المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة النقد والتجريح للكاتب الشهير سيد قطب


أبو هاجر القحطاني
2014-12-21, 13:40
قصة النقد والتجريح للكاتب الشهير سيد قطب

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحقُّ المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الهادي الأمين، صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فيُثار في هذه الأيَّام سؤال عن سبب تغيُّر موقف كبار العلماء من الكاتب الشهير سيِّد قطب، فقد عُلم واشتهر أن الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله سعى في الشفاعة له بعد صدور حكم الإعدام عليه، وقيَّد خبر إعدامه في كتابه: (تحفة الإخوان في تراجم الأعيان) فقال (ص: 39): (42- سيد قطب رحمه الله: نفِّذ في المذكور حكم الإعدام في يوم الاثنين 13/5/1386 فرحمة الله عليه وعلى سائر علماء المسلمين، ونرجو أن يكون من الشهداء الأبرار، وقد قُتل معه الشيخ عبد الفتاح إسماعيل، والشيخ محمد إبراهيم هراس، غفر الله للجميع وكتب الشهادة لهم. والمذكور له مؤلفات كثيرة مفيدة، أشهرها وأهمها: تفسيره: في ظلال القرآن) انتهى كلام الشيخ ابن باز رحمه الله، كما أقيمت في السعودية صلاة الغائب على سيد قطب، لكنَّ موقف العلماء تغيَّر في العقدين الأخيرين، فبدؤوا بنقد أفكاره، والتحذير من كتبه، والنهي عن قراءتها وترويجها، وعلى رأسهم رؤوس أهل السنة في هذا العصر: ابن باز، وابن عثيمين، والألباني، كما تجده بالنقولات الموثقة في كتاب: (براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة والمذمة) للشيخ الدكتور عصام بن عبد الله السِّناني، راجعه: فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان، وقرأه وأثنى عليه: فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، مكتبة الفرقان، عجمان، الطبعة الثانية: 1424, وهذا رابط تحميل الكتاب:

http://ia600404.us.archive.org/13/items/bamtab/bamtab.pdf (http://ia600404.us.archive.org/13/items/bamtab/bamtab.pdf)

