تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كل شىء عن رمضان(لاتبخل نفسك)


Toufikm
2009-08-25, 11:53
:dj_17:بسم الله الرحمن الرحيم

أقوال محمدية في الصيام

شهر مبارك (javascript:void(0))
أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتصفد فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله - رواه النسائي والبيهقى عن أبي هريرة مرفوعا


نـــداء ...... نــــداء (javascript:void(0))
إذا كانت أول ليلة من رمضان نادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة - رواه الخمسة إلا أبو داود مرفوعا .


امتيـــازات (javascript:void(0))
أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي من قبلي ، أما الأولى فانه إذا كان أول ليلة منه نظر الله إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا ، وأما الثانية ، فان الملائكة تستغفر لهم كل يوم و ليلة ، وأما الثالثة فان الله يأمر جنته يقول لها ، تزيني لعبادي الصائمين ، يوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى دارى وكرامتي ، وأما الرابعة ، فان رائحة أفواههم حين يمسون تكون أطيب من ريح المسك ، وأما الخامسة ، فانه إذا كان آخر ليلة منه غفر الله لهم جميعا ، فان العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم - رواه البيهقي عن جابر .
خصوصيـــة (javascript:void(0))
إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل معهم أحد غيرهم ، يقال أين الصائمون ؟ فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم فلا يدخل منه أحد - رواه البخاري عن سهل مرفوعا
حفل استقبال لشهر الصيام (javascript:void(0))
قال سليمان الفارسي رضى الله عنه : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان قال : يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعاً ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فيه فريضة كان كم أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة ، وشهر المواساة ، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتقاً لرقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير ما ينقص من أجر الصائم شيء قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يُفطر الصائم عليه، فقال صلى الله عليه وسلم يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة ، أو على شربة ماء ، أو مذقة لبن . وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار واستكثروا فيه من أربع خصال ، خصلتين ترضون بهما ربكم ، وخصلتين لا غناء بكم عنهما فأما الخصلتين اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله ، وتستغفرونه ، وأما اللتان لا غناء بكم عنهما فتسألون الجنة وتعوذون من النار ، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة رواه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي وابن حبان


تنـافس (javascript:void(0))


أتاكم رمضان ، شهر بركة يغشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ، وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير ويباهى بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيرا فان الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل - رواه الطبرانى عن عبادة




عدة لسفر طويل (javascript:void(0))
قيل للأحنف بن قيس : انك شيخ كبير وأن الصيام يضعفك فقال : إني أعده لسفر طويل ، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه .
حملوها ثم أكلوها (javascript:void(0))
عرض الله الأمانة على السموات السبع الطباق والطرائق التي زينها بالنجوم ، ثم على الأرض ، ثم عرضها على الجبال الشم الشوامخ الصلاب الصعاب وقال لهم جمعاء : أتحملين الأمانة بما فيها قلن : وما فيها ؟ قال سبحانه : للمحسن جزاؤه ، وللمسيء عقابه ، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ، فعرضها على الإنسان فحملها" إنه كان ظلوما جهولا " فقد رأيناهم والله اشتروا الأمانة بأموالهم ، فأصابوا آلافا ، فماذا صنعوا فيها ؟ وسعوا بها دورهم وضيقوا بها قبورهم ، وأسمنوا دوابهم ،وأهزلوا دينهم ، وأتعبوا أنفسهم بالغدو والرواح إلى باب السلطان يتعرضون للبلاء ، وهم من الله في عافية ، يقول أحدهم : تبيعني أرضا كذا وكذا ، يتكئ على شماله ويأكل من غير ماله ، حديثة سخرة وماله حرام حتى إذا أخذته الكظة ،ونزلت به البطنه قال : يا غلام آتني بشيء حتى أهضم به طعامي يا لكع ، أطعامك تهضم ، إنما دينك تهضم ، أين الفقير ، أين الأرملة ، أين المسكين ، أين اليتيم ؟ الدين أمرك الله بالبر إليهم ، والعطف عليهم ((الحسن البصري ))
رياضة رصفاء (javascript:void(0))
الصيام زكاة النفس ، ورياضة الجسم ،وداع للبر فهو للإنسان وقاية وللجماعة صيانة ، في جوع الجسم صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنفاذ البصيرة ، لأن الشبع يورث البلادة ، ويعمى القلب ، ويكثر البخار في الدماغ ، فيتبلد الذهن ، والصبي إذا ما كثر أكله بطل حفظه ، وفسد ذهنه ، أحيوا قلوبكم بقلة الضحك ، وقلة الشبع وطهروها بالجوع تصفوا وترق (( حجة الإسلام الغزالي ))
شر وعاء (javascript:void(0))
يا بنى ، إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة ، وخرست الحكمة ، وقعدت الأعضاء عن العبادة (( لقمان الحكيم ))
لحام النفس (javascript:void(0))
النفس الإنسانية لقسوتها وتحررها لا يخيفها شئ ولا يرهبها سلاح بقدر ما يخيفها الجوع ، ويرهبها الحرمان ، تستطيع أن تصبر على كل حادث ، وتحمل كل ألم ، إلا ألم الجوع وذله وشدته وقسوته ، لذلك كان هذا السلاح من أسلحة تخويفها وإرجاعها لرب العالمين ، يقول صلى الله علية وسلم إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع ، أخرجه البخاري ومسلم . (عبد المنعم أبو سعيد ))
ماضي رمضان وحاضرة (javascript:void(0))
يشهد ماضي رمضان ، نهارا عامرا بالإيمان والإحسان ، وليلاً زاخرا بالذكر والقرآن ويشهد حاضره نهاراً مفتونا بشهوة البطون ، وليلا صاخباً بالخلاعةِ والمجون " (( محمد خليفة ))

