المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما معنى وضعية إدماجية؟ لماذا الإدماج؟


khaled dallas
2009-08-25, 20:36
ما معنى وضعية إدماجية؟ لماذا الإدماج؟
الهدف الإدماجي : (0ti)

يعين الهدف الإدماجي ملمح المتعلم في نهاية الطور؛ وبذلك يكون لكل طور هدف إدماجي نهائي لكل مادة (أو لمجموعة مواد متقاربة).


لماذا بيداغوجيا الإدماج؟

منالإشكاليات التي واجهت النظام التربوي في بلادنا- كغيره من الأنظمةالتربوية في العالم- مشكلة تجزئة المعارف التي ميّزت المناهج السابقة؛ إذتضمّ في ثناياها قائمة من المفاهيم يجب على المتعلم تعلّمها، وبعضالمهارات عليه اكتسابها في كل مادة من المواد الدراسية. والنتيجة هي تراكمالمعارف لدى المتعلم دون إقامة روابط بينها، مّما يحول دون امتلاكه لمنطقالإنجاز والاكتشاف. بعبارة أخرى، يجد نفسه يتعلّم من أجل أن يتعلّم، وليسلفعل شيء ما أو تحليل واقع والتكيّف معه استنادا على ما تعلّمه.
وكحلّلهذه الإشكالية، تمّ اعتماد المقاربة بالكفاءات كاختيار بيداغوجي يرمي إلىالارتقاء بالمتعلم، من منطلق أنّ هذه المقاربة تستند إلى نظام متكاملومندمج من المعارف، الخبرات، والمهارات المنظّمة والأداءات، والتي تتيحللمتعلم ضمن وضعية تعليمية/تعلمية إنجاز المهمّة التي تتطلّبها تلكالوضعية بشكل ملائم.
ومن ثمّ، تغدو هذه المقاربة بيداغوجيا وظيفية تعملعلى التحكم في مجريات الحياة بكل ما تحمله من تشابك في العلاقات وتعقيد فيالظواهر الاجتماعية، وبالتالي، فهي اختيار منهجي يمكّن المتعلم من النجاحفي الحياة، من خلال تثمين المعارف المدرسية وجعلها صالحة للاستعمال فيمختلف مواقف الحياة.
إنّ هذه المقاربة كتصوّر ومنهج منظِّم للعمليةالتعليمية/التعلمية، تستند إلى ما أقرّته النظريات التربوية المعاصرةوبخاصّة النظرية البنائية التي تعدّ نظرية نفسية لتفسير التعلم وأساسارئيسا من الأسس النفسية لبناء المنهاج المدرسي، الذي ينطلق من كون المعرفة:
* تُبنى ولا تنقل؛
* تنتج عن نشاط ؛
* تحدث في سياق؛
* لها معنى في عقل المتعلم؛
* عملية تفاوضية اجتماعية؛
* تتطلّب نوعا من التحكم.
منهنا، فالمناهج - ومن خلالها مختلف المواد الدراسية- تستهدف تنمية قدراتالمتعلم العقلية والوجدانية والمهارية ليصبح مع الأيام وبمرور المراحلالدراسية مكتمل الشخصية، قادرا على الفعل والتفاعل الإيجابيين في محيطهالصغير والكبير، وعموما في حياته الحاضرة والمستقبلية. ولكي تكون المناهجفي خدمة هذا التوجّه، كان من الضروري التركيز على الكيف المنهجي بدلا منالكم المعرفي من خلال نظام الوحدات الذي يمكّن المتعلم من التركيز علىمضامين بعينها تتوفّر فيها شروط التماسك والتكامل تمكّن المتعلم من كيفيةالاعتماد على النفس، تفجير طاقاته، إحداث تغيّرات ضرورية في ذاته لتكيّفمع حاجات طارئة. إنّه مسعى يمكّن المتعلم من اكتساب كفاءات ذات طبيعةمهارية وسلوكية تتكيّف مع الواقع المعاصر سواء في عالم الشغل أو المواطنةأو الحياة اليومية.
هذا النوع من المناهج، يركّز على بيداغوجياالإدماج، باعتبارها مسار مركب يمكّن من تعبئة المكتسبات أو عناصر مرتبطةبمنظومة معينة في وضعية دالة، قصد إعادة هيكلة تعلّمات سابقة وتكييفها معمتطلّبات وضعية ما لاكتساب تعلم جديد. ومن ثمّ، فالمنهاج المبني على هذهالبيداغوجيا يقود المتعلم نحو تأسيس روابط بين مختلف المواد من ناحية،وربط هذه الأخيرة بخبراته وقيمه وكفاءاته وواقع مجتمعه من جهة أخرى. وعموما، فإنّ المناهج ذات الطبيعة الإدماجية تعمل على جعل المتعلّم:
