فريد الفاطل
2015-01-16, 20:12
http://www.sawaleif.com/images/newsimages/smallimages/2014620223030641.jpg
****عندما اندلعت الثورة ضد نظام مبارك مع نهاية ثورة 2011، كان متوقعًا أن يبسط الإخوان سيطرتهم على مصر، ولم تتردد السعودية في الإعراب عن معارضتها للمردود المحتمل.
****في يونيو 2012، عندما أضحى مرشح الإخوان محمد مرسي رئيسًا لمصر، حاول تهدئة السعوديين، لكن دون جدوى، وساندوا السيسي عندما قام بالانقلاب في يوليو 2013.
منذ الانقلاب على مرسي ، منحت المملكة السعودية السيسي مليارات الدولارات دعمًا له في منع مرسي من العودة إلى المنصب الرئاسي، كما عبرت الرياض أيضًا علنًا عن معارضتها للمواقف الدولية المنددة بالمجازر التي تلت الانقلاب.
المناهضة السعودية للإخوان المسلمين، يمكن رؤيتها من خلال ادراج الجماعة" كحركة ارهابية".
السؤال هو لماذا تكره السعودية الإخوان إلى هذه الدرجة، بالرغم من أن الجماعتين من المخلصين للمذهب السني، ولماذا آثرت مساعدة أنصار السيسي العلمانيين؟
مثل هذا السؤال يضحي أكثر قوة بالنظر إلى العلاقات الماضية بينهما، حيث كانت المملكة ذات يوم ملاذًا آمنًا للعديد من قادة الإخوان، الذين هربوا من الاضطهاد في مصر .(استضافة ال سعود للاخوان كان الهدف منها التنكيل بجمال عبدالناصر وليس حبا وتأييدا للاخوان .)
هناك إجابات متعددة على السؤال تتلخص في النقاط التالية:
1- اسم "الإخوان" كان يطلق في بداية القرن العشرين على ميليشيا بن سعود، مؤسس الأسرة الملكية السعودية، والتي بثت الذعر بين قبائل شبه الجزيرة العربية، وأنهت حكم شريف حسين بن علي، ملك الحجاز، وعندما أسس حسن البنا الإخوان المسلمين عام 1928، أخذ الاسم، وأضاف إليه صفة "المسلمين"، لتأكيد أن أعضاء الجماعة من المسلمين الحقيقيين، كنوع من مناهضة جيش بن سعود، الذي لم يتسامح مع مثل هذه حتى موته عام 1953.
2- السعودية مجتمع قبلي، عبر القواعد، والتقاليد، بينما تؤمن جماعة الإخوان بأن الدين يحل محل الولاءات القبلية، والتي يجب أن تختفي من السياسة مطلقًا من وجهة نظرهم، سياسة الإخوان المسلمين سمحت لهم بإدراج أشخاص من كل القطاعات، وتحويل الأعضاء إلى مجتمع مدني متطور، بينما يعتمد النموذج السعودي على العائلة المغلقة التي لا تستوعب أشخاصًا خارج ذلك الإطار.
3- النموذج المنظم للإخوان يسمح لهم بتوسع نطاق أنشطتهم وتأثيرهم إلى دول أخرى، بينها دول لا يشكل الإسلام بها أغلبية، مثل أمريكا وإسرائيل ودول أوروبا، ولكن على النقيض فإن النموذج السعودي يتسم بالمحدودية، ولا يمكن له أن يتجاوز تأثيره خارج نطاقها إلا من خلال شراء مؤيدين.
حقيقة أن "الإخوان المسلمين" يمكن أن توسع نطاق تأثيرها وتواجدها إلى مجتمعات جديدة، جعل السعودية والإمارات يشعران أنهما يخسران سباق الهيمنة.
