المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاسب نفسك يا أخي، بعض الناس ينظر إلى عيوب الناس ولا ينظر إلى عيبه


أبو همام الجزائري
2015-01-23, 14:07
بسم الله الرحمن الرحيم
من كلام للعلامة الفقيه بقية السلف الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
. قال :حاسب نفسك يا أخي، بعض الناس ينظر إلى عيوب الناس ولا ينظر إلى عيبه فيتحدث عن الناس فلان مقصر وفلان
غافل وفلان كذا وفلان كذا . ولا ينظر إلى نفسه ويحاسب نفسه، نعم إذا رأيت على أخيك خطأً أو غفلةً ذكره ولكن أبدأ بنفسك ، ذكر نفسك أولاً(وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) ولا تنظر إلى ما قدمه الناس لآخرتهم فقط، أبدأ بنفسك ثم أنصح لغيرك حتى يقبل منك ما تقول وحتى ينفع الله بك ، أما الذي ينظر إلى عيوب الناس وينسى عيب نفسه فهذا مثل الشمعة تحترق وتضيء لغيرها، السراج يضيء لغيره وهو يحرق نفسه، فالذي ينظر إلى عيوب الناس ويحصيها عليهم وينسى عيوب نفسه هذا مثل السراج الذي يضيء للناس ويحرق نفسه، فعليك يا أخي أن تتقي الله في نفسك أولاً (وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) ثم قال جل وعلا في ختام الآية : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ ) أعاد الأمر بالتقوى لأهميتها (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) راقب الله سبحانه وتعالى فيما تعمل ولا تزكي نفسك (فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى) فاتقِ الله واعلم أنه مطلع عليك، راقب الله سبحانه وتعالى:
(إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) من خير أو شر وسيحاسبكم عليه وسيجازيكم عليه يوم القيامة، فأنتم ما دمتم في زمن الإمكان، في زمن الدنيا والحياة التي منحكم الله إياها وأمهلكم فيها بادروا
بالمحاسبة، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: أيها الناس، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) فاتقِ الله واعلم أنه مطلع عليك سواء عملت خيراً أو عملت شراً ويحصي ذلك عليك، واعلم أنه يعلم نيتك وقصدك فليس العبرة بالظاهر إنما العبرة بالنيات والسرائر فأخلص نيتك لله، أما العمل الذي ليس لله فالله لا يقبله سبحانه وتعالى ويكون وبالاً عليك وإن ظننت أنه عمل صالح لأنه لم يؤسس على نية خالصة لله عز وجل، فأنت اعمل وأخلص النية لا تعمل فقط أخلص النية لله، فالعمل الذي
لله وإن كان قليلاً ينفع الله به فقد يدخلك الله به الجنة حتى بشق التمرة: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ.
فالعمل الصالح الذي أخلص نيته فيه لله هو الذي يقبله الله وإن كان قليلا:إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) إن تكن الذرة حسنة ذرة مثقال ذرة حسنة يضاعفها الله سبحانه وتعالى أضاعفاً كثيرة ويدخل بها صاحبها الجنة فليست العبرة بكثرة الأعمال، العبرة بالأعمال الخالصة
لله عز وجل، لأن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجه، وصواباً على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا شرط آخر، أن يكون هذا العمل موافق لسنة الرسول أما إن كان مبتدعاً فإن الله لا يقبله لأنه لم يشرعه والله لا يقبل من الأعمال إلا ما شرعه وما أخلص العامل نيته فيه له قال صلى الله عليه وسلم: .إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ. وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى" وقال صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا، فَهْوَ رَدٌّ". فأنت أنظر في عملك يا أخي، أوصيك ونفسي وجميع المسلمين بالنظر في أعمالنا، وأن لا تشغلنا عنها الدنيا وأن لا يشغلنا عنها الشيطان، وأن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الناس، وننظر إلى عيوب أنفسنا قبل أن ننظر إلى عيوب الناس..
منقول من خطبة جمعة بعنوان :
( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَد ٍ)

سدرةالمنتهى
2015-01-23, 17:31
بارك الله فيك اخي مواضيعك في الصميم

chemsou sama
2015-01-23, 18:20
شكرا لك وبارك الله فيك

أبو همام الجزائري
2015-01-24, 09:19
جزاكم الله خيرا وغفر لي ولكم وسترنا في الدنيا والآخرة