-تيتو-تقي الدين
2014-12-30, 14:45
بسم الله
كم هو جميل ذلك الإحساس القوي الذي يصرخ بداخلك الذي يدفع جدران قفصك الصدري لتنتفض ... كم هو جميل أن تدفعك نفسك لتعود مسرعا إلى البيت.... في سكينتك تحمل مكنسة الضمير...تلك المكنسة التي ألقيتها في زاوية بعيدة في جحر أسدل الليل ستاره عليه ..في جحر صغير من عقلك المنهك...
كم هو جميل أن يعود بك الزمن إلى ماض حلو...إلى طفولة كنت فيها سيد نفسك ....إلى طفولة كنت اخرج لأشم رائحة القهوة التي تعدها خالتي رشيدة كل أمسية ...في وقت مضى كنت أنظر كل صباح إلى عمي "عزيز" الذهاب وهو يستعمل ميزان الذهب ...كنت أرى فيه وقارا لم أعد أراه الآن
في وقت مضى كنت أرى جارنا "سفيان" الجندي وقد عاد من "تيارت" يحمل حقيبة ظهره وقد حلق شعره وخرج في أجمل مظهر...كنت أرى فيه بطلي الخارق...كنت اتخيله ببذلة عسكرية يتأبط نجوما وأوسمة ويحمل رشاشا ثقيل الوزن ويرتدي نظارات سوداء على شاكلة أفلام "فان دام" ، كنت أحب حكاياته وإن كان جلها زيفا ...كانت بطولات خارقة ...كنت أرى فيه ذلك الرجل الذي يضحي بحياته من أجل وطنه والكل يخافه...كبرت فاضمحلت معي أحلامي وكبرت معها كوابيس الواقع فاكتشفت أن الفقر هو الذي دفع ب "سفيان " حتى يرمي بنفسه إلى الجيش في وقت كان يهابه الكثيرون...اكتشفت أن تحليقة شعر سفيان سبقها شعر كثيف ...وان عودته للبيت سبقتها ليال عجاف في الجبل...
في وقت مضى كنت أخاف معلمي إحتراما ...و أحترمه خوفا ...كنت أعلم أنه يدخن لكن لم أعلم يوما أن مشاكل الدنيا وهمومها قد تدفعه لأكثر من ذلك ...كنت أرى فيه هيبة تناقصت ثم تلاشت ...لم أتخيل في صغري أن أرى معلمي يركل يوما ممن هم أقل منه شأنا, وزنا, علما, وحتى جسدا
كان يوم الجمعة بطوله يوما كافيا جدا لألعب وألهو وأستحم وأحلق شعري وأصلي وأجول ...لأنه على قول جدي : "وقت البركة "
كم كان جميلا صغري
أخوكم في الله :م.ت:متحصل على الشهادة الورقة
كم هو جميل ذلك الإحساس القوي الذي يصرخ بداخلك الذي يدفع جدران قفصك الصدري لتنتفض ... كم هو جميل أن تدفعك نفسك لتعود مسرعا إلى البيت.... في سكينتك تحمل مكنسة الضمير...تلك المكنسة التي ألقيتها في زاوية بعيدة في جحر أسدل الليل ستاره عليه ..في جحر صغير من عقلك المنهك...
كم هو جميل أن يعود بك الزمن إلى ماض حلو...إلى طفولة كنت فيها سيد نفسك ....إلى طفولة كنت اخرج لأشم رائحة القهوة التي تعدها خالتي رشيدة كل أمسية ...في وقت مضى كنت أنظر كل صباح إلى عمي "عزيز" الذهاب وهو يستعمل ميزان الذهب ...كنت أرى فيه وقارا لم أعد أراه الآن
في وقت مضى كنت أرى جارنا "سفيان" الجندي وقد عاد من "تيارت" يحمل حقيبة ظهره وقد حلق شعره وخرج في أجمل مظهر...كنت أرى فيه بطلي الخارق...كنت اتخيله ببذلة عسكرية يتأبط نجوما وأوسمة ويحمل رشاشا ثقيل الوزن ويرتدي نظارات سوداء على شاكلة أفلام "فان دام" ، كنت أحب حكاياته وإن كان جلها زيفا ...كانت بطولات خارقة ...كنت أرى فيه ذلك الرجل الذي يضحي بحياته من أجل وطنه والكل يخافه...كبرت فاضمحلت معي أحلامي وكبرت معها كوابيس الواقع فاكتشفت أن الفقر هو الذي دفع ب "سفيان " حتى يرمي بنفسه إلى الجيش في وقت كان يهابه الكثيرون...اكتشفت أن تحليقة شعر سفيان سبقها شعر كثيف ...وان عودته للبيت سبقتها ليال عجاف في الجبل...
في وقت مضى كنت أخاف معلمي إحتراما ...و أحترمه خوفا ...كنت أعلم أنه يدخن لكن لم أعلم يوما أن مشاكل الدنيا وهمومها قد تدفعه لأكثر من ذلك ...كنت أرى فيه هيبة تناقصت ثم تلاشت ...لم أتخيل في صغري أن أرى معلمي يركل يوما ممن هم أقل منه شأنا, وزنا, علما, وحتى جسدا
كان يوم الجمعة بطوله يوما كافيا جدا لألعب وألهو وأستحم وأحلق شعري وأصلي وأجول ...لأنه على قول جدي : "وقت البركة "
كم كان جميلا صغري
أخوكم في الله :م.ت:متحصل على الشهادة الورقة