- يعطي معنى للتعلمات التي ينبغي أن تكون في سياق ذي دلالة، وفائدة بالنسبة له، وذات علاقة بوضعيات ملموسة قد يصادفها فعلا؛
* يتمكّن من التمييز بين الشيء الثانوي والأساسي والتركيز عليه لكونه ذافائدة في حياته اليومية أو لأنّه يشكّل أُسسا للتعلّمات التي سيقدم عليها؛
* يتدرّب على توظيف معارفه في الوضعيات المختلفة التي يواجهها؛
* يركّز على بناء روابط بين معارفه والقيم المجتمعية والعالمية، وبين غاياتالتعلمات، كأن يكون مثلا مواطنا مسؤولا،عاملا كفءا، شخصا مستقلاّ
* يقيم روابط بين مختلف الأفكار المكتسبة واستغلالها في البحث عن التصديللتحديات الكبرى لمجتمعه، وما يضمن له التجنيد الفعلي لمعارفه وكفاءاته.
ولتمكّن المتعلم ممّا سبق ذكره، يستلزم أنشطة تعلم ذات الخصائص الآتية:
اعتبار المتعلم محور العملية التعليمية/التعلمية؛
* التركيز على إدماج الكفاءات المستعرضة في الأنشطة التعليمية/ التعلمية؛
* الاهتمام بتنمية الأنشطة الفكرية والتحكم في توظيف المعارف؛
* جعل المتعلم يوظّف مجموع الإمكانات المتنوعة (معارف، قدرات، معارف سلوكية
* إدماج التعلمات يقاس كمّا بعدد الأنشطة التي تتدخل في تحقيقه، ويقاس نوعيّا
* بكيفيات تنظيم التعلمات.
ولكي يتمّ إنجاز النشاط بالشكل المأمول والعمل على تحقيق الهدف منه،
على المدرس أن يتيح للمتعلم :
- الانهماك الفعال: وذلك بتوفير الوقت الكافي للمتعلم لتأمين انخراطه في عمليفضّله ويرغب فيه، ويشعر بأنّه يستجيب لحاجاته، أي وضعية يمارس فيهاتعلّمه بكيفية نشطة، وموظّفا طاقاته المختلفة؛
* الانغماس: من خلال توفير محيط مثل الوسائل المسهّلة للقيام بالنشاط التعلمي المستهدف؛
* التملك: بمعنى جعل المتعلم يشعر بأنه صاحب النشاط التعلمي أو ما ينتج عنه، وذلك بحكم اختياره وإنجازه للنشاط في شكله ومحتواه؛
* النمذجة: بمعنى تمكين المتعلم من أن يرى توضيحا عمليا من المدرس للكفاءات المستهدفة؛
*الاستجابة المشجّعة: أي أنّ أداء المتعلم يجب أن يتبعه ردّ من المدرس ليشعر بأنّه محلّ رعاية واهتمام، وأن يكون الرد بنّاء ومشجّعا.
وهذاالتعليم/ التعلم، يحتاج إلى طرائق تدريس نشطة، من بينها التدريس بالمشكلة،إذ يوضع المتعلم أمام وضعيات تعلّم باعتبارها نشاطات معقّدة تطوّر لديهروح الملاحظة، الإبداع، الفعل، وبمعنى آخر إنجاز مهمّات مثل ( كتابة رسالةشفهية أو كتابية، حلّ مشكل في الرياضيات،..) وتعتبر الوضعيات بمنظوربيداغوجيا الإدماج:
-وضعيات للتعلّم: فيها يقترح على المتعلم إنجاز هدفخاص لدرس أثناء تعلمات منهجية تقوده إلى صياغة موضوع، فكرة، استنباط،تعريف، عرض قاعدة..الخ، وهذه الوضعيات تُنمَّى من خلال نشاطات ملموسةتستجيب لحاجات المتعلم؛
-وضعيات للإدماج: بحيث تختبر أثناء مهلة توقّفللمتعلم خلال التعلمات المنتظمة، هذ المهلة هي ما يطلق عليه" لحظةالإدماج" حيث يقوم أثناءها المتعلم بتجنيد مختلف المعارف، حسن الأداء،وعلى أساس لحظة الإدماج هذه وبناء عليها يتمّ تطوير المعرفة السلوكية؛
- وضعيات للتقويم: ذلك أنّ وضعيات التقويم تماثل وضعيات الإدماج، إذ كلّماحقّق المتعلم نجاحا في عملية الإدماج، نال ما يعبّر عن هذا النجاح.
وأخيرا،فأساليب التعليم والتعلم تغيّرت، وبتغيّرها أصبح دور المدرس يرتكز علىمساعدة المتعلم باعتباره في قلب منظومة التعلم، إذ يقوم بتعلّماته بنفسهاعتمادا على طرائق تدريس نشطة تمكّنه من تجاوز اكتساب المعارف إلى الوعيبالذات، اكتساب الكفاءات، اكتساب قيم وااتجاهات، القدرة على التفكيرالمنطقي، حلّ المشكلات، تقييم المفاهيم، الثقة بالنفس، الاستقلالية، وذلكهو الهدف الجوهري الذي تسعى إلى تحقيقه مختلف الأنظمة التربوية في العالمومنها منظومتنا.

