*محمد*
2009-08-25, 14:01
السلام عليكم ورحمة الله تحية طيبة وبعد ...
هذا بعض ماقيل من الاشعار احتفالا بالشهر الكريم ونصحا باحسان العمل فيه والاستكثار من الخيرات لبعض شعراء العرب
الترحيب بالهلال
يقول الشاعر ابن حمديس الصقلي
قُلْتُ وَالنَّاسُ يَرْقُبُونَ هِلالاً يُشْبِهُ الصَّبَّ مِنْ نَحَافَةِ جِسْمِهْ
مَنْ يَكُنْ صَائِمًا فَذَا رَمَضَانٌ خَطَّ بِالنُّورِ لِلوَرَى أَوَّلَ اسْمِهْ
ويقول الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي، احتفالاً بمقدم هلال رمضان
هَذَا هِلالُ الصَّوْمِ مِنْ رَمَضَانِ بِالأُفْقِ بَانَ فَلا تَكُنْ بِالوَانِي
وَافَاكَ ضَيْفًا فَالتَزِمْ تَعْظِيمَهُ وَاجْعَلْ قِرَاهُ قِرَاءَةَ القُرْآنِ
صُمْهُ وَصُنْهُ وَاغْتَنِمْ أَيَّامَهُ وَاجْبُرْ ذِمَا الضُّعَفَاءِ بِالإِحْسَانِ
ويقول الشاعر محمد الأخضر الجزائري يُرحِّب بهلال رمضان
امْلأِ الدُّنْيَا شُعَاعًا أَيُّهَا النُّورُ الحَبِيبْ
اسْكُبِ الأَنْوَارَ فِيهَا مِنْ بَعِيدٍ وَقَرِيبْ
ذَكِّرِ النَّاسَ عُهُودًا هِيَ مِنْ خَيْرِ العُهُودْ
يَوْمَ كَانَ الصَّوْمُ مَعْنًى لِلتَّسَامِي وَالصُّعُودْ
يَنْشُرُ الرَّحْمَةَ فِي الأَرْ ضِ عَلَى هَذَا الوُجُودْ
قدوم شهر رمضان
يُصور لنا الشاعر "عبدالمنعم عبدالله" بَهْجة الدنيا لقدوم شهر رمضان
فيقول في قصيدته: "أنا صائم"
نُورٌ يُطِلُّ عَلَى الوُجُودِ وَيُشْرِقُ كَمْ بَاتَتِ الدُّنْيَا لَهُ تَتَشَوَّقُ
تَرْنُو لِمَطْلَعِهِ لِتَشْهَدَ بَدْرَهُ (رَمَضَانُ) إِنَّ هِلالَهُ يَتَأَلَّقُ
عِطْرُ الهُدَى مِنْهُ يَفُوحُ فَهَذِهِ أَنْسَامُهُ فِي كُلِّ وَادٍ تَعْبَقُ
كُلُّ الحَيَاةِ حَفِيَّةٌ بِقُدُومِهِ وَالخَيْرُ فِيهِ عَلَى الوَرَى يَتَدَفَّقُ
الترحيب بشهر رمضان
يُرَحِّب الشاعر عبدالقدوس الأنصاري - رحمه الله - بشهر برمضان، ويصفه بأنه بُشرى للقلوب الظامِئة فيقول
تَبَدَّيْتَ لِلنَّفْسِ لُقْمَانَهَا لِذَاكَ تَبَنَّتْكَ وُجْدَانَهَا
وَتَنْثُرُ بَيْنَ يَدَيْكَ الزُّهْورَ تُحَيِّيكَ إِذْ كُنْتَ رَيْحَانَهَا
فَأَنْتَ رَبِيعُ الحَيَاةِ البَهِيجُ تُنَضِّرُ بِالصَّفْوِ أَوْطَانَهَا
وَأَنْتَ بَشِيرُ القُلُوبِ الَّذِي يُعَرِّفُهَا اللهُ رَحْمَانَهَا
فَأَهْلاً وَسَهْلاً بِشَهْرِ الصِّيَامِ يَسُلُّ مِنَ النَّفْسِ أَضْغَانَهَ
ويُرَحِّب الشاعر محمد إبراهيم جدع برمضان
رَمَضَانُ يَا خَيْرَ الشُّهُو رِ وَخَيْرَ بُشْرَى فِي الزَّمَانْ
وَمَطَالِعُ الإِسْعَادِ تَرْ فُلُ فِي لَيَالِيكَ الحِسَانْ
وَمَحَافِلُ الغُفْرَانِ وَالتْ تَقْوَى تَفِيضُ بِكُلِّ آنْ
وَمَجَالِسُ القُرْآنِ وَالذْ ذِكْرِ الجِلِيلِ أَجَلُّ شَانْ
ويستقبل الشاعر "محمد حسن فقي" شهر رمضان
رَمَضَانُ فِي قَلْبِي هَمَاهِمُ نَشْوَةٍ مِنْ قَبْلِ رُؤْيَةِ وَجْهِكَ الوَضَّاءِ
وَعَلَى فَمِي طَعْمٌ أُحِسُّ بِأَنَّهُ مِنْ طَعْمِ تِلْكَ الجَنَّةِ الخَضْرَاءِ
مَا ذُقْتُ قَطُّ وَلا شَعُرْتُ بِمِثْلِهِ أَفَلا أَكُونُ بِهِ مِنَ السُّعَداءِ؟!
