تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تنظيم الإخوان بداية ونهاية .


الزمزوم
2014-12-30, 00:09
مدخل :


حسن البنا..
اسم فرض نفسه على العالمين العربى والإسلامى، منذ نهاية الربع الأول من القرن العشرين.
الإخوان المسلمون..
من الذى لا يعرفهم ؟!
قد تتفق معهم أو تختلف، تتعاطف أو تعارض، تراهم حلما للخلاص أو كابوسا يقود إلى الهادية، لكن أحدا لا يملك أن ينكر وجودهم وقوتهم النسبية وقدرتهم على التأثير.
حسن البنا.. والإخوان المسلمون
الزعيم.. والجماعة
التأسيس.. والتطور
كيف تكون البداية ؟




أهى مع ميلاد الشيخ حسن أحمد عبد الرحمن البنا، الشهير بحسن البنا، فى الثانى عشر من أكتوبر سنه 1906؟
أم أن البداية الحقيقية تتطلب العودة إلى ما قبل ذلك التاريخ بربع قرن؟!.



ولد الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا سنة 1882 ميلادية، التى توافق سنه 1300 هجرية، وكان مولده فى قرية “,”شمشيرة“,”، التابعة لمركز “,”فوة“,”، بمديرية الغربية. قرية عادية صغيرة لا تختلف عن مئات القرى فى الدلتا، لكنها تتميز بالوقوع على ضفة النيل مباشرة، كما أن المركز الذى تتبعه: “,”فوة“,”، ذو تاريخ عريق حافل.
فى العام نفسه، كان الزعيم الوطنى أحمد عرابى قد تعرض لهزيمة قاسية، أفضت إلى الاحتلال الانجليزي لمصر، وتعرض عرابى للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى، و حُكم عليه بالإعدام، قبل أن
يستبدل الحكم بالنفى ومصادرة الأملاك.


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/783.jpg
والد البنا

ولد الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا سنة 1882

هزيمة عرابى كانت نتيجة منطقية لمواجهة قوى لا قبل له بها: الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، الخديو محمد توفيق الذى أعلن عصيانه، والسلطان العثمانى الذى أفتى بتمرده، والخونة الذين باعوه بالثمن البخس.
لم تكن أسرة الشيخ أحمد البنا فى القاع، فهى تملك فدادين قليلة، يزرعها الأخ الأكبر محمد، الفلاح الماهر الذى يحسن الزراعة، ويجيد التعامل مع الأراضى البور.
لماذا تحمل الأسرة الزراعية لقب “,”البنا“,” ؟!.
هل كان الجد الأكبر يعمل بصناعة البناء؟
سؤال منطقى مبرر، لكن الإجابة الحاسمة عنه ليست متاحة، وإن كان الأبن الأصغر جمال البنا يرجح اشتغال أحد الجدود الأوائل للأسرة بصنعة البناء.
حلم غير مسار أحمد البنا!.
رأت أمه فى منامها، وهى حامل به، أنها ستلد ذكرا أسمه أحمد، وأن هذا الطفل سيحفظ القرآن الكريم.
من هنا جاء إصرارها على أن يتعلم فى كتاب القرية، بدلا من مساعدة أخيه الأكبر محمد فى أعمال الزراعة، ووافق الأب.
فى الرابعة من عمره، ذهب الطفل أحمد البنا إلى “,”سيدنا“,” فى الكتاب، وتلقى دروسه الأولى على يد الشيخ الكفيف محمد أبو رفاعى.
ما المهنة التى تناسبه بعد أن ابتعد عن عالم الزراعة، الذى يمثل النشاط الرئيسى فى القرى المصرية؟
لقد تحولت هواية أحمد البنا فى إصلاح الساعات إلى مهنة، وساعده إمام مسجد القرية، الشيخ أحمد الجارم، الذى أرشده إلى محل كبير للساعات فى الإسكندرية، يملكه الحاج محمد سلطان.



هناك، فى الإسكندرية، يستطيع أن يعمل، وأن يستكمل فى الوقت نفسه دراسته الدينية فى جامع الشيخ إبراهيم باشا، وهو مثل الأزهر فى القاهرة.
توجه احمد البنا إلى الإسكندرية، والتقى بالحاج محمد سلطان، وأبلغه تحيات الشيخ الجارم وتوصيته. بعدها اندمج أحمد فى مجالين: إتقان إصلاح الساعات، ومواصلة الدروس الدينية فى جامع إبراهيم باشا.
وهو على مشارف العشرين، عاد الشيخ أحمد إلى قريته، وسرعان ما ادى امتحان القرعة العسكرية، وتم إعفاؤه من التجنيد لأنه من حفظة القرآن الكريم.
ولأن القرى الصغيرة لا متسع فيها لمهنة مثل إصلاح الساعات، فقد اتجهت أنظار الشيخ الشاب إلى المحمودية والتى زارها مع احد أصدقائه زيارة خاطفة فاعجب بها أيما إعجاب.

المحطة التالية فى حياة الشيخ أحمد البنا هى الزواج، وهو ما تم فى الخامس والعشرين من إبريل سنه 1904.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/792.jpg

أم السعد.. والدة حسن البنا.
عروس فى الخامسة عشر من عمرها، هى الأبنة الصغرى لتاجر مواشى القرية إبراهيم صقر.
جميلة، بيضاء البشرة، متناسبة الملامح، ذكية مدبرة واعية عنيدة، ولعل هذه الصفات جميعا قد انتقلت إلى ابنها البكر، حسن البنا.
المحمودية..
أخذت اسمها من اسم السلطان محمود، سلطان تركيا، عندما شق محمد على باشا ترعة تبدأ منها، وأطلق عليها ترعة المحمودية، وهى الترعة التى تزود الإسكندرية بالماء العذب.



لم تكن المحمودية قرية صغيرة، فهى بندر نشط ملئ بالحركة والحيوية. حيث كان للبنادر شأن وتأثير آنذاك، وكانت الحياة الاجتماعية نشيطة بفضل الطبقة الوسطى، ووقودها من صغار الملاك والتجار والموظفين.
اشترى الشيخ أحمد البنا بيتا صغيراً فى المحمودية، واشترى دكانا لإصلاح وبيع الساعات، واتسع نشاطه أيضاً ليشمل بيع أجهزة الجراموفون والأسطوانات.
الحياة الأسرية وتجارة الساعات والأسطوانات، لم تحل دون الشيخ الشاب ومواصلة القراءة والإطلاع وتحصيل العلوم الإسلامية، وهنا يبرز اسم الشيخ محمد زهران. شيخ كفيف موفور النشاط، يصدر مجلة عنوانها “,”الإسعاد“,”، يقوم بإدارتها وتحرير معظم مادتها العلمية.
علاقة الأستاذ بالتلميذ، انتهت إلى صداقة حميمة. أتت أكلها مع الطفل حسن البنا


12 أكتوبر سنه 1906م
25 شعبان 1324هـ.
ميلاد حسن البنا.. الأبن الأكبر للشيخ أحمد.
كيف كانت مصر فى ذلك الوقت؟
كان حاكم مصر الرسمى آنذاك هو الخديو عباس حلمى الثانى، و لكن القوة الحقيقية كانت بيد اللورد كرومر، ممثل دولة الاحتلال الانجليزي، والشعب غائب عن الساحة، الساحة كانت مهيأة لظهور الأحزاب بعد عام واحد من ميلاد حسن البنا.
زعيم وطنى شاب يتسم بالرومانسية، اسمه مصطفى كامل، واتجاه أخر عقلانى يرفض الانفعال العاطفى، يمثله أحمد لطفى السيد، وثمة اتجاه ثالث يدين بالولاء للجالس على العرش.



أغلبية طاغية من الفقراء، وأقلية ضئيلة فاحشة الثراء. النشاط الزراعى هو المهيمن، وكبار ملاك الأراضى هم أصحاب المصلحة الحقيقية والتحكم الاقتصادى، والمرأة محجوبة غائبة عن الحياة الاجتماعية، والتعليم متدهور، والأمية متفشية، والثقافة تنحصر فى الشعر، الذى يحمل رايته شاعر الأمير: أحمد شوقى، ويزاحمه شاعر النيل: حافظ إبراهيم.
الفن الغنائى هو الأكثر انتشارا، والمسرح الغنائى يحمله الشوام المهاجرون، ونجوم المرحلة منيرة المهدية وسلامة حجازى.
المعاناة تشتد وتزداد حدتها كل يوم، وقبل شهور قليلة من ميلاد حسن البنا كانت مأساة دنشواى، تعبيرا عن الهوان الذى يعانيه المصريون فى ظل الاحتلال والقهر.
كانت مصر تتهيأ للاستيقاظ من السبات الطويل الذى حل بها بعد صدمة الاحتلال، وكانت الجامعة الإسلامية حلما يراود الكثيرين، لكن معطيات الواقع تصدمهم فدولة الخلافة الإسلامية أضحت أشبه بالرجل المريض، الذى لا حول له ولا قوة فى مواجهة الغرب




الاستعمارى، الذى ينهش فى جسد الإمبراطورية العثمانية ولا يبقى لها شيئاً.
قبل عامين من ميلاد حسن البنا، رحل الإمام المجدد الشيخ محمد عبده، الرجل الذى حاول أن يبعث الحيوية والشباب فى الأزهر، لكن جحافل التقليديين والمحافظين من الشيوخ لم تتح له فرصة النجاح، ومات الإمام وهو يردد فى أسى:
“,”ولكنه دين أردت صلاحه
أحاذر أن تقضى عليه العمائم“,”
كان الأزهر مؤسسة تقليدية محافظة، تقاوم التجديد فى شراسة، وتتحصن بالموروث والمحفوظ، وتتباعد كل يوم عن إيقاع الحياة المتجددة التى لا تعرف الركود.
هكذا كانت مصر عند ميلاد حسن البنا.
حسن البنا هو الأبن الأكبر للشيخ أحمد البنا، الذى توالى بعده قدوم الأخوة والأخوات تباعا: عبد الرحمن فى الثامن والعشرين من سبتمبر سنه 1908، وفاطمة فى الثالث من فبراير سنه 1911، ومحمد فى العاشر من فبراير سنه 1913، وعبد الباسط فى الخامس عشر من أغسطس سنه 1915، وزينب فى السادس عشر من يناير سنه 1919، وأحمد جمال الدين فى الخامس عشر من ديسمبر سنه 1920، واخيراً فوزية فى العاشر من مارس سنه 1923.


وباستثناء زينب، التى ماتت قبل أن تتم العام، ترعرع الأبناء السبعة وشقوا طريقهم فى الحياة، وتباينت أقدارهم ومصائرهم.
فى غضون ذلك، كان الشيخ أحمد البنا يواصل رحلته مع القراءة والكتابة الدينية، ويصلح الساعات، ويبيع الأسطوانات، ويعمل إماما وخطيباً لأحد مساجد المحمودية، وفضلاً عن ذلك كله عين الشيخ مأذونا للبلدة اعتبارا من عام 1913.
فى المحمودية، أقام الشيخ أحمد البنا صداقات وثيقة مع كثير من أبنائها: الشيخ أحمد الطباخ، والشيخ محمود دريدة، وعوض الباسوس، وغيرهم. ولم تقتصر صداقات الشيخ على المحمودية، فقد امتدت إلى أماكن أبعد، وصولا إلى القاهرة والإسكندرية، ولعل أشهر وأهم هؤلاء الأصدقاء هو الكاتب والمفكر الإسلامى المعروف محمد فريد وجدى.
فى القرن الثالث الهجرى، وضع الإمام أحمد بن حنبل الشيبانى مسنده، وقد طبع الكتاب فى ستة مجلدات كبيرة. الإنجاز الأهم للشيخ أحمد البنا يتمثل فى تصنيفه لكتاب “,”الفتح الربانى فى ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيبانى“,”، وهو عمل ضخم اشتغرق من الشيخ عمرا كاملا، وينم عن البيئة الدينية التى وُلد فى أحضانها حسن البنا.
إذا كان الشيخ محمد زهران هو الأستاذ الأول لأحمد البنا، فقد كان – أيضاً – الأستاذ الأول لابنه حسن، وفى مدرسة الرشاد الدينية، تلقى حسن البنا دروسه الدينية الأولى، وحفظ القرآن الكريم، وتهيأ لمواصلة طريق التعليم.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/784.jpg



ثمة مثل شائع يقول : من شب على شئ شاب عليه، وفى طفولة حسن البنا مشاهد تستدعى التأمل، وتومئ إلى ما سيئول إليه فى شبابه ورجولته.


مثل كل الأطفال، كانت لحسن البنا ألعابه المفضلة، وقد كان مولعا بلعبة شعبية شهيرة، ينقسم فيها الأطفال اللاعبون إلى فريقين متصارعين: عسكر وحرامية، ولكن الطفل حسن البنا أثر أن يحولها إلى مؤمنون وكافرون.


وكان هو دائما ما يقود فريق المؤمنين، ممسكا بسيف خشبى، ومندمجاً إلى درجة ينسى




وكان هو دائما ما يقود فريق المؤمنين، ممسكا بسيف خشبى، ومندمجاً إلى درجة ينسى فيها أنه يلعب، فينهال بخشبة اللعب الخشبية على أقرانه، وكأنها حرب حقيقية جادة لا هزل فيها.


قد تكون الحكاية بسيطة، لكنها تشير إلى ثلاثة ملامح مهمة، نمت مع الطفل ولازمته طوال حياته:


الملمح الأول هو الاختيار الحاسم للمعسكر الذى يراه معبرا عن الإيمان من وجهة نظره، فى مواجهة الآخرين الذين يراهم معبرين عن الكفر والشر والضلال.




الملمح الثانى هو الجدية المفرطة، فهو يندمج فى اللعب متناسيا أنه هزل وتمثيل، ومخالفا بذلك للأعراف التى تحكم عالم الصغار.


أما الملمح الثالث فهو الميل المبكر إلى القيادة، والقدرة على فرض رؤيته ورؤاه على من يلعبون معه. هو الذى يقرر نوع اللعب، وهو الذى يقود المعسكر الذى ينحاز إليه.


لقد قرر حسن البنا، فى مرحلة مبكرة من عمره، ان ينحاز إلى معسكر المؤمنين ضد الكفار، وثمة حكاية أخرى، تنتمى إلى المرحلة نفسها، تكشف عن الاتجاه المبكر للإنتقال من اللعب إلى الجد، ومن القناعات النظرية والفكرية إلى العمل والسلوك.

مما يرويه البنا فى مذكراته، ولم يكن قد تجاوز الثامنة من عمره بعد، أنه مر ذات يوم على شاطئ النيل، فلاحظ أن أحد أصحاب السفن قد علق فى ساريتها تمثالا خشبيا عاريا، يتنافى مع التقاليد والآداب، وبخاصة أن هذا الجزء من الشاطئ تتردد عليه السيدات والفتيات لجلب الماء.


هل يقنع الطفل حسن البنا بالاستنكار القلبى؟


هل يتجه إلى صاحب المركب لمناقشته ونصحه؟


هل يشكو إلى أبيه أو أحد الكبار القادرين على التصرف؟

لم يفعل البنا شيئا من هذا كله، فقد ذهب غاضباً إلى ضابط النقطة محتجا معترضاً، واستجاب الضابط له فتوجه إلى صاحب السفينة ونهره، فأنزل التمثال.


وطبقاً لرواية البنا، فقد ذهب الضابط فى صباح اليوم التالى إلى المدرسة، وأخبر الناظر بما حدث فى إعجاب وسرور، سر الناظر بدوره وأذاع الخبر على التلاميذ فى طابور الصباح!.


قد لا تخلو القصة من بعض مواطن الخلل والضعف، فكيف لطفل فى الثامنة أن ينتبه إلى ما يجسده التمثال الخشبى من تهديد للآداب، واى ضابط هذا الذى يستجيب لشكوى طفل فى الثامنة، ويتحرك معه بمثل هذه السرعة، ثم يتوجه بنفسه إلى المدرسة لإشاعة الخبر وإذاعته؟!.


المسألة ليست فى تماسك القصة ومصداقيتها، لكنها فى الدلالات المستمدة منها: الثقة المبكرة بالنفس، المبادرة السريعة إلى الحركة، الولع بالدعاية والسرور بما يترتب عليها.


هذا هو حسن البنا.

ضاق الطفل حسن بنظام التعليم فى الكتاتيب، وصارح والده بأنه لم يعد يطيق الاستمرار، ولابد له من الذهاب إلى المدرسة الإعدادية. وعارض الأب الحريص على أن يحفظ ولده كتاب الله، لكنه وافق بعد أن تعهد الأبن بان يتم حفظ القرآن الكريم.


وهكذا صار الغلام طالبا بالمدرسة الإعدادية وهى الشهادة المعادلة للابتدائية الآن، يدرس فيها نهارا، ويتعلم صناعة الساعات بعد الانصراف منها، ويذاكر دروسه من بعد صلاة العشاء إلى النوم.


كان انصراف الشيخ محمد زهران عن الاهتمام بمدرسة الرشاد الدينية، أهم الأسباب التى دفعت الطفل حسن إلى الزهد فيها، ولم يكن من عهد إليهم بالإشراف على المدرسة فى
مثل علمه وأدبه، ولم يصبر البنا على صحبتهم التى لم ترق له.


من الثامنة إلى الثانية عشرة من عمره، أى بين عامى 1914 إلى 1918، ارتبط حسن البنا بالمدرسة التى اسهمت فى تشكيل شخصيته، وخلال الفترة نفسها، اشتعلت الحرب العالمية الأولى، التى تركت أعظم الأثر على خريطة العالم، وعلى مصر بالضرورة.


الحرب العالمية الاولى:
مع اشتعال الحرب، فرضت انجلترا الحماية على مصر، وحالت بين الخديو عباس حلمى الثانى والعودة، وأصبح السلطان حسين كمال بديلا له، دفع المصريون ثمنا فادحا لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

مشاعر المصريين مع التحالف الألمانى التركى، ومراهنتهم أن يؤدى الانتصار الألمانى إلى إزاحة الاحتلال الانجليزي، وعودة الخلافة الإسلامية إلى سابق عهدها.


أزمات اقتصادية طاحنة، وقلق اجتماعى عاصف، وركود سياسى دام طوال سنوات الحرب، ولا جديد إلا وفاة السلطان حسين وصعود الأمير أحمد فؤاد مكانه.


انتهت الحرب بما خيب الآمال المعقودة عليها: هزيمة الأتراك، وترسيخ النفوذ الإنجليزيى، ودعوة الرئيس الأمريكي ويلسون إلى مبادئ جديدة تحكم العالم، ومؤتمر للصلح أعاد ترتيب الخريطة الدولية، بمعزل عن مشاركة مصر.


بعد إعلان الهدنة، وفى الثالث عشر من نوفمبر سنه 1918، توجه سعد زغلول وعلى شعراوى وعبد العزيز فهمى، وكلهم أعضاء فى الجمعية التشريعية، لمقابلة المندوب السامى الإنجليزي، ومطالبته بالسماح لوفد مصرى بالمشاركة فى مؤتمر الصلح.


من هنا بدأ تشكيل الوفد، وجاء الاعتقال والنفى لتشتعل الثورة الشعبية فى مارس سنه 1919.


وتبدأ مرحلة جديدة فى تاريخ مصر.


عندما تحرك سعد زغلول وزميلاه لتحريك القضية المصرية، كان حسن البنا يبدأ رحلته مع التعليم الإعدادى. وإذا كان الشيخ محمد زهران هو الأستاذ المؤثر فى المرحلة السابقة، فقد التقى البنا فى مدرسته الجديدة بأستاذه الثانى، محمد أفندى عبد الخالق، وشرع معه فى تشكيل أول جماعة وهى “,”جماعة السلوك الاجتماعى“,”، التى تهدف إلى إلزام التلاميذ بالأخلاق الحميدة فى سلوكهم اليومى، والتعفف عن الشتائم ومخالفة تعاليم الدين.


سرعان ما تولى حسن البنا رئاسة الجماعة، وانطلق منها إلى تأسيس جماعة جديدة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، هدفها فرض الالتزام بتعاليم الدين، وتوجيه خطابات تهديد إلى سكان المدينة، الذين لا يلتزمون بهذه التعاليم.


حسن البنا على الطريقة الحصافية


ومن جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، انتقل البنا إلى الطريقة الحصافية الصوفية، يحضر جلسات الذكر، ويلتقى بأحد أهم أصدقاء عمره: تؤأم روحه أحمد السكرى.
وحول تأثره بالطريقة الحصافية وشيخها يروى حسن البنا “,” وفى هذه الأثناء وقع فى يدى كتاب المنهل الصافى فى مناقب حسنين الحصافى وهو شيخ الطريقة الأول والذى توفى ولم أره حيث كانت وفاته الخميس 17 من جمادى الآخره 1328 الهجرية، وكنت إذ ذاك فى سن الرابعة عشرة فلم اجتمع به على كثرة تردده على البلد فأقبلت على القراءة فيه وعرفت منه كيف كان السيد حسنين رحمه الله عالماً أزهرياً تفقه على مذهب الإمام الشافعى ودرس علوم الدين دراسة واسعة وامتلأ منها وتضلع فيها ثم تلقى بعد ذلك الطريق على كثير من شيوخ عصره ، وجد واجتهد فى العبادة والذكر والمداومة على الطاعات حتى إنه حج أكثر من مرة وكان يعتمر مع كل حجة أكثر من عمره .
وكان رفقاؤه وأصحابه يقولون ما رأينا أقوى على طاعة الله وأداء الفرائض والمحافظة على السنن والنوافل منه – رحمه الله – حتى فى آخر أيام حياته وقد كبرت سنه ونيف الستين. ثم أخذ يدعو إلى الله بأسلوب أهل الطريق ، ولكن فى استنارة وإشراق وعلى قواعد سليمة قويمة، فكانت دعوته مؤسسة على العلم والتعليم، والفقه والعبادة والطاعة والذكر، ومحاربة البدع والخرافات الفاشية بين أبناء هذه الطرق والانتصار للكتاب والسنة على اية حال والتحرز من التأويلات الفاسدة والشطحات الضارة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وبذل النصيحة على كل حل حتى إنه غير كثيراً من الأوضاع التى اعتقد أنها تخالف الكتاب والسنة ، ومما كان عليه مشايخه أنفسهم. وكان أعظم ما أخذ بمجامع قلبى وملك على لبى من سيرته رضى الله عنه شدته فى الأمر بالمعروف والنهر عن المنكر وأنه كان لا يخشى فى ذلك لومة لائم ولا يدع الأمر والنهى مهما كان فى حضرة كبير أو عظيم .
فى هذه المرحلة، حكاية مهمة تكشف بعدا جديدا من أبعاد شخصية حسن البنا، وتؤكد طموحه إلى الأفعال العملية المباشرة، دون إفراط فى الدعوة النظرية.
كان حسن وزملاؤه فى المدرسة يصلون الظهر فى مسجد صغير يجاور المدرسة، وذات يوم مر إمام المسجد فرأى كثيرا من التلاميذ يؤدون الصلاة، فخشى الإسراف فى الماء والبلى للحصير.

ما كان من الإمام إلا أن انتظر حتى أتم المصلون صلاتهم، ثم فرقهم بالقوة مهدداً منذراً متوعدا، فمنهم من فر ومنهم من ثبت.
جاء رد الطفل حسن عمليا سريعا، وكتب إلى إمام المسجد خطابا لا يتضمن إلا الآية القرآنية الكريمة (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ما عليك فى حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم فى شئ فتطردهم فتكون من الظالمين).
بعث الخطاب بالبريد، وعرف الشيخ مصدر الرسالة فقابل والد حسن شاكياً، وانتهى الأمر بمعاهدة تتضمن أن يملأ التلاميذ صهريج المسجد بالماء قبل انصرافهم، وأن يعاونوه فى جمع التبرعات!.



http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/793.jpg

لم يسلم من خطابا البنا أحد حتى أستاذه الشيخ محمد زهران، فقد شاهده البنا يصلى بين السوارى

فبعث إليه بخطاب يوضح له فيه أن الصلاة فى هذا المكان مكروه، وعندما رآه الشيخ استدعاه وأمره بفتح كتب الفقه واستخراج هذا النص، الذى لدقته فات على الشيخ المعلم.
ميل مبكر إلى الحركة العملية، واستعداد للزعامة والقيادة، وإصرار على الرد السريع، وقدرة على الجدل والمناظرة للحصول على ما يراه الطفل حقاً دينيا أصيلا لا يقبل التنازل عنه.
من ذكريات المرحلة نفسها، أن البنا كان يؤذن الظهر والعصر فى مصلى المدرسة، وكان يستأذن المدرس إذا كان وقت العصر يصادف حصة من الحصص، لأداء الأذان.
بعض الأساتذة يسمح وهو مسرور، وبعضهم الآخر يريد المحافظة على النظام فيرفض،وعندها يتصدى له البنا لأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق، ويناقشه فى إلحاح يدفع المدرس المعارض إلى الموافقة حتى يتخلص منه!.
فى فترة وجيزة، أسس البنا الصغير جمعيات عدة، المشترك بينها واحد الدعوة إلى الفضيلة والدفاع عن الدين، وكان البنا فى الثالثة عشرة من عمره عندما تولى سكرتارية “,”جمعية الحصافية الخيرية“,”، التى ترأسها أحمد السكرى. زاولت الجمعية عملها فى ميدانين : الأول هو نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، والثانى مقاومة الإرسالية الإنجيلية التبشيرية التى استقرت فى المحمودية، وأخذت تبشر بالمسيحية فى ظل التطبيب وتعليم التطريز وإيواء الصبية من بنين وبنات.
دمنهور ومدرسة المعلمين الأولية..
محطة جديدة فى حياة حسن البنا
استمرت من سنه 1920 إلى سنة 1923.
كانت فترة استغراق فى التعبد والتصوف، ولم تخل من مشاركة فعلية فى الواجبات الوطنية.
عندما اشتعلت ثورة 1919، كان البنا دون الثالثة عشرة من عمره، لكنه يشير فى مذكراته إلى المظاهرات الجامعة والأضراب الشامل الذى شهدته المحمودية، ولا ينسى منظر أعيان البلد ووجهائه وهم يتقدمون المظاهرات ويحملون اعلامها ويتنافسون فى ذلك.. ويعترف البنا بأنه كان يحفظ الأناشيد العذبة التى كان يرددها المتظاهرون فى قوة وحماس :
حب الأوطان من الإيمان وروح الله تنادينا
إن لم يجمعنا الاستقلال ففى الفردوس تلاقيناويذكر البنا كذلك منظر الجنود الإنجليز الذين هبطوا القرية وعسكروا فى كثير من نواحيها، واحتك بعضهم ببعض الأهالى، فأخذ يعدو خلفه بحزامه الجلدى، حتى انفرد الوطنى بالانجليزي فأوسعه ضربا ورده على أعقابه خاسئا وهو حسير.



هل شارك حسن البنا فى ثورة 1919؟


الإجابة بالايجاب، فقد أضرب مع زملائه الطلاب، وشارك فى بعض المظاهرات، ولم يكن عمره يسمح باكثر من ذلك.
سؤال يتكرر كثيرا، عبر عقود تالية، عن التداخل بين السياسي والدينى عند حسن البنا وجماعة الإخوان : أهم حزب سياسي أم جماعة دعوية؟ هل تنحصر أهدافهم فى الدعوة الدينية وحدها، أم أنها تمتد لتشمل طموحا سياسياً ؟!.
واقعة مهمة فى حياة حسن البنا المبكرة، تكشف عن الارتباك الواضح الذى يترتب على الجمع بين القيم الدينية والقواعد السياسية.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/786.jpg
سعد زغلول



الإخوان : أهم حزب سياسي أم جماعة دعوية؟ هل تنحصر أهدافهم فى الدعوة الدينية وحدها، أم أنها تمتد لتشمل طموحا سياسياً ؟!.
واقعة مهمة فى حياة حسن البنا المبكرة، تكشف عن الارتباك الواضح الذى يترتب على الجمع بين القيم الدينية والقواعد السياسية.
أضرب الطلاب فى يوم من أيام الثورة، وشارك البنا مع المضربين. اجتمعت اللجنة الثورية فى منزل الحاجة خضرة شعير بدمنهور، وداهم البوليس المجتمعين واقتحم البيت يسأل عنهم، وأجابت الحاجة : أنهم خرجوا منذ الصباح الباكر ولم يعودوا.
إجابة سياسية منطقية للابتعاد عن الشبهة ومخاطر العقوبة، لكن الأمر لا يروق للبنا،فالإجابة غير الصادقة عنده تعنى الكذب، ولذلك خرج إلى الضباط مصارحا بالحقيقة، دون نظر إلى الحرج الذى أصاب صاحبة البيت، بل إن حسن البنا اندفع فى مناقشة حماسية مع الضابط، وقال له إن واجبه الوطنى يفرض عليه أن يكون معهم، وليس أن يعطل عملهم ويقبض عليهم!.
وفقا لراوية البنا، فقد استجاب الضابط، وأمر المصاحبين له بالانصراف، وعاد الفتى الشجاع إلى أصدقائه المختبئين، ليباهى ببركة الصدق، ويؤكد لهم ضرورة أن يكونوا صادقين، وأن يتحملوا تبعة أعمالهم دون كذب!
الكذب رذيلة دينية، لكن الأمر ليس كذلك فى العمل السياسي. أى جدوى فى شجاعة الاعتراف بالحقيقة، تجنبا للكذب، إذا ما ترتب عليها هلاك الطلاب الوطنيين؟ وما الضمان أن يكون الضابط قادراً على الاستجابة والتفهم؟!.
هذا إذا لم يكن البنا يقصد من وراء إبلاغه الضابط أن يقبض على الطلاب المضربين لأن الدافع لم يكن دينياً محضاً.
كانت أيام مدرسة المعلمين، فى سنواتها الثلاث، استغراقا فى التصوف والتعبد، كما أنها شهدت إقبالا من الفتى البنا على تحصيل العلوم والمعارف خارج حدود المناهج الدراسية.
من أين استقى البنا هذه المعارف والعلوم؟!
المصدر الأول هو مكتبة أبيه العامرة بالكتب، وكان الأب يشجعه على القراءة والدرس، ويهديه كتب يرى أنها مناسبة له. وفى هذا الإطار، قرأ البنا كتب تركت أعظم الأثر فى نفسه، مثل “,”الأنوار المحمدية“,” للنبهانى، و“,”مختصر المواهب اللدنية“,” للقسطلانى، و “,”نور اليقين فى سيرة سيد المرسلين“,” للشيخ الخضرى.
المصدر الثانى يتمثل فى مكتبة كونها حسن لنفسه، وتضم كتبا متنوعة ومجلات قيمة. يوم السوق، كان يترقب وصول الشيخ حسن الكتبى بفارغ الصبر، ليستأجر منه كتب بالأسبوع، لقاء مليمات زهيدة، ثم يردها إليه ليأخذ غيرها. واللافت للنظر، أن البنا قد تأثر كثيرا بقصة “,”الأميرة ذات الهمة“,”، ورأى فيها دروساً فى الحماسة والشجاعة والذود عن الوطن.
أما المصدر الثالث فهو أساتذته فى المدرسة، ومنهم عبد العزيز عطية وفرحات سليم وعبد الفتاح أبو علام وعلى سليمان والشيخ البسيونى. كانوا جميعاً يشجعون البنا ويعجبون بنشاطه، فاندفع يقرأ كتب لا علاقة لها بالمناهج المقررة، وبعضها يفوق مرحلته السنية، ومع ذلك، على سبيل المثال “,”ملحةالإعراب“,” للحريرى، و“,”الألفية“,” لابن مالك، و“,”الياقوتية فى المصطلح“,”، و“,” الجوهرة فى التوحيد“,”، و “,”الرجعية فى الميراث“,”.



الشيخ صاوى دراز وفكرة الإخوان

فى هذه الفترة التقى البنا بالشيخ دراز الذى سيوحى له من خلال حكايته عن السيد البدوي بفكرة جماعة الإخوان المسلمون وأهدافها يقول البنا: “,”كنا نتحدث عن الأولياء والعلم، وتطرق بنا الحديث إلى سيدى إبراهيم الدسوقى المجاور لبلدهم “,”يقصد الشيخ دراز“,” ، ثم إلى سيدى احمد البدوى بطنطا فقال: أتدري ما نبأ سيدى أحمد البدوي؟ فقلت له: لقد كان ولياً كريماً وتقياً صالحاً وعالماً فاضلاً. فقال: ذلك فقط؟ .. فقلت هذا ما نعلم، فقال : اسمع وأنا أحدثك“,”.
جاء السيد البدوي إلى مصر من مهجره من مكة وكان أهله من المغرب، ولما نزل مصر كانت محكومة بالمماليك، مع أن ولايتهم لا تصح لأنهم ليسوا أحراراً وهو سيد علوى اجتمع له النسب والعلم والولاية، واهل البيت يرون الخلافة حقاً لهم، وقد انقرضت الخلافة العباسية وانتهى أمرها فى بغداد، وتفرقت أمم الإسلام دويلات صغيرة يحكمها أمراء تغلبوا عليها بالقوة، ومنهم المماليك هؤلاء. فهناك أمران يجب على السيد أن يجاهد فى سبيلها: إعادة الخلافة وتخليص الحكم من أيدى المماليك الذين لا تصح ولايتهم. كيف يفعل هذا؟ لابد من ترتيب خاص. فجمع بعض خواصه ومستشاريه – ومنهم سيدى مجاهد وسيدى عبد العال وأمثالهما – واتفقوا على نشر الدعوة وجمع الناس على الذكر والتلاوة وجعلوا إشارات هذا الذكر السيف الخشبي أو العصا الغليظة لتقوم مقام السيف والطبل يجتمعون عليه، والبيرق ليكون علماً لهم والدرقة – وهذه شعائر الأحمدية – فإذا اجتمع الناس على ذكر الله وتعلموا أحكام الدين استطاعوا بعد ذلك أن يشعروا وأن يدركوا ما عليه مجتمعهم من فساد فى الحكم وضياع فى الخلافة فدفعتهم النخوة الدينية، واعتقاد واجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، إلى الجهاد فى سبيل تصحيح هذه الأوضاع وكان هؤلاء الأتباع يجتمعون فى كل سنة. واختار السيد طنطا مركزاً لحركته – لتوسطها فى البلدان العامرة فى مصر، ولبعدها عن مقر الحكم – فإذا اجتمع الأتباع سنوياً على هيئة “,”مولد“,” استطاع هو أن يدرك إلى أى مدى تأثر الناس بالدعوة. ولكنه لا يكشف لهم عن نفسه بل يعتكف فوق السطح ويضرب اللثام مضاعفاً ليكون ذلك أهيب فى نفوسهم، وهذا عرف ذاك الزمان، حتى كان أتباعه يشيعون أن النظرة بموتة، فمن أراد أن ينظر إلى القطب فليستغن عن حياته فى سبيل هذه النظرة. وهكذا انتشرت هذه الدعوة حتى اجتمع عليها خلق كثر. ولكن الظروف لم تكن مواتية لتنجح هذه الحركة، فقد تولى مصر الظاهر بيبرس البندقدارى، فانتصر على الصليبين مرات، وانتصر على التتار مع المظفر قطز . ولمع اسمه وارتفع نجمه وأحبه العامة، ولم يكتف بذلك بل استقدم أحد أبناء العباسيين وبايعه بالخلافة فعلاً، فقضى على المشروع من أساسه، ولم يقف عند هذا الحد، بل أحسن السياسة مع السيد واتصل به ورفع من منزلته، وكلفه بأن يكون القيم على توزيع الأرس حين تخليصهم من بلاد العداء لأهليهم لما فى ذلك من تكيم وإعزاز، وكل ذلك قبل تمام هذا المشروع الخطير، واستمر الملك والحكم فعلياً فى المماليك، وإسمياً لهذا الخليفة الصوري حيناً من الدهر.
وقد ظلت هذه الحكاية تداعب خيال البنا حتى أسس جماعة الإخوان لتأخذ كثيراً من سمات ما فعله السيد البدوى له ، الحكاية المذكورة بدون أن يخفى البنا وجهه عن الناس .
فى المرحلة نفسها، توثقت صداقة حسن البنا مع الأقرب إلى روحه وعقله من أقران الصبا، أحمد السكرى.
كان الأسبوع الدراسى فى دمنهور ينتهى يوم الخميس، وظهر هذا اليوم يعود حسن إلى المحمودية ليقضى ليلة الجمعة وليلة السبت. أجازة قصيرة يزور فيها الأهل ويقضى الوقت معهم، ويسعد بلقائهم ثم يعود صباح السبت إلى دمنهور حيث صديقه أحمد أفندى السكرى، والذى توثقت أواصر الصداقة بينهما إلى درجة أن أحدا منهما لم يكن يصبر أن يغيب عن صديقه أسبوعا كاملاً دون لقاء.


البنا فى القاهرة


صحت نية حسن على التقدم إلى دار العلوم، وتم إخطاره بالموعد المحدد للكشف الطبى والامتحان. كان عليه أن يسافر إلى القاهرة، وصادف ذلك شهر رمضان، أراد أبوه أن يصحبه فلم ير لذلك موجبا، واكتفى بدعائه وخطاب إلى صديق من كبار تجار الكتب الميسورين بالقاهرة.
رأى القاهرة للمرة الأولى بعد أن تجاوز السادسة عشرة بشهور. نزل فى باب الحديد عصرا، وركب الترام إلى العتبة، ثم ركب السوارس إلى حى الحسين، متوجها إلى التاجر صديق أبيه. لم يكترث الرجل به لكنه صادق عاملاً أهتم لأمره واستضافه حتى الصباح، وفى اليوم التالى اتخذ طريقه إلى دار العلوم.
دار العلوم..
أنشئت عام 1873، كأول محاولة مصرية لتقديم تعليم جديد يتسم بالعصرية، دون إهمال العلوم الدينية التقليدية. لقد أصبحت دار العلوم، من الوجهة الأساسية، مدرسة عليا للمعلمين، لكنها اصطبغت أكثر فأكثر، مع تطور نظام التعليم المدنى للجامعة المصرية، بالصبغة التقليدية السلفية.
اتيحت للبنا فرصة أن يعمل مدرسا، بمؤهله المتوسط، فى قرية قريبة تتيح له أن يعاون أباه ويساند أسرته، لكن الفتى الطموح، بعد تفكير عميق، قرر أن ينبذ الوظيفة المتاحة، فى سبيل الالتحاق بمدرسة عليا تشبع نهمه إلى المزيد من العلم والتفوق.
كيف كانت القاهرة التى سافر إليها البنا؟!
لم تكد الحرب العالمية الأولى تنتهى، حتى اشتد ساعد الحركة القومية المطالبة بحقوق البلاد، على أساس المبادئ التى بشر بها الرئيس الأمريكى ولسن، وكان حزب الوفد هو بطل المرحلة الجديدة.
لقد تغيرت معالم وجه المسألة المصرية، بعد ثورة سنه 1919، تغييرا جوهرياً عميقا. بعد أن كان الاستقلال رهينا بأمر وإرادة الغرب، أصبح للمصريين كلمتهم وطموحهم. وبعد أن كانت غاية الحزب الوطنى لا تتجاوز الاستقلال تحت الراية العثمانية، أصبح الاستقلال التام، عن تركيا وبريطانيا معا، عقيدة راسخة يؤمن بها المصريون من مختلف الطبقات والثقافات. وبعد أن كان العمل السياسي احتكار لمثقفى المدن، أصبح الجميع يتحدثون فى السياسة، ويحلمون بالسيادة والاستقلال والدستور.
لم تكن ثورة 1919 ذات توجه إسلامى، وقد شاركت فيها جميع طوائف الأمة، وترددت شعارات جديدة مثل “,”الوحدة الوطنية“,” و “,”الاستقلال التام“,” و “,”الدستور“,”.
ثورة 1919، بكل شعاراتها الليبرالية العصرية، لم تحقق الأهداف المأمولة، فقد اشتعل الصراع الحزبى بعد إقرار دستور سنه 1923، وانقسمت الأمة بين أغلبية تؤيد الوفد، وأقلية تنتمى إلى أحزاب أخرى. وكان منطقيا أن يزداد القلق والتوتر عند أصحاب الأفكار والتوجهات الإسلامية، بعد أن سقطت دولة الخلافة فى تركيا، وانتشرت الأفكار الليبرالية والعلمانية، التى تدعو إلى الفصل بين الدين والدولة. توافق وصول البنا إلى القاهرة مع فترة الغليان الفكرى والسياسى التى ميزت العشرينيات، وبعينى ريفى متدين، استطاع حسن البنا أن يميز المشكلات الأكثر خطورة من وجهة نظره : الصراع المحتدم بين الوفد والأحرار الدستوريين على حكم مصر من ناحية، والمجادلات السياسية الصاخبة التى أسفرت عن الانقسام فى أعقاب ثورة 1919 من ناحية أخرى. كان المناخ الجديد يهيئ لبعث الأفكار الإسلامية فى أشكال شتى، ولم تكن جماعة الإخوان المسلمين، التى أسسها البنا بعد سنوات قليلة، إلا أحد هذه الأشكال.
قاهرة العشرينيات..
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/794.jpg
مصطفى كمال اتاتورك



حراك سياسى وثقافى وفكرى واجتماعى
أفكار جديدة تصطدم مع القديم الراسخ
مصطفى كمال أتاتورك يعلن عن سقوط الخلافة، والشيخ على عبد الرازق يفجر قنبلة فى كتابه الصغير الخطير “,”الإسلام وأصول الحكم“,”، ويعلن أن الخلافة ليست فريضة دينية، لكنها اجتهاد بشرى.
الأزهر يعجز عن التجدد والتطور، والأزهرى القديم المتمرد الدكتور طه حسين، يلقى قنبلة أخرى من خلال كتابه “,”فى الشعر الجاهلى“,”، حيث يبشر بمذهب جديد غير مسبوق فى الثقافة التقليدية، قواعد الشك فيما يظن أنه من الثوابت التى تعلو فوق الشكوك. فكر جديد ينطلق من قاعات الجامعة المصرية، ومفكرون جدد يتحمسون لكل ما هو عصرى غربى، وانعكاسات اجتماعية وأخلاقية تترتب على هذا المناخ.
المقيمون فى الأقاليم البعيدة عن العاصمة، مثل المحمودية ودمنهور، لا يشعرون بما يحدث من حراك، فهم متقوقعون داخل شرنقة الحياة التقليدية التى اعتادوها وألفوها، ولا تتجلى صدمة التغيير العاصف إلا عند الاحتكاك بالعاصمة، وهذا ما حدث مع حسن البنا عندما هبط إلى القاهرة ليلتحق بدار العلوم.
كان من نتيجة الظروف السياسية الجديدة، بعد ثورة 1919، وما تبعها من صراخ فكرى بين التيار التحديثى والتيار المحافظ، أثر واضح على الحياة الاجتماعية، والمقارنة بين الحياة العامة فى المدن المصرية، قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها، تكشف عن بعض أبعاد هذا التغيير. كان منطقيا أن يسعى التيار المحافظ لنشر أفكاره الدينية والمحافظة عليها، وتوالى ظهور الجماعات والجمعيات الإسلامية، تمثل أهمها فى جمعية “,”الشبان المسلمين“,”، التى ترأسها صالح باشا حرب قرب نهاية سنة 1927، والتى مهدت لظهور جماعة الإخوان المسلمين، التى أسسها البنا فى مدينة الإسماعيلية سنه 1928.
لم يكن البنا سلبيا عند إقامته فى القاهرة، وقادته بوصلته الفكرية الدينية إلى التجمعات التى تناسب أفكاره وتوجهاته، ولذلك ساند جمعية الشبان المسلمين، وعمل مندوبا لمجلة “,”الفتح“,” المعبرة عن الخط الإسلامى المحافظ، وهى المجلة التى أشرف على تحريرها محى الدين الخطيب، مدير المكتبة السلفية وأحد مؤسسى الشبان المسلمين.
كانت القاهرة شيئاً مختلفا عن المحمودية ودمنهور.




بذور ميلاد الداعية


وتوقف حسن البنا عند تنامى ما يسميه موجة التحلل فى النفوس وفى الآراء والأفكار باسم التحرر العقلى، ورصد فى استياء انعكاس ذلك على المسالك والأخلاق والأعمال باسم التحرر الشخصى، ورأى أن الخريطة الجديدة تمهد لمزيد من الإلحاد والإباحية، وأن الطوفان من القوة بحيث يكتسح كل شئ.
بمزيج من الحسرة والأسى والغضب، راقب البنا انقلاب مصطفى كمال أتاتورك على دولة الخلافة، وقيامه بالفصل بين الدين والدولة، فى أمة كانت مقر أمين المؤمنين والقلبة التى تتوجه إليها عقول وقلوب المسلمين فى كل مكان.
ولاحظ البنا أن الجامعة المصرية، بعد تحولها من معهد أهلى إلى جامعة حكومية تديرها الدولة، أصبحت تصطدم مع الكثير من الثوابت المقدسة، وترسخ عند ابنائها شعور بأن الجامعة لن تكون جامعة علمانية إلا إذا ثارت على الدين، وحاربت التقاليد الاجتماعية المستمدة منه، واندفعت وراء التفكير المادى المنقول عن الغرب بحذافيره، وعرف أساتذتها وطلابها بالتحلل والانطلاق من كل القيود.
الحيرة تعصف بالشاب القادم من مجتمع تقليدى محافظ، إلى عاصمة تزدحم بكل ما هو بعيد عما اعتاده وآمن به.
وبحكم طبيعته العملية، كان عليه أن يفكر فى وسيلة عملية يسهم بها فى إيقاف التدهور والانهيار.
القاهرة، على اتساعها، لم تكن تضم من الجمعيات الإسلامية، عند وصول البنا، إلا جمعية “,” مكارم الأخلاق الإسلامية “,”، التى يرأسها الشيخ محمد محمود، ويتركز نشاطها على إلقاء المحاضرات الإسلامية فى مقرها ببركة الفيل.
واظب حسن البنا على المشاركة فى أنشطة الجمعية، وانضم إلى عضويتها لكنه كان يعتزم أمراً آخر. بعد ما شاهدة فى القاهرة من مظاهر بدت له على أنها تحلل وبعد عن الأخلاق الإسلامية، وبعد ما قرأ فى الصحف والمجلات

عن أمور تتنافى من وجهة نظره مع التعاليم الإسلامية، وبعد أن لاحظ الجهل المتفشى بين العامة بأحكام الدين، آمن الشاب أن المساجد وحدها لا تكفى لإيصال التعاليم الإسلامية إلى الناس. لا يكفى أن يذهب الناس إلى المساجد، فلابد للأئمة والوعاظ والحريصين على تعاليم دينهم أن يذهبوا إلى الناس.
وكانت هذه بذور ميلاد الداعية حسن البنا.
هل كان يعلم بما يفوق طاقته وقدرته ؟!.
ربما كان كذلك، فالحلم من سمات وملامح شخصيته.
يؤكد البنا، فى مذكراته، أنه ليلة امتحان النحو والصرف للالتحاق بدار العلوم، رأى فيما يرى النائم أنه يركب زورقاً مع بعض الأفاضل من العلماء، وتقدم أحدهم إليه وقال :

- أين شرح الألفية لابن عقيل ؟
وبادر البنا بالرد :
- ها هو ذا..
وعندها، قال له العالم فى المنام :
- تعال نراجع فيه بعض الموضوعات..
وطلب منه صفحات بعينها، وأخذ يراجع معه موضوعاتها.
وفى الصباح، فوجئ حسن البنا أن الكثير من أسئلة الامتحان قد جاءت من هذه الموضوعات !.
ويعلق البنا على هذا الحلم بقوله إن الرؤيا الصالحة بشرى للمؤمن تستأهل حمد الله رب العالمين.
ما أكثر الحالمين، وما أكثر الذين يصدقون أحلامهم، وما أقل الذين تصدق أحلامهم..
كان البنا حالماً، ومؤمناً بأنه صاحب رسالة. وإذا كانت الأماكن الصغيرة النائية المحدودة لا تتسع لطاقته الكبيرة فى الحلم والعمل، فقد آن له أن يمارس فى العاصمة ما يناسب قدراته.
كان انتقال الأسرة كلها إلى القاهرة أمراً ضرورياً، فالابن الأكبر حسن البنا فى دار العلوم، وعبد الرحمن الذى يليه أتم الدراسة الابتدائية ولابد له من الالتحاق بالمدرسة الثانوية، أما محمد فقد أتم الأولية، وكان أبوه راغباً فى إلحاقه بالأزهر، والأخوة الآخرون لا بد لهم من مواصلة رحلة التعليم، ومعاهد العلم ليست متوفرة فى المحمودية.
لابد إذن من القاهرة، ولا بديل لها. الأخوة الباقون بالمدارس المناسبة. مما ساعد على اتخاذ القرار، أن الشيخ أحمد البنا قد فقد والديه سنة 1924، فانقطع بذلك أكبر خيط كان يربطه بالبلد. وفضلاً عن ذلك، فقد تعرض حسن البنا لاعتداء من أحد زملائه، وهو ما أثار مخاوف الأم، فأصرت على الإنتقال إلى القاهرة لتراعى أكبر أبنائها.
الاعتداء الذى تعرض له حسن من أحد زملائه، لا تفسير له عند المعتدى عليه إلا الحسد والحقد.
وفقاً لرواية البنا، فقد انتهز الزميل الحقود فرصة نوم جميع الطلاب، وأخذ يصب زجاجة من صبغة اليود المركزة على وجهه وعنقه، قبل أن يعود إلى التظاهر بالنوم، لكن المؤامرة فشلت لاستيقاظ حسن واسراعة إلى دورة المياه ليغسل وجهه وعنقة. إن هذه الحادثة كانت خيراً وبركة وسبباً لانتقال الأسرة كلها من المحمودية إلى القاهرة. كان فى اعماقه إذن حنين للارتباط بالقاهرة، والتخلص من عالمه القديم الذى ضاق بأحلامه.
من بلكونات قاهرة العشرينيات، تتدلى يافطات كثيرة مكتوب عليها “,”شقة للإيجار“,”، وكان ملاك البيوت يبذلون كل الجهد الممكن للظفر بمستأجر، وفى سبيل ذلك يقدمون التسهيلات والإغراءات ويتفننون فى جذب الزبائن والعمل على الاحتفاظ بهم.
وفرة المساكن لا تبرر انتقال أسرة الشيخ أحمد بين شقق مختلفة فى فترة وجيزة.
كانت البداية فى بيت بشارع ممتاز بالسيدة زينت، وبعد شهرين غادرته الأسرة إلى مسكن جديد ن وبعد شهر واحد كان الانتقال إلى بيت عطفة مندور بشارع سلامة، وبعد ثلاثة شهور منزل جديد فى درب صبيح بقسم الخليفة، ومنه – بعد شهرين – إلى حارة العسل، حيث لم يطل المقام إلا شهران، وانتقل الأب وأبناؤه إلى طالون، ومن طالون، بعد شهر واحد، إلى حارة العبيد، ثم إلى عطفة عطايا. القائمة طويلة تضم كثيراً من المنازل والبيوت، فى أحياء شعبية متقاربة، ولا تفسير لكثرة الانتقال إلا عجز الأسرة الريفية عن التوافق مع حياة العاصمة.
كان الأب الشيخ قد تعود على مجتمع المحمودية المألوف الأليف، ولم يكن ميسوراً أن يتأقلم سريعاً مع القاهرة.
أزمة نفسية تترتب على الإنتقال، وازمة أخرى مادية يواجهها الشيخ، بعد أن كبر الأبناء وتضاعفت مصاريفهم.
لم يكن الشيخ مستعداً لتخصيص وقت كبير لكسب المال، فقد كان تركيزه منصباً على إنجاز مشروع “,” الفتح الربانى “,”، وهو مشروع يحتاج بدورة إلى نفقات طائلة.
كان الاب هو رب الأسرة والمسئول وحده عن توجيهها وإرشادها، وهو ما يتجلى بوضوح فى الاتجاه الذى سلكه الابنان الكبيران حسن وعبد الرحمن، لكن الجانب الأكبر من المسئولية انتقل إلى الأم فى مرحلة القاهرة، وهو ما أدى إلى تنوع ملحوظ فى مسارات الأبناء الآخرين، فقد التحق عبد الباسط، المولود سنة 1915، بمدرسة البوليس، وأصبح ضابطاً قبل أن يستقيل ويعمل بالسعودية فى الخمسينات، أما الابن الأصغر أحمد جمال الدين، جمال البنا، فقد اتخذ طريقاً لا يتناقض أو يتصادم وأخيه، لكنه يختلف عنهما بالضرورة. الدعوة على المقاهي
آمن حسن أن توجه الناس إلى المساجد لا يكفى، فلابد للدعاة والوعاظ أن ينتقلوا من المساجد إلى حيث ينفق العاديون من الناس أوقاتهم، فى الشوارع والقهاوى. وهؤلاء الدعاة مطالبون بالإنتشار فى القرى والريف والمدن لنشر الدعوة الإسلامية.
دعا البنا لفيفاً من اصدقائه للمشاركة فى مشروعة الدعوى الجديد، وكان منهم محمد مدكور وحامد عسكرية وأحمد عبد الحميد، وغيرهم يجتمعون فى مسكن الطلاب فى مسجد شيخون بالصليبة، ويتباحثون عما تستلزمه هذه المهمة من استعداد علمى وعملى.
خصص حسن جزءاً من كتبه لتكون مكتبه دورية خاصة بإخوانه، يستعيرونها ويحضرون موضوعات الخطب والمحاضرات منها.
لا يقنع حسن البنا بهذا الإطار النظرى، فيعرض على اصدقائة الخروج للوعظ فى المقاهى، وهو ما استغربوه وعجبوا منه. كان منطقهم ينطلق من ان أصحاب المقاهى لن يسمحوا بذلك الوعظ لأنه يعطل أشغالهم، وأن المترددين على مثل هذه الأماكن لن يرحبوا بالوعظ وهم الغارقون فى اللهو.
للبنا رأى آخر يعارض به إجماعهم، فهو يؤمن أن هذا الجمهور أكثر استعداداً لسماع العظات من أى جمهور آخر، حتى جمهور المسجد نفسه، لأن الفكرة جديدة وطريفة،


ووفقاً لرواية البنا أيضاً، فقد عفا عن زميله المعتدى وسامحه، وأبى أن يقوم الزملاء بتبليغ النيابة وإدارة المدرسة. اللافت للانتباه، أن البنا يختتم حكاية الاعتداء بقوله
سافر الأب إلى القاهرة بحثاً عن العمل والمسكن، وسرعان ما انتقلت الأسرة إلى العاصمة، فالتحق عبد الرحمن بمدرسة التجارة، وانتسب محمد إلى الأزهر، والتحق


المهم أن يتم اختيار الموضوع بعناية، وألا يكون فى الوعظ ما يجرح شعورهم أو يعرضهم لنوع من الحرج، وأن يكون الأسلوب شائقاً جذاباً ومختصراً حتى لا يحط عليهم الملل.
لم ينجحوا فى اقناعه، ولم ينجح بدوره فى التأثير عليهم، فاقترح عليهم أن تكون التجربة هى الحد الفاصل فى الأمر.
بدأت الجولة فى المقاهى الواقعة بميدان صلاح الدين وأول السيدة عائشة، ومنها إلى المقاهى المنتشرة فى طولون، وصولاً إلى شارع سلامة والسيدة زينب. القى حسن أكثر من عشرين خطبة فى هذه المقاهى، وكانت الخطبة الواحدة تستغرق ما يتراوح بين خمسة دقائق إلى عشرة.
يؤكد البنا أن التجربة نجحت، ولاقت القبول والاستحسان من أصحاب المقاهى وزبائنها، وقرر أن يواصل المسيرة.
فى السنة الدراسية الأخيرة بدار العلوم، طلب الشيخ أحمد يوسف نجاتى من طلابه كتابة موضوع مضمونه : “,” اشرح أعظم آمالك بعد إتمام دراستك “,” وبين الوسائل التى تعدها لتحقيقها “,”.
استهل البنا موضوعه بالتأكيد على أن خير النفوس هى تلك النفوس الطيبة التى ترى سعادتها فى سعادة الناس، وأن أجل غاية يجب أن يرى الإنسان إليها هى أن يحوز رضا الله. لا سبيل إلى ذلك عنه “,” إلا بسلوك طريقين : أولهما طريقة التصوف الصادق، وثانيهما طريقة التعليم والإرشاد.
الأمر الخاص للبنا هو اسعاد أسرته، أما الهدف العام فهو أن يكون مرشداً معلماً، يقضى فى تعليم الأبناء سحابة النهار، وينفق الليل فى تعليم الآباء.
لقد اختار طريقة : ان يكون مرشداً.
تخرج البنا فى دار العلوم وجاء تعيينه فى مدينة الإسماعيلية، المدينة التى لا يعرف أين تقع على وجه الدقه، وتقترن فى ذهنه، مثل الغالبية العظمى من المصريين، بقناة السويس والشركة الأجنبية التى تديرها.
يوم الاثنين، السادس عشر من سبتمبر سنة 1927، اجتمع أصدقاء حسن البنا لتوديع زميلهم المسافر لاستلام عمله فى الإسماعيلية، مدرساً بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية الأميرية.
لم يكن حسن يعرف شيئاً ذا بال عن المدينة، فهى عنده بلد ناء بعيد شرق الدلتا، يفصله عن القاهرة فضاء فسيح من رمال الصحراء الشرقية، وتقع على بحيرة التمساح المتصلة بقناة السويس.
فى لقاء الوداع هذا، قال محمد افندى الشرنوبى إن الرجل الصالح يترك اثراً صالحاً فى كل مكان ينزل فيه،
وتمنى لصديقة المسافر ان يترك اثراً صالحاً فى البلد الجديد عليه.
واستقرت الكلمات فى اعماق حسن البنا.
قبل سفره باسابيع قليلة، ودعت مصر زعيمها سعد زغلول، وبدا أنها تتهيأ لمرحلة جديدة، تتوارى فيها الزعامات التى صنعت أمجاد الثورة واساطيرها، وبدت الساحة مهيأة لمتغيرات جديدة.

اضغط على الرابط :

http://www.islamist-movements.com/special/?id=2313

الاخوان البداية والنهاية اضغط على العنوان من الأعلى للأدنى

الزمزوم
2014-12-30, 00:12
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/790.jpg



وصل القطار إلى محطة الإسماعيلية، وكان الانطباع الأول عن المدينة إيجابياً عند الوافد الجديد. كانت نية البنا أن يقيم فى فندق، لكنه لم ير مانعاً فى مشاركة صديقة القديم إبراهيم البنهاوى غرفة فى بنسيون السيدة “,”أم جيمى“,” الإنجليزيى، ثم انتقلا معاً إلى منزل مدام ببيتا الإيطالية.
لم يستغرق وقتا طويلاً للإندماج فى عالم المدينة، وكانت كلمات الشرنوبى تسيطر عليه : الرجل الصالح يترك أثراً صالحاً فى كل مكان ينزل فيه.
عن طريق المسجد، استطاع البنا أن يعرف الكثير عن طبيعة المدينة وظروفها الاجتماعية
والاقتصادية. أدرك أن النزعة الأوروبية مهيمنة، بفضل المعسكرات البريطانية من ناحية، وبسبب وجود إدارة شركة قناة السويس من ناحية أخرى، لا عمل لأهل الإسماعيلية إلا فى هذين المجالين، ولا مهرب لهم من الاتصال عن قرب بالحياة الاوروبية.
وعلى الرغم من هذا كله، فقد شعر المدرس الشاب أن المشاعر الدينية قوية وحية فى النفوس، وأن الطريق إلى الدعوة لا ينبغى أن ينطلق من المسجد، فالمقاهى أولى بدعوته.
اختمرت الفكرة فى رأسه، وبدأ فى تنفيذها.
اختار ثلاث مقاه كبيرة، ورتب فى كل منها درسين فى الأسبوع، وواظب على التدريس والوعظ بلا كلل. للوهلة الأولى بدا الأمر غريباً فى نظر الناس، لكنهم ما لبثوا أن ألفوه


وأقبلوا عليه.
كان خطته أن يكون وعظه عاماً لا قسوة فيه، وأن يكون الأسلوب سهلاً جذاباً مشوقاً، لا يخلو من مفردات عامية لتبسيط وتقريب المفاهيم. ولم تكن الخطبة تزيد عن عشرة دقائق، فإن طالت فإنها لا تتجاوز ربع الساعة.
وكم كان البنا سعيداً وهو يرصد بوادر النجاح، لكن الدرس الذى نظمة فى المسجد أثار غضب بعض رجال الدين، وكانت للبنا مع واحد منهم حكاية مهمة، تكشف عن التطور الذى لحق بشخصيته، وقدرته على تجنب الصدام.
واحد من قدامى المشايخ، المولعين بالجدل والحواشى وإحراج الوعاظ، حاول إحراج الداعية الشاب ذات مرة. كان البنا يقص قصة ابى الأنبياء الخليل إبراهيم عليه السلام، فسأله الشيخ – كأنه يتحداه ويمتحنه – عن اسم أبى إبراهيم !.

واستمر الشيخ فى استخدام أسلوبه الاستفزازى فى كل درس، وخاف البنا أن يهرب المستمعون.
فكر فى أسلوب عملى لعلاج المشكلة، فدعى الشيخ إلى منزلة، واكرمه، وأهداه كتابين، فسر الشيخ بالتكريم والهدية، فإذا به يواظب على الدرس، ويكف عن الجدال، ويدعو الناس إلى الحضور.
تجنب الصدام والجدال، وأثر أن يقترب من خصمه ويحتويه، ولم يكن ذلك شاقاً أو صعباً!.
كان من أثر محاضرات ودروس البنا أن حضر إليه من الذين تأثروا بها من أهالى الإسماعيلية : حافظ عبد الحميد، نجار، أحمد الحصرى، حلاق، فؤاد إبراهيم، مكوجى، وعبد الرحمن حسب الله، سائق، إسماعيل عز، جناينى، زكى المغربى، عجلاتى.

وكان ذلك فى أبريل 1928.
حدثوه عن الطريق العملى الذى ينبغى ان يسلكوه، لعزة الإسلام وخير المسلمين، وعرضوا عليه ما يملكون من مال بسيط، وحملوه تبعية أمرهم، فكان القسم والبيعة.
أى اسم يحمله التنظيم الوليد ؟!
قال لهم البنا : نحن اخوة فى خدمة الإسلام، فنحن إذن الإخوان المسلمون.
وهكذا ولدت الجماعة





دعم الانجليز للاخوان



مقدمة


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/243.jpg


بعد عقود من التحالف بين جماعة الإخوان المسلمين والحكومة البريطانية، أصدر ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني قرارا بالتحقيق حول وجود جماعة «الإخوان» ونشاطها في بريطانيا على خلفية المخاوف من قيامها بأنشطة متطرفة، واستخدام لندن مركزا لعملياتها الدولية، القرار الذي يضع علاقة الإخوان بلندن على المحك، ولكن قبل قرار كاميرون بعدة أيام ، كانت مجلة الفورين بولسي قد نشرت تقريرا يحمل عنوان "لماذا تقدم لندن كل هذا الدعم للإخوان المسلمين...؟!"، والتي أشارت فيه أن لندن أصبحت مقر "إخوان أونلاين"، مؤكدة أن "الجماعة" صناعة إنجليزية.


