المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يدعو الإنسان ولا يستجاب له؟ والله - عز وجل - يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ؟


ابو اكرام فتحون
2015-01-15, 18:28
بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سئل فضيلة الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى :
لماذا يدعو الإنسان ولا يستجاب له؟
والله - عز وجل - يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ؟

فأجاب فضيلته بقوله:
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأسأل الله - تعالى - لي ولإخواني المسلمين التوفيق للصواب عقيدة، وقولا، وعملا، يقول: الله - عز وجل -: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} .
ويقول السائل: إنه دعا الله - عز وجل - ولم يستجب الله له فيستشكل هذا الواقع مع هذه الآية الكريمة التي وعد الله - تعالى - فيها من دعاه بأن يستجيب له والله - سبحانه وتعالى - لا يخلف الميعاد.
والجواب على ذلك أن للإجابة شروطا لا بد أن تتحقق وهي:
الشرط الأول: الإخلاص لله - عز وجل - بأن يخلص الإنسان في دعائه فيتجه إلى الله - سبحانه وتعالى - بقلب حاضر صادق في اللجوء إليه عالم بأنه - عز وجل - قادر على إجابة الدعوة، مؤمل الإجابة من الله - سبحانه وتعالى -.
الشرط الثاني: أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمسِّ الحاجة بل في أمس الضرورة إلى الله - سبحانه وتعالى - وأن الله - تعالى - وحده هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، أما أن يدعو الله - عز وجل - وهو يشعر بأنه مستغن عن الله - سبحانه وتعالى - وليس في ضرورة إليه وإنما يسأل هكذا عادة فقط فإن هذا ليس بحري بالإجابة.
الشرط الثالث: أن يكون متجنبا لأكل الحرام فإن أكل الحرام حائل بين الإنسان والإجابة كما ثبت في الصحيح عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين " فقال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} . وقال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} .
ثم ذكر النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام. قال النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فأنى يستجاب له» .
فاستبعد النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن يستجاب لهذا الرجل
الذي قام بالأسباب الظاهرة التي بها تستجلب الإجابة وهي:
أولا: رفع اليدين إلى السماء أي إلى الله - عز وجل - لأنه - تعالى - في السماء فوق العرش، ومد اليد إلى الله - عز وجل - من أسباب الإجابة كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند: «إن الله حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا» .
ثانيا: هذا الرجل دعا الله - تعالى - باسم الرب " يا رب يا رب " والتوسل إلى الله - تعالى - بهذا الاسم من أسباب الإجابة؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور فبيده مقاليد السماوات والأرض، ولهذا تجد أكثر الدعاء الوارد في القرآن الكريم بهذا الاسم:
{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} . الآيات.

فالتوسل إلى الله - تعالى - بهذا الاسم من أسباب الإجابة.
ثالثا: هذا الرجل كان مسافرا والسفر غالبا من أسباب الإجابة؛ لأن الإنسان في السفر يشعر بالحاجة إلى الله - عز وجل - والضرورة إليه أكثر مما إذا كان مقيما في أهله، وأشعث أغبر كأنه غير معني بنفسه كأن أهم شيء عنده أن يلتجئ إلى الله ويدعوه على أي حال كان هو سواء كان أشعث أغبر أم مترفا، والشعث والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أن الله - تعالى - ينزل إلى السماء الدنيا عشية عرفة يباهي الملائكة بالواقفين فيها يقول: " أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق» .

هذه الأسباب لإجابة الدعاء لم تجد شيئا؛ لكون مطعمه حراما، وملبسه حراما، وغذي بالحرام، قال النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فأنى يستجاب له؟» .
فهذه الشروط لإجابة الدعاء إذا لم تتوافر فإن الإجابة تبدو بعيدة، فإذا توافرت ولم يستجب الله للداعي، فإنما ذلك لحكمة يعلمها الله - عز وجل - ولا يعلمها هذا الداعي، فعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، وإذا تمت هذه الشروط ولم يستجب الله - عز وجل - فإنه إما أن يدفع عنه من السوء ما هو أعظم، وإما أن يدخرها له يوم القيامة فيوفيه الأجر أكثر وأكثر؛ لأن هذا الداعي الذي دعا بتوفر الشروط ولم يستجب له ولم يصرف عنه من السوء ما هو أعظم، يكون قد فعل الأسباب ومنع الجواب لحكمة فيعطى الأجر مرتين مرة على دعائه ومرة على مصيبته بعدم الإجابة فيدخر له عند الله - عز وجل - ما هو أعظم وأكمل.

