ABDOU ELE
2015-01-04, 11:50
الشباب الجزائري بين الحقيقة والخيال في الهجرة والحرقة
المقال لصاحبته نادية الوناس
http://im51.gulfup.com/kScOrO.jpg (http://www.gulfup.com/?VJKOau)
http://im47.gulfup.com/8Luiel.jpg (http://www.gulfup.com/?YBBvAD)
لعل حلم الهجرة عند الشاب جزائري و المغاربي عموما هو من الاحلام التي تروده منذ نعومة اظافره ولعل النظرة السائدة في مخيلتهم حول الهجرة تكاد تكون مثالية ولا تحمل اي شوائب.
فيتخيل الشاب انه بمجرد وصوله الى الضفة الاخرى سيجد امراة ايطالية جميلة على شاكلة مونيكا بلوتشي تقع في حبه مباشرة ويدخلها الى الاسلام و يلبسها الحجاب و النقاب بعدما تسوي له وضعيته القانونية و سيجد الشركات و المراكز التجارية تنتظره لتوظيفه بمرتب محترم يسمح له بالعودة الى حيه الشعبي مع زوجته التي تحول اسمها الى عائشة ليتباها امام شباب الحي
كل هذه الاشياء هي مجرد حلم يحول الى كابوس
فخلال تجولي في ازقة المدن الايطالية وجدت الالاف من المغاربة من تونسيين و مغاربيين و الجزائريين من الذين رمت بهم القوارب في بلد الكالتشو يتفرشون الارصفة ليبعو المنادين للسياح الامريكيين و الالمان و الاسرائليين والذين يقومون هم بدورهم بشراء المنادين ببعض القروش شفقتا بهم. والبعض الاخر يملأ محطة القطارات يترقبون الفرصة لسرقة حقائب (النوايا) من السياح او معاكست المراهقات الشقروات ليحل عليهم الليل ليفترشو الارصفة او محطة القطارات او يبحثو عن الكنائس التي تاوي المهاجرين و الغجر لتوفر لهم وجبة عشاء في الصحون البلاستيكية او فراش جماعي ينامون عليه.
ولعل المنظر الذي بقي في ذهني كان خلال دراستي في شمال ايطاليا سنة 2006 عندما ضرب شمال ايطاليا موجة برد قارص تسبب في مقتل حتى الحيوانات البرية وكنت في ذلك قد خرجت باكرا على الساعة 5 صباحا للتوجه الى المطار و العودة الى الجزائر عندما شاهدت العديد من الشباب المغاربي والافارقة مختبئ تحت الجسور و سيارات الصليب الاحمر و منظمة الكاريتاس تقوم بتقديم الحساء الساخن و البطانيات.
للاسف هذه هي وضعية الشباب الحالم بالهجرة ولعل ابن خالتي واحد منهم فبعد ان اصر على ان يهاجر وباي ثمن وبعدما طاف اوروبا من بلجيكا الى فرنسا ثم الى ايطاليا لتصلنا اخباره بانه بخير وانه يعمل وله مسكن مما ادى هذا الى تشجيع اخيه لفكرة الهجرة
فقمت انا و زوجي البارحة بالاتصال به عندما علمت انه يعيش في احدى المدن الصغيرة القريبة من فلورنسيا ولكنه تجنب الرد على الهاتف لمدة يوم كامل فاتصلت باخيه في الجزائر للحصول على عنوان مسكنه للذهاب والبحث عنه هناك وهذا ما حدث فعندما وصلنا الى العنوان وجدنا انها عبارة عن عمارة قديمة ولا تليق للعيش وكانت المفاجئة اعظم عندما فتح الباب و اكتشاف انه يقطن في بيت مهجور يتقاسمه مع 12 شخصا.
فشرح لي وضعيته وحكايته من بلجيكا اين لم يستطع الحصول على عمل بسبب عدم حصوله على بطاقة الاقامة و التي تشترط بلجيكا عقد عمل لتحصل على بطاقة الاقامة ثم انتقل الى فرنسا ليعمل حمال في مركز تجاري ليفقد عمله بسبب الازمة الاقتصادية ليجد نفسه بعدها في ايطاليا والتي عمل فيها حاليا مساعد بناء يستدعى من حين لاخر عندما يتوفر العمل.