وَتَطَلَّعَتْ نَحْوَ السَّمَاءِ نَوَاظِرٌ لِهِلالِ شَهْرِ نَضَارَةٍ وَرُوَاءِ
قَالُوا بِأَنَّكَ قَادِمٌ فَتَهَلَّلَتْ بِالبِشْرِ أَوْجُهُنَا وَبِالخُيَلاءِ
رَمَضَانُ مَا أَدْرِي وَنُورُكَ غَامِرٌ قَلْبِي فَصُبْحِي مشْرِقٌ وَمَسَاءِ
ويشيد الشاعر"جاك صبري شماس" بفَضائل هذا الشهر
أَطْلَلْتَ وَجْهًا مُشْرِقًا رَيَّانَا وَغَمَرْتَ أَفْئِدَةَ الشُّعُوبِ حَنَانَا
وَسَمَوْتَ بِالأَنْدَاءِ تَرْفُلُ بِالشَّذَا وَتَسِيلُ فِي ثَغْرِ الوَرَى قطرَانَا
عَاوَدتَ بِرَّكَ وَالوَفَاءُ يَشُدُّنِي لأَصُوغَ مِنْ حُلَلِ القَرِيضِ جُمَانَا
يَا خَيْرَ شَهْرٍ قَدْ تَنَزَّلَ بِالتُّقَى يَهمِي خِصَالاً يُنْشِدُ الفُرْقَانَا
تَاجٌ يَزِينُ شُهُورَ عَامٍ بِالسَّنَا وَيَخُطُّ سِفْرًا شَامِخًا وَمُصَانَا
والشاعر "حسين عرب" يُصَوِّر لنا بهجة الدنيا بلُقياه
بُشْرَى العَوَالِمِ أَنْتَ يَا رَمَضَانُ هَتَفَتْ بِكَ الأَرْجَاءُ وَالأَكْوَانُ
لَكَ فِي السَّمَاءِ كَوَاكِبٌ وَضَّاءَةٌ وَلَكَ النُّفُوسُ المُؤْمِنَاتُ مَكَانُ
سَعِدَتْ بِلُقْيَاكَ الحَيَاةُ وَأَشْرَقَتْ وَانْهَلَّ مِنْكَ جَمَالُهَا الفَتَّانُ
يقول ابن دراج القسطلي في وداع شعبان، وتنويهًا على مقدم رمضان
فَلَئِنْ غَنِمْتَ هُنَاكَ أَمْثَالَ الدُّمَى فَهُنَا بُيُوتُ المِسْكِ فَاغْنَمْ وَانْتَهِبْ
تُحَفًا لِشَعْبَانٍ جَلا لَكَ وَجْهُهُ عِوَضًا مِنَ الوَرْدِ الَّذِي أَهْدَى رَجَبْ
فَاقْبَلْ هَدِيَّتَهُ فَقَدْ وَافَى بِهَا قَدْرًا إِلَى أَمَدِ الصِّيَامِ إِذَا وَجَبْ
وَاسْتَوْفِ بَهْجَتَهَا وَطِيبَ نَسِيمِهَا فَإِذَا دَنَا رَمَضَانُ فَاسْجُدْ وَاقْتَرِب
تتهَلَّل رُوح الشَّاعر "محمد درويش" فرحًا بقُدُوم رمضان
أَشْرَقَ النُّورُ هِلالاً مِنْ حَنَايَا الدَّاجِيَاتِ
يَحْمِلُ البُشْرَى رَجَاءً لِلنُّفُوسِ القَانِطَاتِ
فَيُنِيرُ الرُّوحَ صَفْوًا كَالدَّرَارِي الزَّاهِرَاتِ
يَتَجَلَّى الحَقُّ فِيهِ لِلْقُلُوبِ الطَّاهِرَاتِ
وَالمَعَانِي فِيهِ تَسْمُو عَنْ وَضِيعِ الرَّغَبَاتِ
وَالأَمَانِي فِي شَذَاهَا كَالزُّهُورِ اليَانِعَاتِ
والشاعر "السيد الصديق حافظ" في قصيدته: "ربيع الروح
رَمَضَانُ أَقْبَلَ قُمْ بِنَا يَا صَاحِ هَذَا أَوَانُ تَبَتُّلٍ وَصَلاحِ
الكَوْنُ مِعْطَارٌ بِطِيبِ قُدُومِهِ رَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَنَفْحُ أَقَاحِي
كما صوَّرَهُ الشاعر محمد حسن إسماعيل كضيفٍ عزيزٍ حلَّ وارْتَحَلَ، فيقول
أَضَيْفٌ أَنْتَ حَلَّ عَلَى الأَنَامِ وَأَقْسَمَ أَنْ يُحَيَّا بِالصِّيَامِ
قَطَعْتَ الدَّهْرَ جَوَّابًا وَفِيًّا يَعُودُ مَزَارُهُ فِي كُلِّ عَامِ
تُخَيِّمُ لا يَحُدُّ حِمَاكَ رُكْنٌ فَكُلُّ الأَرْضِ مَهْدٌ لِلْخِيَامِ