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/244.jpg

ووصفت المجلة لندن بأنها “المكان الطبيعي لتنظيم



الإخوان المسلمين خارج مصر،” مشيرة إلى أن عاصمة الضباب هي بالفعل المقر الرئيسي لموقع “إخوان اون لاين” الذي ينطلق بعدة لغات بهدف تقديم الجماعة كفصيل معتدل يحترم الغرب ويسعى لصداقته,وأيضا فيها يقيم إبراهيم منير، المتحدث الرسمي باسم إخوان أوروبا ، وذلك في تحقيق أجرته من داخل المقر البريطاني الجديد للجماعة.
وطرحت فورين بوليسي، في تقريرها سؤال دون إجابة هو: لماذا تقدم لندن كل هذا الدعم للإخوان المسلمين؟ .
وحسب دراسات موثقة في هذا السياق، فإن نشأة الجماعة نفسها عام 1928 بمدينة الإسماعيلية المصرية تمت برعاية الاستخبارات الانجليزية التي قدمت شيكاً بمبلغ 500 جنيه مصري للشيخ حسن البنا الزعيم المؤسس للجماعة عبر شركة قناة السويس.
وتمثل الهدف الاستراتيجي من وراء ذلك في رغبة سلطات الاحتلال الانجليزي خلق فصيل شعبي مناوئ لحزب الوفد الذي كان يتمتع بشعبية طاغية آنذاك ويفسد تحركات الاحتلال لبسط نفوذه على المشهد السياسي المصري، فضلاً عن رغبة الانجليز في إيجاد ورقة ضغط جديدة على ملك البلاد.
تلك العلاقة القديمة قِدَمَ عُمرِ جماعة الإخوان، والتي تشبه علاقة الجنين بأمه، فمنذ الولادة الأولى للجماعة على يد البنا، بالتمويل الذي خصصته هيئة قناة السويس التي كانت تديرها الحكومة البريطانية آنذاك، ومنذ ذلك الحين حتى الآن والجماعة تعد الابن الغير شرعي للعلاقة بين حسن البنا والحكومة البريطانية، ولترتبط الجماعة ببريطانيا بحبل سري لم ينقطع إلا بعد قرار كاميرون في مارس الماضي.في هذا الملف نقدم التحالف البريطاني مع جماعة الإخوان، على مدار عقود، امتدت بامتداد تاريخ الجماعة، منذ النشأة حتى بعد ثورة 30 يونيو، ففي الثلاثينيات قدمت الحكومة البريطانية دعما لوجيستياً ومالياً للجماعة، كما قامت بريطانيا بعقد اتفاقات سرية مع الإخوان المسلمين والحكومة المصرية آنذاك للتخلص من سعد زغلول وحكومة الوفد، لتأتي ثورة يوليو مطلع الخمسينيات، بما لا تشتهيه الإخوان وبريطانيا مع حكومة ناصر، ومع المحنة الثانية للإخوان في 1954، كانت بريطانيا بشكل خاص، وأوروبا بشكل عام أرضا لهروب الإخوان.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/245.jpg

الأمر الذي تجدد في نهاية السبعينيات لنجد تنوعا
ملحوظا ليس فقط للإخوان، وإنما لكل الجماعات الجهادية على كافة تنوعاتها، الأمر نفسه الذي تكرر مطلع الثمانينيات بعد مقتل السادات، ووصول مبارك لسدة الحكم وما تبعها من اعتقالات ضد التيار المتشدد، والذي ظهر مرة أخرى على السطح في مطلع التسعينيات، لتفتح لندن أراضيها بقوة لكل التيارات الجهادية والإسلامية بدعوى "حق اللجوء السياسي".
الإخوان وبريطانيا من 1936 حتى 1957 وعشرون عاما من التعاون

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/246.jpg

في هذا التقرير عرض لأخطر الكتب التي نشرت في عام 2010، والذي يحمل عنوان " Secret Affairs: Britain’s Collusion with Radical Islam "، أي "التواطؤ البريطاني مع الإسلام الراديكالي"، والذي وثق فيه مؤلفه مارك كيرتس الباحث في المعهد الملكي للشئون الدولية وغيره من المعاهد والمراكز البحثية- تفاصيل التعاون بين جماعة الإخوان المسلمين وبين بريطانيا في الفترة ما بين 1936 حتى عام 1957، استغرقت الدراسة أربع سنوات كاملة اطلع الباحث خلالها على آلاف الوثائق والملفات السرية، خصوصا التي أُفرج عنها حديثاً.
تكشف الدراسة كيف قامت بريطانيا بعقد اتفاقات سرية مع الإخوان المسلمين ومع كثير من الجماعات الراديكالية حول العالم، وقد أورد مؤلف الكتاب وثائق تشير صراحة إلى أن الاحتلال البريطاني لمصر بدأ يمول بشكل مستمر نشاط الإخوان المسلمين في مصر منذ عام 1942.يقول مؤلف الكتاب: إن بريطانيا تبنت استراتيجية "القتل بالإحسان"، وهذه الاستراتيجية تقوم على زيادة تمويل الجماعات الإسلامية المتشددة، والتغلغل في صفوفها ومحاولة زرع بذور الخلاف بين زعمائها؛ فهي مثلاً تبنت زعامة أحمد السكري وكيل جماعة الإخوان المسلمين في مصر ضد زميله حسن البنا رئيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، الذي يُنظر إليه بالمتشدد الأكبر.
الدراسة تؤكد بالوثائق كيف استغلت بريطانيا جماعة الإخوان في تحقيق مصالحها الإقليمية، على الرغم من أنها لم تعتبر الإخوان حليفاً استراتيجيًّا؛ لأنها لا تثق بهم، علموا بذلك أم لا، فبريطانيا اعتبرت الإخوان حليفاً تكتيكيًّا للضغط على النظام الناصري خلال المفاوضات بشأن وضع القاعدة العسكرية البريطانية في مصر، وكحليف لأي محاولة محتملة لاغتيال الزعيم المصري جمال عبد الناصر، وكذلك استعملت بريطانيا الإخوان كحليف لإسقاط النظام في سورية في خمسينيات القرن الماضي، وكما نعرف فقد فشلت المحاولتان. http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/247.jpg
حسن البنا

يبدأ كيرتس توثيق العلاقة بداية من الحرب العالمية الثانية، يقول كيرتس: شهدت جماعة الإخوان المسلمين نموا ملحوظا بقيادة حسن البنا، والذي يسعى لتأسيس مجتمع إسلامي ليس في مصر فقط، ولكن في كل أقطار الدول العربية؛ ولذلك أنشأ العديد من الفروع لجماعته، في كل من السودان والأردن وسوريا وفلسطين وشمال إفريقيا، وذلك بهدف إقامة دولة إسلامية تحت شعار "القرآن دستورنا"، التزم الإخوان بالتقيد الصارم لتعاليم الإسلام، وقدمت نفسها للمجتمعات الأوروبية على أنها بديلا للحركات الدينية وحركات القومية العلمانية والأحزاب الشيوعية في مصر والشرق الأوسط، وذلك لجذب انتباه كل من بريطانيا العظمى والولايات المتحدة، وهما القوتان الموجودتان على الساحة في تلك الفترة. http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/248.jpg
الملك فاروق

وكانت بريطانيا تعتبر مصر بمثابة محورا مهما لها في الشرق الأوسط، وذلك منذ إعلان الحماية البريطانية على مصر في بداية الحرب العالمية الأولى، لتهيمن الشركات البريطانية في الفترة بين الحرب العالمية الأولى والثانية، على الاستثمار الأجنبي والحياة التجارية في مصر، في حين كانت أكبر

قاعدة عسكرية للقوات البريطانية موجودة في قناة السويس، زادت التحديات للوجود البريطاني في مصر بتزايد الحركات القومية والدينية، في حين كان الملك فاروق حليفا للندن، الذي تولى العرش في عام 1936.في عام 1936 دعا الإخوان المسلمين للجهاد ضد اليهود في فلسطين، وأرسلوا متطوعين هناك بعد مطالبة المفتي بالجهاد هناك، اعتبرت جماعةُ الإخوان بريطانيا دولةً ظالمةً، ودعت لمقاومة الاحتلال البريطاني في تلك الفترة، والذي تنامى خاصة بعد تمرد فلسطين خلال السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، في بداية الأمر انتهجت بريطانيا استراتيجية قمعية ضد الإخوان، خاصة بعد تحالفها مع القوى السياسية الأخرى، ولكن في الأربعينيات ومع مهادنة حكومة فاروق لحسن البنا، بدأت بريطانيا في تمويل جماعة الإخوان منذ عام 1940، حيث رأى فاروق أنه من المفيد التحالف مع قوى سياسية أخرى، ضد الأحزاب السياسية العلمانية والتي كان يمثلها حزب الوفد، ويشير تقرير للمخابرات البريطانية عام 1942، حيث قرر القصر الملكي أن جماعة الإخوان جماعة مفيدة لهم، ومن هنا بدأت رعاية القصر الملكي لهم، وحتى يومنا هذا تم رعاية العديد من المجتمعات الإسلامية في مصر من قبل الحكومة البريطانية، لمعارضة خصوم له أو لتعزيز مصالحهم.
التعاون البريطاني الإخواني:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/249.jpg
أمين عثمان باشا

جاء أول اتصال مباشر بين المسئولين البريطانيين والإخوان في عام 1941، في الوقت الذي اعتبرت فيه الاستخبارات البريطانية أن الجماعة تعد خططا تخريبية ضد المصالح البريطانية، كما اعتبر التقرير الجماعة "الخطر الأكثر خطورة على الأمن العام في مصر"، كان ذلك العام الذي تم فيه اعتقال البنا وإيداعه السجن من قِبَل السلطات المصرية، ولكن ما إن تم الإفراج عنه في وقت لاحق من نفس العام ، حتى اتصلت به السلطات البريطانية، التي وضعت بعض الاعتبارات في حسبانها شكل التعاون بين الإخوان والحكومة البريطانية، هناك نظريات كثيرة حول قبول البنا أو رفضه للدعم البريطاني، ولكن بالنظر إلى الهدوء النسبي للإخوان لبعض الوقت هذه الفترة، فإن المؤشرات تشير لقبول البنا العرض البريطاني.بدأ التمويل البريطاني لجماعة الإخوان في عام 1942، حيث كانت البداية في يوم 18 مايو، حيث عقد مسئولون في السفارة البريطانية اجتماعا مع رئيس الوزراء المصري أمين عثمان باشا، لمناقشة العلاقات مع الإخوان المسلمين وتم الاتفاق على عدد من النقاط، أولها سحب دعم الحكومة المصرية لحزب الوفد وتحويل هذا الدعم إلى جماعة الإخوان المسلمين، على أن تدفعه الحكومة المصرية، على أن تطلب الأخيرة مساعدات مالية من السفارة البريطانية، هذا إلى جانب تقديم الحكومة المصرية عملاء من داخل الجماعة لمراقبة أنشطة الجماعة عن كثب، وتقديم المعلومات أولا بأول إلى السفارة البريطانية.كما اتفق الجانبان على أن تحاول الحكومة المصرية إحداث انقسامات داخل الجماعة، من خلال استغلال أي خلافات قد تحدث بين زعيمي الحركة حسن البنا وأحمد السكري، على أن تسلم الحكومة البريطانية لائحة إلى الحكومة المصرية تضم أسماء أعضاء جماعة الإخوان الخطرين، على ألا تقوم السلطات المصرية بأي إجراءات عدوانية ضد الجماعة، إلا بعد تشاورات مع بريطانيا.
كما اتفق الجانبان على السماح لحسن البنا مؤسس الجماعة بنشر مقالات في الصحف تدور حول إرساء مبادئ الديمقراطية، الأمر الذي سيؤدي بدوره دورا جيدا لتفكيك الجماعة، والاجتماع ناقش أيضا كيفية دعم الإخوان في تشكيل فرق تخريبية تجسس على النازيين، الجماعة تم وصفها خلال الاجتماع بأنها جماعة دينية ظلامية، يمكن استغلالها في إخراج فرق انتحارية وقت الاضطرابات، الطرفان كانا مدركين بأن الإخوان معادون لأوروبا وإنجلترا بسبب مواقف الأخيرة في مصر، ولكن توقعت إنجلترا أن يكون للجماعة شأن ونفوذ سياسي فيما بعد.بحلول عام 1944، وصفت لجنة الاستخبارات السياسية في بريطانيا جماعة الإخوان باعتبارها خطرا قائما لمصالحها، ولكن في ظل ضعف قيادة البنا، الشخصية البارزة الوحيدة، قد يعجل ذلك بانهيارها بسهولة، التعاون كان مرفوضا من بعض خبراء الاستخبارات البريطانية، في زرع الإخوان كان له أبلغ الأثر في مواجهة بريطانيا للمعادين لوجودها داخل مصر.
وهكذا، وبحلول نهاية الحرب العالمية الثانية، كان لدى بريطانيا خبرة كبيرة بالتعامل مع قوات الإخوان المسلمين والتي ساعدتهم في تحقيق أهداف معينة، بينما أدرك المسئولون أيضا أن هذه القوات نفسها تعارض سياسة الإمبراطورية البريطانية والأهداف الاستراتيجية لها عموما، هذا التعاون المؤقت كان لتحقيق أهداف محددة في حال افتقار بريطانيا لحلفاء آخرين أو القوة الكافية لفرض أولوياتها.
مكنت هذه السياسة النفعية بريطانيا من تعميق دورها بشكل كبير في عالم ما بعد الحرب، كما ازدادت الحاجة إلى المتعاونين في بيئة عالمية أكثر صعوبة بكثير، ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، كان الإخوان من القوى السياسية المؤثرة على الأحداث في مصر، إلى جانب حزب الوفد، ومن جانبه واصل الملك فاروق الاستفادة من الإخوان، حيث ظل الإخوان يمدون الحكومة بمعلومات عن الشيوعيين الموجودين في النقابات والجامعات، في أجواء اتسمت بالتصعيد ضد الوجود البريطاني، وزيادة تيار العنف الإخواني عام 1954. http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/250.jpg
محمود فهمي النقراشي

بدأت المواجهات بين الإخوان والإنجليز بعد فترة وجيزة، مع إصرار الإخوان- بطرد الإنجليز من البلاد؛ لإقامة الدولة الإسلامية، وبدأ هجوم الإخوان بالقنابل ضد القوات البريطانية، وفي الفترة ما بين 1945 إلى 1948 نفذ الإخوان عمليات اغتيال ضد مجموعة من الشخصيات السياسية، فتم اغتيال رئيس البوليس السري وعدة وزراء، وفي ديسمبر 1948 استطاعت السلطات المصرية اكتشاف مخابئ أسلحة تابعة للإخوان كانت جاهزة لقلب نظام الحكم، الأمر الذي جعل بريطانيا تطلب من الحكومة المصرية تضييق الخناق على أنشطة الجماعة المعادية لها، فأصدرت الحكومة المصرية قرارا بحل جماعة الإخوان في ديسمبر 1948، ولكن بعد قرار الحل بثلاثة أسابيع، تم اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، على يد أحد أعضاء الجهاز السري للجماعة، وهو نفس الجهاز الذي نفذ هجمات بالقنابل ضد البريطانيين في منطقة القناة. http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/251.jpg

بحلول يناير 1949، طلبت السفارة البريطانية في القاهرة من القصر باستخدام كافة الطرق لسحق الإخوان، وبالفعل تم اعتقال أكثر من 100 عضو من الجماعة، ليعقبها في فبراير من نفس العام اغتيال مؤسس الجماعة حسن البنا، وتم ترويج أن أفراد من البوليس السري هم وراء حادث مقتله، بأوامر مباشرة من القصر، ولكن وفقا لتقرير الاستخبارات البريطانية، والذي أكد أن التخلص من البنا جاء بأوامر من القصر وأنه على الحكومة التخلص من نشاط البنا، والذي تسبب لاحقا بمتاعب للحكومة المصرية على أيدي أتباعه، والذين اعتبروه شهيدا مات من أجل قضية الإسلام، وبعد مقتل البنا بثلاثة أيام التقى السفير البريطاني، رونالد كامبل، بالملك فاروق والذي ألقى مسئولية مقتل البناعلى أتباع الأخير من أعضاء الجهاز السري، أو على يد السعديين (أنصار سعد زغلول). http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/252.jpg
حسن الهضيبي

في أكتوبر 1951، انتخبت الإخوان حسن الهضيبي مرشدا جديدا للجماعة خلفا للبنا، وهو شخصية لا ترتبط علنا مع الإرهاب، والمعروف معارضته للعنف، لم يكن الهضيب قادرا على إحكام سيطرته على المجموعات المتنافسة من داخل الجماعة، تظهر ملفات الاستخبارات البريطانية محاولة مسئوليها ترتيب لقاء مباشر بالهضيبي في ديسمبر 1951، وعقدت عدة اجتماعات مع أحد مستشاريه، يدعي فرخاني بك، وهو لم يكن عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، وذلك من أجل محاولة إبقاء الإخوان بعيدا عن المشهد السياسي ووقف أي أعمال عنف تنفذ ضد المنشآت الحيوية أو الجيش الإنجليزي.
عبد الناصر عدو الإخوان والإنجليز:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/253.jpg

بعد ثورة يوليو عام 1952، نجح الإنجليز في مقابلة الهضيبي في أوائل 1953، لمعرفة موقفه من مفاوضات الجلاء بين بريطانيا والحكومة المصرية، كان اتفاق العشرين عاما والذي تم توقيعه عام 1936، أوشك على الانتهاء، ولا زالت بعض الملفات البريطانية تخضع للرقابة، لم يكن معروفا على وجه الدقة ما حدث في هذه الاجتماعات، ولكن ريتشارد ميتشل، المحلل الإنجليزي لجماعة الإخوان المسلمين وثق ما حدث من مختلف الأطراف الحكومة البريطانية، والمصرية والإخوان.كان عبد الناصر عدوا للإنجليز، ولهذا وبدلا من الدخول في حرب مباشرة معه، استخدم الإنجليز الإخوان في معرفة شئون الأمة وشق توجه الرأي العام المناصر لثورة يوليو، الأمر الذي أكده ميتشيل الذي توصل في تقريره أن دخول الإخوان في مفاوضات الجلاء كان بناء على طلب بريطانيا، الأمر الذي لم يكن مقبولا من الجانب



المصري، طلب بريطانيا جاء بناء على سعيها معرفة موقف الإخوان من المفاوضات، والذي سيكون مؤثرا في الرأي العام؛ ولهذا تم الاجتماع بحسن الهضيبي، واتفق الطرفان بإصرار الإخوان بتواجدهم في المشهد السياسي، وتكريس الفكرة في الرأي العام في محاولة لإضعاف حكومة ناصر، الاجتماع الذي استنكره عبد الناصر ووصف الاجتماع بأن المفاوضات السرية بين الإخوان وبريطانيا طعنة في ظهر الثورة، من المعلومات المحدودة المتاحة، الاستراتيجية البريطانية يبدو أن الفجوة التقليدية والقاعدة، تهدف الى كسب "النفوذ" على النظام الجديد في السعي لتحقيق مصالحها الخاصة.اعتمدت استراتيجية إنجلترا على أن زراعة جماعة الإخوان سيزيد من التوترات، بين ناصر والإخوان وتعزيز موقف الأخيرة، وتشير المذكرات البريطانية الداخلية أن المسئولين البريطانيين أكدوا لناصر في اجتماعاتهم عن لقاءاتهم مع الهضيبي وبعض من أعضاء جماعة الإخوان، مؤكدين لناصر أن لقاءاتهم مع الهضيبي طبيعية وليس هدفها القيام بأي شيء مخادع.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/254.jpg
ونستون تشرشل- حادثة المنشية

عرف المسئولون البريطانيون أن جماعة الإخوان المسلمين والمنتمين إليها يريدون إدخال ما يسمى بالدستور الإسلامي، احتوت إحدى التقارير عن فحوى لقاء بين مستشارة السفارة البريطانية في القاهرة تريفور إيفانز والإخوان في 7 فبراير 1953، والذي قال فيه أحد أعضاء الإخوان للبريطانيين بالنص: "إذا بحثت مصر في جميع أنحاء العالم لصديق لن تجد سوى بريطانيا"، التعليق الذي فسره الإخوان فسرته السفارة البريطانية بأن هناك وجود مجموعة من قادة الإخوان على أتم استعداد للتعاون مع بريطانيا، وأشارت المذكرة المكتوبة بخط اليد على هذا الجزء من مذكرة السفارة على ما يلي: أن الإخوان لديها مبرر مثير للدهشة، كما فسرت التعليق باحتمالية تزايد نفوذ وتأثير الطبقة الوسطى في جماعة الإخوان، مقارنة بتأثير قيادات الجماعة التي ضعفت عقب مقتل حسن البنا.كان هناك رغبة واضحة من البريطانيين والإخوان للتعاون مع بعضهما البعض، والتي أصبحت أكثر أهمية في أواخر عام 1953، وهو الوقت الذي اتهم فيع عبد الناصر جماعة الإخوان المسلمين بمقاومة إصلاحات الأراضي ومحاولة تخريب الجيش من خلال "الجهاز السري" للجماعة، في مطلع 1954 اشتبك أنصار الحكومة والإخوان في جامعة القاهرة؛ وتم إصابة عشرات الأشخاص، كما تم إحراق سيارة جيب عسكرية، الأمر الذي جعل ناصر يصدر قراره بحل جماعة الإخوان، من بين قائمة طويلة من الاتهامات ضدهم تضمنها مرسوم الحل، من بينها اجتماعات الجماعة مع البريطانيين، الاجتماعات التي استمرت حتى وصلت لتكون إلى "معاهدة سرية".في الوقت الذي سعى فيه الإخوان للترويج لانتفاضة شعبية، حاول جناحها العسكري لاغتيال عبد ناصر فيما عرف بـ"حادثة المنشية"، والتي وقعت في الإسكندرية، بعدها تم إلقاء القبض على مئات من أعضاء الجماعة، في حين هرب بعضهم خارج البلاد، وفي اليوم التالي لحادث الاغتيال، بعث رئيس الوزراء ونستون تشرشل رسالة شخصية لعبد الناصر قائلا: "أهنئكم على هروبك من الهجوم الغادر، الذي استهدف حياتك في الاسكندرية مساء أمس"، ومع ذلك، فإن البريطانيين تآمروا مرة أخرى مع الإخوان لتحقيق نفس الهدف باغتيال ناصر.



http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/255.jpg
هارولد ماكميلان

قررت بريطانيا التخلص من جمال عبد الناصر بعد ثلاث سنوات من الثورة، خاصة في أعقاب تقرير رالف ستيفنسون سفير بريطانيا في القاهرة آنذاك قال فيه: "إن الحكومة تعمل من أجل مصالح الشعب في محاولة منها لعمل إصلاحات داخلية يستفيد منها الفقراء، ووصف رالف حكومة الثورة آنذاك بأنها أفضل من أي حكومة مرت بها مصر منذ عام 1922؛ لأنها تحاول أن تفعل شيئا للشعب بدلا من مجرد الحديث"، وأنهى ستيفنسون تقريره إلى هارولد ماكميلان، وزير الخارجية في حكومة أنتوني إيدن، "أن حكومة ناصر تستحق كل المساعدة الممكنة، التي يمكن أن تقدمها لها بريطانيا العظمى بشكل صحيح"، بعد تسعة أشهر من كتابة هذه المذكرة، قررت البريطانية اغتيال ناصر والتخلص منه نهائيا.في عامي 1955 و1956 ساند عبد الناصر العديد من الحركات التحررية ضد الاستعمار، خاصة في البلاد العربية، الأمر الذي كان بمثابة إعلان ناصر للعداء لبريطانيا وفرنسا والدول الكبرى في ذلك الوقت، وفي وقت نفسه كان المسؤولون البريطانيون برصد دقيق لأنشطة جماعة الإخوان المناهضة للنظام، والتي أدركت أن الجماعة أصبحت تشكل تحديا خطيرا لعبد الناصر، فقام الملك حسين بإعطاء قادة الإخوان جوازات سفر دبلوماسية منذ عام 1922؛ لأنها تحاول أن تفعل شيئا للشعب بدلا من مجرد الحديث"، وأنهى ستيفنسون تقريره إلى هارولد ماكميلان، وزير الخارجية في حكومة أنتوني إيدن، "أن حكومة ناصر تستحق كل المساعدة الممكنة، التي يمكن أن تقدمها لها بريطانيا العظمى بشكل صحيح"، بعد تسعة أشهر من كتابة هذه المذكرة، قررت البريطانية اغتيال ناصر والتخلص منه نهائيا.
المسلمين ستكون المستفيد الأول لتشكيل حكومة والإمساك بمقاليد السلطة في حال شن حرب على مصر واعتقال جمال عبد الناصر؛ السيناريو الذي أكده مسئولون بريطانيون من إمكانية حدوثه، وإن كانوا يخشون أن سيطرة الإخوان ستنتج نموذجا أكثر تطرفا من حكومة ناصر نفسها، إلا أن ذلك لم يمنعهم من الاتفاق معهم.
وبعد بضعة أشهر من هزيمة بريطانيا، وبالتحديد في أوائل عام 1957، أوصى تريفر إيفانز، المسئول الذي قاد الاتصالات البريطانية مع الإخوان في عدة تقارير كتبها قبل أربع سنوات- بأن "اختفاء نظام عبد الناصر، ينبغي أن يكون هدفنا الرئيسي"، وأشار مسئولون آخرون إلى أن جماعة الإخوان ظلت نشطة ضد ناصر داخل وخارج مصر، خاصة في الأردن، وأشارت التقارير إلى ضرورة استخدام الجناح العسكري للإخوان في الفترة المقبلة.

اضغط على الرابط
http://www.islamist-movements.com/special/?id=2435

الزمزوم
2014-12-30, 00:13
تاريخ علاقة الاخوان بـأمريكا 7 حلقات

اضغط على الرابط

http://www.islamist-movements.com/special/?id=2450

الزمزوم
2014-12-30, 00:14
الاخوان النشأة التحولات التمويل


اضغط على الرابط

http://www.islamist-movements.com/special/?id=2396


أشهر العمليات الإرهابية في تاريخ الإخوان... [الجزء الأول]





http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/0/2/500x282o/323.jpg?q=13
رسم لحادث اغتيال أحمد ماهر باشا

البدايات

لقد شكلت قضية موقف الإخوان من العنف والإرهاب مرتكزاً أساسياً لأغلب الدراسات التي كتبت في تاريخ الإخوان، جلّها حملت مبررات عديدة لهذا النوع من استخدام العنف في السياسة.
ونستطيع رصد بدايات تشكل النظام الخاص للجماعة - بالتقريب بين أعوام 1940-1942 - فقد تضخمت جماعة الإخوان المسلمين إبان حكومة الوفد (1942– 1944) بشكل هائل، وتحولت إلى قوة مليونية مستغلة في ذلك ما قامت به من اتفاق غير معلن مع الحزب الحاكم، يتيح لها العمل بحرية في أنحاد البلاد شريطة عدم اللجوء إلى العنف، وفي محاولة من الجماعة لاستيعاب التوسع التنظيمي خلال تلك الفترة، قام البنا باستحداث "نظام الأُسَر" في هيكليتها التنظيمية، وهو نوع من الخلايا التي لا يزيد عدد أعضاء كل منها عن خمسة أعضاء، ويبدو أن مؤسس الإخوان شكل خلال هذه الفترة "النظام الخاص"، أو ما سيعرف خارج الجماعة بـ"الجهاز السري"، ولكن لا يوجد تاريخ دقيق لبدء تشكيل هذا النظام، ومما يشير إلى عدم الدقة في تحديد متى أنشئ الجهاز الخاص أن أعضاء الإخوان أنفسهم حددوا تاريخ إنشاء هذا الجهاز ما بين 1930 و1947، وهو ما يدل على غموضه وسريته التامة.
ويشير البعض إلى أن "البنا" حدد وظائف هذا التشكيل بـ "شن الحرب على الاستعمار البريطاني، وقتال الذين يخاصمون الجماعة وردعهم، وإحياء فريضة الجهاد"؛ وهو ما يعني أن البنا قد فكر لأول مرة في إيجاد تشكيل مؤسساتي، يتصدى لمن يخاصم الدعوة ويردعه".
تألف النظام الخاص من ثلاث شعب أساسية هي: التشكيل المدني، تشكيل الجيش وتشكيل البوليس، وألحقت بالنظام تشكيلات تخصصية مثل "جهاز التسليح" وجهاز الأخبار، وقد عمل الجهاز الأخير كجهاز استخباري للجماعة.
ويعتبر الكثير من المؤرخين أن إنشاء "النظام الخاص" جاء كتطور منطقي وطبيعي لفكر حسن البنا، ففي رسالة المؤتمر الخامس 1938 يجيب البنا في وضوح وجلاء عن سؤال: "هل في عزم الإخوان المسلمين أن يستخدموا القوة في تحقيق أغراضهم والوصول إلى غايتهم؟، بالقول: "الإخوان المسلمون لا بدّ أن يكونوا أقوياء ولا بدّ أن يعملوا في قوة".

الإخوان المسلمون والإرهاب


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/818.jpg


عندما صدر قرار حل الجماعة بتاريخ 8 ديسمبر سنة 1948 أرفقت به مذكرة تفسيرية تورد بعضاً مما ارتكبته الجماعة من أعمال إرهابية، ورد مرشدها العام – آنذاك – حسن البنا، بمذكرة مضادة على طريقة "ومن خدع الحرب أن يضلّل المسلم عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه فيقتله"، وهي أحد تعبيرات البنا الشهيرة، ولكن فضيلة المرشد لم يدرك ساعتها أن بعضاً من رجاله سوف يأتون في زمن لاحق فيذكرون الحقيقة كاملة ليضعوه بعد رحيله بسنوات عديدة في مأزق الاتهام بالكذب.
جاء في المذكرة التفسيرية حول حوادث إلقاء قنابل على عدد من أقسام الشرطة بالقاهرة ما يلي: "كما وقعت بتاريخ 24 ديسمبر سنة 1946 حوادث إلقاء قنابل انفجرت في عدة أماكن بمدينة القاهرة وضبط من مرتكبيها اثنان من جماعة الإخوان قُدِّما لمحكمة الجنايات فقضت بإدانة أحدهما في الجناية 767 لسنة 1946 قسم عابدين".
وفي معرض رده على هذا الاتهام يقول البنا: "والشخص الذي أدين في قضية الجناية رقم 767 لسنة 1946 قسم عابدين بمناسبة حوادث 24 ديسمبر 1946، لم يثبت أنه أمر بهذا من قبل الإخوان أو اشترك معه فيه أحد منهم، وقد كانت هذه الحوادث شائعة في ذلك الوقت بين الشباب بمناسبة الفورة الوطنية التي لازمت المفاوضات السابقة، ولقد حدث بالإسكندرية أكثر مما حدث بالقاهرة، وضبط من الشباب عدد أكبر وصدرت ضدهم أحكام مناسبة، ولم يقل أحد إنهم من الإخوان المسلمين فتحمل الهيئة تبعة هذا التصرف الذي لاحق فيه ولا مبرر له".
وبعد أربعين عاماً بالتمام والكمال يأتي واحد من تلاميذ البنا وعضو من أعضاء النظام الخاص ليكذبه صراحة، يروي "محمود الصباغ" في كتابه "حقيقة التنظيم الخاص"، الحقيقة كاملة فيقول: "كان لا بدّ للنظام الخاص وقد تطورت الأمور إلى هذا الحد أن يُري كلاً من الحكومة والإنجليز أن محاولتهما لتقنين احتلال الإنجليز لمصر لن تمر دون قتال مسلّح، فعمد إلى تفجير قنابل في جميع أقسام البوليس في القاهرة يوم 3/12/1946 بعد العاشرة مساءً، وقد روعي أن تكون هذه القنابل صوتية، بقصد التظاهر المسلح فقط دون أن يترتب على انفجارها خسائر في الأرواح، وقد بلغت دقة العملية أنها تمت بعد العاشرة مساء في جميع أقسام البوليس، ومنها أقسام بوليس الموسكي والجمالية والأزبكية ومصر القديمة ونقطة بوليس السلخانة، ولم يضبط الفاعل في أي من هذه الحوادث، فاشتدّ رعب الحكومة من غضبة الشعب، وفكرت كثيراً قبل إبرام ما عزمت عليه، ثم توالى إلقاء القنابل على أقسام بوليس عابدين والخليفة ومركز إمبابة".



تفجير الملك جورج ومراوغة البنا


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/819.jpg

صلاح شادي


وتمضي المذكرة لتذكر حادثاً آخر - ولكن هذه المرة مع اختلاف الزمان والمكان - ففي عام 1947 حاول الإخوان المسلمون تفجير فندق "الملك جورج" بالإسماعيلية، تقول مذكرة حل الجماعة: "وثبت في تحقيق الجناية رقم 4726 لسنة 1947 أن أحد أفراد جماعة الإخوان قد ألقى قنبلة بفندق الملك جورج بتلك المدينة، فانفجرت وأصيب من شظاياها عدة أشخاص كما أصيب ملقيها نفسه بإصابات بالغة"، ويرد البنا في ثقة: "الجناية رقم 4726 لسنة 1947 ثبت أن الذي اتهم فيها غير مسؤول عن عمله، وسقط الاتهام ضده، وما زال في المستشفى إلى الآن، فما وجه الاستشهاد بها في مذكرة رسمية؟، وهل تكون هيئة الإخوان مسؤولة عن عمل شخص يتبين أنه هو نفسه غير مسؤول عن عمله؟!.
وهذه المرة نلجأ إلى رجل آخر من تلاميذ البنا هو "صلاح شادي" رئيس جهاز الوحدات، الذي يذكر في كتابه "حصاد العمر"، "والتقى أمرنا داخل قسم الوحدات على القيام بعملية إرهاب داخل فندق الملك جورج، وكلفنا الأخ رفعت النجار - من سلاح الطيران - بالقيام بهذه العملية بأن يحمل دوسيهاً له مادة ناسفة يشعلها ثم يتركها في ردهة الفندق إلى جوار الحائط خلف ستارة مدلاة على حائط الردهة، ثم ينهض بعد ذلك ويمضي خارج الفندق."، ويضيف شادي: "جرى التنفيذ على أحسن وجه، ولكن ظهر للأخ "رفعت" عند مغادرته المكان أحد رجال المخابرات من الحراس الإنجليز، الذي أثار شكوكه هذا الدوسيه المتروك، فتوجه الحارس ليمسك به، في حين أصر الأخ "رفعت" على إنجاز التفجير، فعاد إلى الدوسيه وأمسكه بيديه، ومنع اقتراب أي شخص منه حتى يتم التفجير في أثناء إمساكه به وليكن ما يكون".، وشاءت الأقدار أن يصاب المنفذ في الحادث ويقبض عليه"، ولما كانت التهمة ثابتة عليه فإن صلاح شادي يعترف صراحة: "وأحضرنا له بعض الإخوة المحامين الذين دفعوا بأن قدراته النفسية والعقلية لا تضعانه في مستوى المسؤولية الجنائية".، وهو ما ذكره البنا في المذكرة بالحرف، في الوقت الذي يعلم فيه أسرار القصة كامة.

حادث الجبل


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/820.jpg


هكذا عرف به في أدبيات الإخوان، حيث اعتادت كوادر النظام الخاص على التدريب على استخدام الأسلحة في منطقة جبل المقطم، وتذكر مذكرة حلّ الجماعة أنه "في 19 يناير سنة 1948 ضبط خمسة عشر شخصاً من جماعة الإخوان المسلمين بمنطقة جبل المقطم يتدربون على استخدام الأسلحة النارية والمفرقعات والقنابل، وكانوا يحرزون كميات كبيرة من هذه الأنواع وغيرها من أدوات التدمير والقتل"، ويرد البنا: "هؤلاء الخمسة عشر الذين ضبطوا بعضهم من الإخوان ومعظمهم لا صلة له بالإخوان أصلاً، ولقد برروا عملهم بأنهم يستعدون للتطوع لإنقاذ فلسطين حينما أبطأت الحكومة في إعداد المتطوعين وحشد الجماهير، وقد قبلت الحكومة منهم هذا التبرير وأفرجت عنهم النيابة في الحال، فما وجه إدانة الإخوان في عمل هؤلاء الأفراد خصوصاً وقد لوحظ أنه نص في قرار النيابة بأن الحفظ لنبل المقصد وشرف الغاية".
ويأتي عام 1987 وينكشف المستور ففي كتابه، "النقط فوق الحروف"، يشرح "أحمد عادل كمال" - أحد أقطاب النظام الخاص في جماعة الإخوان المسلمين - قصة حادث الجبل بالتفصيل، فيقول: "كلفنا بالبحث عن مكان مناسب بجبل المقطم يصلح للتدريب على استخدام الأسلحة والمفرقعات، فكان جبل المقطم، فهو لا يحتاج إلى إجازات أو سفر، والمطلوب أن يكون المكان موغلاً في الجبل ميسور الوصول إليه بالسيارة، وأن يكون صالحاً كميدان ضرب نار، وأن يكون مستوراً عن العين، وأن يكون به ما يصلح أبراج مراقبة للحراسة، وبدأ التدريب في ذلك الموقع بمعدل مجموعتين في اليوم الواحد، مجموعة تذهب مع الفجر حتى العصر وأخرى تذهب مع العصر وتعود مع الفجر، وكان الذهاب والعودة يتم بسيارة ستيشن واجن، وكان الترتيب ألا ترى مجموعة الأخرى، وأن يكون هناك - بصفة دائمة في مكان مرتفع - من يرقب المجال حول الموقع بمنظار مكبّر، هذا الحارس كان في استطاعته أن يرى أيّة سيارة قادمة بسرعة قبل أن تصل بثلث ساعة على الأقل، وكانت هناك حفر مُعدّة ليوضع بها كل السلاح والذخيرة ويردم عليها لدى أول إشارة، وبذلك تبقى المجموعة في حالة معسكر وليس معها ممنوعات قانونية". ويضيف كمال: "واستمر ذهاب المجموعات وعودتها بمعدل مرتين كل يوم ولمدة طويلة حتى صنعت السيارة مدقاً واضحاً مميزاً في الجبل، وحتى لفتت نظر الحجارة في محاجر الجبل بأول الطريق، وبلغ الخبر إلى البوليس ونحن لا نشعر، وكان مسؤول التدريب يدرب مجموعة هناك، ومن تكرار التدريب في أمن وسلام فقد تغاضى عن حذره فتجاوز عن وضع الحارس مكانه ولم يشعر، والمجموعة معه، إلا بقمم الجبل حوله قد ظهرت من فوقها قوات البوليس شاهرة سلاحها وتطالبهم بالتسليم وهم منهمكون في تدريبهم، كان ذلك يوم 19/1/1948 ونشرت الصحف الخبر"، ونأتي إلى النقطة المهمّة في شهادة كمال، حيث يؤكد: "وحتى هذه الحالة كان هناك إعداد لمواجهتها، أجاب إخواننا المقبوض عليهم بأنهم متطوعون لقضية فلسطين، وهي إجابة كان متّفقاً عليها، وفي نفس الوقت كانت هناك استمارات بأسمائهم تمّ تحريرها في مركز التطوع لقضية فلسطين، كما تمّ اتصال بالحاج محمد أمين الحسيني، مفتي فلسطين ورئيس الهيئة العربية العليا، وشرحنا له الوضع على حقيقته، وكان متجاوباً معنا تماماً، فأقر بأن المقبوض عليهم متطوعون من أجل فلسطين، وأن السلاح سلاح الهيئة، وبذلك أفرج عن الإخوان وسلم السلاح إلى الهيئة العربية العليا"، هكذا تشارك إخوان مصر - بقيادة البنا - وإخوان فلسطين بقيادة مفتي القدس أمين الحسيني، في خداع السلطات المصرية التي أفرجت عن الشباب لنبل المقصد وشرف الغاية، ولم يكتف البنا بذلك ولكنه راح يسجلها نقطة لصالح جماعته ببجاحة يحسد عليها، كما يفعل الآن أحفاده.
وينهي عادل كمال شهادته بالقول: "ومع ذلك فقد كان للحادث أثر بعيد، ذلك أنه عثر مع المسؤول عن المجموعة - رحمه الله - على كشف اشتهر فيما بعد بأنه "كشف الجبل"، يحوي مئة اسم من أسماء إخوان النظام الخاص وأرقامهم السرية مرّتبين في مجموعات، هي المجموعات التي كان مزمعاً تدريبها تباعا من منطقة جنوب القاهرة، ولم يعلم أحد من المسؤولين عن النظام في حينها شيئاً عن "كشف الجبل"، ولم يذكره المسؤول، ولكن ذلك الكشف ظهر بعد ذلك في القضايا وكان من قرائن الاتهام القوية، فضلاً عن أنه كشف الأسماء التي احتواها.

"الخازندار" واستهداف القضاة


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/821.jpg


لم تتورّع جماعة الإخوان المسلمين من أن تمدّ إجرامها إلى القضاء الذي ظل رجاله في محراب العدالة سندا للمصريين جميعاً، وملاذا لهم ينعمون فيه بثقة التقاضي ويطمئنون فيه إلى ضميره الحي، وفي محاولة من الجماعة لإرهاب القضاة عن طريق استهداف علم منهم - "القاضي أحمد الخازندار بك" - وكيل محكمة استئناف القاهرة، الذي حكم بإدانة بعض أعضاء الجماعة لجرائم اقترفوها باستخدام القنابل.
ولأن نور الشمس يراه حتى من كان به رمد، فسوف نبدأ بشهادة الدكتور عبد العزيز كامل، الذي حضر ما أطلق عليه "محاكمة عبد الرحمن السندي"، عقب مقتل الخازندار، وسطّر في كتابه "في نهر الحياة" شهادته على المحاكمة.
يقول الرجل تحت عنوان "دم الخازندار" :
"في صبيحة هذا اليوم - يقصد يوم مقتل القاضي الخازندار في الثاني والعشرين من مارس 1948 - بينما كان المستشار أحمد الخازندار (بك) في طريقه من منزله في حلوان إلى عمله، عاجله اثنان من شباب الإخوان بإطلاق النار عليه فأردياه قتيلا، وأمكن القبض على الاثنين: محمود زينهم وحسن عبد الحافظ.
وكان للحادث دويّ عميق، تصارعت فيه تيارات فكرية متعددة، فقد أعاد إلى الأذهان مواقف "الخازندار" من قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم على جنود بريطانيين في ناحية الإسكندرية، وحكم على الشابين بالأشغال الشاقة المؤبدة في 22 نوفمبر عام 1947، ولكن أطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة، ولم يكن "الخازندار" محبوباً أو حتى موصوفاُ بالحيدة بين الإخوان، فبينما يرون عملهم وطنياً ودينيا، كانوا يرون موقف "الخازندار" موقفا قضائيا متعسفا.
ولا أود أن أسرد الوقائع كلها هنا، ولكن أود أن أسجّل جلسة خاصة شهدتها في المركز العام للإخوان المسلمين - برئاسة الأستاذ البنا - وحضور النظام الخاص في هذا الموضوع.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/822.jpg

مصطفى مشهور

وأسجّل هنا ما تعيه ذاكرتي من أحداث هذه الليلة البعيدة.
وسنرى كيف تتغير المشاهد في الذهن وتعاد صياغتها، ويرويها صاحبها معدلة، وهو يؤمن أنها الحقيقة التي شاهدها، وهذه هي حكمة الشاهدين والأربعة شهود في الإسلام.
كنت في ربيع عام 1948 مدرسا في معهد المعلمين في أسيوط، وبعد مصرع "الخازندار"، جاءتني رسالة عن اجتماع عاجل مع الأستاذ المرشد في القاهرة، واستأذنت عميد المعهد الأستاذ عبدالعزيز سلامة في السفر، ولم أكن أغيب عن عملي أو أعتذر، ونظر إلىِّ نظرة طويلة، ووافق على السفر في هدوء دون أن يسأل، وإنما طلب منّي أن أحدد أيام الغياب، ولم أستطع فقال: سأحتفظ بخطاب الاستئذان عندي حتى عودتك، وأرجو أن تكون قريبة، وأن تطمئن على الأهل، وكن حريصاً والله معك".
ويستمر الرجل في روايته فيذكر في ص 46: "كان بإحساسه الداخلي - يقصد مدير المدرسة - يشعر أن الأمر متعلق بالإخوان بعد مصرع "الخازندار"، والكل يتحدث ويعلق: القضاة، المحامون، رجال التعليم، ومهما يكن من أمر الآراء التي تشعّبت، فإنها كانت تلتقي عند إدانة الإخوان واستنكار الحادث، فقد كان عدواناً سافراً على القضاء...
وكانت عودتي إلى القاهرة مفاجأة للأهل، أمي وإخوتي، ولزمت الصمت، وذهبت إلى المركز العام.
كان الاجتماع في حجرة المكتبة بالدور الثاني، هذه المكتبة التي تبرع بجزء كبير منها سمو الأمير محمد علي توفيق - ولي العهد وقتئذ - على إثر كلمات طيبة من سليمان متولي "بك"، مراقب عام المدارس الأميرية، فأرسلها مكتبة كاملة بخزانات الكتب، وكانت هذه الحجرة بالذات أقرب الحجرات إلى فكري وقلبي، وكم قضيت فيها الساعات قارئاً، باحثاً، أو متحدثا مع أعضاء قسم الأسر.
ولكن هذه الجلسة كانت ذات طبيعة خاصة، ولعلها من أعمق جلسات الإخوان أثراً في نفسي، ولا زلت أذكر الأستاذ - يقصد الأستاذ حسن البنا - وجلسته، وعليه يبدو التوتر، أراه في حركة عينيه السريعة، والتفاته العصبي، ووجهه الكظيم، وإلى جواره قادة النظام الخاص: عبد الرحمن السندي، رئيس النظام، وكان لا يقل توتراً وتحفزاً عن الأستاذ، ثم أحمد حسنين، ومحمود الصباغ، وسيد فايز، وأحمد زكي، وإبراهيم الطيب، ويوسف طلعت، وحلمي عبد المجيد ، وحسني عبد الباقي، وسيد سابق، وصالح عشماوي، وأحمد حجازي، ومصطفى مشهور، ومحمود عساف.
كان محور الحديث مصرع المستشار أحمد الخازندار.
قال الأستاذ: إن كل ما صدر منه من قول تعليقاً على أحكام الخازندار في قضايا الإخوان - لو ربنا يخلصنا منه، أو لو نخلص منه، أو لو واحد يخلصنا منه –
لاحظ مطلب البنا يوجهه لقائد النظام الخاص عبد الرحمن السندي، معنى لا يخرج عن الأمنية، ولا يصل إلى الأمر، فالأمر محدد وإلى شخص محدد، وهو لم يصدر أمراً، ولم يكلف أحداً بتنفيذ ذلك، ففهم "عبد الرحمن" هذه الأمنية أمراً، واتخذ إجراءاته التنفيذية وفوجئ الأستاذ بالتنفيذ.
حدثني الصديق الأستاذ مختار عبد العليم المحامي، أن الأستاذ في صلاة العشاء - مساء يوم الحادث - سها في عدد الركعات وصلّى الفرض ثلاث ركعات، وأكمل ركعة السهو، وما أذكر طول صلاتي مع الأستاذ أنه سها مرة، وعلم الأستاذ مختار بهذا ممن كان مع الاستاذ في صلاته.
وسمعت منه أيضاً أن الدكتور عزيز فهمي المحامي قابله في المركز العام، فوجد الأستاذ جالساَ في حجرة منعزلة، وحيداً واضعاً رأسه بين يديه في تفكير عميق، وألم لم يستطع إخفاءه، وهو ناقم أشد النقمة على الحادث.
وما أذكر أن الأستاذ عقد مثل هذا الاجتماع طوال حياته في الإخوان بهذه الصورة...
وكان واضحاً أن الخلاف شديد بين المرشد وعبد الرحمن، فأمام كبار المسؤولين سيبدو إن كان الأستاذ قد أمر، أو أن عبد الرحمن تصرّف من تلقاء نفسه، وفي ماذا؟، في قتل المستشار وتسجيل عدوان دموي على القضاء في مصر؟".
المرشد والسندي يلقيان الاتهام كل على الآخر:
ووجهت حديثي إلى الأستاذ قائلاً:
أريد من فضيلتكم إجابة محددة - بنعم أو لا - على أسئلة مباشرة لو سمحتم.
فأذن بذلك فقلت:
- هل أصدرت فضيلتكم أمراً صريحاً لعبد الرحمن بهذا الحادث؟
- قال: لا
- قلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك وتلقى به الله يوم القيامة؟
- قال: لا
- قلت: إذن فضيلتكم لم تأمر ولا تحمل مسؤولية هذا أمام الله.
- قال: نعم
فوجهت القول إلى عبد الرحمن السندي، واستأذنت الأستاذ في ذلك فأذن.
- ممن تلقّيت الأمر بهذا؟
- فقال: من الأستاذ (يقصد المرشد حسن البنا)
- فقلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك يوم القيامة؟
- قال: لا
- قلت: وهذا الشباب الذي دفعتم به إلى قتل الخازندار من يحمل مسؤوليته؟
والأستاذ ينكر وأنت تنكر، والأستاذ يتبرأ وأنت تتبرأ.
أمنية المرشد أمر واجب النفاذ :
قال عبد الرحمن: عندما يقول الأستاذ إنه يتمنى الخلاص من الخازندار، فرغبته في الخلاص أمر منه.
- قلت: مثل هذه الأمور ليست بالمفهوم أو بالرغبة، وأسئلتي محددة وإجاباتيكم محددة، وكل منكما يتبرأ من دم الخازندار، ومن المسؤولية عن هذا الشباب الذى أمر بقتل الخازندار، ولا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يلق الله بدم حرام، هذا حديث رسول الله .
- ثم قلت له: والآن هل تُترك المسائل على ما هي عليه، أم تحتاج منك إلى صورة جديدة من صور القيادة وتحديد المسؤوليات؟
- قال: (يقصد المرشد العام حسن البنا) لا بدّ من صورة جديدة وتحديد مسؤوليات
واستقر رأيه على تكوين لجنة تضم كبار المسؤولين عن النظام، بحيث لا ينفرد عبد الرحمن برأي ولا تصرف، وتأخذ اللجنة توجيهاتها الواضحة المحددة من الأستاذ، وأن يوزن هذا بميزان ديني يقتضي أن تكون من بين أعضائها – بالإضافة إلى أنها تتلقى أوامرها من الأستاذ – رجل دين على علم وإيمان، ومن هنا جاء دور الشيخ سيد سابق ميزانا لحركة الآلة العنيفة.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجلس فيها عبد الرحمن مجلس المحاسبة والمؤاخذة أمام الأستاذ وقيادات النظام، بل لعلها المرة الأولى التي يجلس فيها الأستاذ أيضاً مجلس المواجهة الصريحة أمام نفسه وأمام قادة النظام، إلى الدرجة التي يقول فيها لعبد الرحمن (يقصد حسن البنا) :
- أنا لم أقل لك ولا أحمل المسؤولية
- وعبد الرحمن يرد:
- لا أنت قلت لي وتتحمل المسؤولية
ويتبرأ كل منهما من دم الخازندار، ويخشى أمر أن يحمله على رأسه يوم القيامة، وانتهت الجلسة.
وعدت إلى المنزل....

الزمزوم
2014-12-30, 05:10
أشهر العمليات الإرهابية في تاريخ الإخوان... [ الجزء الثاني]


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/0/2/500x282o/336.jpg?q=51
نسف محكمة الاستئناف:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/857.jpg
شفيق أنس في السجن- أثار التفجير داخل المحكمة

في هذه العملية قام عدد من كوادر الجهاز الخاص بمحاولة لنسف محكمة استئناف القاهرة والتي كان يحفظ فيها أوراق ما عرف بقضية "السيارة الجيب" التي كان على رأس المتهمين فيها "مصطفى مشهور" (أحد قادة النظام الخاص، ومرشد الجماعة الخامس فيما بين عام 1996 وعام 2002)، وحكاية السيارة الجيب معروفة، حيث تم ضبط مصطفى مشهور يقود سيارة محملة بأسلحة وقنابل كان النظام الخاص يستخدمها في التدريبات، بالإضافة إلى بعض الأوراق التي تحتوي على خطط واستراتيجيات الجماعة، وقد أنكر البنا - في بيان وزع على الصحفيين آنذاك - أن يقوم أحد الإخوان بهذه الفعلة الشنيعة، ولكن السنوات تأتي بما لم يكن يشتهي البنا، يقول محمود الصباغ حول هذا الحادث: "وبعد نجاح السرية في هذا العمل الفدائي، نظر السيد فايز في كل ما تنسبه الحكومة إلى الإخوان من جرائم باطلة، مدعية أنها تستند في كل ما تدعيه إلى حقائق صارخة في المستندات والوثائق المضبوطة في السيارة الجيب، وكان يعلم يقيناً بكذب هذه الافتراءات، ودليل ذلك ما ذكره عبد المجيد أحمد حسن بعد أن قرر الاعتراف على زملائه، واستندت إليه المحكمة في براءة النظام الخاص مما وجه إليه من اتهامات – ولم يساوره شك في أن الحكومة قد زورت وثائق وقدمتها للنيابة لتدين الإخوان بما ليس فيهم من جرائم واتهامات باطلة، فقرر حرق هذه الأوراق وكون سرية لهذا الغرض بقيادة الأخ شفيق أنس، وقد رسمت الخطة على النحو الذي ظهر في تحقيقات القضية المسماة زوراً وبهتاناً قضية محاولة نسف المحكمة، وحقيقتها أنها كانت محاولة حرق أوراق قضية السيارة الجيب، وتمكن شفيق أنس من أن يضع حقيبة مملوءة بالمواد الحارقة معدة للانفجار الزمني بجوار دولاب حفظ أوراق قضية السيارة الجيب، إلا أن قدر الله قد مكن أحد المخبرين من ملاحظة شفيق وهو يترك الحقيبة ثم ينصرف نازلاً على درج المحكمة، فجرى مسرعاً وحمل الحقيبة وجرى بها خلف شفيق، الذي أسرع في الجري حتى لا تنفجر الحقيبة على سلم المحكمة أو وسط حشود الداخلين في بهوها، ولما خرج إلى الميدان حذر المخبر من الحقيبة، فتركها فانفجرت في ساحة الميدان دون إحداث خسائر تذكر، وقبض على شفيق".

ماهر والنقراشي وعبد الهادي:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/838.jpg
أحمد ماهر باشا

في 24 فبراير 1945 كان أحمد ماهر باشا متوجها لمجلس النواب لإلقاء بيان من هناك وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام شاب يدعى محمود العيسوي بإطلاق الرصاص عليه وقتله في الحال، بعد الحادث ألقي القبض على حسن البنا وأحمد السكري وعبد الحكيم عابدين وآخرين من جماعة الإخوان، والتي كان العيسوي عضواً فيها، ولكن بعدها بأيام تم الإفراج عنهم بسبب اعتراف العيسوي بانتمائه للحزب الوطني، ولكن هناك من يؤكد أن محمود العيسوي من غلاة الإخوان المسلمين وتستّر تحت عباءة الحزب الوطني ليحمي جماعته من الضرر، وبعد الإفراج عن قيادات الجماعة لم يذكر أي أحد منهم علاقته بـ"العيسوي" ولكن في سنوات لاحقة ثبتت علاقة الجماعة بالعيسوي، ويسوق الدكتور عبد العظيم رمضان الأدلة على ذلك بما رواه محمد علي أبو طالب من أنه سمع من الأستاذ خالد محمد خالد أن الشيخ سيد سابق – وهو من زعماء الإخوان والذي أفتى بمشروعية اغتيال النقراشي باشا – قد أخبره بعد مقتل أحمد ماهر باشا بأن محمود العيسوي كان من صميم الإخوان المسلمين، ولم يكذب خالد محمد خالد أو الشيخ سيد سابق هذا الكلام، ويستدل أبو طالب على صحة رأيه بوجود وزيرين من زعماء الحزب الوطني، وهما: حافظ رمضان باشا رئيس الحزب، وزكي علي باشا - وهو من زعمائه منذ نشأته - في وزارة أحمد ماهر، ولم يحاسبا على اشتراكهما في قرار إعلان الحرب، بل قرر حافظ رمضان بأنه لا يرى ضرراً في ذلك، ويميل عبد العظيم رمضان إلى احتساب محمود العيسوي من الإخوان – وهذا ما أرجحه على أساس أن كثيرا من المصريين كانوا يجمعون بين انتماءين: الانتماء إلى حزبهم والانتماء للإخوان المسلمين، وأن انتماء محمود العيسوي إلى الحزب الوطني لا يحول دون انتمائه للإخوان المسلمين. "، ويأتي بعد ذلك الصباغ والذي كان واحداً من رجال التنظيم الخاص ليذكر أن أحمد ماهر خائن ولا يختلف على ذلك اثنان - على حد تعبيره - ولكن الإخوان لم يجيزوا قتله ولم يمنعهم هذا من دراسة وتحضير خطة لاغتياله حتى يقوموا بها إذا تطورت الأمور، وذكر الصباغ أنه هو شخصياً كان القائم بهذه الدراسة.




ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/839.jpg
محمود فهمي النقراشي باشا

اعتراضا على قرار حل الجماعة قام الجهاز الخاص بوضع خطة لاغتيال رئيس الحكومة – آنذاك – محمود فهمي النقراشي باشا، وكان يشغل وقتها إلى جانب رئاسته للحكومة منصب وزير الداخلية، ففي يوم 28/12/1948 تنكر الإخواني عبد المجيد أحمد حسن في زي ضابط بوليس، واقترب من رئيس الوزراء ووزير الداخلية - أثناء دخوله لمبنى الوزارة - مطلقاً عليه ثلاث رصاصات أدت إلى وفاته على الفور، ولم تمر ساعات قليلة إلا وكان مرشد الجماعة حسن البنا قد خط بياناً بعنوان: "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"، زعم مقربون منه أن البيان كتب قبل يومين من الحادث، قال فيه: "لقد وقعت أحداث نسبت إلى بعض من دخلوا هذه الجماعة دون أن يتشرّبوا روحها، وتلا أمر حلّ الإخوان ذلك الحادث المروع، حادث اغتيال دولة رئيس الحكومة المصرية محمود فهمي النقراشي باشا، الذي أسفت البلاد لوفاته وخسرت بفقده علماً من أعلام نهضتها وقائداً من قادة حركتها ومثلاً طيباً للنزاهة والوطنية والعفة من أفضل أبنائها، ولسنا أقل من غيرنا أسفاً من أجله وتقديراً لجهاده وخلقه".
الغريب أن المتهم - بعد أن أنكر صلته بالإخوان وأصر على أنه قام بتنفيذ العملية من تلقاء نفسه - عاد واعترف بدور الجماعة في العملية فور سماعه لبيان المرشد العام، وبعيداً عن اعتراف الشاب بمسؤولية الإخوان الذي قد يدفع البعض بأنه جاء تحت وقع التعذيب أو التهديد، يعترف محمود الصباغ بعد أربعين عاماً على الحادث - في كتابه السابق الإشارة إليه، وفي معرض حديثه عن مقتل النقراشي باشا - بأن العملية جاءت من باب حماية الدعوة، في إشارة إلى قرار النقراشي بحل الجماعة ويواصل: "وبدأ السيد فايز - مسؤول الجهاز الخاص آنذاك - المعركة برأس الخيانة محمود فهمي النقراشي، وقد كوّن فايز خلية من: محمد مالك وشفيق أنس وعاطف عطية حلمي والضابط أحمد فؤاد وعبد المجيد أحمد حسن ومحمود كامل، لهذا الغرض، وبفخر يقول الصباغ: ونجح عبد المجيد أحمد حسن في قتل النقراشي في مركز سلطانه ووسط ضباطه وجنوده وهو يدخل مصعد وزارة الداخلية.
ولم يتوقف الإخوان بعد اغتيال النقراشي ورأوا أن إبراهيم باشا عبد الهادي امتداد للنقراشي ومن ثم قرر الإخوان الفدائيون - هكذا يصفهم الصباغ – اغتيال إبراهيم باشا، وبالفعل كمنوا له في يوم 5 مايو 1949 في الطريق إلى رئاسة مجلس الوزراء وأطلقوا عليه وابلاً من الطلقات أصابت بعض المارة وكذلك الموكب الذي اعتقدوا أنه خاص بإبراهيم باشا، ولكنه كان موكب حامد جودة رئيس مجلس النواب، الذي لم يصب بأي أذى، وبعد القبض على منفّذي العملية بدأت محاكمتهم التي استمرت حتى قيام ثورة يوليو، واعتبر بعدها المتهمون أبطال تحرير وصدر عنهم جميعا عفو شامل.


مقتل السيد فايز:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/840.gif
حسن البنا

جرت هذه الحادثة العجيبة وفق منطق "النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله"، فعندما قام البنا بتعيين سيد فايز مسؤولاً عن الجهاز الخاص بدلاً من عبد الرحمن السندي، قرر الأخير اغتيال أخيه في الدعوة الذي جاء ليزيحه عن مكانه، فأرسل إليه بعلبة من الحلوى في ذكرى المولد النبوي الشريف، وعندما حاول سيد فايز فتحها انفجرت في وجهه ومعه شقيقه فأردته قتيلاً في الحال، وأسقطت جدار الشقة، وعندما علم البنا بهذا الحادث المفجع أنكر في تصريحات حادة للصحافة أن يكون مرتكب الحادث من الإخوان المسلمين، واتهم أعداء الجماعة – كالعادة – بتدبير هذا الحادث، ومرة أخرى يأتي الزمان بما لا يشتهي البنا ولا جماعته، وهذه المرة على لسان محمود عبد الحليم - أحد قادة الجماعة ومؤرخها ورفيق درب البنا - يقول عبد الحليم: "كان السندي يعلم أن المهندس سيد فايز – وهو من كبار المسؤولين في النظام الخاص – من أشد الناقمين على تصرفاته، وأنه وضع نفسه تحت إمرة المرشد العام لتحرير هذا النظام في القاهرة على الأقل من سلطته، وأنه قطع في ذلك شوطاً بعيداً باتصاله بأعضاء النظام بالقاهرة وإقناعهم بذلك، وإذن فالخطوة الأولى في إعلان الحرب، وكذلك سولت له نفسه أن يتخلص من سيد فايز، فكيف تخلص منه؟، تخلص منه بأسلوب فقد فيه دينه وإنسانيته ورجولته وعقله، انتهز فرصة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، وأرسل إليه في منزله هدية، علبة مغلقة عن طريق أحد عملائه، ولم يكن الأخ سيد في ذلك الوقت موجوداً بالمنزل، فلما حضر وفتح العلبة انفجرت فيه وقتلته وقتلت معه شقيقاً له، وجرحت بقية الأسرة وهدمت جانباً من جدار الحجرة، وقد ثبت ثبوتاً قاطعاً أن هذه الجريمة الأثيمة الغادرة، كانت بتدبير هذا الرئيس، وقد قامت مجموعة من كبار المسؤولين في هذا النظام بتقصّي الأمور في شأن هذه الجريمة وأخذوا في تضييق الخناق حول هذا الرئيس حتى صدر منه اعتراف ضمني، أرأيتم ماذا تفعل التربية الإخوانية للأعضاء أنفسهم، حتى لتنطبق عليهم قولة الرسول الكريم: "أخشى أن تعودوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"، وهذا ما فعله الإخوان بالضبط.

الثورة والإخوان والعنف:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/841.jpg
يوسف طلعت

المثير للدهشة، وبينما كان يردد الإخوان أن جهازهم الخاص أنشئ من أجل محاربة الصهيونية ومواجهة الإنجليز، وبعد خروج الإنجليز من مصر وقيام حكومة تحارب الصهيونية (1954)، كان الجهاز السري يعزز وجوده بل ويلقي بظلاله على الجماعة كلها، فقد كوّن المرشد قبيل سفره إلى الأقطار العربية في أوائل يوليو 1954 لجنة قيادية مهمتها مواجهة موقف الحكومة من الإخوان بما يلزم مما تهيّئه قدراتهم على ضوء الأحداث، وهذا طبيعي، لكن المثير للدهشة هو تكوين اللجنة، فاللجنة مكونة من يوسف طلعت (قائد الجهاز السري)، صلاح شادي (المشرف على الجهاز السري وقائد قسم الوحدات وهو جهاز سري أيضاً)، والشيخ فرغلي (صاحب مخزن السلاح الشهير بالإسماعيلية)، ومحمود عبده (وكان من المنغمسين في شؤون الجهاز السري القديم).


ماذا كان يريد المرشد العام الثاني إذن، وإلى ماذا كان يخطّط، خاصة أن الجهاز السري الذي زعم حسن البنا - وما زال الإخوان يزعمون – أنه أسس لمحاربة الاستعمار، قد تغيّب تماماً عن معارك الكفاح المسلح في القنال (1954)، وقد تنصل المرشد العام المستشار الهضيبي من أية مشاركة فيه، وقال: "كثر تساؤل الناس عن موقف الإخوان المسلمين في الظروف الحاضرة، كأن شباب مصر كله قد نفر إلى محاربة الإنجليز في القنال، ولم يتخلف إلا الإخوان، ولم يجد هؤلاء للإخوان عذراً واحداً يجيز لهم الاستبطاء بعض الشيء، إن الإخوان لا يريدون أن يقولوا ما قال واحد منهم – ليس له حق التعبير عنهم – إنهم قد أدوا واجبهم في معركة القنال، فإن ذلك غلو لا جدوى منه ولا خير فيه، ولا يزال بين ما فرضه الله علينا من الكفاح وبين الواقع أمد بعيد والأمور إلى أوقاتها"، هذا الكلام نرجو أن يتمعن الدكتور "محمد بديع" فيه جيداً قبل أن يخرج علينا ليصدعنا بأن النظام الخاص أنشئ من أجل قتال الإنجليز على ضفاف القناة.


المنشية عام 1954:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/859.jpg
جمال عبد الناصر- محمود عبد اللطيف

كان الإخوان قد وصلوا مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى طريق مسدود، وكانوا قد أعادوا تنظيم النظام الخاص - كما سبق أن أشرنا - وفي اللحظة الحاسمة قرروا التخلص من عبد الناصر، ففي يوم 26/2/1954 وبمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء وقف الرئيس عبد الناصر يلقي خطاباً بميدان المنشية بالإسكندرية، وبينما هو في منتصف خطابه أطلق محمود عبد اللطيف - أحد كواد النظار الخاص لجماعة الإخوان - ثماني طلقات نارية من مسدس بعيد المدى باتجاه الرئيس ليصاب شخصان وينجو عبد الناصر، وحتى هذه اللحظة يصر الإخوان على أن هذا الحادث لا يخرج عن كونه تمثيلية قام بها رجال الثورة للتخلص من الجماعة، ولكن المتهمين في المحكمة العلنية - "محكمة الشعب" التي كانت تذاع وقائعها على الهواء مباشرة عبر الإذاعة المصرية - قدموا اعترافات تفصيلية حول دور كل منهم ومسؤولية الجماعة عن العملية، (تم جمع هذه المحاكمات ونشرها بعد ذلك في جزأين بعنوان محكمة الشعب) وقد شكك الإخوان كثيراً في حيادية هذه المحكمة، لكنهم لم يعلقوا على ما ورد على لسان أبطال الحادث في برنامج الجريمة السياسية الذي أذاعته فضائية الجزيرة عبر حلقتين في الثاني والعشرين والتاسع والعشرين من ديسمبر عام 2006، والذي تفاخروا – من خلاله - بالمسؤولية عن الحادث، وأنه تم بتخطيط شامل وإشراف دقيق لقيادات الجماعة.

قضية سيد قطب:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/843.jpg
سيد قطب

في 30 أكتوبر 1965 أخطرت نيابة أمن الدولة العليا أن جماعة الإخوان المسلمين المنحلة قامت بإعادة تنظيم نفسها تنظيماً مسلحاً بغرض القيام بعمليات اغتيال للمسؤولين تعقبها عمليات نسف وتدمير للمنشآت الحيوية بالبلاد، هادفة من وراء ذلك الاستيلاء على الحكم بالقوة، وأن التنظيم يشمل جميع مناطق الجمهورية ويتزعمه سيد قطب، كان قطب قد تم الإفراج عنه – وقتها - بعد وساطة قام بها الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم أثناء زيارته للقاهرة عام 1965، إلا أنه كان قد وصل إلى قناعة بأن الحكومة التي تقوم بمثل هذه الأعمال من التعذيب في سجونها، لا بدّ أن تكون كافرة، ومن هذا المنطلق خطط قطب لمواجهة معها تشمل رؤوس الحكم، تمهيدا لخلخلة النظام والثورة عليه، وقد تم كشف القضية بالصدفة عبر إبلاغ الشرطة العسكرية والمباحث الجنائية العسكرية أنها ألقت القبض على مجند وهو يتفاوض لشراء أسلحة من أحد زملائه بالإسكندرية، وعلى الفور تم القبض عليهما واعترفا بأن هذه الأسلحة لصالح عدد من قادة جماعة الإخوان، ثم توالت الاعترافات وقدم المتهمون إلى المحاكمة التي قضت بإعدام سيد قطب وستة من زملائه، وسجن ستة وثلاثين آخرين بينهم المرشد العام الثامن للجماعة، الدكتور محمد بديع، ونائبه الدكتور محمود عزت، اللذان يقومان الآن بالترويج لأفكار قطب، في محاولة لبعث "القطبية" من جديد، بعدما تبرأ منها الإخوان، عبر كتاب مرشدهم الثاني المستشار حسن الهضيبي، "دعاة لا قضاة".

الفنية العسكرية وسبعينيات القرن الماضي:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/844.jpg
أنور السادات

بعد مجيء الرئيس الراحل أنور السادات إلى الحكم، قام بإطلاق سراح قادة الإخوان من السجون وأبرم معهم اتفاقا يقضي بعدم العمل في السياسة، فاتحاً صفحة جديدة مع الجماعة، وسرعان ما سعى كوادرها إلى ضم عدد من الشباب الذين اعتنقوا فكر سيد قطب الجهادي ليستخدموهم في محاولة جديدة لقلب نظام حكم الرئيس الراحل، وهو ما عرف في حينها بقضية الفنية العسكرية، لقد كشف طلال الأنصاري أحد قادة التنظيم الذي حكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم إلى السجن المؤبد في مذكراته المعنونة "صفحات مجهولة من تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة.. من النكسة إلى المشنقة"، أنهم كانوا قد شكلوا تنظيماً سرياً بمدينة الإسكندرية عام 1968، وظل هذا التنظيم قائماً إلى أن خرج الإخوان من السجون، حيث قادته الصدفة عن طريق أحد كوادر جماعة الإخوان بالإسكندرية ويدعى (الشيخ علي) إلى التعرف على زينب الغزالي، التي قدّمته بدورها إلى الإخواني العراقي صالح سرية، حيث فاتحه الأخير في الانضمام هو وتنظيمه إلى جماعة الإخوان ليكونوا نواة الجناح العسكري الجديد للجماعة، ويضيف الأنصاري أنه بعد موافقته على هذا الطرح رتبت زينب الغزالي للقاء يجمعه بالمرشد العام آنذاك أواخر عام (1972)، المستشار حسن الهضيبي، وذلك بمنزله بحي منيل الروضة، ويروي الأنصاري قصة بيعته للإخوان كاملة فيقول: "وحين سلم الأنصاري على المرشد كان أشبه بمن أصابه مسّ من الذهول من هذا المشهد الذي لم يره قبلا ولم يتعوّده، وبعدها جلس المرشد - الذي لم ينطق بكلمة واحدة - وكان الأقرب إليه مقعداً هو الشيخ "علي" الذي راح يلتقط أنفاسه، ثم انطلق يشرح للمرشد ما فوجئ به في الإسكندرية من حركة الشباب المتعلق بالإخوان، وقدم إليه الأنصاري كونه على رأس هؤلاء الشباب، واسترسل يشرح حب هؤلاء الشباب للإخوان وولاءهم لهم وقراءاتهم لأدبياتهم، وانتظارهم لعودة الإخوان إلى الحياة العامة، سكت الشيخ علي فجأة - حيث ساد الصمت برهة - وانتبه الأنصاري إلى همس آت من ناحية الشيخ علي، لم يفهم منه سوى أمره له: امدد يدك، فتصور أنه يأمره بالمصافحة والسلام، فمد يده للمرشد فإذا بالمرشد ينتفض واقفاً، ثم يقبض يده بقوة على يد الأنصاري الذي وجد نفسه يردّد وراء الشيخ علي عبارات البيعة الإخوانية المعروفة: "أبايعك على السمع والطاعة في اليسر والعسر، وفي المنشط والمكره، والله على ما أقول وكيل (أو شهيد فالله أعلم حيث تباعدت السنون)، وكانت دموع المرشد تنهمر في صمت نبيل وقد احتضن الأنصاري بقوة، في حين كان الشيخ علي يقف متأثراً ودموعه ما تزال تسيل، لم يدم اللقاء طويلاً ثم حيث خرج الشيخ علي ووراءه الأنصاري.

صالح سرية يصبح همزة الوصل

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/845.jpg
صالح سرية

كان اللقاء الذي تم في رعاية وترتيب زينب الغزالي بداية مرحلة جديدة من تاريخ الجماعة، وكانت أول تعليمات صالح سرية للشباب – وفق الأنصاري – أنه هو وحده حلقة الوصل بالإخوان، وأنه اعتباراً من هذا التاريخ لا بدّ أن يتوارى أي دور ظاهر للإخوان، كما ينبغي عدم الإعلان عن أيّة صلة بهم، وتنفيذاً لذلك أعد صالح سرية سيناريو درب عليه الأنصاري لتنفيذه عند ظروف التحقيق الأمني بهدف إبعاد الإخوان عن أيّة صلة بالأحداث المقبلة، كان السيناريو يهدف إلى إظهار أن معرفة صالح بالأنصاري تمّت عن طريق آخر غير طريق الإخوان وزينب الغزالي، كان البديل الذي رتّبه صالح ينص على أن الأنصاري قرأ حديثاً صحفياً أجرته مجلة مصرية مع صالح أثناء حضوره جلسات المؤتمر الوطني الفلسطيني في القاهرة عام 68، وأنه أعجب به وسعى للقائه في فندق "سكاربيه" بالقاهرة، حيث بدأت الصلة بينهما".