فتساءل بعضهم عن سبب تغيرُّ موقف العلماء منه: هل الميت الذي تغيرت أفكاره أم الحي تغير؟
وهذا السائل ـ ومن فرح بسؤاله وبادر إلى نشره ـ؛ إما جاهل فيعلَّم، وإما مورد شبهة وطاعن في أهل العلم فيجب رد شبهته وإبطال تشغيبه، ليظهر عدل أهل التوحيد والسنة وظلم أهل البدعة والهوى. وهذا ما سنبيِّنه هنا بجلاء، فإنَّ أهل السنة يتبعون الحق، ويرحمون الخلق، ويوالون عامة المسلمين، لهذا أنصفوا سيد قطب حيًّا وميتًا، وإنما ظلمه وفضحه وشهَّر به من تعصَّب له، ونشر كتبه وفكره، رغم علمه المفصَّل بما فيه من انحرافات وضلالات. وهذا لا يُعرف إلا بسياق القصة كاملة، فأقول ـ وبالله تعالى التوفيق ـ:
لقد أعقبت ثورة (1952) انتكاسة عامة في العالم العربي، فظهرت التيارات الشيوعية والاشتراكية والقومية بقوة، وحكمت أكثر الدول أنظمة علمانية متطرفة، وكانت السعودية ـ كما هي اليوم ـ حصن الإسلام الحصين في تلك المرحلة، فكانت تجاهد على كل المستويات لمواجهة العلمانية، والاشتراكية، والزحف الأحمر.
لقد كان التدين في ذلك العصر ضعيفًا، وعامة المسلمين في جهالة وغفلة، والمساجد لا يرتادها إلا كبار السن، وفُتن الناس بالأنظمة الثورية وشعاراتها الكاذبة، فكان الواجب الديني، والقرار الاستراتيجي يحتم على المملكة العربية السعودية دعم كل دعوة في العالم الإسلامي تدافع عن الإسلام والشريعة، وتقاوم المدَّ الشيوعيَّ.
كان العلماءُ في السعودية تبلغهم الأخبار عن تبني جمال عبد الناصر للاشتراكية والعلمانية، وعدائه الشديد لمنهج السعودية في تحكيم الشريعة في الأحكام السلطانية ورفض الاشتراكية، وأنه لذلك يعادي جماعة (الإخوان المسلمون)، ولم يكن معروفًا عندهم أن (عبد الناصر) كان منهم، وأنهم قاموا بالثورة معًا، وأن الصراع إنما هو بين طرفي الثوار، فهذه الحقائق لم تشتهر إلا في العقود الأخيرة.
في ذلك الوقت والسياق اشتهر سيد قطب كاتبًا إسلاميًّا مدافعًا عن الشريعة ضد العلمانية المتطرفة؛ فلم يستحق لذلك إلا المحبة والتأييد من علماء عصره، ومن أهل الدِّين والغيرة الإسلامية.
لقد كان ذلك الموقف من سيد قطب يستند إلى السياق العام لتدافع الأفكار والتيارات، والصراع بين الإسلام والاشتراكية والعلمانية، وليس إلى معرفة مفصَّلة بفكر سيد قطب، ولا قراءة دقيقة لكتبه، بل كان العلماء يصرحون بأنهم لم يقرؤوا كتبه، فكان مسلمًا: (مستور الحال)، اشتهر قتله على أيدي من عُرفوا بمعاداة المنهج الإسلامي وتبني الاشتراكية والعلمانية.
وليس من منهج السلف الصالح امتحان الناس، وإساءة الظن في المسلمين، وتتبع عوراتهم، والسعي في فضحهم، بل الأصل إحسان الظنِّ في كل مسلم، فكيف بمن اشتهر عنه الدفاع عن الإسلام. ومن منهج السلف أيضًا: عدم إثارة الفتن، فلا يرد على أهل البدع إلا بقدر الحاجة، صيانة للحق، وهداية للخلق، فإذا كان الخطأ محدودًا، والانحراف مطمورًا، والبدعة نائمة، فالواجب السعي في إماتتها ودفنها، لا في إحيائها ونشرها. وهكذا تعامل العلماء مع كتب سيِّد قطب، خاصة وأنه ليس معدودًا في أهل الفقه والعلم، غاية أمره أنه كاتب أديب ومفكر، فوضع العلماء كتبه على الرفوف، وربما رجعوا إليها لاقتباس عبارة أدبية، أو فائدة فكرية، وبقي سيد قطب: (مستور الحال)، لكن أبى الحركيون إلا فضحه، والجناية عليه بتقديمه للأمة مفكرًا وعالمًا وإمامًا ومصلحًا ومجددًا، وذلك لما وجدوا في كتبه من فكر متطرف يخدم أهدافهم السياسية، وصرنا نسمع في محاضراتهم في وصف سيد: الإمام، الشيخ، الشهيد، المجدد، المجاهد!
تلك الدعاية الواسعة له، والإصرار على نشر كتبه، حمل العلماء وطلبة العلم على قراءة كتبه بدقة، فاكتشفوا ما فيها من انحرافات وضلالات تفصيلية يجب التحذير منها، فتغيرت النظرة لسيد قطب من (مستور الحال) إلى (مفضوح الحال)، فكانت جناية الحركيين عليه عظيمة، وأولهم أخوه: محمد قطب الذي طبع كتبه بضلالاتها، رغم نصائح المخلصين له بعدم نشرها، أو على الأقل تهذيبها، وأذكرُ أنه قبل نحو ثلاثين سنة اختصر أحد طلبة العلم في العراق تفسيره (في ظلال القرآن)، واتصل بمحمد قطب للاستئذان في نشره، فغضب عليه وزجره، وقال له: كتب أخي تطبع كما هي، ولا أسمح باختصارها أو التصرف فيها!
بدأ الترويج لكتب سيد قطب ـ خاصة في السعودية ـ مع بداية ما سُمي بالصحوة الإسلامية، وقد سجل هذه الحقيقة التاريخية العلامة الشيخ عبد الله بن محمد الدُّويش (ت: 1408) رحمه الله في مقدمة كتابه: (المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال)، فأشار إلى أن الذي حمله على الرد انتشار الكتاب، فقال: (فقد كثر السؤال عن كتاب ظلال القرآن لمؤلفه سيد قطب، ولم أكن قد قرأته، فعزمتُ على قراءته، فقرأته من أوله إلى آخره، فوجدتُ فيه أخطاء في مواضع، خصوصًا ما يتعلق بعقيدة أهل السنة والجماعة...). وهذا خير شاهد على أن الذي لفت أنظار العلماء إلى كتب سيد قطب هو إلحاح الحركيين على نشرها بين الشباب وطلبة العلم، وتصريح العلامة الدويش رحمه الله بعدم قراءة الكتاب نجده أيضًا عند ابن باز وابن عثيمين وغيرهما من كبار العلماء، رحمهم الله جميعًا.
وممن جنى على سيد قطب الشيخُ سفر الحوالي شفاه الله فقد ذكره في (ظاهرة الإرجاء) مع المجددين والمصلحين: شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى، وجعل ثالثهم: سيد قطب! ولا شك أن صنيع الحوالي حمل طلبة العلم على دراسة كتبِ من هو من بابة هذين الإمامين الجليلين، والمجددين المصلحين على منهاج السلف الصالح؛ فخاب ظنُّهم عندما اكتشفوا أن الشيخ سفرًا لم يحسن النصيحة لهم، فقد تبيَّن لهم انحرافاته وضلالاته، فبدؤوا بذمه، والتحذير منه!
ولولا تمادي محمد قطب في نشر كتب أخيه، وتبني الحركيين لكتبه مرجعًا فكريًّا، ومنهاجًا تنظيميًّا، وغش سفر الحوالي وأمثاله من دعاة (الصحوة) لعامة الشباب المسلم بالثناء على كتب سيد قطب والترويج لها؛ لبقي الرجل ـ كما كان في أول أمره ـ: (مستور الحال)، (مسكوتًا عنه)، ولما صدرت هذه الفتاوى والبحوث والمقالات الكثيرة ـ العلمية، الموثَّقة ـ في تبديعه وذمِّه والتحذير من فكره وكتبه. فأيُّ جناية أعظم على سيد قطب من جناية هؤلاء!
تلك هي قصة علماء أهل السنة مع سيد قطب، وقد ظهر منها إنصافهم له حيًّا وميتًا، ومنه تحذير الأمة من أخطائه. والله يغفر لنا وله وللمسلمين والمسلمات.


كتبه: عبد الحق التركماني

الجمعة 21 محرم 1436هـ/ الموافق 14 نوفمبر 2014م

الخنساء15
2014-12-21, 14:45
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله :
http://www.saadalhusayen.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=1321:2014-05-17-13-09-48&catid=13:2013-09-09-14-48-48&Itemid=5