وقاية وعلاج (javascript:void(0))
كان الناس إلى زمن قريب يحسبون أن الصيام من الشئون الخاصة بالأديان ، ولكن لم يكد ينتشر تاريخ الطب بين الناس حتى علموا أن الصيام أُعتبر في كثير من الأمراض من مقومات الصحة الجسمانية ، فقد علموا انه عد من عهد (أبقراط) عاملا قويا من العوامل المنقية للجسم من سموم الأغذية ، فان المواد الحيوانية التي نتناولها بشراهة ، تحتوى على مواد دهنية ، ومواد رباعية العناصر ، لا تطيق البنية البشرية أن تختزن مقدارا عن الحاجة منها ، وانطلاق الحرية للإنسان يجعله يتناول كل ما يقع تحت يده ، وكثيرا ما يصاب بسبب هذه الحرية بآفات مرضية تكون وبالا عليه ، والصوم ذو تأثير بالغ في تخفيف الأمراض التي تنتاب الأعضاء الظاهرة والباطنة ، وتحويل محمود في حالة المريض ، يتأدى منه إلى التخلص مما أصابه من الآلام والانحرافات وحصة الروح من هذا التحول لا تقل قيمة عن حصة الجسم ، وقد استفاد الطب من ناحية الصوم ما لم يستنفده من ناحية العلاج بالعقاقير ، ولكن أكثر المسلمين لا يأبهون كثيرا بالمستقبل ، ولا يحسبون حسابا للشيخوخة ، ولا يعرفون للقوى حدودا فيعيشون كما يجئ لا كما يجب . (( محمد فريد وجدي ))
جود وبذل (javascript:void(0))
أُحب للصائم الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ، ولتشاغل كثير منهم فيه بالعبادة عن مكاسبهم (( الشافعي ))
موجبات الجود في رمضان (javascript:void(0))
كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فهو حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة - رواه البخاري عن ابن عباس وإنما تضاعف جوده في رمضان . 1. لقرب عهده بمخالطة جبريل ولكثرة مدارسته معه للقرآن الذي يحث على الكرم والجود . 2. وشرف الزمان ، يقتضي شرف ما يقع فيه من الأعمال ، ويؤذن بمضاعفة الأجر عليها ، ولذا قيل أفضل الصدقة صدقة في رمضان . 3. ولأن إعانة الصائمين والقائمين على طاعتهم تستأهل نيل مثل أجورهم كمن جهز غازيا فكأنما غزا 4. ولما امتاز رمضان بكرم الله فيه على عباده بالمغفرة والرحمة والعتق من النار لاسيما في ليلة القدر ناسب ذلك أن يتعامل الناس معه كمعاملة الله لهم ، فيجود أغنياؤهم على فقرائهم ، ليجود الله عليهم بالفضل ، فان الجزاء من جنس العمل ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء . 5. وفى الجود على الفقراء في رمضان الجمع بين الصيام والصدقة وهما من موجبات الجنة . 6. ولما يحدث في الصيام من نقص وخلل بسبب عدم التحفظ ،فالجود على الفقراء في رمضان يجبر ما يلحق بالصوم من نقص ، ويزيل أثر ما يعتريه من خلل ، ولهذا شرعت في آخره زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث كما في الحديث . 7. ثم أن في الجود والبذل في رمضان جمعا بين فضيلتي الصبر والإيثار ، فقد صبر هو عن شهواته ، وأعطى منها المعوذين ، فيكون ممن يطعمون الطعام على حبه - وذاك عين الشكر على النعيم ، قيل ليوسف عليه السلام : مالك تجوع وأنت على خزائن مصر ؟ قال : أخشى أن أشبع فأنسى الجائع . ((فكرى يس ))
الرقيب الحارس (javascript:void(0))