الهضيبي يوافق على خطة الفنية العسكرية:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/846.jpg
الهضيبي

ووفق الأنصاري: "عرض صالح مجمل أفكاره بكل صدق ووضوح على قيادات الإخوان وعلى رأسهم المرشد، وكما حكى صالح لرجاله فقد كتب مذكرة من خمسين صفحة للمرشد عرض فيها خطته لإدخال تجديد على فكر الإخوان ليكون الوصول للسلطة بالقوة العسكرية خياراً أساسياً، وذكر صالح لرجاله أن المرشد وافق على مضمون المذكرة".
ويمضي الأنصاري في مذكراته ليذكر: "ليس منطقياً القول إن تاريخ صالح سرية ونزوعه إلى الانقلاب والثورة كان خافياً على الإخوان المسلمين في مصر، لقد احتضنته الإخوان في مصر ورحبوا به، والأهم من ذلك أن قام الإخوان - وفي بيت من أقرب بيوتاتهم، بيت زينب الغزالي – بتقديم تنظيمهم الشبابي الوحيد في حينها إلى صالح سرية!!، هذه نقاط لم يسبق أن طرحت من قبل لأن أحداً لم يطرح هذه الوقائع الجديدة؛ ولذا يتعامل الإخوان مع هذه القصة الغريبة بحذر شديد حتى الآن، وقد أخفاها تماماً مؤرخوهم وكتابهم، بل قل إنهم قد تحاشوا جميعاً التعرض لهذه المسألة رغم مرور ثلث قرن عليها!!، لكن الحقيقة أنه قد دارت العجلة، وتولى الدكتور صالح عبد الله سرية قيادة أول جهاز سري بايع الهضيبي شخصياً بعد محنة 65 - 66!!".


نصيحة الإخوان للشباب "الإنكار التام":

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/847.jpg
طلال الأنصاري

كانت خطة الإخوان المسلمين – كما يروي طلال الأنصاري – أن ينكر المتهمون كل ما نسب إليهم وأن يخفوا تماماً أية علاقة لهم بجماعة الإخوان المسلمين على أن تقوم الجماعة بحملة قانونية وإعلامية كبرى للدفاع عنهم، وفي شهادته التي عرضنا لجزء منها سابقاً يروي طلال الأنصاري - بعد انقضاء خمسة وعشرين عاماً على الحادث قضاها كاملة خلف الأسوار - تقييمه الشامل لما حدث، يقول الأنصاري: "مع اقتراب موعد المحاكمات أبلغ الأنصاري ابنه أنه قد اختار للدفاع عنه محامياً قديراً وشهيراً هو الأستاذ الكبير إبراهيم طلعت، الذي حضر إلى السجن وقابل "طلال" بالفعل، كانت جماعة الإخوان المسلمين قد دخلت بهمّة في الأمر وتولى رجالها إدارة عملية الدفاع وعبء المحامين، ووضعت جماعة الإخوان خطة الدفاع وتولاها المحامون منهم ومن غيرهم، فمن الإخوان كان أشهر محاميهم آنذاك الدكتور عبد الله رشوان، الذي ألزم بقية طاقم الدفاع بخطة الدفاع التي تعتمد على محورين: الأول في الوقائع والموضوع، والثاني: سياسي، ففي الوقائع كانت الخطة تعتمد على إنكار التهمة ونفي محاولة الانقلاب وتصوير المسألة باعتبارها مؤامرة داخل عملية الصراع على السلطة في مصر، وأن القصة هي أن مجموعة من طلبة الكلية الفنية العسكرية كانت تقيم ندوات دينية داخل مسجد الكلية ويحضرها زوار من خارج الكلية مدنيون، وأن المتآمرين استغلوا هذا للإيقاع بهم، وعندما حضر إبراهيم طلعت لمقابلة طلال واستفسر منه عن الحقيقة أكد له هذا التصور الذي قرره دفاع الإخوان، لكن الآن وبعد كل هذه السنوات واشتغال الأنصاري بالمحاماة فإنه يرى أن خطة الدفاع هذه لم تكن موفقة من الناحية القانونية، وأنها حملت استخفافاً بالمحكمة لا يجوز، وكان الأولى البحث عن طريق آخر، لقد اعتمد الدفاع على أن تاريخ العشرين سنة السابقة من خلال محاكمات الإخوان وغيرهم قد حفل بتلفيق القضايا من الأجهزة المتعددة، وبذلك يسهل إقناع المحكمة بأن مسلسل التلفيق مستمر، إلا أن الأمر في هذه القضية كان مختلفاً كل الاختلاف، حيث كان واضحاً لمن يطالع الأوراق أو يتابع الأحداث أن هناك تنظيماً، وأنه تحرك بالفعل ولم تكن هناك أية مؤامرة".

تشكيل ودعم الأفغان العرب:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/848.jpg
مهدي عاكف

تعاظم دور الإخوان في تشكيل ظاهرة "الأفغان العرب"، والتي كانت النواة الأساسية لما يعرف اليوم بتنظيم القاعدة بعد عام 1982، حيث جرى الاتفاق الشهير بين الهارب آنذاك مهدي عاكف، مسؤول لجنة الاتصال بالعالم الخارجي، وبين الأمريكان، على أن يقوم الإخوان بمساعدة الولايات المتحدة في تنفيذ أهدافها في أفغانستان بالمساهمة في إخراج السوفييت، على أن يقوم الأمريكان برد الجميل عن طريق تسهيل إنشاء مراكز للجماعة في أوروبا، ولكن ليس تحت اسم الإخوان مباشرة، وبالرغم من إدانة الإخوان – العلنية – للعمليات التي قام بها العائدون من أفغانستان إلا أن الجميع كان يعلم أن تلك الإدانة ما هي إلى تغطية مفضوحة لدورهم المشبوه في التأسيس لهذه الظاهرة، يقول الدكتور عبد الله عزام، عضو التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين والأب الروحي والمؤسس الفعلي لتنظيم القاعدة في مذكراته المنشورة على موقعه على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت": "إن الأخ كمال السنانيري - (أحد قادة النظام الخاص الذي توفي في السجن عام 1981 والذي اتهمت جماعة الإخوان أجهزة الأمن بقتله) - قد جاء إليه عام 1980 حيث كان يعمل في جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، واجتمع به في الحرم، وأخبره تعليمات مكتب إرشاد الجماعة التي تقضي بالذهاب إلى أفغانستان لتكوين ما أطلقوا عليه "وحدة انتشار سريعة مسلحة" من الشباب العرب والمسلمين الوافدين للقتال في أفغانستان، ويضيف عزام أنه أنهى أعماله في جامعة الملك عبد العزيز - وفق هذه المشورة - وذهب إلى أفغانستان، حيث أسس هناك مكتب خدمات المجاهدين، والذي كان النواة الرئيسية التي تشكل منها تنظيم القاعدة فيما بعد، لم يقف الأمر عند عبد الله عزام فها هو مصطفى الستّ مريم، فقيه تنظيم القاعدة المعروف باسم أبو مصعب السوري، يؤكد في مذكراته - التي قام بنشرها عبر أحد المواقع الأصولية على شبكة الإنترنت - أنه قدم إلى مصر بصحبة مجموعة من إخوان سوريا، حيث قام إخوانهم في مصر بتدريبهم على حرب العصابات بإحدى المناطق بجبل المقطم، وذلك قبل اغتيال الرئيس السادات بثلاثة أشهر، بالطبع لم نسمع رداً في حينه على كل من طلال الأنصاري وعبد الله عزام وأبو مصعب السوري، ولن نتوقع سماع أي ردود من جماعة الإخوان، عفواً.. "جماعة المراوغين"، فقد جعلت كوادر الجماعة دائماً نصب أعينها مقولة البنا الشهيرة: "ومن خدع الحرب أن يضلّل المسلم عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه فيقتله".

التنظيم الدولي واستراتيجية استخدام العنف:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/849.jpg
محمد حسني مبارك

بعد اغتيال الرئيس الراحل السادات جاء الرئيس إلى السلطة ليفتح صفحة جديدة مع الإخوان، وطوال أكثر من عشر سنوات راحت الجماعة تتوغّل داخل المجتمع المدني في مصر، بأحزابه وبرلمانه ونقاباته ومجالس إدارات أعضاء هيئات التدريس بالجامعات، بالإضافة إلى الاتحادات الطلابية، حتى لم تبق مؤسسة مدنية واحدة في مصر لم يخترقها الإخوان.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/855.jpg
مصطفى مشهور

وفي عام 1991 - وبالتحديد في شهر سبتمبر منه - اجتمع قادة التنظيم الدولي بمدينة استانبول بتركيا، وكان أن تقدم الحاج مصطفى مشهور المعروف حركياً آنذاك باسم "أبو هاني" باقتراح إلى هيئة المكتب حمل عنوان "إعادة تقييم المرحلة الماضية من عمر التنظيم العالمي"، والتي كانت قد وصلت إلى ما يقرب من عشر سنوات، انقسمت الورقة إلى خمسة أقسام رئيسية هي: فكرة التنظيم العالمي، أهدافه، وسائله، سلبيات العمل في الفترة الماضية، الاقتراحات والتوصيات، وجاء في البند الثالث – الوسائل - ما يلي: "ويرى بعض الإخوة أنه وبعد مرور ما يزيد على عشر سنوات من عمر التنظيم العالمي ومغالاة الأنظمة في حرب الجماعة والوقوف بشكل عام أمام أي توجه إسلامي صحيح، فإن هناك وجها آخر لوسائل التغيير لا بدّ من إعادة النظر فيه وتجليته للوصول إلى رؤية شرعية محددة لوسيلة من أهم وسائل التغيير داخل مجتمعنا انطلاقا من ثوابت فكر الإمام الشهيد رحمه الله، وقد بلور بعض الإخوة وجهة نظرهم بالصورة التالية:
نستطيع أن نلحظ أن الإمام البنا قد اختار وسيلة بعينها في الأجواء الليبرالية التي كانت تحيط به، وهي النضال الدستوري، ولكنه لم يغلق باب الخيارات الأخرى التي قد تحتاجها الحركة للتغيير النهائي، ومن أجل ذلك نستطيع أن نقول إن المعالم النظرية للمشروع الحركي الإخواني قد تبلورت في صورة أقرب إلى النضج، ولكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال أن أيّة نظرية في العلوم الإنسانية يمكن أن تصل إلى صيغتها النهائية، بل يظل الباب مفتوحا للمراجعة والتقويم، وتلخيصاً نقول إن الإمام البنا قد قام بما يلي:
1 - دراسة الواقع المحيط وتحديد المشكلة المطلوب علاجها.
2 - تحديد الأهداف الاستراتيجية للحركة.
3 - تحديد وسائل التغيير:
أ – المباشرة: النضال الدستوري – الانقلاب العسكري – الثورة.
ب - غير المباشرة: العمل الجماهيري ونشر الفكرة
4 - بناء أجهزة الحركة المناسبة للتغيير: التنظيم الخاص، التنظيم العسكري، الشعب، الجهاز التربوي، الجهاز الإعلامي، المؤسسات الاقتصادية".

(خطة التمكين..1992) الشاطر يخطط للهيمنة على مصر

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/856.jpg
خيرت الشاطر

ولم يمض على اقتراح مشهور عام واحد حتى اكتشفت أجهزة الأمن المصرية خطة أطلق عليها الإخوان آنذاك "خطة التمكين" والتي عرفت إعلامياً بقضية "سلسبيل" التي تحمل رقم 87 لسنة 1992، وخطة التمكين التي تقع في ثلاث عشرة ورقة فلوسكاب، ضبطت في منزل قيادي الجماعة المهندس خيرت الشاطر عام 1991، وتعتبر الوثيقة "هي أخطر وثائق جماعة الإخوان المسلمين السرية على الإطلاق، وهي – كما يشير عنوانها – تتعلق بخطة الجماعة من أجل الاستيلاء على الحكم؛ لأن معنى "التمكين" كما تقول الوثيقة بالحرف الواحد: هو الاستعداد لتحمل مهام المستقبل وامتلاك القدرة على إدارة أمور الدولة، وذلك لن يتأتّى - كما تؤكد الوثيقة - بغير خطة شاملة تضع في حساباتها ضرورة تغلغل الجماعة في طبقات المجتمع الحيوية، وفي مؤسساته الفاعلة مع الالتزام باستراتيجية محددة في مواجهة قوى المجتمع الأخرى والتعامل مع قوى العالم الخارجي".
وتضع الوثيقة - المكونة من 13 ورقة فلوسكاب - مهمة التغلغل في قطاعات الطلاب والعمال والمهنيين وقطاع رجال الأعمال والفئات الشعبية الأقل قدرة، باعتبارها حجر الزاوية في خطة التمكين؛ لأن من شأن انتشار جماعة الإخوان في هذه القطاعات – كما تقول الوثيقة – أن يجعل قرار المواجهة مع الجماعة أكثر صعوبة ويفرض على الدولة حسابات أكثر تعقيداً، كما أنه يزيد من فرص الجماعة وقدرتها على تغيير الموقف وتحقيق "التمكين".
وتشير الوثيقة بوضوح بالغ إلى أهمية تغلغل جماعة الإخوان في المؤسسات الفاعلة في المجتمع، وهنا مكمن الخطورة؛ لأن المؤسسات الفاعلة في عرف الجماعة ليست فقط النقابات المهنية والمؤسسات الإعلامية والقضائية ومجلس الشعب، لكنها أيضاً "المؤسسات الأخرى" التي تتميّز بالفاعلية والقدرة على إحداث التغيير، والتي قد تستخدمها الدولة في مواجهة الحركة وتحجيمها.
إن وثيقة "التمكين" لا تقول صراحة ما هي "المؤسسات الأخرى" التي يجري تجهيلها عمداً، لكن الوصف يشير بوضوح بالغ إلى مؤسستي الجيش والشرطة، على أن أخطر ما تطرحه الوثيقة هو رؤية جماعة الإخوان لكيفية التعامل مع قوى العالم الخارجي، خاصة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتكشف الوجه الحقيقي للجماعة؛ لأن الوثيقة تؤكد على أهمية إشعار الغرب - وأمريكا على وجه الخصوص - بأن الإخوان لا يمثلون خطراً على مصالحهم، وأن من صالح الغرب أن يتعامل مع الإخوان عند "التمكين"؛ لأن الإخوان يمثلون قوة تتميز بالاستقرار والانضباط.
"ثلاث عشرة صفحة فلوسكاب من الحجم الكبير معنونة بكلمة "التمكين"، موضوعة في شكل تقرير يؤكد على أن المرحلة الجديدة من عمر التنظيم تتطلب المواجهة ولا تحتمل عمومية الأهداف السابقة في الانتشار والتغلغل، وتحذر الوثيقة من التضارب في القرارات بالنسبة للمواقف التي تتعرض لها الجماعة، فضلاً عن التحدي والتهديد الخارجي والمواجهة السافرة بين الأنظمة الموجودة وحركات الإسلام السياسي العاملة على الساحة، وتتساءل الوثيقة: ما هي الأوضاع التي ينبغي أن تكون عليها الحال؟، والنتائج الموجودة على المدى القريب والقصير من حيث:
- تحقيق الرسالة.
- توافر الاستمرارية.
- الاستعداد للمهام المستقبلية.
- رفع الكفاءة.
والرسالة في عرف الجماعة - وحسب نص الوثيقة - تستهدف التهيؤ لتحمل مهام المستقبل وامتلاك القدرة على إدارة الدولة وإعداد البناء الداخلي لمهام مرحلة "الكفاءة"، والأخيرة تقصد بها الوثيقة وضع سياسة مواجهة لذلك التهديد الخارجي، يقصدون به محاولات إجهاض مخططات الجماعة للسيطرة والتغلغل، وذلك عن طريق:
- الانتشار في طبقات المجتمع الحيوية والقدرة على تحريكها.
- الانتشار في المؤسسات الفاعلة ويقصدون بها الجيش والشرطة.
- التعامل مع القوى الأخرى.
- وأخيراً.. الاستفادة من البعد الخارجي".

إدارة الـدولـة:

إن المحافظة على الحالة من التمكين التي يصل إليها المجتمع يتطلب ضرورة امتلاك القدرة على إدارة الدولة لمواجهة احتمال اضطرارنا لإدارة الدولة بأنفسنا


لعل أخطر ما في هذه الوثيقة أنها توضح الشكل الانقلابي الذي يعده الإخوان للسيطرة على نظام الحكم والوصول إلى مرحلة إدارة الدولة، أو ما اصطلح على تسميته في تلك الوثيقة الخطيرة بالاستعداد للمهام المستقبلية، وتقول الوثيقة: "إن المحافظة على الحالة من التمكين التي يصل إليها المجتمع يتطلب ضرورة امتلاك القدرة على إدارة الدولة لمواجهة احتمال اضطرارنا لإدارة الدولة بأنفسنا، وفي الوقت ذاته ستؤدّي حالة التمكين إلى تكالب القوى المعادية الخارجية؛ لذا كان لا بدّ من الاستعداد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية من خلال أن يكون لدينا – الإخوان – رؤية لمواجهة التحديات، سواء من حيث امتلاك الإمكانيات اللازمة لتحقيق هذه الرؤية والقدرة على تطويرها، وهذا يتطلب إعداد البناء الداخلي بما يتواكب مع متطلبات المرحلة ويحقق الاستخدام الأمثل للموارد الذي اصطلحت الوثيقة على تسميته "بالكفاءة"، وتضيف الوثيقة: "إن هذا يمثل التحدي العملي في تحقيق الخطة بأهدافها المختلفة؛ مما يستوجب التعامل مع جزئيات البناء الداخلي لتطويرها كي تتوافق مع طبيعة المرحلة القادمة - سواء من حيث الرؤية أو التكوين للأفراد أو البناء الهيكلي - على النحو التالي: فعلى صعيد الرؤية، وهي أحد أهم أضلاع مثلث مرحلة الكفاءة، فإن هذا يتطلب توحيد توجهات الصف في اتجاه البناء والتغيير؛ لذا لا بدّ من استيعاب كامل من قبل الصف - "العناصر الإخوانية" - لقضية التغيير ووضوح كامل للتوجهات حتى لا تواجه الخطة بالمقاومة السلبية من الداخل، وضرورة البدء بطرح قضية التغيير للحوار على جميع المستويات من أجل أن يتفاعل ويكون عامل المشاركة دافعاً لإثارة كوامن الفكر والمبادرة وتجسيد القضية.
في جانب تكوين الأفراد فإنه – وحسب ما تصرح به الوثيقة – إضافة إلى البرنامج التكويني القائم حالياً، فلا بدّ أن يشمل في المرحلة المقبلة انعكاسات الجزئيات المختلفة للخطة عليها، فالانتشار في طبقات المجتمع وهو صلب خطة التمكين، يتطلب رفع قدرة الأفراد على التأثير في قطاع عريض من المجتمع، عبر رفع إمكانات الحوار والقدرة على الإقناع والتدريب وذلك عن طريق:
- إحداث التوازن بين الدعوة الفردية، من أجل الضم للصف والدعوة العامة.
- تنمية حلقات القيادة والقدرة على تحريك المجموعات.
أما بالنسبة للانتشار في المؤسسات الفاعلة فهذا يتطلب:
- رفع قدرة الأفراد على اختراق المؤسسات دون فقدان الهوية.
- رفع قدرة الأفراد على التعامل مع المعلومات".
وبالنسبة للتعامل مع القوى الأخرى، لا بدّ من تربية الأفراد على إقامة جسور فكرية أو عملية معها، وبالنسبة لمهمة إدارة الدولة ومهام المستقبل فإن هذا يتطلب:
1 - الاهتمام بمجموعة مختارة تنمَّى فيها القدرة على إدارة المؤسسات العامة.
2 - القدرة على استيعاب المتميزين في القطاعات المختلفة والاستفادة منهم.
وإلى جانب البناء الهيكلي، فإن المنهج العملي للإدارة يتطلب:
- توفير المعلومات اللازمة لأداء المهام المختلفة.
- إرساء مبدأ التفويض واللامركزية في الأعمال ما أمكن.
- إرساء مبدأ التفرغ لشغل المناصب ذات الأهمية.
- مرونة الهيكل بحيث تسمح بإضافة كيانات جديدة استجابة للخطة "جهاز معلومات – علاقات سياسية".
- استكمال الهياكل بناء على أهمية العمل في الخطة وأولويته".
ضربت خطة التمكين مع ضرب مجموعة شركة سلسبيل في القضية رقم 87 لسنة 1992، وظلت أوراق القضية تتداول أحد عشر شهراً، كانت الدولة خلالها تصارع جماعات العنف في أقصى صعيد مصر وفي قلب القاهرة، وكانت الفكرة هي الاكتفاء بكشف كل عناصر التنظيم ومخططاته والعمل بنظام الخطوة خطوة في تتبع هذه العناصر والمخططات، مع وضع كل شيء تحت السيطرة التامة عبر مراقبة جميع التحركات، قرار المواجهة الشامل لم يكن قد حان اتخاذه بعد، الأمر الذي دفع به تجاه الإفراج عن كل المقبوض عليهم على ذمة القضية في حينه، على أن يتم التعامل معهم في الوقت المناسب، وهو إجراء قانوني وسياسي في نفس الوقت؛ إذ لا يعقل أن يتم فتح جبهتين في آن واحد، خاصة أن الجبهة الأولى كانت غامضة تماماً وغير معروف حجمها الحقيقي، وأن الجبهة الثانية تمّت تعريتها تماماً وأصبحت تحت السيطرة، وهو ما تم الكشف عنه فيما بعد عام 1995 في أول قضية عسكرية للإخوان التي كانت برقم 8/1995، 11/1995، والتي تم فيها رصد أول اجتماع كامل لمجلس شورى الجماعة بالصوت والصورة، وحصل فيه 85 متهما على أحكام تتراوح من 5 إلى 7 سنوات كان بينهم نجوم الصف الأول بالجماعة.

التسعينيات ومباركة العنف:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/0/858.jpg
عاصم عبد الماجد

رغم اتسام الخطاب العلني للجماعة في تسعينيات القرن الماضي، بالبعد عن تأييد عمليات العنف، التي كانت مشتعلة بين الأمن والجماعات المتطرفة – آنذاك - إلا أنها أبدا لم تُدِن العنف بأيّة وسيلة كانت، واكتفت بإدانة ما أسمته بالعنف والعنف المضاد من قبل الدولة، وكأننا أمام فريقين على قدم المساواة في الحقوق يتصارعان، وليس أمام شباب فهم دينه بشكل خاطئ، كما أعلنوا فيما بعد فيما عرف بتصحيح المفاهيم، ورجال منوط بهم الدفاع عن وطن تنتهك حرمته.
ولم تقف تصرفات الإخوان تجاه هذا العنف والإرهاب الواضح تجاه الدولة، والذي هدف إلى تركيعها لتقبل بشروط جماعات خارجة على القانون ولا تؤمن بدستور أو تشريع وضعه نواب الأمة، بل تعدّى ذلك إلى مساعدة هذه الجماعات على الاستمرار في مواجهة الدولة وقواها الأمنية عبر عدة برامج تضمنت:
1 - تقديم الدعم لعناصر تلك الجماعات وذويهم.
2 - تشكيل لجنة من المحامين الإخوان للدفاع عنهم.
3 - جمع التبرعات لأهالي المعتقلين منهم.
4 - تخصيص جزء من ميزانية نقابة المحامين (التي كانت تسيطر عليها الجماعة آنذاك) لصالح المحامين المتهمين والمحكوم عليهم والمعتقلين.
5 - تهيئة البنية التحتية للتنظيمات الأصولية عبر تسفير عناصر تلك التنظيمات من خلال نقابة الأطباء البشريين ولجان الإغاثة المنبثقة منها.
ولم يقف الأمر عند حد مساعدة جماعات العنف عبر تقديم الدعم اللوجستي للمساعدة في صمودها واستنزافها للدولة أمنيا واقتصاديا، ولكنها راحت تنشئ معسكرات تدريب لعناصرها من الشباب في المدن الساحلية يتم خلالها تدريبهم على الرياضات العنيفة، كذا تشكيل لجان تحت مسمّى "لجان الردع" تضم في عضويتها الكوادر الإخوانية التي تجيد الرياضات العنيفة وتكليفهم بحيازة بعض الأسلحة - أسلحة بيضاء، قنابل مولوتوف، عصيّ خشبية، جنازير - للاستعانة بهم خلال الانتخابات البرلمانية، وهو ما بدا واضحا أثناء العرض العسكري لهذه الميلشيات في ساحة جامعة الأزهر عام 2006.

الزمزوم
2014-12-30, 05:15
محاولة " الجهاد الفاشلة " لاغتيال عاطف صدقي

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/1/1/500x282o/76.jpg?q=3

بعد سلسلة من العمليات الفاشلة لتنظيم الجهاد في مصر، جاء الدور على الدكتور عاطف صدقي، رصده أعضاء التنظيم، وكانت تحركاته تحت منظار التنظيم. خط سيره من مجلس الوزراء إلي منزله بشارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة كتاب مفتوح لهم.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/2/7/341.jpg

الدكتور عاطف صدقي

زرع المتهمون متفجرات وأنابيب غاز داخل سيارة كانت تقف أمام المدرسة، التي يمر من أمامها موكب رئيس الوزراء، وما إن مر الموكب حتي انفجرت السيارة، دون وقوع إصابات في الهدف أو حراسه، فقد أخطأ المتهم في تقدير الموعد وكان الضحايا ممن لا ذنب لهم، حيث لقيت الطفلة «شيماء» مصرعها، متأثرة بجروحها من شظايا الانفجار، وأصيب ١٤ آخرون من زملائها بالمدرسة والمارة في الشارع.
الجميع عرف بالحادث وظهرت صورة السيارة المفخخة علي شاشات التليفزيون، وكان من بين المشاهدين صاحب معرض سيارات، فزع عندما شاهد السيارة، فهي تلك السيارة التي باعها قبل أيام من الحادث لشخصين، أبلغ المشاهد المباحث بأوصافهما، وبعد أيام شاهد أحدهما يستقل «تاكسي»، فتعقبه وأمسك به، ليدخل الحادث في سلك القضاء، ويترك الأحزان والألم لأسرة الطفلة «شيماء».
كشفت التحقيقات مع المتهمين مرتكبي الحادث عقب القبض عليهم، عن تورط ايمن الظواهري وأعوانه عادل السيد عبدالقدوس وثروت صلاح شحاتة وياسر توفيق علي السري في نيابة أمن الدولة العليا التي كانت تباشر التحقيقات مع المتهمين أجرت معاينة تصويرية لموقع الحادث في حضور المتهمين.. المعاينة تمت في الرابعة فجرًا، وأجراها المحامي العام وفريق من رؤساء النيابة. باستخدام السيارات الخاصة بموكب الدكتور عاطف صدقي وطاقم حراسته.


اعترافات الظواهري

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/2/7/342.jpg

أيمن الظواهري

الظواهري يعترف في كتابه "فرسان تحت راية النبي" بحادث محاولة اغتيال الدكتور عاطف صدقي واستشهاد الطفلة البريئة الشيماء عبدالحليم وقال: "إخواننا في جماعة الجهاد قاموا بالهجوم علي موكب رئيس الوزراء عاطف صدقي بسيارة ملغومة. ولكن رئيس الوزراء نجا من الهجوم بخروج سيارته من دائرة الانفجار بأجزاء من الثانية بعد أن أصابتها شظايا الانفجار.. وقد نتج عن الهجوم مقتل الطفلة شيماء رحمها الله كانت تلميذة في مدرسة مجاورة. وكانت تقف قريبا من موقع الحادث.. وقد استغلت الحكومة مقتل الطفلة شيماء رحمها الله وصورت الحادث علي أنه هجوم من جماعة الجهاد علي الطفلة وليس علي رئيس الوزراء عاطف صدقي".
وأشار الظواهري في كتابه إلى أن الصحف أظهرت صور والديْ شيماء وهما ينتحبان علي ابنتهما وصور شيماء في طفولتها المبكرة. وحاولت تهييج مشاعر الجمهور بهذه الأساليب. لتبعد أنظار الناس عن القضية الأساسية في الصراع بين الحكومة والأصوليين.
وقال الظواهري: "كان إخواننا المنفذون للهجوم عند استطلاعهم لمكانه قد وجدوا مدرسة تحت الإنشاء فظنوها خالية من التلاميذ. ولكن تبين فيما بعد أن الجزء الخارجي من المدرسة فقط هو الذي كان تحت التجديد أما بقية المدرسة فكانت تعمل".
.. وأضاف الظواهري في كتابه "وقد آلمنا جميعا مقتل هذه الطفلة البريئة بدون قصد.. ولكن ما حيلتنا ولابد لنا من جهاد الحكومة المحاربة لشرع الله والموالية لأعدائه".
والناظر لاعترافات الظواهري يتأكد له فشل الظواهري وجماعته في تنفيذ العمليات المنوط بهم تنفيذها وانهم لا يقدرون الامور حق تقديرها فلم تنجح لهم عملية واحدة نتيجة لتسرع الظواهري ومحاولة إثبات أنه قادر على تنفيذ عمليات إرهابية هو ومجموعته وسط رفاقه في أفغانستان لكن هذا لم يحدث.



شيماء عبدالحليم

ظل «أثر شيماء» يلاحق الظواهري منذ 1993 وحتى الآن تقريبا، حيث اضطر إلى أن يصدر رسالة عام 1996 تحت عنوان «شفاء صدور المؤمنين» حاول فيها أن يجد مخرجا لأزمة قتل المدنيين في مثل هذه الأحداث، حيث أشار إلى أن التنظيم اختار أداء الدية إلى أولياء القتيل باعتبار أن هذه هي أشد الآراء في المسألة، بحسب تعبيره، ثم كرر هذا التعهد فى كتابه الشهير «فرسان تحت راية النبي» الذى نشر في عام 2001، ثم وصل به الأمر إلى أن عرض أداء الدية على أهل شيماء في كتاب «التبرئة» الذى صدر عام 2007. واختار الظواهري طريقة تحمل قدرا كبيرا من التدليس في العرض الذى قدمه، لكنها تكشف عن اضطرابه الشديد ومحاولته التخلص من «أثر شيماء» بأي طريقة، حيث قال: «كان وكيلي الأستاذ محفوظ عزام المحامي قد رفع قضية أمام القضاء المصري بموجب التوكيل العام الممنوح منى له، طالب فيها بتعويض عن التعذيب الذى وقع على في السجن، وحكمت له المحكمة بتعويض قدره 3000 جنيه مصري، وأخبرته وزارة الداخلية أن التعويض موجود في مقر إدارة مباحث أمن الدولة، وإذا كانايمن الظواهري يريده فليأت لاستلامه!!».
نعتقد أن كل ما قدمه الظواهري من محاولات تدليسية لا ينفي ضلوعه في ارتكاب أفعال إرهابية هو ومجموعته، والتي أودت بحياة الأبرياء وروعت أمن المواطنين وإذا كان هؤلاء يحتكمون للشرع فمن حقنا أن نريد تطبيق حد الحرابة عليهم، أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يصلبوا أو ينفوا من الأرض.

الزمزوم
2014-12-30, 05:22
فى الذكرى الـ 48 لإعدام سيد قطب: "تلاميذه" يكتبون نهاية جماعة الإخوان




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/0/3/500x282o/288.jpg?q=14
• بديع والبيومي وعزت وغزلان.. وتابعاهم الشاطر ومرسي تلاميذ قطب.
• التيار القطبي في الإخوان بدأ في السجون مع محاكمات قضية 1965.
• المرشد الأسبق التلمساني: نهاية الجماعة ستكون على أيديهم.
• أول تصريحات بديع بعد انتخابه مرشداً: رد الاعتبار لسيد قطب!

تحل اليوم الذكرى الـ 48 لإعدام "سيد قطب".. القطب الإخواني والعلامة البارزة والرائدة – في التاريخ الإسلامي الحديث – كمؤسس ومؤصل لأفكار العنف والتكفير والإرهاب والذي تعتبره كل الجماعات والتيارات "الجهادية" الإسلامية التي تعتمد نهج الإرهاب المسلح الرائد والملهم.. بداية من جماعة شكري مصطفي "التكفير والهجرة" مروراً بتنظيم "الفنية العسكرية" وصولا للقاعدة وداعش.
وحتى الجماعات التي بدأت "دعوية اصلاحية" كالجماعة الإسلامية المصرية وجماعة الجهاد، أنزلته منزلة التقدير والاحترام، واتكأت على أفكاره حينما شرعت في الانزلاق للعمل المسلح الإرهابي.
سيد قطب هو الضلع الثالث المكمّل لثالوث التنظير الفقهي والحركي لفكر الإرهاب في عقيدة الجماعات الإرهابية ابن تيمية وأبو الأعلى المودودي وسيد قطب..

سيد قطب.. سيرة حياة وفكر

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/0/635.jpg
سيد قطب

في ٩ أكتوبر ١٩٠٦ في قرية موشة بمحافظة أسيوط بمصر، ولد سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي، والذي يعد من أكثر الشخصيات تأثيراً في الحركات الإسلامية في بداية الخمسينيات من القرن الماضي.
تلقّى دراسته الابتدائية في قريته، وفي سنة 1920 سافر إلى القاهرة، والتحق بمدرسة المعلمين الأوّلية ونال منها شهادة الكفاءة للتعليم الأوّلي، ثم التحق بتجهيزية دار العلوم.
في سنة 1932 حصل على شهادة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم، وعمل مدرسا حوالي ست سنوات، ثم شغل عدة وظائف في الوزارة.
عُين بعد سنتين بوزارة المعارف في وظيفة "مراقب مساعد" بمكتب وزير المعارف آنذاك. إسماعيل القباني، وبسبب خلافات مع رجال الوزارة، قدّم استقالته على خلفية عدم تبنيهم لاقتراحاته ذات الميول الإسلامية.
وقبل مجلس ثورة يوليو الاستقالة سنة 1954، وفي نفس السنة تم اعتقال السيد قطب مع مجموعة كبيرة من زعماء "الإخوان المسلمين"، وحكم عليه بالسجن 15 سنة، ولكن الرئيس العراقي عبد السلام عارف تدخّل لدى الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فتم الإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية سنة 1964.
وفي سنة 1965 اعتقل مرة أخرى بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم واغتيال جمال عبد الناصر، واستلم الإخوان المسلمين الحكم في مصر.
وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21 / 8 / 1966 وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط في 29 / 8 / 1966 قبل أن يتدخّل أحد الزعماء العرب!!

مرحلة فكرية

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/0/636.jpg

كان لسيد قطب نسيج فكري مُرَكب تشكّل على مهل من الطفولة إلى المشنقة، وما بين البداية والنهاية كان سيد قطب الشاعر الشفيف الملهم الناقد صاحب النفسية الاستشرافية، ثم سيد قطب المفكر الباحث الذي يرتشف رحيق المعارف من مختلف المصادر ليخرج لنا أنوار المعرفة، إلى أن أصبح سيد قطب صاحب المشروع الفكري الأهم والأخطر في القرن العشرين.
ولسيد قطب علاقة وثيقة مع الصحف والمجلات، فقد بدأ بنشر نتاجه وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وقد نشر أولى مقالاته في صحيفة "البلاغ" و"الحياة الجديدة" و"الأسبوع" و"الأهرام" و"الجهاد"، وكان سيد قطب غزير الإنتاج، يكتب المقالات الأدبية والنقدية والتربوية والاجتماعية والسياسية.
ففي المجلات كتب في "الكاتب المصري" و"الكتاب" و"الوادي" و"الشئون الاجتماعية" و"الأديب" و"الرسالة" و"الثقافة" و"دار العلوم" وغيرها، وقد أشرف على مجلتي "الفكر الجديد" و"العالم العربي"، كما أشرف على مجلة "الإخوان" التي لاحقتها السلطات وفرضت عليها الرقابة دون غيرها من الصحف وأوقفتها عن الصدور في 5 / 8 / 1954.
وبسبب نشاطه الإخواني أغلقت كثير من الصحف أبوابها بوجه إبداعه فكتب يشكو أن الصحف المصرية ـ إلا النادر القليل منها ـ هي مؤسسات دولية، لا مصرية ولا عربية، مؤسسات تسهم فيها أقلام المخابرات البريطانية والفرنسية والمصرية والعربية أخيراً.
وفي موقع آخر كتب ليعرّف الجمهور الكادح الفقير أنه ليس هو الذي يموّل الجريدة بقروشه "تعتمد هذه الصحف على إعلانات تملكها شركات رأسمالية ضخمة، وتخدم بدورها المؤسسات الرأسمالية.. وتعتمد ثانيا على المصروفات السرية المؤقتة أو الدائمة التي تدفعها الوزارات لصحافتها الحزبية أو للصحف التي تريد شراءها أو ضمان حيادها.. وتعتمد ثالثا على المصروفات السرية لأقلام المخابرات الدولية وبخاصة إنجلترا وأمريكا".

رؤيته لأمريكا

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/0/637.jpg

أمريكا التي رآها قطب ودرس خريطتها الاجتماعية والتعليمية هي كما يقول (ما الذي تساويه في ميزان القيم الإنسانية؟ وما الذي أضافته إلى رصيد البشرية من هذه القيم، أو يبدو أنها ستضيفه إليه في نهاية المطاف؟).. كان الشغل الشاغل لقطب في هذه المرحلة هو «القيم الإنسانية» التي توافق عليها البشر، كان ميزان القيم الإنسانية هو الميزان الذي يزن به قطب الحضارة الأمريكية، إذ لم يتوقف عند الآلات والاختراعات فحسب بل تعدى الأمر على حد قوله عند (مدى ما أضافته تلك الآلات إلى الرصيد الإنساني من ثراء في فكرته عن الحياة).. كان الرصيد الإنساني والقيم الإنسانية والمعارف الإنسانية والموسيقى والفن والرسم والأوبرا والسيمفونيات والباليه هي مفردات سيد قطب وهو يتحدث عن القيم.
وفي عام 1948 سافر سيد قطب إلى أمريكا في بعثة تابعة لوزارة المعارف العمومية لدراسة النظم التعليمية، حيث كانت وزارة المعارف بصدد وضع تصور جديد للتعليم في مصر وطرقه فذهب إليها سيد قطب وعاد ليكتب (أمريكا التي رأيت).
قطب رأى أمريكا التي تتجه مشاربها حينا إلى العنف والغلظة والأنانية التي تصل إلى حد الإجرام، وكانت عقلية قطب هي عقلية عالم الاجتماع الذي يرى أن إنسانية المجتمعات مرهونة بالتوافق والتعاون تحت مظلة القيم الإنسانية لا فرق بين هذا وذاك إلا بقيمه وأخلاقه وإنسانيته، وكان يرى أن الصراع وشعور أمريكا بالتميز ورغبتها في إقصاء الآخرين هو أول معول يهدم حضارتها.

تأسيس الفكر القطبي

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/0/638.jpg

يعود قطب من أمريكا بعد عامين، كان قطب الذي ذهب إلى أمريكا وعاش فيها هو قطب الشاعر الفيلسوف صاحب النزعة الاجتماعية التي تهتم بالفنون وترى أنها تجعل للبشرية معنى وترفع وترتقي بقيمة الإنسان.. هو المصلح الاجتماعي الذي يبحث عن القواسم الحضارية المشتركة والذي يرى أن الإقصاء والعنف هما آفة من آفات البشر.
منذ سنة 1953 انضم سيد قطب عمليا لحركة الإخوان المسلمين وكلّفه الإخوان بتحرير لسان حالهم جريدة "الإخوان المسلمين" وإلقاء أحاديث ومحاضرات إسلامية. كما مثّل الإخوان خارج مصر في سوريا والأردن اللتين منع من دخولهما، ثم القدس.
في عام 1954 تم اعتقال سيد قطب بسبب صلته التي كانت قد توثقت مع الإخوان المسلمين فقام في سجنه باستكمال كتابه تفسير الظلال في طبعته الأولى، وبعد أن صهر قطب تجاربه كلها خرج لنا مشروعه الفكري الأخير فقام بإصدار طبعة جديدة منقحة بمنهج يختلف عن الطبعة الأولى ركز فيها على المعاني والتوجيهات الحركية والدعوية والجهادية في القرآن.
ووضع قطب في طبعته المنقحة تصورات جهادية فاصل فيها بين مجتمع الإيمان ومجتمعات الجاهلية، ومن صفحات الظلال خرج للمطبعة كتابا مثيرا كان له أكبر الأثر في تكوين جماعات العنف فيما بعد ألا وهو كتاب "معالم في الطريق" الذي كانت لتجربة قطب في أمريكا أثر كبير في بلورة أفكاره لأنه رأى أن حضارة الغرب أصبحت غير مؤهلة لقيادة البشرية وأنه لا يوجد قواسم حضارية مشتركة.
وكانت كتابات المودودي هي المفاتيح السرية التي فتح بها "قطب" بابا جديدا للحركة الإسلامية في مصر والعالم الإسلامي حيث تأثر سيد قطب بتقسيمات المودودي لمجتمع الهند الى أهل جاهلية وأهل الايمان، ولكن في مصر الطبيعة مختلفة ورغم ذلك أخذ قطب هذه الأفكار المودودية ومصرها أي طبقها على مصر حيث رأى من خلال هذه الأفكار أنه لا يمكن إقامة دولة إسلامية كاملة تستعيد ملامح دولة "الخلافة" الإسلامية الراشدة الا من خلال تنظيم قوي محكم يعمل في السر وليس في العلن ولا تكون الدعوة المفتوحة من أولوياته، لكنها قد تكون من وسائله ولكن الأهم هو التنظيم والآلية العسكرية، حيث استفاد سيد قطب من أفكار النظام الخاص في جماعة الإخوان المسلمين حيث وجد في هذا النظام هو المؤهل لصنع هذا التنظيم ولم يعول على جماعة الإخوان المدنية وجعل قطب من رسالة التعاليم لحسن البنا التي خصصها للنظام الخاص وهي السمع والطاعة والثقة المطلقة في القيادة، جعل قطب من هذه الأفكار الدستور الرسمي لجماعته الخاصة.

ناصر وقطب

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/0/639.jpg
جمال عبد الناصر

كان سيد قطب وجمال عبدالناصر صديقين، بل وصل الأمر أن قطب كان ينتظر اختياره وزيرا للتعليم بعد قيام الثورة وكتب عشرات المقالات المدافعة باستماتة عن الحركة المباركة في التعامل مع خصومها وربما كان أبرزها مقولته الشهيرة: «لأن نظلم عشرة أو عشرين من المتهمين خير من أن ندع الثورة كلها تذبل وتموت»، بل إنه كتب مقالا بعد إعدام خميس والبقرى في أغسطس 1952 في جريدة الأخبار يقول فيه: «فلنضرب بسرعة، أما الشعب فعليه أن يحفر القبر وأن يهيل التراب».
واختاره جمال عبد الناصر نائبا له فى هيئة التحرير وهى التنظيم السياسى الأول للثورة، ثم انقلابه على الثورة، وكان أول شرخ فى العلاقة بين عبد الناصر وقطب، بدأت بعدم وفاء عبد الناصر لوعده لقطب بإسناد وزارة المعارف له، وهى الخطوة التى أدت بقطب إلى الانزواء، والاقتراب من الإخوان،
وعقب ابتعاده عن عيد الناصر تولى قطب بعدها رئاسة تحرير جريدة الإخوان المسلمين، ومنذ العدد الأول من الجريدة بدأ قطب فى هجومه على الثورة وعبد الناصر، مبتكرا شخصية "قرفان أفندى" الكاريكاتورية ليحملها هجومه الذى أراده على المرحلة الجديدة، ورغم الهجوم من قبل سيد قطب علي الرئيس الراحل عبد الناصر الا ان علاقته لم تنقط به ، حتى وقعت أحداث المنشية، فتم القبض على قطب، وحكم عليه بـ 15 عاما على إثر حادث المنشية،
وفي السجن تمكن من مواصلة قراءاته وكتاباته، فكتب معظم مؤلفاته خلال الفترة التى أمضاها فى السجن، وسمح له بطبع كتبه وتداولها فخرج "فى ظلال القرآن" فى أكثر من طبعة جديدة.
وعقب خروجه من السجن كتب أخطر كتبه على الإطلاق وهو "معالم على الطريق"، الذى يكاد يكون الأساس فى الفكر المتطرف الذى تشهده الساحة الآن، او كتاب التكفير الأول، وطبع "معالم على الطريق" أكثر من طبعة جديدة، كانت تنفد كل منها بعد ساعات من إصدارها، وكتب سيف اليزن خليفة رئيس المباحث العامة فى تلك الفترة، تقريرًا عن الكتاب يصفه بالخطورة على المجتمع، ورفع التقرير إلى جمال عبد الناصر يطلب فيه منع الكتاب من الطبع أو التعرض له، إلا أن عبد الناصر رفض عملا بالوعد الذى قطعه لسيد قطب بألا يسمح لأحد بالتعرض لكتاباته، وأن يتركه حرًا يكتب ما يشاء، حتي جاء لحظة القبض عليه ومحاكمته واعدامه.


خلفاؤه في الجماعة

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/0/640.jpg
محمد بديع

خلفاء سيد قطب وتلاميذه او ما يعرف بالقطبيون في جماعة الاخوان المسلمين، هم أعضاء تنظيم عام 1965 الذى تزعمه سيد قطب وهم الذى حوكموا معه فى ذلك العام، وكان على رأسهم المرشد الحالي د. محمد بديع وأعضاء مكتب الإرشاد الحالي د.رشاد البيومي ود.محمود عزت وكان يطلق عليهم تنظيم "العشرات" وهم الذين يمثلون مكتب الإرشاد حاليا أما تسميتهم بتنظيم العشرات فذلك نسبة الى قضائهم 10 سنوات في السجون المصرية من عام 1965 الى عام 1975، حيث قال التلمساني في رسائله "إن هؤلاء ليسوا من الإخوان".
ولأن مجموعة القطبيين لا تمثل فى أفكارها جمهور الإخوان وجسد الجماعة الرئيسى فإن سيطرة هؤلاء على مواقع القيادة وإطاحتهم برموز الاعتدال .
يعتبر محمد بديع آخر مرشد معلن للجماعة، وهو أول مرشد يتم تنصيبه في حياة سابقه محمد مهدي عاكف صاحب التصريح الشهير "طظ في مصر من أبرز تلاميذ سيد قطب في جماعة الاخوان وبدأ اسم بديع في الظهور في سنة 1965 حين تمت محاكمته للمرة الأولى مع "سيد قطب" وعدد من قيادات الإخوان وحكم عليه بخمسة عشر عامًا، قَضى منها 9 سنوات ثم خرج عام 1974 مع إفراج السادات عن الجماعة، وسافر بعدها اليمن ثم عاد.
وحكم على "بديع" بالسجن لمدة 75 يومًا في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف في العام1998؛ حيث كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة جامعة بني سويف بعد اعتقال حسن جودة.
وأحيل "بديع" للمحاكمة في قضية النقابيين سنة 1999؛ حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن خمس سنوات، قضى منها ثلاث سنوات وثلاثة أرباع السنة وخرج بعد قضاء ثلاثة أرباع المدة سنة 2003.
محمد بديع من مواليد مدينة المحلة الكبري عام 1943، وحصل على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة القاهرة سنة 1965، وعين معيدا بالكلية، ثم حصل على الماجستير ليصبح مدرسا مساعدا عام 1977 بجامعة الزقازيق، وحصل على الدكتوراه في عام 1979 ليعين بعدها مدرسا في الجامعة، وتدرج حتى وصل إلى أستاذ بجامعة القاهرة فرع بني سويف عام 1987، ليصبح رئيس قسم الباثولوجيا بكلية الطب البيطري عام 1993.
وكعادة قيادات الجماعة فقد تزوج بديع بابنة أحد قيادات الرعيل الأول من الإخوان، واقترن بسمية الشناوي ابنة محمد الشناوي وهو ضابط طيار، وأنجب منها 3 أبناء مات أكبرهم في أحداث رمسيس.
وتولى بديع منصب مرشد الجماعة عقب إعلان عاكف عدم استمراره في المنصب، فتم انتخابه في يناير 2010، وقال عنه عبد الستار المليجي، المنشق عن الجماعة بأنه قطبي الفكر، وسيقود الجماعة إلى صدام حقيقي مع الدولة، وهو ما حدث فعليًا في خلال أقل من 4 سنوات فقط من توليه رئاسة الإرشاد.
وكان من أهم قرارات بديع عدم المشاركة في ثورة 25 يناير، وأكد أن الدعوة مجهولة المصدر ولا يمكن التعامل معها، كما خالف وعد الجماعة بعدم ترشح أحد للرئاسة.

محمود عزت قائد التيار ''القطبي'' بالجماعة

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/0/641.jpg
محمود عزت

بعد إلقاء القبض على محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين، تداولت قيادات الاخوان والصفحات المؤيدة لهم خبر تولي الدكتور ''محمود عزت'' منصب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين خلفا لبديع .
وعلى الرغم من أنه لم يكن على علاقة بالاعلام، ولم يظهر كتيراًإلا ان قيادات الجماعة كانت تراه المرشد الفعلي والقائد الحقيقي لعلاقته القوية بالتنظبم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين وحركة حماس، وهو من أخطر رجال الجماعة على الإطلاق، وإحتفظ دوماً لنفسه بتلك الهالة الداخلية، وساعدته ملامحه الحادة ونظراته الثاقبة وجسده النحيل أن يطلق عليه شباب الجماعة ''الثعلب''.
ويعرف بأنه أحد أهم صقور التيار القطبي المتشدد في الجماعة وكان يشكل مع ''الشاطر'' الثنائي الذي دفع الجماعة أكثر إلى اليمين ونحو التحالف مع المجموعات الجهادية مؤخراً، وكان الرأس المدبر لاعتصامي ''رابعة'' و''النهضة'' ويتلقى يوميا تقارير من مصر بشأنهما، وحلقة الوصل بين مصر والتنظيم الدولى وقادة تركيا.
ولهذا يري الكثيرون إن إختياره خلفا ً للمرشد السابق يمثل خطر كبيرا، ويفتح الباب واسعاً نحو مزيد ومزيد من الدم، فهو الرجل الثاني بعد ''الشاطر''.
ويراه دكتور ثروت الخرباوي ، القيادي المنشق عن جماعة الاخوان المسلمين أنه رجل مخابرات من الطراز الأول وهو صاحب الكلمة الأولى بجماعة الإخوان مع ''خيرت الشاطر''، وهو إن قال شيئاً لابد من تنفيذه وهو أقوى من محمد بديع، ولكن فى ترتيب القوى ''بديع'' تابع له، ونستطيع أن نقول إن ''محمود عزت'' هو المرشد الحقيقى للجماعة،وهو عقلية مخابراتية تكفيرية تآمرية، فكره يقوم على تكفير المجتمع وهو من أكثر الشخصيات تأثيراً داخل الجماعة، وهو صاحب الخطط التى تم على أساسها الإطاحة بـدكتور ''محمد حبيب'' ودكتور ''عبدالمنعم ابوالفتوح'' والمحامي ''مختار نوح''
وأضاف الخرباوي ''أن عقله منظم وله الإدارة بالتنظيم ويعين رؤساء المناطق ونظم الانتخابات لاختيار الأعضاء الحاليين لمجلس شورى الجماعة وتصعيد أعضاء مكتب الإرشاد من على شاكلته ومن رجاله، فهو الذي يدير الجماعة من خلف الستار''
ويحلل عبد الجليل الشرنوبي ، أحد المنشقين عن الاخوان، سرعة الاعلان عن المرشد الجديد بأن ''بديع'' بعد فترة كمون كان يتحرك فيها بصفته و ليس بصلاحياته، ثم بسرعة أعلن التنظيم أن ''محمود عزت'' مرشدا مؤقتا و لن يكون له صلاحيات و لن يتولى شيء من الإدارة، و هو في مكانه يختبئ ولكن المهم لدى القيادة أن تلغي صفة المرشد ''بديع'' حتى لا يصدر أي تصريح و هو في السجن.
وفي نفس الوقت، كما يوضح، تضمن الحفاظ على وجود شكل تنظيمي متماسك، يحصل على دعم التنظيم الدولي ومن خلفه الدول وفي مقدمتها أمريكا وإضافة إلى ذلك يضمن هذا التعيين الذي تم الترتيب له سلفا يضمن استمرار حشد القواعد لمواجهات الشوارع، بدعوى أن المعركة مستمرة وأنه لو سقط منا مرشد فكلنا مرشدون، وألا في أن يجد أي وسيط دولي يصل مصر، ويضعه من مهربه الذي يدير منه الجماعة بغزة على مقعد المرشد بالقاهرة، و لو كان عبارة عن ( كرسي حمام ) مصنوع من عظام أبناء الجماعة.
محمود عزت، هو أمين عام جماعة الاخوان المسلمين سابقا، وعضو مكتب الارشاد حاليا ً، ونائب المرشد، واعتُقل سنة 1965م، وحُكِم عليه بعشر سنوات وخرج سنة 74، وكان وقتها طالبًا في السنة الرابعة، وأكمل دراسته وتخرج في كلية الطب عام 76، وظلَّت صلتُه بالعمل الدعوي في مصر- وخصوصًا الطلابي التربوي- حتى ذهب للعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات سنة 81، ثم سافر إلى إنجلترا ليكمل رسالة الدكتوراة، ثم عاد إلى مصر ونال الدكتوراة من جامعة الزقازيق سنة 85م، اختير عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981م.
واعتُقل ستةَ أشهُر على ذمة التحقيق في قضية الإخوان المعروفة بقضية (سلسبيل)، وأُفرِج عنه في مايو سنة 1993م، وفي عام 95 حُكِم عليه بخمس سنواتٍ لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة، واختياره عضوًا في مكتب الإرشاد، وخرج عام 2000م، وأعتقل أيضا ً في 2 يناير 2008 يوم الجمعة بسبب مشاركته في مظاهرة وسط القاهرة احتجاج على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

رشاد بيومي.. تلميذ قطب النجيب

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/0/642.jpg
رشاد بيومي

يدير الجماعة من الداخل بالحديد والنار.. إنه رشاد البيومي المسئول عن قسم الطلاب وأحد أبرز تلاميذ سيد قطب، عاصر كل الأزمات التي مرت بها الجماعة بداية من 1954وحتي الآن وكان من أشد المقربين لمصطفي مشهور وكان بمثابة المستشار له، البيومي من مواليد قرية الحديدات الغربية بمحافظة سوهاج عام 1935 وانضم لجماعة الإخوان وهو ابن اثنا عشر عاماً أي في عام 1947، التحق بكلية العلوم جامعة القاهرة قسم الجيولوجيا في عام 1951وتولي مسئولية الإخوان داخل كلية العلوم ودخل السجن عام 1954 حتي عام 1971 تربي علي كتاب "معالم في الطريق" لمنظر الجماعة وصاحب التحول الرهيب في فكرها سيد قطب، تركت سنوات السجن بصماتها علي رشاد البيومي وأصبح يوصف بالقطبي الأول في مصر، وبعد خروجه من السجن عاد للالتحاق بكلية العلوم في 5/1/1972 وسجل بالفرقة الثانية وتخرج معيدا بالكلية عام 1974ثم حصل علي الدكتوراه عام 1980، يعد من أهم من تولي قسم الطلاب في تاريخ الجماعة وساعده في ذلك كونه أستاذا بجامعة القاهرة، وكان قد تم انتخابه وكيلاً أول، لنقابة العلميين عام 1991، واستقر في القاهرة تاركا الصعيد وأصبح بمرور الوقت في الصدارة داخل الجماعة.
رشاد البيومي تم نفيه إلي الإمارات لمدة خمس سنوات وتدخل وزير الداخلية الأسبق زكي بدر لإنهاء سفره وإعادته لمصر.
تم اختياره عضوا بمكتب الإرشاد منذ عام 1995 وحتي الآن وكان وصوله إلي مكتب الإرشاد بمثابة الإعلان الرسمي لسيطرة القطبيين علي جماعة الإخوان، يعد رشاد البيومي من الذين لهم الفضل في سيطرة الإخوان علي النقابات المهنية بل هو من قاد عملية السيطرة الإخوانية علي النقابات المهنية ووضع خطتها، وتدرج البيومي في التنظيم الإخواني وأثبت جدارته في إحكام السيطرة علي قسم الطلاب الذي أسند إليه في 2002، بالإضافة إلي دوره في مكتب الإرشاد وتوليه أيضا ملف المشكلات الطارئة وحسمها؛ لأنه الوحيد القادر علي حسم أي تمرد داخل الجماعة ومواجهة أي انشقاقات أو مشكلة ما جعل البعض يطلق عليه حلاَّل العقد داخل الجماعة.
سلك البيومي منهج الإقصاء في حياته مع من يعارضه ويقوم بفصل وشطب من يخرج عن النص وفي الانتخابات التكميلية الأخيرة لمكتب الارشاد، رشاد البيومي الرجل الغامض الذي يملك كل مفاتيح العمل والحركة داخل الجماعة، الكلمة كلمته والأمر أمره، هو الحاكم الفعلي لدولة الإخوان، والكل يعمل له ألف حساب، وقد ظهر هذا جليا في أول مؤتمر لطلاب الإخوان المسلمين بعد الثورة والذي عقد في 24سبتمبر 2011 في مركز المؤتمرات بالقاهرة بحضوره بجانب محمد بديع مرشد الجماعة والدكتور محمود غزلان ومهدي عاكف المرشد السابق والدكتور محمود عزت والدكتورمحمود أبوزيد وألقي المرشد كلمة ثم قام الطلاب بالقاء بعض الاسئلة علي الدكتور محمد بديع.. ولكن قام طالب يقول: نري ان الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح هو الشخص الأصلح والأنسب لتولي رئاسة الجمهورية لماذا ترفض الجماعة هذا الرأي؟ وكان السؤال موجهاً للدكتور محمد بديع الذي قال علي الفور وجه هذا السؤال للدكتور رشاد البيومي نائب المرشد لأن عنده اليقين في هذه المسألة؟ أجاب رشاد البيومي "إن الدكتور أبوالفتوح خالف السمع والطاعة وقال: الجماعة لم تفصل أبوالفتوح ولكن هو من فصل نفسه.. بديع يرفض الإجابة عن السؤال ويجيب رشاد البيومي في وسط كل قيادات الجماعة من مكتب الإرشاد ولا يعلق علي كلامه أحد حتي من سأل السؤال عندما تكلم صمت الجميع، ويدل ما فعله بديع من إحالة السؤال إلي رشاد البيومي علي مكانة البيومي وقوته، وأنه هو رجل المهام الصعبة وهو أيضاً صاحب القرار الأخير في كل المسائل، وفي هذا المؤتمر أيضاً الذي كان يحضره «3000» شاب من طلاب الإخوان وجه الدكتور رشاد البيومي كلمة إلي الأخوات داخل وخارج المؤتمر أمرهن فيها بالمشاركة الفاعلة في كل أعمال الجماعة وطالبهن ببذل الجهد والعطاء.. ولكن ماذا يعني أن يوجه البيومي كلمته إلي الأخوات داخل وخارج المؤتمر؟!.. أليس معني هذا أن ملف الأخوات الذي يتولاه جمعة أمين أيضاً ليس ببعيد عن رشاد البيومي؟!
الواضح ان رشاد البيومي لا يقبل بأي حال خروج أحد عن النص أو عن الخط المرسوم له، رجل حازم لا يعرف المناطق الرمادية ولكن غموضه يطغي عليه فلا تعرف ما يدور برأسه إلا وانت تراه ينفجر كالقنبلة في وجهك، فقال مؤخرا ليصيب الساحة السياسية بالسخونة أكثر وأكثر إن المتظاهرين في ميدان التحرير بلطجية وخونة يريدون هدم مؤسسات الدولة، ولا يريدون المصلحة العامة، كما قال إن شباب الإخوان المسلمين وجميع المخلصين من أبناء مصر سيخرجون في جمعة الشرعية والشريعة لدعم الرئيس مرسي في ميدان التحرير، وعلي جميع من هناك أن يرحلوا فورا لأن التحرير ليس ملكهم بل هو ملك لشعب مصر، ورغم أن مكتب الإرشاد استجاب لدعوات بعض القوي السياسية التي طالبت بديع ورفاقه بتغيير مكان مليونيتهم من ميدان التحرير، إلي ميدان النهضة رفض البيومي بشدة هذا الأمر لكن المرشد العام ضغط عليه ليقبل بذلك حتي لا تحدث فتنة داخل الجماعة علي وجه التحديد وبين أبناء الأمة بصفة عامة.

ابو التنظيمات الجهادية في العالم

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/0/643.jpg
أيمن الظواهري

يعتبر سيد قطب الاب الروحي لجميع قادة التنظيمات الارهابية والجهادية في العالم ، فقد قال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في صحيفة الشرق الأوسط، في ديمسبر 2001: إن سيد قطب هو الذي وضع دستور "الجهاديين !!" في كتابه الديناميت!! : (معالم في الطريق)، وإن سيد هو مصدر الإحياء الأصولي!!، وإن كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام، يعد أهم إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية!، وإن فكره كان شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم). انتهى
قال عبدالله عزام احد قادة الجهاديين ضد السوفيت، في كتابه "عشرون عاما على استشهاد سيد قطب ":والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التي تركتها كتابة سيد قطب وقلمه المبارك في تفكيرهم.
ولقد كان لاستشهاد سيد قطب أثر في إيقاظ العالم الإسلامي أكثر من حياته ، ففي السنة التي استشهد فيها طبع الظلال سبع طبعات بينما لم تتم الطبعة الثانية أثناء حياته ، ولقد صدق عندما قال: إن كلماتنا ستبقى عرائس من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء. ولقد مضى سيد قطب إلى ربه رافع الرأس ناصع الجبين عالي الهامة ،وترك التراث الضخم من الفكر الإسلامي الذي تحيا به الأجيال ، بعد أن وضح معان غابت عن الأذهان طويلا ، وضح معاني ومصطلحات الطاغوت ، الجاهلية ، الحاكمية ، العبودية ،الألوهية ، ووضح بوقفته المشرفة معاني البراء والولاء ، والتوحيد والتوكل على الله والخشية منه والالتجاء إليه.
والذين دخلوا أفغانستان يدركون الأثر العميق لأفكار سيد في الجهاد الإسلامي وفي الجيل كله فوق الأرض كلها)) .
وأكد باحث أمريكي ان أفكار سيد قطب الإخوانية هي أساس إعلان تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام - داعش - الخلافة الاسلامية.
أشار فيليب جينكينز المدير المشارك لبرنامج بايلور للدراسات التاريخية في الدين، في ولاية تكساس الأمريكية، ، في مقال له على موقع "ديلي بيست" الأمريكي, الى ان "دولة الخلافة الإسلامية"، التي تطمح الجماعات المتطرفة لإنشائها اليوم، تحمل دمارها بين ثناياها.
وقال جينكينز "إعلان دولة الخلافة، في حد ذاته، يعبر عن يأس شديد، وفشل سياسي وثقافي". جاء ذلك فى تقرير لموقع 24.
ويبين جينكينز أنه منذ عشرينيات القرن الماضي، كانت جماعات عديدة، ومنها جماعة الإخوان، تدعو إلى نظام إسلامي أوسع، عبر استعادة للخلافة، وقد ذهب العديد من مفكري هذه الجماعات لتعزيز أفكار تعد البنية الأساسية لتنظيمات كداعش والقاعدة، اليوم.
ويلفت جينكينز إلى أن أحد أكثر هؤلاء المفكرين تأثيراً، كان العضو السابق في "مكتب الإرشاد" التابع لجماعة الإخوان، سيد قطب.
ورغم تعاليم قطب العديدة، إلا أن فكرتين أساسيتين لقيتا رواجاً كبيراً مقارنةً بغيرهما، حيث الأولى هي "الجاهلية"، وهو مصطلح يستخدم عادة لوصف الهمجية المرتبكة التي كانت سائدة بين العرب في العصر الجاهلي، بحسب جينكينز، حيث طبّق قطب هذه الفكرة على العالم المعاصر، ونظام الدولة السائد، لاسيما على الدول والمجتمعات الإسلامية.
واعتبر قطب، حينها، أن المجتمعات الإسلامية هي على نفس القدر من السوء الذي عليه الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل، وكانت جميعها "دولاً فاشلة"، ورأى أن الحل الوحيد لهذه "الجاهلية" هو قبول "الشريعة".
والفكرة الأخرى التي انتشرت حينها، على يد قطب، هي اعتبار أن جميع المسلمين ليسوا مسلمين "حقاً"، حيث اعتبرهم قطب "غير مؤمنين" و"مرتدين"، منادياً بتكفيرهم، أو نفيهم، أو إعلان خروجهم عن الدين رسمياً، ووحدهم الناشطين المخلصين للدعوة، من وجهة نظر قطب، اعتبروا "مسلمين صادقين".
ورغم أن قطب نفسه لم يجعل فكرة "الخلافة" أساسيةً لفكره، إلا أن أتباعه رأوا فيها "البديل الوحيد" عن الجاهلية، وهكذا رآها "حزب التحرير" أيضاً، الذي يعد جماعة متطرفة يمتد نشاطها عبر القارات، ويعتبر "لعنةً" على وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء أوروبا وآسيا الوسطى، بحسب جينكينز.
يذكر أن تنظيم القاعدة في العراق كان يبث "صوت الخلافة" عبر الإنترنت، وفي جنوب شرق آسيا، تزعم "الجماعة الإسلامية" أن هدفها "دولة خلافة تحل بديلاً عن النظام الدولي الحالي، من إندونيسيا إلى تايلاند"، واليوم، عندنا التنظيم المعروف سابقاً بداعش، وها هو يسير على هذا النهج الداعي لخلافة إسلامية أيضاً، كما يفيد جينكينز.

شهادات الإخوان على سيد قطب.. القرضاوي: سيد قطب تكفيري بامتياز

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/0/644.jpg
القرضاوي

هناك العديد من الشهادات حول فكر سيد قطب من قبل اعضاء جماعة الإخوان، يقول يوسف القرضاوي "إن أفكار سيد قطب ليست من أفكار الإخوان المسلمين كما أنها أفكار خرجت عن منهج أهل السنة والجماعة، وبعد يومين من هذه التصريحات استضافت إحدى القنوات د. يوسف القرضاوي وشرح فيها أفكار قطب بالتفصيل وحاكم من خلالها أفكار سيد قطب وقال إن هذا الفكر ليس من أفكار الإخوان وأن التنظيم الذي أنشأه عام 1965 بعيد عن أفكار الإمام البنا ولكن خرج بعدها أعضاء مكتب الارشاد الحالي مدافعين عن أفكار سيد قطب ردا على تصريحات القرضاوي.".
وقال في مقال بموقعه الخاص بعنوان [كلمة أخيرة حول سيد قطب]: ((هذه مرحلة جديدة تطور إليها فكر سيد قطب، يمكن أن نسميها "مرحلة الثورة الإسلامية"، الثورة على كل "الحكومات الإسلامية"، أو التي تدعي أنها إسلامية، والثورة على كل "المجتمعات الإسلامية" أو التي تدعي أنها إسلامية، فالحقيقة في نظر سيد قطب أنَّ كل المجتمعات القائمة في الأرض أصبحت مجتمعات جاهلية.
تكوَّن هذا الفكر الثوري الرافض لكل من حوله وما حوله، والذي ينضح بتكفير المجتمع، وتكفير الناس عامة؛ لأنهم "أسقطوا حاكمية الله تعالى" ورضوا بغيره حكماً، واحتكموا إلى أنظمة بشرية، وقوانين وضعية، وقيم أرضية، واستوردوا الفلسفات والمناهج التربوية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإدارية وغيرها من غير المصادر الإسلامية، ومن خارج مجتمعات الإسلام.. فبماذا يوصف هؤلاء إلا بالردة عن دين الإسلام؟!
بل الواقع عنده أنهم لم يدخلوا الإسلام قط حتى يحكم عليهم بالردة، إنَّ دخول الإسلام إنما هو النطق بالشهادتين: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وهم لم يفهموا معنى هذه الشهادة، لم يفهموا أن "لا إله إلا الله" منهج حياة للمسلم، تميزه عن غيره من أصحاب الجاهليات المختلفة، ممن يعتبرهم الناس أهل العلم والحضارة.
أقول: تكوَّن هذا الفكر الثوري الرافض داخل السجن، وخصوصاً بعد أن أعلنت مصر وزعيمها عبد الناصر، عن ضرورة التحول الاشتراكي، وحتمية الحل الاشتراكي، وصدر "الميثاق" الذي سماه بعضهم "قرآن الثورة"! وبعد الاقتراب المصري السوفيتي، ومصالحة الشيوعيين، ووثوبهم على أجهزة الإعلام والثقافة والأدب والفكر، ومحاولتهم تغيير وجه مصر الإسلامي التاريخي.
هنالك رأى سيد قطب أن الكفر قد كشف اللثام عن نفسه، وأنه لم يعد في حاجة إلى أن يخفيه بأغطية وشعارات لإسكات الجماهير، وتضليل العوام.
هنالك رأى أن يخوض المعركة وحده راكباً أو راجلاً، حاملا سيفه "ولا سيف له غير القلم" لقتال خصومه؛ وما أكثرهم، سيقاتل الملاحدة الجاحدين، ويقاتل المشركين الوثنيين، ويقاتل أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ويقاتل المسلمين أيضاً الذين اغتالتهم الجاهلية فعاشوا مسلمين بلا إسلام!.
وأنا برغم إعجابي بذكاء سيد قطب ونبوغه وتفوقه، وبرغم حبي وتقديري الكبيرين له، وبرغم إيماني بإخلاصه وتجرده فيما وصل إليه من فكر، نتيجة اجتهاد وإعمال فكر - أخالفه في جملة توجهاته الفكرية الجديدة، التي خالف فيها سيد قطب الجديد سيد قطب القديم، وعارض فيها سيد قطب الثائر الرافض سيد قطب الداعية المسالم، أو سيد قطب صاحب "العدالة" سيد قطب صاحب "المعالم".
ولقد ناقشت المفكر الشهيد في بعض كتبي في بعض أفكاره الأساسية، وإن لامني بعض الإخوة على ذلك،.... وأخطر ما تحتويه التوجهات الجديدة في هذه المرحلة لسيد قطب، هو ركونه إلى فكرة "التكفير" والتوسع فيه، بحيث يفهم قارئه من ظاهر كلامه في مواضع كثيرة ومتفرقة من "الظلال" ومما أفرغه في كتابه "معالم في الطريق": أنَّ المجتمعات كلها قد أصبحت "جاهلية". وهو لا يقصد بـ "الجاهلية" جاهلية العمل والسلوك فقط، بل "جاهلية العقيدة" إنها الشرك والكفر بالله، حيث لم ترضَ بحاكميته تعالى، وأشركت معه آلهة أخرى، استوردت من عندهم الأنظمة والقوانين، والقيم والموازين، والأفكار والمفاهيم، واستبدلوا بها شريعة الله، وأحكام كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم)).