الخنساء15
2014-12-21, 14:52
من سعد الحصيّن إلى فضيلة أخي في الدّين الشيخ/ عبد الحقّ التركماني وفقه الله لما يرضيه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فقد تلقيت رسالتكم بالانترنت لدفع 1.000دولار للأخ إسلام عن موقعي وبقيّة المواقع المضافة. ولم أكن لأتوقّف عن محاولة تحقيق أيّ طلب لكم (ماليّ أو تعريف بكم) لما رأيته منكم من إنكار للعمليّات الانتحاريّة والإساءة إلى الدّين من بعض المنتسبين إليه، ولكن:
1) ثقتي اهتزّت بعد انحرافكم أكثر من مرّة عن المنهاج النّبويّ إلى مناهج الحركيّين، وأقرب مثال على ذلك: فرحك وتأييدك لسخافة (المونوبولي)(1) المخالفة للشرع والعقل والعُرْف عند المسلمين منذ عصر النّبوّة.
2) وأسوأ منها: دفاعك عن القبوريّين المنتمين للسّنّة في بلاد الشّام وأنهم لم يعادوا ويعتدوا على ابن تيمية من أجل نشره إفراد الله بالعبادة ومحاربته الشرك في العبادة بل لفتواه فيما يتعلق بالطلاق بالثلاث، ونَسِيْتَ (أو غيَّرْتَ أو بدّلْتَ) ما ذكَرْتَه في مقالك بعنوان (السّقوط الأخلاقي) ص4 عن تكفير البكري لابن تيمية وإهدار دمه واتّهامه بالزّندقة والخروج عن ملّة الإسلام، وأنّ بعض المشايخ طالب بتعزيره، كلّ هذا من أجل رسالة ابن تيمية في حكم الاستغاثة، فكيف بهدمه بعض الأوثان؟ وتعلم أنه نُفِيَ من دمشق للقاهرة ثم الاسكندرية ثم سُجِن في القلعة حتى مات.
3) وعندما طَلَبْتُ منكم التّبرُّؤ من فكر سيّد قطب ردّاً على اتّهامكم بالأخذ عنه نقلتم نصّاً من بحثي (فكر سيّد قطب بين رأيين) بحروفه ولم تكلّفُوا أنفسكم التّبرُّؤَ منه بنصّ من عندكم (لَوْ وُجِد) أو بإنشائه (إذا لم يوجد).
4) وطلبت منكم بعض النّصوص الشرعية والفقهيّة في حكم (الإقطاع) أو (المونوبولي) من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو خلفائه رضي الله عنهم أو فعلهم. ومَضَتْ (5)شهور ولم تستجب للطّلب، ولا أظنّ السّبب: العجز بل التّعصب لفكرٍ بشريّ لا أعرف له مرجعاً غير هوى سيّد وأمثاله تجاوز الله عنهم.
5) وعندما اتّفقنا على نشر (التّفسير السّياسي للإسلام) للندوي رحمه الله حرصتم على المحافظة على الأصل بعد أن نبّهتكم على احتوائه نحو 80صفحة في الانتصار للتّصوّف والمتصوّفة، ولكنّي تقرّبت إلى الله بتهذيبه وحذف ما يتعلّق بالتّصوّف خلافاً لرغبتكم.
6) لم أر في إنتاجك ما يُذْكَر عن نشر أوّل ما أمر الله به رسله وعباده الذين أرسلوا إليهم وهو إفراد الله بالعبادة، ولا التّحذير من أوّل ما نهى الله عنه وهو شرك دعاء الموتى من الأنبياء والصّالحين وتقديس أضرحتهم والطّواف بها والذّبح والنّذر لها أو لأصحابها وبناء المساجد عليها وهو ما تعرفه منذ وُلِدْتَ بينها وعشت بينها حتى هاجرتَ إلى السّويد.
7) وعلى هذا فلا أتقرّب إلى الله بالإعانة على نشر فكرك في موقعك ولا في مركز البحوث في السّويد منذ اليوم حتّى أكون على بيّنة من الأمر.
8) وكما نبّهتك مراراً لا بدّ من إزالة الأشرطة من موقع الألباني رحمه الله ما عدا أشرطة العلوم الشرعية بعد حذف الأسئلة والأجوبة لأنه رحمه الله لا يقاوم دافع الإجابة على الأسئلة السّياسيّة الرّخيصة التي يجهلها.
9) وكما نبّهتك مراراً لا بدّ من بيان خطأ استعمال (الرّوح، والرّوحيّة، والرّوحانيّة) في موقع (الرّوح)، وفحص محتواه قبل التّعاون على نشره.
10) أمّا الموقع باسم الشيخ عبد السّلام البرجس رحمه الله وباسمي غفر الله لي فلا مانع من استمرار التعاون على نشرهما نفع الله بهما.
وفقني الله وإياكم وكلّ مسلم لأقرب من هذا رشدا.
(1) لمعرفة الحكم الشرعي عن المونوبولي أو الإقطاع إضغط على هذا الرابط:
http://www.saadalhusayen.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=78 (http://www.saadalhusayen.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=78&Itemid=5)

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه. الرسالة رقم25 في 1434/2/3هـ

سميحة 2014
2014-12-21, 21:51
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحقُّ المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الهادي الأمين، صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله الغر الميامين.
الاخت الخنساء لن اجد رابطا بين ردك و موضوع الاخ حتى يلج الجمل في سم الخياط هههههه من فضلك ردي على موضوعه المطروح اما ما بينكما من نقاش فابعثي له رسالة خاصة

الخنساء15
2014-12-22, 14:20
بسم الله الرحمن الرحيم وصل الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه :
الأخت سميح : وضعت رابطا أولا لأرد على صاحب الموضوع ...فوجدت أن الرابط لا يعمل ...فنقلت موضوع الرابط كما هو موجود في ردي الثاني ؟؟
اقرئيه بهدوء وسلاسة ووعي ...سوف تدركين أنه رد على صاحب الموضوع ؟
والسلام

خالد1971
2015-01-03, 09:45
ندعو الله عز وجل ان يهدي من يسيء الي المسلمين ولا يذكر لهم الخير وان يكون توضيح الاخطاء من اجل تبصير المسلمين بدون جرح وتجريح بل من اجل ابتغاء رضا الله وتبليغ العقيدة الصحيحة بحق .
فمهما يكن من أخطاء قطب او البنا وغيرهما فيكفيهما أنهما كانا سببا في عودة الكثيرين الى جادة الحق بعدما كانوا في ضلال وانحراف .
الكلام منقول لأحد الإخوة الكرام http://www.forsanhaq.com/showthread.php?t=1643