وَرُحْتَ تَسُنُّ لِلأَجْوَاءِ شَرْعًا مِنَ الإِحْسَانِ عُلْوِيَّ النِّظَامِ
بِأَنَّ الجُوعَ حِرْمَانٌ وَزُهْدٌ أَعَزُّ مِنَ الشَّرَابِ أَوِ الطَّعَامِ
ويقول الشاعر "ياسين الفيل" في قصيدته: "رمضان أنت بما نُحب جدير
شَوْقِي عَلَيَّ مَدَى الشُّهُورِ يَجُورُ وَدَمِي لِبُعْدِكَ فِي العُرُوقِ يَمُورُ
وَمَشَاعِرِي تَهْفُو إِلَيْكَ وَإِنْ يَكُنْ أَمَلِي بِقُرْبِكَ مَا غَزَاه فُتُورُ
وَمَحَبَّتِي لَكَ تَسْتَحِثُّ خَوَاطِرِي أَنْ تَسْتَطِيلَ وَفِي مَدَاكَ تَدُورُ
قَبْلَ المَجِيءِ لَنَا أَرَاكَ عَوَالِمًا مِنْهَا عَلَى مَلأٍ يَفِيضُ حُبُورُ
ويُصور لنا الشاعر ياسين الفيل مدى هيام الكون بأجمعه بقدوم هذا الشهر الكريم
فَإِذَا أَتَيْتَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ زَائِرٍ لِلأَرْضِ هَلَّلَتِ الرُّبَا وَالدُّورُ
وَاسْتَنْفَرَتْ سُحُبُ اليَقِينِ هَطُولَهَا وَانْسَابَ مَوْجٌ مِنْهُ يُورِقُ بُورُ
وَسَما بِنَا وَرَعُ النَّهَارِ سَمَا بِنَا فِي لَيْلِنَا التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ
يَا أَيُّهَا الشَّهْرُ الجَلِيلُ حَمَلْتَنَا حَمْلاً لِوَادٍ فِيهِ يُشْرِقُ نُورُ
يقول الشاعر "رفعت المرصفي"
رَمَضَانُ يَا عُرْسَ الهِدَايَةِ مَرْحَبًا يَا نَبْعَ خَيْرٍ فِي الوُجُودِ تَدَفَّقَا
مَا أَنْتَ إِلاَّ رَحْمَةٌ عُلْوِيَّةٌ خَصَّ الإِلَهُ بِهَا الوَرَى وَتَرَفَّقَ
والشاعر "أحمد سالم باعطب" يُرَحِّب برمضان
رَمَضَانُ بِالحَسَنَاتِ كَفُّكَ تَزْخَرُ وَالكَوْنُ فِي لأْلاءِ حُسْنِكَ مُبْحِرُ
يَا مَوْكِبًا أَعْلامُهُ قُدْسِيَّةٌ تَتَزَيَّنُ الدُّنْيَا لَهُ تَتَعَطَّرُ
أَقْبَلْتَ رُحْمًا فَالسَّمَاءُ مَشَاعِلٌ وَالأَرْضُ فَجْرٌ مِنْ جَبِينِكَ مُسْفِرُ
هَتَفَتْ لِمَقْدِمِكَ النُّفُوسُ وَأَسْرَعَتْ مِنْ حُوبِهَا بِدُمُوعِهَا تَسْتَنْفِرُ
وما أجملَ تصويرَ الشاعر "أحمد عبدالهادي"
رَمَضَانُ وَافَى الخَلْقَ بالخَيْرَاتِ فَاسْتَبْشِرُوا بِاليُمْنِ وَالبَرَكَاتِ
وَاسْتَقْْبِلُوا شَهْرَ الهُدَى بِحَفَاوَةٍ وَخُذُوهُ بِالأَحْضَانِ وَالقُبُلاتِ
فَاللَّهُ جَلَّ جَلالُهُ قَدْ خَصَّهُ بالنُّورِ وَالإِيمَانِ وَالآيَاتِ
سُبْحَانَهُ فَهْوَ الَّذِي قَدْ خَصَّهُ دُونَ الشُّهُورِ بِعَاطِرِ النَّفَحَاتِ
أما الشاعر "محمد حسن فقي"، فينتابه شعورٌ باليأس؛ لِما اقترفه من آثام فيالأيام الماضية
رَمَضَانُ مَا أَدْرِي وَنُورُكَ غَامِرٌ قَلْبِي فَصُبْحِي مُشْرِقٌ وَمَسَائِي
أَأَنَالُ بَعْدَ مَثَالِبِي وَمَسَاوِئِي بِكَ مِنْهُمَا بَعْدَ القُنُوطِ شِفَائِي؟
وَبِأَنَّنِي سَأْنَالُ مِنْكَ حِمَايَتِي وَوِقَايَتِي مِنْ مُعْضِلِ الأَرْزَاءِ
مَا أَنْتَ إِلاَّ رَحْمَةٌ ومَحَبَّةٌ لِلنَّاسِ مِنْ ظُلْمٍ قَسَا وَعَدَاءِ