فريد عبد الخالق: شباب التكفيريين تأثروا بفكر قطب

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/0/645.jpg
فريد عبد الخالق

(أحد كبار الإخوان المسلمين) في كتابه "الإخوان المسلمون في ميزان الحق": ((أمعنا فيما سبق إلى أنَّ نشأت فكرة التكفير بدأت بين شباب بعض الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، وأنهم تأثروا بفكر الشهيد سيد قطب وكتاباته، وأخذوا منها أنَّ المجتمع في جاهلية، وأنه قد كفَّر حكامه الذين تنكَّروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله، ومحكوميه إذا رضوا بذلك".
وقال: ((إنَّ أصحاب هذا الفكر وإن تعددت جماعاتهم، يعتقدون بكفر المجتمعات الإسلامية القائمة، وجاهليتها جاهلية الكفار قبل أن يدخلوا في الإسلام في عهد الرسول عليه السلام، ورتبوا الأحكام الشرعية بالنسبة لهم على هذا الأساس، وحددوا علاقاتهم مع أفراد هذه المجتمعات طبقاً لذلك، وقد حكموا بكفر المجتمع لأنه لا يطبق شرع الله، ولا يلتزم بأوامره ونواهيه، ومنهم من قال بعدم كفر مخالفيهم ظاهرياً، وقالوا بنظرية (المفاصلة الشعورية)، فأجاز هذا الفريق الصلاة خلف الإمام الذي يؤم المصلين المسلمين في سجونهم ومتابعته في الحركات دون النية، وقالوا بعدم تكفير زوجاتهم، وأجَّلوا كفرهم على أساس نظرية (مرحلية الأحكام)، وأنهم في عصر الاستضعاف – أي: العهد المكي – بأحكامه التي نزلت إبانه، فلا تحرم المشركات ولا الذبائح ولا تجب صلاة الجمعة ولا العيدين ولا يجوز الجهاد، ويكفرون من لم يؤمن بفكرهم، وأخذوا ببعض أساليب الباطنية في (التقية)؛ ألا يذكروا أسرار معتقداتهم لغيرهم، ويظهرونها لخواصهم وأتباع فكرهم، وذلك عندهم ضرورة حركية، وطائفة تمسكت بالمفاصلة الصريحة، وكفَّرت مخالفيهم ومن كان معهم، ومنهم جماعة الإخوان المسلمين ومرشدهم وآباؤهم وأمهاتهم وزوجاتهم، وهم جماعة (التكفير والهجرة)، الذين يسمون أنفسهم "جماعة المؤمنين")).

رؤية النهاية

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/0/646.jpg
عمر التلمساني

في حوار سابق لموقع "بوابة الحركات الإسلامية" مع الدكتور كمال حبيب الخبير في شئون الجماعات الإسلامية.. أشار إلى أن قيادات جماعة الإخوان الحالية تقود الجماعة للانتحار.. وهو الرأي الذي يؤكده الكثير من الباحثين والمتابعين لأداء القيادة الاخوانية "مكتب الإرشاد" عقب ثورة يناير وخلال فترة حكم مرسي وبعد عزله وحتى هذه اللحظة تواصل هذه القيادة من داخل السجن، أو من هرب منها للخارج الاعتماد على نهج العنف الدموي والميل للصدام الذي أسس له سيد قطب.
"القطبيون" أى تلاميذ سيد قطب أصحاب القيادة والرأى والتأثير خلال السنوات الأربع الأخيرة في تاريخ الإخوان يضعون نهاية عملية وواقعية في تاريخ جماعة حاولت أكثر من 85 عاما خداع الرأى العام والظهور بمظهر الحملان الوديعة في سعيهم الدؤب لتنفيذ حلم "التمكين" في السيطرة على مقدرات البلاد والعباد ولكن يأتى الخير من حيث لا نتوقع فابفضل أفكار قطب وقيادة القطبيين الحالية للإخوان تنكشف حقيقة الجماعة الإرهابية.
قال المرشد الأسبق لجماعة الإخوان، عمر التلمساني، "إن نهاية جماعة الإخوان، ستكون على يد القطبيين"، وذلك فى معرض حديثه، عن نفيه لبعض منهم ، إلى اليمن.
و"القطبيون" في داخل الإخوان هم تيار بدأ يتكون في السجون بعد انتهاء محاكمات قضية عام 1965 التي أعدم بسببها سيد قطب، هاجر رموزه ومن ثم عادوا إلى مصر، وراحوا يفرضون رؤيتهم ونظرياتهم المتشددة شيئاً فشيئاً على التنظيم العام للجماعة.
اختلفت هذه المجموعة مع القيادات الرسمية للإخوان، على رأسها مرشدها الثاني حسن الهضيبي، رافضة كتابه "دعاة لا قضاة" الذي رد فيه على سيد قطب، وبعد أن تولي التلمساني قيادة الجماعة كمرشد ثالث لها اتفق اعضاء الجهاز الخاص مصطفي مشهور مع تلاميذ سيد قطب بقيادة رشاد البيومي ومحمود عزت علي الاستيلاء علي القيادة من فريق التلمساني، وتم استبعاد فريد عبدالخالق وتوفيق الشناوي وعبدالمتعال الجابرى.
حاول التلمساني مواجهه فريق التنظيم الخاص والقطبيين ولكن بموته حسمت المسألة وتم الاستيلاء علي الجماعة.
فصل القطبيون حسن جوده من بني سويف، وعينوا محمد بديع بدلا منه، ثم أقصوا محمد حبيب عن الصعيد ليصبح بديع مسئولا عنه ومعه محمود حسين.
لم تكن أمامهم من عقبة سوي قسم الطلبة فحاكموا د/ محمد رشدي، وفصلوا 200 من طلبة الإخوان لم ينصاعوا لأوامرهم، ثم سلموا لرشاد البيومىن ثم محمد مرسي وهما من أعلام الفكر القطبى.
حين تولي محمد بديع لملف قسم التربية قبل أن يصبح مرشدًا، كان إيذانًا بانتهاء عصر الإصلاحيين، داخل الجماعة، والذي وضع بدوره خطة محكمة للسيطرة على الجماعة تمامًا.
البرنامج التربوي الذي وضعه بديع هو تدريس الكتب التي تدعو إلي الجهاد في لقاءات الأسر والكتائب خلال 2010، ومنها كتاب (عقبات في طريق الدعوة) الجزء الثاني - من تأليف الاخواني عبد الله ناصح علوان.
كما اعتمد القطبيون كتاب (دور المسلم "لتوفيق الواعي" لأنه يحمل نفس الأفكار) مع إعطاء وقت أكبر لدراسة كتاب (الاسلام فكر وحركة وانقلاب) لفتحي يكن.
بدأت عمليات التجنيد القطبي معتمدة على الانتقاء مع اعتماد نظام الرحلات الجهادية التي تعلي من السمع والطاعة عند الأفراد.
وأنشأ القطبيون القسم الخاص الذي أشرف عليه فى البداية محمد طوسون وهو ضابط مباحث سابق بالمنيا لمراقبة من انضموا للإخوان.
من أبرز رموز القطبيين داخل الإخوان، المرشد الثامن محمد بديع، الذي تأثر بأفكار سيد قطب ونهل من أفكاره من خلال علاقة التواصل مع “حميدة قطب” شقيقة سيد قطب.
اقترب بديع من مصطفى مشهور والمجموعة "القُطبية" في "الإخوان"، وظل يرتقى فى المناصب داخل الجماعة حتى تم اختياره مرشداً للجماعة خلفاً لمهدى عاكف.
الشخصية الثانية هي رجل الجماعة الحديدي، محمود عزت، وهو الرجل الذي يدير الجماعة في كل أمورها التنفيذية.
سجن لعشر سنوات، وتأثر بإعدام سيد قطب، وارتبط بعلاقة تنظيمية قوية مع مصطفى مشهور، حيث خرجا بعدها معاً إلى بعض الدول العربية والأوربية، لتشكيل التنظيم الدولي للجماعة، وبعدها عادا معاً، ليخططا في السيطرة على الجماعة.
ولعب خيرت الشاطر، دوراً ضخماً مع القطبيين، إذ أصبح مهندس توظيف أموال "الإخوان" والرجل القوي فيها.
أما رشاد البيومي، فهو القطبي الأكبر داخل مكتب الإرشاد، وهو الذى كان المسئول عن قسم الطلاب، وأحد أبرز تلاميذ سيد قطب، وقد كان من اشد المقربين لمصطفي مشهور وكان بمثابة المستشار له.
كان بجوار رشاد بيومي محمد مرسي، الذي أصبح رئيساً لمصر بعد الثورة، ثم عزله شعبه فى 30 يونيو، بعد أن ارتكب خطايا كبرى، أهمها محاولته أخونة الدولة، بالقطبيين الذين كانوا لا يريدون ترك السلطة مطلقًا.

الزمزوم
2014-12-30, 07:54
http://www.youtube.com/watch?v=SKOxLjkMKXk

http://www.youtube.com/watch?v=ECdQl7U3ewk

http://www.youtube.com/watch?v=j62trC3dQSg

الزمزوم
2014-12-30, 07:56
http://www.youtube.com/watch?v=pGznXgsTSmY

http://www.youtube.com/watch?v=_D44DlqVFKc

http://www.youtube.com/watch?v=QbRIyuwD4Sw

الزمزوم
2014-12-30, 08:00
http://www.youtube.com/watch?v=kd_kYQ28JTA

http://www.youtube.com/watch?v=F5rYh1VRR1U

قاهر العبودية
2015-01-02, 11:45
أنا لم أقرا هذه المواضيع الحاقدة

لكن أيها الأحرار في المنتدى

ألم يتشارك هؤلاء الذين يذمون بعضهم البعض في حقدهم وكرههم للأخوان

قال تعالى

"لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ"
[الحشر:14]

بالله عليكم..
لاتنظروا الى اسم صاحب الموضوع..فستحسبونه"أبو هاجر القحطاني" يعني يونس بلخيري أو المدعو الياس محمد أو عبد الحق صادق أو غيرهم... من المستميتين في عداوتهم وكرههم للأخوان

ما الفرق بين هؤلاء اذن؟؟؟


قال أحد الحكماء

" عندما يتحالف حثالة العرب مع حقد العجم على خير الامم "
" فاعلم ان الامه ستقود الامم " حقيقه"•

الزمزوم
2015-05-22, 21:59
http://www.vetogate.com/upload/photo/gallery/11/8/560x1000/192.jpg (http://www.google.com/url?sa=i&rct=j&q=&esrc=s&source=images&cd=&cad=rja&uact=8&ved=0CAcQjRw&url=http%3A%2F%2Fwww.vetogate.com%2F391310&ei=npZfVeCIMoGN7QaL2YCwCg&bvm=bv.93990622,d.ZGU&psig=AFQjCNF_jjKLCpoRgxrN_2RI2hyNNyC1Hg&ust=1432414184815700)

مع تطبيق الشرع
مع تطبيق القوانين التي صادق عليها الإخوان إبان حكمهم !?
كيف يكون الإعدام على كل الناس وممنوع الإعدام على الإخوان !?
لماذا يتلاعب بشرع الله تعالى!!
هل الدين في خدمة الناس أم في الإخوان !?

http://www.albaladnews.net/assets/images/89986_12_1382337247.jpg (http://www.google.com/url?sa=i&rct=j&q=&esrc=s&source=images&cd=&cad=rja&uact=8&ved=0CAcQjRw&url=http%3A%2F%2Fwww.albaladnews.net%2Fmore-89986-2-4%2520&ei=BphfVYrVCISt7AbpnoOQCw&bvm=bv.93990622,d.ZGU&psig=AFQjCNF_jjKLCpoRgxrN_2RI2hyNNyC1Hg&ust=1432414184815700)

الزمزوم
2015-05-22, 22:06
http://www.vetogate.com/upload/photo/gallery/11/8/560x1000/192.jpg (http://www.google.com/url?sa=i&rct=j&q=&esrc=s&source=images&cd=&cad=rja&uact=8&ved=0CAcQjRw&url=http%3A%2F%2Fwww.vetogate.com%2F391310&ei=npZfVeCIMoGN7QaL2YCwCg&bvm=bv.93990622,d.ZGU&psig=AFQjCNF_jjKLCpoRgxrN_2RI2hyNNyC1Hg&ust=1432414184815700)

مع تطبيق الشرع
مع تطبيق القوانين التي صادق عليها الإخوان إبان حكمهم !?
كيف يكون الإعدام على كل الناس وممنوع الإعدام على الإخوان !?
لماذا يتلاعب بشرع الله تعالى!!
هل الدين في خدمة الناس أم في الإخوان !?

http://www.albaladnews.net/assets/images/89986_12_1382337247.jpg (http://www.google.com/url?sa=i&rct=j&q=&esrc=s&source=images&cd=&cad=rja&uact=8&ved=0CAcQjRw&url=http%3A%2F%2Fwww.albaladnews.net%2Fmore-89986-2-4%2520&ei=BphfVYrVCISt7AbpnoOQCw&bvm=bv.93990622,d.ZGU&psig=AFQjCNF_jjKLCpoRgxrN_2RI2hyNNyC1Hg&ust=1432414184815700)

رابطة هوازن
2015-05-23, 07:59
دعم الانجليز للاخوان

اضغط على الرابط
http://www.islamist-movements.com/special/?id=2435



لا شك ولا ريب!

الزمزوم
2015-11-07, 12:54
يوسف ندا .. مؤسسة الإخوان المالية




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/0/3/500x282o/536.jpg?q=1
يوسف ندا وبنك التقوى

يوسف مصطفى علي ندا، ولد في الإسكندرية عام 1931، رجل أعمال مصري يحمل الجنسية الإيطالية، ومقيم في كامبيونا الإيطالية الواقعة في سويسرا، وهو المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=%u0627لإخوان&exp=3536) المسلمي، انتمى لجماعة الإخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=الإخوان&exp=3536) المسلمين عام 1947.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/3/24.jpg

اُعتقل مع كثير من الإخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=الإخوان&exp=3536) المسلمين بعد اتهامهم بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية في أكتوبر عام 1954، قضى ما يقرب من عامين في السجن وأُفرج عنه في أبريل عام 1956.
بدأ نشاطه التجاري بعد خروجه من المعتقل وأنهى دراسته الجامعية من كلية الزراعة جامعة الإسكندرية.
وفي أغسطس عام 1960 قرر ندا الهجرة من مصر، فذهب إلى ليبيا (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=5&ifr=1&kwn=ليبيا&exp=3536) في البداية ومنها إلى النمسا، حيث بدأ نشاطه التجاري يتوسع بين البلدين، حتى لُقِّب نهاية الستينيات بأنه ملك الأسمنت في منطقة البحر المتوسط.
تمكن ندا من الهرب من ليبيا (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=5&ifr=1&kwn=ليبيا&exp=3536) حينما اندلعت ثورة الفاتح من سبتمبر (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=49&ifr=1&kwn=سبتمبر&exp=3536) عام 1969 إلى اليونان، حيث التقى برئيسها (بابا ببلوس) ثم انتقل للإقامة في (كامبيونا) الإيطالية التي تقع داخل الحدود السويسرية، وما زال يقيم بها إلى الآن.
يوسف ندا يحمل الجنسية الإيطالية، وحصل على الجنسية التونسية في عهد صديقه الرئيس "الحبيب بورقيبة" في الستينيات.



دوره في العلاقات الدولية




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/3/25.jpg



وصفته وسائل الإعلام بـ(الرجل الغامض).. كما أنه ليس مجرد رجل أعمال مشهور أو رئيس لبنك التقوى الذي اتهمه رئيس الولايات المتحدة بدعم الإرهاب، ولكنه لعب طوال الـ25 سنة الماضية دوراً مهماً في جماعة الإخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=الإخوان&exp=3536) المسلمين.. فهو الذي رتب العلاقة بين الإخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=الإخوان&exp=3536) والثورة الإيرانية، وتوسط بين السعودية واليمن، والسعودية وإيران، وبذل مجهوداً غير عادي في حل الأزمة بين الحكومة الجزائرية وجبهة الإنقاذ.
لم يلعب يوسف ندا تلك الأدوار فقط، ولكنه قام بإمداد اليمن بوثائق مهمة ساعدتها في حل نزاعها مع إريتريا حول جزر حنيش، إضافة إلي ارتباطه بعلاقة صداقة بالملك "إدريس السنوسي" ملك ليبيا (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=5&ifr=1&kwn=ليبيا&exp=3536)، الذي قامت ضده ثورة الفاتح من سبتمبر (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=49&ifr=1&kwn=سبتمبر&exp=3536) بقيادة العقيد القذافي، وزاره ندا في مقر إقامته وله أدوار أخرى في تونس (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=20&ifr=1&kwn=تونس&exp=3536) والعراق (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=6&ifr=1&kwn=والعراق&exp=3536) وتركيا (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=30&ifr=1&kwn=وتركيا&exp=3536) وكردستان وماليزيا (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=23&ifr=1&kwn=وماليزيا&exp=3536) وإندونيسيا.
كان ندا عضوً في معهد بينمنزو أحد المؤسسات العلمية التابعة للأمم المتحدة، وتنتمي إليه شخصيات عالمية كثيرة، رؤساء دول سابقون، سياسيون كبار، وقام المعهد بتكريمه في أبريل عام 1997، وتم تجميد عضويته في المعهد بعد التحقيق معه



اتهامات بوش الابن له




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/3/26.png

في نوفمبر عام 2001 اتهمه الرئيس الأمريكي جورج بوش بضلوع شركاته في دعم الإرهاب، وأُصدر قرارًا بتجميد أمواله وأصول شركاته، وبينها "بنك التقوى" بجزر البهاما الذي كان يرأس مجلس إدارته
ظل "يوسف ندا" شخصية بعيدة عن الأضواء ووسائل الإعلام حتى يوم 7 نوفمبر 2001، عندما تحدث عنه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، ووصفه ومؤسسته بأنه أحد داعمي الإرهاب في العالم، وأنه قام بتمويل أحداث سبتمبر (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=49&ifr=1&kwn=سبتمبر&exp=3536).
وفي أواخر عام 2001 استصدرت الإدارة الأمريكية تحت رئاسة جورج بوش الابن قائمة من الأمم المتحدة، وضعت فيها أسماء مسلمين من جنسيات مختلفة، تتهمهم بدعم الإرهاب، بعد هجمات 11 سبتمبر (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=49&ifr=1&kwn=سبتمبر&exp=3536) 2001 وضمت القائمة يوسف ندا وغالب همت، فامتثل الادعاء العام السويسري لذلك فاستهدف "مؤسسة ندا للإدارة" المعروفة أيضا باسم "بنك التقوى"، ووضع أموال يوسف ندا وشريكه غالب همت وبعض أعضاء مجلس الإدارة والمقربين منهم تحت الحراسة، وفرضت عليهما الإقامة الجبرية مما أجبر ندا علي تصفية أعماله في سويسرا، وفي 29 سبتمبر 2009 أكدت وزارة الخارجية السويسرية أن مجلس الأمن الدولي شطب اسم يوسف ندا وغالب همت من قائمة الداعمين للإرهاب، وذلك بناء على طلب سويسري. وتم شطب الأسماء بعدما لم يتمكن الادعاء العام السويسري من العثور على أي دليل على إدانتهم بعد أن صادر عشرات الآلاف من الوثائق، كما لم تتمكن الإدارة الأمريكية من تقديم ما قالت إنها أدلة تدين ضلوعهم في دعم "الإرهاب" ورغم تعليق الادعاء العام السويسري لجميع التحقيقات الخاصة بملف مؤسسة التقوى منذ مايو 2005م بموجب حكم ملزم من المحكمة الاتحادية العليا السويسرية، وتبعتها إيطاليا في عام 2007م لعدم توافر الأدلة، فإن الإدارة الأمريكية رفضت شطبهما من "القوائم السوداء".

الزمزوم
2015-11-07, 13:03
الإخوان المسلمون في تونس.."النهضة" على طريق "إخوانهم" في مصر




(http://www.islamist-movements.com/print.aspx?2724)http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/0/2/500x282o/724.jpg?q=57
مدخل


من يبحث عن الإخوان المسلمين يجدهم في كل مكان في العالم متوغلين، باحثين عن أي ثغرة تمكين، ويتغيرون ويتلونون بل ويتكيفون حسب المكان المحيط بهم، وتتغير اسم حركتهم بل ومرتكزاتهم الفكرية، وأساليبهم حسب ذلك المكان، وجماعة الإخوان في تونس من الموضوعات الشائكة المهمة بمكان، ولها تأثير كبير في المنطقة، خاصة في ظل ثورات الربيع العربي التي أثرت على جماعة الإخوان المسلمين في مصر بانهيارها وإدراجها على قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة، ليس في مصر فقط بل وفي بلدان أخرى، مما انعكس على تونس التي تأثرت أيضا بتلك الموجة من الثورات، ويتضح ذلك جليا بعد عرض لجماعة الإخوان في تونس بنشأتها وتاريخها ومرتكزاتها الفكرية.. على النحو التالي:



النشأة والتاريخ


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/293.jpg
مناضلو حركة الاتجاه الإسلامي في السجن بعد إلقاء القبض عليه في صيف 1981

حركة الاتجاه الإسلامي
في يونيه 1981 أعلنت "حركة الاتجاه الإسلامي" تأسيسها رسميًا؛ من أجل بعث الشخصية الإسلامية لتونس، حتى تستعيد مهمتها كقاعدة كبرى للحضارة الإسلامية بإفريقيا، ووضع حد لحالة التبعية والاغتراب والضلال، وتجديد الفكر الإسلامي على ضوء أصول الإسلام الثابتة ومقتضيات الحياة المتطورة، وتنقيته من رواسب عصور الانحطاط وآثار التغريب، وكذلك كي تستعيد الجماهير حقها المشروع في تقرير مصيرها، بعيدًا عن كل وصاية داخلية أو هيمنة خارجية، وإعادة بناء الحياة الاقتصادية على أسس إنسانية وتوزيع الثروة بالبلاد توزيعًا عادلًا على ضوء المبدأ الإسلامي "الرجل وحاجته"، أي من حق كل فرد أن يتمتع بثمار جهده في حدود مصلحة الجماعة، وأن يحصل على حاجته في كل الأحوال، حتى تتمكن الجماهير من حقها الشرعي المسلوب في العيش الكريم، بعيدًا عن كل ضروب الاستغلال والدوران في فلك القوى الاقتصادية الدولية.
وعبر الاتجاه الإسلامي من خلال نشاطه ومواقفه العديدة عن التحامه بذات أمته وتجسيده آمال شعبه وتطلعاته، فالتفت حوله قطاعات عريضة من المحرومين والشباب والمثقفين، وكان نموه السريع مجلبةً لاهتمام الملاحظين وترصد القوى والأنظمة السياسية في الداخل والخارج، ورغم سعيه الرصين المتعقل لتلمّس أنجع سبل التطوّر والتغيير فقد تعرّض هذا الاتجاه إلى سلسلة من التهم الباطلة والحملات الدعائيّة المغرضة نظمتها ضدّه السلطة الحاكمة ووسائل الإعلام الرسميّة وشبه الرسمية، بلغت هذه الحملات حد الاعتداء تعسفا على وسائل إعلامه قصد منعه من إبلاغ صوته وتطورت بعد ذلك إلى أشكال أشد قهرًا، فقدمت عناصره إلى المحاكمات وتكثفت ضد أفراده التتبعات والتحقيقات وفتحت أمام شبابه السجون والمعتقلات حيث الضرب والتعذيب والإهانة.
وأكدت الحركة أن "حركة الاتجاه الإسلامي" لا تقدم نفسها ناطقًا رسميًا باسم الإسلام في تونس، ولا تطمع يومًا في أن ينسب هذا اللقب إليها، فهي مع إقرارها حق جميع التونسيين في التعامل الصادق المسئول مع الدين، ترى من حقها تبني تصور للإسلام يكون من الشمول، بحيث يشكل الأرضية العقائدية التي منها تنبثق مختلف الرؤى الفكرية والاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تحدد هوية هذه الحركة وتضبط توجهاتها الاستراتيجية ومواقفها الظرفية.
حزب النهضة
استطاعت الحركة التواجد في المجتمع من خلال التجمع بالمساجد ومنها "الزيتونة"، لقراءة القرآن والحديث النبوي وتذاكر السيرة، ولم يعارض الحزب الدستوري الحاكم هذا النشاط، بل حاول استغلال حركة الاتجاه الإسلامي في الجامعة ضد التيارات اليسارية وفي القلب منها التيار الماركسى، وفي عام 1981 غيرت الحركة اسمها إلى "حزب النهضة"، استعدادًا للترخيص لها كحزب شرعي، واعترفت الحركة في بيانها التأسيسي بموقفها المؤيد للديمقراطية وتداول السلطة، وسمح لهم ببعض النشاط وإصدار مجلة "المعرفة" كمنبر لأفكار الحركة، ولكن لم يُسمح لهم بالتحول إلى حزب شرعي، وتمت الإطاحة بهم والقبض على قيادات الحركة، وعلى رأسهم مؤسسها الغنوشي وذلك بعد عقدهم مؤتمرهم الثاني بشكل سري في شهر أغسطس 1979 في سوسة، واتهام الحركة بالتحضير لانقلاب عسكري على السلطة.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/294.jpg
راشد الغنوشي- بن علي

"بن علي" والنهضة
بعد وصول "بن علي" إلى السلطة وإفراجه عن معظم قيادات الحركة بمن فيهم الشيخ راشد الغنوشي قامت الحركة بتأييد النظام الجديد والتوقيع على وثيقة الميثاق الوطني التي وضعها بن على، وبعد رفض النظام السماح بإعلان الحركة كحزب علني غادر الغنوشي البلاد الى ليبيا فالسودان وبعد ذلك إلى لندن، في رحلة نفي اضطراري طالت حوالي 22 سنة.
وبداية من 1990 اصطدمت الحركة بعنف مع السلطة، وبلغت المواجهة أوجها أثناء أزمة حرب الخليج، ففي مايو1991 أعلنت الحكومة إبطال مؤامرة لقلب نظام الحكم واغتيال الرئيس بن علي، وشنت الأجهزة الأمنية حملة شديدة على أعضاء الحركة ومؤيديها وبلغ عدد الموقوفين حسب بعض المصادر 8000 شخص.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/295.jpg
الحبيب اللور

وأعلنت الحركة عام 1985 عن مكتبها التنفيذي الثالث برئاسة راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو أميناً عاماً، وعضوية السادة حمادي الجبالي والحبيب اللور والحبيب السويسي، واعتُرف بالحركة رسمياً عندما استقبلهم الوزير الأول محمد المزالي في قصر الحكومة، واعترفت كل الأطراف بالوجود السياسي الفعلي لحركة الاتجاه الإسلامي واضطرت للتعامل معها.
وكانت جريدة الرأي وسيلة النشر لمؤلفات بعض مفكري الحركة، مثل الدكتور عبد المجيد النجار ومحسن الميلي، وعندما تولى "ابن علي" السلطة، أفرج عن رموز الحركة في البداية واضطر قادتها في 8 فبراير 1989، أن يتقدموا بطلب تأشيرة للسماح للحركة بمزاولة نشاطها تحت اسم جديد هو "حزب النهضة" تمشياً مع قانون الأحزاب، لكن سرعان ما غيرت السلطة موقفها، وسارعت إلى القبض على الكثير من شباب الحزب وأودعتهم السجون، واضطُر الكثيرون من رموز الحركة إلى الفرار بدينهم إلى خارج البلاد بعد مصادرة نشاطها.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/296.jpg
صلاح الجورشي

يقول الدكتور صلاح الجورشي أحد أعضاء الحركة بتونس، وهو يؤرخ لنشأة الجماعة الإسلامية في تونس في بداية السبعينيات الميلادية التي كان الغنُّوشي أميراً لها:
لم يكن خطاب "الجماعة" في البداية إخوانياً صرفاً، بل كان خليطاً من السلفية والتصوف، وشيئاً مما كتبه مالك بن نبي الذي التقت به عناصر من النواة الأولى للجماعة في مطلع السبعينيات، وتحاورت معه في بيته قبل أن يوافيه الأجل بحوالي سنة، وهذا التمازج بين مصادر متعددة للفكر الإسلامي، يفسر إلى حد ما المرونة التي ميزت العمل في الجانب التنظيمي، حيث سعت المجموعة في البداية إلى افتكاك موقع داخل جمعية المحافظة على القرآن الكريم لتتخذ منه غطاء قانونياً، ثم لما فشلت المحاولة، تبنت الجماعة طريقة " جماعة التبليغ " التي تتمحور حول الوعظ بالمساجد، وتحريض المتعاطفين إلى الخروج إلى الناس ودعوتهم إلى الإيمان والصلاة، غير أن هذا التنوع في عناصر الخطاب سرعان ما تراجع لصالح أدبيات حركة " الإخوان المسلمون "، التي كان يطلق عليها كبرى الحركات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/297.jpg
سيد قطب

أما فكر سيد قطب فيحتل المكان الأعلى في نظر أبناء الحركة الإسلامية في تونس خلال سنوات التكوين الأولى، يقول الدكتور صلاح عن هذا الفكر بأنه كان المصدر الرئيسي لثقافة الجماعة، بل إن الغنُّوشي نفسه يعترف بهذا الارتباط بجماعة الإخوان المسلمين من البداية بقوله" كنا ننظر لسيد قطب، البنا، المودودي .. هؤلاء شيوخنا، لأنهم حملوا اللواء لواء الإصلاح الإسلامي، ولكن ما الذي يجعلنا نحترم رموز الموروث الديني الموجودين في بلادنا؟ أنا أقرأ الظلال، ولكن ما الذي يجعلني أقرأ التحرير والتنوير؟ لم أكن أبحث عن العلم كعلم.. المكتبات مملوءة بالعلوم الدينية، كنت أبحث عن رمز، عن أداة نضالية، عن شخص أقتدي به كمُصلح يخوض المعركة ضد العلمنة وضد الفساد.. ويضيف " كنت أقرأ وأكاد أحفظ عن ظهر قلب الظلال لأنه عندما أقرؤه كان يملؤني حماساً، كنت أشعر بأنه يعطيني نظارات أنظر بها إلى هذا العالم، وأحلل به الواقع العالمي، ولكن ماذا يعطيني التحرير والتنوير غير ما يعطيني إياه الرازي وابن كثير؟ يعطيني مادة لغوية، يعطيني رؤية عن إسلام ليس هو الذي أعيشه.. هذا قرآن معلق وليس قرآناً يمشي على الأرض.

النهضة والإخوان المسلمون

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/298.jpg

لم تولد "الجماعة الإسلامية بتونس" في السرية، كما حصل مع حزب التحرير الإسلامي فيما بعد، بدأت الخطوات الأولى علنية، تحت أنظار الجميع، من خلال خطب وحلقات في المساجد، مقالات في الصحافة، محاضرات في المدارس ونوادي الشباب، كما أن المؤسسين كانوا يتحركون دون تخف، يدعون لأفكارهم دون تقية، ويثيرون اهتمام الرأي العام المسجدي والشبابي بخطابهم الثقافي الجديد وأحياناً الغريب، خاصة عندما اختلط بمضمون وأشكال جماعة التبليغ، مشيرًا إلى أن هذا الخطاب في بدايته مزيجاً من العناصر الفكرية المتنوعة بتنوع تكوين العناصر المؤسسة، لكنه في عمومه كان يجنح إلى التفسير الأخلاقي للقضايا، أي تفسير الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بعناصر ثلاثة هي: فساد أخلاق الأفراد والأمة، ابتعاد التونسيين عن مرجعية الإسلام وقيمه وقوانينه، نقد الغرب والتصدي لتقليده والتشبه به.
ويري باحثون أن الغريب أنه بقدر ما كان ذلك الخطاب سطحيًا في بعض أطروحاته وضعيفاً في بنائه الداخلي، فإن تأثيره في تلك المرحلة كان سريعاً وواسعاً، إن دل هذا على شيء فإنه يدل من جهة على تآكل الخطاب الرسمي وانعزاله عن الشباب والعامة، ومن جهة أخرى كشف عن عزلة النخبة و"الطبقة السياسية" عن الرأي المستبطن في الأعماق، فالخطاب الحركي لتلك الفترة كان يستمد " قوته " وتأثيره من تآكل شرعية الدولة، وتعاظم شعور الأفراد بأزمة نمط ما بعد الاستقلال، وفشل الخطاب المقابل في الوفاء بوعوده في الحرية والعدالة، سواء على المستوى الرسمي أو النخبوي، فلم يكن هناك سوى خطاب وحيد يملك بعض مقومات المواجهة، خاصة داخل الفضاء الجامعي، إنه الخطاب اليساري الماركسي، وهو يفسر حدة الصراع الذي انفجر منذ ظهور الإسلاميين في أروقة البيوت الجامعية والكليات والمعاهد العليا، التي كان يعتبرها اليساريون في مطلع السبعينات بمثابة معاقلهم المحررة.
غير أن هذا التنوع في عناصر الخطاب، سرعان ما تراجع لصالح أدبيات حركة "الإخوان المسلمين"، التي كان يطلق عليها كبرى الحركات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ويعود ذلك إلى اعتبارات متعددة، فإضافة إلى التأثير الشخصي لأدبيات الإخوان على بعض المؤسسين، كانت هناك جوانب أخرى أبرزها كما يرى سليمان الخراشي الكاتب السعودي في عدة ملاحظات منها:




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/299.jpg

• كان التدين في تونس عند مطلع السبعينيات متقلصًا ومتقوقعًا، فالمساجد مقفرة أو تكاد، والنشاط الديني منعدم أو محدود، وكان التدين يومها أنواعاً، منها الدين الرسمي المنحصر في شخص المفتي ونشاطه البروتوكولي والشكلي، إضافة إلى إدارة تابعة للوزارة الأولى تُعنى بشئون المساجد، ومن جهةٍ تديّن شعبي أغلبه طُرقي وخُرافي، وهناك تدين زيتوني أزيح من الحياة الثقافية، واعتزل مشايخه الحياة العامة بعد إحالتهم إلى المعاش، من هذين الوسطين انحدر أغلب العناصر المكونة للجماعة، الذين تكونوا في معاهد تعليم عصرية، أريد منها أن يكون خريجوها "علمانيين"، فإذا بهم يشتبكون مع الأوساط العلمانية والزيتونية والطرقية، ويبحثون عن زاد معرفي من خارج الدوائر التونسية
• شكَل "الإخوان المسلمون" تجربة اكتسبت إلى حد ما أهمية تاريخية، من حيث بنائها التنظيمي والأيديولوجي، وكانت في مرحلة سابقة تعتبر في مقدمة الحركات الإسلامية السنية التي رفعت شعار "شمولية الإسلام" وحاولت تجسيده في صيغة تنظيمية شمولية، خلافاً لدعوات أخرى ركزت جهودها على جانب دون آخر.
• كان الإخوان أيضاً أكثر الحركات التي ألحّت على القول بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يجب أن يتم ضمن جماعة تجعل من الإسلام منهج حياة، وهو ما يقتضي تجاوز العمل الفردي المحكوم عليه بالفشل، أو الانحصار داخل دائرة التأثير المحدود، وخلق آليات العمل الجماعي، بما في ذلك من إعادة صياغة الأفراد وتربيتهم حسب متطلبات الحياة الجماعية الجديدة.
• زاد ذلك في دعم حضور الحركة بوجدان النواة الأولى المؤسسة، صورة البطولة والصمود والشهادة سواء في المعارك التي خاضتها كتائبهم عام 1948 ضد الصهيونية، أو كانت تحيط بالإخوان داخل سجونهم وفي مختلف محنهم وصراعاتهم، وهي صور كانت تنقل إلينا من خلال الشهادات التي ترويها بتفصيل مثير وفي مناسبات عديدة مجلة " الدعوة "، أوفي بعض الكتابات الذاتية التي طُبعت في هذا الشأن.
وهكذا اكتملت مقومات التأثير والاستقطاب الثلاثة، العامل الأيديولوجي في مرحلة صعود الأيديولوجيات الشمولية، والعامل التنظيمي ممثلًا في الانخراط في تجربة جاهزة وخبرة ترجع إلى أواخر العشرينيات، وعامل القدوة المحرضة على الالتزام الأخلاقي والشجاعة الأدبية والتضحية في سبيل فكرة والصمود عند المحنة.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/300.jpg
الحبيب بورقيبة

هذا الانتماء غير المدروس والمتعجل أسهم بشكل قوي في وقوع الجماعة في نوع من الاغتراب المحلي، فالعناصر الأولى لم تتلق ثقافة أولية تربطها بالواقع الثقافي التونسي، وتحدد لها علاقتها بتاريخ تونس الحديث، بدءاً من الحركة الإصلاحية وصولاً إلى العهد البورقيبي، مما كان له التأثير السيئ على علاقة الأفراد المنتمين ببيئتهم الثقافية والسياسية، ومما دفع إلى ظهور عوامل الاختلاف والافتراق.
أما الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية أن النواة الأولى التي تولت استقطاب وتكوين العناصر الموالية لم تكن متسلحة بعقلية نقدية تمكنها من التعامل مع تراث الإخوان بموضوعية وحذر، كان الانبهار والاستهلاك السريعان غالبين في عملية استيعاب الأدب الإخواني وترويجه.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/301.jpg
حسن البنا

وكان حسن البنا بمثابة الشخصية التاريخية في نظر سليمان الخراشي، التي استشهدت لأنها حاولت أن تعيد إحياء الإسلام، ونجحت في بناء نموذج جديد من العمل الإسلامي، في ظل رهانات وموازنات محلية ودولية لها خصائصها التاريخية المدهشة، كانت إلى جانب ذلك كتابات سيد قطب وشقيقه الأصغر محمد الأكثر تأثيراً على المجموعة الأولى التي شكلت قاعدة التنظيم في المستقبل، لم يكن الأمر من باب الصدفة، وإنما لارتباط ذلك بالصراع الأيديولوجي الذي بدأت تشهده الجماعة، خاصة الأساتذة والطلبة منهم، بالخصم الشرس ممثلاً في اليسار الماركسي، فالأيديولوجيا لا تواجه إلا بأيديولوجيا منافسة وقادرة على الرد "الحاسم"، وإذا كانت كتابات محمد قطب قد تناولت " الرد " على الشبهات المهددة للفكر الديني التي يروجها خصوم الحركة، مع محاولة بلورة ما اعتبر " بدائل إسلامية" .
وبعد انفصال الإسلاميين التقدميين عن جماعة الإخوان، استمرت الجماعة في خط سيرها دون أن تتأثر تنظيمياً بذلك الانفصال، وقام أميرها الشيخ راشد الغنُّوشي بقيادتها إلى بر الأمان – كما يقال - إلا أن ذلك الانفصال لم يمر دون أن يحدث هزة فكرية في بعض رموز حركة الاتجاه الإسلامي، وعلى رأسهم الغنُّوشي.
وفي هذا يقول الدكتور صلاح: "كانت قيادة الجماعة الإسلامية تخشى أن يؤدي انسحاب التيار النقدي من صفوفها أواخر السبعينيات، إلى تصدع التنظيم برمته، وأن يتمكن المفارقون لخط "الجماعة " من التأثير على عدد كبير من الأعضاء، ولكنها عندما تأكدت من أن عدد المنسحبين لم يتجاوز العشرات أغلبيتهم من أبناء العاصمة، اطمأنت قليلاً، واكتفت في البداية باتخاذ سلسلة من الإجراءات التنظيمية الاحتياطية حتى تحول دون تسرب الأفكار التمردية داخل بقية الجسم، لكن رغم أن عملية الانشقاق حسم أمرها دون أن تحدث ارتباكاً يذكر على المستوى التنظيمي، إلا أن آثارها بقيت محل سجال ومناقشة، وبرغم الجهود التي بذلت يومها للتقليل من أهمية مجموعة "الإسلاميين التقدميين" وإحاطة أفكارهم وتوجهاتهم بالكثير من الغموض والشكوك والطعون في الأشخاص والمفاهيم إلا أن عملية الانشقاق المبكر مثلت استفزازاً هائلاً للصف الداخلي ولمستنداته الفكرية والأيديولوجية، ومنذ اللحظة ولد إحساس داخل "حركة الاتجاه الإسلامي" بأن أشياء كثيرة في حاجة إلى المراجعة، وأن الجسم لم يعد طيعاً كما كان الشأن من قبل، مما مهد السبيل لتكرر محاولات الإصلاح من الداخل، ومعظمها خلّف وراءه ضحايا وتوترات، إذ لم تمض سوى فترة وجيزة عن تنصيب قيادة جديدة في العاصمة حتى حصل تململ جديد انتهى إلى خلافات شديدة حول أسلوب العمل مع القيادة المركزية، إذ حاول الفريق الذي عين بطريقة تعسفية وانقلابية، لإدارة النشاط كبديل عن الهيئة القيادية التي تم عزلها، وأن يعمل بنوع من الحرية في إعادة تشكيل النشاط، فإذا به يواجه بنوع من الوصاية البيروقراطية حالت دون إحداث تطور فعلي في العقلية التنظيمية، ما جعل المسئول الجديد يعلن استقالته ويدرك بعض الأسباب الحقيقية للخلافات السابقة.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/302.jpg

بعد ذلك تولت مجموعات طلابية ممارسة الضغط في مناسبتين على الأقل، الأولى كانت في عام 1981 والثانية عام 1983، ورغم النتائج المحدودة التي حققتها المحاولتان، إلا أن ذلك ساهم في تعميق الحيرة الفكرية والسياسية البناءة داخل الجسم العام، وأدى إلى توسع ظاهرة ما يسمى يومها بـ"الإسلاميين المستقلين " الذين انسحبوا بشكل فردي وحافظوا على بقائهم خارج التنظيمات، مشيرًا إلى أنه أمام هذا الغليان الفكري والروح النقدية المتحررة اللذين أخذا يتسعان ويخترقان جسم الحركة الإسلامية بمختلف مستوياتها، وجدت قيادة "حركة الاتجاه الإسلامي" نفسها مدعوة للتفاعل مع هذه الحالة الفكرية الجديدة، وذلك بانتهاج سياستين متعاكستين، من جهة التخلي التدريجي عن جزء هام من المنظومة الفكرية لحركة الإخوان المسلمين، وتم ذلك بنقد اطروحات سيد قطب، أو تبني شعارات المرحلة خاصة على المستوى السياسي مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ومشاركة المرأة في العمل السياسي ونبذ العنف كوسيلة للتغيير والانفتاح على بقية الأحزاب السياسية بما في ذلك الحزب الشيوعي. لذلك وقعت المطالبة بأن "تستعيد الجماهير حقها المشروع في تقرير مصيرها، بعيداً عن كل وصاية داخلية أو هيمنة خارجية وذلك بإقرار حق كل القوى الشعبية في ممارسة حرية التعبير والتجمع وسائر الحقوق الشرعية "، كما اعتبر رئيس الحركة أن الاستبداد لم يأت عن طريق العملاء الغربيين، إنه عميق في تاريخنا وتفكيرنا وثقافتنا.. إن المسلم كان منسحقاً سياسياً أمام السلطات، وعقائدنا أمام الجبر، وإرادياً أمام رجال الصوفية، وفكرياً أمام رجال المذاهب.

حركة النهضة - التنظيم

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/303.jpg

النظام الأساسي للحركة ينص على أن حركة النهضة حزب سياسي وطني ذو مرجعية إسلامية، يعمل وفقا لأحكام المرسوم 87 لسنة 2011، وفي إطار النظام الجمهوري على الإسهام في بناء تونس الحديثة، لترسيخ قيم المواطنة والحرية والمسئولية والعدالة الاجتماعية والنضال من أجل تحقيق وحدة المغرب العربي .
يعتمد الحزب التداول على المسئولية والديمقراطية في اتخاذ القرارات والتكليف بالمسئوليات ووضع الرؤى والبرامج.
تعمل حركة النهضة على حماية الاستقلال الوطني، واستكمال أبعاده وتنمية مكتسباته وصيانة الوحدة الوطنية وتفعيل وحدة المغرب العربي ودعم التوجهات الوحدوية بين الشعوب العربية والإسلامية، والإسهام في ترسيخ ثقافة الوسطية والاعتدال وتجذير الهوية العربية الإسلامية، كذلك تكريس مبدأ سيادة الشعب عبر بناء الدولة الديمقراطية، المدنية، العادلة والعمل على تحقيق المساواة بين المواطنين وتطوير بنى المجتمع المدني وتحرير آلياته لأداء دوره الكامل في الإسهام في التنمية الشاملة.
تحقيق الحريات العامة والفردية والعدالة باعتبارها قيما محورية في تجسيد معنى تكريم الله للخلق وتحقيق انسانية الإنسان وتكريس حقوقه وتأكيد التعددية السياسية وحرية الإعلام والصحافة وإطلاق حرية الإبداع، كذلك النهوض بواقع المرأة وتفعيل دورها والعمل على حفظ كيان الأسرة ودعمه، وتوفير الظروف الملائمة لرعاية الطفولة والشباب تنمية وإعدادا للمستقبل.
المؤتمر العام هو أعلى سلطة في الحزب، ويتكون من نواب عن المنخرطين حسب نسب وتمثيلية يحددها مجلس الشورى يضاف إليهم رئيس الحزب ورئيس مجلس الشورى.




"النهضة" والتنظيم الدولي

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/304.jpg
مصطفى مشهور

العلاقات التنظيمية والفكرية بين حركة "النهضة" التونسية وجماعة الإخوان في مصر تعود إلى سنوات التأسيس الأولى، حين كانت تسمى الجماعة الإسلامية، ففي موسم الحج سنة 1973 توجه أحد قادة الجماعة، وبايع المرشد العام لجماعة الإخوان وكان حسن الهضيبي آنذاك.
ومع تأسيس التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين رسمياً سنة 1982 على يد المرشد الخامس للجماعة مصطفي مشهور، انخرطت حركة الاتجاه الإسلامي عضواً ناشطاً في التنظيم يمثلها أميرها الشيخ راشد الغنوشي.
واضطلع الغنوشي بدور محوري في أوروبا والمغرب العربي لصالح التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والذي بدا بشكل مبكر ومنذ بدايات نشأة الحركة الإسلامية في تونس، وفي شهادة قدمها الشيخ عبدالكريم مطيع الحمداوي، مؤسس الحركة الإسلامية بالمغرب الأقصى ونشرت في مارس الماضي، اتهم فيها الغنوشي "بالعمل على اختراق الحركة الإسلامية في المغرب بتكليف من جماعة الإخوان المسلمين نهاية السبعينيات، من القرن الماضي والتجسس لفائدة التنظيم العالمي للجماعة"، على حد قوله.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/305.jpg
الشيخ عبدالكريم مطيع الحمداوي

وقال الشيخ عبدالكريم مطيع الحمداوي في مقال له، نشرته يومية "هسبرس" المغربية ضمن سلسلة حول تاريخ الحركة الإسلامية بالمغرب الأقصى: "إن جماعة الإخوان المسلمين كانت ترسل الغنوشي في رحلات تفقدية من أجل استجلاء الأوضاع بكل من الجزائر والمغرب، واقتراح الحلول والخطط الخاصة بالتعرف على الفصائل الإسلامية القائمة بها ومحاولة استقطابها، وفي هذا الاتجاه أرسل راشد الغنوشي إلى الجزائر عقب اعتقال محفوظ النحناح، فأجرى عدداً من الاتصالات بالمجموعات الإسلامية على اختلاف مشاربها، ثم قدم للتنظيم تقريراً مكتوباً ومفصلاً لرحلته في أكثر من خمسين صفحة اقترح عليه فيه أسماء تخلف النحناح أثناء اعتقاله.
ويري باحثون أن العلاقات التنظيمية بين التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين وحركة "النهضة" التونسية، هي "علاقة فرع بالأصل وقد سبقتها علاقات فكرية ومنهجية متينة، حيث لم تقلد النهضة في تونس الأدبيات النظرية الدينية للتنظيم الدولي للإخوان فحسب ولم تعتمد فحسب على أساليب مخطط تكوين الفرد والجماعة ونظام الأسرة المعتمد، ولكنها اعتمدت كذلك كل وسائل التنظيم الدولي في التمكين والوصولية والاندساس في أجهزة الدولة ومكونات المجتمع المدني والجامعات، فقد كان نفس الأسلوب متبعاً تقريباً في الجامعات المصرية والتونسية وفي أجهزة الدولة والإدارات، كانت كلمة السر في كل من تونس والقاهرة وعواصم عربية أخرى ينتشر فيها الإخوان هي الاندساس في شرايين الدولة".
وتعلم التنظيم الإخواني التونسي أساليب اختراق الأجهزة الأمنية من جماعته الأم في القاهرة، وساعد قادة التنظيم العالمي توابعهم في تونس على المضي قدماً في خطة اختراق المؤسسة الأمنية والعسكرية في منتصف الثمانينيات، والتي انتهت بفشل ذريع عقب أحداث انقلاب 8 نوفمبر 1987 الفاشل".




المرتكزات الفكرية

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/306.jpg

الإسلام والمرأة
يري راشد الغنوشي أن الإسلام يحمي حقوق المرأة ويرفض ممارسة العنف ضدها، معتبرا أن الإجراءات التي كان يقوم بها النظام التونسي بدعوى حماية حقوق المرأة ثبت فشلها.
وإبان عهد "ابن علي" اعتبر الغنوشي أن المرأة تعرضت للعنف داخل المجتمع، ومن جانب الدولة التي تعتدت على حرية المرأة في ارتداء الحجاب، في الشارع وفي الدراسة وفي العمل، بل حتى داخل المستشفيات، حيث يتم التعامل مع المرأة المريضة المحجَّبة بعنف، مشيرًا إلى أن المرأة التونسية عانت مشكلات اجتماعية، وفي مقدمتها قضايا التحرش الجنسي، والذي لا يعد جريمةً حتى الآن في نظر القانون التونسي، على الرغم من تزايده بصورة كبيرة، وتسبُّبه في إصابة النساء اللاتي يتعرضن له بأمراضٍ نفسية تتطلب إدخالهن المصحات لتلقي العلاج، كما تشير التقارير غير الحكومية والدولية إلى أن المرأة التونسية تتعرَّض للعنف والإهانة والإرغام على الطلاق.
الحرية في الإسلام
أوضح الغنوشي أن دستور المدينة يقدم سابقة مهمة لتأسيس الدولة على مبدأ المواطنة، إذ ميزت "الصحيفة" بين الدين والمواطنة، فاعتبرت "المهاجرين والأنصار ومن لحقهم أمة من دون الناس"، أمة العقيدة، واعتبرت اليهود بتعدد قبائلهم "أمة من دون الناس"، أمة العقيدة، ثم جمعت هؤلاء وأولئك ووصفتهم بـ"أنهم أمة من دون الناس" هي أمة السياسة، على أساس الاشتراك في المواطنة، فضلًا عن أن النموذج التاريخي للدولة الإسلامية الذي تأسس على شرعية الفتح قد انهار وحلت محله دول قطرية، على أساس الاشتراك بالتساوي في المواطنة.
المرأة والعمل العام
يري الغنوشي أن الأصل في نظرة الإسلام إلى الجنسين المساواة، والتفاضل ليس بالجنس ولا باللون وإنما بالتقوى والعمل الصالح والكفاءة، ولا يخل بمبدأ المساواة توزيع الأدوار وتكاملها، وإنما الحضارة الحديثة هي التي استحدثت بنظرتها المادية للإنسان خللًا بين الأدوار، فجعلت للإنتاج الاقتصادي المكانة والميزان الأرفع وحطت من الأدوار الأخرى مثل الرعاية الاجتماعية، رعاية البيت والطفولة.

الزمزوم
2015-11-07, 13:03
أهم الشخصيات:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/310.jpg
راشد الغنوشي

راشد الغنوشي
ولد المفكر راشد الغنوشي عام 1941 في تونس، وبعد دراسته الدينية عمل مدرسا لفترة " نفس طريق حسن البنا" بعدها سافر لمصر للدراسة، ثم الى سوريا وحصل على اجازة في الفلسفة وعاد الى تونس في ستينات القرن الماضي حيث كانت الدولة البورقيبية ثبتت أقدامها وترسخت علمانيتها، وفي السبعينيات بدأ تأثيره يظهر بقوة في أوساط الجامعات والطبقات الفقيرة المتدينة، حيث كانت خطبه النارية ضد إسرائيل ومطالبا بتطبيق الشريعة الإسلامية، وشكل مع بعض رفاقه منهم المفكر الإسلامي عبد الفتاح مورو مجموعة تحت اسم "الجماعة الإسلامية"، وعقدت أول اجتماعاتها الرسمية في أبريل 1972، ثم تغير اسمها إلى "حركة الاتجاه الإسلامي" التي سرعان ما شكلت خطرًا على النظام، ليتم القبض على الشيخ الغنوشي ويُحكم عليه بالسجن لمدة 11 عامًا، ثم بالأشغال الشاقة المؤبدة في 1987، وخلال وجوده بالسجن خاضت الحركة الانتخابات التشريعية في 1988، وحصلت على 13% من أصوات الناخبين.
"غنوشي" لندن في مواجهة "غنوشي " تونس!
ويري متابعون أن الغنوشي حاول خلال فترة وجوده بالخارج أن يظهر بشكل أكثر ليبرالية، وقدم مفرادات وخطابات تنافس الليبراليين، إلا انه حينما عاد لتونس قدم خطابات متشددة، معتبرين انها تكشف عن الوجه الحقيقي للغنوشي.
وجاء في تقرير موسع نشرته صحيفة "العرب" اللندنية، أن العديد من التّصريحات التي أدلى بها الغنوشي أوائل عام 2011، سعى فيها أن يوهم خصومه السياسيّين بأن سنوات المنفى الطويلة غيّرته إيجابيّا، وجعلته يتخلّى عن توجّهاته، وعن أفكاره المتشدّدة التي تميّز بها في الثمانينات والتّسعينات من القرن الماضي، كما حاول أن يوهم الغرب بأن حركة النهضة التي يتزعّمها سوف تكون بعد "ثورات الربيع العربي" شبيهة بالأحزاب المسيحيّة الديمقراطيّة، أي أنها تقبل باللعبة الديمقراطيّة، وبالتداول على السلطة، وتلتزم بعدم النّيل من المكتسبات التي تحقّقت للمجتمع التونسي بعد الاستقلال، خصوصا ما يتعلّق بحقوق المرأة وبدورها في المجتمع، غير أن واقع الحال سرعان ما يأتي لنا بما يلغي هذه الصّورة الورديّة له ولحركته.
نوه التقرير إلى أنه طوال العقدين اللذين أمضاهما في لندن، لم يقم الغنوشي بأي شيء يدلّ على أنه كان يرغب في الاطلاع على تاريخ بريطانيا، ولا على الاستفادة من دساتيرها ومن مفكّريها وفلاسفتها ومثقّفيها، كما أنه لم يبذل أيّ جهد ليتعلّم لغة شكسبير، لذلك يمكن القول إنه عاش على هامش الحياة البريطانيّة، محشورا في "جيتو" لجوئه السياسي فلا يستهويه الحديث والعيش إلا مع الذين يشبهونه دينيّا وفكريّا الفارين مثله من أحكام قضائيّة ثقيلة صادرة في حقّهم، كما أن الصور التي أُخذت له في شوارع لندن تظهره مرتديًا ثيابًا قاتمة اللون تزيده تجهّما وعبوسًا وانغلاقًا على نفسه، بالرغم من أنه دأب قبل فراره إلى المنفى البريطاني على التهجم على الغرب وحضارته وعلى أنظمته الفكرية والفلسفيّة والسياسيّة.
إلا أن الغنوشي في حواره مع قصي صالح درويش بلندن عام 1992 يتملّص من مواقفه العدائيّة تجاه الغرب مشيرا إلى أنّ الغرب ليس فقط غازيًا ومحتلا، أو مبشّرًا، أو مؤسسة إعلامية متحاملة أو مؤسسات اقتصادية تقوم على استغلال ثروات الشعوب الأخرى، وإنما هو "فكر تحرري وتجربة ثورية تحررية وتقدم علمي وتطوير للصحة، ولمعلومات الإنسان عن الكون وعن الأنفس"، ولم يكتف الغنوشي بهذا المديح، وهذا الإطراء لغرب كان يعتبره "شيطانا رجيما"، بل زاد فقال منقلبا على أفكاره السابقة من دون أن يرف له جفن: "لم يصدر عني موقف لا مكتوب، ولا منطوق فيه حرب وتشنيع على الفلسفة الغربية".
وفي الحوار نفسه مع قصي صالح درويش يواصل الغنوشي اللعب على الحبال، وتغيير الأقنعة والتقلب في المواقف ليدافع عن التعددية الفكرية، إلا أنه لا يلبث أن يتخلى عن موقفه المتفتح هذا ليعلن من دون تردد أو مواربة، وناطقًا بما يحاول إخفاءه خلف الأقنعة التي يتقن استعمالها بحسب الظروف، والمصالح: "يمكننا أن نُخرج من الأدب الإسلامي كثيرًا مما أنتجه مسلمون، فمعظم ما أنتجه الشعراء العرب في العصر الأموي، الفرزدق وجرير، لا يندرج ضمن الأدب الإسلامي لما فيه من تملّق وتهييج للغرائز البدائيّة ونفاق وتفاخر بالقبائل".
اختتم التقرير بقوله "المتتبع لمسيرة راشد الغنوشي، منذ ظهوره مطلع الثّمانينات من القرن الماضي، وحتى الآن سرعان ما يتبين أن هذا الرجل لا يثبت على موقف، وأنه يسرع في تغيير آرائه بحسب ما تقتضيه الظّروف والمناسبات والمصالح، كما أن الفيديو المسرب مطلع عام 2013، والذي حرض فيه أنصاره على ضرورة التمكن من الاستيلاء على أجهزة الدولة الحساسة يكشف عن مخططه الحقيقي الذي لم يتخل عنه أبدا، ألا وهو تدمير المشروع الإصلاحي الحداثي الذي تميزت به تونس منذ منتصف القرن التاسع عشر، بهدف إقامة نظام ديني يتماشى مع أهوائه وأفكاره وأطروحاته الأصولية.
وفي حواره مع صحيفة الشرق الأوسط مؤخرا اعتبر الغنوشي بقوله " الغرب ينظر لـ"النهضة" على أنها عنصر استقرار، لأن الحركة احترمت العلاقة مع أوروبا، لأن أكثر من 85 في المائة من مبادلاتنا مع الاتحاد الأوروبي، كما أن العلاقة التاريخية قديمة بين ضفتي المتوسط، لذا رأت النهضة أنه يجب أن تستمر هذه العلاقة، ولذلك خلال السنتين الماضيتين لم تتأزم العلاقة مع أوروبا، بل تطورت من اتفاقية شراكة عادية في عهد بن علي إلى اتفاقية شراكة متقدمة خلال عهد الترويكا بقيادة "النهضة" العلاقة تطورت بسبب تقدم تونس على مسار الانتقال الديمقراطي، وبسبب أن نجاح هذا المسار هو مصلحة مشتركة لتونس وجيراننا الأوروبيين.
نوه إلى أن الرؤساء والمسؤولون الأوروبيون الذين زاروا تونس خير شاهد على دعم أوروبا لتونس، كما ان حكم النهضة كذب في الحقيقة الادعاءات التي كانت تتردد بأن حكم الإسلاميين حكم جامد، وبأنهم سيلغون الديمقراطية وسيفرضون نمطا من العيش المنغلق، ويفرضون الحجاب، ويمنعون دور اللهو والغناء والسينما والشواطئ، الذي حصل بعد سنتين كذّب كل هذا، فالإسلاميون برهنوا على أنهم ديمقراطيون، وأنهم أيضا مع التداول على السلطة وليسوا متشبثين بها، والدليل على ذلك أنهم خرجوا من السلطة دون حتى انتخابات، وذلك من أجل مصلحة البلاد، أيضًا حكموا وتحالفوا مع حزبين علمانيين، وبرهنوا على أن الإسلاميين والعلمانيين يمكن أن يحكموا مع بعضهم بدل التحارب والتقاتل، فالتونسيون لم يشعروا بأن هناك نمط عيش يفرض عليهم، فالمرأة تختار نمط حياتها، ودور اللهو لم يَجر إغلاقها، وما تغير فقط أن غطاء الرأس كان ممنوعا في عهد بن علي، وأصبح ممكنًا في عهد النهضة، وبقيت المرأة حرة في ملابسها، الشواطئ ظلت مفتوحة، واستقطبت تونس ستة ملايين سائح، والذي يريد كذلك أن يتعامل مع البنك الإسلامي له الحرية، كذلك الشأن مع البنك غير الإسلامي.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/311.jpg

وعلق الغنوشي على خروج الإخوان من الحكم بقوله "قد يكون الإخوان ارتكبوا أخطاء في قراءاتهم للوضع، وفي قراءاتهم لموازين القوى وعدم مراعاتهم لدور الآخرين، لكن الأخطاء في الديمقراطية واردة، وإصلاحها لا يكون من خارج الديمقراطية وإنما من داخلها عبر الانتخابات، وفي كل الحالات، الأوضاع مختلفة بين تونس ومصر، في الموقع الجغرافي، الموقع الجغرافي المصري غير الموقع الجغرافي التونسي، مصر في منطقة حساسة، تونس موقعها مهم ولكن ليست بنفس الأهمية، أيضا الوضع السكاني، تركيبة السكان هنا في تونس دين واحد ومذهب واحد، فلا توجد طوائف، كما أنه في سوريا هناك طائفة موالية، لكن في تونس لا توجد كتلة صماء مع الحاكم، هنا التركيب السكاني ليس مهيكلًا، والنواب في البرلمان ينتقلون من حزب إلى حزب كسياحة، وصورة النهضة منذ سنة غير صورتها الآن، فقد تحسنت بسبب مواقفها، هذا هو المجتمع التونسي الذى تظهر فيه مرونة.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/312.jpg

من أهم مؤلفاته
• مقالات: نشر دار الكروان بباريس
• الحركة الإسلامية والتحديث: بالاشتراك مع حسن الترابي، دار الجيل بيروت.
• المرأة المسلمة في تونس بين توجيهات القرآن وواقع المجتمع التونسي، دار القلم بالكويت.
• طبيعة المشروع الصهيوني وضرورة التصدي له، شركة الزاد، أسبانيا.
• حقوق المواطنة: حقوق غير المسلم في المجتمع الإسلامي، نشر المعهد العالمي للفكر الإسلامي، بأمريكا.
• الحريات العامة في الدولة الإسلامية.
من أفكار الشيخ التي صاغها في كتاباته وتصريحاته لوسائل الإعلام
• اليوم لم يعد الناس يخافون منّا، الحركة الآن تشهد إقبالًا من كلّ الفئات وسنفتح قريبا باب العضوية وتقديراتنا أنّه سيكون لنا مليون عضو، كلّ طبقات المجتمع مقبلة علينا، فلماذا نحتاج إلى تمويل من الخارج.
• التنظيم لا مناص منه للحفاظ على المشروع ولكن مع الوقت حل التنظيم محل المشروع.
• عالم السياسة ليس عالم الآراء الحرة ولكنه عالم الضروريات.
• بمقدار قدرتنا على هدم الباطل بمقدار عجزنا عن إقامة الحق.
• الأصنام تختفي إذا بزغت الفكرة.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/315.jpg
حمادي الجبالي

حمادي الجبالي
حمادي الجبالي ولد في سوسة بتونس عام 1949، والتحق بكلية الهندسة في جامعة تونس ثم انتقل منها إلى جامعة باريس حتى بات مهندسا أولا في الطاقة الشمسية.
والتحق بمؤسسات حركة النهضة التونسية وخاصة المؤتمر ومجلس الشورى منذ بداية الثمانينات، طالته حملة الاعتقالات التي شنها الحبيب بورقيبة ضد الإسلاميين في تونس، عُرف في الحياة السياسية التونسية بعد اعتقال القيادة التاريخية لـ"حركة الاتجاه الإسلامي" ومحاكمتها عام 1981.
انتخبه مجلس الشورى في سنة 1982 رئيسا للحركة، وتولى رئاسة تحرير جريدة الفجر - التي تعبر عن رأي حركة النهضة - قبل أن يحاكم إبان عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، بتهمة نشر مقالات تنال من الدولة وتحرض على العصيان والانتماء لجمعية غير مرخصة ومحاولة قلب نظام الحكم، فحكمت عليه المحكمة العسكرية سنة 1990 بالسجن ستة عشرًا عامًا نافذة، قضى منها عشر سنوات في السجن الانفرادي قبل أن يضرب عن الطعام سنة 2002 ثم أفرج عنه في فبراير 2006.
أثار الجبالي انتقادات العلمانيين وأحزاب تونسية أخرى عندما تحدث في خطاب جماهيري في سوسة عن "خلافة راشدة سادسة" وأوضح لاحقًا أنه يقصد البُعد الحضاري للخلافة وليس الخلافة بكل أبعادها، وقال "استعارة كلمة الخلافة الراشدة المقصود منه الاستلهام القيمي لتراثنا السياسي وحضارة المجتمع التونسي الذي ننتمي إليه ونعتز به والمشبع بمبادئ العدل والصدق والحرية والأمانة".
قال في خطابه: "يا إخوانى أنتم الآن أمام لحظة تاريخية، أمام لحظة ربانية في دورة حضارية جديدة إن شاء الله في الخلافة الراشدة السادسة إن شاء الله، مسئولية كبيرة أمامنا والشعب قدم لنا ثقته، ليس لنحكم لكن لنخدمه.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/345.jpg
صالح كركر

صالح كركر
ولد في 22 أكتوبر 1948 في بوضر قرية في الساحل التونسي وتوفي في 18 أكتوبر 2012، هو سياسي تونسي.
أسس مع راشد الغنوشي في سنة 1981 حركة الاتجاه الإسلامي (التي أصبحت في 1989 حركة النهضة.
نفي الشيخ صالح كركر لمدة 18 سنة في فرنسا، وبقي فيها قيد الإقامة الجبرية ولكنه ترك حرا بسبب كونه لاجئا سياسيا.
رفع عليه قرار النفي والإقامة الجبرية في أكتوبر 2011 بعد شهرين من الثورة التونسية، ودخل تونس في 19 يونيه 2012 وشارك وقتها في المؤتمر التاسع لحركة النهضة. وانتخب بعد ذلك في 17 يوليه عضوا في مجلس شورى لحركة النهضة حيث توفي بعد ثلاثة أشهر من انضمامه للمجلس. يحمل درجة ثالثة من الدراسات المعمقة في الاقتصاد وشهادة الدكتوراة في الإحصاء.
من مؤلفاته "نظرية القيمة" و"النظام الاقتصادي في الإسلام".