ثم إن المهم أيضا أن لا يستبطئ الإنسان الإجابة، فإن هذا من أسباب منع الإجابة أيضا كما جاء في الحديث عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «" يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ".
قالوا: كيف يعجل يا رسول الله؟ قال: " يقول: دعوت ودعوت ودعوت فلم يستجب لي» . فلا ينبغي للإنسان أن يستبطئ الإجابة فيستحسر عن الدعاء ويدع الدعاء بل يلح في الدعاء فإن كل دعوة تدعو بها الله - عز وجل - فإنها عبادة تقربك إلى الله - عز وجل - وتزيدك أجرا، فعليك يا أخي بدعاء الله - عز وجل - في كل أمورك العامة والخاصة الشديدة واليسيرة، ولو لم يكن من الدعاء إلا أنه عبادة لله - سبحانه وتعالى - لكان جديرا بالمرء أن يحرص عليه. والله الموفق.
- مجموع فتاوى ورسائل العثيمين رحمه الله تعالى -

اغادير
2015-01-15, 18:57
مشكور أخي بارك الله فيك

ببوشة
2015-01-16, 07:41
اعتقد ان انسانا لو طبق كل ما في الفتوى اعلاه وبصدق و اخلاص

ومع ذلك لن يستجيب الله عز وجل,لان الامر ليس متوقفا على

هذه الشروط و لا على هذا المفهوم اصلا. حسب راي و مفهوم اخر.


واذا اراد اي كان ان يجرب ويطبق ما جاء في الفتوى,ويرى ان

استجيب له ام لا؟

ابو اكرام فتحون
2015-01-16, 08:27
اعتقد ان انسانا لو طبق كل ما في الفتوى اعلاه وبصدق و اخلاص

ومع ذلك لن يستجيب الله عز وجل,لان الامر ليس متوقفا على

هذه الشروط و لا على هذا المفهوم اصلا. حسب راي و مفهوم اخر.


واذا اراد اي كان ان يجرب ويطبق ما جاء في الفتوى,ويرى ان

استجيب له ام لا؟




اعتقادك للأسف و ما هو باللون الأحمر
هو قدح في اليقين .
فلا نقول ندعوا ونجرب لنرى هل سيستجاب لنا
بل ندعوا ونحن موقنين بالإستجابة
محسنين الظن بالله أنه قريب سميع مجيب جواد وأنه كريم
وأنه غفور رحيم- سبحانه-, وأنه يتوب على عباده إذا تابوا إليه, وأن فضله عظيم
والله يقول: (أنا عند ظن عبدي بي)


وأسأل الله أن يجيب دعاءك

ببوشة
2015-01-16, 09:01
اعتقادك للأسف و ما هو باللون الأحمر
هو قدح في اليقين .
فلا نقول ندعوا ونجرب لنرى هل سيستجاب لنا
بل ندعوا ونحن موقنين بالإستجابة
محسنين الظن بالله أنه قريب سميع مجيب جواد وأنه كريم
وأنه غفور رحيم- سبحانه-, وأنه يتوب على عباده إذا تابوا إليه, وأن فضله عظيم
والله يقول: (أنا عند ظن عبدي بي)


وأسأل الله أن يجيب دعاءك






سامحك الله.

انت حرفت قصدي و انتقدته حسب فهمك الخاص.