ومن لطائف الشعر
أنَّ الشاعر عمر بهاء الدين الأميري في ديوانه: "قلب ورب" نُصِحَ ألا يصوم لكبر سنه، فردَّ عليهم صادقًا، وقال
قَالُوا سَيُتْعِبُكَ الصِّيا مُ وَأَنْتَ فِي السَّبْعِينَ مُضْنَى
فَأَجَبْتُ بَلْ سَيَشُدُّ مِنْ عَزْمِي ويَحْبُو القَلْبَ أَمْنَا
ذِكْرًا وَصَبْرًا وَامْتِثَا لاً لِلَّذِي أَغْنَى وَأَقْنَى
وَيَمُدُّنِي رُوحًا وَجِسْ مًا بِالقُوَى مَعْنًى وَمَبْنَى
"رَمَضَانُ" عَافِيَةٌ فَصُمْ هُ تُقًى لِتَحْيَا مُطْمَئِنَّا
ولمحمد بن الرّومي قصيدة يقول فيها
وَلَمَّا انْقَضَى شَهْرُ الصِّيَامِ بِفَضْلِهِ تَحَلَّى هِلالُ العِيدِ مِنْ جَانِبِ الغَرْبِ
كَحَاجِبِ شَيْخٍ شَابَ مِنْ طُولِ عُمْرِهِ يُشِيرُ لَنَا بِالرَّمْزِ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ
ويُهنِّئ الشَّاعر العبَّاسي البحتريُّ الخليفةَ المتوكِّل بن المعتصِم بنِ هارون الرَّشيد؛ لصيام شهْر رمضان ولِحلول عيد الفِطر
بِالبِرِّ صُمْتَ وَأَنْتَ أَفْضَلُ صَائِمٍ وَبِسُنَّةِ اللَّهِ الرَّضِيَّةِ تُفْطِرُ
فَانْعَمْ بِعِيدِ الفِطْرِ عِيدًا إِنَّهُ يَوْمٌ أَغَرُّ مِنَ الزَّمَانِ مُشَهَّرُ
كما يصوِّر الشَّاعر محمود حسن إسماعيل مَشْهد الصَّائمين المترقِّبين صوْتَ المؤذِّن، منتظرين في خشوعٍ نداءَه، فيقول
جَعَلْتَ النَّاسَ فِي وَقْتِ المَغِيبِ عَبِيدَ نِدَائِكَ العَاتِي الرَّهِيبِ
كَمَا ارْتَقَبُوا الأَذَانَ كَأَنَّ جُرْحًا يُعَذِّبُهُمْ تَلَفَّتُ لِلطَّبِيبِ
وَأَتْلَعْتَ الرِّقَابَ بِهِمْ فَلاحُوا كَرُكْبَانٍ عَلَى بَلَدٍ غَرِيبِ
عُتَاةُ الإِنْسِ أَنْتَ نَسَخْتَ مِنْهُمْ تَذَلُّلَ أَوْجُهٍ وَضَنَى جُنُوب
صوم الجوارح
يقول أبو بكر عطية
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي السَّمْعِ مِنِّي تَصَامُمٌ وَفِي مُقْلَتِي غَضٌّ، وَفِي مَنْطِقِي صَمْتُ
فَحَظِّي إِذًا مِنْ صَوْمِيَ الجُوعُ وَالظَّمَا وَإِنْ قُلْتُ: إِنِّي صُمْتُ يَوْمًا فَمَا صُمْتُ
ويقول الصابي في الَّذي يصوم عن الطَّعام فقط، ويدعو إلى التخلِّي عن العيوب والآثام
يَا ذَا الَّذِي صَامَ عَنِ الطُّعْمِ لَيْتَكَ قَدْ صُمْتَ عَنِ الظُّلْمِ
هَلْ يَنْفَعُ الصَّوْمُ امْرَأً ظَالِمًا أَحْشَاؤُهُ مَلأَى مِنَ الإِثْمِ
نسأل الله أن يُعيننا على صيام رمضان وقيامه، وأن يتقبَّل منا صالِحأعمالنا، وأن يرزُقَنا الصِّدْق والصَّبر على طاعته، وأن يُحبِّب إليْناالإيمان ويزيِّنه في قلوبِنا، ويُكرِّه إلينا الكُفر والفسوق والعصيان،إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلَّى الله وسلَّم على صفيِّه من خلقه،وخليلِه من عباده، وعلى آلِه وصحْبه وسلَّم
رمضان كريم للجميع وتقبل الله صيامكم وقيامكم ودعاءكم
.