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/346.jpg
علي العريّض

علي الْعُرَيِّض
ولد في أغسطس 1955، عين وزير الداخلية في حكومة حمادي الجبالي من 2011 إلى 2013، ثم رئيس الوزراء في حكومته من 14 مارس 2013 إلى 29 يناير 2014 هو مهندس في الشحن البحري وصاحب خبرة في مجال النقل، ورئيس الهيئة التأسيسية وعضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، وشغل كل الوظائف القيادية بالحركة.
له إسهامات ومقالات في إطار هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات وعدد من المحاضرات في ملتقيات حقوقية وسياسية، وكان سجيناً سياسياً في عهد زين العابدين بن علي.
أمضى علي العريض 15 سنة في السجن منهم 10 سنوات في السجن الانفرادي، رشحته حركة النهضة رسمياً في 22 فبراير 2013 لرئاسة الحكومة خلفاً للوزير الأول المستقيل حمادي الجبالي.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/422.jpg
المنصف بن سالم

المنصف بن سالم
من مواليد 1 فبراير 1953، ترشح لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي عن حركة النهضة، وفاز بذلك، ثم عين وزيرا للتعليم العالي في حكومة حمادي الجبالي ثم في حكومة علي العريض.



http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/424.jpg

صلاح الدين الجورشي
انتمى في السبعينيات إلى الجماعة الإسلامية وخرج عنها في نهاية السبعينيات، ليكون أحد مؤسسي تيار اليسار الإسلامي، انتمى إلى الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وهو يتولى فيها خطة نائب الرئيس.
أسس عام 1989 منتدى الجاحظ وما زال يتولى رئاسته، والمنتدى مفتوح أمام رجال الفكر من العرب وغيرهم للنقاش حول مختلف القضايا الفكرية.
أسهم صلاح الدين الجورشي في عدد من الصحف التونسية بدءا من مجلة المعرفة الإسلامية في السبعينيات ثم عمل في الثمانينيات في جريدة الرأي فمجلة المغرب العربي المستقلتين.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/425.jpg

أحميدة النيفر
ينحدر إلى إحدى أهم العائلات العلمية والدينية بتونس العاصمة (آل النيفر) النيفر الحسيني أصله مدينة صفاقس ونسبه إلى الحسين بن علي، حصل على شهادة الدكتوراه، ويدرس حاليا بالجامعة الزيتونية.
كان من مؤسسي الجماعة الإسلامية بتونس التي سميت عام 1981 بحركة الاتجاه الإسلامي، خرج في نهاية السبعينيات عن الجماعة الإسلامية ليكون أحد مؤسسي تيار الإسلاميين التقدميين.





رؤية نقدية لحركة "النهضة"

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/307.png

بعد حصول "النهضة" على تأشيرة العمل القانوني بفضل ثورة 14 يناير 2011، لم تطرح حركة النهضة التونسية برنامجًا جديدًا بل اكتفت بإعادة إصدار برنامج "حركة الاتجاه الإسلامي" الصادر سنة 1981، والذي كانت قد تقدمت به في أوائل عهد بن علي من أجل العمل القانوني، ورفضت رغم إمضائها على الميثاق الوطني سنة 1988.
ويرى مراقبون إن إبقاء حركة النهضة على البيان التأسيسي- تريد تحقيق هدفين رئيسيين وهما الحفاظ على وحدتها التنظيمية بين جناحي المهجر والداخل، إذ أن من بقي في الداخل التونسي لم يشارك بصفة فعلية في الحياة الفكرية للحركة كما فعل جناح المهجر في لندن وأوروبا عامة، وإيهام الشعب التونسي بأنها كانت دائما - منذ تأسيسها- حركة معتدلة وديمقراطية بدليل أنها تحتفظ ببيانها التأسيسي القديم حتى بعد حصول الثورة في تونس، إلا أن هذه الوضعية من ناحية أولى دليل على ازدواج الخطاب الإسلامي السياسي الذي يحاول ركوب الثورة الديمقراطية التونسية من أجل الالتفاف عليها لاحقا، ومن ناحية ثانية الحبل الذي يمكن أن تشنق الحركة نفسها به فيؤدي بها إما إلى افتضاح نواياها الحقيقية المعادية للديمقراطية أو إلى الانقسام والتشرذم الداخلي إذا عرف الديمقراطيون كيف يناضلون ضدها.
ويري الكاتب التونسي بيرم ناجي، أن ما يؤكد هذا الازدواج هوما يتم منذ 23 أكتوبر 2011 واعتلاء الحركة سدة الحكم مع شريكيها، طوال هذه المرحلة حاولت النهضة الذهاب بعيدًا في تطبيق استراتيجيتها الإسلامية وفشلت جزئيا بفضل تصدي مجمل القوى الديمقراطية لها، بعد أن حاولت ذلك مع إعلان الشريعة مصدرًا أساسيا في التشريع وفشلت في فرض ذلك، وحتى في إقناع حلفائها في "الترويكا الحاكمة"، كما تحاول ذلك في مسألة المساواة بين المرأة والرجل، عبر طرح صيغة التكامل بدل المساواة وحقوق الأطفال عبر رفض التبني وتضييق حقوق الأطفال، كذلك تورطت الحركة في أعمال أو تسترت عليها أقل ما يقال عنها إنها منافية لأبسط الممارسات الديمقراطية، وذلك مثل الاعتداءات المتكررة على المثقفين والمبدعين (نوري بوزيد، محمد الطبيب، يوسف الصديق، لطفي بوشناق، لطفي العبدلي الخ) وعلى معارض فنية (العبدلية) وعلى تظاهرات سياسية وقادة سياسيين (نجيب الشابي وسمير القنطار وغيرهم) وعلى بعض رجال الدين من أئمة وخطباء مساجد وعلى محلات تجارية.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/308.jpg
الترويكا

نوه ناجي إلى أنه يعد سقوط حكومة حركة النهضة - الترويكا، وبعد إعلان الدستور – وهو في عمومه ديمقراطي وتقدمي رغم النقائص- تحولا هاما في تاريخ تونس ما بعد ثورة 14 يناير2011، وأول ما يجب تسجيله هو أن النتيجة لم تكن بإرادة حزب النهضة الإسلامي والترويكا كما يحاولون الترويج، ولا حتى بإرادة المعارضة الداخلية وحدها أيضًا، ولكن نتيجة ظروف وموازين قوى داخلية وخارجية متشابكة ومعقدة.
ورصد ناجي بعض العوامل التي أدت إلى خروج النهضة من الحكم، ومنها تعطّل المساندة المالية لحكومة النهضة والترويكا من قبل أصدقائها قبل أعدائها مما عمق الأزمة، وذلك بسبب ترقب المانحين هدوء الوضعية من أجل الإقراض والاستثمار وغيره، إلى جانب بقاء الجيش والأمن خاصة والادارة ( بشكل أقل) بعيدين نسبيًا عن السيطرة المطلقة للنهضة والترويكا، وانعدام خبرة النهضة والترويكا في الإدارة والحكم، وأيضًا سوء علاقة النهضة بالإسلاميين الآخرين خاصة بعد انطلاق مسلسل الاغتيال بالشهيد شكري بلعيد ولكن كذلك لأسباب بنيوية مع حزب التحرير وبسبب تغير موقف الحركة السلفية خصوصًا بعد ما حدث في مصر، وأيضا سوء إدارة النهضة والترويكا للملف الأمني وتعاملها الوحشي مع الحراك الشعبي منذ انتفاضة سليانة خاصة، كذلك ضعف تأثير حركة النهضة في اتحاد الأعراف، رغم تشكل شبكة أولى من رجال الأعمال الممولين لها، وفشل محاولاتها في ضرب اتحاد الشغل واحتوائه فشلا ذريعًا.
واعتبر بيرم ناجي في دراسته النقدية للحركة أن الخروج من الحكومة لم يكن سوى نتيجة لكل هذا وليس خيارًا، وهو محاولة للتنصل من فشل أكثر قساوة في المستقبل والتقاطا للأنفاس من أجل المحافظة على النفس تحضيرا للانتخابات المقبلة وإيقافًا للمسار الكارثي الذي كان محتملًا، كما محتوى الدستور التونسي الجديد لم يكن سوى نتيجة الصراع وما أفرزته موازين القوى، بما في ذلك التأثيرات الدولية، ودليل ذلك مقارنة بسيطة بين النسخة القديمة للدستور والنسخة الحالية وكل المماحكات والصراعات التي تمت حول أهم الفصول التي تراجعت النهضة عن صياغاتها القديمة وقبلت الجديدة منها، وبالتالي فالدستور ليس دستورها بل دستور عكس حجم هزيمتها وحجم قدرتها على التنازل.
نوه إلى أن النتيجة العامة لما حصل هو تقليم أظافر النهضة كثيرًا، ما جعلها تبحث عن مغازلة من كانت تريد إقصاءهم تمامًا، مثل نداء تونس وذلك خاصة بعد اهتراء حلفائها في "الترويكا"، وضعف الإسلاميين الآخرين وعدم الثقة بهم ومعاداتهم المسار الانتخابي بطبيعتهم، وبسبب انعدام الأمل في تنسيق محتمل مع الجبهة الشعبية التونسية – وكل هذا من أجل العودة بأقل الأضرار لاحقًا، مما يستوجب انتباها شديدًا لهذه المسألة، بالإضافة إلى تجنب التحول إلى قوة سياسية ضعيفة جدًا وما يمكن أن ينتج عنه، من المرجح أن تسارع النهضة بخطوات حثيثة في الهرولة نحو نداء تونس، ليس فقط من أجل اقتسام الكعكة، ولكن من أجل توقي الانتقام وتحسبًا لعودة صقور التجمع عبر بوابة النداء، لذلك من المهم مواصلة الضغط على النهضة وتقييم سياستها ونتائجها الكارثية على الثورة والبلاد، ولكن من المهم القيام بذلك فكريًا وسياسيًا فقط، دون تشدد وتشنج ضدها لمنعها من لعب دور الضحية الدائم، وربما دفع بعض أجنحتها إلى القطع مع التصور التقليدي للإخوان المسلمين والاقتراب أكثر من الحياة السياسية التونسية




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/309.jpg
حبيب الأسود

وتحت عنوان "إلى رجال حركة النهضة وأتباعها" كتب "حبيب الأسود" السجين السياسي السابق عن حركة النهضة يقول "حركة النهضة حركة عريقة ولها تاريخ زاخر بالنضال ولها رجال وقادة، وهي اليوم شأن عام ولها تأثير مباشر بالسلب والإيجاب في الحياة العامة والسياسية في البلاد، ولذلك هي وقياداتها معرضة دائما لمحك التقييم والنقد والمساءلة والتعديل والتجريح، سواء من عامة الناس أومن أنصارها أومن معارضيها، ولا يستقيم أخلاقيا ولا دينيا ولا سياسيا أن يرفض أحد أتباعها تناول الأداء السياسي للحركة بالنقد والتجريح، ولا يجوز لأحد أن يرد على من يهمه شأن تونس ونقد النهضة بحكم أنها شأنه لأنها من الشأن العام التونسي، بالقول "إنك تكره النهضة" أو "إنك تحمل حقدًا نحو النهضة" أو "مالك ومال النهضة"، فهذا كلام ليس فيه شيء من الأخلاق وليس من الدين أو السياسة في شيء.
شدد على أن الادعاء بأن من يدافع عن النهضة بهذا الشكل يعد من أنصارها البررة، هو خطأ كبير، وحركة النهضة ليست في حاجة لمثل هؤلاء، وهم يمثلون عبئا عليها، وقد أساؤوا لها بهذا الأسلوب أكثر مما أحسنوا، بل إن الحركة استفادت كثيرًا من نقد اليساريين والليبراليين لها، ثم إن على أتباع الحركة ومنخرطيها، إن كانوا يرون أنفسهم من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، أن لا يصطفوا وراء الخطأ إذا أخطأ قادتهم بتعلة الانضباط الحزبي.

الزمزوم
2015-11-07, 13:11
عشر سنوات على تفجيرات شرم الشيخ وما زال الإرهاب مستمرًّا..!!



(http://www.islamist-movements.com/print.aspx?30498)http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/3/0/500x282o/498.jpg?q=12

تمر اليوم الذكرى العاشرة لتفجيرات شرم الشيخ والتي راح ضحيتها اكثر من 80 قتيلا من جنسيات مختلفة، وما اشبه الليلة بالبارحة، فمازلنا نعيش نفس تلك الاجواء التي عشناها في العام 2005، ولكن ليس في جنوب سينا، بل في شمال سيناء في منطقة الشيخ زويد مسرح العمليات الارهابية الان.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/2/244.jpg

اما هجمات شرم الشيخ 2005 فكانت سلسلة من الهجمات الإرهابية المتزامنة في 23 يوليو 2005. تم الإعداد لها من قبل مجموعة جهادية شكلت ما عرف بعد ذلك بـ "التوحيد والجهاد" وينتمي بعض قياداتها في وقت سابق لتنظيم الجماعة الاسلامية في مصر، وقد تأثرت بأفكار تنظيم القاعدة، استهدفت التفجيرات المنتجع المصري الهادئ جنوب شبه جزيرة سيناء المصرية، حيث توفي جراء هذه الهجمات ثمانية وثمانون (88) شخصاً معظمهم مصريون، وجرح ما يزيد عن المائتين (200) شخص من الانفجار جاعلة من الهجمات تلك "أسوأ هجوم إجرامي في تاريخ البلد".
تزامن التفجير مع احتفال مصر بعيدها القومي ثورة 23 يوليو، وهو اليوم الوطني الرئيسي في مصر، قبل ثورة يناير 2011، استهدف الهجوم المنتجع الذي يعد أحد أهم المناطق السياحية في مصر حيث تعتبر شرم الشيخ من عواصم السياحة العالمية التي استثمرت بها مليارات الدولارات في مجال السياحة، وقد حققت التفجيرات غايتها وقتئذ حيث ألغي الآلاف من السياح حجوزاتهم وألغيت العديد من الرحلات وقتئذ.
قامت في وقتها أجهزة الأمن المصرية باعتقال عدد من المصريين بينهم بعض السكان المحليين من بدو سيناء، حيث قيل أن البعض منهم قاموا بتقديم تسهيلات لمن قاموا بالتفجيرات، كما قام محافظ جنوب سيناء ببناء سياج أسلاك عازلة خارج حدود المدينة لمنع التسلل إليها، لكن هذه الاجراءات قوبلت بالرفض وتمت ازالة السور فيما بعد.


سيناريو الأحداث

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/2/245.jpg

قد رجحت بعض المصادر الأمنية حينها ثلاثة سيناريوهات لهذا الانفجار الارهابي، أولها أن قائد السيارة المفخخة قد استهدف تفجير السيارة بمنطقة السوق التجارية التي تشهد كثافة بشرية عالية في هذا التوقيت وإنه قرر تفجيرها وسط طابور من السيارات المتوقفة علي مدخل السوق و السيناريو الثاني يرجح قيام الارهابي قائد السيارة بتفجيرها في هذه المنطقة قبل مروره علي كمين شرطة بمدخل السوق وربما خوفا من كشف آمره‏,‏ والسيناريو الثالث ربما يكون كان قاصدًا أحد المنتجعات السياحية بمنطقة خليج نعمة كما حدث في الانفجارين اللذين أعقبا ذلك وأن التفجير في هذه المنطقة وقع بطريق الخطأ‏.


الانفجار الثاني:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/2/246.jpg

وقد أكدت المعلومات الامنية وروايات شهود العيان أن الانفجار الثاني وقع بعد نحو‏5‏ دقائق تقريبا من الانفجار الأول وقد استهدف فندق غزالة أحد المنتجعات السياحية الساحرة علي خليج نعمة وربما ما تعرض له من تفجير في عمل إرهابي دنيء يشبه الي حد كبير نفس سيناريو تفجير فندق هيلتون طابا في أكتوبر 2004، باستخدام سيارة مفخخة تحمل شحنات الموت والخراب والدمار ووفقا لروايات الشهود فقد قدمت من تجاه مطار شرم الشيخ ثم إلي وسط المدينة حيث انحرفت إلي فندق غزالة جاردن وعندما اقتربت من الفندق سارت بسرعة فائقة لتقتحم الواجهة الزجاجية للفندق وتستقر في قاعة الاستقبال وفي ثوان قليلة تتطاير حوائط المبني ونوافذه وتتساقط الأسقف والمنشآت ويتحول المبني الجميل إلي حطام وركام فوق عدد كبير من النزلاء والعاملين‏,‏ الصراخ والعويل وعلامات الفزع والرعب هي عنوان المكان‏,‏ شظايا الانفجار تطايرت لمسافات بعيدة اخترقت المساكن والجدران لتسكن في الأجساد البريئة والقلوب الجريحة فقد جفت الكلمات في الحلوق لتسيل الدماء وتتعالي الصرخات لتبدد السلام في مدينة السلام.


الانفجار الثالث:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/2/247.jpg

وماهي إلا دقائق معدودة ثلاث أو أربع دقائق ليدوي الانفجار الإرهابي الثالث ولكن هذه المرة كانت عبوة ناسفة شديدة الانفجار داخل الجراج الخاص بمنطقة خليج نعمة أمام المراكز التجارية بالمنتجع السياحي عند المدخل ليحطم عددا كبيرا من السيارات وسط أصوات انفجارات متتالية وفرقعات شديدة أحدثت عددا من الحرائق بين السيارات المتوقفة وسحبا من الدخان الكثيف غطت سماء المنطقة بالأدخنة السوداء في ليلة سوداء لتسود حالة من الهلع والذعر وسط رائحة الموت والدماء وأشارت التقارير الأولية إلي أن تفجير فندق غزالة قد أسفر عن مقتل أكثر من‏25‏ شخصا معظمهم من المصريين وإصابة العشرات من المصريين أيضا بينهم العديد من الحالات الحرجة والتي تم نقلها بالطائرات إلي بعض المستشفيات بالقاهرة لأجراء عمليات جراحية عاجلة لهم.


الإصابات:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/2/248.jpg

فيما ذكر مسؤولون حكوميون بعد بضعة أيام من التفجيرات أن عدد الضحايا بلغ 64 قتيلا، بينما ذكرت مصادر المستشفيات أن عدد القتلى بلغ 88 قتيلا في التفجيرات.
ومعظم القتلى والجرحى كانوا من المصريين إضافة إلى 11 بريطاني، 6 إيطاليين، ألمانيان، 4 أتراك، تشيكي واحد، واحد من عرب إسرائيل، وأمريكي واحد.
الاصابات الأخرى كانت لزوار أجانب من فرنسا، أوكرانيا، هولندا، إسبانيا, روسيا، الكويت وقطر، فضلا عن المصريين من الزوار والمقيمين.


المسئولية:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/2/249.jpg

وبعد وقوع التفجيرات مباشرة اعلنت مجموعة "كتائب عبد الله عزام" التابعة لتنظيم القاعدة الارهابي مسؤوليتها عن الهجوم الارهابي وذلك علي موقع اليكتروني وعنونت ذلك بقولها (المجاهدون استهدفوا فندق غزالة جاردنز والسوق القديمة في شرم الشيخ) كما اعترفت بصلاتها بالقاعدة.
فيما أعلنت الحكومة المصرية حينها، أن من قاموا بالتفجيرات هم مسلحون من البدو من ذات المجموعة التي قامت بتفجيرات طابا قبل عام خلي. وعزلت وزارة الداخلية المصرية المسؤولين والقادة الأمنيين في محافظتي شمال وجنوب سيناء وقتئذ.


التحقيقات:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/2/250.jpg

قالت مصادر أمنية مصرية حينها، ان الشرطة توصلت إلى تحديد هوية أحد المفجرين الذين نفذوا تفجيرات شرم الشيخ، ويعتقد الأمن المصري أن شخصاً يدعي موسى بدران هو منفذ انفجار فندق «غزالة جاردنز» الذي استعملت فيه سيارة ملغومة حسب التحاليل التي أجريت على بقايا الجثة والتي كان يعتقد في البداية انها لشقيقه يوسف بدران.
وأكدت أجهزة الأمن المصرية مجدداً وجود صلة بين اعتداءات وتفجيرات شرم الشيخ التي وقعت فجر السبت 23 يوليو 2005، وتفجيرات طابا التي وقعت في أكتوبر 2004.
وقالت مصادر أمنية ان خبراء المعمل الجنائي أكدوا أن المتفجرات المستخدمة في تفجيرات شرم الشيخ من نفس النوع الذي استخدم في تفجيرات طابا. وقالت مريم السواركة،55 عاما، زوجة والد يوسف محمد سالم بدران الذي اعلنت مصادر امنية انه يشتبه بانه صاحب الجثة التي عثر عليها داخل السيارة التي اقتحمت فندق غزالة وفجرته ان ابنها الهارب يسمى موسى وان ابن زوجها ويدعى يوسف موجود بالعريش بعد ان افرج عنه منذ عدة اشهر حيث قبض عليه في تفجيرات طابا. واضافت ان موسى هرب منذ تفجيرات طابا حيث تلاحقه الشرطة المصرية . وقالت الام التي تعيش بمنطقة حي الصفا بالعريش، وهي منطقة شبه عشوائية، انها لا تعلم شيئا عن ابنها منذ عدة اشهر وانه كان متدينا ويبلغ عمره نحو 22 عاما وهو حاصل على دبلوم تجارة ويعمل في قطاع الزراعة بمنطقة تجمع المسمى جنوب الطريق الدائري بالعريش وغير متزوج. وتقول ان هناك شقيقين آخرين لموسى تم اعتقالهما على خلفية تفجيرات طابا احدهما ما زال معتقلا وهو ياسر ،18 عاما، واخر تم الافراج عنه بعد تسعة اشهر ويدعى عيد، 30 عاما، حاصل على دبلوم المدارس الصناعية. وتابعت انها خضعت هي وزوجها لتحاليل الحامض النووي يوم الاثنين 25 يوليو 2005.وأوضحت المصادر الأمنية المصرية أن منفذي هجمات شرم الشيخ على صلة على الأرجح بمرتكبي اعتداءات طابا، مشيرة إلى أن كل المؤشرات تدل على أن الاستراتيجية التي اتبعت في شرم الشيخ هي نفسها المستخدمة في طابا سواء في ما يتعلق بتوقيت التفجيرات أو الأماكن التي تم اختيارها لتنفيذ العمليات.
وقالت مصادر أمنية ان الشرطة المصرية أخذت عينات للحمض النووي (دي.إن.إيه) من أربع عائلات في سيناء في إطار سعيها للتعرف على المفجرين الذين قتلوا ما لا يقل عن 64 في منتجع شرم الشيخ فجر يوم السبت23 يوليو 2005. وتقارن الشرطة بين عينات الحمض النووي لهذه العائلات وتلك التي أخذت من أشلاء الجثث التي عثر عليها في موقع التفجيرات على افتراض أن عدداً من المفجرين قتلوا في الهجمات.
وتعيش الأسر الأربع في قرى تابعة لمدينة العريش في سيناء ما يعكس مجرى التحقيقات التي تركز على صلة محتملة بين تفجيرات شرم الشيخ وهجمات طابا التي استهدفت منتجعات سياحية يرتادها الاسرائيليون. وكشفت مصادر الأمن عن أسماء الرجال الأربعة الذين أخذت من أسرهم عينات للحمض النووي وهم موسى بدران وايهاب محمد ربيع وأسامة النخلاوي وخالد مساعد وجميعهم من البدو.
وحصلت الشرطة المصرية بالفعل على عينة من الحمض النووي لمشتبه رئيسي آخر هو محمد فليفل وهو شقيق أحد المفجرين قتلا خطأ في هيلتون طابا، ويحاكم فليفل غيابياً لدوره في تفجيرات طابا.
إلى ذلك شددت قوات الأمن المصرية من حملاتها على منطقة شمال سيناء حيث تم اعتقال مائة شخص جدد للاشتباه بخلاف العشرات الذين ألقي القبض عليهم في أوقات سابقة، كما تم القاء القبض على عائلات الأربعة المشتبه في تورطهم بارتكاب التفجيرات، وهم يوسف محمد بدران، ومحمد صالح فليفل وخالد مساعد وأسامة النخلاوي، وتجري حالياً بمعرفة خبراء الطب الشرعي مضاهاة البصمة الوراثية الخاصة بهذه الأسر، مع الأشلاء الصغيرة من الجثث المجهولة التي عثر عليها بمواقع التفجيرات الثلاثة، وخاصة تلك التي عثر عليها داخل السيارات المفخخة.
وقد كثفت قوات الأمن وجودها في منطقة جنوب سيناء، وتم تجهيز مجموعات خاصة لاقتحام المغارات والكهوف الجبلية بالمناطق المحيطة بشرم الشيخ. وقال مصدر أمني إنه سوف تتم الاستعانة بمقتفي الأثر من البدو للتعرف على الطرق والمدقات الوعرة والمحتمل أن تكون المجموعة الإرهابية قد سلكتها قبل وبعد التفجيرات.
وعلى الصعيد ذاته، فقد عادت مجدداً نيابة أمن الدولة العليا إلى مواقع التفجيرات الثلاثة لإجراء معاينة ثانية لتلك المواقع، وذلك للكشف عن أدلة وآثار جديدة للمنفذين. من جهته أكد النائب العام المصري حينها المستشار ماهر عبد الواحد انه لا يستطيع أن يجزم أحد بتحديد هوية المنفذين إلا بعد الوصول إلى الدليل المؤكد. وأشار النائب العام الى أن بريطانيا وإيطاليا طلبتا عينات من الأشلاء لتجريا تحليل الحامض النووي لمعرفة ما إذا كان لهما جثث من بين المجهولين أو الأشلاء. وأضاف أن النيابة العامة ترحب بذلك لاعتبارات عدالة واعتبارات إنسانية.
وأضاف أن النيابة أخلت المواقع جميعها التي شهدت الأحداث وليس للنيابة أعمال هناك تعوق عملية الإعمار، مشيرا الى انه لم يتبق من المصابين داخل المستشفيات سوى 22 مصابا، وأعرب عن أمله في الوصول إلى الجناة.
وقال إنه تبين أن عدد المتوفين من ضحايا الحادث 64 جثة تم التعرف على 47 حالة من بينها وتسليمها إلى ذويهم وكان من بين الجثث 37 من المصريين وعشرة من الأجانب منهم خمسة إيطاليين، وثلاثة أتراك، وواحد تشيكي، وواحد أميركي وباقي الجثث التي لم يتم التعرف عليها حتى الآن عددها 17 جثة.
وأضاف النائب العام انه تم العثور على أشلاء جثث بمعرفة النيابة العامة في مواقع الانفجارات وسلمت للطب الشرعي وتم اخذ عينات من الجثث المجهولة ومن الأشلاء بمعرفة خبراء الطب الشرعي لإجراء تحليل الحامض النووي للتعرف على أصحابها.
وقال إن عدد الضحايا من المصابين حسبما أفاد مستشفى شرم الشيخ الدولي يوم الحادث 23/7/2005 بلغ 101 حالة فقط، وتوفي منهم اثنان بتاريخ 24/7/2005 فاصبح عدد المصابين 99 حالة تم تحويل بعض منها إلى مستشفيات أخرى بشرم الشيخ والقاهرة لعلاجها، كما تم خروج المصابين الذين تحسنت حالتهم بعد علاجهم بشرم الشيخ ولا يوجد حاليا من المصابين في مستشفى شرم الشيخ سوى 22 مصابا يتلقون العلاج.
وقال إن المستشفى أفاد بأنه إضافة للأعداد المشار إليها تم علاج ما يقرب من عشرين حالة بالمستشفى بدون أن يتم إثباتهم بالسجلات إذ لم تستدع إصاباتهم حجزهم بها. وأضاف: وردت بلاغات إلى قسم شرطة شرم الشيخ عن فقد ثمانية أشخاص من المصريين تقدم بها ذويهم لم ترد أسماؤهم ضمن المصابين او المتوفين المدرجة أسماؤهم بالسجلات وجار التحقيق بشأنهم. وعن تحقيقات النيابة العامة قال إن إجمالي المحلات التي تعرضت للإتلاف بسبب الحادث 185 محلا منها 178 بالسوق التجاري القديم و4 محلات بمنطقة خليج نعمة و3 محلات بفندق غزالة وان عدد السيارات التي تعرضت للتلفيات 29 سيارة منها 23 سيارة بمنطقة السوق التجاري القديم و4 سيارات بمنطقة فندق غزالة وسيارتان بمنطقة نعمة بالإضافة إلى دراجتين بخاريتين بمنقطة فندق غزالة.


خلفية تاريخية:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/2/251.jpg

تاريخيا كان السياح الاجانب الهدف المعتاد من قبل الجماعات المتطرفة منذ أوائل التسعينيات حيث كانت تلك الجماعات المعارضة للحكومة المصرية تعتقد ان الاضرار بالسياحة سيؤثر علي الحكومة المصرية وبالفعل استهدفت السياح الأجانب وأضرت بالقطاع السياحي المصري آنذاك.
وكان أسوأ هجوم ارهابي وأكثره دموية قبل تفجيرات شرم الشيخ هو مذبحة الأقصر في 17 نوفمبر 1997 حيث قتل 58 سائحا أجنبيا معظمهم سويسريون و 4 مصريين كانوا في زيارة لتفقد آثار معبد الملكة حتشبسوت قرب مدينة الأقصر. وفي أكتوبر 2004 وقعت سلسلة تفجيرات قتلت 34 شخصا في طابا في سيناء، وفي 7 و 30 أبريل 2005 استهدفت القاهرة بيومين من "العنف الارهابي" في خان الخليلي وميدان عبد المنعم رياض حيث قتل فيهما 3 سياح أجانب وأصيب 18 شخصا بينهم 10 مصريين.


منفذو الهجوم

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/2/253.jpg

في 9 مايو 2006، قالت الشرطة المصرية إنها قتلت قائد تنظيم التوحيد والجهاد المسؤول عن العمليات الإرهابية التي شهدتها سيناء طوال العامين الماضيين بعد اشتباكات مسلحة مع الشرطة استمرت نحو ثماني ساعات نجحت خلالها في قتل نصر خميس الملاحي الذي يعتقد أنه تولى قيادة التنظيم عقب مصرع قائده الطبيب الفلسطيني خالد مساعد 2005. وأشارت مصادر أمنية مصرية في شمال سيناء الى أن الملاحي قتل في منطقة المزارع جنوب العريش بعد رصد تحركاته وحصاره هو وأحد معاونيه ويدعى محمد عبد الله عليان وهو ضمن قائمة الـ25 التي أعلنتها الشرطة المصرية قبل ثلاثة أيام من قتله وقد تمكنت القوة الأمنية المهاجمة من ضبطه حيث يخضع حاليا لتحقيقات موسعة لمعرفة اية تفاصيل أخرى عن أماكن اختفاء باقي أعضاء التنظيم.
وحسب الشرطة فإن الملاحي شارك في تفجيرات طابا وشرم الشيخ خلال العامين الماضيين وخطط لتنفيذ تفجيرات دهب عقب توليه قيادة التوحيد والجهاد بعد مصرع قائد التنظيم.
وتشير المعلومات التي تم جمعها عن الملاحي إلى انه من مواليد محافظة البحيرة في غرب مصر عام 1976 وانتقل الى العريش وحاصل على ليسانس الحقوق وكان يعمل مزارعا ويقيم في حي السومران بالعريش.
ووفقا لمذكرة تحريات مباحث أمن الدولة حول تنظيم التوحيد والجهاد فإن الملاحي شارك في سرقة إحدى السيارات المستخدمة في تفجيرات طابا ونويبع ثم هرب بعد التفجيرات إلى صحراء رفح واختفى عند راعي أغنام يدعى ناصر أبو زقول ألقت الشرطة القبض عليه.
كما شارك في التخطيط لتفجيرات شرم الشيخ وإعداد السيارات بالمتفجرات لكنه هرب بعد ذلك على عزبة عطية الناظر بمركز التل الكبير حيث اختفى عند مصطفى حسين محمد سليم عضو التنظيم الذي أوقفته الشرطة، وكشف ان الملاحي استأجر مزرعة مساحتها خمسة أفدنة كان يعقد فيها لقاءات تنظيميه مع أعضاء التنظيم واشترى مستلزمات زراعية بمبلغ 150 ألف جنيه للبدء في زراعة المزرعة على أن يخصص عائدها للإنفاق على التنظيم.
وتمكن الملاحي من الهرب قبل أن توقف الشرطة مصطفى حسين الذي أخفاه في التل الكبير وترجح المصادر الأمنية أنه تولى قيادة التنظيم في سبتمبر 2005، عقب مصرع قائده الطبيب الفلسطيني خالد مساعد في إطلاق نار مع كمين للشرطة قرب مدينة العريش.
وقالت المصادر حينها أنه كان مسؤولا عن عمليات توفير التمويل اللازم للتنظيم وأنه شارك بدور رئيسي في توفير السيارات المفخخة التي استخدمت في حوادث التفجيرات.
أما محمد عليان أبو جرير الذي أوقفته الشرطة فهو الساعد الأيمن لنصر خميس الملاحي وقالت مصادر أمنية إن أبو جرير انضم للتنظيم عام2002 بعد حضوره حلقات ودروس دينية يلقيها الملاحي في منطقة المسمي بالعريش وبايعه في 2003 واشترك في تفجيرات طابا في أكتوبر2004 والتوجه مع عدد من عناصر التنظيم في مدينة نخل بالقرب من وسط سيناء حيث قاموا بتلغيم ثلاث سيارات بالمتفجرات وتوجهوا بها إلى فندق هيلتون طابا ومخيمين في نويبع وبعد ذلك عاد للاختباء مع أمير التنظيم في صحراء مدينة رفح حيث اختبأ عند راعي الاغنام زقول ثم كلفه أمير التنظيم بالتوجه مع عناصر من التنظيم لمنطقة الجفاجفة جنوب العريش لتجميع مواد مفرقعة تمهيدا لتنفيذ تفجيرات شرم الشيخ، وكان أحد ثمانية أشخاص توجهوا إلى شرم الشيخ لتنفيذ التفجيرات التي وقعت في يوليو 2005 ثم عاد للعريش للهرب مع أمير التنظيم في وادي الأرزاق ثم كلفه قائد التنظيم بجمع متفجرات جديدة حيث اشترك في تنفيذ هجوم فاشل في أغسطس 2005 وهرب بعده إلى أن تم القبض عليه أمس.
وكانت أجهزة الأمن المرابطة في المنطقة منذ أسبوعين قد تلقت معلومات باختفاء الرأس المدبرة لتفجيرات دهب نصر خميس الملاحي وتمكنت الشرطة بمساعدة قصاصي الأثر والبدو من محاصرة الوكر الذي اختبأ فيه المتهم وتمكنت من رصد تحركاته باستخدام الأجهزة الحديثة، وصباح أمس هاجمت قوة من الأمن الملاحي وبعد معركة شرسة نجحت في قتله والقبض على ساعده الأيمن محمد العليان وتم إحالته لنيابة أمن الدولة للتحقيق معه.
في الوقت نفسه تواصل أجهزة الأمن بشمال سيناء وقوات مكافحة الإرهاب الدولي عمليات تمشيط المناطق الجبلية والصحراوية بوسط سيناء والطرق المؤدية إليها لتعقب العناصر الهاربة من المطلوبين في التفجيرات.
وأضافت المصادر أنه يتم الاستعانة بمجموعة من قصاصي الأثر وعدد من أبناء سيناء المتعاونين لتقصي أقدام الهاربين حيث يجري محاصرة تلك المناطق وأحكام الرقابة عليها لعدم تمكن الإرهابيين من الهرب. وتابعت المصادر أن قوات الشرطة تقوم حاليا بتمشيط ومراقبة مناطق جنوب الشيخ زويد والجورة بشمال سيناء.


ردود الفعل الدولية بعد الحادث:

أدانت الكثير من دول العالم والمنظمات الدولية التفجيرات التي وقعا في شرم الشيخ ووصفتها بالتفجيرات الارهابية.
فرنسا : أدانت التفجيرات، وأكد الرئيس الفرنسي وقتها جاك شيراك عن " عزم فرنسا المطلق على مكافحة هذا الشر "، وأعرب في بيان عن قصر الاليزيه " مؤازرة فرنسا للشعب المصري وللرئيس مبارك، وعن خالص تعازيه لعائلات الضحايا".
المملكة المتحدة : قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في مؤتمر صحفي: " إن تفجيرات شرم الشيخ تظهر أن الصراع ضد الإرهاب، صراع دولي ". وقال ذاكرا عن الشعب المصري : "صراعه هو صراعنا، صراعنا هو صراعه ".
الإمارات العربية المتحدة : أكد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "تضامن بلاده التام مع مصر في مواجهة الاعمال الارهابية الشريرة التي راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء بين قتيل وجريح في مدينة شرم الشيخ ".
إسبانيا : التي تعرضت عاصمتها مدريد لاعتداءات مماثلة في 11 مارس 2004 م. أعلنت تضامنها المطلق مع مصر.
ألمانيا : نددت الحكومة الألمانية بالتفجيرات ووصفتها بالجريمة وندد يوشكا فيشر وزير الخارجية الألماني " بالكراهية العمياء والمتعصبة التي يرغب الإرهابيون زرعها في كل مكان ".
إيطاليا : أعرب رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني عن "أسفه للتفجيرات " وأعرب عن " وقوف إيطاليا بحزم ضد الارهاب ".
الولايات المتحدة : أدان البيت الأبيض "الاعتداءات الارهابية الوحشية في شرم الشيخ " وأضاف : " نصلي من أجل الضحايا وعائلاتهم وننضم إلى الأسرة الدولية في الاعراب عن أسفنا العميق لهذه الهجمة على العالم المتحضر " كما اتصل الرئيس الأمريكي جورج بوش بالرئيس المصري حسني مبارك معربا عن تعازيه وادانته للهجمات ووصفت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الهجمات بأنها " ارهابية بشعة ".
البحرين : عبرت عن "استنكارها وادانتها لمثل هذه التفجيرات الإجرامية التي تستهدف الأبرياء والمدنيين والنيل من أمن العالم أجمع..و تأييدها لكافة الاجراءات التي تتخذها مصر في سبيل الحفاظ على أمنها واستقرارها".
روسيا : أدانت روسيا التفجيرات الارهابية وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية إلى الرئيس المصري حسني مبارك.
الصين : أعربت الصين عن "صدمتها العميقة حيال التفجيرات الارهابية التي تعرضت لها مدينة شرم الشيخ المصرية".
الكويت : أدانت الكويت التفجيرات وأعلنت "رفض الكويت لمثل هذه الاعمال الارهابية التي تهدد أرواح الأبرياء وتتنافى مع كافة القيم الإنسانية والشرائع السماوية".
سوريا : قالت سوريا أنها تدين "التفجيرات الارهابية في شرم الشيخ" وقالت أنها ستؤيد "أية اجراءات ضرورية تراها مصر للامساك بالجناة".
الأمم المتحدة : قال كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة أن العالم استقبل بألم وغضب التفجيرات التي أسفرت عن مقتل الأبرياء وعبر عن تضامن المجتمع الدولي مع مصر".
الاتحاد الأفريقي : "أدان بشدة" الاعتداءات التي طاولت شرم الشيخ وقال بيان صدر عن الاتحاد في أديس أبابا، " إن رئيس الاتحاد الأفريقي يدين بشدة الهجوم الوحشي البربري والقاتل ضد شرم الشيخ، المدينة التي ترمز إلى السلام والحوار".
الاتحاد الأوروبي : رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو أعرب عن "فزعه وحزنه الشديدين من التفجيرات التي تتسم بالجبن" والتي استهدفت شرم الشيخ.
منظمة المؤتمر الإسلامي : أدانت التفجيرات التي الارهابية وقالت "أنها لا تستحق سوي الازدراء من الجميع" وطالب أمينها العام أكمل الدين احسان أوغلو دول المنظمة " بإعادة النظر في زيادة تفعيل اتفاقية مناهضة الارهاب الإسلامية، الموقعة عام 1999 م. والالتزام بتطبيق الاتفاقيات الدولية العديدة الأخرى".


المحاكمات وإعادتها

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/2/255.jpg

في 27 مارس 2006، كشف هشام بدوي، المحامي العام لنيابات أمن الدولة العليا بمصر، خلال جلسة محاكمة المتهمين بتفجيرات طابا ونويبع في 26 مارس 2006، عن وجود تنظيم متطرف جديد يحمل اسم «التوحيد والجهاد». وقال إن عناصره نفذت تفجيرات طابا ونويبع وشرم الشيخ. فيما قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى 27 مايو القادم للاطلاع على الأوراق وانتداب كبير الأطباء الشرعيين لفحص المتهمين. وقدم بدوي 13 متهما جديدا في جلسة محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بالإسماعيلية لمحاكمة المتهمين بتفجيرات طابا التي حدثت في أكتوبر 2004، وقتل وأصيب فيها العشرات من العرب والأجانب، إضافة إلى اثنين من المتهمين تجري محاكمتهم منذ ثمانية أشهر.
وقال بدوي إنه أثناء التحقيقات في قضية تفجيرات شرم الشيخ، اعترف بعض المتهمين بارتكابهم جرائم مماثلة في طابا، موضحا أن الطبيب خالد مساعد الذي قتل في اشتباك مع الشرطة المصرية كان العقل المدبر لهذه الجماعة التي دعت إلى تكفير الحاكم واستهداف السائحين الأجانب بالإرهاب والترويع.
وشملت قائمة المتهمين التي قدمها بدوي كلا من أسامة عبد الغني النخلاوي ومحمد عبد الله أبو جرير ونصر خميس محمد نصر وعيسى سلام حامد أحمد ومحمد جايز حسن عبد الله وأحمد سلام عيد وبسام حامد عيد حميد وياسر عبد الله محيسن وسليمان عامر وعيد عامر ومصطفى حسين محمد سليمان وناصر محمد أبو ذكور ومحمد عبد الله.
وقال بدوي إن المتهمين حازوا وصنعوا مفرقعات وسرقوا سيارة نصف نقل لتنفيذ التفجيرات التي قتلت العشرات من الأجانب والمصريين، بينما أنكر جميع المتهمين التهم الموجهة لهم وقالوا إنهم اعترفوا تحت تأثير التعذيب الجسدي الشديد والمستمر. وطالب الدفاع إثبات ما ذكره المتهمون بشأن تعرضهم للتعذيب ومناظراتهم أمام المحكمة.
وقال الدفاع «ليس من حق النيابة تقديم قرار إحالة تكميلي طبقا للقانون المصري»، مطالبا المحكمة بعدم الاعتداد بقرار الإحالة التكميلي لأنه قدم من جهة لا تملك هذا الحق. ورد المستشار بدوي بأن هناك أدلة جديدة ظهرت في القضية وأوجبت تقديم قرار إحالة تكميلي بالمتهمين الجدد.
وكانت المحكمة قد قررت الشهر الماضي تأجيل الجلسة إلى أمس لتتمكن النيابة من تقديم قرار إحالة تكميلي للمتهمين بعدما ثبت لها أنهم شاركوا في تفجيرات شرم الشيخ أيضا، وتقديم مستندات جديدة وشهود جدد في القضية. فيما اعتبر الدفاع طلب النيابة تأجيل القضية قصورا في قرار الإحالة الأول يعود بالقضية إلى نقطة الصفر.


الإحالة إلى المفتي

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/2/256.jpg

في 7 سبتمبر 2006، قضت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بمحافظة الإسماعيلية الساحلية بإحالة اوراق ثلاثة من المتهمين بتنفيذ تفجيرات طابا ونويبع إلى مفتى الديار المصرية وهو ما يعني استطلاع رأي المفتي في الحكم بإعدامهم. وقضت المحكمة بإحالة أوراق المتهم الأول يونس محمد محمود عليان جرير، والمتهم الثاني أسامة محمد عبد الغني النخلاوي، والمتهم السادس محمد جائز صباح حسين عبد الله إلى المفتي. وقررت تأجيل النطق بالحكم لبقية المتهمين إلى جلسة 30 نوفمبر 2006.
ووجهت نيابة أمن الدولة للمتهمين سبع تهم، في أولى جلسات سماع مرافعات الدفاع والنيابة في القضية التي يحاكم فيها أعضاء تنظيم التوحيد والجهاد، الذي تقول الشرطة المصرية انه نفذ تفجيرات سيناء التي وقعت خلال العامين 2004، و2005.
وشملت التهم الانضمام لجماعة إرهابية، والقتل بغرض إرهابي، والشروع في القتل مع سبق الإصرار والترصد، وإتلاف مباني وأموال وممتلكات مملوكة للغير، وإحراز وتصنيع واستعمال مواد مفرقعة بدون ترخيص، وتقديم معونات مادية والتستر على متهمين مطلوبين، وسرقة سيارة لاستخدامها في أعمال التفجير.
وكشفت أوراق قضية تفجيرات طابا ونويبع أن المتهمين الثلاثة الذين قضت المحكمة بإحالة أوراقهم إلى مفتي الديار المصرية، وهو إجراء تتخذه المحاكم المصرية عادة قبل النطق بحكم الإعدام، كانوا من كبار مساعدي قائد تنظيم التوحيد والجهاد الطبيب خالد مساعد.
وتقول أوراق القضية إن المتهم يونس محمد محمود عليان أبو جرير، البالغ من العمر 25 سنة كان يعمل سائقا ويقيم بمنطقة المساعيد بالعريش وبدأ تطرفه، بعد احتلال العراق في مارس 2003، وانضم إلى تنظيم التوحيد والجهاد، عن طريق المتهم نصر خميس الملاحي، أحد قياديي التنظيم والذي كان يعتبر المتهم الرابع في القضية، قبل أن تقتله الشرطة المصرية في التاسع من مايو 2005. ووجهت الى عليان المتهم الأول في القضية، تهم عضوية تنظيم إرهابي، وقتل مدنيين وإتلاف ممتلكات الغير، وحيازة وإحراز وصناعة واستعمال متفجرات.
وشارك عليان في تفجيرات شرم الشيخ وتم القبض على عليان أثناء سيره بشاحنة صغيرة على أحد الطرق، بمرافقة خالد مساعد قائد التنظيم والمتهم طلب مرضي، وعندما فوجئوا بأحد الحواجز الأمنية على الطريق، قاموا بالانحراف عن الطريق والسير على الرمال للهروب داخل الجبل، إلا أن رصاصات الشرطة أصابت إطارات الشاحنة ففتح عليان الباب وقفز منها حيث تم إلقاء القبض عليه، فيما رفض مرضي ومساعد الاستسلام وتبادلا إطلاق النيران مع قوات الشرطة حتى قتلا.
أما المتهم الثاني الذي قضت المحكمة بإعدامه فهو محمد جائز صباح وكان ضمن اثنين من المتهمين فقط قدمته النيابة للمحكمة في بدء القضية قبل أن تضيف 13 متهما آخرين بقرار إحالة تكميلي. ويعد محمد جائز هو المتهم السادس في القضية، وهو مهندس التفجير وقام بتصنيع المتفجرات والتخطيط لكيفية وضعها، كما عثر معه على المواد التي استعملت لتصنيع المتفجرات، ونظام توقيت خاص بالغسالات في منزل أحد المتهمين.
أما المتهم الثالث أسامة النخلاوي فهو الثاني في قائمة المتهمين ويبلغ من العمر 23 عاماً ومتزوج من سيدة تدعى مريم ولديه طفلة اسمها هاجر عمرها عامان، ويعمل أسامة في ديوان محافظة شمال سيناء في مركز المعلومات بمركز نخل بوسط سيناء.
وتم القبض على أسامة النخلاوي صدفة، حيث تحصن لفترات طويلة عقب أحداث طابا وشرم الشيخ في صحراء وسط سيناء، ووردت معلومات عن وجوده في منطقة تقع شرق مدينة الإسماعيلية، وبالفعل تعاملت معه قوات مكافحة الإرهاب، لكنه افلح في الهروب إلى طريق مدينة السويس، وهناك حاول أسامة الاستيلاء على سيارة شرطة بالطريق وخطفها تحت تهديد السلاح الآلي من أميني شرطة كانا يقفان بجوارها، واستقل أسامة السيارة وبدأ في تشغيلها بالمفتاح لكنها كانت معطلة ولم يستطع تشغيلها وانقض عليه أمناء الشرطة واستولوا منه على السلاح الآلي، وظنوا انه مجرد قاطع طريق، وعندما أدلوا بأوصافه وهو تحت التحفظ ناحية نفق الشهيد احمد حمدي تبين للأجهزة الأمنية انه من تبحث عنه الشرطة المصرية.
وأرشد النخلاوي فور القبض عليه عن مزرعة كان أعضاء التنظيم يخفون بها مادة متفجرة من مادة T.N.T يصل مقدارها إلى حوالي طن، معبأة داخل أجولة ومدفونة بوسط المزرعة الصغيرة التي تقع خلف خزان مياه العريش الرئيسي ويحيط بها سور عال.
وتؤكد أوراق القضية أن النخلاوي انضم إلى تنظيم «الجهاد والتوحيد» منذ عام 2000 حيث تعرف على طبيب الأسنان خالد مساعد في مسجد الملايحة بالعريش.
وقد تعلم النخلاوي كيفية صنع وتركيب الدوائر الكهربائية من خلال ابن عمته المتهم محمد جائز إلا انه طور هذه التفجيرات عن طريق الدوائر الكهربائية والهاتف الجوال.
واشترك النخلاوي مع العديد من أعضاء التنظيم في تنفيذ تفجيرات فندقي طابا ونويبع حيث كان المشرف على النواحي الفنية الخاصة بالدوائر الكهربائية وقت التفجير. وشارك أيضا في تفجيرات شرم الشيخ وكان دوره إعداد الدوائر الكهربائية في التفجيرات، ووضع المفرقعات على السيارات ثم انطلق لتنفيذ التفجيرات.


إعادة المحاكمات

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/2/257.jpg

في فبراير 2012، تدخلت الأجهزة التنفيذية والأمنية والسياسية والقوات المسلحة بشمال سيناء لإعادة محاكمة المتهمين في تفجيرات طابا وشرم الشيخ بتدخلها لدى المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري. وأكد محافظ شمال سيناء حينها، اللواء السيد عبد الوهاب مبروك، في تصريح صحفي، أن الملف لدى النائب العام لإصدار قراره في القضية على ضوء المتغيرات الجديدة، مشيرا إلى التدخل لدى المجلس العسكري ومجلس الوزراء لإنهاء هذا الملف الشائك. وأكد نائب حزب النور بشمال سيناء محسن أبو حسان أنه حصل على موافقة من المجلس العسكري بإلغاء الأحكام الصادرة بحق المتهمين الخمسة في أحداث طابا وشرم الشيخ على أن تعاد محاكمتهم أمام دائرة جديدة. وأشار في تصريح صحفي، إلى أنه من المنتظر أن تعاد محاكمته فور صدور قرار النائب العام بهذا الشأن في ظل المستجدات الخاصة، والتي تشير إلى تعرضهم للظلم. وكانت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بالإسماعيلية، أصدرت حكماً بالإعدام على ثلاثة من المتهمين في قضية تنظيم التوحيد والجهاد، المتهم بمسئوليته عن طابا وشرم الشيخ، وهم محمد جايز صباح حسين ويونس محمد محمود عليان أبو جرير وأسامة محمد عبد الغنى النخلاوى، المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد لمحمد عبد الله رباع سليمان ومحمد عبد الله أبو جرير وهما محكوم عليهما بالسجن المؤبد، ومعاقبة أحمد سلام عيد حماد وبسام حماد عيد حميد بالسحن 15 سنة ومعاقبة أحمد إبراهيم محيسن وسليمان عامر شويهر وناصر محمد بالسجن 10 سنوات ومعاقبة عيد عامر حامد ومصطفى حسين محمد بالسجن 5 سنوات ومعاقبة ياسر عبد الله محيسن بالسجن 7 سنوات. وكان أهالي المتهمين الخمسة المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد قاموا باعتصامات أمام مقر القوات الدولية متعددة الجنسيات لحفظ السلام MFO وقطعوا العديد من الطرق الدولية وأمام المحافظة واعتصموا في خيام لمدة أسبوع لكى يتم سماع صوتهم ورفع الظلم عن المتهمين، كما احتجزوا 25 خبيرًا صينيًا بالقرب من منطقة لحفن بغرض الإفراج عن المتهمين مؤكدين براءتهم من التهم المنسوبة إليهم وتلقوا وعودا من قبل أجهزة الأمن والقوات المسلحة وقبلها من اللواء السيد عبد الوهاب مبروك، محافظ شمال سيناء بالتدخل لإنهاء الأمر. كما أعلن نائب حزب النور أنه تدخل في وقت سابق من أجل الإفراج عن 3 معتقلين من أبناء سيناء اتهموا بقتل المجند سيد الغريب محمد أحمد في 30 يونيو عام 2001 قتل برصاص مجهولين وتم اتهام 3 من أبناء البدو ظلما في قتله. وأضاف أنه تم الإفراج عن كل من سويلم مسلم سليم البحبح وعيد حسين سويلم أبو عمران البحبح وعرفات حسن سالم غانم من السجن. وقال أسامة حجاب المحامي إنه تابع الملف الخاص بالقضية رقم 40 لسنة 2005 جنايات أمن دولة طوارئ نويبع ومقيدة برقم 24لسنة 2005 جنايات كلى جنوب سيناء منذ الاعتصام أمام مبنى المحافظة لعدة أيام لخروج المعتقلين حتى تم التأكد الفعلي من إعادة محاكمة المتهمين بأحداث طابا وبإلغاء التصديق من قبل المجلس العسكري على الأحكام الصادرة من الرئيس السابق حسنى مبارك بحق المتهمين في القضية والمعروفة إعلاميًا بتفجيرات طابا وإعادة المحاكمة أمام هيئة أخرى تتم فيها اتخاذ إجراءات عادلة وتحقيق دفاع جميع المتهمين.

الزمزوم
2015-11-07, 13:14
ذكرى أول حادث طائفي إخواني ضد الأقباط .. 63 عاما على حرق الاخوان للاقباط احياء بكنيستهم في السويس




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/2/5/500x282o/571.jpg?q=5
ضحايا الحادث
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/4/9/108.jpg

مرت منذ ايام قليلة الذكرى ال63 لأول حادث طائفي مريع ،اقدمت عليه الجماعة الارهابية (الاخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=%u0627لاخوان&exp=25571))ضد الاقباط في 4 يناير عام 1952(فيما يعرف باسم مذبحة اقباط السويس )
.حيث قام الاخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=الاخوان&exp=25571)‬ المسلمون في السويس بالتحريض علي أقباط المدينة ونشروا اشاعات واتهامات عن عمالة وتعاون الاقباط مع المحتل الانجليزي .باعتبار انهم يجتمعون ويشتركون في ديانة واحدة هي المسيحية .كما اشاعوا على العوام ان الاقباط يطلقون من نوافذ الكنيسة النار ببنادق انجليزية على المسلمين .وبهذه الشائعات المغرضة نجحوا في تهييج الغوغاء وبعد ان هيجوا الناس قاموا بالهجوم علي أقباط المدينة وسحلوا عددا منهم بعد قتلهم والتمثيل بالجثث وتعليق خطافات الجزارة في أجسادهم وبعد ذلك ذهبوا بهم الي كنيسة السويس وألقوهم بها ،ثم حرقوا الكنيسة .. ومن اسماء ضحايا الحادث: غطاس تكلا- وديع سليمان - ذكي عبد المسيح
وقتها قامت الدنيا في مصر واعلنت الكنائس انها لن تحتفل بعيد الميلاد . وذهب النحاس باشا رئيس الوزراء لمقابلة البابا يوساب الثاني البطريرك ال115 وعرض دفع 5000 جنيه لبناء الكنيسة ورفضت الكنيسة تعويض الحكومة وقد شن الكاتب الكبير محمد التابعي هجوما شرسا على الحكومة .وعلى جماعة الاخوان المسلمين (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=الاخوان%20المسلمين&exp=25571) التي اثبتت التحقيقات – كما اكد في مقاله باخر ساعة – انها بالفعل كانت وراء هذه المذبحة التي وصفها بالدنية .محذرا من حالة التعصب والطائفية التي ينشرها الاخوان في مصر كما اثني التابعي على موقف الكنيسة الوطنية التي رفضت التعويض المالي الذي كان كبيرا ومغريا في هذا الوقت .
اما علي المستوي الكنسي تم تأريخ هذا الحادث بمقال ناري كتبه نظير جيد ( البابا شنودة الثالث فيما بعد ) بمجلة مدارس الاحد العدد الأول والثاني يناير فبراير لمجلــة مدارس الأحــــد لعام 1952 تحت عنوان( هدية العيد ) مما جاء فيه

هديــــــــــــة العيــــــــــــد


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/4/9/109.jpg

إستمعنا في ألم بالغ إلى حادث السويس , هدية العيد ( الكريمة) وقد قدمها لنا مواطنونا المسلمون الذين ينادون بوحدة عنصري الأمة !! وعناق الهلال والصليب !!
وتتلخص القصة (وقد رواها أخوة لنا من السويس ) في حـــــــــــرق بعض المسيحيين والطواف بهم محترقين في الطرقات ثم إلقائهم في الكنيسة وإشعال النار فيها .
أين كانت الحكومة ؟؟
شيء يمكن أن يحدث في بعض البلاد المتبربره أو في العصور الوثنية والرق والوحشية , أما أن يحدث في القرن العشرين وفى السويس في بلد فيها محافظ ونيابة وبوليس وإدارة للأمن العام فأمر يدعو للدهشة والعجب إنها ليست قرية نائية بعيدة عن إشراف رجال الإدارة وإنما هى محافظة .. فأين المحافظ حين وقع هذا الأعتداء الوحشي؟ وما الدور الذى قام به رجالــــه (الساهرون) على الأمن وحماية الشعب؟ !!
إننا نطالب الحكومة .. لو كانت جادة فعلاً في الأمر لو كانت حريصة على إحترام شعور ما لا يقل عن 3 ملايين من رعاياها .. نطالبها بمحاكمة المحافظ ومعرفة مدى قيامة بواجبة كشخص مسئول وإن توقع عليه وعلى غيره من رجال الإدارة العقوبة التي يفرضها القانون .



خجلة وزير الداخليــــة


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/4/9/110.jpg

بالأمس القريب حرقت كنيسة الزقازيق وحرقت الكتب المقدسة أيضاً فإرتجت مصر للحادث وإرتجت معها البلاد المتحضرة التي تقدر الحرية الدينية وكرامة الكنائس والكتب الإلهية واليوم يضاف إلى حرق الكنيسة إعتداء أبشع وهو حرق الآدمييــــن .. وأمام هذا التدرج نقف متسائلين .. وماذا بعـــد؟!!
منذ أيام طلعت علينا الجرائد وهى تقول : أن وزير الداخلية توجه إلى قداسة البابا البطريرك وسلمه كتاباً نشر فى الخارج عن الإضطهادات التي يلاقيها المسيحيون فى مصر وتسائل الكثيرون : ترى ماذا سيكون رد الحكومة على المستفهمين في الخارج !! ولكن قبل أن يجهز وزير الخارجية الرد الذى ترسله وزارة الخارجية المصرية .. وصل رد ( الفــــدائيين) من السويس !! ترى هل وافق تصرفهم ما كان يجول بخيال الوزير من ردود؟
إننا نسأل أو نتساءل لعل العالم قد عرف الآن أن المسيحيين فى مصر لا يمنعون من بناء المساكن فحسب بل تحرق كنائسهم الموجودة أيضاً , ولا يعرقل نظام معيشتهم من حيث التعيينات والتنقلات والترقيات والبعثات , وإنما أكثر من ذلك يحرقون فى الشوارع أحيـــاء ..



عنــــــاق ! و 5000 جنيـــة


لقد ذهب رئيس الوزراء إلى قداسة البابا البطريرك وعانقه كما قرر مجلس الوزراء تعويضاً قدره 5000 جنيه لترميم الكنيسة ولكن رفضها الشعب القبطي بأجمعه, ونحن نقول أن مجاملات الحكومة لا تنسينا الحقيقة المرة وهى الإعتداء على أقدس مقدساتنا
نود أن نقول لرئيس الوزراء : إن أقل ما يطلب من حكومة تقدر مسئوليتها هو القبض على الجاني بعد إرتكاب جريمته وتقديمه إلى المحاكمة السريعة حتى ينال العقوبة الرادعة وهذا بعض ما نطلبه الآن , أما الحكومة القوية فهي التي تحمى الشعب وتمنع الجريمة قبل وقوعها

امبراطور البحر1
2015-11-07, 13:23
الاخوان على حق لكن لم يستطيعوا ان يظهروا حقهم لضعفهم المادي والاستراتيجي .فالماسونية العالمية استطاعت ان تقهر دول عظمى مثل اليابان والمانيا والصين فكيف لا تستطيع ان تقهر تنظيم ضعيف .

الزمزوم
2015-11-07, 14:15
الإخوان من التسعينيات حتى ثورة يناير 2011



http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/256.jpg
شيراز ماهر


في دراسة قام بها كل من مارتين فريمبتون وشيراز ماهر، حملت عنوان "بين المشاركة وقيم بريطانيا- علاقة الإخوان المسلمين بالحكومة البريطانية من سبتمبر حتى ثورات الربيع العربي"، أشارت الدراسة أن العلاقة بين بريطانيا والإخوان اتخذت العديد من المنحنيات المهمة، والتي كان من أبرزها أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وتفجيرات لندن عام 2005، وأخيرا ثورات الربيع العربي في 2011، لتمثل تلك المراحل محاور رئيسية شكلت طبيعة العلاقة بين بريطانيا والإخوان اتخذت العديد من المنحنيات المهمة، والتي كان من أبرزها أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وتفجيرات لندن عام 2005، وأخيرا ثورات الربيع العربي في 2011، لتمثل تلك المراحل محاور رئيسية شكلت طبيعة العلاقة بين جماعة الإخوان ولندن.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/257.jpg
حسني مبارك

في أعقاب تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك في فبراير 2011، كان ديفيد كاميرون أول مسئول بريطاني يزور مصر، في وعود منه للمصريين بمد يد بلاده لمساعدة مصر لإنشاء دولة ديمقراطية، في تلك الأثناء رفض كاميرون إجراء أي لقاء مع الإخوان المسلمين، الرفض الذي جعل عصام العريان عضو مكتب الإرشاد يشن هجوما حادا على كاميرون، وبحلول إبريل 2011 ، أفادت التقارير أن وفدًا من الخارجية البريطانية بقيادة ماري لويز آرتشر القنصل العام بالقاهرة، زار المكتب الإداري للجماعة في الإسكندرية، والذي أعلنه موقع الجماعة باللغة الإنجليزية "إخوان أون لاين"، ولكن لفهم الأحداث التي تلت ثورة يناير في مصر، علينا أن نفهم منظور العلاقة بين بريطانياوالإخوان المسلمين منذ تفجيرات سبتمبر 2001 حتى يناير 2011.
يعد التحالف البريطاني مع الجماعات الإسلامية وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين، أحد أركان السياسة البريطانية الطويلة الأمد التي انتهجتها منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك لخلق أجيال جديدة من الإسلاميين واتخاذهم كحلفاء محتملين لبقائها، كجزء من جهد الدولة للحفاظ على النفوذ الإمبراطوري، أو كوسيلة لتوفير بديل لتحديات أكثر خطورة، تظهر في الساحة السياسية وتعارض مصالحها، مثل تلك الناصرية والشيوعية.

كمال الهلباوي ومرحلة التسعينيات:


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/258.jpg
كمال الهلباوي

في مقابلة صحفية أجراها الدكتور كمال الهلباوي (أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان في لندن في فترة التسعينيات) مع صحيفة الشرق الأوسط، أكد الهلباوي أن التعاون بين الحكومة البريطانية وجماعة الإخوان تعد سمة ثابتة من سياسة بريطانيا، وقال الهلباوي إنه خلال منتصف 1990، عندما شن حسني مبارك حملة على الجماعات الإسلامية المصرية، فإن الحكومة البريطانية التي وفرت اللجوء السياسي لأغلب أعضاء الجماعات الإسلامية، عرضت عليه حماية شخصية، وهو الأمر الذي كشفت عنه سلسلة الوثائق التي كشفها الصحفي مارتن برايت المحرر السياسي بجريدة الجارديان عام 2005، والتي أكدت بأن المسئولين في المملكة المتحدة كانوا على علاقة وطيدة مع الإخوان المسلمين خلال معظم سنوات العقد الماضي.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/259.jpg
مأمون الهضيبي

كشفت الوثائق أيضًا أنه قبل عام 2002 كانت وزارة الخارجية تحتفظ بالتواصل على مستوى العمل مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وبعض أعضاء البرلمان، هذه الاتصالات التي كشفتها السلطات المصرية وأبدت استياءها بشكل واضح للمسئولين البريطانيين، مما دفع وزارة الخارجية إلى تخفيض مشاركتها مع الإخوان لتكون اتصالات عرضية فقط، على أن يكون هناك اتصال دائم بعدد محدد جدًّا من الأعضاء، بما في ذلك واحد أو اثنين من الاتصالات مع البرلمانيين واللقاءات العشوائية، الأمر الذي أكدته وزارة الخارجية من خلال المراسلات الداخلية لها، والذي تم طرحه بموجب قانون حرية تداول المعلومات، والذي كشف أنه على الرغم من الاتصالات إلا أنه تم تقليصها، ولكن هذه المحدودية لم تمنع المسئولين البريطانيين من عقد اجتماع مع مرشد الجماعة آنذاك مأمون الهضيبي، وعدد مع بعض الأعضاء البارزين بالجماعة، منهم عصام العريان، وبحضور كمال الهلباوي وزير خارجية الإخوان في لندن.

تفجيرات لندن بداية التمويل الرسمي لجماعة الإخوان:


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/260.jpg


1.تفجيرات لندن
استطاعت جماعة الإخوان المسلمين تلقي أموال طائلة من الحكومة البريطانية بحجة نشر الإسلام الوَسَطِي في المجتمع الإنجليزي، وكانت تعمل من خلال الجمعيات الخيرية التي يرأسها وتتبع جماعة الإخوان بشكل مباشر في لندن، الأمر الذي كانت تعلمه المخابرات البريطانية بمكتبيها الخامس والسادس، والتي أوصت بضرورة تمويل الإخوان لردع الإسلام الراديكالي المتطرف في المجتمع الإنجليزي، وفي نفس الوقت تكون الذراع لابتزاز الحكومة المصرية.
البداية كانت في 2004، أي قبل عام من تفجيرات 7 يوليو 2005، والمعروفة بتفجيرات لندن 7/7، تعاونت وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث مع مجموعة العالم الإسلامي ( EIWG )، تهدف إلى خلق بيئة متوائمة مع الدول الإسلامية ومحاولة فهمها، المهمة التي بدأتها بريطانيا على عاتقها بعد تفجيرات 11 سبتمبر، الفترة التي تم وصفها في وقت لاحق بـ"الحرب على الإرهاب"، وتعهدت EIWG بزيادة فهم الإسلام والمشاركة مع الدول والمجتمعات الإسلامية، والتقريب بين الجانبين لمواجهة الأسس الأيديولوجية الإرهابية، من أجل منع التطرف وحدوث وقوع هجمات محتملة، أيضا كان من إحدى مهامها تسهيل المشاركة البناءة مع مجموعة واسعة من مجموعات الرأي، استغرق ظهور مجموعة العالم الإسلامي EIWG فترة، ولكنها كانت معدة على أن تكون الجزء المركزي من مبادرة وزارة الخارجية البريطانية، والتي أطلق عليها مبادرة "المنع".
وتشكل خطة "المنع" واحدة من أربعة أركان أساسية من استراتيجية أوسع نطاقا تسمى "التسابق"، والتي هدفها مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة، نشرت لأول مرة في عام 2006، أما الثلاثة الأخرى فهي "المتابعة" "الحماية" و"الإعداد"، في محاولة من جانب بريطانيا لنشر "القوة الناعمة"، لمكافحة التهديدات العنيفة للمتطرفين، ومواجهة أي عملية إرهابية مستقبلية، ولهذا كان الهم الأول للبريطانيين إشراك المجتمعات الإسلامية والمجموعات والأفراد داخل المجتمع البريطاني في الداخل والخارج، لا أن يكونوا بمعزل عن المجتمع الإنجليزي، وضمن هذا السياق طرحت خطة "المنع" إمكانية مشاركة الإسلاميين داخل الحكومة.
تطورت ملامح خطة المنع في أعقاب تفجيرات يوليو عام 2005، حيث تحولت الحكومة لتتحدث نيابة عن المسلمين البريطانيين، ووفقا لتقرير الشرطة البريطانية التي عملت في سبع مجموعات ميدانية للتحقيق في مدى التطرف بداخل المجتمعات البريطانية المسلمة، وقد تم تقديمه في وقت لاحق لرئيس الوزراء توني بلير آنذاك، التقرير أشار أن منفذي التفجيرات معظمهم أفراد من المجلس الإسلامي في بريطانيا، وهي نفس المجموعة، التي تتبنى أفكارا متطرفة بسبب صلات أفراده بالجماعة الإسلامية الموجودة بجنوب آسيا، والتي كان الإخوان المسلمون أحد المشاركين في مجموعات عمل معها.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/262.jpg
حرس رفيق

حرس رفيق، واحد ممن استقالوا من المجلس احتجاجا على أعمال العنف، وأحد المحتجين ومنتقدي الحكومة البريطانية في تعاملها مع الإسلاميين على أساس "حتمية الأمن"، على الرغم من أنه كان أول من وضع إطار عمل خطة "المنع" في البداية، لكن في عام 2006 كشفت الشرطة مؤامرة طموحة من قبل مجموعة من المسلمين البريطانيين لتفجير قنابل في وقت واحد، على بعض طائرات الأطلسي التي كانت في طريقها من لندن إلى الولايات المتحدة، كان حجم المؤامرة كبيرا وضخما لم يسبق له مثيل، العملية من قوتها كانت ستغطي على أحداث 11/9، الأمر الذي ألقى فيه أعضاء من الحكومة السابقة اللوم على الخارجية البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية؛ لفشلهما في حربهما على الإرهاب وتكريس دوافع كراهية ضدهما لدى شعوب العالم الإسلامي؛ لذلك سعت الحكومة إلى إعادة توازن علاقاتها مع جماعات مثل المجلس الإسلامي البريطاني من خلال تمكين منظمات بديلة على المستوى الشعبي، وتمويل بعض جماعات الإسلام الحديث في مواجهة الإسلام الراديكالي، وكان الإخوان المسلمون هم أفضل من
يمثلوا هذا النوع من الإسلاميين، والتي تعمل في عدد من الجمعيات مثل جمعية مسلمي بريطانيا ( MAB ) وفروعها، والتي أسسها كمال الهلباوي في النصف الثاني من التسعينيات، وبالتحديد في عام 1997، ومبادرة مسلمي البريطانية (BMI)، ومؤسسة قرطبة، وكافة هذه المؤسسات مراكز للإخوان المسلمين في نهاية الأمر.


