المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجل له 5 بنات ولم يلد دكور وفي يوم وهو فالمسجد رفع يداه للسماء وطلب ....


عزالدين
2007-09-12, 18:47
بسم الله الرحمان الرحيم

اعتراف بالخطىء

صادفة مشهدا غريبا في أحد الأيام مع صديق وهدا المشهد هو طلب الإبن المال من أبيه بطريقة خشنة ..

وبعد انسراف الإبن قلة له من هدا فقال إبني فقلة لا فقال والله إبني وقال والله أستحق فقلة كيف قال رزقة ب5 بنات ولم أنجب ولد دكر ..

الأصدقاء يعيرونني بالبنات ويقولون لي سيريثونك إخواتك إن لم تلد ولد ذكر ...

ويوم وأنا فالمسجد فرفعة يدي للسماء وقلة الله هما أرزقني بولد ذكر ولو كان مسخوطا فقال كانت أبواب السماء مفتوحة وتحققت لي الأمنية ...

**************************************



أسس تربية الأولاد في القرآن الكريم



من القضايا التي تؤرق الآباء اليوم تربية الأبناء، فكم من أب أوأم تعب بحثا عن منهج سليم يربي به أولاده، فتراه ينتقل من قناة لأخرى جريا وراء البرامج المختصة في الموضوع، وقد يقرأ كتابات في علوم التربية، ويحادث من يعرف بهذا الخصوص يعرض عليه مشاكله مع أبناءه التي تضنيه وتقلق راحته، ويجرب هذه الطريقة وتلك ويضع في المحك هذه النظرية وتلك، وكثيرا ما تظهر التجربة أن هذه الآراء لا تفي بالغرض، فيزداد التوتر وتكبر الحيرة ويلح السؤال ما العمل وما المخرج؟

وعجبي للمسلم كيف يوقع نفسه في هذه الورطة ويدخلها في دوامة هذه الحيرة، وهويقرأ كتاب ربه يخاطبه سبحانه قائلا:(("إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (95)."))[1] .

وعجبي للمسلم يقول بعد قراءة هذه الآية، نعم القرآن يهدي للتي هي أقوم ولكن ليس هناك تفاصيل وتوضيحات لمشكلتي أنا، مع علمه أن هذا القرآن أيضا جاء ونزل تبيانا لكل شيء نعم لكل شيء : (("وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)[2]"))

وهي حقيقة أدركها سلف هذه الأمة، فهذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: (أُنزل في القرآن كل علم، وكل شيء قد بيّن لنا في القرآن)[3]، وهذا الإمام الجليل الشافعي رحمه الله تعالى يقول: (ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا في كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها)[4]. وقال بمكة مرّة رحمه الله تعالى: (سلوني عمّا شئتم أخبرْكم عنه من كتاب الله).

فما بال المتأخرين من هذه الأمة، إلا من رحم ربك، نسوا هذه البديهية من الدين؟

يجيبنا المفكر الإسلامي وحيد الدين خان في كتيبه الثمين " نحوتدوين جديد للعلوم الإسلامية" حيث يقول: (( إن القرآن هوالمصدر الذي يحتوي على كل العلوم الأساسية للدين والمطلوب (تبئين) هذه الأمور الأساسية لتبسيط فهمها لعامة الناس. وكانت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجا واضحا لهذا التبئين. ولكن تبئين القرآن وتفصيله تحول في العصور المتأخرة من أسلوب بسيط إلى أسلوب فني. وكانت النتيجة أن ظهر إلى الوجود دين جديد معقد مواز بدلا من الدين المحمدي البسيط الفطري[5]...))

علينا إذن أن نجدد العلاقة مع كتاب الله عز وجل، فنجعله مرجعنا الأول والأساس في كل أمورنا، ويترتب على هذا القول تلقائيا أن سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تابعة لهذا المرجع لأنها التطبيق العملي في أعلى مستويات السمووالكمال لكلام الله عز وجل، فليس أحد أعدل ولا أخشى لله ولا أعرف بالله من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. هذه قاعدة جوهرية وأساسية علينا أن ندركها جيدا ونستوعبها.

وتظهر الحاجة اليوم إلى بدل الجهد في ربط المسلمين من جديد بكتاب الله عز وجل وذلك بتعليمهم آداب التعامل مع كلام الله وتمكينهم من أدوات التدبر والفهم السليم لآيات الذكر الحكيم.

وهذه المحاولة التي نسعى من خلالها اكتشاف أسس تربية الأولاد في القرآن الكريم، هي لبنة صغيرة في هذا الاتجاه.

إن المتدبر في كتاب الله عز وجل يجد من الجواهر والنفائس في هذا الباب ما ينير العقل والقلب، فالرحلة في ثنايا الآيات الكريمة توضح الرؤيا وتنير البصيرة، فتسكن النفس ويطمئن القلب.

وأدعوك أخي القارئ مرافقتي في هذه الرحلة المباركة بين دفتي الكتاب المبين نتلمس هذه الأسس في تربية الأولاد وذلك عبر محطات متدرجة تفضي كل واحدة لأختها.

ولا تنتظر أيها القارئ الكريم أن نحدثك بطريقة: إذا قال لك ولدك كذا فقل له كذا أوإذا فعل كذا فتصرف هكذا، وإذا كانت المشكلة كذا فحلها كذا، لا يا سيدي لا تنتظر ذلك من هذه السطور، ومع ذلك لا تنصرف عن القراءة لأن ذلك سيتيح لك بإذن الله النظر من زاوية مغايرة لما يعترضك أوقد يعترضك من صعوبات في تربية أولادك.

دعني في البداية أوضح أن المقصود بكلمة أسس، فهي جمع أساس، وأساس الشيء : ((" هوأصله ومبتدأه، والأُسُّ والأَساس: أَصل البناء والأَصْلُ: أَسفل كل شيء" ))[6] ، إذن نحن نبحث في مرتكزات وأصول التربية التي تقوم عليها، لأنه لا يتصور أن يكون هناك بناء من غير أصل ولا أساس ولا أن يكون علومن غير أسفل.

ما نبحث عنه إذن هوتلك الأرضية التي يبدأ منها ويقف عليها كل مسلم نعم كل مسلم وهويربي أولاده، وهذه الأرضية هي مشتركة بين كل المسلمين رغم تنوعهم واختلافهم فهي الخيط الرفيع الذي يوحدهم. إن القرآن الكريم لا يهدف أن يصوغ الناس في قالب واحد وصورة واحدة ونمط واحد، فإن ترك سبحانه وتعالى الحرية لبني البشر ولم يقهرهم على دين واحد ((" ولوشاء الله لجعل الناس أمـة واحدة، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، ولذلك خلقهم، ...)) ، أفلا يتصور الاختلاف والتنوع بين عباده المؤمنين بدينه الذي ارتضاه عز وجل لهم ؟

بلى ولكنه في نفس الوقت يرشدهم للأساس والأرضية السليمة التي تكون المنطلق للجميع، وهذا ما يشكل الوحدة لدى المسلمين رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم وأعرافهم. وكأنك أمام مجرة من الكواكب المنيرة تسبح في تناغم عجيب من غير تصادم ولا تنافر لأن المقصد واحد.