إن الصوم يحدث لصاحبه ملكة المراقبة لله تعالى والحياء منه سبحانه وفي هذه المراقبة أكبر معد النفوس ومهيئ لها السعادة في الآخرة والاستقامة في الدنيا . أنظر هل يقدم من صدق مع الله في صومه وراقبه فيه مخلصا على غش الناس ومخادعتهم ؟ هل يسهل عليه أن يراه الله آكلا لأموالهم بالباطل ؟ هل يحتال على الله في منع الزكاة ، أم يحتال على أكل الربا ؟ هل يقترف المنكرات جهارا . أو يسدل بينه وبين الله في المعاصي إذ لا يطول أمد غفلته عن الله ، وإذا نسى و ألم بشيء منها كان سريع التوبة قريب الأوبة "إن الَّذِيْنَ اتْقَوْا إِذا مَسّهُم طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكّروا فَإذَا هُمْ مُبْصِرُون" . ((محمد عبده))
مائدة عليها كل مشتهى (javascript:void(0))
من بالغ حكمة الله سبحانه أنه ما كلف المسلم بنوع واحد من العبادات في زمن واحد من الأوقات ، بل كلفه بعدة أنواع من العبادات في عدة أزمان ، كلفه بعبادة بدنية كالصلاة ، وبعبادة مالية كالزكاة ، وبعبادة بدنية مالية معا كالحج ، وبعبادة سلبية كالصيام ، وكلفه بعبادة مكررة في كل يوم وكل ليلة وبعبادة مكررة في كل سنه ، وبعبادة واحدة في العمر ، ومقصود الشارع الحكيم بتنويع ما كلف به من العبادات ، أن تكون للأيمان القلبي مظاهر شتى تدل عليه ، وتثبته وتقويه ، وأن تكون للمؤمن عدة امتحانات وابتلاءات تختبر به نفسه وإرادته وهزيمته من كافة نواحيها ، وأن يكون تهذيب النفس شاملاً كاملاً ، لأن الإنسان قد يكون قوي الإرادة في العبادة البدنية دون المالية ، أو في الإيجابية دون السلبية ، أو في الحولية المتكررة في كل يوم وليلة ، فعلاج النفس من كل نواحيها يقتضي تنويع ما تكلف به ، وقد صرح القرآن الكريم بأن التكليف لمصلحة الإنسان نفسه ليس لله فيه غرض قال تعالى في الصلاة " إِنَّ الصَلاّةّ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ والمُنْكَر " وقال في الزكاة " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِم صَدَقَةً تُطَهِرُهُم وَ تُزَكِيْهِم بِهَا " وقال في الحج " لِيَشْهَدوا مَنَافِعَ لَهُم وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ " وقال في الصوم " يَا أَيُها الَّذيْنَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلى الَّذيْنَ مِنْ قَبْلِكُم لَعَلَكُم تَتَقُوْن " ففائدة الصلاة في تجنيب صاحبها المعاصي . والزكاة بركة المال ومودة الفقراء ، والحج شهود معالم الخير واجتماعات التعاون ومؤتمرات السلام الإسلامي وذكر الله ، وللصوم فائدته في تحقيق التقوى للصائم . ((عبد الوهاب خلاف))
نعمتــــان (javascript:void(0))
في شهر رمضان نعمتان : نعمة القرآن الكريم ، ونعمة الصوم نعمة العلم والنور والهداية ، ونعمة الوسيلة لتقبل هذا الفيض ، فبالصوم ترتاد النفس وتسكن إلى الحق وتهش لقبوله ، وتبعد عن رذائل الجسم وتيارات الشهوات المختلفة ، من بغض وحقد وحب للانتقام ، وميل إلي إرضاء غريزة الشهوة للطعام والشراب ، وترقى إلى أفقها السماوي الروحاني ، مستعدة لتلقى الفيض الإلهي وتفهم معاني الآيات وما فيها من عبر وعظات . ((محمد مصطفى المراغى ))