خالد1971
2015-01-03, 09:48
الشيخ الفوزان يستشهد بكلام سيد قطب كما استشهد مرارا في كتابه التحقيقات المرضية بكلام لسيد قطب من كتابه في ظلال القران وهذا موجود في الطبعه الاخيره من الكتاب
http://www.islamgold.com/news_images/105.jpg

nourislemdz
2015-01-08, 15:30
بارك الله فيكم على الافادة

قاصِرَةُ الطّرْف
2015-11-06, 21:32
السلام عليكم
بالامس روى لنا الاستاذ مواقف سيد قطب وسيرته بطريقة جد شيقة ..فتاثرت بشخصيته و بقوة مواقفه ..و حسب ما تلقيته فأرى بان له بصمة نبيلة و يستحق التأييد رحمه الله
بورك فيك على التوضيح

الفارس الجدَّاوي
2015-11-06, 21:44
السلام عليكم
بالامس روى لنا الاستاذ مواقف سيد قطب وسيرته بطريقة جد شيقة ..فتاثرت بشخصيته و بقوة مواقفه ..و حسب ما تلقيته فأرى بان له بصمة نبيلة و يستحق التأييد رحمه الله
بورك فيك على التوضيح



السلام عليكم:
أرجو أن لا تشغلي بالك بأمور كهذه، فهم رجال مضوا وانقضوا بما لهم وما عليهم، وكل يمدح من يحب، سيد قطب رحمه الله وغفر له، استغله الإخوان أبشع استغلال، وهو لم يكن إخوانيا باعترافهم هم، وهو غفر الله له رأى فيهم فرصة لتحقيق فكره الذي لم يتقبله الضباط الأحرار رحمهم الله آنذاك، فهو حينما رفضوا تطبيق أفكاره بحث عن من يطبقها له، ودفع حياته ثمنا لعناده. شخصيا لا أؤيد أفكاره ولكنني بالمقابل أحترمه ككاتب وأديب وكنت أتمنى لو بقي في أدبه وفنه ولم يتطرق للدين والسياسة. فهو والله أعلم إنما غضب لنفسه فاتخذ موقف المخالف وكما قيل (بعث عن غضبة) وعلى كل حال، رحمه الله وجميع أموات المسلمين.

قاصِرَةُ الطّرْف
2015-11-06, 22:02
السلام عليكم:
أرجو أن لا تشغلي بالك بأمور كهذه، فهم رجال مضوا وانقضوا بما لهم وما عليهم، وكل يمدح من يحب، سيد قطب رحمه الله وغفر له، استغله الإخوان أبشع استغلال، وهو لم يكن إخوانيا باعترافهم هم، وهو غفر الله له رأى فيهم فرصة لتحقيق فكره الذي لم يتقبله الضباط الأحرار رحمهم الله آنذاك، فهو حينما رفضوا تطبيق أفكاره بحث عن من يطبقها له، ودفع حياته ثمنا لعناده. شخصيا لا أؤيد أفكاره ولكنني بالمقابل أحترمه ككاتب وأديب وكنت أتمنى لو بقي في أدبه وفنه ولم يتطرق للدين والسياسة. فهو والله أعلم إنما غضب لنفسه فاتخذ موقف المخالف وكما قيل (بعث عن غضبة) وعلى كل حال، رحمه الله وجميع أموات المسلمين.
السلام عليكم
صدقتم ، بصراحة ليست لدي خلفية حول توجهه و لا أفكاره فقط مقتطف قليل إستدل به الأستاذ المحاضر لاجل ان يوصل لنا الفكرة
إستدل ببعض أقوال الإمام الشاطبي رحمه الله و ايضا بعض اقوال الشيخ محمد عبدوا و ايضا السيد قطب الاستاذ لم يذكر لنا الإخوان ولا غيرهم ولكن ذكر لنا سيرته مختصرة ( كانه اديب و له كتب في كذا وكذا ) و موقفه حينما طلب منه ان يعتذر ويطلب الرحمة من الرئيس جمال عبد الناصر فقال (إن كنت محكوماً بحق فأنا أرتضي حكم الحق وإن كنت محكوماً بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل ) فأعجبني موقفه من خلال هذه المقولة ( فكتبتها في كراسي و بدأت ارددها ) مع انه كان بينه و بين الحرية سوى لفظة واحدة هي ( انا أسف ) لكن مات على موقفه رغم عدم صحة توجهه و الله اعلى واعلم .ليس لدي خلفية واسعة عنه .بورك فيك على التوضيح

عبد الباسط آل القاضي
2015-11-06, 22:23
السلام عليكم ورحمته وبركاته
لا تلزموا انفسكم بأقوال الرجال ولا بأفعالهم حتى تزنوها بالكتاب والسنة ، ولا تسمعوا عن فلان او عن علان ، حتى تكونوا ممن لهم دراية بالفهم والعلم والحلم ، فكثيرا من الطلبة والاغرار فسدوا من حيث ظنوا أنهم قاربوا وسددوا ، ولي تعقيب على الآمة ( راية العدالة) إن كثيرا من المشتغلين من خريجي الجامعات من المعلمين والاساتذة الذين ليس لهم علم شرعي وما تفرغوا لذلك ولا اخذوه من مظان اهله الموسومين به ، فمنهم من يقول ما لا يفقه به ، فليحذر الطالب الغرر والانزلاق في اهواء بعض المتعلمين ولا بأس بالقراءة عن فلان وفلان من باب المقابلة وليس من باب الحكم المسبق بشرط ان يقهر هواه في ذلك ويعمل العقل والشرع ، فلا تعارض بينهما الا عند من لا يملك ذلك