4- في المملكة السعودية والإمارات، هناك القليل من الأشخاص غير المرتبطين بالنظام القبلي، والعائلات الحاكمة، لذا فإن أيديولوجية الإخوان تناسب أسلوب حياة وفكر هؤلاء، الراغبين في تغيير حكم آل سعود والأسرة الحاكمة في الإمارات بأنظمة غير قبلية. وكان صعود الإخوان المسلمين إلى منصب الرئاسة المصرية، تحفيزًا لذلك الاتجاه، بما زاد من مساحة التوجس داخل الأسرتين الحاكمتين اللتين تخشيان من أن تهدد أيديولوجية الإخوان استقرار نظاميهما، حتى أن ضاحي خلفان تميم، القائد العام السابق لشرطة دبي، قال إن خطر الإخوان على الإمارات يتجاوز الخطر الإيراني.
5 - علاقة دول شبه الجزيرة العربية بالغرب تكافلية، حيث تمد الغرب بالبترول والغاز، مقابل الحماية من الأخطار الخارجية، مثل إيران، أما بالنسبة للإخوان المسلمين، فإن الغرب هو العدو الرئيسي لدول الشرق الأوسط، من وقائع استعمار وتأسيس لدولة إسرائيل وسرقة الموارد الطبيعية والهيمنة السياسية، والتي ينظر الإخوان إليها باعتبارها هجومًا غربيًا على الثقافة الإسلامية والمصالح الاقتصادية والسياسية.
التناقض بين اتجاه الإخوان ودول شبه الجزيرة العربية نحو الولايات المتحدة زاد من التوتر بين الجانبين.
المجموعات السلفية في مصر، تتشابه في فكرها مع السعوديين، في مناهضة الإخوان والتعاون مع السيسي، وقواته الأمنية ضد "الإخوان".
وهكذا حوصرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكذلك حماس بين مطرقة السيسي وقواته الأمنية، وسندان السعودية وإمارات الخليج، وهذ ينطبق أيضا على الدول العربية التي شهدت ثورات الربيع العربيي و التي وصل فيها "الاخوان " الى سدة الحكم كتونس وليبيا و اليمن.
الهاوية التي تفصل أقطارالخليج ، عن الإخوان المسلمين متسعة وعميقة، وما المؤامرات والدسائس من الحكومات الخليجية وتسخيرها" لعلمائها" ضد هذه الجماعة-بل التحالف مع أعداء الأمة ضدها-*كما حدث في العدوان الصهيوني على غزة لخير دليل على ذلك.
منقول
****عندما اندلعت الثورة ضد نظام مبارك مع نهاية ثورة 2011، كان متوقعًا أن يبسط الإخوان سيطرتهم على مصر، ولم تتردد السعودية في الإعراب عن معارضتها للمردود المحتمل.
****في يونيو 2012، عندما أضحى مرشح الإخوان محمد مرسي رئيسًا لمصر، حاول تهدئة السعوديين، لكن دون جدوى، وساندوا السيسي عندما قام بالانقلاب في يوليو 2013.
منذ الانقلاب على مرسي ، منحت المملكة السعودية السيسي مليارات الدولارات دعمًا له في منع مرسي من العودة إلى المنصب الرئاسي، كما عبرت الرياض أيضًا علنًا عن معارضتها للمواقف الدولية المنددة بالمجازر التي تلت الانقلاب.
المناهضة السعودية للإخوان المسلمين، يمكن رؤيتها من خلال ادراج الجماعة" كحركة ارهابية".
السؤال هو لماذا تكره السعودية الإخوان إلى هذه الدرجة، بالرغم من أن الجماعتين من المخلصين للمذهب السني، ولماذا آثرت مساعدة أنصار السيسي العلمانيين؟
مثل هذا السؤال يضحي أكثر قوة بالنظر إلى العلاقات الماضية بينهما، حيث كانت المملكة ذات يوم ملاذًا آمنًا للعديد من قادة الإخوان، الذين هربوا من الاضطهاد في مصر .(استضافة ال سعود للاخوان كان الهدف منها التنكيل بجمال عبدالناصر وليس حبا وتأييدا للاخوان .)
هناك إجابات متعددة على السؤال تتلخص في النقاط التالية:
1- اسم "الإخوان" كان يطلق في بداية القرن العشرين على ميليشيا بن سعود، مؤسس الأسرة الملكية السعودية، والتي بثت الذعر بين قبائل شبه الجزيرة العربية، وأنهت حكم شريف حسين بن علي، ملك الحجاز، وعندما أسس حسن البنا الإخوان المسلمين عام 1928، أخذ الاسم، وأضاف إليه صفة "المسلمين"، لتأكيد أن أعضاء الجماعة من المسلمين الحقيقيين، كنوع من مناهضة جيش بن سعود، الذي لم يتسامح مع مثل هذه حتى موته عام 1953.