ما معنى وضعية إدماجية؟
الوضعية الإدماجية: هيوضعية مركبة ودالة بالنسبة للمتعلم، يطلب منه حلها باستعمال وتوظيف كلالموارد التي اكتسبها.و هي وضعية مركبة (يتطلب تجنيد معارف ومهارات،معارفسلوكية كفاءات عرضية سبق للتلميذ أن درسها) .بشكل مجزأ وفي ترتيب معينوضمن سياق مختلف،فهي ليست تطبيق لمفهوم او قاعدة ما اوقانون ما.و هي وضعيةدالة بالنسبة للمتعلم.
تقدم وضعية الإدماج بعد تقديم عدد من الموارد المتعلقة بإرساء تعلمات منفردة طوال خمسة أسابيع .

مكونات وضعية إدماجية:
01- السياق
يصف موضوع الوضعية، -يحدد المهمة المطلوبة من التلميذ
02- السندات
الصور ذات دور بيداغوجي ،والنصوص يفهمها التلميذ
03- التعليمة
:نص التعليمة يراعي مستوى التلميذ و قدراته العقلية،يحدد بدقة المهمةالمطلوبة دون تأويل أو غموض ،تسمح للتلميذ بتجنيد الموارد قصد إنجاز مهمة،تقترح ثلاث فرص لتقويم المعيار.

خصائص وضعية إدماجية :
- أن تكون مركبة (حلها يتطلب تجنيد الموارد).
- تطرح مشكلة قابلة يحلها التلميذ.
- أن تكون وجيهة (تقوم ما يجب تقويمه ).
- تدمج مجموعة موارد.
- تكون جديدة لم يتم تناولها من قبل.
- تكون لغة سياقاتها و تعليماتها يفهما التلميذ.
- تحترم قيم مجتمع التلميذ
- تنمي لدى التلميذ مواقف وسلوكيات
- تؤدى نتاجا منتجا مركبا ينجزه المتعلم.
- الوضعية الإدماجية مرتبطة بكفاءة ما.