نبيل بومزعر
2015-01-20, 15:07
بارك الله فيك يا اخي

yamhak
2015-01-20, 21:25
Baraka lahou fik

محمد 1989
2015-01-24, 14:22
شكراً ااااااااااااا

محمد 1989
2015-01-24, 14:23
بارك الله فيك

afrimat
2015-02-09, 14:43
الخشوع و الخشوع و التظرع لله وحده

باب الواد
2015-02-10, 13:04
مشكور على الموضوع

ghecham mohamed
2015-02-10, 20:34
بارك الله فيك

ام البنوتة
2015-02-11, 07:09
"قل حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله انا الى ربنا لراغبون"

hocem146
2015-02-15, 11:51
بارك الله فيك
اللهم فرجها علينا و على كل محتاج
فإنك قريب مجيب الدعوات

سائلة عفو ربها
2015-06-08, 18:44
اللهم ارزقنا الاخلاص...

أبو عبد الرحمن عمار
2015-06-08, 23:55
جزاكم الله خيرا والله يقول: (أنا عند ظن عبدي بي)

كامل محمد محمد محمد
2015-06-22, 17:17
قال تعالى:
{ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 41]
فلما كان القرآن كله ككلمة واحدة ولما كان المقرر فى الاصول امتناع التخلف فى خبر الله جل وعلا فيجب حمل الآية الاولى على المشيئة فنحمل الطلق على المقيد وتكون استجابة الدعاء فى الآية الاولى مرتبطة بمشيئة الله جل وعلا

raniarara
2015-06-22, 17:20
بارك الله فيك

كامل محمد محمد محمد
2015-06-26, 11:16
يقول تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 40، 41]
قيد الله سبحانه فى هذه الآية الاستجابة بالمشيئة ولما كان من المجمع عليه فى الاصول امتناع التخلف فى خبر الله تعالى ووجدنا من يدعو فلا يستجاب له ولما كان القرآن كله ككلمة واحدة وجب بذلك ان نحمل الاطلاق فى الآية الاولى على تلك الاية الثانية فتكون الاستجابة مقيدة بالمشيئة وقد قال تعالى :{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } [الأنبياء: 23]

كامل محمد محمد محمد
2015-06-26, 11:20
يجب حمل الاطلاق فى هذه الآية على التقييد بالمشيئة فى قوله تعالى:قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ

dalinda nour
2015-06-26, 13:11
جزيل الشكر اخي افدتنا جعله لله في ميزان حسناتك
بارك لله فيك

كامل محمد محمد محمد
2017-06-29, 07:20
لقد تبين فى أصول الدين امتناع التخلف فى خبر الله تعالى وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم



فإذا كان الخبر غير جارً على هذا الأصل وجب البحث عن النصوص الأخرى التى تكمل هذا النص حتى يستقيم مع هذا الأصل الكلى
كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ }[الشورى: 20]فظاهر هَذِه الْآيَة أَن من أَرَادَ حرث الدُّنْيَا أُوتِيَ مِنْهَا وَنحن نشاهد كثيرا من النَّاس يحرصون على الدُّنْيَا وَلَا يُؤْتونَ مِنْهَا شَيْئا فَهُوَ كَلَام مُحْتَاج الى بَيَان وإيضاح ثمَّ قَالَ تَعَالَى فِي آيَة أُخْرَى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ}[الإسراء: 18]فَإِذا أضيفت هَذِه الْآيَة الى الْآيَة الأولى بَان مُرَاد الله تَعَالَى وارتفع الْإِشْكَال
وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة: 186]وَنحن نرى الدَّاعِي يَدْعُو فَلَا يُسْتَجَاب لَهُ ثمَّ قَالَ تَعَالَى فِي آيَة أُخْرَى: {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ }[الأنعام: 41] فَدلَّ اشْتِرَاط الْمَشِيئَة فِي هَذِه الْآيَة الثَّانِيَة على أَنه مُرَاد فِي الْآيَة الأول.

طرش جمال الدين
2017-10-02, 01:06
النية و الذنوب
الله المستعان

طرش جمال الدين
2017-10-02, 01:07
النية و الذنوب
الله المستعان
,,,,,,,,,,,,,,,,,