاملاه ببرود وعدم اكتراث
109- لا تقارنا بين طفلكما وأخيه أو أخته،وإنما يمكنكما أن تقارنا بينه وبين نفسه ،مثلا :بين حال الطفل في هذا العام وحاله في العام الماضي,حتى يشعر بقيمته ويدرك الصفات الحسنة التي اكتسبها على مر الأيام ويعرف ما اجتهد فيه وما قصر فيه .
110- لا تتعجلا نمو طفلكما واكتسابه العلم والحكمة ,فإن له سرعة خاصة لا يمكنه تجاوزها.
111- - لا يجوز تخويف الأولاد بالأكاذيب وبالأوهام وبالغول المزعوم وبالظلام.
112- الطفل الوحيد في الأسرة هو بحق مشكلة بسبب العناية الزائدة التي يحيطه بها الأبوان- عادة- في المنزل وكذلك أفراد العائلة الكبرى إن وُجدت.
ومثل هذه الحالة تظهر بصورة أوضح لدى البنت الوحيدة أكثر مما تظهر لدى الولد الوحيد.
113- يجب عدم تدخل الأبوين في شؤون الطفل عند لعبه إلا عندما يحين موعد الطعام أو الدراسة أو الانصراف من زيارة ما أو في حالة تعرضه للخطر أو.. وذلك لأن تركيز الجهد عند اللعب من أهم عوامل بناء الشخصية القوية للطفل.
114- يستحسن للكبار الخضوع لرغبة الصغار إذا طلبوا منهم اللعب معهم ولو بين الحين والآخر ، مع تقبل خططهم وأفكارهم دون الاستهانة بها ,والحرص على الإجابة على أسئلتهم مما يساعد على اكتساب معلومات جديدة أثناء اللعب ,كما يساعد على تقوية الصلة بين الأبوين والأولاد .
115- الإسراف في تقديم اللعب للأطفال، وكذا الإقلال من اللعب كلاهما يمكن أن يكون مفسدا للطفل .
116- تخصص أماكن معينة لأنواع اللُّعب المختلفة بحيث تكون في متناول يد الأطفال .وعلى الأم - أو الأب- أن تطلب من أطفالها جمع لعبهم عند الانتهاء من استعمالها, وإعادتها إلى مكانها ,وكذا على الأبوين أن يعودا ولدهما على النظام في كل شيء .
117- لَعِبُ الطفلِ بدون حذاء مفيدٌ له من الناحية الصحية بشرط أن يلعب على أرض منبسطة ونظيفة ,وأن يكون ذلك بين الفينة والأخرى .
118- من العادات السيئة لدى الطفل إدخال الإصبع في الأنف بدون ضرورة ,فاعملا من أجل تخليصه منها بالتي هي أحسن.
119- المبالغة في رعاية الطفل عندما يمرض قد تصيبه بالاكتئاب وسرعة الانفعال ,كما أن إهماله غير مقبول بالمرة ,وكما جاء في الأثر : (خير الأمور أوساطها ) .
120- مما يراعى في التعامل مع الطفل عند الامتحان,خاصة في الفترة التي نتحدث عنها ,أي ما قبل سن ال 14 سنة :
* ينبغي أن يكون موقف الأسرة باعثا على الاستقرار والأمان النفسي .
* يجب أن نخفف من إلقاء الأوامر المستديمة على الطفل بالمذاكرة .
* يُطلب من الوالدين أن يبعدا الصغيرَ عن المشاكل الأسرية .
* ينبغي عدم المبالغة في الحديث عن مكافئات النجاح لأننا بذلك نزيد من شعوره بالخوف والرهبة من الامتحان من حيث نظن أننا نفعل العكس .ومن الأفضل أن يُشعَر الطفل أن الامتحان ما هو إلا ثمرة طبيعية لمجهوده الشخصي ولتحصيله الخاص طوال العام الدراسي, وأن يتم إفهامه مع ذلك أن بيده الأسباب وأن النتائج على الله وحده .
* تجنب- أيها الأب وأيتها الأم- أن تسأل طفلك خلال أيام الامتحان تفصيلا عن إجاباته ثم تأنيبه على ما يمكن أن يكون قد قصَّر فيه ، ولكن شجعه دائما وبُثَّ في مشاعره الثقة في نفسه الصغيرة ,وعليك بالاكتفاء بسؤال قصير وبسيط عن الامتحان,فإذا أجاب بأنه أخطأ في بعضه ، فشجعه على أن يعوض ما فاته في الامتحان التالي.
121- يجب أن لا تضع الأم الطفل في سريره للنوم نهارا أو ليلا وهي ترضعه من القنينة إذا حدث أنه يقتات على الرضاعة من القنينة ,وذلك خوفا من اختناقه المفاجئ .
122- لا تنسيا أن بكاء الطفل الصغير في حالة عدم وجود أعراض تدل على خلل في صحته (وبسببها هو يبكي) قد يكون دليلا على أنه مدلل .
123- لا تكلما الطفل- عندما يقترب سنه قليلا من السابعة أو يزيد عليها قليلا- كلام الأطفال الذي لا معنى كبير له ,بل كلماه وكأنكما تكلمان عضوا كبيرا من أعضاء العائلة. كلماه كأنه يفهم كل ما تقولانه له لأن ذلك يفرحه ويقوي اعتزازه بنفسه ,فضلا عن أنه في حقيقة الأمر قد يفهم منكما ولو في هذا السن أكثر مما كنتما تتوقعان منه أن يفهم .
124- اسألا طفلكما بين الحين والآخر أسئلة في الدين أو في الدنيا ,وصححا له الخطأ في أجوبته ,لكن لا بأس –ولو بين الحين والحين وبعيدا عن المبالغة- أن تعلماه بأن أجوبته تنم عن ذكاء ونشاط ,وأنكما لذلك تفتخران به.
125- لا تُصَيِّرا من ولدكما لعبة للتسلية ,لأنه إنسان وهو عماد مستقبل البلاد بإذن الله .
126- لا تسمحا للطفل أن يشعر أنه محط اهتمامكما الزائد به ولا أنه محط ازدرائكما له .
127- لا تعرضاه على الآخرين مفتخرين,واعلما أن ذلك يمكن أن يزرع فيه الكبْر,وأن يزرع في الآخرين الغيرة أو الحسد .واعلما كذلك أنه كما أن لكما ولد فإن للغير كذلك أولاد.
128- لا تسمحي للطفل أن يأكل شيئا إلا في أوقات الأكل المعينة والمحددة ,ولكن هذا قد لا يصلح إلا بعد دخول الولد إلى المدرسة أي بعد السادسة من عمره ,حيث تبدأ المدرسة في تعليمه وإلزامه بالنظام وحيث يصبح الطفل أقدر على التَّحكُّم في إرادته وعزيمته وفي..بطنه.