ماذا تقيم الوضعية الإدماجية؟
تقيم الوضعية الإدماجية المتعلم في مدى استعماله وتوظيفه للموارد العلميةالمدروسة في وضعيات مألوفة من الحياة اليومية، ولم يتعرض لحلها من قبل.
تقيم كل كفاءة قاعدية بوضعية إدماجية، تعكس وتعبر عن مدى تمكن المتعلم منها كاملة.
مجموعة الوضعيات الإدماجية التي تنتمي إلى نفس الكفاءة القاعدية تسمى عائلة الوضعيات.

ما معنى كفاءة قاعدية؟
الكفاءة القاعدية هي مجموعة الموارد المستهدفة من نشاطات وحدات نفس المجال.
يحوصل كل كفاءة قاعدية مجموعة من الموارد (معارف، مهارات، سلوكات)
نجمل ما سبق في المخطط الآتي:



الأهداف الكبرى للوضعية الإدماجية:
هي الإدماج والتقييم معا وتتميز بأنها:
- مناسبة يتعلم فيها المتعلم إدماج مكتسباته، مع التحقق من مدى كفاءته في استعمال موارده في حل وضعية مركبة.
- تتجه إلى التلاميذ فرديا.
- تعكس دوما وضعية مماثلة للحياة اليومية أو المهنية.
- وضعية دالة وتستند إلى كفاءة محددة في وحدة أو وحدات من مجال أو مجالين.
- التعلمات يصبح لها معنى ودلالة إذا حدث تزاوج وتناوب بين الوضعياتالتعلمية (الموارد المكتسبة) ووضعيات إدماج (توظيف مجموعة الموارد فيالحل، في الإدماج، والتقييم).

تعم هذه الوضعيات كل مراحل التعلم وبشكل منتظم، بحيث تشكل نسيجا محكما مع النشاطات التعلمية.
الإدماج ضمن الممارسات التعلّمية:
"بيداغوجيا الإدماج أصبح لها مكانتها الرائدة المرموقة في الممارساتالتعليمية، وهي تستهدف تدريب المتعلمين على توظيف مكتسباتهم وإحكام حسنالتوظيف عند مواجهة وضعية إشكالية.
المتعلم هو الفاعل الأساسي فيالتكوين الذاتي فبالإضافة إلى أنشطة المراجعة والتطبيق...فهو مدعو إلىتوظيف مكتسباته في أنشطة ذات طابع إدماجي







http://members.abunawaf.com/vip/photo/ramadan/ramadan_2006_welcom_web_abunawaf2.jpg

rached00
2009-08-25, 20:47
شكرا على المعلومات القيمةاخي وتقبل الله صيامكم وقيامكم. حبذا لووضع مصدر المعلومة للاستئناس فقط وشكرا مرة ثانية.

apolo_aures
2009-08-26, 02:17
http://www.samysoft.net/forumim/shokr/1/868686.gif

ابو صهيب
2009-08-26, 02:30
http://www.samysoft.net/forumim/shokr/1/868686.gif

moussaoui khaled
2010-01-03, 21:27
سِرُ النَّجاح

وَمِفْتَاحُ الْخَيْرِ وَالبَركَةِ وَالفَلَاحِ

( كَيفَ تكونُ ناجحاً في أعمالك )