عبد الباسط آل القاضي
2015-11-06, 22:24
السلام عليكم ورحمته وبركاته
لا تلزموا انفسكم بأقوال الرجال ولا بأفعالهم حتى تزنوها بالكتاب والسنة ، ولا تسمعوا عن فلان او عن علان ، حتى تكونوا ممن لهم دراية بالفهم والعلم والحلم ، فكثيرا من الطلبة والاغرار فسدوا من حيث ظنوا أنهم قاربوا وسددوا ، ولي تعقيب على الآمة ( راية العدالة) إن كثيرا من المشتغلين من خريجي الجامعات من المعلمين والاساتذة الذين ليس لهم علم شرعي وما تفرغوا لذلك ولا اخذوه من مظان اهله الموسومين به ، فمنهم من يقول ما لا يفقه به ، فليحذر الطالب الغرر والانزلاق في اهواء بعض المتعلمين ولا بأس بالقراءة عن فلان وفلان من باب المقابلة وليس من باب الحكم المسبق بشرط ان يقهر هواه في ذلك ويعمل العقل والشرع ، فلا تعارض بينهما الا عند من لا يملك ذلك

الفارس الجدَّاوي
2015-11-06, 22:42
السلام عليكم
صدقتم ، بصراحة ليست لدي خلفية حول توجهه و لا أفكاره فقط مقتطف قليل إستدل به الأستاذ المحاضر لاجل ان يوصل لنا الفكرة
إستدل ببعض أقوال الإمام الشاطبي رحمه الله و ايضا بعض اقوال الشيخ محمد عبدوا و ايضا السيد قطب الاستاذ لم يذكر لنا الإخوان ولا غيرهم ولكن ذكر لنا سيرته مختصرة ( كانه اديب و له كتب في كذا وكذا ) و موقفه حينما طلب منه ان يعتذر ويطلب الرحمة من الرئيس جمال عبد الناصر فقال (إن كنت محكوماً بحق فأنا أرتضي حكم الحق وإن كنت محكوماً بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل ) فأعجبني موقفه من خلال هذه المقولة ( فكتبتها في كراسي و بدأت ارددها ) مع انه كان بينه و بين الحرية سوى لفظة واحدة هي ( انا أسف ) لكن مات على موقفه رغم عدم صحة توجهه و الله اعلى واعلم .ليس لدي خلفية واسعة عنه .بورك فيك على التوضيح

السلام عليكم:
وفيك بارك الله، وفقك الله وهداك وهدانا لسواء السبيل.

issam-b2
2015-11-09, 23:11
موفق.......

ريـاض
2015-11-09, 23:23
(( .. هل تعلم جارحا هو أكبر من الرّمي بالكفر والوصم به؟!
فسيّد رحمه الله تعالى إمام الغلاة في الجرح بلا منازع، ومع ذلك يدور الخلاف حول جرحه وتعديله, هو رحمه الله تعالى إمام الغلاة في الجرح في العصور المتأخرة بلا منازع رحمة الله عليه, فقد كَفَّر المجتمعات الإسلامية كلّها، بل كفّر البشرية جميعها, وقبل أن أسوق إليك بعض نصوص سيّد رحمه الله في ذلك, أذكر لك شهادة الدّكتور يوسف القرضاوي في كتابه ((أولويات الحركة الإسلامية )) صفحة110 قال: (في هذه المرحلة ظهرت كتب الأستاذ سيّد قطب التي تمثّل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والتي تنضح بتكفير المجتمع, وتعجيل الدّعوة إلى النّظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره، وإحياء الاجتهاد, وتدعوا إلى العُزلة الشعورية عن المجتمع, وقطع العلاقة مع الآخرين, وإعلان الجهاد الهجوميّ على النّاس كافّة ...) إلى آخر ما قال.
وهذا بعض ما قال سيّد عفا الله عنه في تكفير البشرية:

قال سيّد عفا الله عنه في ((الظّلال)) في المجلّد الثاني ص1057قال: (لقد استدار الزّمان كهيئته يوم جاء هذا الدّين إلى البشرية، وعادت البشرية إلى مثل الموقف الذي كانت فيه يوم تنزّل هذا القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوم جاءها الإسلام مبنيا على قاعدته الكبرى: شهادة أن لا إله إلا الله).
ثم قال عفا الله عنه: (لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدّين إلى البشرية بلا إله إلا الله، فقد ارتدّت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلاّ الله، وإن ظلّ فريق منها يرددّ على المآذن لا إله إلاّ الله دون أن يدرك مدلولها).
ثم قال عفا الله عنه: (البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددّون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع وهؤلاء - يعني الّذين يرددّون لا إله إلا الله على المآذن قال: - وهؤلاء أثقل إثما وأشدّ عذابا يوم القيامة؛ لأنّهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبيّن لهم الهُدى, ومن بعد أن كانوا في دين الله) - فكفروا -. وقال رحمه الله مثل هذا المعنى في نصوص كثيرة في ((الظّلال)) وغيره من كتبه.
وقال غفر الله له في ((المعالم)) صفحة98: (ما هو المجتمع الجاهلي؟ - ثم عرّفه قال: - إن المجتمع الجاهليّ هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم).
ثم ذكر صورا من صور المجتمع الجاهليّ, ثم قال صفحة101: (وأخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي - يعني الّذي هو سوى المجتمع المسلم - تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنّها مسلمة).
فالمقصود: أن سيّدا غفر الله له كان غاليا في التّجريح جدّا, بل هو إمام أئمة الغلوّ فيه, وقد رمى عمرًوا رضي الله عنه بالكذب والغشّ والخديعة والنّفاق والرشوة وشراء الذّمم, وجرّده رضي الله عنه من كلّ فضيلة, مع أن سيّدا مَدِين لعمرو رضي الله عنه خاصّة بإسلامه - أي: بإسلام سيّد نفسه -, لأنّه ما من مصريّ مسلم إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله ربّ العالمين إلاّ ولعمرو بن العاص خاصّة رضي الله عنه في عنقه دَين كبير, وجميل جليل, فعمرو رضي الله عنه هو قائد الأجناد الذين فتح الله بهم مصر, وأجداد أجداد سيّد - عفا الله عنه - إلى زمن الفتح ممّن دخل في الدّين إنّما أسلموا بسبب عمرو وجنده رضي الله عنهم أجمعين.
وفي الحديث الّذي رواه أحمد ومسلم وأصحاب السّنن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا), فما سجد سيّد لله سجدة, ولا كتب حرفا يُرضي الله, ولا كُتِب في صحيفة حسناته حسنة إلاّ ولعمرو رضي الله عنه مثلها.