2. ملايين البريطانيين لدعم الإخوان:


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/263.jpg
عزام التميمي

استطاع الإخوان المسلمين من تعزيز وضعهم من خلال جمعية مسلمي بريطانيا والتي كان أعضاؤها في ذلك الوقت (عزام التميمي)، والمعروف دوليا بالمبعوث الخاص من جانب حركة حماس، وأيضا كان أحد أعضاء الدفاع عن المجموعة، ومحمد صوالحة القيادي في حركة حماس بالضفة الغربية حتى منتصف 1990، بعد أن لعب دورا محوريا في MAB، والذي أسس في وقت لاحق مبادرة مسلمي البريطانية (BMI) عام 2006، وأخيرا أنس التكريتي والمعني بشكل وثيق بالمبادرة وهو الرئيس السابق لجمعية مسلمي بريطانيا، والمؤسس الظاهري لمؤسسة قرطبة في 2005، والتي تهدف لتشجيع الحوار بين الغرب والعالم الإسلامي.

للأسف ليس من الواضح طبيعة العلاقة الدقيقة بين المؤسسات الثلاث، ولكن وفقا لمبادرات تعديل خطة المنع، فإن هذه المنظمات استفادت من التمويل الرسمي للحكومة البريطانية، حيث تم تخصيص 34 ألف جنيه استرليني لمؤسسة قرطبة عام 2006، من قبل السلطة المحلية تاور هامليتس، وذلك للأنشطة التي تهدف إلى مكافحة التطرف، في الوقت نفسه تم إنشاء المجلس الاستشاري (MINAB) بمشاركة أربع منظمات، كانت جمعية مسلمي بريطانيا ومسجد الأئمة الوطني ضمن الأربع منظمات، وخصصت الحكومة لهذا المجلس 75.600 جنيه استرليني، لعامي 2007- 2008، ليصل إلى 116 ألفا لعامي 2008-2009.
من خلال هذه المبادرات، خصصت الخارجية البريطانية قدرا كبيرا من الأموال لخطة "المنع"، منها على سبيل المثال، تخصيص مبلغ خصصت 127.740 جنيها استرلينيا، إلى قسم مكافحة الإرهاب الخاصة في عامي 2008-2009، وذلك من أجل تعزيز "الإسلام المعتدل"، كما تلقى نفس القسم مبلغ 220.853 جنيها استرلينيا، لمشروع عرف باسم "مشروع الإسلام البريطاني".
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/264.jpg
مارتن برايت

مبادرة "تمكين أصوات التيار الرئيسي للإسلام" واحدة من المبادرات الأساسية لتلك المجموعة في هذا الصدد، استطاع مارتن برايت الصحفي بجريدة الجارديان من كشف سلسلة من وثائق وزارة الخارجية والداخلية التي تكشف بأن كل الأموال التي تلقتها تلك الجمعيات تم تجميعها بناء على طلب صريح من المسئولين بالخارجية البريطانية، وكان الدافع لها عمل قائمة بـ"الشخصيات الرائدة في العالم الإسلامي"، بما في ذلك الشخصيات ذات النفوذ الديني وكانت القائمة تضم 58 من جماعة الإخوان المسلمين من بين تلك التي تم تحديدها على أنها مجرد شخصيات عامة، وكان على رأس تلك القائمة كل من كمال الهلباوي ويوسف محمد القرضاوي.


تعاون ملكي مع القرضاوي:


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/265.jpg
يوسف القرضاوي

في معركة مكافحة التطرف، استطاع الإخوان المسلمون تمثيل دور تيار الجماعات الإسلامية "المعتدلة"؛ ولهذا كانت تمثل الحليف الأمثل آنذاك، كما ورد في وثيقة وزارة الخارجية والتي تم رصدها بين يوليو 2004 وأغسطس
، والتي رصدت أهمية التعامل مع الدول الإسلامية.
وكان يوسف القرضاوي، موضع جدل عميق في بريطانيا منذ عام 2004، فهو عضو سابق في جماعة الإخوان المسلمين، وتم ترشيحه لتولي منصب المرشد العام لها مرتين إلا أنه رفض في المرتين، وفضل الاستقرار في قطر، مع الاحتفاظ بالتأثير الهائل داخل جماعة الإخوان، وأصبح على الحكومة البريطانية تحديد كافة التفاصيل عن هذا الرجل، في حال التعامل معه.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/266.jpg
كين ليفينغستون

ترأس القرضاوي اجتماع المجلس الأوروبي لأبحاث الفتوى والذي تم عقده في يوليو 2014
بلندن، وإطلاق الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الأهم من ذلك، تمت دعوته لحضور حفل استقبال في الوايت هول بحضور عمدة لندن كين ليفينغستون، على الرغم من أن القرضاوي كان ممنوعا من دخول الولايات المتحدة بسبب الفتاوى التي أصدرها فيما برفض إعدام أحد الانتحاريين الفلسطينيين، إلا أنها لم تمثل للبريطانيين أي عقبة.!!كانت وزارة الخارجية البريطانية على أتم استعداد لدعم دخول القرضاوي للبلاد؛ لأنه يعد شخصا استثنائيا بين المسلمين، كما أنه – أي القرضاوي – كان قد أدان تنظيم القاعدة والمتشددين من أعضاء طالبان، على الرغم من دعمه الواضح للتفجيرات الانتحارية في إسرائيل، والمقاومة في العراق، وخلص التقرير إلى أن القرضاوي كان ينظر إليه من قبل الأغلبية باعتباره أحد الإخوان البراجماتيين، فهو ليس بـ"متعصب" أو "متطرف"، وذلك وفقا لما ورد في مذكرة رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية إلى وزارة الداخلية في يوليو 2004.



http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/267.jpg
إيان بلير

على الرغم من وجود مخاوف وتحفظات لدى الحكومة البريطانية تجاه بعض آراء القرضاوي بشأن قضايا معينة، منها رأيه في المقاومة الفلسطينية، ودور المرأة في المجتمع الإسلامي والمتشددين من أعضاء طالبان، على الرغم من دعمه الواضح للتفجيرات الانتحارية في إسرائيل، والمقاومة في العراق، وخلص التقرير إلى أن القرضاوي كان ينظر إليه من قبل الأغلبية باعتباره أحد الإخوان البراجماتيين، فهو ليس بـ"متعصب" أو "متطرف"، وذلك وفقا لما ورد في مذكرة رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية إلى وزارة الداخلية في يوليو 2004.


ولكن إيان بلير، رئيس الشرطة في العاصمة لندن في ذلك الوقت، سأل المسئولين: "هل أنتم ذاهبون للتحدث معه أم ستتراجعون من أجل بعض التحفظات؟"، فكان الرد هو: "نعم سنذهب للتحدث معه".
تميزت علاقة وزارة الخارجية مع القرضاوي، حيث استطاع القرضاوي مساعدة المجتمع الإنجليزي في مكافحة الإرهاب في زمن عرف باسم "الحرب على الإرهاب"؛ لهذا كان وجود المرشد الروحي لجماعة الإخوان المسلمين رمزا لتطور العلاقة وتوطيدها بين الجماعة وبريطانيا التي قدمت في ظل علاقة القرضاوي دعما غير محدود للجماعة.



http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/268.jpg
في عام 2008، أصدر جوشوا ستاشر الباحث في معهد أبحاث السياسة العامة ( IPPR ) تقريرا بعنوان "إخوة في الأسلحة"، أوصى فيه وبقوة ضرورة إشراك الإخوان المسلمين في مصر، باعتبارها عنصرا حاسما في المشهد السياسي المصري، خاصة وأن التقرير اعتبر أن الجماعة استطاعت إثبات نفسها لتكون إحدى الجهات الفاعلة السياسية ذاتية التطور، وينبغي أيضا اعتبارها شريكا محتملا لأي عمليات متعلقة بالتنمية السياسية الإقليمية، وعلى الرغم من أن وثائق السياسات الأخيرة التي تنتهجها جماعة الإخوان أظهرت وجود حركة رجعية عازمة على الحكم الديني بالقوة، إلا أنها تغاضت عن تلك النقطة، بل بدلا من ذلك، قيل إنها لإظهار مجموعة ملتزمة بتحقيق إصلاحات سياسية أكثر واقعية، وذهب التقرير إلى ضرورة عرض المعتقدات السياسية للجماعة، خاصة وأنها تستند إلى القيم العالمية.


انفصام في سياسة كاميرون مع الجماعة:


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/269.jpg
كاميرون

تتسم طبيعة السياسة البريطانية بالانفصام إلى حد ما، ففي الوقت الذي كان فيه العديد من المسئولين على أتم استعداد لمعاقبة وتعقب القرضاوي، إلا أنها في نفس الوقت كان هناك مجموعة أخرى تجري اتصالات للتعاون معه، وكذلك اتصالات مع تغاضت عن تلك النقطة، بل بدلا من ذلك، قيل إنها لإظهار مجموعة ملتزمة بتحقيق إصلاحات سياسية أكثر واقعية، وذهب التقرير إلى ضرورة عرض المعتقدات السياسية للجماعة، خاصة وأنها تستند إلى القيم العالمية.




المجلس الإسلامي البريطاني، وجماعة الإخوان المسلمين ولكن بشكل أوسع، على الرغم من تزايد الاحتجاجات من أولئك الذين يشكون في حكمة وفعالية هذه السياسة والمناهضين لها، وكان ديفيد كاميرون هاجم في لقاء له مع حزب العمال عام 2008، الحركات الإسلامية الموجودة في لندن، قائلا: "ينبغي أن تنعكس القيم البريطانية في السياسات الحكومية، ويجب أن تكون الرسالة واضحة لأولئك الذين يرفضون الديمقراطية؛ الذين يدعون الكراهية؛ لأولئك الذين يشجعون العنف؛ أنتم لستم جزءا من التيار الرئيسي من المجتمع الإنجليزي، كما أنكم لن تحصلوا على التمويل الحكومي بعد الآن؛ لأنكم ببساطة جزء غير مرحب بكم في مجتمعنا، سوف نهزم عقلياتكم المتطرفة حتى لو اضطررنا لمواجهتكم".
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/270.jpg


والعمل مع القطاعات والمؤسسات التي توجد فيها مخاطر الراديكالية الإسلامية، وذلك بالتنسيق بين مكتب الأمن وقسم مكافحة الإرهاب ومقره بوزارة الداخلية البريطانية، وتوجيهها من خلال واحدة من ثلاث مناطق رئيسية هي: السلطات المحلية، والشرطة، والعمل الدولي.



http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/271.jpeg


ولكن مع ثورات الخريف العربي وسقوط النظم الحاكمة في عدد من الدول العربية، تغيرت تلك المرتكزات في سياسة بريطانيا مع جماعة الإخوان على مستوى الدول العربية سواء في سوريا ومصر وتونس، واتخذ التعاون بينهما منحدرا جديدا.

الزمزوم
2015-11-07, 14:33
"لندن ستان" أرض الهروب لإرهابي العالم

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/272.jpg


بعد غيبوبة طويلة أمرت الحكومة البريطانية برئاسة ديفيد كاميرون، بإجراء تحقيق حول جماعة «الإخوان»، للنظر في فلسفة وأنشطة الجماعة، وكيف ينبغي أن تكون سياسة الحكومة البريطانية تجاهها، حسبما ذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي"، في أقوى قرار اتخذته الحكومة البريطانية منذ نشأة الجماعة في مطلع القرن الماضي، وبعد عقود كاملة من التعاون المشترك والرعاية التي تصل لحد حماية الجماعة في المجتمع الإنجليزي، لتكون بقرار كاميرون أول ضربة توجهها الحكومة البريطانية الراعي الرسمي للتنظيم الدولي للجماعة للإخوان المسلمين، في خطوة استباقية غير متوقعة من بريطانيا، والتي طالما تجنبت حظر الإخوان كجماعة، بل منحت كافة أنشطتها الشرعية القانونية للعمل داخل الأراضي البريطانية، وذلك لاعتمادها عليهم منذ هجمات 2005، لمواجهة جماعات الإسلام الأصولية المتشددة مثل "الغرباء" و"المهاجرون" و"حزب التحرير".التقارير الصحفية تشير أن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء أمر بتحقيق عاجل حول وجود جماعة «الإخوان» ونشاطها في بريطانيا على خلفية المخاوف من قيامها بأنشطة متطرفة، واستخدام لندن مركزا لعملياتها الدولية، ومكانا للقاءات قادتها، فيما لم تعط
الحكومة البريطانية تفاصيل أخرى بهذا الشأن، يشارك في التحقيقات كل من الاستخبارات البريطانيةMI6 ، والاستخبارات الخارجية MI5، للتأكد من مدى ضلوع الجماعة في الهجوم على حافلة سياحية بمصر (انفجار طابا)، مشيرة إلى أن «كاميرون» طلب تحديد عدد أعضاء الجماعة الموجودين في بريطانيا حاليا.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/273.jpg
محمد سويدان، وضياء المغازي

تعد هذه هي رد الفعل الأول من بريطانيا تجاه جماعة الإخوان المسلمين، بعد عقود من الرعاية والدعم منذ إنشاء الجماعة حتى الآن، ويرى المحللون أن هذه الخطوة جاءت بعد ضغوط هائلة مارستها السعودية والإمارات ومصر على لندن، من أجل اعتبار الإخوان «جماعة إرهابية» ومنعها من استخدام لندن مركز عمليات للتنظيم الدولي،لكنها ستتجنب الحظر الكامل لتلافي إغضاب قطر، وهي شريك مهم أيضا بالنسبة لبريطانيا، والتي نجحت مؤخرا في تسوية بعض أوضاع أعضاء الجماعة في لندن، من خلال بوابة مكتب للمحاماة تخصص في استقبال قضايا الإخوان، منهم محمد سويدان، وضياء المغازي، التسوية التي ستكون بمثابة مقدمة لدخول عشرات القيادات الإخوانية إلى لندن.المتابعون لمواقف بريطانيا السياسية تجاه الدولة المصرية، يعلمون جيدا أن كل المطلوبين من القضاء المصري يعيشون في عاصمة الضباب لندن، الإسلاميين والإرهابيين منذ الثمانينيات يعيشون هناك، ورجال الأعمال الهاربين من قروض البنوك في القضية التي عرفت في التسعينيات باسم "نواب القروض"، ليلحق بهم رجال نظام لكنها ستتجنب الحظر الكامل لتلافي إغضاب قطر، وهي شريك مهم أيضا بالنسبة لبريطانيا، والتي نجحت مؤخرا في تسوية بعض أوضاع أعضاء الجماعة في لندن، من خلال بوابة مكتب للمحاماة تخصص في استقبال قضايا الإخوان، منهم محمد سويدان، وضياء المغازي، التسوية التي ستكون بمثابة مقدمة لدخول عشرات القيادات الإخوانية إلى لندن.المتابعون لمواقف بريطانيا السياسية تجاه الدولة المصرية، يعلمون جيدا أن كل المطلوبين من القضاء المصري يعيشون في عاصمة الضباب لندن، الإسلاميين والإرهابيين منذ الثمانينيات يعيشون هناك، ورجال الأعمال الهاربين من قروض البنوك في القضية التي عرفت في التسعينيات باسم "نواب القروض"، ليلحق بهم رجال نظام مبارك عقب ثورة 25 يناير، ليكون في ركابهم الإخوان المسلمون الذين يأتون في ذيل القائمة، مسلسل الهروب من مصر إلى لندن وغيرها بدأ منذ القرن الماضي ومستمر حتى الآن، لتحتل بذلك بريطانيا المركز الأول في تعداد الهاربين من العدالة المصرية، وبخاصة جماعة الإخوان بها؛ نظرا لوجود عدد كبير من قيادات الجماعة الإرهابية لتتحول إلى مقر جديد للجماعة عقب هروب عدد كبير من أعضائها بعد اندلاع ثورة 30 يونيو.


"لندن" الراعي الرسمي للتنظيم الدولي للإخوان الإرهابيين

تعد بريطانيا الآن من أكثر الدول الداعمة لنظام الإرهاب كما أنها من أكثر الدول التي تمنح حق اللجوء السياسي للمتهمين بالإرهاب على مستوى العالم، وهي نفس الدولة التي ساعدت في إنشاء جماعة الإخوان المسلمين، والتي قدمت لهم الدعم المالي والاستخباراتي على مدار عقود، هي نفس الدولة التي فتحت لهم أبوابها ليعيشوا في أراضيها وتحت كنف حماية شرطتها، بل منحت بعضهم معاشا من الضمان الاجتماعي ، ووفرت لهم المساكن وأحيانا سيارات مجهزة بأحدث المعدات، وكل ذلك من أموال دافعي الضرائب، فهناك من عاش قرابة عقدين «لاجئا» في لندن يحيون على الإعانة الاجتماعية، دون أن يدفعوا بنسا واحدا للضرائب أو يعرق في أي عمل.
هذا التقرير هو رصد لأهم الشخصيات التي فرت إلى لندن سواء من جماعة الإخوان المسلمين، أو من الجماعات الأصولية المتطرفة، والتي آوتهم لندن ومنحتهم حق اللجوء السياسي، من أفراد الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين ليعيشوا في كنفها، تحت وسمع أبصار السلطات البريطانية بشرطتها وجهازها الاستخباراتي، مقدمة لهم الأمن السياسي وحقوق المواطنة بالتجنس.

أولا: التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/275.jpg
سعيد رمضان مصطفى مشهور

تعد لندن لجماعة الإخوان المسلمين بفرعيها المصري والتنظيم الدولي العاصمة الثالثة لهم، بعد ألمانيا وسويسرا على مدار عقود، ولكنها في نفس الوقت تعد المركز المالي لجميع أنشطة التنظيم على مستوى العالم.

لمحة تاريخية سريعة:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/276.jpg
مصطفى السباعي

حتى نستطيع أن نرصد أهمية لندن بالنسبة للتنظيم فيجب أولا أن نلقي بلمحة بسيطة على تاريخ التنظيم الدولي خارج الأراضي المصرية، خاصة في أوروبا، البداية كانت عندما أنشأ حسن البنا مؤسس الجماعة، قسم الاتصال بالعالم الإسلامي، وذلك بمجرد أن بدأت الجماعة تستوي على عودها وتستقر قواعدها في مصر، القسم الذي مهمته إنشاء فروع للجماعة خارج مصر والتواصل مع الشخصيات والتيارات القريبة من أفكار جماعته ومن هذا القسم بدأت كل علاقات الإخوان واتصالاتهم في كل أنحاء العالم، البداية انطلقت من مكتب الجماعة في الدرب الأحمر بحي السيدة زينب، ليتحول قسم الاتصال بالعالم الإسلامي إلى وزارة خارجية للجماعة، طالت اتصالاتها معظم بلاد العالم الإسلامي، وخلال سنوات قليلة استطاع القسم ربط جماعة الإخوان بالعالم العربي والإسلامي، وتأسيس عدد كبير من تنظيمات الإخوان في العالم الإسلامي من أندونيسيا إلى المغرب، ومن الصومال إلى سوريا؛ ليؤسس الإخوان فروعا لهم في سوريا ثم الأردن ثم السودان على الترتيب، واضطلع بالمهمة عدد من أبناء هذه البلدان الذين درسوا في مصر وارتبطوا بالجماعة، وأشهرهم مصطفى السباعي الذي صار بعد ذلك المراقب العام للجماعة وأحد كبار منظميها، كما افتتحت تنظيمات أخرى في أندونيسيا والصومال واليمن وأفغانستان.
لا يمكننا إغفال دور سعيد رمضان في تكوين التنظيم الدولي للجماعة، فهو صاحب جهد كبير في هذا الصدد، حيث كان يتمتع بعلاقات قوية مع عدد من أنظمة المنطقة، على رأسها المملكة السعودية، والتي ساعدته بشكل كبير في بناء شبكة علاقات ضخمة للإخوان، خاصة وأن رمضان أحد مؤسسي منظمة المؤتمر الإسلامي، كما ازداد دوره بعد هجرته إلى أوروبا واستقراره في سويسرا، حيث حصل على الجنسية السويسرية وأصدر مجلة (المسلمون) الشهيرة.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/278.jpg
مالكولم إكس



كما أسس رمضان المركز الإسلامي في جنيف، الذي نجح في نشر الفكر الإخواني فيها، ليمتد التنظيم إلى أمريكا أيضا حتى طال عددا من الشخصيات المعروفة، مثل الأمريكي مالكولم إكس الذي تأثر كثيرا بعلاقته برمضان في تحوله إلى عقيدة أهل السنة، ومن مركز جنيف الذي كان أول وأهم قاعدة للإخوان في أوروبا، انتشرت شبكة المراكز والمؤسسات الإخوانية الأخرى، وأهمها على الإطلاق المركز الإعلامي في لندن والمركز الإسلامي في ميونيخ بألمانيا الذي شهد المراحل الأخيرة لإعلان التنظيم الدولي الرسمي للجماعة في 1982.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/279.jpg
مصطفى مشهور

لكن إذا كان هناك شخص يمكن أن ينسب إليه دور اللاعب الرئيسي في تأسيس هذا التنظيم بشكله الحالي، فهو مصطفى مشهور أحد أكثر قيادات الجماعة تأثيرا في بنائها بعد مؤسسها الشيخ حسن البنا، فعقب خروجه من السجن مع بقية قيادات الجماعة في عام 1973، بدأ مشهور العمل على الفور ومعه عدد من القيادات التي جمع بينهاالانتماء والعمل معا في النظام الخاص، أمثال كمال السنانيري وأحمد الملط ونفيس حمدي وأحمد حسنين.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/280.jpg
أنور السادات

وعلى الرغم من الملاحقة الأمنية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات للجماعة في الأول من سبتمبر 1981، وقبل أيام من قرارات 5 سبتمبر الشهيرة، التي بموجبها أصدر السادات اعتقال مئات المعارضين من مختلف القوى والتيارات السياسية في مصر، استطاع مشهور الهرب متجها إلى الكويت لينجو بنفسه من حملات الاعتقال، التي طالت أكثر من ألف وخمسمائة قيادة سياسية معارضة، وظل مشهور القطب الإخواني الكبير الذي عرف بقدراته التنظيمية غير العادية متنقلا بين الكويت وألمانيا ما يقرب من عام كامل، حتى أعلن في 29 يوليو سنة 1982 تأسيس التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وأعلن لائحته التنظيمية الرسمية التي عرفت بالنظام العام للإخوان المسلمين، إشهار اللائحة التنظيمية للتنظيم الدولي كانت عام 1982 وهو موجود منذ عهد مصطفى مشهور، أحد مرشدي الجماعة من عام 1974 حتى 2002.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/281.jpg
أبو الأعلى المودودي







http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/282.jpg
عمر التلمساني

وخلال خمس سنوات قضاها الشيخ مصطفى مشهور خارج البلاد كان قد استطاع خلالها تأسيس أول تنظيميا لقيادة الجماعة وإن كانت متوافقة معها في المنهج وإن اختلفت معها جزئيا في طبيعة البرامج التربوية، مثل الجماعة الإسلامية في باكستان التي أسسها الشيخ أبو الأعلى المودودي، والحزب الإسلامي (باس) في ماليزيا وحزب الرفاه بقيادة نجم الدين أربكان في تركيا.


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/283.jpg
محمد مهدي عاكف

وعندما تولى محمد مهدي عاكف مسئولية مكتب الإرشاد، حاول إصلاح ما أفسده الهضيبي في فترة ولايته، حيث يعد عاكف من أبرز من تحملوا مع مصطفى مشهور عبء تأسيس التنظيم الدولي، حيث سافر معه قبل أيام قليلة من أحداث سبتمبر 1981، متجها إلى ألمانيا حيث تولى مهام تأسيس وإدارة المركز الإسلامي في ميونيخ، والذي تحول إلى مقر لاجتماعات التنظيم الدولي، وكان المكان الذي ولد فيه التنظيم رسميا ومنه أعلنت وثيقة التأسيس أو اللائحة الرسمية في 29 مايو من عام 1982، وهو ما سمح له ببناء علاقات واسعة مع قيادات تنظيمات الإخوان في كل أنحاء العالم، كما كان له دور كبير في ملفات الإخوان العالمية وعلى رأسها ملف الجهاد الأفغاني، كما تولى أيضا مهام ومسئولية قسم الاتصال بالعالم الإسلامي مما مكنه من عمل شبكة علاقات عالمية واسعة ليست فقط داخل التنظيمات الإخوانية المعتمدة بل وتنظيمات إسلامية أخرى مستقلة.

الزمزوم
2015-11-07, 14:53
الإخوان من تسلق 25 يناير إلى محاكمة ثورة 30 يونيو


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/304.jpg
كاميرون


العلاقة بين الإخوان وبريطانيا بين ثورتي يناير 2011، ويونيو 2013


تذبذبت العلاقة بين جماعة الإخوان وبريطانيا بحلول ثورة 25 يناير 2011، وكان التوتر هو السمة العامة للتعاون الإخواني – البريطاني، في أعقاب الثورة، خاصة وأن ديفيد كاميرون كان لديه بعض التوجهات والرؤى بخصوص جماعة الإخوان، وعلى الرغم من أن كاميرون يعد أول مسئول غربي يزور مصر بعد تنحي مبارك في فبراير 2011، إلا أن كاميرون رفض لقاء أي عضو من الجماعة في مصر، الأمر الذي دفع عصام العريان، أحد المتحدثين باسم الجماعة وقتها، ليعلق على رفض كاميرون بأن مصر قد أنهت الاحتلال البريطاني منذ 65 عامًا.
السمة العامة للتعاون الإخواني – البريطاني، في أعقاب الثورة، خاصة وأن ديفيد كاميرون كان لديه بعض التوجهات والرؤى بخصوص جماعة الإخوان، وعلى الرغم من أن كاميرون يعد أول مسئول غربي يزور مصر بعد تنحي مبارك في فبراير 2011، إلا أن كاميرون رفض لقاء أي عضو من الجماعة في مصر، الأمر الذي دفع عصام العريان، أحد المتحدثين باسم الجماعة وقتها، ليعلق على رفض كاميرون بأن مصر قد أنهت الاحتلال البريطاني منذ 65 عامًا.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/305.jpg
محمد مرسي

لم يدم التوتر طويلا، فأثناء حكم المجلس الأعلى

لم يدم التوتر طويلا، فأثناء حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وما شابها من أخطاء، توترت العلاقة بين الإخوان والمجلس العسكري، ولكن من ناحية أخرى ثمة تعاون كان قد بدأ بين الجماعة في مصر وبين الحكومة البريطانية غيرها من الحكومات الأوروبية، وذلك خلال المرحلة الانتقالية التي سبقت انتخاب «محمد مرسي» رئيسًا لمصر، حيث قام وفد من الخارجية البريطانية بزيارة مقر «الإخوان» في الإسكندرية، وعبرت الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي عن اهتمامهم بالتعاون مع أي تيار يرحب بالديمقراطية، وذلك بعد زيارة «كاميرون» بشهرين، متناسين تصريح السير ريتشارد ديرلوف، المدير السابق لخدمة الاستخبارات السريةMI6 ، في مارس 2011، بأن جماعة الإخوان، "ما هي إلا منظمة إرهابية في داخلها"، وذلك بدعوى حرص بريطانيا على دعم تطوير الديمقراطيات الليبرالية، بعد عقود من الدكتاتورية القمعية للحكومات العربية.
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/306.jpg
ويليام هيج

في الوقت ذاته، كان هناك بعض المسئولين الذين يشعرون بالقلق من تزايد مخاطر احتضان النظم الإسلامية الراديكالية، دون قيد أو شرط، الأمر الذي جعل ويليام هيج وزير الخارجية الإنجليزي يعرض دعما حذرا للثورات العربية منذ أن بدأت الأحداث في تونس تتكشف، حيث قال في محاضرة له بكلية لندن للاقتصاد في مارس 2012: "هذه الثورات ليست لدينا، وأننا لا يمكن أن نحدد مستقبل هذه البلدان.. الشرعية التي يمنحها النجاح الانتخابي يجعل من الصعب توجيه انتقادات علنية للإسلامين الذين تصدروا المشهد السياسي مؤخرا، مؤكدا أن حكومته سوف تدعم وتحترم اختيارات الشعب في المنطقة، وهذا الدعم غير مشروط".
http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/307.jpg
أليستر بيرت

مثل هذه التعليقات تعكس استعداد بريطانيا لإعطاء إعفاء جديد للأنظمة التي ستفرزها ثورات الربيع العربي، الأمر الذي يتطلب التعامل مع الإخوان والأحزاب الإسلامية الأخرى، ولكن فقط على أساس بعض الشروط الغير قابلة للتفاوض، منها احترام حقوق وكرامة الإنسان، بما في ذلك حرية التعبير والمساواة بين المرأة والرجل، وهي القيم العالمية التي يجب أن تحترمها جميع النظم السياسية هناك، وشاطره هذا الرأي كل من حزب المحافظين وأليستر بيرت وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية، الذي استطاع تقديم تقييم أكثر صراحة عن ما توقعته وزارة الخارجية آنذاك، حيث قال: "سنقوم بالتعامل مع أي جماعة تحترم العملية الديمقراطية والقيم التي نحن ندعمها، وهذا يشمل حقوق الأقليات العرقية والدينية والنساء، إن الديمقراطية ليست فقط حول الانتخابات، بل متعلقة بمطالب الشعب التي ينبغي الوفاء بها"، ولتحقيق هذه الرؤية، أنشأت الخارجية البريطانية بمشاركة عربية مركزا يسمى "السياسة الخارجية الاستباقية"، هدفه تنسيق رد فعل بريطانيا الاستراتيجي فيما يحدث في الدول العربية، ولتحقيق تطور سياسي واقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، بما يخدم مصالح بريطانيا في المنطقة، الأمر الذي جعلها تطلق 118 مخططا رسميا في فبراير 2011 من قبل ويليام هيج، وبقيادة وزارة الخارجية، وبدعم كامل من وزارة التنمية الدولية البريطانية، على أن تكون مسئولية إدارة الصندوق مشتركة بين وزارتي الخارجية والتنمية الدولية، والتي خصصت له 110 ملايين جنيه استرليني على مدى أربع سنوات، 40 مليون جنيه استرليني قادمة من وزارة الخارجية البريطانية، و70 مليون جنيه استرليني من الجهة العربية، هذه الأموال تم تخصيصها لتعزيز ثلاثة أهداف رئيسية، والتي تشمل: المشاركة السياسية، وحرية التعبير، والحكم الرشيد حيث يتضمن هذا الأخير الالتزام بسيادة الدول، ومساعدة الدول للتحول إلى نظم ديمقراطية، مثل هذه التعليقات منذ أوائل عام 2011، يعد اعترافا بشرعية الإسلاميين وبشرعية نجاحهم في صناديق الاقتراع.وهذا وحده يفسر موقف بريطانيا من ثورة 30 يونيو، باعتبار تلك الثورة ما هي إلا انقلاب عسكري، وأيضا يفسر دعمها الدائم للجماعة منذ 30 يونيو؛ لأنها أولا لم تخرج تلك الثورة من رحم صناديق الانتخابات، ثانيا لأن الدعم الذي قدمته للإسلاميين كان متماشيا
لمصالحها في تلك الفترة، ثالثا وهذا الأهم لأن أموال دافعي الضرائب والذي تم تقديمها كنوع من الدعم للأنظمة الديمقراطية، ذهب للتنظيم الدولي الذي خصصه لدعم 50 مشروعا في مختلف البلدان العربية، بما في ذلك مصر، مشاريع طويلة الأجل من شأنها وفقا لما قاله السير مارك غرانت، سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة، إحلال الفوضى بدرجات متفاوتة في تلك البلدان، وذلك قد يستغرق جيلا ليتحول الربيع العربي إلى خريف في جميع أنحاء المنطقة.ولهذا فإن التطورات الأخيرة، تمثل إعادة تقويم جديدة للسياسة البريطانية فيما يتعلق بالإسلاميين، سواء في الداخل أو الخارج، في حين أن قطاعات الحكومة، وبخاصة داخل وزارة الخارجية، التي تبنت الحركات الإسلامية بطريقة غير نقدية، عموما في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وخصوصا بعد أحداث 7 يوليو، فإن الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب المحافظين حاليا تشير إلى أنه ينتهج طريقا أكثر قوة لمنع تكرار تلك الأحداث، والنهج المفضل لتحقيق ذلك من خلال عقد صفقات مع الحكومات الإسلامية الحاكمة.





لندن محطة لمحاكمة النظام المصري الحالي


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/308.jpg
المكتب الإعلامي للجماعة

بعد تصعيد الحكومة المصرية من حصار الجماعة عقب ثورة 30 يونيو، وإعلان الحكومة بأن جماعة الإخوان حركة إرهابية، قرر أعضاء حزب الحرية والعدالة نقل نشاط الحزب إلى مكان غير متوقع وهو شمال لندن.
وأصبح المكتب الإعلامي للجماعة والمدفون في العاصمة اللندنية واحدا من أنشط الأذرع لها، لإطلاق التصريحات الصحفية، والتنسيق مع مكاتب التنظيم في جميع أنحاء العالم في مصر والولايات المتحدة، وأوروبا وتنظيم الاحتجاجات، والتي تأتي ضمن استراتيجية الجماعة الجديدة والتي انتهجتها لتأليب الرأي العام العالمي ضد الحكومة المصرية، بالإضافة إلى تعاقدها مع أنشط المحامين البريطانيين لرفع قضايا جنائية ضد الحكومة المصرية الحالية.


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/309.jpg
إبراهيم منير وجمعة أمين


تعد لندن هي المكان الطبيعي للجماعة خارج مصر، فهناك يوجد مكتب موقع الإخوان المسلمين الإنجليزي "إخوان أون لاين"، والذي تم إطلاقه عام 2005، وهي الوجه الغربي الصديق للحركة الإسلامية في لندن، بل وتعد التجسيد الأول لها والذي تعود جذوره إلى 1990، عندما تم افتتاح "مركز المعلومات العالمية"، والذي يهدف إلى توصيل رسالة الجماعة إلى وسائل الإعلام العالمية، إبراهيم منير المتحدث باسم جماعة الإخوان في أوروبا، والمقيم في العاصمة البريطانية ، في الوقت الذي يسعى فيه جمعة
أمين، القيادي الثاني في الجماعة، لطلب اللجوء السياسي إلى لندن بعد تلقيه العلاج هناك قبل بدء الحكومة بحملة اعتقالات واسعة لقيادات الجماعة في مصر.لا تزال الصورة غير متضحة المعالم للدور الذي يلعبه فرع لندن لجماعة الإخوان اليوم، خاصة وأن المشاركين فيه حذرون بشدة بخصوص تقديم تفاصيل؛ خوفا من تداعيات الأمر والتي قد تتخذ ضد أفراد الجماعة مرة أخرى في مصر، ووفقا لصحيفة "دايلي اندبندنت" الصادرة من مصر، فإن انتشار الجماعة ووصولها إلى وسائل الإعلام الدولية أخذ وقتا طويلا.
لذلك ليس بغريب أن ينعكس هذا الانتشار في قدرة الجماعة في حشد المغتربين وبعض من أفراد الجاليات المسلمة لتنظيم الاحتجاجات الأسبوعية في لندن لدعم مرسي ، التي شملت في الماضي مظاهرات الإبداعية مثل سلسلة بشرية أسفل منطقة التسوق الرئيسية بها، وشارع أكسفورد.





http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/310.jpg
مايكل مانسفيلد



يأخذ فرع الإخوان المسلمين في لندن اليوم على عاتقهم في العمل مؤخرا مع مايكل مانسفيلد المعروف وفريق الأحلام، وهو مكتب محامين بلندن المعروف دوليا، أما مانسفيلد فهو من أشهر المحامين المخضرمين الذين مثلوا محمد الفايد رجل الأعمال المصري، في التحقيق في وفاة ابنه عماد والأميرة ديانا، التعاون لبدء الإجراءات القانونية التي تتخذها الجماعة ضد الحكومة المصرية، وربما في المحكمة الجنائية الدولية.
الدعوى التي أقامها حزب الحرية والعدالة وأعضاء مجلس الشورى المنحل، موجهين تهما للجيش والحكومة المصرية المؤقتة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مع التركيز على أحداث عنف، مثل فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، حيث قتل أكثر من 600 شخص.
مكتب الإخوان في لندن رفض الكشف عن عدد أفراده الموجودين في لندن، ولكن وفقا لتقرير موقع مجلة "فورين بوليسي" فإن هناك تنظيم هرمي لفرع لندن، منظم جدا، يعمل بنشاط كامل منذ عقود حتى الآن، لبناء قاعدة من المنتمين للإخوان أو الداعمين لمشروعهم.
ويشير التقرير بأن مجموعة لندن تمتد إلى أجيال، حيث بدأ قادتها الفارون إلى أوروبا في 1950، عندما قام عبد الناصر بشن حملة اعتقالات واسعة ضد الإخوان، والتي تعرف بـ"المحنة الثانية".



http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/1/311.jpg
خيرت الشاطر وعبدالله حداد

يعد خيرت الشاطر محورا مهما في توسيع أنشطة الإخ ابن عصام الحداد، من أنشط أعضاء جناح الإخوان في لندن.
ويقول التقرير: "لندن أصبحت مسرحا للعبة القط والفأر بين جماعة الإخوان المسلمين، الذين يعملون بحذر شديد وبين السلطات المصرية التي تراقبهم عن كثب، وترصد أنشطة الإسلاميين في العاصمة البريطانية".
ما يقوم به الإخوان هو استمالة باقي الجالية المسلمة الداعمة لموقف الجيش؛ لأن الجالية المصرية في لندن ليست كلها موالية لجماعة الإخوان، خاصة وأن أغلب المصريين المقيمين في بريطانيا يفضلون أحمد شفيق رئيس الوزراء الأخير في عهد حسني مبارك، في الانتخابات الرئاسية، ويحاول أنصار الإخوان الفارين إلى لندن استغلال ممارسات الحكومة ضدهم في مصر، لاستمالة المناهضين لهم وكسب تأييدهم.

الزمزوم
2015-11-07, 16:35
عبد الرزاق مقري .. الأب الروحي لفكر "الإخوان" في الجزائر



(http://www.islamist-movements.com/print.aspx?3753)http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/0/3/500x282o/753.jpg?q=2

عبد الرزاق مقري من مواليد 23 أكتوبر 1960، مفكر سياسي جزائري وبرلماني سابق، ورئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية منذ المؤتمر الخامس للحركة التي أسسها محفوظ نحناح والذي كان الأب الروحي لفكر الإخوان المسلمين داخل الجزائر


حياته

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/5/646.jpg

يعرف عنه أنه كان إماما وخطيبا لصلوات الجمعة في عدة مساجد في الولاية خاصة نهاية الثمانيات و بداية التسعينات .. و قبل ذلك عرف بنشاطه الطلابي و الدعوي في ولايات الشرق الجزائري أيام دراسته الجامعية في مدينة سطيف، ضمن إطار ما سمي حينها في الجزائر بالصحوة الإسلامية. وبعد تأسيس حركة المجتمع الإسلامي حماس سنة 1991 (حمس لاحقا)، من قبل محفوظ نحناح و رفيق دربه محمد بوسليماني تم ضم عبد الرزاق مقري إلى المكتب التنفيذي الوطني للحركة و استمر فيه حتى وفاة المؤسس، ثم استمر فيه كذلك بعده كنائب لرئيس الحركة الذي خلف المؤسس - أبو جرة سلطاني .


نشاطه السياسي وتوجهاته

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/5/647.jpg

عبد الرزاق مقري مدير مركز البصيرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعلّمية، والذي عُرف أيضًا بمعارضته للنظام الحاكم في الجزائر فقد ساهم بشكل كبير في سحب حركة مجتمع السلم نحو تبني خطاب المعارضة بعد خروجها من التحالف الرئاسي لسبب فشل النظام في تبني إصلاحات سياسية حقيقية في ظل وضع إقليمي خاص ميزته ثورات الربيع العربي، ويقال إن للدكتور عبد الرزاق مقري دورًا رئيسيا في فك هذا الارتباط الذي استمر بين حمس و النظام لأكثر من 15 سنة، هو في الأصل حامل لدكتوراه في الطب والتي زاولها في مسقط رأسه - المسيلة - إلى سنة 1997، العام الذي تم انتخابه فيه عضوا في البرلمان الجزائري و الذي استمر فيه إلى 2007 رافضا إعادة الترشح مرة أخرى حسب ما صرح به في الصحف حينها. خلال السنوات العشر في البرلمان تقلد منصب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني و كذا رئيس الكتلة البرلمانية لحزبه. بعد خروجه من البرلمان برز كنائب لرئيس حركة مجتمع السلم وذلك بعد أن تم تجديد انتخابه في هذا المنصب لمدة خمس سنوات جديدة خلال المؤتمر الوطني للحركة سنة 2008 ثم كرئيس للحركة بعد انتخابه وتزكيته من المؤتمرين في منافسة وصفت بالديمقراطية مع عبد الرحمن سعيدي رئيس مجلس الشورى السابق خلال المؤتمر الخامس سنة 2013


نشاطه الفكري والثقافي

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/5/648.jpg

أسس مركز البصيرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعليمية ويديره حاليا، وهو مدير تحرير الدوريات المتخصصة الصادرة عن المركز أيضا، و هي دراسات اقتصادية، دراسات استراتيجية، دراسات إسلامية، دراسات قانونية، دراسات اجتماعية، دراسات أدبية، و يعتبر باحثا متعاونا مع العديد من المراكز البحثية العربية مثل مركز دراسات الشرق الأوسط (الأردن)، مركز الإعلام العربي (مصر)، مركز الزيتونة للدراسات الاستشارات (لبنان)


أكاديمية جيل الترجيح

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/5/649.png

عبد الرزاق مقري هو المؤسس والرئيس الفخري لأكاديمية جيل الترجيح للتأهيل القيادي والتي تعنى بتكوين عدد من الشباب وتدريبهم على القيادة في عدة أقاليم من الجزائر. كما يعتبر مقري نفسه تلميذا لمحمد أحمد الراشد الذي هو من أكبر المنظرين لفكر الاخوان في العصر الحديث خاصة في الجانب التربوي الذي اعتمد عليه كثيرا في تأسيسه لأكاديمية جيل الترجيح.


نشاطه دوليا

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/5/650.jpg

أما عن نشاطه الدولي، فإن لمقري ظهورًا بارزًا في دعم القضية الفلسطينية وقد يكون أكثر المغاربة نشاطا وتحركا في هذا الاتجاه وهو عضو في مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية التي يرأسها يوسف القرضاوي كما أنه أمين عام فرع الجزائر . و قد كان من رواد أسطول الحرية الشهير الذي اعترضته القوات الإسرائيلية وقتلت عددا من ركابه، حيث ذكر بينهم قبل أن يتأكد أن الخبر غير صحيح. بعد المنع الإسرائيلي لأسطول الحرية من دخول المياه الاقليمية لغزة، سنحت له فرص اخرى لدخول غزة أبرزها كان مع قافلة شريان الحياة 5 والتي ترأسها النائب البريطاني المناصر للقضايا العربية جورج جالاوي و قد كان مقري خلال هذه القافلة رئيسا لوفد المغرب العربي، وأيضا قافلة أميال من الابتسامات التي صادفت احتفال الفلسطينيين هناك بذكرى ربع قرن من انطلاقة حركة حماس و كذا الاحتفال بما اعتبرته حماس نصرا عسكريا في معركة حجارة السجيل (عمود السحاب - حسب التسمية الإسرائيلية ).
وقد كرمه خلال إحدى زياراته لغزة إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة بالجنسية الفلسطينية رفقة جميع المشاركين في أسطول الحرية نظير جهودهم في كسر الحصار عن غزة.



نقده للإخوان طرح الدكتور عبد الرزاق مقري كتابا بعنوان "البيت الحمسي": مسارات الت

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/5/651.jpg

طرح الدكتور عبد الرزاق مقري كتابا بعنوان "البيت الحمسي": مسارات التجديد الوظيفي في العمل الإسلامي، وقد كان في الحقيقة "برنامج حملة انتخابية" لرئاسة الحزب، يعرض تصوّر الرجل لإشكالات الحركة الإسلامية في بُعديها المحلّي والعالمي، وإن ركّز على الواقع الجزائري، منطلقًا من تجربة حركة الراحل محفوظ نحناح.
يتحدث عبد الرزاق مقري في البداية عن بعض المُعطيات التاريخيّة التي ظلت طيلة عقود محلّ جدال بين الإسلاميين المتنازعين بشأن أهل "الفضل والسبق" في البناء التنظيمي للحركة الإسلامية في الجزائر، وبهذا الصدد، يعترف المؤلف أن الشيخ محفوظ نحناح حينما خرج من السجن سنة 1981 كان تنظيمه “ضعيفًا مفكّكا يعتمد على عناصر أغلبهم بلا مستويات علمية عالية، لكن اجتمعت له ظروف ساعدته على التحاق قيادات محلية عالية الكفاءة بتنظيمه، ومن هذه الظروف انحياز تنظيم الإخوان المسلمين إليه في النزاع على الصلة، بينه وبين الشيخ جاب الله” (ص 45)، ثمّ يذهب أكثر من ذلك، ليقرّ بمسؤولية الإخوان العالميين سنوات الثمانينات في منع قيام الوحدة بين الفصائل الإسلامية الجزائرية، إذ ينقل عن شيخه الروحي الدكتور أحمد بوساق قوله: "لو كنت اتبع هوى نفسي لجمعت كل القوى الإسلامية في الجزائر من أجل محاربة الشيخ محفوظ (بسبب مسؤوليته ومسؤولية الإخوان المسلمين في فشل مسعى الوحدة)، لكن حينما أتبّع العقل والشرع، أقول لكم كونوا مع الشيخ محفوظ لأنه رغم سلبياته هو أفضل من غيره من الدعاة في الجزائر” (ص 79)، نعم يضع الجملة الاعتراضية المشار إليها أعلاه بين مزدوجين، وقد شعرت أن الدكتور مقري تعمّد حصر العبارة السالفة بين قوسين حتى لا يتحمّل مسؤولية الإقرار بها، لكنها في النهاية، تفيد موقف فصيل معتبر في تلك المرحلة، يسمّى جماعة الحياد التي كان ينتمي إليها المؤلف في جامعات الشرق/الوسط الجزائري قبل اندماجها في الهيكل الإخواني لاعتبارات تقديرية رأتها المجموعة المذكورة.
في مسألة أخرى تتعلق بالأنماط التنظيمية التي عرفتها الجماعة، يرى مقري "أن التيار الجارف لجبهة الإنقاذ لم يؤثّر في تماسك الحركة كالتأثير الذي صنعه تغيير الطبيعة الهيكلية والمقاربات التنظيمية التي اتّجه إليها الشيخ حينما أراد الانتقال من جمعية الإرشاد إلى تأسيس الحزب، وخصوصًا حينما قاد الحركة إلى قرار التكييف الذي بموجبه اندمجت الجماعة في الحزب"، مضيفا أن "تلك التحولات أدت إلى اهتزازات كبيرة في المنظومة القيادية، إذ انشق عن الشيخ محفوظ نحناح أكثر من نصف القيادات الجهوية، وكانت كلها ذات كفاءة ومستويات علمية عالية"(ص47).
ويضيف الكاتب ضمن نفس التداعيات، أن تكييف هيكلة الحركة أي (الدمج) ساهم في إرباك "المرجعيات الإسلامية والشرعيّة”، علما أنّ إشكالية غيابها من أهم العقبات التي واجهت مسيرة العمل الدعوي في الجزائر، وقد فاقم دخول أكثر الدعاة معترك الحياة الحزبية والانتخابية من هذا المأزق التاريخي.
يعتبر مؤلف الكتاب في موضع آخر، أن "الخطأ الأساسي الذي وقعت فيه الحركة هو تأخرها في تأسيس حزب سياسي، باعتبارها القوة الإسلامية الأولى والأساسية إلى غاية الثمانينات، مما جعل كل أدائها يقوم على ردود الأفعال التي أصبح يصنعها الصراع الثنائي بين نظام الحكم والجبهة الإسلامية للإنقاذ”، (ص42).
ثم يعرّج المؤلف على تداعيات ذلك الاستقطاب الذي نشب لاحقا بين حركة المجتمع الإسلامي (حماس) وفق التسمية الأصلية وبين الحزب المحلّ، في سياق النأي بالنفس عن الأخطاء الجسيمة الواقعة، إذ يؤكد الرجل بهذا الشأن، أن "إستراتيجية التميّز عن الفيس كانت صحيحة وضرورية وواقعية، بغض النظر عن الأخطاء التكتيكية التي وقع فيها الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، سواء من حيث التصريحات أو السلوك السياسي في توازن العلاقة بين طرفي الصراع”، (ص 42)، قبل أن يقدّم في موضع ثان نماذج عمّا يراها "هفوات"، مثل قول الراحل نحناح: "إنّ الجيش نزل إلى الشارع لحماية الديمقراطية”، على إثر اضطرابات ساحة أول ماي سنة 1994، وكتصريحه عن جبهة الإنقاذ بعد حلّها أن "الزجاجة انكسرت”، (ص80).



مؤلفاته

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/5/652.jpg

له عدة كتابات و مؤلفات وبحوث، منها ما ينشره في شكل مقالات في الصحف الجزائرية ومنها ما تم تأليفه على شكل كتب :
صدام الحضارات: محاولة للفهم.
الحكم الصالح وآليات مكافحة الفساد.
درب المقاومة : جهاد الشعب الجزائري ضد الاحتلال ( 1830 – 1962)
مدخل لفهم العلاقات الدولية.
المشكلات العالمية الكبرى والعلاقات الدولية (دراسة مقارنة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي حول مشكلات التنمية والبيئة في العالم)
الانتقال الديمقراطي في الجزائر: رؤية ميدانية.
الجزائر وفلسطين: الموقف والمشاركة
المشروع الإسلامي: هويته، أهدافه، أدواته، مصادر قوته.
الإسلام و الديموقراطية: نحو مواطنة فاعلة ( تأليف جماعي)
البيت الحمسي: مسارات التجديد الوظيفي في العمل الإسلامي.

الزمزوم
2015-11-07, 16:38
مغازلة إخوانية جديدة لواشنطن في "ثوب جزائرى"



(http://www.islamist-movements.com/print.aspx?31154)http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/3/1/500x282o/154.jpg?q=1

قامت حركة مجتمع السلم " حمس " ذراع الاخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=%u0627لاخوان&exp=31154) المسلمون في الجزائر بمغازلة إخوانية جديدة للولايات المتحدة الامريكية في محاولة منها للتغطية على حالة الانقسام الداخلى في صفوف الاخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=الاخوان&exp=31154) هناك حيث قامت صباح الاربعاء 2-9-2015م سفيرة الولايات الأمريكية المتحدة جوان بولاستشيك بزيارة لمقرالحركة بهدف التعرف على مواقف حمس وآرائها في الشأن السياسي والاقتصادي ومواقفها السياسية تجاه الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/6/683.jpg

وقال عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم " أن لقاءه مع الدبلوماسية الأمريكية يوم الأربعاء2-9-2015م دام حوالي 40 دقيقية وجاء بطلب من الأخيرة، التي استفسرت عن مراحل تأسيس الحركة على يد الراحل الشيخ محفوظ نحناح، وكذا مواقفها السياسية والفكرية وبرامجها. كما تطرقت إلى ما تشهده الساحة السياسية من حراك ووجهة نظر الحركة تجاهها أبرزها الوضعية الإقتصادية والتي يشن ضدها الإسلاميون جملة من الانتقادات وتحميل المسئولين تبعات عدم تنويع اقتصادها وربط مصير أجيال منذ الاستقلال ببرميل النفط.
واشنطن حاولت اخفاء ما تعد له في الجزائر بالتحالف مع الاخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=الاخوان&exp=31154) بمحاولة تبرير الامر على لسان سفيرها السابق هنري انشر بالقول "إن أمريكا لا تتدخل في الشؤون السياسية للجزائر، بل تريد الإطلاع أكثر على الوضع، لأنها بحاجة إلى معطيات حتى تتمكن من انتهاج سياسة معينة حيال الجزائر، وأي سفير حيثما وجد يحاول أن يفهم بشكل أفضل وضع البلد الذي يوجد فيه".


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/6/686.jpg

على الارض يمكن اعتبار حديث السفير الامريكى مجرد كلام لايخرج عن اطار الدبلوماسية لكن الواقع قد يكون غير ذلك، وإلا كيف يتم تفسير التقارير الصادرة عن الإدارة الأمريكية عن الوضع العام في الجزائر ودور الاخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=الاخوان&exp=31154) المسلمين فيه وهو ما دفع الولات المتحدة الى عقد مثل هذه اللقاءات التى لاتعد جديدة فالعلاقات بين الاخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=الاخوان&exp=31154) في الجزائر والولايات المتحدة ممتدة حيث ارتبطت " حمس " مع الولايات المتحدة بعلاقات وطيدة حيث سبق لعبد الرزاق مقري ، الاتصال بمنظمة فريدم هاوس الأمريكية ودعوتها الى ندوة حول الإصلاح السياسي في العالم العربي ، وقالت عنه جريدة الفجر الجزائرية" في الوقت التي تعيش فيه حركة مجتمع السلم أزمة مالية قبل المؤتمر الخامس ، اهتدى رئيس الحزب عبد الرزاق مقري ، إلى البحث عن دعم مالي من الخارج فسافر ، إلى العاصمة الأردنية عمان ، والتقى الناشط الحقوقي الأمريكي الجنسية ، الدكتور الكوبيفي، وهو عضو في المنظمة الأمريكية ”فريدوم هاوس” وهى من نظم مؤتمر ”فريدوم هاوس” حول الإصلاح السياسي في العالم العربي وبذلك وصلتلا رسالة الغزل بين الطرفين الى مبتغاها وفهم منها الأمريكيون أن ما لم يلقوه لدى الإخوان في مصر من تفتح لقوه لدى الإخوان في الجزائر ، وبالتالي البديل السياسي كفكرة على الأقل موجود ، ولو أنه يفتقد إلى الرمزية والتأثير التاريخي الذي يملكه إخوان مصر". الحركة الإخوانية في الجزائر وامعانا في مغازلة الولايات المتحدة على حساب مصالحها الوطنية ولم تندد إطلاقا بخضوع الجزائريين للتفتيش الدقيق أكثر من غيرهم بين أمم العالم، في المطارات الأمريكية، وهو ما مثل إهانة في كامل مطارات الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك حرصا على علاقة الروابط التي يملكها رجل حمس القوي عبد الرزاق مقري، بمنظمة فريدم هاوس الأمريكية في الجزائر، وهي العلاقة التي ألحقت ضررا بالغا بصورة حركة مجتمع السلم وتوجهها الإخواني، واضطرت مسئولي الحركة إلى التبرؤ مما قام به.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/6/687.png

وتشكل هذه العلاقة لأحد أهم رجال أكبر حركة إسلامية سياسية في البلاد، بمنظمة من حجم فريدم هاوس، تأكيدا واضحا على أن فكرة الإخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=الإخوان&exp=31154) كبديل سياسي للأنظمة لا زالت موجودة لدى الولايات المتحدة، وتعمل على ترسيخها وقد نمت العلاقات الأمريكية الجزائرية بداية من يوليو 2001، عندما أصبح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أول رئيس جزائري يزور البيت الأبيض منذ 1985، وهذه الزيارة تبعها لقاء ثان في نوفمبر 2001، وآخر في نيويورك في ديسمبر 2003، وذلك بمشاركة أعضاء حمس من الحكومة الجزائرية.
ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=49&ifr=1&kwn=سبتمبر&exp=31154) 2001 في الولايات المتحدة، تكثفت الاتصالات في المواضيع الأساسية ذات الاهتمام المتبادل، بما فيها تطبيق القانون والتعاون في مكافحة الإرهاب والإخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=والإخوان&exp=31154) طرف فيه، وقد أدان الإخوان بالجزائر رسميًّا الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة ودعمت بكل قوة الحرب على الإرهاب.
وفي أغسطس 2005 قاد السناتور ريتشارد لوجار الرئيس الاسبق للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، ، وفد رئاسي إلى الجزائر والمغرب (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=79&ifr=1&kwn=والمغرب&exp=31154) بمشاركة الإخوان للإشراف على إطلاق سراح 404 أسرى مغربيين متبقين كانت تحتجزهم جبهة بوليساريو في الجزائر.


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/7/6/688.jpg

مما سبق نستطيع ان نؤكد على ان اخوان (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=2&ifr=1&kwn=اخوان&exp=31154) الجزائر في غاية الحرص على توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية وان ادعاءاتهم المستمرة حول مواجهتها غير حقيقة ولذلك فإن التعاون بينهما مستمر املا في ان تدعم واشنطن تجربتهم في الجزائر للوصول للحكم كما فعلت من قبل في مصر .

الزمزوم
2015-11-07, 18:28
الإخوان المسلمون في الجزائر .. بين تناحر "حمس" و"الدعوة للتغيير"





طباعة (http://www.islamist-movements.com/print.aspx?2711) http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/0/2/500x282o/711.jpg?q=14 اخوان الجزائر




مدخل


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/125.jpg
شعار جماعة الإخوان


تشكل الحالة الإخوانية في الجزائر نموذجا للتناحر التنظيمي على كسب ود الجماعة الأم في مصر، وبين "حركة مجتمع السلم": "حَمْس" الإخوانية الأقرب إلى الجماعة الأم و"حركة الدعوة والتغير" الأقرب إلى التنظيم الدولي للإخوان، يبقى إصرار كل طرف في الجماعة الإخوانية الجزائرية على مواقفه من الآخر، في ظل الانشقاق وما تبعه من تشرذم على مستوى القواعد الإخوانية والأفراد، واستحالة فرض حل تنظيمي يجد "الإخوان المسلمون" أنفسهم في وضع جديد يصل إلى مرحلة "نهش الإخوان لأنفسهم من الداخل"، وأن من يمثلهم في الجزائر بلا تنظيم، وإن كانوا تابعين لهم بلا تفكير.







التاريخ والنشأة


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/126.jpg
محمد بوسليماني


هناك علاقة وثيقة بين دور جماعة الإخوان الأم في مصر ووجود تنظيم لجماعة الإخوان في الجزائر، وما بين انتشار أفكار التنظيم بالجزائر، فقد تشكلت جماعة الإخوان في الجزائر على يد الوافدين إلى البلاد من مصر وسوريا؛ لذلك من الصعب تحديد تاريخ رسمي للبداية الفعلية لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين في الجزائر، غير أن العديد من الباحثين يربطون بين حدث سياسي بارز في تاريخ الجزائر وبين ظهور التنظيم الإخواني بها، هذا الحدث يتمثل في مناقشة ميثاق عام 1976م الذي أظهر للسطح تنظيما ناشئا يسمى "الموحدون"، وقد أصدر بيانا بعنوان: "إلى أين يا بومَدين؟"
محمد بوسليماني الذي يعد المؤسس الأول لجماعة الإخوان في الجزائر يتحدث عن هذة الفترة قائلا: "في سنة 1975 ظهر ما نسميه في الجزائر بقانون الثورة الزراعية، وسبقه قانون آخر في عام 1971 م يسمى قانون الأسرة، فتحركت الجماعة لتظهر للمجتمع الجزائري الأخطاء وتظهر للمجتمع الجزائري بأن هناك مؤامرة على الأسرة ليست بالطريقة المباشرة، وإنما بالطريقة القانونية، وكان بعد ذلك مباشرة انتخابات الميثاق والدستور، هذا الميثاق والدستور الذي استطعنا أن نكشف أن الذي صنعه والأيادي التي كتبته، والفكر الذي صنع له الحدث لا علاقة له بالإسلام، ولا علاقة له حتى بالجزائر وفيه عناصر من أصل يهودي؛ لأننا حصلنا بعد ذلك على ست رسائل شكر من جون بولسات، أعتقد أنه كان المدير العام لحركة الشباب الشيوعي في أوروبا أو حاجة من هذا القبيل، وكانت له علاقة وطيدة ولا أقول طيبة مع بومدين، فبعثت لبومدين ست رسائل تهنئة على نجاح المواد الدستورية في الجزائر التي عملت على نشر وعلى تكريس الفكر الشيوعي.
وتابع "وفي هذه الفترة تحركت الحركة ببيان أذكر منه بعض النقاط، منها دعوتنا للشعب الجزائري المسلم إلى رفض نص عريضة الميثاق والتمرد على النظام الحاكم، والمطالبة بتطبيق الإسلام شريعة ومنهاجا.



http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/142.jpg
بومدين


وتعد مناقشات الميثاق الوطني في الجزائر عام 1976 م أول محطة سياسية في تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة هناك، وخاصة الإخوان المسلمين ما بعد الاستقلال، ويبدو أن الرؤى اختلفت بين إطاراتها الأولى في الموقف من الميثاق ومن مناقشته، حيث إن شق من الحركة الإسلامية فضل أسلوب المشاركة الشعبية فيما يتاح من وسائل ومنابر، وذلك من أجل مناقشة بنود الميثاق الوطني وإدخال ما ينبغي من التعديلات والارتقاء بالأسلوب الشعبي، بينما فضل محفوظ نحناح ومن معه أسلوب المعارضة العلنية، التي أدت إلى الإعلان الرمزي عن وجود تنظيم "الموحدون"، والذي هو أقرب إلى تنظيم فرضه البيان من كونه تنظيما موجودا فعلا على أرض الواقع، ذلك أن البيان كان يحتاج إلى توقيع لينسب إلى جهة ما، فإما أن يوقع باسم أفراد، وهذا كانت تحول دونه أسباب أمنية؛ ولذلك لجئوا إلى خيار التوقيع باسم هيئة رمزية سميت "الموحدون" تماهيا مع حركة الموحدين بقيادة المهدي بن تومرت، مؤسس الدولة العريقة في شمال إفريقيا.


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/143.jpg
الدكتور عبد الله النفيسي


وأيا كانت التفسيرات فإن تشكيلة "الموحدون" لم تستمر، إذ سرعان ما تم اعتقال أبرز عناصرها، وعلى رأسهم الشيخ محفوظ نحناح الذي حكم عليه بخمسة عشر سنة سجنا، بعدما لجأ إلى أسلوب استعراضي بقطع أعمدة التلفون في منطقة البليدة تعبيرا عن احتجاج هذا التنظيم الناشئ على إقرار الميثاق الوطني، وكذلك اعتقال الشيخ محمد بوسليماني، وكانت التهم تتراوح بين الإخلال بالأمن العام ومحاولة التدبير للانقلاب وتكوين جماعة محظورة.
في هذة الفترة كان الشيخ محفوظ نحناح على صلة ببعض الأساتذة المدرسين من جماعة الإخوان المسلمين في البليدة، وقاموا بتزكيته لدى القيادة المركزية لجماعة الإخوان التي بايعها أثناء أداء العمرة نفس السنة التي اعتقل فيها، أي في عام 1976م.
وإن كان من الصعب توثيق هذه الرواية بشكل دقيق ذلك لكن الباحث الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي المطلع على شئون جماعة الإخوان اعتبر المرحلة الفاصلة في تاريخ الجماعة بين عامى 1973 و1977، وهي مرحلة الفراغ التنظيمي، وأن التحرك الفعلي باتجاه الأقطار من قبل الإخوان بدأت محاولاته الأولى في عام 1977م، عندما كان محفوظ نحناح في السجن.
لكن الثابت أن تنظيم الإخوان المسلمين في الجزائر لم يتحرك بصفة فعلية، إلا بعد إطلاق سراح الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني في 1980م بعفو شامل من الرئيس الشاذلي بن جديد.
وبذلك يمكن القول أن التشكيل الفعلي لجماعة الإخوان المسلمين في الجزائر تأخر إلى مطلع الثمانينيات، وتحدد بعض المصادر الانطلاقة الرسمية لعمل محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني، تحت مظلة جماعة الإخوان المسلمين -جناح التنظيم الدولي بالتحديد- بعد عودة الشيخ بوسليماني من تونس التي شارك فيها في مؤتمر حركة الاتجاه الإسلامي مطلع الثمانينيات بقيادة الشيخ راشد الغنوشي، وقد انتهز هذا الأخير فرصة وجود ضيوف جزائريين لحضور المؤتمر فعرض عليهم الارتباط الرسمي بتنظيم الإخوان الدولي، ولقي الاستجابة من بعض الحاضرين، من بينهم الشيخ محمد بوسليماني.
الشيخ محمد بوسليماني نفسه يوثق لهذه المرحلة عندما يقول: "خرجنا من السجن وجدنا أن المد الإسلامي عبارة عن سيل، وأن الحركة الإسلامية أخذت بعدها الشعبي والجماهيري قبل تبلور تنظيم الإخوان المسلمين الجزائري بشكله الذي ظهر به في أواسط الثمانينيات، بفعل أن الرموز التاريخية لجماعة الإخوان في الجزائر (نحناح/ بوسليماني) كانا في السجن طيلة مرحلة المد الأول للتيار الإسلامي، وبفعل أن التنظيم الدولي للإخوان بقيادته المركزية في القاهرة والعملية في سويسرا بقيادة سعيد رمضان لم يأخذ بعده العملي والتنظيمي المستقر إلا مع مطلع الثمانينيات.




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/144.jpg
الشيخ عبد الله جاب الله


وأضاف: "يصر الشيخ عبد الله جاب الله على أنه هو أول من رفع شعار الإخوان المسلمين في الجزائر، وعلى حد تعبيره: "نحن أول من عرف بهذا الاسم ومن سجن بسببه"، وكانت علاقات الشيخ جاب الله وطيدة ببعض الأساتذة الإسلاميين من إخوان سوريا؛ ولذلك عرف في بداياته الدعوية بتبنيه لأطروحة سيد قطب على المستوى الفكري وكتابات سعيد حوى (منظر الإخوان السوريين) على المستوى التنظيمي. لكن بروز خطاب جديد في أواسط الثمانينيات يمثل الإخوان أيضا في وسط الجزائر (ما سمي آنذاك جماعة البليدة) بعد خروج محفوظ نحناح وبوسليماني من السجن أدى إلى حدوث تنافس بين الجناحين.
في البداية اتجهت جهود الشيخ بوسليماني إلى توحيد الصفوف وجمع جناحي الفكرة الواحدة، للخروج من أزمة الشرعية والتمثيل الرسمي للإخوان في الجزائر، وكان من ثمار هذه الجهود أن حدثت مصاهرة بين الشيخ بوسليماني والشيخ عبد الله جاب الله تمهيدا للمصاهرة التنظيمية، لكن لأسباب هيكلية تتعلق بالأساس بتقسيم الأدوار وتحديد مفهوم "البيعة"، وهل هناك بيعتان في تنظيم واحد؟ والاختلاف حول شروط ومواصفات زعيم التنظيم- لم تتم هذه الوحدة التنظيمية.
وسرعان ما فقد الشيخ جاب الله الحق في التمثيل الرسمي للإخوان المسلمين حتى بعد اتصاله بالقاهرة وطلبه من قيادة التنظيم الدولي للإخوان مراجعة موقفها من الشخص الذي يمثلها في الجزائر، وحسم التنظيم الدولي نهائيا الموقف لصالح محفوظ نحناح في 1985- 1986، وهي الفترة التي أصبح فيها الراحل محفوظ نحناح يتحرك رسميا تحت شعار الإخوان ويدعو لبيعة القيادة المركزية للجماعة في القاهرة.
ويقول عبد الرحمن سعيدي (نائب رئيس حركة مجتمع السلم المكلف بالدعوة والثقافة والتربية عن تيار الإخوان المسلمين في الجزائر): "الفكر الإخواني كان منتشرا في العالم الإسلامي مع مطلع الأربعينيات، حيث كانت معظم الدول العربية والإسلامية تحت الاحتلال والاستعمار، وكان فكر الإخوان في شقه السياسي يدعو إلى الاستقلال والتحرر من كل سلطان أجنبي، فتواصل الإخوان برؤيتهم الفكرية والسياسية مع مختلف القوى السياسية والثقافية في العالم العربي من منطلق المرجعية الإسلامية، وحسب معلوماتي التاريخية المستندة إلى شهادات لشخصيات في الجزائر وخارجها أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تتواصل بدعمها السياسي والمادي واحتضانها لبعض الشخصيات الثورية الجزائرية، وعلاقاتها المتواصلة مع الحركة الوطنية وجمعية العلماء المسلمين، وكان بعض قادة الحركة الوطنية يجتمعون ويلتقون في المقر العام للإخوان المسلمين في القاهرة، وكان "الفضيل الورتلاني" الذي كان يخلف المرشد حسن البنا في بعض دروسه ويعمل بالتنسيق مع الإخوان في قضايا الأمة الإسلامية، وبعد التواصل الثقافي والتعليمي بين الجزائر ومصر خاصة البعثات العلمية التي كانت تفد على الجزائر بموجب دعم ومساندة استقلال الجزائر، فكان هناك تواصل وتلاقح بين الفكر الإسلامي الإصلاحي الوطني الجزائري الذي كان من رواده ودعاته الشيخ محفوظ نحناح وبقايا قيادات جمعية العلماء المسلمين وعلى رأسهم مالك بن نبي فتعزز الفكر الإخواني في الجزائر بهذا البعد واستطاع الشيخ محفوظ نحناح أن ينشئ حركة الإخوان في الجزائر".