وفاء …. وحدة …. تحرير (javascript:void(0))
لابد للروح من رياضة ولو شهرا واحدا ، بعد أحد عشر شهرا قضاها الجسد المادي في استكلاب على العيش وانغماس في الهوى - الصوم هو الوفاء للجانب السماوي في الإنسان عندما يجعله الجانب الأرضي فيها كليلا مجهدا .. كان لي زوج من طير الهدهد مات واحد منها ، فامتنعت الأخرى عن تناول الطعام والشراب حتى ماتت صوما وحبا ووفاء - حدث هذا للطير الذي أراد الله أن يجعله دائما لبني البشر واعظا ومعلما .. الهدهد قال للملك سليمان " أََحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَ جِئْتُكَ مِنْ سَبَأ بِنَبَأ يَقِيْن " …… رمضان هو الشهر الذي يربط خمسمائة مليون من بنى البشر برباط اجتماعي واحد فيجعل منهم قافلة ممتزجة الروح ، متحدة العقيدة ، متفقة الفكر متماثلة العيش ... فالصلاة توجهنا نحو قبلة واحدة ، والصيام يربطنا بالتزامات اجتماعية واحدة ، والحج يجمعنا في مؤتمر إسلامي واحد ، وصدق الله حيث قال : " إِنَّ هَذِهِ أُمَتُكُم أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ وأَنَأ رَبُكُم فاعبُدُون "شهر الصوم هو شهر التحرير .. تنزع الزواحف في صومها جلدها البالي ، وتطرح السلحفاة حراشيفها الغلاظ ، ويخفف الجمل ثقل سنامه أبان صومه ، ويتخلص الإنسان في رمضان من غوائل ماديته وجرائمه .. أما كرم البلابل فإنها إذا حبست في أقفاصها (صامت ) وامتنعت عن وضع البيض حتى لا تورث أفراخها العبودية وصدق الله حيث قال : "وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِم " فحرية الأفراد ، وحرية الجماعات ، وحرية الشعوب ، ما أحرانا أن نصوم في شهر الصوم عن خدشها ، ونقوم في شهر القيام على كفالتها . ((مصطفي مؤمن ))
قيود على البدن وانطلاق الروح (javascript:void(0))
الصوم يهذب النفس الرعناء ، وينمى العواطف الحساسة ، ويقوى المشاعر الحية ، والإنسان بغير الإنسانية البارة الحنون يكون كز العواطف جامد الشعور ، ضعيف الإحساس ، الفرد والمجموع في ذلك سواء ….. وإنك لتجد الوهم السائد في العالم ، والكوارث الأليمة المرتقبة ، والمثالية العالمية المفقودة ، إنما سبب ذلك ضعف الإنسانية في الأمم ، أو فقدانها فيهم ، فالصوم يجتث من النفوس نزواتها السادرة ، ويمدها بالروح الصافية ، ويعدها لعمل الخير المشترك والنفع العام ، وهو مع ذلك يفيد الجسم قوة ، ويجعل من الإنسان قويا جلدا ، لا يهين في الشدائد ، ولا يضعف عند النوازل ، وهو يربى الأمانة ، ويعود الصبر ، والمعصوم صلى الله عليه وسلم يقول : " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا في رَمَضَانَ مِنَ الخَيْرِ لَتَمَنَوا أَنْ يَكُونَ حَوْلاً كَامِلاً " ……. لقد كان المسلمون الأولون أشد حرصا على أرواحهم منهم على حرية أبدانهم ، وكانوا يقيدون حرية الفرد بكل قيد للبدن ، وبذلك كانوا حربا على كل ضعف في أنفسهم ، و فتنة في قلوبهم ، ويرون في الإيمان بالله سموا واستهانة بكل جهد ومشقة لبلوغ هذا السمو المنيع …….كانت فرائض الله تؤدى ، وحدوده تتبع ، وشعائره تقتدي ، فعاشوا في قوة المنعة ، وفي ظل الحرية الكريمة سعداء آمنين .