للاسف هذا هو الحال الذي يعيش فيه اغلب المهاجرين الى اوروبا فسوق العمل الان يبحث فقط عن اليد العاملة المحترفة او عن اصحاب المستويات او المواهب وحتى وان توفرت هذه الشروط فيجب ان تكون اكثر خبرة و تفوقا من المواطن الايطالي. وقد سبق لي وان التقيت ببعض الشخصيات الجزائريةا الناجحة رغم قلة الجزائريين المقيمين بفلورنسيا
فاغلبهم من الفنانين وخرجي المهد الوطني للفنون الجميلة بالجزائر او المعهد الموسقي او المعاهد الهندسة المعمارية
فهناك السيدة سارة بوديسة وهي يهودية جزائرية من القبة عضو في نقابة العمال و مناضلة في الاحزاب اليسارية و هناك ايضا صالح حنفي و هو استاذ في الجامعة وهناك السيدة نادية بالمهدي وهي رسامة تشكيلية معروفة هناك و فريد مرسلي وهو رسام منظم عروض موسقى الاوبيرا و هناك الهادي صياد وهو نحات وتقريبا كلهم اصحاب شهادات او مواهب ومبدعين
عندما ارى هؤلاء الشباب اتقطع في داخلي الم لما وصل اليه ابناء وطني و جلدتي بسبب حماقة هذا النظام بسياسته التي اجبرتهم على الهرب و بسبب ايضا تهور شبابنا و سذاجته بايمان بان الجنة هي وراء البحار.
فالشاب الذي يسكع في الشورع و الازقة ولا يستطيع ان يتدبر حتى سجائره اليومية و في نفس الوقت يعتقد ان مكانه ليس هناك و انما وسط اصحاب العيون الزرقاء و يسعى لشق بحار المتوسط للتحقيق احلامه الخرافية هو شباب ساذج ولعل الاخوة الاصدقاء المقيمين في اوروبا يدركون هذه الاشياء التي اتحدث عنها
منقول
ارائكم
المقال لصاحبته نادية الوناس
http://im51.gulfup.com/kScOrO.jpg (http://www.gulfup.com/?VJKOau)
http://im47.gulfup.com/8Luiel.jpg (http://www.gulfup.com/?YBBvAD)
لعل حلم الهجرة عند الشاب جزائري و المغاربي عموما هو من الاحلام التي تروده منذ نعومة اظافره ولعل النظرة السائدة في مخيلتهم حول الهجرة تكاد تكون مثالية ولا تحمل اي شوائب.
فيتخيل الشاب انه بمجرد وصوله الى الضفة الاخرى سيجد امراة ايطالية جميلة على شاكلة مونيكا بلوتشي تقع في حبه مباشرة ويدخلها الى الاسلام و يلبسها الحجاب و النقاب بعدما تسوي له وضعيته القانونية و سيجد الشركات و المراكز التجارية تنتظره لتوظيفه بمرتب محترم يسمح له بالعودة الى حيه الشعبي مع زوجته التي تحول اسمها الى عائشة ليتباها امام شباب الحي
كل هذه الاشياء هي مجرد حلم يحول الى كابوس
فخلال تجولي في ازقة المدن الايطالية وجدت الالاف من المغاربة من تونسيين و مغاربيين و الجزائريين من الذين رمت بهم القوارب في بلد الكالتشو يتفرشون الارصفة ليبعو المنادين للسياح الامريكيين و الالمان و الاسرائليين والذين يقومون هم بدورهم بشراء المنادين ببعض القروش شفقتا بهم. والبعض الاخر يملأ محطة القطارات يترقبون الفرصة لسرقة حقائب (النوايا) من السياح او معاكست المراهقات الشقروات ليحل عليهم الليل ليفترشو الارصفة او محطة القطارات او يبحثو عن الكنائس التي تاوي المهاجرين و الغجر لتوفر لهم وجبة عشاء في الصحون البلاستيكية او فراش جماعي ينامون عليه.