هذا بعض ماقيل من الاشعار احتفالا بالشهر الكريم ونصحا باحسان العمل فيه والاستكثار من الخيرات لبعض شعراء العرب
الترحيب بالهلال
يقول الشاعر ابن حمديس الصقلي
قُلْتُ وَالنَّاسُ يَرْقُبُونَ هِلالاً يُشْبِهُ الصَّبَّ مِنْ نَحَافَةِ جِسْمِهْ
مَنْ يَكُنْ صَائِمًا فَذَا رَمَضَانٌ خَطَّ بِالنُّورِ لِلوَرَى أَوَّلَ اسْمِهْ
ويقول الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي، احتفالاً بمقدم هلال رمضان
هَذَا هِلالُ الصَّوْمِ مِنْ رَمَضَانِ بِالأُفْقِ بَانَ فَلا تَكُنْ بِالوَانِي
وَافَاكَ ضَيْفًا فَالتَزِمْ تَعْظِيمَهُ وَاجْعَلْ قِرَاهُ قِرَاءَةَ القُرْآنِ
صُمْهُ وَصُنْهُ وَاغْتَنِمْ أَيَّامَهُ وَاجْبُرْ ذِمَا الضُّعَفَاءِ بِالإِحْسَانِ
ويقول الشاعر محمد الأخضر الجزائري يُرحِّب بهلال رمضان
امْلأِ الدُّنْيَا شُعَاعًا أَيُّهَا النُّورُ الحَبِيبْ
اسْكُبِ الأَنْوَارَ فِيهَا مِنْ بَعِيدٍ وَقَرِيبْ
ذَكِّرِ النَّاسَ عُهُودًا هِيَ مِنْ خَيْرِ العُهُودْ
يَوْمَ كَانَ الصَّوْمُ مَعْنًى لِلتَّسَامِي وَالصُّعُودْ
يَنْشُرُ الرَّحْمَةَ فِي الأَرْ ضِ عَلَى هَذَا الوُجُودْ
قدوم شهر رمضان
يُصور لنا الشاعر "عبدالمنعم عبدالله" بَهْجة الدنيا لقدوم شهر رمضان
فيقول في قصيدته: "أنا صائم"
نُورٌ يُطِلُّ عَلَى الوُجُودِ وَيُشْرِقُ كَمْ بَاتَتِ الدُّنْيَا لَهُ تَتَشَوَّقُ
تَرْنُو لِمَطْلَعِهِ لِتَشْهَدَ بَدْرَهُ (رَمَضَانُ) إِنَّ هِلالَهُ يَتَأَلَّقُ
عِطْرُ الهُدَى مِنْهُ يَفُوحُ فَهَذِهِ أَنْسَامُهُ فِي كُلِّ وَادٍ تَعْبَقُ
كُلُّ الحَيَاةِ حَفِيَّةٌ بِقُدُومِهِ وَالخَيْرُ فِيهِ عَلَى الوَرَى يَتَدَفَّقُ
الترحيب بشهر رمضان
يُرَحِّب الشاعر عبدالقدوس الأنصاري - رحمه الله - بشهر برمضان، ويصفه بأنه بُشرى للقلوب الظامِئة فيقول
تَبَدَّيْتَ لِلنَّفْسِ لُقْمَانَهَا لِذَاكَ تَبَنَّتْكَ وُجْدَانَهَا
وَتَنْثُرُ بَيْنَ يَدَيْكَ الزُّهْورَ تُحَيِّيكَ إِذْ كُنْتَ رَيْحَانَهَا
فَأَنْتَ رَبِيعُ الحَيَاةِ البَهِيجُ تُنَضِّرُ بِالصَّفْوِ أَوْطَانَهَا
وَأَنْتَ بَشِيرُ القُلُوبِ الَّذِي يُعَرِّفُهَا اللهُ رَحْمَانَهَا
فَأَهْلاً وَسَهْلاً بِشَهْرِ الصِّيَامِ يَسُلُّ مِنَ النَّفْسِ أَضْغَانَهَ
ويُرَحِّب الشاعر محمد إبراهيم جدع برمضان
رَمَضَانُ يَا خَيْرَ الشُّهُو رِ وَخَيْرَ بُشْرَى فِي الزَّمَانْ
وَمَطَالِعُ الإِسْعَادِ تَرْ فُلُ فِي لَيَالِيكَ الحِسَانْ
وَمَحَافِلُ الغُفْرَانِ وَالتْ تَقْوَى تَفِيضُ بِكُلِّ آنْ
وَمَجَالِسُ القُرْآنِ وَالذْ ذِكْرِ الجِلِيلِ أَجَلُّ شَانْ
ويستقبل الشاعر "محمد حسن فقي" شهر رمضان
رَمَضَانُ فِي قَلْبِي هَمَاهِمُ نَشْوَةٍ مِنْ قَبْلِ رُؤْيَةِ وَجْهِكَ الوَضَّاءِ
وَعَلَى فَمِي طَعْمٌ أُحِسُّ بِأَنَّهُ مِنْ طَعْمِ تِلْكَ الجَنَّةِ الخَضْرَاءِ
مَا ذُقْتُ قَطُّ وَلا شَعُرْتُ بِمِثْلِهِ أَفَلا أَكُونُ بِهِ مِنَ السُّعَداءِ؟!