2- السعودية مجتمع قبلي، عبر القواعد، والتقاليد، بينما تؤمن جماعة الإخوان بأن الدين يحل محل الولاءات القبلية، والتي يجب أن تختفي من السياسة مطلقًا من وجهة نظرهم، سياسة الإخوان المسلمين سمحت لهم بإدراج أشخاص من كل القطاعات، وتحويل الأعضاء إلى مجتمع مدني متطور، بينما يعتمد النموذج السعودي على العائلة المغلقة التي لا تستوعب أشخاصًا خارج ذلك الإطار.
3- النموذج المنظم للإخوان يسمح لهم بتوسع نطاق أنشطتهم وتأثيرهم إلى دول أخرى، بينها دول لا يشكل الإسلام بها أغلبية، مثل أمريكا وإسرائيل ودول أوروبا، ولكن على النقيض فإن النموذج السعودي يتسم بالمحدودية، ولا يمكن له أن يتجاوز تأثيره خارج نطاقها إلا من خلال شراء مؤيدين.
حقيقة أن "الإخوان المسلمين" يمكن أن توسع نطاق تأثيرها وتواجدها إلى مجتمعات جديدة، جعل السعودية والإمارات يشعران أنهما يخسران سباق الهيمنة.
4- في المملكة السعودية والإمارات، هناك القليل من الأشخاص غير المرتبطين بالنظام القبلي، والعائلات الحاكمة، لذا فإن أيديولوجية الإخوان تناسب أسلوب حياة وفكر هؤلاء، الراغبين في تغيير حكم آل سعود والأسرة الحاكمة في الإمارات بأنظمة غير قبلية. وكان صعود الإخوان المسلمين إلى منصب الرئاسة المصرية، تحفيزًا لذلك الاتجاه، بما زاد من مساحة التوجس داخل الأسرتين الحاكمتين اللتين تخشيان من أن تهدد أيديولوجية الإخوان استقرار نظاميهما، حتى أن ضاحي خلفان تميم، القائد العام السابق لشرطة دبي، قال إن خطر الإخوان على الإمارات يتجاوز الخطر الإيراني.
5 - علاقة دول شبه الجزيرة العربية بالغرب تكافلية، حيث تمد الغرب بالبترول والغاز، مقابل الحماية من الأخطار الخارجية، مثل إيران، أما بالنسبة للإخوان المسلمين، فإن الغرب هو العدو الرئيسي لدول الشرق الأوسط، من وقائع استعمار وتأسيس لدولة إسرائيل وسرقة الموارد الطبيعية والهيمنة السياسية، والتي ينظر الإخوان إليها باعتبارها هجومًا غربيًا على الثقافة الإسلامية والمصالح الاقتصادية والسياسية.
التناقض بين اتجاه الإخوان ودول شبه الجزيرة العربية نحو الولايات المتحدة زاد من التوتر بين الجانبين.
المجموعات السلفية في مصر، تتشابه في فكرها مع السعوديين، في مناهضة الإخوان والتعاون مع السيسي، وقواته الأمنية ضد "الإخوان".
وهكذا حوصرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكذلك حماس بين مطرقة السيسي وقواته الأمنية، وسندان السعودية وإمارات الخليج، وهذ ينطبق أيضا على الدول العربية التي شهدت ثورات الربيع العربيي و التي وصل فيها "الاخوان " الى سدة الحكم كتونس وليبيا و اليمن.
الهاوية التي تفصل أقطارالخليج ، عن الإخوان المسلمين متسعة وعميقة، وما المؤامرات والدسائس من الحكومات الخليجية وتسخيرها" لعلمائها" ضد هذه الجماعة-بل التحالف مع أعداء الأمة ضدها-*كما حدث في العدوان الصهيوني على غزة لخير دليل على ذلك.
منقول