ولعل المنظر الذي بقي في ذهني كان خلال دراستي في شمال ايطاليا سنة 2006 عندما ضرب شمال ايطاليا موجة برد قارص تسبب في مقتل حتى الحيوانات البرية وكنت في ذلك قد خرجت باكرا على الساعة 5 صباحا للتوجه الى المطار و العودة الى الجزائر عندما شاهدت العديد من الشباب المغاربي والافارقة مختبئ تحت الجسور و سيارات الصليب الاحمر و منظمة الكاريتاس تقوم بتقديم الحساء الساخن و البطانيات.
للاسف هذه هي وضعية الشباب الحالم بالهجرة ولعل ابن خالتي واحد منهم فبعد ان اصر على ان يهاجر وباي ثمن وبعدما طاف اوروبا من بلجيكا الى فرنسا ثم الى ايطاليا لتصلنا اخباره بانه بخير وانه يعمل وله مسكن مما ادى هذا الى تشجيع اخيه لفكرة الهجرة
فقمت انا و زوجي البارحة بالاتصال به عندما علمت انه يعيش في احدى المدن الصغيرة القريبة من فلورنسيا ولكنه تجنب الرد على الهاتف لمدة يوم كامل فاتصلت باخيه في الجزائر للحصول على عنوان مسكنه للذهاب والبحث عنه هناك وهذا ما حدث فعندما وصلنا الى العنوان وجدنا انها عبارة عن عمارة قديمة ولا تليق للعيش وكانت المفاجئة اعظم عندما فتح الباب و اكتشاف انه يقطن في بيت مهجور يتقاسمه مع 12 شخصا.
فشرح لي وضعيته وحكايته من بلجيكا اين لم يستطع الحصول على عمل بسبب عدم حصوله على بطاقة الاقامة و التي تشترط بلجيكا عقد عمل لتحصل على بطاقة الاقامة ثم انتقل الى فرنسا ليعمل حمال في مركز تجاري ليفقد عمله بسبب الازمة الاقتصادية ليجد نفسه بعدها في ايطاليا والتي عمل فيها حاليا مساعد بناء يستدعى من حين لاخر عندما يتوفر العمل.
للاسف هذا هو الحال الذي يعيش فيه اغلب المهاجرين الى اوروبا فسوق العمل الان يبحث فقط عن اليد العاملة المحترفة او عن اصحاب المستويات او المواهب وحتى وان توفرت هذه الشروط فيجب ان تكون اكثر خبرة و تفوقا من المواطن الايطالي. وقد سبق لي وان التقيت ببعض الشخصيات الجزائريةا الناجحة رغم قلة الجزائريين المقيمين بفلورنسيا
فاغلبهم من الفنانين وخرجي المهد الوطني للفنون الجميلة بالجزائر او المعهد الموسقي او المعاهد الهندسة المعمارية
فهناك السيدة سارة بوديسة وهي يهودية جزائرية من القبة عضو في نقابة العمال و مناضلة في الاحزاب اليسارية و هناك ايضا صالح حنفي و هو استاذ في الجامعة وهناك السيدة نادية بالمهدي وهي رسامة تشكيلية معروفة هناك و فريد مرسلي وهو رسام منظم عروض موسقى الاوبيرا و هناك الهادي صياد وهو نحات وتقريبا كلهم اصحاب شهادات او مواهب ومبدعين
عندما ارى هؤلاء الشباب اتقطع في داخلي الم لما وصل اليه ابناء وطني و جلدتي بسبب حماقة هذا النظام بسياسته التي اجبرتهم على الهرب و بسبب ايضا تهور شبابنا و سذاجته بايمان بان الجنة هي وراء البحار.
فالشاب الذي يسكع في الشورع و الازقة ولا يستطيع ان يتدبر حتى سجائره اليومية و في نفس الوقت يعتقد ان مكانه ليس هناك و انما وسط اصحاب العيون الزرقاء و يسعى لشق بحار المتوسط للتحقيق احلامه الخرافية هو شباب ساذج ولعل الاخوة الاصدقاء المقيمين في اوروبا يدركون هذه الاشياء التي اتحدث عنها
منقول
ارائكم