تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحكمة من مشروعية الصيام


اميرة @الشرق
2009-08-24, 20:45
ما الحكمة من مشروعية الصيام ؟.

الإجـــابــة
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله

و على آله و صحبه و من والاه ... أما بعد :ــ

لا بد أولاً أن نعلم أن الله تعالى من أسمائه الحسنى ( الحكيم )

والحكيم مشتق من الحُكْم ومن الحِكْمة .

فالله تعالى له الحكم وحده ،

وأحكامه سبحانه في غاية الحكمة والكمال والإتقان .

ثانياً :

أن الله تعالى لم يشرع حكماً من الأحكام إلا وله فيه حكم عظيمة ،

قد نعلمها ، وقد لا تهتدي عقولنا إليها ،

وقد نعلم بعضها ويخفى علينا الكثير منها .

ثالثاً :

قد ذكر الله تعالى الحكمة من مشروعية الصيام وفرضِه علينا

في قوله سبحانه و تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ

كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

البقرة / 183 .

فالصيام وسيلة لتحقيق التقوى ، والتقوى هي فعل ما أمر الله تعالى به ،

وترك ما نهى عنه .

فالصيام من أعظم الأسباب التي تعين العبد على القيام بأوامر الدين .

وقد ذكر العلماء رحمهم الله بعض الحكم من مشروعية الصيام ،

وكلها من خصال التقوى ، ولكن لا بأس من ذكرها ،

ليتنبه الصائم لها ، ويحرص على تحقيقها .

فمن حكم الصوم :
1- أَنَّ الصَّوْمَ وَسِيلَةٌ إلَى شُكْرِ النِّعْم , فالصيام هُوَ كَفُّ النَّفْسِ

عَنْ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ , وهذه مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ وَأَعْلاهَا ,

وَالامْتِنَاعُ عَنْهَا زَمَانًا مُعْتَبَرًا يُعَرِّفُ قَدْرَهَا , إذْ النِّعَمُ مَجْهُولَةٌ ,

فَإِذَا فُقِدَتْ عُرِفَتْ, فَيَحْمِلُهُ ذَلِكَ عَلَى قَضَاءِ حَقِّهَا بِالشُّكْرِ .

2- أَنَّ الصَّوْمَ وَسِيلَةٌ إلَى ترك المحرمات ,

لأَنَّهُ إذَا انْقَادَتْ النَفْسٌ لِلامْتِنَاعِ عَنْ الْحَلالِ طَمَعًا فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ تَعَالَى ,

وَخَوْفًا مِنْ أَلِيمِ عِقَابِهِ , فَأَوْلَى أَنْ تَنْقَادَ لِلامْتِنَاعِ عَنْ الْحَرَامِ ,

فَكَانَ الصَّوْمُ سَبَبًا لاتِّقَاءِ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى .

3- أَنَّ فِي الصَّوْمِ التغلب على الشَّهْوَةِ ,

لأَنَّ النَّفْسَ إذَا شَبِعَتْ تَمَنَّتْ الشَّهَوَاتِ , وَإِذَا جَاعَتْ امْتَنَعَتْ عَمَّا تَهْوَى ,

وَلِذَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :

( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ : مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ;

فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ , وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ , وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ ,

فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) .

4- أَنَّ الصَّوْمَ مُوجِبٌ لِلرَّحْمَةِ وَالْعَطْفِ عَلَى الْمَسَاكِينِ ,

فَإِنَّ الصَّائِمَ إذَا ذَاقَ أَلَمَ الْجُوعِ فِي بَعْضِ الأَوْقَاتِ ,

ذَكَرَ مَنْ هَذَا حَالُهُ فِي جَمِيعِ الأَوْقَاتِ , فَتُسَارِعُ إلَيْهِ الرِّقَّةُ عَلَيْهِ ,

وَالرَّحْمَةُ بِهِ , بِالإِحْسَانِ إلَيْهِ ,

فكان الصوم سبباً للعطف على المساكين .

5- فِي الصَّوْمِ قَهْرٌ لِلشَّيْطَانِ ، وإضعاف له ,

فتضعف وسوسته للإنسان ، فتقل منه المعاصي ،

وذلك لأن ( الشَّيْطَان يَجْرِيَ مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ )

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ،

فبالصيام تضيق مجاري الشيطان فيضعف ، ويقل نفوذه .

قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (25/246) :

ولا ريب أن الدم يتولد من الطعام والشراب ،

وإذا أكل أو شرب اتسعت مجاري الشياطين - الذي هو الدم -

وإذا صام ضاقت مجاري الشياطين ،

فتنبعث القلوب إلى فعل الخيرات ، وترك المنكرات

اهـ بتصرف .

6- أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى ،

فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه ، لعلمه باطلاع الله عليه .

7- وفي الصيام التزهيد في الدنيا وشهواتها ،

والترغيب فيما عند الله تعالى .

8- تعويد المؤمن على الإكثار من الطاعات ،

وذلك لأن الصائم في الغالب تكثر طاعته فيعتاد ذلك .

فهذه بعض الحكم من مشروعية الصيام ،

نسأل الله تعالى أن يوفقنا لتحقيقها ويعيننا على حسن عبادته.

taha178
2009-08-24, 21:07
بارك الله فيك أختي الفاضلة وجزاك بخير الجزاء

عبد القادر خليل
2009-08-24, 22:02
بارك الله فيك وجزاك خيرا

أمجد الجلفـة
2009-08-25, 09:48
http://forum.sedty.com/imagehosting/1228_1238580738.gif

شكــــــــــــــــ اميرة @ الشرق ـــــــــرا