أفهذا هو ردّ الجميل؟! أفهذا هو ردّ الجميل؟!
لقد طاش قلم سيّد في أعراض جملة من الصّحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين, فطال قلمه معاوية وعمروا وأبا سفيان وهندا, بل طال قلمه الخليفة الرّاشد عثمان بن عفّان رضي الله عنه, وأسقط خلافته من الخلافة الرّاشدة, واعتبرها فجوة بين خلافة عمر وخلافة عليّ رضي الله تبارك وتعالى عنهما في كلام يجيء إن شاء الله ربّ العالمين.
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم.

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده, والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.
أمّا بعد:
فقد قال سيّد رحمه الله في كتابه ((العدالة الاجتماعية في الإسلام)) طبعة دار الشّروق لسنة 1975 صفحة230, لعلّ الطّبعات بلغت إلى الآن عشرين طبعة أو تزيد, كما أنّ طبعات ((الظّلال)) ربّما وصلت الآن إلى الأربعين إن لم تكن تجاوزته.
قال سيّد غفر الله له: (نحن نميل - هو - إلى اعتبار خلافة علي رضي الله عنه امتدادا طبيعيّا لخلافة الشّيخين قبله, - يعني أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يقول:- وأنّ عهد عثمان الّذي تحَكّم فيه مروان كان فجوة بينهما).

قال الطّحاويّ رحمه الله في ((العقيدة)): (ونُثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم أوّلا لأبي بكر رضي الله عنه تفضيلا وتقديما على جميع الأمّة, ثمّ لعمر بن الخطّاب رضي الله عنه ثمّ لعثمان بن عفّان رضي الله عنه, ثمّ لعليّ رضي الله عنه, وهم الخلفاء الرّاشدون والأئمة المهتدون).
عقيدة أهل السنّة أنّ خلافة عثمان كانت من الخلافة الرّاشدة, فجاء سيّد - رحمه الله - فأسقط خلافة عثمان من الخلافة الرّاشدة.
بأيّ دليل وبأيّ حجّة؟!
وقال في ذات الكتاب صفحة 212: (وأخيرا ثارت الثائرة على عثمان, واختلط فيها الحقّ بالباطل والخير بالشرّ, ولكن لابدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام, ويستشعر الأمور بروح الإسلام؛ أن يقرّر أنّ تلك الثّورة في عمومها - أي الثورة الّتي أدّت إلى مقتل عثمان رضوان الله عليه - كانت فورة من روح الإسلام, وذلك دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهوديّ ابن سبأ عليه لعنة الله).
فالثّورة على عثمان رضي الله عنه الّتي كان وراءها اليهوديّ عبد الله بن سبأ لعنة الله عليه كانت في نظر سيّد وفي حساباته أقرب إلى روح الإسلام من خلافة عثمان الرّاشدة, ثورة السّبئية من أتباع بن السّوداء عبد الله بن سبأ اليهوديّ, ثورة هؤلاء كانت أقرب إلى روح الإسلام من خلافة عثمان!
تصدّقون هذا؟
يا أهل السنّة, يا من تدعون إلى السّلفية وتنتسبون إليها!

فالثّورة على عثمان رضي الله عنه الّتي كان وراءها اليهوديّ عبد الله بن سبأ لعنة الله عليه كانت أقرب إلى روح الإسلام من خلافة عثمان!

وقال في نفس الكتاب صفحة 213: (مضى عثمان إلى رحمة ربّه, وقد خلّف الدّولة الأمويّة قائمة بالفعل بفضل ما مكّن لها في الأرض, وبخاصّة في الشّام, وبفضل ما مكّن للمبادئ الأمويّة المجافية لروح الإسلام - يعني كان عثمان يعمل ضدّ الإسلام وضدّ روح الإسلام؟! - من إقامة الملك الوراثي, والاستئثار بالغنائم والأموال والمنافع ممّا أحدث خلخلة في الرّوح الإسلاميّ العام, وليس بالقليل ما يَشِيع في نفس الرّعية إن حقّا وإن باطلا أنّ الخليفة يُؤثر أهله, ويمنحهم مئات الألوف, ويعزل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - ليُوَلِّي أعداء رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -).

عثمان يستأثر ويولّي أعداء رسول الله ويعزل أولياء رسول الله؟!
يولّي أعداء رسول الله ويعزل أولياء رسول الله!

إلى آخر ما قال من طعنه في الخليفة الرّاشد عثمان رضوان الله عليه.

طغى قلم سيّد, وأطلق كلاما في الّذين فضّلهم عمر وعثمان في العطاء, وهؤلاء في الجملة هم من المهاجرين والأنصار من أهل بدر وبيعة الرّضوان وأهل الشّورى, فكان عمر يفضّلهم في العطاء, وكان عثمان على سنن عمر يفضّلهم في العطاء رضوان الله عليهم أجمعين.
فقال سيّد في نفس الكتاب صفحة 216: (ولقد كان من الطّبيعي أن لا يرضى المُستَنفِعُون - الصّحابة من المهاجرين والأنصار من أهل بدر وبيعة الرّضوان وأهل الشّورى كانوا من المستنفِعِين؟!- أن لا يرضى المُستَنفِعُون عن عليّ, وأن لا يقنع بِشِرعَة المساواة من اعتادوا التّفضيل, ومن مَردوا على الاستئثار؛ فانحاز هؤلاء في النّهاية إلى المعسكر الآخر معسكر أميّة حيث يجدون فيه تحقيقا لأطماعهم على حساب العدل والحقّ اللّذين يصرّ عليهما عليّ رضي الله عنه هذا الإصرار).