أما الآن فماذا ؟ أتبدلت الدعوة ؟ أم سقطت التكاليف ؟ أم تغير الزمان ؟ كلا . لم يقع شيء من ذلك ، فالدعوة قائمة ، والتكاليف في عنق المكلفين ضربة لازب ، والزمان هو الزمان ، ولكنه قد طال الأمد ، فقست القلوب ، وجهل الناس أمر دينهم فنسوا عزة النفس ، فكانوا غرباء في بلادهم ، ضعفاء في سلطانهم ، أذلاء في كثرتهم ، وأصبحوا كالأيتام في مأدبة اللئام ……. هذه فريضة الصوم ، سل الذين أدركوا أوائل هذا القرن - وليس ببعيد - هل كانوا يرون مسلما يجترئ على حرمة الصوم بالإفطار في المنازل ، أو الشوارع ؟ قد يفطر بعض الناس لعذر قائم ولكنه كان يستحي ويستتر ، ويتشبه بالصائمين ، وسلهم هل كانوا يرون مطعما أو مقهى يفتح أبوابه للمفطرين كما هو حادث الآن ؟ وهل كانت بيوت السادة المترفين ، إلا مفتحة الأبواب للواردين والمترددين ، وتلاوة القرآن ، والعظة النافعة ، هل كانت المساهر إلا مليئة بالأسمار والمسلاة البريئة ؟؟؟؟؟ أما الآن . فماذا ترى . ترى القوم قد انصرفوا عن دينهم وجافوه ، ونسوا خشية الله ومخوفاته ، وأصبحوا يفطرون بلا تأثم ولا محرجة في المنازل أمام ذريتهم ، وفي المطاعم العامة بلا مبالاة وحتى في الدواوين الرسمية ، لا يبالون شيئا من حرمة رمضان وقدسيته ، وانك لترى البيوت المؤثلة مقفلة في وجوه الزائرين والمترددين من العجزة والعفاة الذين كانوا يترقبون هذا المسم بلهفة ورقبى وانتظار ….... أفلا ترى معي بعد هذا أن النفوس قد أجدبت من الدين ومن البر و ما نجده من المسبغات والإقحاط ، ونرتقبه من النذر والمخاوف إنما سببه هو نبذ الدين ومجافاته ، وأن الإنسانية الواعية التي تعمل للخير المشترك والنفع العام ، لا تحل في القلوب الخربة الواهنة ، ولا تهبط في النفوس العارية من حلية الفضائل والأخلاق ،لا يمكن أبدا أن تهدا النفوس ، ويستشعر الناس بهدوء ، ويستقر صمام الأمن والسلام ويعود للأمم الإسلامية مجدها وعزتها وسلطانها إلا باتباع الدين وتقوى الله . وإلا أن يكون في حكامها وأمرائها قدوة حسنة وأسوة فاضلة للشعوب قال تعالى " وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَه ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاس لا يَعْلَمُون " ((محمود أبو العيون ))
الباقي والفاني (javascript:void(0))
أبدع الله هيكل الإنسان ، وأحسن خلقه ، وأحكم صنعه، فجعله مادة تعتلج فيها شتى الطبائع وتصطبغ بألوان الخير والشر ، كما سلك فيه روحا من أمره هي سر الحياة ومظهر الوجود ، وهى حقيقة الإنسان وجوهره ، وهى المخاطبة بالأمر والنهى ، والحث والزجر ، والترغيب والترهيب ، وهى التي تبقى إذا مات الإنسان سابحة في عوالمها ، متنقلة في آفاقها ، حتى يقضى الله في أمرها وتعود للإنسان في النشأة الأخرى للجزاء والحساب ، فتنعم بالقرار في جنة الخلد إذا كسبت خيرا في الدنيا وتشقى بالعذاب الخالد في النار إذا اكتسبت شرا . وللروح الإنساني قوة وسلطان ، وللمادة آثار وطبائع ، وبينهما تفاعل وتدافع ، وقلما يتكافأن ، ومثلهما في الإنسان مثل كفتي