الشيخ الدكتور محمد بن عبد العزيز المسنَد

شبكة نور الإسلام
www.islamlight.net




(1)
( هند ) طفلة كويتية ، أصيبت بأشد أمراض السرطان في إحدى ساقيها وقد أجريت لها فحوصات طيبة مكثفة في مركز ( حسين مكي جمعة ) لجراحة السرطان بالكويت ، كما تلقت علاجاً مكثفاً في مركز ( أجلستون ) التخصصي لمعالجة السرطان في مدينة ( أتلنتا ) بولاية جورجيا الأمركية ، وقد بلغت تكاليف العلاج حوالي نصف مليون دولار ، كما تعرضت لعمليات فحص وتشخيص حصيلتها ملف ضخم من التقارير ، وما يربو على مائتين وخمسين صورة أشعة تؤكد إصابتها بالمرض .
وفي أحدى مراحل العلاج ، وبعد تشخيص دقيق ، خضعت هند لمرحلة علاج كيماوي ( كيموثروبي ) لو يؤد إلى أي نتيجة ، في الوقت الذي ذكر فيه الأطباء المختصون في المركزين المذكورين أن هذه النوعية من العلاج يجب أن تؤدي إلى نتيجة رئيسة خلال ثلاثة أسابيع على أبعد تقدير .
وفي مرحلة ثالثة نصح الأطباء والدي هند ببتر ساقها مع احتمال ظهور خلايا السرطانية في أجزاء أخرى من الجسم في وقت لاحق لا يتعدى السنوات القليلة .
إحدى عناصر المأساة تمثلت في وجود عدد غير قليل من أقرباء هند مصابين بالمرض نفسه .
حالة الحزن والألم التي بدت على وجه الطفلة الصغيرة هند جعلت والدها يتعثر في برنامجه لتقديم أطروحة الدكتوراه في الكمبيوتر في إحدى الجامعات الأمريكية ، في حين كانت الليالي الطويلة تمر على والدة هند الجامعية وسط هاجس من الخوف والقلق على مستقبل ابنتها الصغيرة ، ولكن إيمانها بالله جعلها تسلّم بقضاء الله وقدره .
وفي ليلة من الليالي أوت أم هند إلى فراشها ؛ فسافر ذهنها بعيداً ، وأخذت تسبح في بحر من الأوهام والخيالات ، فتمثلت لها صورة ابنتها الصغيرة وهي تمشي على ساق واحدة وتتوكأ على عصا ، فانهمرت عيناها بالدموع حتى بلّلت الفراش ؛ فاستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وأخذت تلهج بذكر الله – عز وجل - .
وفجأة ...
تذكرت أمُّ هندٍ شيئاً مهما قد نسيته .. إنها صلاة الاستخارة .. فقامت مسرعة وبادرت إلى أدآئها .
وفي الصباح كرهت أم هند جميع أنواع العلاجات والأدوية التي تقدم لابنتها ، وقررت عدم الإقدام على بتر ساق ابنتها ؛ فقد هداها الله إلى علاج آخر يختلف عن سائر الأدوية والعلاجات ... إنه القرآن الكريم الذي جعله الله شفاءً ورحمة للمؤمنين .
فقد ذُكر لها شيخ فاضل يعالج بالقرآن والرقى الشرعية فانطلقت بابنتها إليه ، وبعد عدة جلسات قام فيها الشيخ بالقراءة والنفث على ساق هند ودهنها بالزيت كانت المفاجأة .

فقد بدأ التحسن يطرأ على ساق هند ، وبدأ الشعر ينمو في رأسها بعد أن تساقط معظمه بسبب العلاج السابق ، ثم شفيت بإذن الله وعادت إلى حالتها الطبعية .
لقد كانت النتيجة مذهلة للجميع .. للطفلة التي عادت إليها الحيوية والنشاط ونضارة الطفولة .. ولذويها الذين كادوا أن يفقدوا الأمل في شفائها من هذا المرض العضال بعد أن أجمع الأطباء على أن لا علاج إلا البتر ، أما الشيخ فابتسم وهو يقول : إن الأمر غير مفاجئ له ؛ فمعجزات القرآن عادية لكل مؤمن ، وهي أكثر من أن تحصى ، وقد جعل الله آياته شفاءً لكل داء . . قال سبحانه : (( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً )) ( الإسراء : 82) .
اختصاصي كبير في مستشفى ( أجلستون ) الأمريكي أكد أنه لا يستطيع تصديق التطور الذي طرأ على صحة هند حتى يرى الحالة على الطبيعة ، وعند ما علم أن هنداً تسطيع الركض الآن ، وأن الشعر برأسها وأجزاء جسمها الأخرى قد نما بعد سقوطه أصيب بحالة من الذهول ، وطلب رؤية هند بأية طريقة ( ) .