الكتاب في جملته طعن في أصحاب النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلّم, وتطاول على الصّحابة رضي الله عنهم أجمعين.
سنعود إلى تفصيل ذلك يوما من الدّهر إن شاء الله جلّ وعلا, فنسرد ذلك ونكشفه في ضوء الكتاب والسُّنّة ليحيى من حيّ عن بيّنة ويهلك من هلك عن بيّنة.
بل طغى قلم سيّد وطاش فنال من نبيّ الله وكليمه موسى صلّى الله عليه وسلّم فقال في كتابه ((التّصوير الفنيّ في القرآن)) تحت عنوان (رسم الشّخصيات في القصّة) صفحة162-163- 164 قال: (ولنأخذ موسى - عليه السّلام -؛ إنّه نموذج للزّعيم المندفع العصبيّ المزاج).

لو قلت لعلّ سيّدا كان في ذلك الوقت متأثّرا بالدّسائس الّتي كانت تُحاك في الفترة الملكية من حياة مصر, بل ما كان هنالك في أيّام الحرب العالمية الثانية, وما وقع من أودولف هتلر, وموسوليني, وأولئك الطّغاة, فكان يكتب؛ فإنّ القول هاهنا ينبغي أن يُقال فيه ما يُصحّحه, لو أنّ المرء كان متأثّرا في الكتابة عن أولئك السادة الكرام بهذا الّذي يكتبه, وهذا الّذي يسطره عن أولئك الطّغاة, أفيُقال عن موسى عليه السّلام نموذج للزّعيم المندفع العصبيّ المزاج؟! لو قيل لك هذا؛ فإنّ الصّورة الذّهنية الّتي ستأتي إلى خاطرك هي: أنّ الّذي سيتكلّم عنه من كَتَبَ هذا - مادمت لا تعلم بعد عمّن يتكلّم - أنّه سيتكلّم عن أودولف هتلر أو واحد من أولئك الطغاة.

زعيم مندفع عصبيّ المزاج, زعيم!
ما دخل الزّعامة في النّبوة؟!

مندفع!
غير مسدّد بالوحي هو؟!

عصبيّ المزاج!
يخضع للتحليل النّفسي في مدرسة سيجموند فرُويد؟!
يقول: (فها هو ذا قد رُبِّي في قصر فرعون, وتحت سمعه وبصره, وأصبح فتى قويّا{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} [القصص : 15]).
قال سيّد: (هنا يبدو التعصّب القوميّ, كما يبدو الانفعال العصبيّ - تعصّب قوميّ! -, وسرعان ما تذهب هذه الدّفعة العصبيّة, فيثوب إلى نفسه؛ شأن العصبيّين . {قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ} [القصص 15 : 17].
{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ}[القصص : 18].
قال سيّد: (وهو تعبير مصوّر لهيئة معروفة: هيئة المتفزّع المتلفّت المتوقّع للشرّ في كلّ حركة, وتلك سمة العصبيّين أيضا, ومع هذا, ومع أنّه قد وعد بأنّه لن يكون ظهيرا للمجرمين؛ فلننظر ما يصنع إنّه ينظر: {فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ}[القصص : 18], مرّة أخرى على رجل آخر {قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ}[القصص : 18], ولكنّه يهُمُّ بالرّجل الآخر كما همّ بالأمس ويُنسِيه - أي يُنسِي موسى - التعصّب والاندفاع استغفاره وندمه وخوفه وترقّبه).
لو قيل هذا عن آحاد الصّالحين لكان سيّئا, وكان مردودا, فكيف وهو يقال لكليم الله موسى صلىّ الله عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وسلّم.
قال: (لولا أن يذكّره من يهمّ به بفعلته فيتذكّر ويخشى {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ}[القصص : 19], وحينئذ يَنصح له بالرّحيل رجل جاء من أقصى المدينة يسعى, فيرحل عنها كما عَلمنا, فلندعه هنا لنلتقي به في فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات؛ فلعلّه قد هدأ, وصار رجلا هادئ الطّبع حليم النّفس, كلاّ! فها هو ذا يُنادى من جانب الطّور الأيمن: أن ألق عصاك. فألقاها؛ فإذا هي حيّة تسعى, وما يكاد يراها حتى يثب جريا لا يعقّب ولا يُلوَى, إنّه الفتى العصبيّ نفسه, ولو أنّه قد صار رجلا؛ فغيره كان يخاف نعم, ولكن لعلّه كان يبتعد منها, ويقف ليتأمّل هذه العجيبة الكبرى).
وأجزم أنّ سيّدا لو كان حيّا لو كان شاهدا ما وقع لموسى من تلك المعجزة, وأعطاه الله ربّ العالمين الحياة إلى يوم القيامة؛ لكان في جريه إلى يوم النّاس هذا.
قال: (ثمّ لندعه فترة أخرى لنرى ماذا يصنع الزّمن في أعصابه. - نعم كان ينبغي أن يقصد طبيبا يعالجه !- لقد انتصر على السّحرة, وقد استخلص بني إسرائيل, وعبر بهم البحر, ثمّ ذهب إلى ميعاد ربّه على الطّور, وإنّه لنبيّ - يتكلّم عنه وهو يعلم أنّه في هذا المقام -, ولكن ها هو ذا يسأل ربّه سؤالا عجيبا {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ}[الأعراف : 143], ثمّ حدث ما لا تحتمله أيّة أعصاب إنسانية, بَلهَ أعصاب موسى - كلامُه -,{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}[الأعراف : 143]. عودة العصبيّ في سرعة واندفاع! - يعني كان يجب عليه أن يتروّى لكي يستغفر ويتوب ويعود؟! -, ثمّ ها هو ذا يعود, فيجد قومه قد اتّخذوا لهم عجلا إلها, وفي يديه الألواح التي أوحاها الله إليه, فما يتريّث وما يَنِي, {وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ}[الأعراف : 150], وإنّه ليمضي منفعلا يشدّ رأس أخيه ولحيته, ولا يسمع له قولا: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}[طه : 94], وحين يعلم أنّ السّامري هو الّذي فعل الفعلة؛ يلتفت إليه مغضبا, ويسأله مستنكرا حتّى إذا علم سرّ العجل: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً}[طه : 97]. - فقال معلّقا - هكذا في حنق ظاهر وحركة متوتّرة).
قال: (فلندعه سنوات أخرى, لقد ذهب قومه في التّيه, ونحسبه قد صار كهلا حينما افترق عنهم, ولقي الرّجل الّذي طلب إليه أن يصحبه ليعلّمه ممّا آتاه الله علما, ونحن نعلم أنّه لم يستطع أن يصبر حتّى ينبئه بسرّ ما يصنع مرّة ومرّة ومرّة فافترقا).