وَتَطَلَّعَتْ نَحْوَ السَّمَاءِ نَوَاظِرٌ لِهِلالِ شَهْرِ نَضَارَةٍ وَرُوَاءِ
قَالُوا بِأَنَّكَ قَادِمٌ فَتَهَلَّلَتْ بِالبِشْرِ أَوْجُهُنَا وَبِالخُيَلاءِ
رَمَضَانُ مَا أَدْرِي وَنُورُكَ غَامِرٌ قَلْبِي فَصُبْحِي مشْرِقٌ وَمَسَاءِ
ويشيد الشاعر"جاك صبري شماس" بفَضائل هذا الشهر
أَطْلَلْتَ وَجْهًا مُشْرِقًا رَيَّانَا وَغَمَرْتَ أَفْئِدَةَ الشُّعُوبِ حَنَانَا
وَسَمَوْتَ بِالأَنْدَاءِ تَرْفُلُ بِالشَّذَا وَتَسِيلُ فِي ثَغْرِ الوَرَى قطرَانَا
عَاوَدتَ بِرَّكَ وَالوَفَاءُ يَشُدُّنِي لأَصُوغَ مِنْ حُلَلِ القَرِيضِ جُمَانَا
يَا خَيْرَ شَهْرٍ قَدْ تَنَزَّلَ بِالتُّقَى يَهمِي خِصَالاً يُنْشِدُ الفُرْقَانَا
تَاجٌ يَزِينُ شُهُورَ عَامٍ بِالسَّنَا وَيَخُطُّ سِفْرًا شَامِخًا وَمُصَانَا
والشاعر "حسين عرب" يُصَوِّر لنا بهجة الدنيا بلُقياه
بُشْرَى العَوَالِمِ أَنْتَ يَا رَمَضَانُ هَتَفَتْ بِكَ الأَرْجَاءُ وَالأَكْوَانُ
لَكَ فِي السَّمَاءِ كَوَاكِبٌ وَضَّاءَةٌ وَلَكَ النُّفُوسُ المُؤْمِنَاتُ مَكَانُ
سَعِدَتْ بِلُقْيَاكَ الحَيَاةُ وَأَشْرَقَتْ وَانْهَلَّ مِنْكَ جَمَالُهَا الفَتَّانُ
يقول ابن دراج القسطلي في وداع شعبان، وتنويهًا على مقدم رمضان
فَلَئِنْ غَنِمْتَ هُنَاكَ أَمْثَالَ الدُّمَى فَهُنَا بُيُوتُ المِسْكِ فَاغْنَمْ وَانْتَهِبْ
تُحَفًا لِشَعْبَانٍ جَلا لَكَ وَجْهُهُ عِوَضًا مِنَ الوَرْدِ الَّذِي أَهْدَى رَجَبْ
فَاقْبَلْ هَدِيَّتَهُ فَقَدْ وَافَى بِهَا قَدْرًا إِلَى أَمَدِ الصِّيَامِ إِذَا وَجَبْ
وَاسْتَوْفِ بَهْجَتَهَا وَطِيبَ نَسِيمِهَا فَإِذَا دَنَا رَمَضَانُ فَاسْجُدْ وَاقْتَرِب
تتهَلَّل رُوح الشَّاعر "محمد درويش" فرحًا بقُدُوم رمضان
أَشْرَقَ النُّورُ هِلالاً مِنْ حَنَايَا الدَّاجِيَاتِ
يَحْمِلُ البُشْرَى رَجَاءً لِلنُّفُوسِ القَانِطَاتِ
فَيُنِيرُ الرُّوحَ صَفْوًا كَالدَّرَارِي الزَّاهِرَاتِ
يَتَجَلَّى الحَقُّ فِيهِ لِلْقُلُوبِ الطَّاهِرَاتِ
وَالمَعَانِي فِيهِ تَسْمُو عَنْ وَضِيعِ الرَّغَبَاتِ
وَالأَمَانِي فِي شَذَاهَا كَالزُّهُورِ اليَانِعَاتِ
والشاعر "السيد الصديق حافظ" في قصيدته: "ربيع الروح
رَمَضَانُ أَقْبَلَ قُمْ بِنَا يَا صَاحِ هَذَا أَوَانُ تَبَتُّلٍ وَصَلاحِ
الكَوْنُ مِعْطَارٌ بِطِيبِ قُدُومِهِ رَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَنَفْحُ أَقَاحِي
كما صوَّرَهُ الشاعر محمد حسن إسماعيل كضيفٍ عزيزٍ حلَّ وارْتَحَلَ، فيقول
أَضَيْفٌ أَنْتَ حَلَّ عَلَى الأَنَامِ وَأَقْسَمَ أَنْ يُحَيَّا بِالصِّيَامِ
قَطَعْتَ الدَّهْرَ جَوَّابًا وَفِيًّا يَعُودُ مَزَارُهُ فِي كُلِّ عَامِ
تُخَيِّمُ لا يَحُدُّ حِمَاكَ رُكْنٌ فَكُلُّ الأَرْضِ مَهْدٌ لِلْخِيَامِ