(2)

شاب عزم على الزواج من فتاة ، فاستخار الله – عز وجل – فلما أراد أن يتقدم لخطبتها رفض أخوه هذه الفتاة وطلب منه أن يبحث عن فتاة من أسرة أخرى !!
حاول هذا الشاب أن يقنع أخاه ولكنَّ محاولاته باءت بالفشل فلم يجد بداً من الرضا والاستسلام ؛ وتزوج من فتاة أخرى ، وبعد أيام معدودة توفيت الأولى فكان رفض أخيه لها عين الخيرة له .

(3)
شاب غافل كان يعمل في إحدى الشركات على ( فترتين ) ؛ صباحية ومسائية ، كان يقضي معظم وقته في العمل براتب زهيد لا يفي بمتطلبات الحياة المختلفة ..
ثم منّ الله عليه بالهداية ؛ فأحسّ بتقصيره الشديد تجاه ربه وخالقه ، وتاقت نفسه إلى الالتحاق بإحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم وحضور الدروس والمحاضرات التي تقام في المساجد لينهل من ينبوعها الصافي وسلسبيلها العذاب ، ولكنّ عمله لا يسمح له بذلك فقد استغرق معظم وقته عدا ساعات قليلة لا تكفي للجلوس مع الزوجة والأولاد ، وقضاء حوائج البيت الضرورية .

لقيته ذات يوم فشكا إليّ حاله طالباً المشورة ، وأخبرني بأنه منذ أن منّ الله عليه بالهداية وهو كاره لعمله في تلك الشركة ؛ وأنه يفكر في البحث عن عمل آخر حتى يتمكن من تعلّم القرآن وحضور مجالس العلم ولكن أين يذهب ؟!
قلت له : هل تعرف صلاة الاستخارة ؟ .. فأجاب بالنفي ، فعلمته إياها ؛ وطلبت منه أن يبادر إلى فعلها ويستخير الله في ترك ذلك العمل مع السعي للبحث عن عمل آخر .
وبعد أيام جاءني فرحاً مسروراً وقال : لقد فرّج الله عني ، ويسّر لي عملاً آخر أقلّ وقتاً وأكثر راتباً ، وبإمكاني الآن أن أنظم وقتي وأجمع بين طلب العلم وعمل الدنيا .

أما كيف حصل ذلك فتلك حادثة أخرى رواها لي فقال : كنتُ في مجلسٍ من المجالس ، وكان من بين الحاضرين واحد من رجال الأعمال وأثناء الحديث ذكر أنه بحاجة إلى موظف أمين ليعمل معه في الشركة فكنتُ أنا ذلك الموظف .

( 4)
قال الراوي :
بعد أن أتممتُ الدارسة الجامعية عُيّنت مدرساً في إحدى المدارس المتوسطة في أحد الأحياء البعيدة المكتظة بالسكان ، وبعد مضي ثلاثة أسابيع من بداية العام الدراسي تقريباً كرهت التدريس في هذه المدرسة لأسباب عديدة ، وفي نهاية الأسبوع الثالث كان السيل قد بلغ الزبى ، والصبر قد نفد فلم أعد أحتمل البقاء في هذه المدرسة ، ففكرت في أحد أمرين إما الاستقالة أو الانتقال إلى مدرسة أخرى ، فأما الأول فهو قرار صعب ، وأما الثاني فغير ممكن لأن الانتقال عادة لا يكون إلا في بداية فصل جديد ، فاستخرت الله عز وجل ودعوته بقلب صادق أن يختار لي الخير وهو على كل شيء قدير .
فكانت المفاجأة ...
ففي اليوم التالي وقف على باب الفصل مدرس جديد وقال لي : أنت فلان ؟ قلت : نعم . فأخبرني بأنه قد صدر قرار بنقلي إلى مدرسة أخرى وأن عليّ أن أباشر عملي الجديد غداً بمشيئة الله .
وفي اليوم التالي باشرت عملي في المدرسة الجديدة فوجدت فيها الراحة والطمأنينة ، وحمدت الله عز وجل على توفيقه وفضله .