حركة مجتمع السلم


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/127.jpg
حركة مجتمع السلم


تعتبر حركة مجتمع السلم الذراع السياسي الأبرز للإخوان في الجزائر، وثاني أكبر القوى الإسلامية في الجزائر، التي نشأت كحزب عام ١٩٩١م، بعدما انتقلت الحركة من مرحلة العمل السري الذي بدأ في عام ١٩٦٣م وقوي في السبعينيات، مستندا في مرجعيته إلى منهج جماعة الإخوان المسلمين العالمية تحت راية جمعية الإرشاد والإصلاح، إلى مرحلة العمل العلني في منتصف السبعينيات بمعارضة صريحة وعملية لحكومة هواري بو مدين باسم تنظيم جماعة الموحدين، بقيادة محفوظ نحناح الذي دعا إلى العمل الإصلاحي الإسلامي، وتجنب الصدام مع السلطة محاولاً فتح باب الحوار معها إلى جانب التنسيق مع كافة القوى والفعاليات الإسلامية، تغير وبمقتضى دستور ١٩٩٦م، واستنادا للقانون الخاص بالأحزاب السياسية تغير اسم الحركة ليصبح حركة مجتمع السلم (حمس)، كما غيبت أية إشارة منفردة لمرجعيتها الإسلامية في مشروع برنامجها السياسي الجديد، الذي قدم بعد صدور القانون لتعوض بالثوابت الوطنية كمرجعية فكرية لها.
وشاركت حركة مجتمع السلم في انتخابات عام ١٩٩٧م لتبرز كقوة إسلامية لا يستهان بها تحت قبة البرلمان، فحصلت على ٦٩ مقعداً لتحتل المركز الثاني قبل جبهة التحرير الوطني.
وتصف نفسها بكونها شعبية إصلاحية شاملة، شعارها: العلم والعدل والعمل غير أنه بعد وفاة مؤسسها الشيخ محفوظ نحناح وتولي الشيخ أبي جرة سلطاني حدث التناحر والانشقاق.




حركة الدعوة والتغيير


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/128.jpg
شعار الدعوة والتغير


حدث انشقاق في الصف الإخوانى في الجزائر ليخرج الشيخ عبد المجيد المناصرة (والذي أصبح نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير)- عن الحركة وكون هو والشيخ مصطفى بلمهدي (رئيس الحركة) حركة الدعوة والتغيير في أبريل عام 2009م.
تعد حركة الدعوة والتغيير الجناح الآخر للإخوان المسلمين في الجزائر، وتمتد عبر مختلف ولايات الجزائر، ولها مجلس شورى وهيئات تتكفل بالملفات الكبرى للدعوة والتربية وقضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين وأقسام تنظيمية تشرف على العمل اليومي لمختلف شئون الحركة التنظيمية والتربوية والاجتماعية والسياسية وقضايا المرأة والشباب والجامعات، وبها الآلاف من الإخوان ويعد عبد المجيد مناصرة هو القيادى الأبرز بالحركة، وقائد سيناريو الخروج على أبي جرة سلطاني زعيم "حمس" بالانحراف، بعد أن اتهمه بالخروج على نهج الشيخ المؤسس للإخوان في الجزائر محفوظ نحناح؛ ليؤكد للجميع على ثقته في الحصول على دعم الجماعة الأم في مصر.






موقف إخوان مصرمن صراعات اخوان الجزائر:


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/129.jpg
الاخوان


اختارت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر ألا تحسم موقفها من حركة مجتمع السلم "حمس"، التي ظلت تمثل جناح الإخوان في الجزائر رسميا منذ أنشائها، وحركة الدعوة والتغيير، ورغم إعلان المرشد العام للجماعة السابق محمد مهدي عاكف إعفاء "حمس" من تمثيل الإخوان لم تتوقف الاتصالات بين الجماعة الأم والحركة، التي انقسمت مؤخرا إلى شطرين بعد صراع طال بين قادتها، ما عكس تضاربا إخوانيا، سواء من قبل مكتب الإرشاد أو من قبل قادة التنظيم الدولي في أوروبا
وإزاء الصراع الذي احتدم بين رئيس الحركة "أبو جرة سلطاني" ونائبه الوزير السابق عبد المجيد مناصرة، وانفلتت معه الأوضاع داخل مجتمع السلم، ولم تُجد محاولات الصلح التي بذلها المرشد العام شخصيا.
أعلن مهدي عاكف رفع غطاء الإخوان عن أكبر حزب إسلامي في الجزائر، قائلا في تصريحات صحفية إنه بعث برسالة إلى الطرفين يقول فيها: "إنكم الآن لا تمثلون حركة الإخوان المسلمين"، وهو الموقف الذي كرره للصحفي الجزائري (أنور مالك) ؛ حيث قال المرشد العام: "لا يوجد (إخوان مسلمين) في الجزائر"، وإنما حمس جماعة تربت فقط على فكر الإخوان.
ولكن ظلت الاتصالات قائمة، خاصة في ظل الحرص الشديد الذي أبداه كلا المتسابقين على الفوز بشرعية الإخوان المسلمين: حركة مجتمع السلم بزعامة سلطاني، وحركة الدعوة والتغيير المنشقة عنها بقيادة مناصرة، هذه الشرعية التي تصبح في منظور أعضاء الحركتين لا معنى لها دون تزكية التنظيم الدولي لقيادة الإخوان المسلمين، ما يجعل قادة الحركتين في قلق دائم من أمرهم توجسا من أن ينالها طرف دون الآخر، وقد تحدثت التقارير عن لقاءات محمومة يجريها ممثلون من الجهتين بأطراف نافدة في التنظيم الدولي، إلى جانب اتصالات مع مكتب الإرشاد، خاصة بعدما أبدت شخصيات تاريخية في التنظيم رغبتها في الإسراع بمعالجة الملف.
وفي إطار التحركات التي تقوم بها الأطراف القيادية الفاعلة في "حمس" لكسب ودّ قيادة الإخوان العالمية لم تتوقف الزيارات التي يقوم بها الإخوان الجزائريون لعدد من مدن العالم، أهمها (القاهرة، ولندن، وإستانبول)؛ حيث يراهنون على الدعم المعنوي لمرجعية الإخوان، وكان آخرها الاجتماع الذي حضره رئيس "حمس" وعدد من قادتها -على هامش فاعلية لنصرة القدس أقامها حزب "السعادة" التركي في إستانبول، وحضرها إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان، وعدد من قادة الحركة- بالنظر في ملفهم مع المرشد العام للجماعة بعد أن جدد الإخوان ممن حضروا مع منير أملهم في أن تتجاوز الحركة خلافاتها، مؤكدين أنهم يقفون على الحياد ولا يدعمون طرفا على حساب آخر.




التنظيم الدولي وإخوان الجزائر والفشل الذريع


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/130.jpg


أكد العديد من الخبراء على ضعف القيادة العالمية للإخوان المسلمين إزاء حسم الأزمات الكبيرة، مستدلين بأزمة "حمس"، أرجع آخرون عدم الحسم الإخواني للأوضاع الإخوانية في الجزائر إلى خلافات إخوانية تدور رحاها على جبهتي مكتب الإرشاد والتنظيم الدولي، وهي خلافات نتيجة رواسب قديمة قدم خلافات" حمس" نفسها، أحد أقطابها (إبراهيم منير) أمين عام التنظيم الدولي في لندن، صاحب قرار تجميد انتخابات حمس بعد فوز "أبو جرة سلطاني" برئاسة الحركة في المؤتمر الأخير (أبريل 2008)، وهو القرار الذي قيل: إن منير اتخذه يوم (24 أكتوبر 2008) بالتنسيق مع المشرف العام على الاتصال الخارجي آنذاك الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح دون الرجوع إلى المرشد، وهو القرار الذي اتهم على خلفيته منير بالانحياز لجبهة "مناصرة" الذي كان يرافقه في زيارة إلى باكستان؛ حيث اتخذه بناء على مذكرة أرسلها معارضو أبو جرة سلطاني تتضمن اتهامات بتهميشه مؤسسات الحركة، وتزوير كشوف الناخبين، وتحريضه الطلاب والشباب على التظاهر، والاستعانة بأرباب السوابق المالية، وقد مثل القرار صدمة لسلطاني أرسل على إثرها يستوضح مكتب الإرشاد في القاهرة، الذي لم يكن يعلم عنه شيئا، فصدر القرار بإجماع أعضاء المكتب بإلغاء القرار واستمرار الأوضاع على ما هي عليه.




استغلال القضية الفلسطينية في حل النزاع :


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/131.jpg
كمال-الهلباوى


كمال الهلباوي القيادي السابق في التنظيم الدولي، الذي تربطه علاقات جيدة بـ"أبو جرة سلطاني" يرى أنه من الخطأ رفع يد الجماعة عن إخوانها في الجزائر، وقال في تصريح له: إن "الإخوان المسلمين في العالم لا بد أن يشعروا بشيء من الضعف إذا فقدوا الحركة الإسلامية في الجزائر"، مضيفا: "ينبغي أن يكون هناك حل ولا تترك المسائل معلقة وأن قواعد "حمس" يعيشون في اضطراب حول من هو على صواب ومن هو على خطأ؛ لذلك لا بد من حل لهذه المسألة.
وقد عكس الملتقى السنوي الذي نظمته "حمس" لذكرى رحيل مؤسسها الشيخ محفوظ نحناح جانبا كبيرا من التسابق بين جناحي الحركة للظهور بمظهر صاحب ثقة الإخوان، وللفوز بلقب "المراقب العام للإخوان المسلمين" في الجزائر، ففي حفل منفصل لكل جناح، سعى ممثلو كل طرف إلى حشد أكبر عدد ممكن من قادة وشخصيات الإخوان المسلمين في العالمين العربي والإسلامي.
وحرص المتصارعون على التقاط الصور، وبدت الاحتفالية أشبه بمظاهرة يستجمع فيها كل طرف قواه وأنصاره، فقد حضر ملتقى "حركة الدعوة والتغيير" التي يتزعمها عبد المجيد مناصرة، الذي فشل في جلب شخصية ذات وزن ثقيل، كل من: محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وسعيد عرج القيادي في التجمع اليمني للإصلاح، وحمدي المرسي من إخوان مصر، إلى جانب مسئول العلاقات العربية في حزب الله حسن عز الدين، وعضو جبهة العمل الإسلامي زهير الجعيد.
بينما حضر ملتقى "حمس" التي يتزعمها "أبو جرة سلطاني" كل من: القيادي التاريخي بالتنظيم الدولي كمال الهلباوي، إلى جانب الداعية المصري وجدي غنيم، ونائب الأمين العام للتجمع الموريتاني محمد غلام بن الحاج، وممثل "حماس" في اليمن جمال عيسى، ومثنى الكردستاني القيادي بالاتحاد الإسلامي الكردستاني، الذي أكد في مقابلة مع صحيفة "البلاد" المحسوبة على حمس أن "كل الحركات الإسلامية القُطرية التي تربت في حضن التيار الإخواني تحترم المرجعية الفكرية والتربوية للحركة الإسلامية الأم في مصر، وتحترم بنفس الدرجة رموزها الفكرية وقياداتها"، نافيا وجود سلطة تنظيمية لمكتب الإرشاد على التنظيمات القُطرية، بحيث تتلقى من خلالها هذه التنظيمات أوامره من الخارج.
وأمام إصرار كل طرف في الجزائر على مواقفه من الآخر، إلى جانب حرصه على دعم الجماعة الأم في الخارج، وفي ظل الانشقاق الأخير وما تبعه من تشرذم على مستوى القواعد الإخوانية والأفراد، واستحالة فرض حل تنظيمي أمام هذه الأوضاع يجد "الإخوان المسلمون" أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، خاصة مع ما يمثله الملف من مادة إعلامية لا تكاد تتوقف عن نهش الحركة من آن لآخر، وإزاء ذلك يظل السؤال: "من يمثل الإخوان المسلمين في الجزائر؟" بلا إجابة حتى لدى الإخوان أنفسهم.




علاقة إخوان الجزائر بجبهة الإنقاذ


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/132.jpeg
إخوان الجزائر بجبهة الإنقاذ


اتفقت جبهة الإنقاذ كحركة إسلامية سلفية في جوهرها، على نفس الأفكار التى ينادي بها الإخوان بالعودة إلى الإسلام، باعتباره السبيل الوحيد للإصلاح، والقادر على إنقاذ الجزائر مما تعانيه من أزمات اجتماعية، واقتصادية، واستعمار فكري وثقافي، والمؤهل للحفاظ على شخصية الشعب الجزائري المسلم بعد احتلال دام 132 سنة وترك انعكاسات حضارية عميقة لفّت البلاد كلها بظاهرة التغريب والفَرْنَسة، واتفقوا معهم على تردِّي الأحوال والتحرك لإثارة الضمير الجزائري والاتجاه إلى الإصلاح الديني والسياسي والاجتماعي.
تشاركت مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ قبل تأسيسها في الجزائر في عام 1989م في أنشطة دعوية وأحداث وتجمعات إسلامية عُدَّتْ إرهاصات لقيام جبهة الإنقاذ.
وتواكب ظهورها في نهاية السبعينيات بالظهور العلني لشباب الإسلام في الجامعات الجزائرية وغيرها، وتقاسموا العمل الإسلامي المنظم معها في مدة ما قبل 1988م، وكانوا ثلاث جماعات هي جماعة الإخوان الدوليين بقيادة الشيخ محفوظ نحناح وجماعة الإخوان المحليين بقيادة الشيخ عبد الله جاب الله، وجماعة الطلبة أو جماعة مسجد الجامعة المركزي أو أتباع مالك بن نبي بقيادة الدكتور محمد بوجلخة ثم الشيخ محمد السعيد.
وفي 12 نوفمبر 1982م اجتمع مجموعة من العلماء منهم: الشيخ أحمد سحنون والشيخ عبد اللطيف سلطاني والدكتور عباسي مدني، ووجهوا نداءً من 14 بنداً يطالب بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، ويشجب تعيين نساء وعناصر مشبوهة في القضاء، ويدعو إلى اعتماد توجه إسلامي للاقتصاد، ويرفض الاختلاط في المؤسسات، ويدين الفساد، ويطالب بإطلاق سراح المعتقلين ويندد بوجود عملاء أعداء للدين في أجهزة الدولة.
وتم تأسيس (رابطة الدعوة) 1989م برئاسة الشيخ أحمد سحنون؛ وذلك لأنه أكبر الأعضاء سنًّا حيث كان عمره 83 عاماً، وكانت الرابطة مظلة للتيارات الإسلامية كلها، ومن بين أعضاء رابطة الدعوة: محفوظ نحناح، الإخوانى وعباسي مدني، وعبد الله جاب الله، وعلي بلحاج، ومحمد السعيد.
وكان من أبرز أهداف رابطة الدعوة ما يلي:
ـ إصلاح العقيدة.
ـ الدعوة إلى الأخلاق الإسلامية.
ـ تحسين الاقتصاد المنهار في الجزائر.
ـ النضال على مستوى الفكر.
وسرعان ما دارت حوارات عديدة في (رابطة الدعوة) كان من نتيجتها بروز تيارات متعددة أهمها: تشكيل (الجبهة الإسلامية الموحدة) التي رفضها محفوظ نحناح، وأسس الإخوان الذين شاركوا الجبهة في تظاهرات الخبز عام 1988م، وخاض الإخوان مع الجبهة الانتخابات البلدية في عام 1990م، وشاركوا في الانتخابات التشريعية لاختيار مجلس الشعب في الجزائر في 26/12/1991م.
ليبتعد الإخوان عن الجبهة ويتحالفوا مع النظام الجزائري في الوقت الذي اعتقل فيه معظم أعضاء جبهة الإنقاذ.




إخوان الجزائر والولايات المتحدة


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/133.jpg
اخوان-امريكا


حركة مجتمع السلم الذراع السياسي الأبرز للإخوان في الجزائر ترتبط مع الولايات المتحدة بعلاقات وطيدة باعتبارها أحد أجنحة الحكومة الجزائرية التي تعيش حالة من الرضا الأمريكي، ولذلك تتميز مواقفها دائما ببراجماتية، ووفقا لمصالحها فهي لم تندد إطلاقا بخضوع الجزائريين للتفتيش الدقيق أكثر من غيرهم بين أمم العالم، في المطارات الأمريكية، وما يمثل ذلك من إهانات في كامل مطارات الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك حرصا على علاقة الروابط التي يملكها رجل حمس القوي عبد الرزاق مقري، بمنظمة فريدم هاوس الأمريكية في الجزائر، والتي كان لها دور كبير في إنجاح ندوة ترعاها حول الإصلاح السياسي في العالم العربي، ووضع لها أسماء أكاديمية وغير أكاديمية تنشط الندوة وهي العلاقة التي ألحقت ضررا بالغا بصورة حركة مجتمع السلم وتوجهها الإخواني، واضطرت مسئولي الحركة إلى التبرؤ مما قام به.
وتشكل هذه العلاقة لأحد أهم رجال أكبر حركة إسلامية سياسية في البلاد، بمنظمة من حجم فريدم هاوس، تأكيدا واضحا على أن فكرة الإخوان كبديل سياسي للأنظمة لا زالت موجودة لدى الولايات المتحدة، وتعمل على ترسيخها.
هذا وقد نمت العلاقات الأمريكية الجزائرية بداية من يوليو 2001، عندما أصبح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أول رئيس جزائري يزور البيت الأبيض منذ 1985، وهذه الزيارة تبعها لقاء ثان في نوفمبر 2001، وآخر في نيويورك في ديسمبر 2003، وذلك بمشاركة أعضاء حمس من الحكومة الجزائرية.
ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، تكثفت الاتصالات في المواضيع الأساسية ذات الاهتمام المتبادل، بما فيها تطبيق القانون والتعاون في مكافحة الإرهاب والإخوان طرف فيه، وقد أدان الإخوان بالجزائر رسميًّا الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة ودعمت بكل قوة الحرب على الإرهاب.
وفي أغسطس 2005 قاد الرئيس، آنذاك، للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السناتور ريتشارد لوجار، وفد رئاسي إلى الجزائر والمغرب بمشاركة الإخوان للإشراف على إطلاق سراح 404 أسرى مغربيين متبقين كانت تحتجزهم جبهة بوليزاريو في الجزائر، وأزال إطلاق سراح الأسرى عقبة كئود من العلاقات الثنائية المغربية الجزائرية.




المرتكزات الفكرية


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/134.jpg
مقر حركة مجتمع السلم


ترتكز جماعة الإخوان المسلمين في الجزائر على عدد من الأفكار على رأسها:
1- الإسلام نظام شامل متكامل بذاته وهو السبيل النهائي للحياة بكل جوانبها، و قابل للتطبيق في كل مكان وزمان.
2- المنهج الإخوانى يتضمن برنامجاً جامعاً شاملاً؛ يرسي قواعد الفكر والعقيدة ويُعد للعلاقة بالآخر، ويسعى لتحقيق التكامل بين الدين والدولة في إطار أحكام الشريعة الإسلامية والعودة إلى القرآن الكريم والحديث الشريف.
3- الإخوان هيئة سياسية تدعو إلى إصلاح النظام في الداخل وتُشرع بأصول حق الولاية للعلاقة بين الحاكم والمحكوم.
4- الإخوان مؤسسة اقتصادية تدعو إلى تدبير المال وكسبه وإنفاقه بما أوجبه الله في كتابه الكريم وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
5- الإخوان منظمة اجتماعية تُمارس التطور والإصلاح، بما يتفق ويُعزز ويؤكد الهوية ويذيب الفوارق بين الطبقات.
6- جماعة الإخوان المسلمين تلتزم بفريضة الجهاد، إذا ما توافرت شروطه المُوجبة.
7- رفض الاشتراكية تحت دعوى أنها تمثل الشيوعية تحت ستار القمصان الخضراء.
8- رفض دكتاتورية البروليتارية والصراع الطبقي والإلحاد.
9- الإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة ونظام واقتصاد وحقوق وواجبات ومحاسبة وشورى وعدالة ووحدة وأخوة.
10 - تصحيح فهم الإسلام عند الأمة وإبعاده عن مفاهيم الخرافة والتقاليد البالية، والتطرف والغلو، واعتماد الاعتدال والوسطية.
11- تحصين هوية المجتمع ضد التيارات الفكرية والسياسية التي تكرس مفهوم التبعية للاستعمار وتغريب المجتمع وبتر انتمائه العربي الإسلامي.
12- العمل على توحيد الجهود الإصلاحية داخل المجتمع في الجانب السياسي والاجتماعي والتربوي والثقافي، من خلال بناء الفرد الصالح والأسرة الصالحة والمجتمع الصالح والدولة الصالحة.
13- يتحقق الدور الحضاري من خلال السيادة والشهادة والأستاذية في العالم.




أهم الشخصيات: محفوظ نحناح


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/135.jpg
الشيخ محفوظ نحناح


هو مؤسس حركة مجتمع السلم الجزائرية الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين في الجزائر، ولد عام 1942 بمدينة البليدة- مدينة الورود- التي تبعد 50 كلم جنوب الجزائر العاصمة.
نشأ في أسرة محافظة، وتعلم في المدرسة الإصلاحية التي أنشأتها الحركة الوطنية، وأكمل مراحل التعليم الابتدائية والثانوية والجامعية في الجزائر، ثم اشتغل في حقل الدعوة الإسلامية لأكثر من 30 عاما.
عارض بشدة المد الثوري الاشتراكي ونشر الثقافة الفرنسية والتوجه الماركسي، وشغل موقع مدير مركز التعريب بالجامعة المركزية بالجزائر العاصمة وفي عام 1975م سجن بتهمة تدبير انقلاب ضد نظام حكم (هواري بومدين) حكم عليه بـ 15 سنة سجنا.
عمل الشيخ محفوظ نحناح على تأسيس رابطة الدعوة الإسلامية، ثم أسس جمعية الإرشاد والإصلاح هو ورفيقه الشيخ محمد بوسليماني الذي اغتالته الجماعة المسلحة سنة 1994م، وأنشأ حزبا سياسيا سمي "حركة المجتمع الإسلامي" وانتخب أول رئيس له في 30 مايو 1991.
ترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت بالجزائر في نوفمبر 1995 وحصل على المرتبة الثانية بـ 3 ملايين صوت، حسب النتائج الرسمية المعلنة، وتعتبر هذه الانتخابات أول انتخابات شارك فيها الإسلاميون في العالم الإسلامي بمرشح يحمل هذا التوجه.
تمكنت جماعة الإخوان في عهده من تحقيق عدد من المكاسب السياسية حيث احتلت المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية، والمرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية بمجموع 70 نائبا عام 1997، والمرتبة الثالثة في الانتخابات المحلية وشاركت بسبع حقائب وزارية في إحدى الحكومات الجزائرية السابقة و3 حقائب في أخرى وبـ 38 نائب برلماني عام 2002 وأربعة وزارات وهي الأشغال العمومية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة، وكذا الصيد البحري والموارد الصيدية.
له عدة كتابات تعبر عن أفكاره، منها: رجل الحوار، خطوة نحو الرئاسة، وله كتاب مشهور تحت عنوان " الجزائر المنشودة" المعادلة المفقودة: الإسلام..الوطنية..الديمقراطية". ومن شيوخه عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي والفضيل الورتلاني:
توفي بعد ظهر يوم الخميس 19/6/2003 بعد مرض عضال عانى منه قرابة سنة.




الدكتور أبو جرة سلطاني


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/137.jpg
ابو جرة سلطانية


هو أبو قرة (أبو جرة) بن عبد الله السلطاني، من مواليد دائرة الشريعة ولاية تبسة شرق الجزائر عام 1954م المراقب العام للإخوان في الجزائر.
درس بالمدارس الابتدائية والمتوسطة بمدينة تبسة، ثم انتقل إلى عاصمة الشرق الجزائري (قسنطينة) ليستكمل دراسته الجامعية والعالية ليحصل على شهادة ماجستير في الأدب العربي عن (العصر الجاهلي)، ودراسات عليا في الدعوة الإسلامية (كلية الدعوة والإعلام- قسم الدعوة)، ودراسات عليا في الإعلام ولديه رسالة دكتوراه حول (أدب الصحوة)، ودكتوراه ثانية في الاقتصاد حول (سوق الشغل) وعمل أستاذا بجامعة قسنطينة في كلية الآداب منذ عام 1980 إلى عام 1994 وأستاذا مساعدا في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية (1990- 1994م) قسم الدعوة والإعلام.
ارتبط أبو جرة سلطاني بالحركة الإسلامية في الجزائر منذ نهاية الستينيات وبداية السبعينيات (1973)، وخطب أول جمعة سنة 1970 بمتوسطة بن باديس، ثم صار إماما متطوعا وداعية متجولا في كل مساجد الجزائر منذ عام 1974.
كان له حضور قوي في الشرق الجزائري بشكل خاص منذ عام 1976، ليلتقى بالشيخ محفوظ النحناح في مارس 1982 وتوطدت العلاقة بينهما.
وتصدر الإفتاء للطلبة والطالبات بين سنوات 1978- 1994 تعرض لمحاولة اغتيال من طرف متطرفين يوم الجمعة 16 سبتمبر 1994 قرب بيتهفي قسنطينة، وبعد خروجه من المستشفى استأنف، ومع ذلك عاد إلى الخطابة في المساجد والكتابة في الصحافة، له العديد من الكتب والمؤلفات، منها كتاب بعنوان (الطريق إلى الله) ضمن سلسلة من الكتب سمّاها "أوراق إسلامية" رفقة الأستاذ نذير مصمودي، وصدر له 18 كتيبا بين سنة 1979 إلى 1989 منها "البرهان الديني" و"المكذبون" و"قل للمؤمنات" و"عالم الغيب" 3 أجزاء وفي مرحلة التسعينييات صدرت له مجموعة من الكتب الجديدة تشرح الأزمة الجزائرية، منها "قشور الصراع في الجزائر" و"جذور الصراع في الجزائر" و"الجزائر الجديدة" و"الزحف نحو الديمقراطية" جزءان.
عمل إماما متدربا من 1971 إلى 1976 ثم إماما خطيبا (متطوعا) وداعية ومرشدا بين سنوات 1977- 1994، ثم رئيس تحرير مجلة التضامـن 1990 إلى 1994 وأستاذ جامعي منذ 1980 إلى 1996 ثم رئيس مجلس الشورى الوطني لحركة المجتمع الإسلامي بين 1992 إلى 1993.
ثم نائبا بالبرلمان عن ولاية (محافظة) تبسّة ثم وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة 1998 إلى 2000 ووزير العمل والحماية الاجتماعية 2000 إلى 2001 و نائب بالبرلمان في انتخابات مايو 2002 عن ولاية (محافظة) تبسّة.
انتخب رئيسا لحركة مجتمع السلم (حمس) خلفا للشيخ محفوظ نحناح في المؤتمر العام الثالث للحركة يوم 8 أغسطس 2003، وعين وزير دولة في الحكومة الجزائرية سنة 2004 وأعيد انتخابه رئيسا لحركة مجتمع السلم (حمس) لفترة جديدة في المؤتمر العام الرابع للحركة يوم 2 مايو 2008.
يؤكد دائما على ضرورة المشاركة في العمل السياسى بالجزائر، وأنه تم اتخاذه على أعلى مستوى وهو المؤتمر العام للحركة سنة 1998 في عهد الشيخ محفوظ نحناح كإستراتيجية عامة، هدفها الحفاظ على استقرار الدولة بالمشاركة الإيجابية التي تعني الإصلاح من الداخل تحت شعار: "تقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت"، ولكن الاستمرار في دعم الرئيس بوتفليقة من عدمه يخضع لقرار مؤسسات الحركة في الوقت المناسب... وعلى كل حال، لكل حادث حديث وإن تجربة التحالف مع مؤسسة الرئاسة والدولة عمرها أكثر من 10 سنوات، والإيجابيات أكثر من السلبيات، ولعل تجربة الخلطة مع كل التيارات الفاعلة في الجزائر (جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي) قد كشفت عن حاجة الجزائر إلى جهود جميع أبنائها، ومهما كانت سلبيات المشاركة فإيجابياتها أكثر وتبقى سلبيات المقاطعة أو المعارضة السلبية في هذه المرحلة أخطر وعواقبها أشنع، والزمن كفيل بحل بعض هذه الإشكاليات... فالزمن جزء من العلاج.
ويشدد على أن التصادم بين الأنظمة وبعض التيارات الإسلامية ناجم غالبا عن غياب الحوار بين الجماعات الإسلامية والأنظمة الحاكمة، وعن استبداد بعض الأنظمة وتهميشها لقطاعات واسعة من أبناء الحركة الإسلامية في تلك الأقطار، وأن هناك "أيادي خفية" تحرك هذه اللعبة.
واعتبر أن الحركة في الجزائر كبرت منذ ترشح مؤسسها لمنصب رئيس الدولة كأول تجربة في العالم العربي، وفتحت بهذا الترشح باب اجتهاد واسعا في المشاركة السياسية، وقد نجحت في بناء مؤسسات شورية تعود إليها الحركة في كل صغيرة وكبيرة، وعندما "يتمرد" بعض الأفراد على الشرعية ويخرجون عن المؤسسات، فلا يعني ذلك أن الصراع قائم؛ فالحركة محكومة بعموم الصلاح، وعاملة وفق شرعية المؤتمر، ومن داخل مؤسساته الشورية، بل يعني أن هذه المجموعة تعمل على بناء نفسها بأخذ الناس بعيدا عن الشورى والشرعية، والتشكيك بقرار المؤسسات والشورى،ولا بد في هذه الحالة من صرامة لقطع دابر العازفين على أوتار العواطف والمستثمرين في الأزمات.
واعتبر أن ما هو حاصل في التيارات الإسلامية بالجزائر شيء مؤسف، وهو شبيه بحالة تمرد سياسي على الشرعية وعلى القواعد الأخلاقية والتربوية وخروج على المؤسسات الشرعية، بل هو تعطيل للمشروع الإسلامي باختلاف خلافات مصلحية لا صلة لها بمنهج الإسلام ولقد تفاجأنا بعد مؤتمرنا الرابع بخروج بعض الأفراد عن شرعية المؤسسات، وقدرنا ظروفهم كونهم إخوة لهم، فضلا عن الحركة، لكن الأمور أخذت أشكالا من الهيكلة خارج إطار الشرعية والشورى والمؤسسات وتحولت (إلى حركة تمرد) يقودها مجموعة من الإخوة رفضوا الاعتراف بشرعية المؤتمر العام.






عبد المجيد مناصرة


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/139.jpg
عبد المجيد مناصرة


إضافة إلى مزاولته للعمل الدعوي ضمن الحقل الإسلامي منذ سنوات الثمانينيات، يعتبر عبد المجيد مناصرة سياسيا جزائريا بارزا داخل الوطن وخارجه، له إسهامات كبيرة في عدد من القضايا الوطنية والدولية.
ولد عبد المجيد مناصرة في 18 مارس 1964 بولاية باتنة بالجزائر ودرس في المرحلتين الابتدائية والثانوية، قبل أن ينتقل إلى بومرداس حيث حصل على شهادة الهندسة في الصناعات الميكانيكية عام 1987.
كان من قيادات العمل الطلابي بالجامعة الجزائرية في نهاية الثمانينيات- كما كان عضوا بالمكتب التنفيذي الوطني لحركة مجتمع السلم منذ تأسيسها، حيث تولى أمانة السياسة ثم أمانة الإعلام وتولى بتكليف من الشيخ محفوظ نحناح مهمة الناطق الرسمي باسم الشيخ كمرشح في رئاسيات 1995، كما أسند له الشيخ في فترة مرضه مهمة الناطق الرسمي للحركة خلال الفترة من سنة 2002 إلى 2003.
عمل أستاذا لمادة الميكانيك من 1987 حتى 1990 وكلف بإدارة جريدة النبأ ثم عضوا بالمجلس الوطني الانتقالي، حيث تولىّ منصب نائب الرئيس من سنة 1994 إلى 1997.
وتولى منصب وزير الصناعة وإعادة الهيكلة من 1997 إلى 2002، وعضوا بالمجلس الشعبي الوطني (البرلمان الجزائري) منذ 2002 عن ولاية +باتنة.
وعضوا في لجنة المتابعة بالمؤتمر القومي الإسلامي وعضو الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية، ومكلفا برئاسة مكتب الأحزاب المغاربية. ورئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين الذي تأسس في 21- 2007 بالعاصمة الإندونيسية جاكارتا.
يشغل الآن موقع نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير التي أسسها مع مجموعة من قيادات الحركة الإسلامية ومؤسسيها، وله العديد من المقالات في جريدة (النبأ) ومجلة (المختار) وفي عدد من الجرائد الجزائرية تم جمعها في أربعة كتب هي: "دروس في العمل السياسي الإسلامي- مستقبل الحركة: معالم التغيير ومسالك التطوير- مقالات في الأزمة- الإصلاح السياسي: أولوية غير قابلة للتأجيل".
أسس حزب جبهة التغيير في 21 مارس 2012، ليعد امتداداً طبيعياً لحركة (حمس) الأولى بقيادة الشيخ محفوظ نحناح،
برز كمعارض شرس لـ "أبو جرة سلطاني" خلال المؤتمر الرابع للحركة، وقد عبر عن ذلك صراحة بالانسحاب من مجريات المؤتمر، احتجاجا على ما وصفه بالتطاول والمساس بالقانون الداخلي، ثم أخرج مواقفه المعارضة للعلن بعد ظهور "جماعة التغيير"، التي انضم إليها أكثر من 20 نائبا من نواب الحركة في البرلمان.
يشدد على أن حركة الدعوة والتغيير هي كيان إسلامي شامل يؤدي بتوازن دقيق الوظائف التربوية والدعوية والسياسية والاجتماعية في منظومة متناسقة ضمن رؤية جديدة لمشروعها التغييري، وحددت الحركة ركائزها على أنها إسلامية الفكرة، ربانية الدعوة، أخوية العلاقة، وحدوية الصف، وسطية المنهج، سلمية التغيير، واقعية السياسة، إصلاحية المشاركة، استقلالية القرار، مؤسسية القيادة، مصداقية الخطاب، اجتماعية النفع، وفائية الخلق، تطويرية الأداء، جزائرية الانتماء، عالمية التحرك.
ويؤكد بشكل مستمر على أن انحراف "حزب حركة مجتمع السلم" عن نهج الشيخين، وإحداث تغيير في هوية الحزب الفكرية والتنظيمية والسياسية، والابتعاد عن المجتمع وقضاياه، والانحياز التام إلى أطروحات السلطة دون تمييز بين ما يصلح منها وما لا يصلح، والإقصاء الجماعي لأصحاب الآراء والتهميش التعسفي للطاقات والقيادات لحساب الانفراد والاستبداد، بالإضافة إلى انصراف الناس عن الحركة تأييدا ونصرة، وأمام هذه الوضعية وبعد فشل كل محاولات الإصلاح والتغيير والتقويم والتصحيح من الداخل طيلة ست سنوات، لم يعد متاحا إلا إنقاذ المنهج والتجربة والأعضاء بإيوائهم في حركة جديدة؛ لأن الحركة القديمة آيلة للسقوط وفقا لسنن الله في البشر والجماعات.
ويعتبر أن جماعة الإخوان كانت في بدايتها تحت مسمى حركة الموحدين، وفي الثمانينيات الجماعة الإسلامية، ثم جمعية الإرشاد والإصلاح، ثم حركة المجتمع الإسلامي في التسعينيات، ثم حركة مجتمع السلم منذ 1997، واليوم تسمى "حركة الدعوة والتغيير وأن ما يقوم به أبو جرة هو إحداث للفتنة داخل الإخوان في الجزائر، وإقصاء جماعي للمناضلين والقيادات، ورفض كل محاولات الجمع والتوفيق، وإنزال الخلاف إلى المناضلين؛ مما عمق الخلاف، وأن كل هذه الأعمال ثمرة لانحراف في الفكر وخلل في التربية وضمور في الانتماء، واستعلاء على الأفراد والجماعة.
ويتوقع نهاية "حمس" قائلا: مستقبل حمس بأيدي أعضائها، أما من جهتنا فنظن أنها سفينة خرقت، ومن فيها لم يمنعوا القيادة عن إحداث الخرق الذي سيكون بعده الغرق، ولكننا بكل محبة نقدم لهم سفن الإنقاذ التي تأخذهم معنا إلى شاطئ الأمان ويابسة الاستقرار وواحة العمل. إن الذين يلتحقون يوميا بحركة الدعوة والتغيير هم كثيرون بعضهم نعلن عنهم وبعضهم الآخر لا نعلن عنهم؛ لأسباب خاصة، وهؤلاء كلهم وجدوا في حركة الدعوة والتغيير حركتهم الأصلية وليس تنظيما جديدا يلتحقون به.




مستقبل الإخوان في الجزائر


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/0/5/141.jpg
مستقبل الاخوان فى الجزائر


تحاول جماعة الإخوان المسلمين في الجزائر الصمود أمام موجات الانحسار التي تعيشها التنظيمات الإخوانية الأخرى في العالم العربي، دون أن يؤثر ذلك على مكاسبها التاريخية؛ ولذلك فإن استمرارها في ممارسة دور سياسي يتطلب ما يلي:
1- تبني المزيد من مُحاولات الإصلاح الداخلي، والاستفادة من التعديلات الدستورية للرئيس بوتفليقة في أبريل عام 2011 الماضي؛ لتظهر كتيار إسلامي مُعتدل، بعيدا عن الجماعة الأم التي حولتها ممارستها إلى جماعة إرهابية.
2- لا زالت ما تعانيه جماعة الإخوان في الجزائر بجناحيها من تعثّرات كبيرة، من خلال تحالفات هشة يدفع بها في أغلب الأحوال إلى مزيد من الانشقاق داخل الصف الإخوانى نفسه وهو ما يحول دون وجود كيان واحد لها في المستقبل.
3- على الرغم من تبني الإخوان في الجزائر لفكر التغيير السلمي والوصول للسلطة عبر صناديق الاقتراع، إلا أنها لا زالت تعانى من عدم القدرة على ايجاد بديل لحالة العنف الجزائرية التي يقوم بها أطراف يتبنون نفس الأفكار القطبية الإخوانية.
4- حالة الانقسام داخل الإخوان يجعل من المستحيل التوافق على وحدة الموقف الوطني تجاه القضايا الوطنية الكبيرة كالانتخابات وتشكيل الحكومة، وانتخابات الرئاسة وجلسات البرلمان، وبالتالي ستؤدي إلى تشتت أصوات الإسلاميين في أي انتخابات مقبلة.
5- التنافُس بين الإخوان في الانتخابات التشريعية والبلدية انعكس سلباً على نشاط الحركة الدعوي والتربوي، وبذلك تكون الحركة قد تفرغت من محتواها الأصلي في النشاط الدعوي والتربوي إلى العمل بالسياسة، وفقدت توازُنها كحركة إسلامية.
6- لا زالت الجماعة تستخدم الطرق التقليدية في استغلال الدين مثل تحويل المساجد مسرحاً لخطاباتهم، وكثف الإخوان المسلمون تواجدهم داخل الجزائر عن طريق الكتب الدينية والمجلات.
7- الصراع الداخلي أدى إلى افتقاد الجماعة لولاء نسبة كبيرة من الشباب الجزائري، بسبب عدم رغبتهم في الدخول في صراعات جديدة ليس لهم علاقة بها.
8- الفشل الكبير للجماعة الأم في مصر سيدفع إخوان الجزائر مُستقبلاً إلى التحول إلى إيجاد صيغ للتقارُب والتنسيق، مع دائرة النظام على حساب دائرة التنظيم والشعب والمجتمع، وهو ما قد يؤدي إلى المزيد من الفرقة الداخلية وفقدان المصداقية الشعبية.

قاهر العبودية
2015-11-07, 19:55
لم أقرأ تراهات "المزمزم"
لكن الأكيد هو يعمل..
إذن دعوه ....يعمل

هههههههههههخخخخخخخخخخخ



http://www.algeriatimes.net/imagesnews/1387846627.jpg

أم عبدو
2015-11-07, 20:06
هناك من يجد المصيبة في بيته فيحاول التعامل معها ليتقي شرّها .
وهناك من يجلب أو يعمل على جلب المصائب إلى أهله ليتقيهم بالشّر !
.................. الناتو !....................................

الزمزوم
2015-11-07, 20:19
هذا هو التاريخ الأسود لكلاب النار
بالفاء والنون
أعتقد أن الشيات وضارب الشيتة للإخوان هو الإخونجي بحالك
أضرب أضرب أضرب ولا تنسنى أخي في الله أن تكرم الإناء
ونسأل الله العافية .
كلمات لطالما كان بعض الإخوان يرددها علينا وهوو غارق في الركوب على ظهورنا بالرشوة و المحسوبية ....
أتذكر وأنا في الجامعة كيف أن هذه الجماعة متمثلة في الذراع الجامعي الإتحاد الطلابي الحر الذي ينتمي ايديولوجيا لهذه الجماعة المشبوهة لما قام برحلة للإتحاد الطلابي الحر
إلى نادي الصنوبر أيام دراستي كيف خرج هؤلاء ببنات الرجالة ... والكوارث الأخلاقية التي شهدها المخيم .

ولا حول ولا قوة إلا بالله والله إنكم منافقين .

قاهر العبودية
2015-11-07, 20:37
يعني "المزمزم كان يعمل منذ زمان ...
ولذلك كانت كل منظمات "الخرطي" ونهب الأموال والفساد المالي و الأخلاقي تعمل-في كل الدول العربية
ولهذا نحن في الحضيض بين الدول

يا هذا...أحشم على روحك..
مهما فعلت ومهما لمعت أحذية أسيادك-بالشيتة طبعا-و مهما هذيت أنت وأمثالك فإن المستقبل لحرية الشعوب ..
ضع هذه في رأسك جيدا(حرية الشعوب)

هههههههخخخخخخخخخ

http://www.algeriatimes.net/imagesnews/1387846627.jpg

الزمزوم
2015-11-07, 20:41
الجزائر بين مستنقع الإخوان وميليشيات الإرهاب!



على الرغم من صمود الجزائر واستقرارها وسط موجات الربيع العربى العاتية التى اجتاحت العديد من دول المنطقة مستهدفة تقسيم الدول العربية والنيل من أمنها واستقرارها إلا أن الجزائر التى تغلبت على الإرهاب بعد حروب طويلة تعود مجددا إلى صدارة المشهد العربى بعد استهدافها من قبل التنظيمات الإرهابية المتطرفة وخاصة تنظيم داعش الذى وجه رسالة قوية منذ أيام معبرا فيها عن استهدافه لأمن الجزائر ضمن مخططه للنيل من الأمن القومى العربى .
ويرى مراقبون أن ما يحدث من عمليات إرهابية شهدتها الجزائر مؤخرا تلك الدولة التى نجحت فى تقديم نموذج الدولة المدنية القادرة على احتواء خليط دينى يمتد من الشافعية إلى الأباضية وخليط عرقى وقومى من العربية إلى الأمازيغية، تلك الدولة التى تشكل قلب عرب إفريقيا بثقل شعبها وجيشها واقتصادها، إنما يكشف مدى خطورة ما تشهده دول الجوار من صراعات مسلحة خاصة الساحة الليبية والتهديدات على الساحة التونسية وكذلك فى مالى فضلا عن تهديدات داعش التى تعيث فسادا فى العراق وسوريا وتهدد أمن مصر خاصة من البوابة الشرقية "سيناء" .
واعتبر خبراء إستراتيجيون أن ما يحدث على الساحة العربية من عمليات إرهابية وتنامى التنظيمات الإرهابية إنما يحتم الإسراع بتشكيل القوة العربية المشتركة التى أقرتها قمة شرم الشيخ الأخيرة ودعم هذه القوة لتكون سيفا ودرعا حاميا للأمن القومى العربى وحماية مقدرات الدول العربية والتدخل السريع لإنهاء الأزمات والصراعات المسلحة .
وبالرغم من الموقف الجزائرى إزاء هذه القوة حيث لا يسمح الدستور الجزائرى بالمشاركة العسكرية خارج حدود الدولة إلا أن مصادر سياسية ودبلوماسية أعربت لـ"النهار" عن أملها فى دعم جزائرى لوجيستى وفنى واستخباراتى قوى لتشكيل هذه القوة وتفعيلها كضرورة لحماية أمن واستقرار وسيادة الدول العربية.
وإزاء ما شهدته الجزائر مؤخرا أدان الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، الهجوم الإرهابى الذى استهدف أفرادًا من الجيش الوطنى الشعبى الجزائرى فى ولاية عين الدفلى جنوب غرب الجزائر، وأدى إلى استشهاد عدد منهم.
وأكد العربى خلال اتصال هاتفى أجراه بوزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة أن الجامعة العربية تقف بجانب الجمهورية الجزائرية وتساند كل الجهود التى تبذلها الحكومة الجزائرية من أجل محاربة الإرهاب والقضاء عليه.
وقدم الأمين العام، خالص تعازيه إلى الجزائر رئيسًا وحكومةً وشعبًا وإلى أسر الضحايا.
وكان تنظيم «داعش» الإرهابى قد هدد الجزائريين بحرب طويلة الأمد، وذلك خلال بثه لشريط فيديو، بعنوان «رسالة إلى أهل الجزائر» يظهر فى الفيديو شخصان يدعيان أبو البراء الجزائرى وأبو حفص الجزائري.
وهدد التنظيم الإرهابي، على لسان أبو البراء، الجزائريين، بالقول: «إنكم ستكونون حطب الحرب المقبلة، إن اشتعلت فى أرض الجزائر، ولن نقبل حتى نصل إلى الأندلس».
و«جند الخلافة» هى من الجماعات الإرهابية التى بايعت تنظيم «داعش» منذ أشهر، كما قامت باختطاف سائح فرنسي، هو هيرفى غورديل، وبثت شريط فيديو لقتله، لكن أجهزة الأمن تمكنت فى ظرف وجيز من القضاء على عناصر التنظيم الإرهابى وتضييق الخناق عليهم واعتقال آخرين، حيث تم القضاء فى شهر مايو الماضي، فى غابة فركيوة، الواقعة ببلدية بوكرام، فى مدينة البويرة (شرق الجزائر)، على 25 إرهابيا، واسترجعت الأسلحة التى كانت بحوزتهم، وكان من بين الإرهابيين الأمير الجديد لجماعة ما يسمى بـ«جند الخلافة»، المنضوية تحت راية «داعش»، ويتعلق الأمر بخرزة بشير، المكنى أبو عبدالله عثمان العاصمي، والذى يبلغ من العمر 41 سنة، وينحدر من القصية.
تهديدات دواعش تونس
وفى سياق متصل كشفت تقارير أممية أن «دواعش» تونس، باتوا يسلكون صيغا جديدة للالتحاق بالتنظيم الإرهابى فى كل من العراق وسوريا، من خلال نقاط عبور منها الجزائر، وذلك إثر تضييق الخناق على الصيغ التقليدية.
وأورد التحقيق الأممى الذى تم إجراؤه مؤخرا أن «الدواعش» التونسيين لم يعودوا يمضون مباشرة إلى تركيا، تمهيدا للانضمام إلى تنظيم «داعش»، بل صاروا يختارون الجزائر والمغرب وصربيا، وأبرز أن من الأمور التى تشجع التونسيين على اتخاذ الجزائر والمغرب وصربيا، نقطة عبور فى الطريق إلى «داعش»، كونها لا تفرض تأشيرة دخول على التونسيين، فى الوقت الذى بات الذهاب عبر تركيا محاطا بالشكوك وقد يوقع بالمسافر.
استقطاب المتطرفين
وأظهر التقرير وفق ما نقلت تقارير إعلامية أن التونسيين لا يزالون أبرز الجنسيات المقاتلة وسط تنظيم داعش إذ إن عددهم فى صفوفه يفوق ستة آلاف عنصر، تتوجس السلطات التونسية بشدة من عودتهم مزودِين بالخبرة والمخططات الإرهابية إلى البلاد.
وأوضحت المعطيات ذاتها، عن إمكانيات مالية مهمة، يجرى رصدها لمن يقومون باستقطاب الشباب لأجل القتال لدى «داعش»، حيث إن الأشخاص المكلفين بالتجنيد يتلقون بين ثلاثة آلاف و10 آلاف دولار نظير كل مقاتل جديد.
وبين التقرير ما آل إليه الوضع الأمنى فى المنطقة، موضحا أن وجهات عدة صارت تغرى المتطرفين لا منطقة واحدة، سواء تعلق الأمر بالعراق أو بسوريا أو ليبيا أو اليمن، إلى جانب الأفراد الذين يختارون البقاء فى بلدانهم لتنفيذ هجمات إرهابية فى نطاق ما يعرف بـ«الذئاب المنفردة» .
مساجد تونس خارج السيطرة
فيما ذكر تقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أن المؤشرات الباعثة على القلق، تتمثل فى وجود عدد مهم من المساجد فى تونس خارج سيطرة الدولة، ودعا إلى اتخاذ إجراءات لمنع تنامى التحريض على الكراهية.
فى غضون ذلك كشفت مصادر أن السلطات التونسية تسلمت من نظيرتها الجزائرية قائمة بأسماء 13 من رجال الأعمال يشتبه فى دعمهم الإرهاب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، جاء ذلك فى إطار التنسيق الأمنى القائم بين البلدين.
وأضافت المصادر نفسها، أن التوصل إلى القائمة السابقة جاء بناء على نتائج تحقيقات أجرتها وحدات مختصة فى مكافحة الإرهاب اعتمادا على اعترافات إرهابيين موقوفين أثناء التحقيق معهم مشيرة إلى أن المشتبه فيهم يقيمون فى المناطق الحدودية التونسية المتاخمة للأراضى الجزائرية ويشتبه فى توفيرهم أموالا ودعما لبعض 'المتطرفين والجهاديين' ممن وردت أسماؤهم فى تحقيقات أمنية تجريها السلطات مع عدد من المعتقلين فى قضايا متعلقة بالإرهاب.
وأضافت المصادر أن التعاون بين الجزائر وتونس فى مسألة محاربة الإرهاب يبرز بصفة خاصة فى تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية بين أجهزة البلدين، حيث يتم تبادل قوائم إرهابيين والمشتبه فيهم فى مجال دعم ومساندة الجماعات الإرهابية، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية التونسية باشرت تحريات وتحقيقات عميقة حول نشاط عدد من هؤلاء رجال المال وغيرهم بعد الكشف عن تحويل أموال كبيرة نحو أوروبا عبر أحد البنوك التونسية وتوافد عدة رجال أعمال ليبيين أيضا واستقرارهم فى تونس.
مراجعة قوانين المصالحة
من جهتها حذرت الكاتبة والمحللة السياسية الجزائرية حدة حزام من خطورة ما تشهده المنطقة العربية من تنامى الإرهاب وتنظيماته، منددة بالجريمة الإرهابية التى هزت الجزائر فى منطقة عين الدفلى، وراح ضحيتها ثلة من أبناء الشعب الجزائرى فى كمين إرهابى فى ثانى أيام العيد، مؤكدة أن هذه الجريمة جاءت لتؤكد مرة أخرى أن المصالحة خيار فاشل، وأن الإرهاب ما زال يتربص بالبلاد.
وأوضحت أن هذه الجريمة جاءت بعد أيام قليلة من التهديد الذى بثته داعش تتوعد فيه الجزائر بكل شعبها وحكومتها وجيشها.
وقالت: لم تتبن بعد أى جهة العملية التى أعادتنا من جديد إلى ساعة الصفر من حربنا ضد الإرهاب، لكن التسميات لم تعد مهمة والحرب على الإرهاب يجب أن تكون أكثر صرامة، بل وجب مراجعة قوانين المصالحة وقوائم "التائبين" المزعومين.
كيف حدثت الجريمة وكيف نصب الكمين، هل لأنه بمناسبة العيد، تراجع استنفار قوات الأمن؟
ألم نتعلم بعد من دروس الماضي، أن هؤلاء المجرمين تزداد وحشيتهم وتعطشهم للدماء فى المناسبات الدينية؟
ولأنهم لم ينجحوا فى تنفيذ عمليات إرهابية طوال شهر رمضان وسجلت تقارير دولية ضدهم تراجعا فى جرائمهم، حيث كان رمضان هذا الأكثر أمنا فى الجزائر، ها هم ينفذون جريمة مروعة وضحيتها جنود بسطاء من أبناء عامة الشعب؟
واعتبرت حدة حزام أن عيد بغداد أيضا كان عنوانا للموت والترويع، لم تنس دولة الإجرام الإسلاموى بغداد فى ثانى أيام العيد، فأعطتها هديتها سيارة مفخخة راح ضحيتها أزيد من 115 قتيلا وضعفها من الجرحى ومبان مهدمة على رءوس سكانها. السيارة استهدفت مواطنين شيعة، لتؤكد من جديد العبث الذى يعيشه العراق الذى حرره بوش من دكتاتورية صدام، ليدفعه إلى حضن دكتاتورية همجية مهربة من التاريخ الظلامى لبعض الطوائف المنتسبة إلى الإسلام.
وأشارت إلى أن نفس المصائب تعيشها مصر يوميا فى مواجهة إجرام الدولة المارقة بسيناء والمدن المصرية الأخرى فضلا عما تعانيه سوريا من موت ودمار، أيام العيد أو الأيام الأخرى، حيث قتل العشرات أيضا فى الحرب المتعددة الجنسيات التى تستهدف هذا البلد منذ أربع سنوات وما زالت تطول.
هذا بالإضافة إلى جرائم أخرى يعيشها المسلمون فى مخيمات اللاجئين ويدفع ثمنها أطفال سوريون أبرياء، بين برد شتاء وثلوجة ولهيب شمس الصيف ومجتمع دولى منافق يكتفى بتعدادهم وكتابة التقارير ويذهب شتاء وتأتى ثلوج أخرى وقوافل أخرى تضاف كل يوم إلى الهاربين من سكاكين داعش ومجازر النصرة.
وتساءلت أهذا هو ما تعدنا به الدولة الإسلامية، قتل وترويع وتشريد أيام العيد، الذى كان عنوانا للمغفرة والمحبة والتسامح، حتى الأطفال لم يعد يقنعهم اليوم أن فى الإسلام محبة ورحمة وتسامح!
موسم الألم ما زال يطول! وعائلات جزائرية جديدة تفجع فى أبنائها بسبب مشروع ظلامى لا يمت لنا بصلة، والمصيبة الأكبر أن لا أحد صار يكترث لأخبار الإرهاب، إلا لمعرفة أرقام الضحايا وننسى!
مواجهة شاملة
وفى مواجهة الإرهاب على الساحة الجزائرية أكد مراقبون أنه من الضرورى مواصلة كافة الجهود وعلى مختلف الجبهات، لمحاربة هذه الآفة التى لا يمكن حسمها بالقوة العسكرية وحدها، لأن اللجوء إلى الأداة العسكرية لمحاربة الإرهاب يعني، أيضاً، فشلاً فى التعامل مع قضايا اجتماعية وسياسية فى وقت سابق. ذلك أن الإرهاب لا يأتى من فراغ، وإنما يستفيد دائماً من تربة خصبة (سياسية، دينية، اجتماعية، اقتصادية)، فكل بؤر التوتر الحالية (العراق، سورية، ليبيا، مالي) التى تنشط فيها جماعات إرهابية عابرة للحدود لم تفتعلها هذه الجماعات، بل استفادت من انفجارها، حيث استقرت فيها، بعد أن أشعلها غيرها، وما عليها إلا تأجيجها.

بوسماحة 31
2015-11-07, 20:46
لقد نسيت ذكر علاقة تنظيم الاخوان بالثورة الخمينية وبمرشد الخمس والمتعة الخامنئي ...
وعلاقة الاخوان بايران وأحزاب الاسلامية الشيعية والرافضية منها الدعوة والفضيلة وحزب اللات......أم صاروا أعداءا ؟؟؟؟؟؟

الزمزوم
2015-11-07, 20:48
الوهابية والإخوان من المعين نفسه دم وخراب وقتل و تفكيك للجيوش العربية الوطنية وعمالة للغرب والصهيونية .


بارك الله فيك

قاهر العبودية
2015-11-08, 14:48
لقد نسيت ذكر علاقة تنظيم الاخوان بالثورة الخمينية وبمرشد الخمس والمتعة الخامنئي ...
وعلاقة الاخوان بايران وأحزاب الاسلامية الشيعية والرافضية منها الدعوة والفضيلة وحزب اللات......أم صاروا أعداءا ؟؟؟؟؟؟

........
الوهابية والإخوان من المعين نفسه دم وخراب وقتل و تفكيك للجيوش العربية الوطنية وعمالة للغرب والصهيونية .


بارك الله فيك

.............


http://www.djelfa.info/vb/images/smilies/1.gif

واش هاذي الخالوطة


تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى

الزمزوم
2015-11-09, 12:42
أنصار الشريعة في تونس السلفية الجهادية۔۔ السلاح هو الحل





http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/1/1/500x282o/63.jpg?q=5
"لا سلطة للدولة ولا جدوى من طلب ترخيص من الإدارة لعقد التجمعات والمؤتمرات، واللجوء إلى الأسلحة وسيلة شرعية لتحقيق الأهداف.." هذا هو الشعار الذي رفعه أنصار الشريعة في تونس شعارها في وجه المخالفين والمعارضين، ويتجول قيادات الحركة السلفية منادين بهذه الأفكار بين المواطنين التونسيين، وبعد عدة جرائم صنفتها الحكومة التونسية التي كانت تسيطر عليها حركة النهضة – في ذاك الوقت – من الجماعات الإرهابية، وكذلك الولايات المتحدة، ومؤخرا دولة الامارات التي اعتبرت جماعة أنصار الشريعة التونسية ضمن المنظمات الإرهابية المحظورة


النشأة

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/2/7/157.png

تأسس تنظيم أنصار الشريعة في تونس في أبريل عام 2011 بعد حوالي ثلاثة شهور فقط من الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، وشهدت العلاقة بينه وبين الحكومة التي تشكلت نهاية العام التالي بقيادة حركة النهضة توترا ملحوظا.
يعود تأسيس الجماعة إلى سيف الله بن حسين المعروف باسم "أبو عياض التونسي" الذي ساهم في تأسيس جماعة أنصار الشريعة في أواخر أبريل 2011، وقامت الجماعة بتأسيس عدة أذرع إعلامية لها بينها، مؤسسة القيروان للإعلام، وتطوير وسائل إعلام أخرى بما فيها مدونة، صفحة على الفيسبوك، ومجلة، وقامت أنصار الشريعة بحملة للإفراج عن السجناء الإسلاميين، مثل عمر عبد الرحمن، وأبو قتادة والتونسيين الذين حاربوا مع تنظيم القاعدة في العراق والمحتجزون في السجون العراقية.
ومؤسس هذا التنظيم وكان مسجونا في عهد بن علي، وقاتل في أفغانستان، ويقول التنظيم إن المنتسبين إليه ربما بلغ عددهم مائة ألف، بينما تتحدث مصادر أخرى عن أرقام أقل، كما يعد التنظيم من المنظمات الارهابية من قبل الحكومة التونسية ومن قبل الولايات المتحدة.


المرتكزات الفكرية:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/2/7/158.jpg
الخطيب الإدريسي

يطالب تنظيم أنصار الشريعة بتطبيق الشريعة الإسلامية في تونس، وانتقد التنظيم بشدة تراجع حركة النهضة عن المطالبة بالتنصيص على مصدرية الشريعة الإسلامية في الدستور، واكتفائها بالإبقاء على الفصل الأول من الدستور السابق الذي يقول إن تونس دينها الإسلام.
ويري المتابعون أن جماعة أنصار الشريعة، وإن كانت لا تتبنى النهج الجهادي الصريح، إلا أن علاقاتها مع كل من السعودية بشكل مباشر ومع قطر عن طريق شق من حركة النهضة، مكنتها من دعم مالي مهول للنهوض بنشاطها وأعبائه الماليّة الكبيرة، من تنقل وتجييش حافلات خاصّة وسيّارات رباعيّة الدفع للشباب وتمكينهم من الدعم المالي، إلى جانب الدعم الفقهي والعقائدي الذي تقدّمه لهم مجموعة المشايخ والمحاضرين الدينيين المستقدمين من الخليج العربي وجلهم من انصار الفكر الوهابي .
ويؤمن أنصار الشريعة بفكر تنظيم القاعدة، وهو ما دعا البعض إلى الحديث عن أن العلاقة بين أنصار الشريعة والقاعدة، أشبه بعلاقة حركة "طالبان" بـ"القاعدة"، حتى أصبحت أنصار الشريعة معبرة عن التيار السلفي الجهادي في تونس.
ويربط المتابعون أيضا بين أنصار الشريعة والحركة السلفية العلمية التي يتزعمها الخطيب الإدريسي، الذى تحكمه الأطر الفكرية التقليدية للتيار السلفي العام.
وتعد أموال الزكاة من أهم مصادر تمويل التنظيم، إلى جانب تمويل بعض الأشخاص الأغنياء الذين يساندون الجماعة، كما ساعد استبداد نظام بن على وقمعه في ميل قطاع كبير من المجتمع التونسي إلى التفاعل مع أفكار السلفيين، وساعد على ذلك التفاوت في الدخل بين الفئات الاجتماعية، وتفشى البطالة بين أوساط الجامعيين، وانتشار الفقر.


الحكومة التونسية وأنصار الشريعة:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/2/7/159.jpg

في 2013 صنفت الحكومة التونسية جماعة أنصار الشريعة السلفية الجهادية "تنظيماً إرهابياً"، وأصدرت مذكرة جلب دولية ضد مؤسسها سيف الله بن حسين المعروف بـ"أبو عياض" باتهامات لضلوع الجماعة في أعمال إرهابية بتونس، وقال رئيس الحكومة علي العريض – في ذاك الوقت - إنه ثبت أن تنظيم أنصار الشريعة غير المرخص له ضالع في العمليات الإرهابية التي وقعت في تونس، فهو المسؤول عن اغتيال المعارضين شكري بلعيد في 6 فبراير الماضي ومحمد البراهمي في 25 يوليو الماضي وكذلك قتل عدد من عناصر الأمن والجيش، من أن التنظيم مسئول عن شبكات لتخزين الأسلحة في تونس والتخطيط للقيام باغتيالات أخرى ومداهمات لمراكز أمن ومراكز عسكرية والتخطيط للانقضاض على السلطة، وأنه بعد هذا القرار كل من ينتمي لهذا التنظيم يتحمل مسئوليته كاملة في الانتماء لتنظيم إرهابي".
وبعد ذلك شنت الحكومة التونسية حملاتها على قيادات أنصار الشريعة، على خلفية مواجهات عديدة شهدها المجتمع التونسي بين جماعات إرهابية وقوات الأمن، نتج عنها مقتل عدد من الأمنيين، وهو ما اعتبره البعض محاولة من الحكومة التي كانت تسيطر عليها النهضة للتضحية بالتنظيم وتخفيف الانتقادات التي تتعرض لها من المعارضة، كما يري البعض الآخر انها محاولة لاستعادة الجهاز الأمني عافيته في مواجهة الجماعات الإرهابية .
وحاول الأمن التونسي اعتقال قائد أنصار الشريعة، لكنه لم يتمكن من ذلك ليظل الرجل بعد ذلك متواريا عن الأنظار مكتفيا ببضع مقابلات صحفية ورسائل إلى قادة ومنتسبي أنصار الشريعة، وفي هذه المقابلات والرسائل انتقد أبو عياض بشدة سياسات حكومتي حمادي الجبالي وعلي العريّض إزاء السلفيين الذين قتل منهم حوالي 15 فردا بحوادث متفرقة، بينما توفي سجينان إثر إضراب طويل عن الطعام، وفي رسالته التي سبقت بأيام المؤتمر الثاني لأنصار الشريعة بالقيروان، استخدم أبو عياض لهجة حادة تجاه الحكومة بعد منعها بعض الخيم الدعوية التي تنتصب بلا ترخيص من وزارة الداخلية.


"النهضة" و"أنصار الشريعة":

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/2/7/160.jpg

توقع البعض أن تفشل سياسة "النهضة" لاحتواء أنصار الشريعة، بعد أن مارس التنظيم ومن يقف وراءه كل أشكال الاستفزاز في حق الناس والبلاد، بـذريعة الغيرة على الدين، والدفاع عن المقدسات، ومحاربة البدع والانحراف الديني، كما تنوعت اعتداءات عناصر التنظيم الإرهابي لتشمل التضييق على الطلاب وأساتذة الجامعة والاعتداء عليهم، فكان الهجوم على معرض للفنون بحجة رسوم مسيئة إلى المقدسات، فاعتداء على ناشطين احتفلوا بيوم القدس العالمي بشمال البلاد، ولم تكن الساحة الشعبية أيضاً بمنأى عن منطقهم التطهيري، فحرقوا الحانات والمقاهي، ولم يسلم منهم حتى مشايخ الحركة الإسلامية ممن عرفوا بالاعتدال، كالشيخ عبد الفتاح مورو الذي فضح مخططات بعض البلدان الخليجية للهيمنة مالياً وإيديولوجياً على شبكة من الجمعيات ونشر الفكر الوهابي الهدّام في البلاد.
اتسمت ردود "النهضة" على اعتداءات المجموعات السلفية بالبرودة في بداية الأمر، بل سقطت في محاولات تبرير الكثير من تصرفاتهم، بأن العلمانيين يستفزون هؤلاء الشباب بما يطلقونه من مواقف، أو يعرضونه من نتاج فني أو ثقافي، ويتعدون على هوية المجتمع ومقدساته. وكان الشيخ راشد الغنوشي يدافع عن هؤلاء الشباب الذين يبشرون بثقافة جديدة ويذكرونه بشبابه، واتهمت الأطراف السياسية المناوئة للنهضة بالتواطؤ مع السلفيين، وبأنها تسعى إلى كسبهم كرصيد انتخابي، بينما لاحظ المراقبون سعي النهضة لإقناع هؤلاء بالعمل تحت سقف القانون، وعملت على إقامة علاقات تكامل معهم، وإلى إرضاء لقطاع واسع من قاعدتها الذين يحملون التوجه السلفي، بل هي حافظت بهذا الموقف المتسامح على وحدة الصف القيادي فيها، حيث تنحاز بعض القيادات النهضاوية في تفكيرها وتوجهاتها إلى هؤلاء كالحبيب اللوز وصادق شورو، وسربت وثائق سرية أفادت بأن اجتماعات عقدت بين الغنوشي وبين قيادات أنصار الشريعة عقب الثورة، دعا فيها الغنوشي زعيم التنظيم إلى تجنيد شباب في الجيش بقصد اختراقه، وكذلك في الحرس الوطني، حتى رصد المتابعون نجاح أنصار الشريعة في الاستظلال والاحتماء بـالنهضة، مستفيدة من موقعها القوي في السلطة، ومن قاعدة الحركة الإخوانية التي هي، في الجزء الأكبر منها، صاحبة ميول سلفية نتيجة سنوات التجهيل والمسخ الفكري في العهد البوليسي لحكم بن علي، إلا أن انفجار السفارة الأمريكية كان منعرجاً حاسماً في علاقة النهضة مع هذا التنظيم، وبدأ معه سيناريو المواجهة .
الغريب في الأمر هو اعتراف عدد من قيادات أنصار الشريعة بتمويل النهضة للتنظيم واختراقه، وهو ما بدا من اعترافات رياض الورتاني القيادي بالتنظيم، والذى أشار فيه إلى اختراق تنظيم أنصار الشريعة بوجه خاص و تيار السلفية الجهادية بشكل عام من خلال ضخ أموال طائلة بشكل مباشر وغير مباشر لتمويل عمليات تسفير الجهاديين إلى سوريا ليس خدمة للجهاد بل لإفراغ الساحة منهم، والإشارة أيضًا إلى أن حركة النهضة اخترقت السلفية الجهادية ماليًا من خلال عدد من أعضاء مجلس الشورى الذين دأبوا على ضخّ أموال عبر عديد الأطراف في التنظيم لتمويل أنشطته الجهادية.
وتعود الأزمة بين الطرفين، حينما منعت الحكومة جماعة أنصار الشريعة من عقد مؤتمرها السنوي الثالث في مدينة القيروان، بعدما رفضت الامتثال للقوانين التي تنظم عقد التجمعات، وخلال اليوم نفسه جرت مواجهات عنيفة في حي التضامن الشعبي وسط العاصمة بين الشرطة ومئات من أنصار الجماعة المحتجين على منع مؤتمرها في القيروان، واعتبر رئيس الحكومة التونسية على العريض أن تنظيم أنصار الشريعة غير قانوني، واتهم بعض قيادات التنظيم بارتباطهم بالإرهاب، وأكد أن حكومته تتعامل مع أنصار الشريعة على هذا الأساس.
وتعرض وزير الشئون الدينية "نور الدين الخادمي" لانتقادات واسعة بسبب ما تصفه المعارضة بتخاذله حيال سيطرة السلفيين على المساجد، وإزاء هذه الانتقادات أعلن الوزير أن الوزارة بصدد ضبط استراتيجية لإعادة بسط سلطتها على نحو 100 مسجد ما تزال منفلتة، في إشارة منه إلى أنها مازالت تدار من قبل جماعات سلفية، بعد أن سادت الفوضى في كثير من المساجد بتونس منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في ثورة 14 يناير 2010، واحتكرت تيارات سلفية المنابر في الكثير من المساجد، وهو ما عمل على تدهور العلاقة بين حكومة "حركة النهضة" وتنظيم "أنصار الشريعة"، وكلا التنظيمين ينتميان إلى الفكرة الإسلامية.
وطرح هذا الخلاف عدد من التساؤلات بشأن فشل الإسلاميين في إدارة الخلاف بينهم ومدى التزام تنظيمات "السلفية الجهادية" بالقانون، ومدى احترامها لسيادة وسلطة الدولة، وعما إذا كانت تنطلق من أجندات خارجية غير الأجندة الوطنية للدولة التي تعيش على أراضيها.


