أم التوأم
2014-12-04, 21:41
هذه قصيدة للشاعر عمر بهاء الدين الأميري أعجبتني أحببت أن تشاركوني الاستمتاع بقراءة أبياتها
أين الضجيجُ العذبُ والشَّغَبُ؟ = أين التَّدارسُ شابَهُ اللعبُ؟
أين الطفولة في توقُّدها؟ = أين الدُّمى، في الأرض، والكتبُ؟
أين التَّشَاكسُ دونما غَرَضٍ = أين التشاكي ما له سببُ؟
أين التَّباكي والتَّضاحُكُ، في = وقتٍ معًا، والحُزْنُ والطَّربُ؟
أين التسابق في مجاورتي = شغفًا، إذا أكلوا وإن شربوا؟
يتزاحمون على مُجالَستي = والقرب منِّي حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوق فطرتهم = نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم "بابا" إذا فرحوا = ووعيدهم "بابا" إذا غضبوا
وهتافهم "بابا" إذا ابتعدوا = ونجيُّهمْ "بابا" إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملءَ منزلنا = واليومَ -ويح اليومِ- قد ذهبوا
ذهبوا، أجل ذهبوا، ومسكنهمْ = في القلب، ما شطّوا وما قَرُبوا
إني أراهم أينما التفتت = نفسي، وقد سكنوا، وقد وثبوا
وأُحِسُّ في خَلَدي تلاعُبَهُمْ = في الدار، ليس ينالهم نصبُ
وبريق أعينهمْ إذا ظفروا = ودموع حرقتهمْ إذا غُلبوا
في كلِّ ركنٍ منهمُ أثرٌ = وبكل زاويةٍ لهم صَخَبُ
في النَّافذاتِ، زُجاجها حَطَموا = في الحائطِ المدهونِ، قد ثقبوا
في الباب، قد كسروا مزالجه = وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصَّحن، فيه بعض ما أكلوا = في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشَّطر من تفّاحةٍ قضموا = في فضلة الماء التي سكبوا
إنِّي أراهم حيثما اتَّجهتْ = عيني، كأسرابِ القَطا، سربوا
بالأمس في "قرنايلٍ" نزلوا = واليومَ قدْ ضمتهمُ "حلبُ"
دمعي الذي كتَّمتُهُ جَلَدًا = لمَّا تباكَوْا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا = منْ أضلعي قلبًا بهمْ يَجِبُ
ألفيتُني كالطفل عاطفةً = فإذا به كالغيث ينسكبُ
قد يَعجبُ العُذَّالُ من رَجُلٍ = يبكي، ولو لم أبكِ فالعَجَبُ
هيهات ما كلُّ البُكا خَوَرٌ = إنّي -وبي عزم الرِّجال- أبُ
أين الضجيجُ العذبُ والشَّغَبُ؟ = أين التَّدارسُ شابَهُ اللعبُ؟
أين الطفولة في توقُّدها؟ = أين الدُّمى، في الأرض، والكتبُ؟
أين التَّشَاكسُ دونما غَرَضٍ = أين التشاكي ما له سببُ؟
أين التَّباكي والتَّضاحُكُ، في = وقتٍ معًا، والحُزْنُ والطَّربُ؟
أين التسابق في مجاورتي = شغفًا، إذا أكلوا وإن شربوا؟
يتزاحمون على مُجالَستي = والقرب منِّي حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوق فطرتهم = نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم "بابا" إذا فرحوا = ووعيدهم "بابا" إذا غضبوا
وهتافهم "بابا" إذا ابتعدوا = ونجيُّهمْ "بابا" إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملءَ منزلنا = واليومَ -ويح اليومِ- قد ذهبوا
ذهبوا، أجل ذهبوا، ومسكنهمْ = في القلب، ما شطّوا وما قَرُبوا
إني أراهم أينما التفتت = نفسي، وقد سكنوا، وقد وثبوا
وأُحِسُّ في خَلَدي تلاعُبَهُمْ = في الدار، ليس ينالهم نصبُ
وبريق أعينهمْ إذا ظفروا = ودموع حرقتهمْ إذا غُلبوا
في كلِّ ركنٍ منهمُ أثرٌ = وبكل زاويةٍ لهم صَخَبُ
في النَّافذاتِ، زُجاجها حَطَموا = في الحائطِ المدهونِ، قد ثقبوا
في الباب، قد كسروا مزالجه = وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصَّحن، فيه بعض ما أكلوا = في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشَّطر من تفّاحةٍ قضموا = في فضلة الماء التي سكبوا
إنِّي أراهم حيثما اتَّجهتْ = عيني، كأسرابِ القَطا، سربوا
بالأمس في "قرنايلٍ" نزلوا = واليومَ قدْ ضمتهمُ "حلبُ"
دمعي الذي كتَّمتُهُ جَلَدًا = لمَّا تباكَوْا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا = منْ أضلعي قلبًا بهمْ يَجِبُ
ألفيتُني كالطفل عاطفةً = فإذا به كالغيث ينسكبُ
قد يَعجبُ العُذَّالُ من رَجُلٍ = يبكي، ولو لم أبكِ فالعَجَبُ
هيهات ما كلُّ البُكا خَوَرٌ = إنّي -وبي عزم الرِّجال- أبُ