ويعد أخي المسلم . .
هل عرفت سرّ النجاح ، وباب التوفيق ، ومفتاح الخير والبركة ؟؟ ( ) .
إنها صلاة الاستخارة .............
فما هي صلاة الاستخارة ؟؟

أولاً / تعريفها :
الاستخارة هي استفعال من الخير أو من الخِيَرة ( بكسر أوله وفتح ثانيه) ، واستخار الله طلب منه الخيرة ، وخار الله له أعطاه ما هو خير له ( ) .

ثانياً / فضلها وأهميتها :
إن الإنسان مهما أوتي من علم وعقل وحكمة يظل محتاجاً إلى ربه وخالقه في كل لحظة ح لا غنى له عنه طرفة عين ، وكثيراً ما يقدم الإنسان على فعل أمر من الأمور وقد خطّط له تخطيطاً بالغاً ، واتخذ لإنجاحه كافة الإجراءات ، ووضع في حسابه جميع التقديرات ، ثم يتبين له فيما بعد أنه قد أخطأ الطريق ، وخانته جميع حساباته ، ولم تغن عنه سائر تقديراته .
وقد يتردد الإنسان بين فعل أمرين أو أكثر ، ويقف على مفترق طرق كثيرة متشعبة لا يدري أيّها يوصل إلى الهدف ؛ فيقف حائراً قلقاً متردداً ، وقد يسلك منها طريقاً يؤدي به إلى غير مقصوده وطلبه ، وربما أدى إلى هلاكه وعطبه .
وقد كان العرب في جاهليتهم يلجئوون إلى طريقة ساذجة لإزالة هذا التردد ، تلكم الطريقة هي الاستقسام بالأزلام ، وهي عبارة عن أقداح ثلاثة ، على أحدها مكتوب : ( افعل ) ، وعلى الآخر : ( لا تفعل ) ، والثالث فارغ لم يكتب عليه شيء ، فإذا أجالها فطلع سهم الأمر فعل ، وإن طلع سهم النهي لم يفعل ، وإن طلع الفارغ أعاد ( ) . وقد نهى الله المؤمنين عن هذا العمل فقال سبحانه : (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ )) ، وعوّضهم عن ذلك بصلاة الاستخارة ودعائها المتضمن الإقرار بوحدانيته سبحانه والإقرار بصفات كماله وربوبيته ، وتفويض الأمر إليه ، والاستعانة به ، والتوكل عليه ، والتبري من الحول والقوة إلا به ، واعتراف العبد بعجزه وقصوره .. إلى غير ذلك . من المعاني العظيمة التي تضمنها هذا الدعاء .
وإن من رحمة الله بعباده وكمال فضله ومنته عليهم أن شرع لهم هذه الصلاة العظيمة التي لا تكلف العبد شيئاً سوى بضع دقائق يقضيها بين يَدَيْ ربه وخالقه ، يستخيره فيها في جميع أموره ؛ جليلها وحقيرها ، كبيرها وصغيرها ، فهي يسيرة العمل ، عظيمة النفع مهما طال الأجل ، لا يخيب – في جميع الأحوال – فاعلها ، ولا يوفق للصواب – إلا ما شاء الله – مجتنبها ، فخذ بها وعض عليها بالنواجذ تنجح وتفلح .

ومما يدل على أهميتها حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليمها أصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن ، قال جابر رضي الله عنه : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ...
وتأمل قوله : ( في الأمور كلها ) ففيه دليل آخر على أهميتها وفضلها .

ثالثاً / صفتها :
هي ركعتان من غير الفريضة يؤديها المسلم في أي وقت شاء – كما سيأتي – يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن ، ثم يدعو بعد ذلك بدعاء الاستخارة قبل السلام بعد التشهد، وإن دعا بعد السلام فلا بأس والأمر في ذلك واسع إن شاء الله، ولكن الأول أفضل ( ) .


حديث الاستخارة ودعاؤها :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : (( إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من