أنصار الشريعة وعلاقتها بالقوى السياسية:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/2/7/161.jpg

رفضت بعض القوى السياسية المحسوبة على تيار الاسلام السياسي تصنيف أنصار الشريعة كمنظمة إرهابية، والتضييق على الدعاة استجابة لضغوط فلول النظام السابق، ومن بين هذه الحركات كل من جبهة التونسية للجمعيات الإسلامية، الرابطة الوطنية لحماية الثورة، حزب جبهة الإصلاح، حزب الفضيلة، حزب الأصالة، حركة وفاء، حزب العدالة والتنمية .
في حين رحبت أحزاب آخري أبرزها نداء تونس بقرار اعتبار جماعة أنصار الشريعة جماعة ارهابية، نتيجة ما قام به التنظيم من جرائم في حق الشعب التونسي، ومحاولة ارسال مزيد من الجهاديين إلى سوريا والعراق.


مبايعة داعش:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/2/7/162.jpg

وعلى غرار مبايعة التنظيمات الإرهابية لتنظيم داعش، أعلن سيف الدين الرايس، القيادي بتنظيم أنصار الشريعة، مبايعته لأبي بكر البغدادي، زعيم داعش بقوله " أشهدكم أني بايعت أمير المؤمنين أبا بكر البغدادي، وسط صيحات التكبير، واستهجان من بعض المصلين المتواجدين في المسجد، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش رفعت عن كل الأمة الحرج بصدق جهادها.


"أنصار الشريعة" و"القاعدة":

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/2/7/163.jpg

ترتب على مبايعة عدد من التنظيمات الإرهابية والجماعات الجهادية لتنظيم داعش الإرهابي، مشكلات واتهامات متبادلة بين هذه الجماعات من جانب، وبين تنظيم القاعدة من جانب آخر، وخاصة بعد أن أعلن "داعش" أنه يتجه لتكفير قياديي ما يسمى بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" الذي يتزعمه عبد المالك دروكدال، وأن مبايعة التنظيم الجديد "جند الخلافة في أرض الجزائر"، أبو البكر البغدادي زعيم "داعش"، سيتبعه تكفير قياديي "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في حالة رفضوا مبايعة أمير التنظيم وقد ردّ تنظيم "القاعدة" على هذا التصريح بإرسال توجيهات إلى فروعه منها الجزائر إلى مقاطعة بيانات "داعش" والمنشقّين عن "القاعدة".
يأتي ذلك الخلاف على خلفية حصول البغدادي، على مبايعة 5 تنظيمات تابعة للقاعدة وهي جند الخلافة في الجزائر وأنصار الشريعة في تونس وأنصار بيت المقدس في مصر وأنصار الشريعة في ليبيا وفصائل أخرى في اليمن وباكستان، وهو ما دعا إلى بروز تقارير تفيد إلى أن تنظيم داعش يتجه إلى إصدار فتوى لتوحيد جميع الفصائل الجهادية وتكفير الرافضين لمبايعة أمير التنظيم، وعلى رأسهم زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال و زعيم التنظيم أيمن الظواهري.


أبرزعمليات التنظيم:

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/2/7/169.jpg

قام أعضاء من أنصار الشريعة بانتظام، بدور مهم في احتجاجات في تونس ضد جهات أو أفراد بتهمة التجديف، كما يشتبه تورطهم في عدد من حوادث العنف، ولكن تم تقديم أدلة قليلة ولم يتم حظر المنظمة، من بين الحوادث التي يشتبه بتورطهم بها الهجوم على محطة التليفزيون التي قامت بعرض فيلم برسبوليس في أكتوبر 2011، كذلك الهجوم على معرض فني مثير للجدل في يونيه 2012، والهجوم على السفارة الامريكية في تونس في سبتمبر عام 2012.
وصنفت هذه المجموعة غير المرخص لها العمل منذ تأسيسها كتنظيم إرهابي محظور من قبل الحكومة التونسية، في قرار اتخذ منذ مدة حسب رئيس الوزراء التونسي الذي أكّد في المؤتمر الصحفي الذي عقد في 27 أغسطس 2013 في مقر الحكومة بالقصبة ،عن ارتباط هذه المجموعة بتنظيم القاعدة وتورطها في اغتيال السياسيين التونسيين البراهمي وبالعيد وضلوعها في العمليات الإرهابية في الشعانبي وغيرها وإدخال وتخزين الأسلحة.
وصنفت الولايات المتحدة جماعة أنصار الشريعة بتونس منظمة إرهابية، واعتبار أميرها سيف الله بن حسين المعروف بأبي عياض "إرهابياً عالمياً"، كما أعلنت واشنطن عن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن رؤوس التنظيم الكبيرة، وأعلن بيان الخارجية عن مكافاة 10 ملايين دولار على موقع مكتب التحقيقات الفيدرالية لكل من يدلي بمعلومات عن جماعة أنصار الشريعة، بمن فيهم قادتها في بنغازي والدرنة وتونس، وهم أحمد أبو خطالله وسفيان بن قومو وسيف الله بن حسين، واتخذت الخارجية هذا القرار بالتعاون مع وزارة المالية التي تراقب هذه الإجراءات عن قرب، وأن هذه التصنيفات تعكس تصميم الولايات المتحدة على الحط من قدرة هذه المنظمات والأفراد على ارتكاب أعمال عنف بقطع تدفقاتها المالية.


أبرز الشخصيات: أبو عياض التونسي

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/2/7/170.jpg

ولد ابو عياض التونسي في الثامن من تشرين الثاني في العام 1965 في مدينة منزل بورقيبة، وتبنى بن حسين ايديولوجية "الإخوان المسلمين"، وانضم إلى حركة الاتجاه الإسلامي.
وفي 1987، اضطر للسفر إلى خارج البلاد، وحوكم غيابياً بالسجن في محاكمة عسكرية بتهمة المشاركة في التظاهرات الطلابية، ثم توجه بن حسين بداية إلى المغرب، حيث التحق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في جامعة وجدة، وهناك تزوج بمغربية، ثم سافر إلى لندن في التسعينيات، ونشط ضمن مجموعة الشيخ أبو قتادة، قبل أن يهاجر إلى أفغانستان ليعيش هناك خلال حكم حركة طالبان.
التقى ابو عياض بزعيم تنظيم أسامة بن لادن في قندهار في العام 2000، كما أسس الجماعة المقاتلة التونسية، التي تشير المعلومات إلى ان اثنين من عناصرها نفذا عملية اغتيال الزعيم الافغاني أحمد شاه مسعود في التاسع من سبتمبر 2001، وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، وسقوط نظام طالبان، تخفى أبو عياض، لكنه اعتقل في تركيا في العام 2003، ليتم تسليمه بعد ذلك إلى السلطات التونسية، وقد صدر حكم مؤبد بحقه في بلده بتهم الضلوع في الإرهاب والانتماء إلى القاعدة، وسرعان ما خرج أبو عياض بعفو مع كثير من السجناء السلفيين الآخرين عقب سقوط نظام زين العابدين بن علي.
ويربط خبراء الإسلام السياسي أبو عياض في تونس بأبرز المطلوبين للعدالة بعدما أصدرت بحقه وزارة الداخلية برقية تفتيش للاشتباه في تخطيطه لاقتحام السفارة الأمريكية في تونس من قبل سلفيين استفزهم فيلم أمريكي مسيء للإسلام، وكادت قوات الأمن التونسية أن تلقي القبض على أبو عياض بعد أيام من حرق السفارة الأمريكية بتونس عندما ألقى خطبة بمسجد الفتح بالعاصمة، لكن وزير الداخلية آنذاك علي العريض أمر بفك الحصار حول المسجد تفاديا لوقوع اشتباكات دموية مع أنصار أبو عياض، ومنذ ذلك الحين توارى أبو عياض عن الأنظار، خاصة بعد حادثة اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد يوم 6 فبراير 2013، وهي جريمة نسبتها السلطات التونسية لتنظيم أنصار الشريعة الذي مُنِع من عقد مؤتمره الثالث بمدينة القيروان في شهر مايو 2013.

الزمزوم
2015-11-09, 12:51
لمناسبة ميلاده التسعين.. القرضاوي رجل الأفكار المتناقضة




http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/0/3/500x282o/341.jpg?q=1طباعة (http://www.islamist-movements.com/print.aspx?3341)
هو يوسف عبدالله القرضاوي، المعروف بـ"يوسف القرضاوي"، أحد أبرز علماء السنة، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأحد أبرز قيادات الإخوان المحرضين ضد الدولة، ومعروف عن القرضاوي بأنه رجل المواقف المتناقضة، بما عُهد فيه من تحولات وتغيرات في مواقفه وفتاواه الدينية والسياسية خاصة في العقد الأخير، فهو يفتى لمن يدفع، ويجعل الفتاوى الشرعية في خدمة آرائه السياسية التي تحقق مصالحه الخاصة.




حالته الاجتماعية

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/245.jpg
القرضاوي وزوجته

تزوج القرضاوي من امرأتين الأولى مصرية اسمها إسعاد عبد الجواد "أم محمد" في ديسمبر 1958 وأنجب منها أربع بنات، وثلاثة ذكور "إلهام وسهام وعلا وأسماء" "محمد وعبد الرحمن وأسامة"، والثانية جزائرية اسمها "أسماء" التقى بها في أواسط الثمانينيات حين كانت طالبة في جامعة جزائرية، والتي عملت كمنتجة تليفزيونية في برنامج "للنساء فقط" والذي كانت تبثه قناة الجزيرة القطرية.




نشأته وتعليمه

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/246.jpg

وُلد القرضاوي، بقرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى محافظة الغربية يوم 9 سبتمبر 1924، ليتم 90 عامًا) وتذهب بعض المصادر إلى أنه من مواليد 1926)، بعد وفاة أبيه وهو في سن الثانية تولى عمه تربيته وتعليمه فحفظ القرآن الكريم كاملاً، التحق بالأزهر حيث أتم دراسته الابتدائية والثانوية، والتحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية سنة 1953، حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954، وفي سنة 1958 حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب، في سنة 1960 حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين، في سنة 1973م حصل على الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، عن: "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية"، لم يتحمل ويلات السجون، وعثرات الاعتقال التي دامت لعشرين شهراً في عام 1954، هاجر إلى قطر وحصل على جنسيتها مبكراً، وما زال يقيم بها حتى الآن.




علاقته بالإخوان المسلمين

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/247.jpg

انتمى القرضاوي لجماعة الإخوان المسلمين وأصبح من قياداتها المعروفين ويعتبر "الأب الروحي" للإخوان، كما عرض عليه تولي منصب المرشد عدة مرات لكنه رفض، وكان يحضر لقاءات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين كممثل للإخوان في قطر، إلي أن تم إعفاؤه من العمل التنظيمي في الإخوان، وقام القرضاوي بتأليف كتاب "الإخوان المسلمون سبعون عامًا في الدعوة والتربية والجهاد"، يتناول فيه تاريخ الجماعة منذ نشأتها إلى نهايات القرن العشرين ودورها الدعوي والثقافي والاجتماعي في مصر وسائر بلدان العالم التي يتواجد فيها الإخوان المسلمون.
وعندما تولى الرئيس المعزول محمد مرسي حكم مصر، رحب القرضاوي، بتولي الإخوان الحكم، ورأى أنهم "الجماعة الإسلامية الوسطية المنشودة" حسب وصفه، واعتبر مشروع حسن البنا مؤسس الجماعة، هو "المشروع السني الذي يحتاج إلي تفعيل"، ووصف الإخوان المسلمين بأنهم "أفضل مجموعات الشعب المصري بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم وأكثرهم "استقامة ونقاء".
ويعتبر القرضاوي، المرجع الروحي لجماعة الإخوان، هو الحصن الحصين لهم في قطر، حيث يقوم بتوفير جميع سبل التعاون بين الطرفين، هنا وهناك، ودائما تضعه الجماعة فوق الرؤوس، وكان يدافع عن كل قرارات مرشدها المحبوس محمد بديع.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/248.jpg

يقول إن مصر حققت في عهد الرئيس محمد مرسي الحرية والعدالة والديمقراطية والكرامة الإنسانية ورفع الرأس المصرية، هذه هي كلمات القرضاوي دائما في خطبه الأسبوعية.
كشف القرضاوي، منذ فترة، أن اجتماعات التنظيم الدولي للإخوان كانت تتم في مكة تحت غطاء العمرة 2008، كما أنه كان هناك لقاء سري بالقاهرة بين القرضاوي ومرشد الإخوان "2009"،حيث شن الدكتور محمود غزلان، القيادي البارز في الجماعة ذلك الوقت، هجومًا شرسًا على القرضاوي، علي خلفية تصريحات أصدرها الأخير، اتهم فيها الجماعة بـ"خيانة الدعوة والجماعة والأمة كلها 2009".
كما جدد القرضاوي الجدل داخل الإخوان بعد فتواه بإباحة تولي المرأة للرئاسة 2009، وقال القرضاوي: تمنيت أن أكون شيخا للأزهر، وقال: كنت أود ألا يشارك الإخوان في الانتخابات، وأن يقاطعوا كما قاطعت قوى وطنية أخري2010، وصرح من قبل، أنه من حق الإخوان والأقباط إنشاء حزب ديني رافضا السلام مع إسرائيل 2010.




مواقفه السياسية

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/249.jpg

ظهرت مواقف القرضاوي، إبان ثورة 25 يناير، لتكشف عن أن السياسة القطرية تلعب دورًا أساسيًا في توجهاته، من خلال قناة "الجزيرة مباشر مصر".. يمكن أن يقال عن القرضاوي إنه رجل "التناقضات"، فهو شخصية متناقضة للغاية، فقد أدخل نفسه في خصومات عدة مع علماء دين مرموقين بالعالم الإسلامي، دائمًا ينتقد الأنظمة العربية المجاورة في الإمارات والعراق وسوريا، ولكن عندما تذكر أمريكا فلا يشير إليها من قريب أو بعيد، يعلم جيدًا، حقيقة العلاقات القطرية – الإسرائيلية، ولكنه لا يذكرها، وجاءت تصريحات على لسان طليقته، أسماء بن قادة، كشفت فيها عن علاقة الشيخ بجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" وزيارته لتل أبيب أوائل عام 2010، بالإضافة إلي العلاقات السرية التي جعلت الأمير القطري يتمسك به لاستغلال موقعة الديني ومنصبة في رابطة العالم الإسلامي لتمرير مخطط "صهيوني أمريكي" تم الاتفاق عليه في الغرف المظلمة بالكنيست الإسرائيلي.
الغريب في الأمر أن القرضاوي رغم انتشار هذا الخبر في كل وسائل الإعلام، إلا أنه لم يهتم بما قيل عنه لا بالنفي أو التوضيح، إلا أن الصور التي انتشرت له مع حاخامات يهود، والذي يعتبر الوحيد من مشايخ العالم الإسلامي الذي نشر له هذا الكم من الصور لحواراته مع حاخامات يهود، والتي تظهر طيب العلاقة بينهم، فكل هذه الحوارات تؤكد ما قالته طليقة القرضاوي؟!، وكان سبب اللقاء كما ذكر القرضاوي أنه يأتي في إطار أهمية التعاون بين أتباع الديانتين: الإسلام واليهودية.
كما حرض القرضاوي من قبل، على التدخل الأجنبي، ودعا إلى قتل أبناء شعبه بالعلميات الإرهابية التي تحدث في مصر واحدة تلو الأخرى، عن "إخوانه وحلفائهم" من محترفي الإرهاب .
قام بالتطاول على الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، حينما وجه له رسالة قائلا: "كان ينبغي ألا تلوث عمامة الأزهر، ولحية شيخه، بمساندة هؤلاء، الذين أثبتت الأيام القليلة الماضية فساد طوياتهم، وسوء مكرهم، وظمأهم نحو السلطة، وسعيهم إلى سدة الحكم عبر دماء الشهداء، وأشلاء الأحرار"، في إشارة لعزل محمد مرسي من حكم مصر، كما رأى، القرضاوي أن أمله في شيخ الأزهر "خاب"، وقال: "ليت الدكتور الطيب تعامل مع الدكتور مرسي، كما تعامل من قبل مع حسني مبارك.
كما وصف الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية، بأنه متعهد الفتاوى الشاذة ووصف أنصار الجيش بالخوارج.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/250.jpg

عقب ثورة 30 يونيه، بدأ القرضاوي هجومه على الجيش المصري بدعوة جنود الجيش والشرطة المصريين لرفض الأوامر، مدعيًا أنه حال التزام الجندي هذا السلوك فإن القرآن معه !!!!!
وقال وقتها "أدعو الجامعة العربية أن يكون لها موقف من الذي يجري في مصر، أدعو منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن والشرفاء في أنحاء العالم، أدعو هؤلاء جميعًا أن يأتوا إلى مصر ويروا ما يحدث في مصر.
وتابع: أدعو المسلمين في أنحاء العالم في كل مكان من إندونيسيا وماليزيا ونيجيريا والسنغال وباكستان وبنجلاديش والهند والصومال وفي العراق وإيران وليبيا وتونس وسوريا وفي لبنان وفلسطين والأردن وفي كل بلاد الدنيا أدعوهم ليكونوا شهداء، ووصف القرضاوي، الجيش الإسرائيلي بأنه أفضل من جيش مصر المجرم على حد وصفه.
وفي 14 أغسطس ظهر القرضاوي على قناة "الجزيرة" القطرية عقب فض اعتصام تنظيم الإخوان في القاهرة، للتحريض على الحرب الأهلية ودعوة المصريين للاقتتال، وناشد المصريين بحماسة قائلاً "انزلوا إلى الشوارع، وواجهوا الجيش"، ووصف ذلك بأنه فرض عين على كل مسلم مصري قادر ومؤمن بأن يترك منزله.
كما وصف القرضاوي وقتها أنصار ما أسماه بالانقلاب الجيش والمصريين بأنهم خوارج، وحذر من أن هؤلاء "السيسي ورئيس الجمهورية المؤقت ووزير الداخلية" قتلة سيقتلهم الله.
وفي الوقت الذى هاجم فيه الجيش المصري واتهمه بالاستيلاء على السلطة، تجاهل انقلاب الشيخ تميم بن حمد بن خليفة على سلطة أبيه والاستيلاء عليها، وهو ما كان يكشف أن القرضاوي يتحرك وفق أجندة خارجية، جعلت لزامًا على هيئة كبار العلماء أن تتخذ قرارها بإقالة الشيخ القرضاوي من عضوية الهيئة.




فتاوى القرضاوي

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/251.jpg

كان القرضاوي، يوجه سهام فتاواه في الدين والاقتصاد والطب والفيزياء والكيمياء وعلم النفس والاجتماع والأدب والسياسة والعولمة والاستراتيجيات.
من أبرزها فتوى قتل القذافي أثناء الثورة الليبية، وأفتى بشرعية الخروج على حسني مبارك، وكفّر بشار الأسد، ولعن زين الدين بن علي، وسبق للقرضاوي أن التقى القذافي في خيمته بطرابلس وامتدحه، وحرص على الوقوف بجانبه في "صورة تذكارية" ومدح القرضاوي للقذافي منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ...وتكرر ذات الأمر مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.. ومع زين العابدين بن علي !!!!
في 2008 أفتي القرضاوي بأن دعم إيران واجب شرعي، ثم أثار عاصفة من الجدل بعد أن أفتي بجواز شرب مشروبات تحتوي علي كميات ضئيلة من الكحول، لكنه في نفس العام أيضا أطلق رصاصة الرحمة على عبث التقريب بين المذاهب حسب ما قاله علماء دين ونقله حساب تابع لقناة الجزيرة على تويتر عندما حذر من خطر المد الشيعي، ومن توظيف الشيعة لإمكانياتهم وأموالهم وكوادرهم بغية نشر المذهب الشيعي بين العامة من السنة في البلاد التي يعتنق غالبيتها مذهب أهل السنة والجماعة، وقد أثار التصريح حالة من الجدل الحاد في الأوساط الدينية في مصر والعالم العربي، وبعض السخرية أيضا، فقد اعتبر بعض علماء الأزهر هذا التصريح تحريضا للسنة ضد إخوانهم الشيعة، وأن خلاف المذاهب لا يعالج بهذه الحدة التي ظهرت في تصريحات القرضاوى، فهناك جهات دولية تنتظر مثل هذه الأمور لتشعل الخلاف بين المسلمين السنة والشيعة، ورأي البعض أن السبب وراء غضبة القرضاوي من الشيعة ما تردد عن تحول ابنه عبد الرحمن- إلي المذهب الشيعي، وأن الشيخ ليس رمزا للمسلمين السنة، وما قاله يخصه وحده، وعلي الجانب الآخر، ورد الشيعة في قطر بدعوي تطالب السلطات هناك بطرد القرضاوي من البلاد، بينما تناقلت وكالة الأنباء الإيرانية مقالات تهاجم الشيخ بحدة وبخطاب وصفه بيان تأييد الجماعة الإسلامية في مصر للقرضاوي بأنه خطاب مسف ومتدني، ولم يخل الأمر من سخرية.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/252.jpg

في 20 أبريل 2009 أعلن القرضاوي أنه يكتم اجتهادات فقهية وفتاوى حول قضايا معاصرة تجنبا لتشويش الجماهير عليه، مشيرًا إلى أنه أخفى فتواه بجواز مصافحة الرجال للنساء الأجانب عند الاضطرار وأمن الفتنة لعدة سنوات والتي نشرها في الجزء الثاني من كتابه فتاوى معاصرة،
وفي 8 مايو 2009 انتقد القرضاوي قطر لسماحها لصحفي دنماركي يعمل بصحيفة "يولاندز بوستن" التي نشرت الرسوم المسيئة للنبي محمد عام 2005 للمشاركة في الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة حيث قال: هذا الرجل الذي جاء إلى الدوحة ما كان لقطر أن تسمح له وعللت قطر إنها لم تكن تعلم أن هذا الصحفي الدنماركي يعمل لتلك الصحيفة.
وفي لقاء للقرضاوي في برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة يوم 16 فبراير 2003 سُئل عن القواعد الأمريكية في الخليج فقال: أنا قلت، شوف الاتفاقات التي حدثت قديماً مع أهل المنطقة تحترم، لأنها قامت بها حكومات، ولا نريد أن نشعل فتنة بين الشعوب والحكومات مع حق الشعوب في أن تنتقد هذه الاتفاقيات، تنتقدها بالوسائل السلمية، يعني ممكن يكتب صحفي يقول: إننا لا نوافق على الاتفاقية التي وقعت بين قطر والأمريكان، أو بين البحرين والأمريكان، أو بين السعودية والأمريكان، يفعل هذا، ونحترم هذه الاتفاقيات، كما أفتى القرضاوي برجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إذا ثبتت مشاركته في حرب غزة، وعلى هذا علقت في الضفة الغربية صورًا ضخمة للقرضاوي يظهر فيها مصافحًا يهودًا، وقد كتبت على الصور تعليقات تصف هؤلاء اليهود بأنهم إسرائيليون، وقد وقعت مصادمات بين مصلين في الضفة الغربية وأئمة بعض المساجد الذين خصصوا خطبة الجمعة للهجوم على القرضاوي .
كما أصدر القرضاوي فتوى خاصة بختان الإناث في مارس 2009 استند فيها إلى ما أثبتته الدراسات العلمية المختلفة التي قام بها أهل الاختصاص الموثوق في علمهم وإيمانهم وأخلاقهم، من أن عادة ختان الإناث ليس وراءها أي فريضة ترجى، بل إنه يُخشى من ورائها إلحاق الأذى والضرر بالإناث في حاضرهن وفي مستقبلهن، وأوضح القرضاوي في فتواه أن شكاوى النساء اللاتي تعرضن للختان كثرت، وأنهن يشكين الأثر السلبي لتلك العادة في حياتهن الزوجية، وخلص القرضاوي إلى القول: "ولذلك أنضم إلى الذين يقولون إنه ليس هناك أي مبرر لاستمرار هذه العادة ولا يوجد عندنا من أدّلة في الإسلام: من القرآن ولا من السنة ولا من الإجماع ولا من القياس ولا من المصلحة، لا يوجد عندنا أي دليل يدعونا إلى أن نتمسك بهذه العادة، بل كل الأدلة الشرعية والواقعية تنادينا أن نمنع هذا الأمر، ولهذا أُفتي بمنع هذه العادة حرصا على سلامة المرأة المسلمة والفتاة المسلمة، والطفلة المسلمة، وحمايتها من أي أذى".



http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/253.jpg

اشتهر أيضا القرضاوي منذ عمليات 11 سبتمبر2001، باعتباره المرشد العام للانتحاريين حول العالم، ونصت فتوى القرضاوي على أنه ينبغي التأكد من وجود الناس في المنطقة المستهدفة وأن يكون الناس من حفدة القردة والخنازير.
شجع القرضاوي الفلسطينيين على تفجير أنفسهم بدعوى أن هذا هو من أنواع الجهاد.
شدد القرضاوي على أن كل من سيعمل بفتواه فعليه أن يبعث بسلامه وتحياته الخاصة لأحمد ياسين وحسن البنا وسيد قطب، وجميع مؤسسي الإخوان الذين رحلوا، وقال: إذا كان العالم الغربي ولاد الكفرة الفجرة القردة والخنازير عندهم قنابل ذرية فنحن عندنا قنابل بشرية، إشارة إلى الانتحاريين الحماسيين والجهاديين الذين يعملون بفتواه.
أفتى القرضاوي، أيضا، للجنود المسلمين في الجيش الأمريكي، بقتل المسلمين في أفغانستان، بدعوى محاربة الإرهاب، خاصة بعد تفجيرات بوسطن بالولايات المتحدة، فقد قال:" إنه لا بأس –إن شاء الله- على العسكريين المسلمين من المشاركة في القتال في المعارك المتوقعة ضد من يظن أنهم يمارسون الإرهاب أو يأوون الممارسين له"، معتبرا أن المسلم لو خرج على الجيش لترتب على خروجه ضرر له ولجماعة المسلمين في بلده كما أفتى بأن انتشار القوات الأمريكية في الكويت محرم، في لم يفتى بتحريمها في قطر.
أفتى بأن الانتخابات الرئاسية في مصر بعد 30 يونيه حرام.




مواقف القرضاوي المتناقضة

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/254.jpg

شيخ الدولار والناتو
كانت "وكالة أوقات الشام الإخبارية" المقربة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قالت، إن "الشيخ القرضاوي أكد أنه لا ضرورة ولا واجب شرعي لفتح باب الجهاد في فلسطين حاليا؛ لأن الله يختبر صبر المرابطين في الأراضي المقدسة، فيما دعا شباب المسلمين إلى تركيز جهودهم على الجهاد في سوريا لتحريرها من ظلم بشار الأسد وطغيانه -على حد تعبيره،
كان يصدر الفتاوى المماثلة التي أطلقها لخدمة أهداف عدد من الجهات الخارجية والداخلية، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، حيث سبق له وأصدر عددا من الفتاوي مدفوعة الأجر، الأمر الذي أدى إلى إطلاق لقب "شيخ الناتو والدولار" عليه.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/255.jpg

علاقته بالقذافي وبشار الأسد
معروف أن مواقف القرضاوي متقلبة، فهو كان يذهب إلى سوريا ويمتدح الأسد ثم انقلب عليه وذمه، و كان يذهب إلى ليبيا وقال في القذافي ما لم يقله ابنه نفاقا ثم حلل قتله، ففي عام 2003 قام القرضاوي بزيارة إلى ليبيا
التقى خلالها العقيد معمر القذافي، ووصفه بأنه "الأخ قائد الثورة صاحب التحليلات العميقة والواضحة لمجريات الأحداث والمدافع عن الإسلام "، حيث نشرت بعض الوثائق التي تؤكد حصول الشيخ على مبلغ مليون وسبعمائة وخمسون ألف دولار أمريكي من العقيد الليبي الراحل.
ولكن في عام 2010 تبدل الحال، فأصبح "صاحب التحليلات العميقة " هو الشخص الذي يجب التخلص منه، حيث أفتى القرضاوي بقتل القذافى مطالبا من العسكريين الليبيين عدم إطاعة أوامره، وقال وقتها:" وأنا هنا أفتي.. من يستطيع من الجيش الليبي أن يطلق رصاصة على القذافي أن يقتله ويريح الناس من شرّه.
نفس الأمر تكرر مع الرئيس السوري بشار الأسد والذي وصفه الشيخ في عام 2004 بأنه "من قادة الأمة الذي سيتم التآمر عليه لرفضه الغزو الأمريكي للعراق"، ولكن بمجرد اشتعال الأمور في سوريا وتدخل عدد من الدول التي أرادت للنظام السوري أن يرحل لم يجد الشيخ إلا مواكبة التطورات، ففي عام 2013 وصف الأسد بأنه "جحش" ويجب قتله وجيشه لأنهم علويون نصيريون أو شيعة وهم من الكفار"..!!!



http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/256.jpg

موقفه من 25 يناير و30 يونيه
تتناقض مواقف وآراء القرضاوي، ما بين ثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيه 2013، حيث وصف ثورة 25 يناير بأنها نعمة من أفضل النعم التي من الله بها على الشعب المصري، فيما وصف ثورة 30 يونيه بأنها انقلاب عسكري.
وقال القرضاوي، إن ثورة 25 يناير هي التي حررت الشعب من ظلم النظام السابق، وقامت بالقضاء على الطغيان، وإن الثورة قامت لتجمع كلمة الشعب المصري، وأصدر كتابا بعنوان "25 يناير.. ثورة شعب"، ودعا المصريين إلى الحوار لحل الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد.
كما أيد القرضاوي وثيقة استرداد ثورة 25 يناير والتي أعلنت عنها عدد من القوى الثورية في مدينة بروكسل البلجيكية والتي تضمن عشر نقاط أساسية.
وقال إن ما يحدث الآن يتعارض مع ما حدث خلال ثورة 25 يناير عندما كان المصريون متحدين في تظاهراتهم ضد النظام السابق.
وعقب انتخاب مرسى رئيسا للجمهورية قال "إذا أخطأ مرسى فمن حقنا أن نحاسبه، وأن نراجعه، وأن نذكره، وأن نطلب منه كل ما نحتاج إليه"، مشيرًا إلى أن مرسى يجب عليه أن يستمع لهؤلاء وأن يقدم من يستحق التقديم"، مؤكدا أنه "في حالة رفض مرسى الاستماع للآخرين فإنه هو أول من سيعصيه ولن يطيع له أمرًا".
ووصف القرضاوي ثورة 25 يناير بأنها نعمة من أفضل نعم الله، فبعد أن كنا ضائعين في العهد السابق، وضاعت أموالها ولم يكن لأحد حرية أو كرامة، مضيفا أن الله هيأ لنا هذه الثورة وهى ثورة المصريين وليست ملكا للإخوان أو 6 إبريل.
فيما اختلف رأيه بشأن ثورة 30 يونيه، حيث أكد خلال كلمته في قناة الجزيرة إن من كان موجودًا في التحرير، أثناء ثورة 30 يونيه، إما أُناس لا يعرفون الإسلام ويخشونه، وإما من "الفلول" والبلطجية والمُستَأجَرين، ‏ وتابع ''الإعلام شوه صورة مرسى على الرغم من أنه صوام قوام يقوم الليل ويخشى ربه''، وهاجم الرئيس السيسي، قائلاً : عزل السيسي، مرسى رغم اختياره الشعب رئيساً شرعياً على الرغم أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة''، وأكد على أن متظاهري ميدان التحرير يحصلون على 1000 جنيه أو أكثر ليعيثوا الفساد في الأرض للخروج عن الشرعية الدستورية.



http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/257.jpg

موقفه من النظام الحالي
من الطبيعي أن يكون القرضاوي معاديا للنظام الحالي، فهو منذ عزل مرسى، وتصريحاته نارية ضد كارهي الإخوان، بالإضافة إلى أنه محرض من الدرجة الأولى ضد مصر ومصلحتها، فدائما ما تأتي تصريحاته بالهجوم على النظام ومؤيديه، وفور التصريح تأتي العمليات الإرهابية على الفور، واعتبر أن الاستفتاء على الدستور "عبث" كما اعتبر أن جماعة الإخوان ستخرج من المواجهة أقوى بعد أن استعصت على الرئيسين السابقين جمال عبدالناصر وحسني مبارك.
واعتبر القرضاوي أن الأزهر تحول إلى "غطاء لتوجهات وتوجيهات سياسية".


علاقته بقطر

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/258.jpg

القرضاوي هو عنوان حركة الإخوان المسلمين للسنوات القادمة، في قطر. يقول الكاتب الصحفي، مصطفى بيومي في مقال نشر "بالبوابة نيوز" :يحمل الدجال القرضاوي جنسيتي قطر ومصر، لكن ولاءه المطلق لأسياده في الدويلة القزمية الراعية للإرهاب، والخاضعة لأوامر الأسياد في الولايات المتحدة وإسرائيل، ويضيف في المقال نفسه، أن بطولته المجانية تتمثل في الورع الزائف الذي يرى في ظل الكلب ما ينقض وضوء الخصوم، وعندما يتعلق الأمر بمصر وسوريا والعرق، وكل ما لا ترضى عنه أمريكا، تتبدل الفتوى إلى النقيض، وآية ذلك أنه لا يرى القواعد الأمريكية في حبيبته قطر، حيث تنطلق طائرات وقنابل الموت التي تروع المسلمين في كل وأي مكان،
لم يُضبط القرضاوي يومًا وهو يتحدث عن أمير قطر الذي انقلب على أبيه، أو عن الأمير الجديد الذي أثبت أنه ابن حلال ويسير على خطى العائلة المبارك.
ويتابع بيومي، مقاله قائلا: إن الدجال القرضاوي لا يذكر اسم أسياده إلا معلقًا بكلمته الأثيرة "حفظه الله" وعبر سنوات متصلة، مليئة بالدولارات والريالات والاسترليني، وغير ذلك من العملات، لم يوجه من يسمى نفسه شيخًا كلمة نقد واحدة إلى حاكم مطلق يملك المليارات بلا عمل، في الوقت الذي يموت فيه ملايين المسلمين جوعًا، وينفق ببذخ سفيه ويوزع العطايا والهبات، ويشتري اللاعبين والأندية، ويمنح الجنسيات لحصد البطولات،
وكان القرضاوي قد انتقد قطر في مايو 2001 لدعوتها عقد لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في قطر، وقال: أربأ بدولة قطر وأرض قطر أن تستقبل شارون على أرضها لا أهلا بشارون في قطر قلت لمن صافح بيريس سفاح قانا، أن يغسل يديه سبع مرات إحداها بالتراب، وأقول لمن صافح ويصافح الجزار شارون سفاح صبرا وشاتيلا: اغسل يديك سبعين مرة.
مع نهايات 2008 وبدايات 2009 كان هناك حديث عن منح جائزة الدولة التقديرية في قطر للقرضاوي، وكان هناك أيضا حديث عن انشغال الأخير بتحسين صورة حكام قطر في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بقصف مساجد في فلسطين بالمصلين.

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/260.jpg

كما أن القرضاوي، كان يسعى للتوطيد العلاقة بين قطر الذى يعتبرها أمه، وبين الدول العربية الأخرى، حيث بعث القرضاوي برسالة تصالحية إلى دول كان قد انتقدها في خطبه في محاولة واضحة للعمل على رأب صدع في العلاقات بين دول خليجية عربية.
ووجه القرضاوي اللوم في خطب سابقة للسلطات في السعودية والإمارات لكنه قال إن خطبه تعبر عن آرائه الشخصية وليس رأي قطر، وقال في بيان أرسله عبر البريد الالكتروني "موقفي الشخصي لا يعبر عن موقف الحكومة القطرية.. حيث إني لا أتولى منصبا رسميا وإنما يعبر عن رأيي الشخصي، وقد استخدم القرضاوي وقتها لغة تصالحية غير معتادة عند الحديث عن دول مجاورة لقطر كان قد وجه اليها عددا من الاتهامات من بينها أنها ليست إسلامية بما فيه الكفاية.
في عهد الشيخ خليفة بن حمد آل ثان كانت هناك ملامح نهضة وتحديث في قطر، وكان الكاتب المصري الراحل رجاء النقاش يرأس تحرير مجلة "الدوحة".. قربه الشيخ خليفة منه، لأن النقاش قدم قطر للعالم العربي بصورة مختلفة.. فهي الإمارة التي ترعى الثقافة الرفيعة وتبسط جناحها للمثقفين.
قرب رجاء النقاش من الشيخ خليفة أغضب يوسف القرضاوي.. فأفتى بكفر النقاش بسبب بعض آرائه ومقالاته، أثارت الفتوى ضجة هائلة في الدوحة، ولأن الشيخ خليفة خاف من إغضاب المتطرفين والإسلاميين الذين أيدوا فتوى القرضاوي، أغلق مجلة الدوحة، لكنه في الوقت نفسه جمد كل نشاط للقرضاوي، وكان على وشك سحب الجنسية القطرية منه، لكن بعض أصدقاء القرضاوي في قطر تدخلوا لمنع ذلك، بعد هذه الواقعة اعتبر القرضاوي الشيخ خليفة عدوا له، ولأن الشيخ حمد كان يجهز لخلافة أبيه من خلال الانقلاب فقد قرب القرضاوي منه وأجزل له العطاء.
كان طبيعياً جدا بعدها أن يكون القرضاوي هو المحلل الشرعي لانقلاب حمد على أبيه في العام 1995
أضفى القرضاوي شرعية على انقلاب الشيخ حمد، وكان مبرره في ذلك أن ما حدث كان استجابة لإرادة الأمة، فالقطريون هم الذين طلبوا من حمد أن ينقلب على أبيه الفاسد.


علاقته بالشيخة موزة

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/261.jpg

الشيخة موزة، هي زوجة أمير قطر السابق، ووالدة الامير الحالي تميم بن حمد، و صاحبة النفوذ الكبير، نجحت في استخدام القرضاوي كآلة دينية جديدة يمكن أن تدعمها في فرض قرارتها بالدولة، وأيدته مقابل فتاواه المغشوشة لقلب نظام الحكم
القرضاوي، تقاضى ثمن عمله للشيخة موزة بعد أن أنشأت له مركزا خاصا للدراسات الاسلامية، وذكر ذلك في العديد من كتبه فضل الشيخ موزة عليه بعد أن تفرغ للعمل لديها باسم الدين.




مؤلفاته

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/262.jpg

للقرضاوي ما يزيد على 170 من المؤلفات من الكتب والرسائل والعديد من الفتاوى كما قام بتسجيل العديد من حلقات البرامج الدينية منها التسجيلية والحية، منها على سبيل المثال الحلال والحرام في الإسلام، مئة سؤال عن الحج والعمرة والأضحية، فتاوى معاصرة، تيسير الفقه للمسلم المعاصر، فقه الطهارة، فقه الصيام، فقه الغناء والموسيقى، فقه اللهو والترويح، الاجتهاد في الشريعة الاسلامية، مدخل لدراسة الشريعة الاسلامية، من فقه الدولة في الاسلام، الفتوى بين الانضباط والتسيب، عوامل السعة والمونة في الشريعة الاسلامية، الفقه الاسلامي بين الأصالة والتجديد، الاجتهاد المعاصر بين الانضباط والانفراط، دية المرأة في الشريعة الاسلامية، موجبات تغير الفتوى، الفتاوى الشاذة، فقه الجهاد، دراسة في فقه المقاصد، في فقه الأقليات الإسلامية، زراعة الأعضاء في ضوء الشريعة الإسلامية، فقه الزكاة، مشكلة الفقر وكيف عالجها الاسلام، بيع المرابحة للآمر بالشراء، فوائد البنوك هي الربا الحرام، دور القيم والاخلاق في الاقتصاد الاسلامي، دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية، لكي تنجح مؤسسة الزكاة في التطبيق المعاصر، القواعد الحاكمة لفقه المعاملات، مقاصد الشريعة المتعلقة بالمال، الصبر في القرآن، العقل والعلم في القرآن، كيف نتعامل مع القرآن العظيم، كيف نتعامل مع السنة النبوية، تفسير سورة الرعد، المدخل لدراسة السنة النبوية، المنتقى من التغيب والترهيب، السنة مصدرا للمعرفة والحضارة، في رحاب السنة، نحو موسوعة للحديث الصحيح مشروع منهج مقترح، وجود الله، حقيقة التوحيد، الإيمان بالقدر، الشفاعة في الآخرة بين النقل والعقل، الحياة الربانية والعلم النية والإخلاص، التوكل، التوبة إلى الله، الورع والزهد، المراقبة والمحاسبة.




موقفه من سيد قطب

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/267.jpg

يعتبر القرضاوي أفكار المفكر الإسلامي سيد قطب، معظمها تكفيرية، ليست على منهج أهل السنة والجماعة الذي ارتآه جمهور الأمة، محملا قطب المسئولية عن أفكاره وليس الإخوان، ومؤكدا أن هذه الأفكار التكفيرية لا توافق فكر الإخوان المسلمين، لأن فكر الإخوان ليس فيه تكفير، حسبما يري.
وقال القرضاوي إن سيد قطب انتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين في بداية الخمسينيات من القرن العشرين، وإن انضمامه للإخوان جاء بناء على رغبته واقتناعه بالجماعة، مشيرًا إلى أن التغيير في أفكار قطب من الاعتدال إلى التكفير ظهر في كتاباته المتأخرة، خاصة تفسيره الشهير "في ظلال القرآن" وكتابه "معالم في الطريق"، ومؤكدًا أن هذا التغيير يظهر بصورة واضحة عند المقارنة بين الطبعة الأولى من الظلال والثانية، حيث بدأ يتحدث في الثانية عن "الحاكمية" و"الجاهلية".
وأكد القرضاوي أن ما كتبه قطب من أفكار خلال المرحلة الأخيرة من حياته يؤكد "خروجه عن أهل السنة والجماعة بوجه ما، فأهل السنة والجماعة يقتصدون في عملية التكفير حتى مع الخوارج"، قائلا إن أهل السنة لا يكفرون إلا "بقواطع تدل على أن الإنسان مرق من الدين الإسلامي تماما.
وأضاف: "أعتقد أن قطب في هذا الأمر بعد عن الصراط السوي لأهل السنة والجماعة"، مرجعا هذا البعد إلى عدة أسباب أهمها أن هذه الكتابات كتبت في السجن، فقد كان يرى أن الدولة من خلال تمكينها للشيوعيين بعدت عن الإسلام.
يرى القرضاوي أن قطب لو قُدر له أن يعيش ويخرج من السجن ويناقش الناس في أفكاره لكان تراجع عن الكثير منها كما تراجع أخوه محمد قطب الذي تخلى عن فكرة التكفير العام للمسلمين أعدم في 29 أغسطس 1966 بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر.




الانتقادات الموجهة للقرضاوي

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/274.jpg

وجهت العديد من الانتقادات للقرضاوي، كان على رأسها انتقادات:
السلفيون حيث ينكرون عليه احتجاجه بأحاديث ضعيفة، وردّه لأحاديث صحيحة أخرجها البخاري ومسلم، منتقدين عليه مخالفته للإجماع القطعي في عدة قضايا، حيث شارك الأزهر في ذلك الانتقاد، ويرد الشيخ القرضاوي بأنه لا يطعن بأحاديث ثابتة قطعيًا، ولكنه مثله ومثل الكثيرين قبله انتقدوا أسانيد أحاديث وردت في البخاري ومسلم مثل الإمام الدار قطني إضافة إلى أنه يعتمد مبدأ الجمع بين الأدلة والذي يجعله يفسر بعض الأحاديث تفسيرًا مقاصديًا، ويقول أيضا بأن القضايا التي ادعى خرقه للإجماع فيها قد جاء بأقوال من سبقه من العلماء إليها ومن بينهم بعض الصحابة ويذكر بموقف ابن تيمية الذي اتهمه علماء عصره بخرق الإجماع في كثير من المسائل التي تبين فيما بعد أن الإجماعات فيها مدعاة وأن الخلاف فيها قديم يعود لعهد الصحابة رضوان الله عليهم ولكن ادعي فيها الإجماع للجهل بالمخالف.
1- أما الجهاديون يأخذون عليه فتواه بجواز قتال المسلمين الأمريكيين مع الجيش الأمريكي ضد المسلمين في أفغانستان، فقد سئل القرضاوي عنها في وقال : لم أُفتِ بهذا، بل يمكن أن يعتذر الجندي المسلم في الجيش الأمريكي عن قتال من هو بمثل عقيدته، وهذا ما أفتيت به، وما أفتي به، وإذا فُرض عليه القتال فلا يبادر هو.
2- بعض الشيعة انتقدوه، بسبب تحذيره من خطورة تنامي ما يوصف "بالمد الشيعي ومحاولة غزو المجتمع السني".
3- بعض الغربيين، انتقدوه: بالإضافة لانتقادات العلمانيين، فبعضهم يأخذ عليه تأييده للعمليات الاستشهادية ضد الإسرائيليين.
4- كما استنكر علماء بالأزهر الشريف، فتوى القرضاوي، بأن "فتح باب الجهاد بفلسطين لا يعتبر ضرورة ولا يعد واجبًا شرعيًا حاليًا، لأن الله يختبر صبر المؤمنين هناك، وأن الواجب حاليًا هو الجهاد ضد بشار الأسد، رئيس سوريا"، ووصف العلماء "القرضاوي" بأنه "ماجن ومخرف وصاحب فتاوى شاذة"، وأن القرضاوي يواصل تحريضه وإثارة الفتن بين البلاد الإسلامية والعربية لتنفيذ مخطط التقسيم"، مؤكدًا أنه وصل إلى سن الخرف.




القرضاوي الآن

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/1/1/275.jpg

مازال القرضاوي يقيم في قطر حتى الآن، وانتخب مؤخرًا رئيسًا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وذلك لمدة جديدة تمتد لأربع سنوات .
وتم خلال اجتماعات الدورة الرابعة للجمعية العمومية للاتحاد في مدينة إسطنبول التركية، انتخاب القرضاوي بالتزكية حيث لم يترشح أمامه أحد لرئاسة الاتحاد، انتخاب نواب رئيس الاتحاد.

الزمزوم
2015-11-09, 12:58
سياسة الأرض المحروقة ... الإعلام البريطاني والأمريكي أعلن الحرب على مصر وروسيا

تعليقاً على ما أصبح يعرف بـ"الحرب الإعلامية" ضد جمهورية مصر العربية من قبل وسائل الإعلام الغربية، أجرت"سبوتنيك" لقاءً مع الخبير العسكري والاستراتيجي المصري عمرو عمار، الذي أكد أن مصر وروسيا مستهدفتين، ضمن "منظومة حرب المعلومات"، وبخاصة بعد حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء، نهاية الشهر الماضي.

سبوتنيك: لماذا تأثرت بعض وسائل الإعلام الروسية، مؤخراً، بما ينشر عبر الإعلام الغربي، حول احتمالات وجود "عمل إرهابي" أدى للحادثة الأليمة في سيناء؟

عمار: إن تأثر الصحف الروسية بالإشاعات الغربية، يدخل ضمن "حرب المعلومات"… والمقصود بهذا في المقام الأول روسيا، وليست مصر… الإدارة الأمريكية وبريطانيا ترغبان في نقل الحرب بالوكالة مع روسيا إلى الأراضي المصرية، وبالأخص إلى شرم الشيخ لأهميتها من الناحية السياحية.

إن ما أُشيع على لسان (الرئيس الأمريكي) باراك أوباما، وكذلك تقرير المملكة المتحدة، وما لحقه من إجراءات إخلاء الرعايا البريطانيين من مدينة شرم الشيخ، استهدف في المقام الأول إحراج القيصر الروسي (الرئيس) فلاديمير بوتين أمام شعبه، وبالتالي كان القرار الروسي بالتوقيف المؤقت للطيران الروسي إلى مصر… وهو القرار، الذي تفهمه الجانب المصري.

أريد أن أضيف بأن أمريكا وبريطانيا ضربا بعرض الحائط كل الأعراف والبرتوكولات الدولية، باستباق الأحداث، وتقديم تصريحات ليس لها أساس من الصحة… وإذا اعتبرنا أن الأمريكان رصدوا مكالمات لإرهابيين تشير إلى احتمال عمل إرهابي في شرم الشيخ، فلماذا لم يخبروا السلطات المصرية بهذه المعلومات؟… هي إذاً مؤامرة من الدرجة الأولى… وفي حقيقة الأمر هي حرب ضد روسيا على الأراضي المصرية، وأيضاً حرب ضد الدولة المصرية من قبل أمريكا ووصيفتها إنجلترا، وعلى الدولة المصرية أن تتعامل من هذا المنطلق، بأن ذلك هو إعلان حرب.


سبوتنيك: مصر تخسر الكثير من ضرب الموسم السياحي، ما هي الإجراءات التي يجب على مصر اتخاذها لتعويض الخسارة؟
عمار: أولاً يجب أن نتفهم أن المقصود هنا هو اقتصاد الدولة المصرية، فما حصل منذ ثورة 30 يونيو، هو أننا قضينا على الإرهاب، خلال فترة سنتين… الآن بدأت جولة أخرى موجهة ضد قطاع السياحة، أي ضرب الاقتصاد المصري من خلال السياحة… يجب على المسئولين في هذه الدولة، ومن أجل مواجهة هذه الحرب، أن يوضحوا للشعب المصري بالكامل، أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، أعلنوا الحرب ضد الشعب المصري والدولة المصرية… هذا الشعب سيتكاتف عندما يستشعر بالخطر على دولته… أيضاً يجب الإعلان عن حزمة تقشفات، لمواجهة أزمة الدولار والسياحة… ويجب أن يشارك فيها الشعب المصري بالكامل.



سبوتنيك: ذكرت مفهوم الحرب بالوكالة… ما المقصود بذلك؟

عمار: يجب ألا نغفل أن مصر، بعد ثورة 30 يونيو، أصبحت آلة الطرد المركزي لتخصيب شرق أوسط جديد في مواجهة العدوان الغربي… وهذا تأتّى من خلال دخول الدب الروسي إلى المنطقة الدافئة، بمساعدة السياسة الخارجية المصرية… والتعاون الاستراتيجي بين الدولتين في العامين السابقين أتى بثماره على الأزمة السورية… وهذا ما أزعج الأمريكان كثيراً … حيث أن كافة مخططاتهم سوف تسقط نتيجة لإجراءات الرئيس الروسي بوتين، وسيرى العالم قوة هذا القيصر، حينما يدخل على الملف اليمني والملف الليبي.

لم تكن روسيا عبر الزمان دولة مستعمرة… على العكس هي دولة صديقة لكل المنطقة… هذا بخلاف الولايات المتحدة، الدولة المستعمرة الناهبة لثروات الشعوب عبر الزمان… لذلك فإن الشعب المصري بالكامل يقف بجوار التعاون الاستراتيجي بين الرئيس المصري ونظيره الروسي للقضاء على المخطط الشيطاني لأمريكا والغرب.

ويجب أن نعلم أن كافة سياسات الولايات المتحدة في المنطقة، وبخاصة ما بعد غزو العراق في عام 2003، تمثل سياسة "الانسحاب والأرض المحروقة"… أي أنه حاول تقسيم العراق، فوجد مواجهة عنيفة على الأراضي العراقية، فقرر أن يخرج بسياسة الأرض المحروقة… أي يدمر كل ما على اليابسة، كي لا يستفيد أحد من هذه الأرض، وهذا هو ما تفعله أمريكا في الوقت الحالي، وتنبه له الرئيس الروسي بوتين في الوقت المناسب.

(أجرى الحوار: عمرو عمران)

الزمزوم
2015-11-09, 18:11
سياسة الأرض المحروقة ... الإعلام البريطاني والأمريكي أعلن الحرب على مصر وروسيا

تعليقاً على ما أصبح يعرف بـ"الحرب الإعلامية" ضد جمهورية مصر العربية من قبل وسائل الإعلام الغربية، أجرت"سبوتنيك" لقاءً مع الخبير العسكري والاستراتيجي المصري عمرو عمار، الذي أكد أن مصر وروسيا مستهدفتين، ضمن "منظومة حرب المعلومات"، وبخاصة بعد حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء، نهاية الشهر الماضي.

سبوتنيك: لماذا تأثرت بعض وسائل الإعلام الروسية، مؤخراً، بما ينشر عبر الإعلام الغربي، حول احتمالات وجود "عمل إرهابي" أدى للحادثة الأليمة في سيناء؟

عمار: إن تأثر الصحف الروسية بالإشاعات الغربية، يدخل ضمن "حرب المعلومات"… والمقصود بهذا في المقام الأول روسيا، وليست مصر… الإدارة الأمريكية وبريطانيا ترغبان في نقل الحرب بالوكالة مع روسيا إلى الأراضي المصرية، وبالأخص إلى شرم الشيخ لأهميتها من الناحية السياحية.

إن ما أُشيع على لسان (الرئيس الأمريكي) باراك أوباما، وكذلك تقرير المملكة المتحدة، وما لحقه من إجراءات إخلاء الرعايا البريطانيين من مدينة شرم الشيخ، استهدف في المقام الأول إحراج القيصر الروسي (الرئيس) فلاديمير بوتين أمام شعبه، وبالتالي كان القرار الروسي بالتوقيف المؤقت للطيران الروسي إلى مصر… وهو القرار، الذي تفهمه الجانب المصري.

أريد أن أضيف بأن أمريكا وبريطانيا ضربا بعرض الحائط كل الأعراف والبرتوكولات الدولية، باستباق الأحداث، وتقديم تصريحات ليس لها أساس من الصحة… وإذا اعتبرنا أن الأمريكان رصدوا مكالمات لإرهابيين تشير إلى احتمال عمل إرهابي في شرم الشيخ، فلماذا لم يخبروا السلطات المصرية بهذه المعلومات؟… هي إذاً مؤامرة من الدرجة الأولى… وفي حقيقة الأمر هي حرب ضد روسيا على الأراضي المصرية، وأيضاً حرب ضد الدولة المصرية من قبل أمريكا ووصيفتها إنجلترا، وعلى الدولة المصرية أن تتعامل من هذا المنطلق، بأن ذلك هو إعلان حرب.


سبوتنيك: مصر تخسر الكثير من ضرب الموسم السياحي، ما هي الإجراءات التي يجب على مصر اتخاذها لتعويض الخسارة؟
عمار: أولاً يجب أن نتفهم أن المقصود هنا هو اقتصاد الدولة المصرية، فما حصل منذ ثورة 30 يونيو، هو أننا قضينا على الإرهاب، خلال فترة سنتين… الآن بدأت جولة أخرى موجهة ضد قطاع السياحة، أي ضرب الاقتصاد المصري من خلال السياحة… يجب على المسئولين في هذه الدولة، ومن أجل مواجهة هذه الحرب، أن يوضحوا للشعب المصري بالكامل، أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، أعلنوا الحرب ضد الشعب المصري والدولة المصرية… هذا الشعب سيتكاتف عندما يستشعر بالخطر على دولته… أيضاً يجب الإعلان عن حزمة تقشفات، لمواجهة أزمة الدولار والسياحة… ويجب أن يشارك فيها الشعب المصري بالكامل.



سبوتنيك: ذكرت مفهوم الحرب بالوكالة… ما المقصود بذلك؟

عمار: يجب ألا نغفل أن مصر، بعد ثورة 30 يونيو، أصبحت آلة الطرد المركزي لتخصيب شرق أوسط جديد في مواجهة العدوان الغربي… وهذا تأتّى من خلال دخول الدب الروسي إلى المنطقة الدافئة، بمساعدة السياسة الخارجية المصرية… والتعاون الاستراتيجي بين الدولتين في العامين السابقين أتى بثماره على الأزمة السورية… وهذا ما أزعج الأمريكان كثيراً … حيث أن كافة مخططاتهم سوف تسقط نتيجة لإجراءات الرئيس الروسي بوتين، وسيرى العالم قوة هذا القيصر، حينما يدخل على الملف اليمني والملف الليبي.

لم تكن روسيا عبر الزمان دولة مستعمرة… على العكس هي دولة صديقة لكل المنطقة… هذا بخلاف الولايات المتحدة، الدولة المستعمرة الناهبة لثروات الشعوب عبر الزمان… لذلك فإن الشعب المصري بالكامل يقف بجوار التعاون الاستراتيجي بين الرئيس المصري ونظيره الروسي للقضاء على المخطط الشيطاني لأمريكا والغرب.

ويجب أن نعلم أن كافة سياسات الولايات المتحدة في المنطقة، وبخاصة ما بعد غزو العراق في عام 2003، تمثل سياسة "الانسحاب والأرض المحروقة"… أي أنه حاول تقسيم العراق، فوجد مواجهة عنيفة على الأراضي العراقية، فقرر أن يخرج بسياسة الأرض المحروقة… أي يدمر كل ما على اليابسة، كي لا يستفيد أحد من هذه الأرض، وهذا هو ما تفعله أمريكا في الوقت الحالي، وتنبه له الرئيس الروسي بوتين في الوقت المناسب.

(أجرى الحوار: عمرو عمران)

بوسماحة 31
2015-11-09, 18:19
الإخوان المسلمون في إيران من" الخميني" إلى "روحاني"

http://www.islamist-movements.com/2461

الزمزوم
2015-11-09, 18:22
ممتاز موضوع يستحق القراءة

بوسماحة 31
2015-11-09, 18:25
الشيعة والتشيع.. حقائق وأوهام .. الجزء الأول


http://www.islamist-movements.com/special/?id=2235#slide0

الزمزوم
2015-11-09, 18:37
الإخوان المسلمون .. والسعودية.. دعم وتأييد هنا.. حظر وتقييد هناك


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/0/4/500x282o/906.jpg?q=4

http://www.islamist-movements.com/4906

الزمزوم
2015-11-09, 19:00
أشرف الغرابلي الإرهابي





http://www.islamist-movements.com/upload/photo/news/3/2/500x282o/44.jpg?q=1
أشرف علي علي حسانين الغرابلي المولود في عام 1984م ويبلغ من العمر 31 ويحمل اسمًا حركيًّا هو "أدهم" ويُعَد من أخطر العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم أنصار (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=42&ifr=1&kwn=%u0623نصار&exp=32044) بيت المقدس (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=41&ifr=1&kwn=بيت%20المقدس&exp=32044)، وأحد قياداته في المنطقة المركزية ومنطقة الواحات البحرية.


انضمامه إلى التنظيمات الإرهابية

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/8/2/384.jpg

انضم إلى تنظيم "أنصار (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=42&ifr=1&kwn=أنصار&exp=32044) بيت المقدس (http://www.islamist-movements.com/list.aspx?kw=41&ifr=1&kwn=بيت%20المقدس&exp=32044)" عقب تأسيسه وشارك في العديد من عمليات التنظيم والتي من أهمها:
1- قضية عرب شركس.
2- استهداف معبد الكرنك.
3- تفجير مديرية أمن القاهرة.
4- اغتيال الرائد محمد مبروك.
5- اغتيال مدير مكتب وزير الداخلية.
6- سرقة مكتب بريد المطرية.
7- تنفيذ تفجيرات مبنى الأمن الوطني في شبرا.
8- عملية الهجوم على نقطة الجنود بمنطقة مسطرد.


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/8/2/385.jpg

9- محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم "وزير الداخلية السابق".
10- اغتيال المقدم طارق سامح مباشر، وأربعة من المجندين بمنطقة العلمين بمطروح.
11- الهجوم المسلح على إحدى دوريات قوات حرس الحدود بمدينة الفرافرة- أحد النقاط التابعة للقوات المسلحة بمدينة الفرافرة.
12- الهجوم على القوات الأمنية المكلفة بتأمين مقر سفارة النيجر بالجيزة.
13- الهجوم على كمين أمني بمدينة بنها أسفر عن استشهاد أحد المجندين وإصابة آخر.
14- تفجير مبنى القنصلية الإيطالية بالقاهرة.
15- واقعة اختطاف الأمريكي "بيل هندرسون" بطريق الواحات البحرية ومقتله.


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/8/2/386.jpg

16- واقعة اختطاف الكرواتي ترميسلاف سالوبيتك بطريق الواحات البحرية.
17- تفجير عبوة ناسفة أمام أحد المقرات الأمنية بمحافظة بورسعيد.
18- الشروع في تفجير عبوة ناسفة بالقرب من تمركزات القوات الأمنية بمطلع كوبري المريوطية، والتي تم إبطال مفعولها.
19- إلقاء خمس عبوات متفجرة على مركز شرطة أطفيح بالجيزة.
20- السطو المسلح على مقر شركة ويسترن يونيون لتحويل الأموال بالمعادي.
21- اختطاف "صالح قاسم سيد" قصاص أثر، من منزله بمنطقة الواحات البحرية وذبحه بدعوى تعاونه مع الأجهزة الأمنية.
22- إطلاق أعيرة نارية على سيارة نقل أموال تابعة لشركة "فالكون" بطريق الواحات، وسيارة نقل أموال تابعة لشركة "أمانكو" بمنطقة الوراق.


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/8/2/387.jpg

وقال عنه أحد ضباط الأمن الوطني في شهادته أمام محكمة الجنايات: إن أشرف الغرابلي هو من قام بالتخطيط وتولى عملية تنفيذ اغتيال اللواء الشهيد محمد السعيد، المدير الفني السابق لمكتب وزير الداخلية، وأنه من رصد تحركاته وخطوط سيره ذهابًا وإيابً لتنفيذ عملية اغتياله.
وأشار إلى أنه وفي يوم تنفيذ واقعة اغتيال اللواء «السعيد»، قام «الغرابلي» بصحبة آخرين بالنزول من السيارة التي تواجدوا بها أمام مسكن المجني عليه، ليسارع إسلام سيد، بإطلاق النيران صوبه، ليسقط قتيلًا على الفور.
وقال في أقواله أمام النيابة خلال تحقيقات قضية خلية عرب شركس: إن كلًّا من محمد بكري محمد، ومحمد علي عفيفي بدوي، وهاني مصطفى أمين عامر محمود تم ضبطهم في مارس 2014 في أثناء مداهمة مصنع عرب شركس، بناء على الإذن الصادر من نيابة أمن الدولة العليا، إلا أن أشرف علي علي حسين الغرابلي، هرب ويجري تكثيف التحريات لمعرفة مكانه.


http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/8/2/388.jpg

وقال إنه تولى التخطيط في عملية الهجوم على نقطة الجنود بمنطقة مسطرد وخطط بأن يتولى أسامة سعيد، قائد سيارة لانسر تم إعدادها لهذا الغرض، ويستقلها معه كل من سمير عبد الحكيم، وفهمي عبد الرؤف، ومحمد محسن، وهؤلاء الثلاثة بحوزة كل واحد منهم سلاح آلي وذخيرة للتنفيذ، ومعهم بنفس السيارة محمد سيد ومعه العبوتان المعدتان سلفاً، وقام أشرف الغرابلي باستقلال سيارة نصف نقل وبرفقته خالد فرج، وتوجها فجر هذا اليوم إلى نقطة التمركز، وتوقفت السيارة، وأنزل منها الغرابلي رفيقه خالد وقام باختيار موقع المتابعة على مقربة من النقطة بغرض إبلاغ الغرابلي بتمام عملية التنفيذ وخاصة الجزء الأول منها، وهو تصفية الجنود داخل النقطة، فيما اتخذ الغرابلي مكانًا مناسبًا توقف فيه بالسيارة على مسافة تمكنه من إتمام عملية نسف وتفجير النقطة فور إبلاغه من خالد فرج بتمام وصول قوات الشرطة والجيش؛ لمعاينة آثار الحادث بواسطة الهواتف المحمولة المعدة للربط فيما بينهم .


مقتله

http://www.islamist-movements.com/upload/photo/parags/8/2/389.jpg

تم مداهمة مخبأه في منطقة المرج، يوم الأحد 8-11-2015م بعد أن وردت معلومات للأجهزة الأمنية بقطاع الأمن الوطني بتردده على المنطقة المرج بمحافظة القاهرة، للإعداد والتخطيط لتنفيذ عملية إرهابية كبرى بنطاق المنطقة المركزية وتم رصده وهو يستقل إحدى السيارات ماركة "شاهين"، وتحمل لوحات معدنية رقم "د ف ج 2978"، بادرت قوات الشرطة بمحاولة الاقتراب منه لضبطه، إلا أنه استشعر ذلك وبادر بإطلاق النيران تجاه القوات، في محاولة للفرار، وهو ما دعا القوات إلى مبادلته إطلاق الأعيرة النارية؛ مما أسفر عن مصرعه، وعثر بحوزته على طبنجة ماركة CZ عيار 9 مم، وكارنيه منسوب صدوره بشركة "عجيبة" للبترول مُثبت عليه صورته الشخصية لتسهيل تحركاته.

الزمزوم
2015-11-09, 19:40
مصر.. مقتل أحد أخطر العناصر في تنظيم "أنصار بيت المقدس"



أعلنت وزارة الداخلية المصرية، اليوم الاثنين، مقتل شخص وصفته بأنه "أحد أخطر العناصر الهاربة التي تقود العمليات الإرهابية لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، وذلك في تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن.

وأعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" المتشددة التي تنشط في شمال سيناء، والتي غيرت اسمها إلى تنظيم "ولاية سيناء" عقب مبايعتها لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مسؤوليتها عن الهجمات التي تستهدف قوات الجيش والأمن.

وقالت الداخلية، في بيان، إن القتيل، ويدعى أشرف علي حسنين الغرابلي، هو "المنفذ الرئيسي للعديد من الحوادث الإرهابية البارزة مثل تفجير سيارات مفخخة أمام مبنى القنصلية الإيطالية بالقاهرة، وديوان مديرية أمن القاهرة وديوان مديرية أمن الدقهلية ومبنى إدارة قطاع الأمن الوطني بالقليوبية، وحادث معبد الكرنك بالأقصر، وواقعة اختطاف مواطن كرواتي بطريق الواحات البحرية بمنطقة 6 أكتوبر".

وتابعت الداخلية أن من بين تلك الحوادث أيضا "محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم ، واغتيال الضابط بقطاع الأمن الوطني العقيد محمد مبروك، والهجوم المسلح على إحدى دوريات قوات حرس الحدود بمدينة الفرافرة وعلى القوات الأمنية المكلفة بتأمين مقر سفارة النيجر بالجيزة".