ثمّ قال: (تلك شخصية موحّدة بارزة, ونُموذج إنسانيّ واضح في كلّ مرحلة من مراحل القصّة جميعا).
قال: (وتقابل شخصية موسى شخصية إبراهيم, إنّه نُموذج الهدوء والتّسامح والحلم{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ}[هود : 75]).
والإتيان بهذه الصّورة في مقابل شخصية موسى عليه السّلام من باب قولك: وبضدّها تتميز الأشياء.
فهل هذا كلام يقال في حقّ كليم الله موسى؟!
أن يُغفر لقائل الكلام أو لا يُغفر؟ لا شأن لنا به, أن ينزل الفردوس الأعلى أو قرارة الجحيم؟ لا علاقة لنا بذلك, نسأل الله أن يغفر له, ولكن هذا الكلام يا أصحاب العقيدة الصّحيح: كيف يُسكت عليه وهو يُتداول بين الشّبيبة؟ في هذا الكتاب, في هذا الكتاب الّذي وسمه بـ((التّصوير الفنّي في القرآن)), وجمع فيه من كلّ موبقة, وهو يُدَرّس في كلّيات الآداب, وفي كلّيات اللّغة العربية, ويُنَوّه به, ويُعلَى من ذكره, وفيه هذه الطّامة وحدها, ولو كانت وحدها في كتاب لاستحقّ إعدامه.
وبعد:
فإنّ هذه المسألة قد صارت لأهل السنّة محكّا, ولمسيرتهم مَضِيقا, والحقّ فيها واضحا وضوحا لا يلتبس إلاّ على جاهل أو ذي هوى, فعلينا أن نردّ الأمور إلى الكتاب والسُّنّة بفهم سلف الأمّة, وأن نتجرّد من أهوائنا متذكّرين قول ربّنا سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}[النساء : 135].
فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا.
وقوله - أي: ونتذكّر قوله - تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ} {اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[المائدة : 8].
ولنعلم أنّ الذي يُثير الفتن, ويأجّج نارها هو الّذي يخالف الكتاب والسُّنّة, وأنّ الّذي يأمر النّاس باتّباع الكتاب والسُّنّة, واتّباع السلف الصّالح من الصّحابة ومن تبعهم بإحسان هو ساع في رفع العداوة والبغضاء عن الأمّة, قال تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}[المائدة : 14].
فنسيان حظّ أي: ترك قدر ممّا ذُكّرت به الأمّة من الكتاب والسُّنّة مستجلب للعداوة والبغضاء بين أبناءها, والسّاعي في التذكير بالكتاب والسُّنّة هو ساعٍ في رفع العداوة والبغضاء عن الأمّة.
لمّا تأملت في تلك المسألة بشِقّيها وجدتها أوضح من الوضوح, وأجلى من الشّمس في رائعة النّهار في كبد السّماء ليس دونها غمام ولا سحاب ولا ضباب, فعجبت!
فلمَ الخلاف إذن؟!لمَ الخلاف وما سببه؟!
الأمر واضح جداّ, وجليّ جدّا, والأمر في المنتهى أمر عقيدة, ومصائر النّاس - لثالث مرّة - وأقدارهم في الآخرة لا يتدخّل فيه أحد, لأننّا لا نشهد لأحد بجنّة ولا نار إلاّ من شهد له النبيّ المختار, هذا أصل من أصول عقيدتنا أهل السُّنّة, ولا نقول لأحد شهيد, وفي ((البخاري)) ((باب: لا يقال فلان شهيد)).
من أدراك؟
ونسأل الله أن يكون قد ختم لمن مات من أهل القبلة بخير, وأن يختم لنا بخير, وأن يحشرنا جميعا في الجنّة على سرر متقابلين, وأن ينزع ما في قلوبنا من الغلّ لإخواننا من المؤمنين والمسلمين والمحسنين الذّابين عن دين ربّ العالمين إنّه على كلّ شيء قدير.
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم. ..)) جزء من خطبة للشيخ سعيد رسلان بعنوان : "مع سيد قطب رحمه الله"


المصدر (http://www.%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7%20%d9%85% d8%ad%d8%b8%d9%88%d8%b1/tafre31/ma3kotb.php)

صبرينة لوتس
2015-11-10, 12:15
السلام عليكم

يا أخي الكريم استوقفني قولك هذا : "أتمنى لو بقي في أدبه وفنه ولم يتطرق للدين والسياسة "

ولن أقول سوى لاحول ولا قوة إلاّ بالله