الميزان إذا شالت إحداهما هبطت الأخرى فإذا قويت الروح رقت حجب المادة وخفت كثافتها ، فيسموا الإنسان في تفكيره ومداركه وتتسع لبصيرته آفاق المعرفة ، وتتفتح له أكمام العلوم ، ويستعد لفيض الكمال وإشراق الهداية ، ويكون إلى الخير أميل ، وينعكس الأمر إذا طغت المادية على الروحية ، فيبدو الميل إلي الشر والطغيان ، وتبدو الأثرة والأنانية ويكون في طبائعه أقرب إلى الحيوان . وأعظم معوان على تقوية جانب الروح الإنساني صيام شهر رمضان حسبما شرعه الله تعالى ، لا مجرد حبس النفس عن شهواتها بل إخلاص النية وأداء الطاعة واجتناب الآثام ، وتوجه القلب إلى الخير والبر بالناس والعمل بهما والدعوة اليهما ، ومحاسبة النفس على كل ما تأتى وما تذر كحساب التاجر الحاذق الذي لا ينام ليلة حتى يصفى عمل نهاره ليعرف ربحه فينشط أو خسارته فيتراجع ، ومتى كان الصائم كذلك ، فلا عجب أن تفتح له أبواب الجنة وتغلق أبواب الجحيم ، وتصفد الشياطين ، كما ورد في الحديث ((حسين محمد مخلوف ))
قرآن مع الخدم (javascript:void(0))
كان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان ، وكان السلف كذلك يتدارسونه فيه ، ويقومون ليلة به لزيادة الاهتداء والاعتبار ، فماذا كان من اقتداء الخلف بهم ؟ كان أن بعض الوجهاء والأغنياء يستحضرون في رمضان من كان حسن الصوت يتغنى بالقرآن في حجرات الخدم ، وهم في الغرفات مع أمثالهم لاهون لاعبون ، ومن عساه يصغي منهم أحيانا إلى القارئ فإنما يتلذذ بسماع صوته الحسن ، وتوقيعه العنائى ، فجعلوا القرآن إما مهجورا ، وإما لذة نفسية ، فصدق عليهم " اتَخَذُوا دِيْنَهُمْ هُزُوَا وَلَعِبَاً " (( محمد رشيد رضا ))
تطعيم ضد الرذائل (javascript:void(0))
كل إنسان عرضه للوقوع في مأزق تكرهه نفسه لألمه الجسماني أو تنفر منه الروح لبعده عن الفضيلة إذن فلنبحث عما يُمرن النفس على الأحجام عن المحرم ولا سيما إذا توفرت دواعيه وبواعثه ، ويمرنها على الرضا إذا فاجأتها الكروب - التعليم والتلقين وحده ليس كافيا ، بل قد يكون التعليم سلاحا يستعمل في التفنن لارتكاب المحذورات - أما العاصم والكافي فهو التمرين والتدريب العملي للجميع ، ذلك بأن يمنع الإنسان نفسه طوعا واختيارا عما يملك وعما هو حلال له ، ويروضها على ذلك بامتناعه عن أطيب المشتهيات - فكأنما الصوم ظرف صناعي حدده الشارع وأوجب الدخول فيه وتحمل كل ما يعترضه من صدمات جديدة لتقوك النفس على الظروف الطبيعية التي تأتى في الحياة ، فما أشبه ذلك بالتطعيم ضد الأمراض المعدية ، مثل الجدري ، والتيفود ، والدفتيريا فما هذا التطعيم إلا إيصال مواد الجسم تحدث به مرضا صناعيا خفيفا يمنح البدن مناعة ووقاية من المرض الحقيقي إذا أتى من الخارج شديدة الوطأة " وداوني بالتي كانت هي الداء " وإذا رأينا إنسانا لم ينتفع بالصوم فالذنب آت قبله ، كالمريض الذي أهمل تناول إحدى وحدات الدواء فاستمر مرضه ، فالذنب ذنبه ، ولا ذنب الطبيب . (( عبد العزيز الشريف ))

خولة93
2009-08-27, 11:28
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/445-do3aa.gif