وَرُحْتَ تَسُنُّ لِلأَجْوَاءِ شَرْعًا مِنَ الإِحْسَانِ عُلْوِيَّ النِّظَامِ
بِأَنَّ الجُوعَ حِرْمَانٌ وَزُهْدٌ أَعَزُّ مِنَ الشَّرَابِ أَوِ الطَّعَامِ
ويقول الشاعر "ياسين الفيل" في قصيدته: "رمضان أنت بما نُحب جدير
شَوْقِي عَلَيَّ مَدَى الشُّهُورِ يَجُورُ وَدَمِي لِبُعْدِكَ فِي العُرُوقِ يَمُورُ
وَمَشَاعِرِي تَهْفُو إِلَيْكَ وَإِنْ يَكُنْ أَمَلِي بِقُرْبِكَ مَا غَزَاه فُتُورُ
وَمَحَبَّتِي لَكَ تَسْتَحِثُّ خَوَاطِرِي أَنْ تَسْتَطِيلَ وَفِي مَدَاكَ تَدُورُ
قَبْلَ المَجِيءِ لَنَا أَرَاكَ عَوَالِمًا مِنْهَا عَلَى مَلأٍ يَفِيضُ حُبُورُ
ويُصور لنا الشاعر ياسين الفيل مدى هيام الكون بأجمعه بقدوم هذا الشهر الكريم
فَإِذَا أَتَيْتَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ زَائِرٍ لِلأَرْضِ هَلَّلَتِ الرُّبَا وَالدُّورُ
وَاسْتَنْفَرَتْ سُحُبُ اليَقِينِ هَطُولَهَا وَانْسَابَ مَوْجٌ مِنْهُ يُورِقُ بُورُ
وَسَما بِنَا وَرَعُ النَّهَارِ سَمَا بِنَا فِي لَيْلِنَا التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ
يَا أَيُّهَا الشَّهْرُ الجَلِيلُ حَمَلْتَنَا حَمْلاً لِوَادٍ فِيهِ يُشْرِقُ نُورُ
يقول الشاعر "رفعت المرصفي"
رَمَضَانُ يَا عُرْسَ الهِدَايَةِ مَرْحَبًا يَا نَبْعَ خَيْرٍ فِي الوُجُودِ تَدَفَّقَا
مَا أَنْتَ إِلاَّ رَحْمَةٌ عُلْوِيَّةٌ خَصَّ الإِلَهُ بِهَا الوَرَى وَتَرَفَّقَ
والشاعر "أحمد سالم باعطب" يُرَحِّب برمضان
رَمَضَانُ بِالحَسَنَاتِ كَفُّكَ تَزْخَرُ وَالكَوْنُ فِي لأْلاءِ حُسْنِكَ مُبْحِرُ
يَا مَوْكِبًا أَعْلامُهُ قُدْسِيَّةٌ تَتَزَيَّنُ الدُّنْيَا لَهُ تَتَعَطَّرُ
أَقْبَلْتَ رُحْمًا فَالسَّمَاءُ مَشَاعِلٌ وَالأَرْضُ فَجْرٌ مِنْ جَبِينِكَ مُسْفِرُ
هَتَفَتْ لِمَقْدِمِكَ النُّفُوسُ وَأَسْرَعَتْ مِنْ حُوبِهَا بِدُمُوعِهَا تَسْتَنْفِرُ
وما أجملَ تصويرَ الشاعر "أحمد عبدالهادي"
رَمَضَانُ وَافَى الخَلْقَ بالخَيْرَاتِ فَاسْتَبْشِرُوا بِاليُمْنِ وَالبَرَكَاتِ
وَاسْتَقْْبِلُوا شَهْرَ الهُدَى بِحَفَاوَةٍ وَخُذُوهُ بِالأَحْضَانِ وَالقُبُلاتِ
فَاللَّهُ جَلَّ جَلالُهُ قَدْ خَصَّهُ بالنُّورِ وَالإِيمَانِ وَالآيَاتِ
سُبْحَانَهُ فَهْوَ الَّذِي قَدْ خَصَّهُ دُونَ الشُّهُورِ بِعَاطِرِ النَّفَحَاتِ
أما الشاعر "محمد حسن فقي"، فينتابه شعورٌ باليأس؛ لِما اقترفه من آثام فيالأيام الماضية
رَمَضَانُ مَا أَدْرِي وَنُورُكَ غَامِرٌ قَلْبِي فَصُبْحِي مُشْرِقٌ وَمَسَائِي
أَأَنَالُ بَعْدَ مَثَالِبِي وَمَسَاوِئِي بِكَ مِنْهُمَا بَعْدَ القُنُوطِ شِفَائِي؟
وَبِأَنَّنِي سَأْنَالُ مِنْكَ حِمَايَتِي وَوِقَايَتِي مِنْ مُعْضِلِ الأَرْزَاءِ
مَا أَنْتَ إِلاَّ رَحْمَةٌ ومَحَبَّةٌ لِلنَّاسِ مِنْ ظُلْمٍ قَسَا وَعَدَاءِ
ومن لطائف الشعر
أنَّ الشاعر عمر بهاء الدين الأميري في ديوانه: "قلب ورب" نُصِحَ ألا يصوم لكبر سنه، فردَّ عليهم صادقًا، وقال
قَالُوا سَيُتْعِبُكَ الصِّيا مُ وَأَنْتَ فِي السَّبْعِينَ مُضْنَى
فَأَجَبْتُ بَلْ سَيَشُدُّ مِنْ عَزْمِي ويَحْبُو القَلْبَ أَمْنَا
ذِكْرًا وَصَبْرًا وَامْتِثَا لاً لِلَّذِي أَغْنَى وَأَقْنَى
وَيَمُدُّنِي رُوحًا وَجِسْ مًا بِالقُوَى مَعْنًى وَمَبْنَى
"رَمَضَانُ" عَافِيَةٌ فَصُمْ هُ تُقًى لِتَحْيَا مُطْمَئِنَّا
ولمحمد بن الرّومي قصيدة يقول فيها
وَلَمَّا انْقَضَى شَهْرُ الصِّيَامِ بِفَضْلِهِ تَحَلَّى هِلالُ العِيدِ مِنْ جَانِبِ الغَرْبِ
كَحَاجِبِ شَيْخٍ شَابَ مِنْ طُولِ عُمْرِهِ يُشِيرُ لَنَا بِالرَّمْزِ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ
ويُهنِّئ الشَّاعر العبَّاسي البحتريُّ الخليفةَ المتوكِّل بن المعتصِم بنِ هارون الرَّشيد؛ لصيام شهْر رمضان ولِحلول عيد الفِطر
بِالبِرِّ صُمْتَ وَأَنْتَ أَفْضَلُ صَائِمٍ وَبِسُنَّةِ اللَّهِ الرَّضِيَّةِ تُفْطِرُ
فَانْعَمْ بِعِيدِ الفِطْرِ عِيدًا إِنَّهُ يَوْمٌ أَغَرُّ مِنَ الزَّمَانِ مُشَهَّرُ
كما يصوِّر الشَّاعر محمود حسن إسماعيل مَشْهد الصَّائمين المترقِّبين صوْتَ المؤذِّن، منتظرين في خشوعٍ نداءَه، فيقول
جَعَلْتَ النَّاسَ فِي وَقْتِ المَغِيبِ عَبِيدَ نِدَائِكَ العَاتِي الرَّهِيبِ
كَمَا ارْتَقَبُوا الأَذَانَ كَأَنَّ جُرْحًا يُعَذِّبُهُمْ تَلَفَّتُ لِلطَّبِيبِ
وَأَتْلَعْتَ الرِّقَابَ بِهِمْ فَلاحُوا كَرُكْبَانٍ عَلَى بَلَدٍ غَرِيبِ
عُتَاةُ الإِنْسِ أَنْتَ نَسَخْتَ مِنْهُمْ تَذَلُّلَ أَوْجُهٍ وَضَنَى جُنُوب
صوم الجوارح
يقول أبو بكر عطية
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي السَّمْعِ مِنِّي تَصَامُمٌ وَفِي مُقْلَتِي غَضٌّ، وَفِي مَنْطِقِي صَمْتُ
فَحَظِّي إِذًا مِنْ صَوْمِيَ الجُوعُ وَالظَّمَا وَإِنْ قُلْتُ: إِنِّي صُمْتُ يَوْمًا فَمَا صُمْتُ
ويقول الصابي في الَّذي يصوم عن الطَّعام فقط، ويدعو إلى التخلِّي عن العيوب والآثام
يَا ذَا الَّذِي صَامَ عَنِ الطُّعْمِ لَيْتَكَ قَدْ صُمْتَ عَنِ الظُّلْمِ
هَلْ يَنْفَعُ الصَّوْمُ امْرَأً ظَالِمًا أَحْشَاؤُهُ مَلأَى مِنَ الإِثْمِ
نسأل الله أن يُعيننا على صيام رمضان وقيامه، وأن يتقبَّل منا صالِحأعمالنا، وأن يرزُقَنا الصِّدْق والصَّبر على طاعته، وأن يُحبِّب إليْناالإيمان ويزيِّنه في قلوبِنا، ويُكرِّه إلينا الكُفر والفسوق والعصيان،إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلَّى الله وسلَّم على صفيِّه من خلقه،وخليلِه من عباده، وعلى آلِه وصحْبه وسلَّم
رمضان كريم للجميع وتقبل الله صيامكم وقيامكم ودعاءكم
.