أبو همام الجزائري
2014-12-01, 11:03
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والحَمدُ لله والصَّلاة والسَّلام عَلى رَسُول الله
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
قال العلامة المدقق المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة –ج5/ص592-:
كمية المطر في كل عام واحدة، لكن تصريفه يختلف
2461-" ما من عام بأكثر مطرا من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء"
ثم قرأ: {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا}الفرقان :50.
أخرجه ابن جرير في التفسير"-19/15-، والحاكم -2/403- من طريق سليمان التيمي: سمعت الحسن بن مسلم يحدث طاوسا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، والسياق له، وكذا الزيادة الثانية في رواية، والزيادة الأولى للحاكم، وقال :
"صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وله شاهد يرويه يزيد بن أبي زياد أنه سمع أبا جحيفة يقول: سمعت عبدالله بن مسعود يقول : فذكره.
أخرجه ابن جرير.
قلت: و رجاله رجال الشيخين،غير يزيد هذا-و هو الهاشمي مولاهم- وهو سيئ الحفظ، فلا بأس به في الشواهد، وعزاه في " الدر المنثور"-5/73-للخرائطي في "مكارم الأخلاق".
وقال البغوي في "معالم التنزيل"-6/184 كنار- عقب حديث ابن عباس :
وهذا كما روي مرفوعا : ما من ساعة من ليل ولا نهار، إلا والسماء تمطر فيها، يصرفه الله حيث يشاء . وذكر ابن اسحاق وابن جريج ومقاتل ؛ وبلغوا به ابن مسعود يرفعه قال : ليس من سنة بأمر - أي أسوأ - من أخرى ولكن الله قسم هذه الأرزاق فجعلها في السماء الدنيا ؛ في هذا القطر ينزل منه في كل سنة بكيل معلوم ووزن معلوم وإذا عمل قوم بالمعاصي حول الله ذلك إلى غيرهم فإذا عصوا جميعا صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار.
قلت: فيظهر مما تقدم أن الحديث مرفوع و إن كان موقوفا، فهو في حكم المرفوع، لأنه لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد، ولأنه روي مرفوعا. والله أعلم.
قال ابن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير عند تفسيره لقوله تعالى :{ولقد صرفناه بينهم ليذكروا}الفرقان :50 :
ويؤخذ من الآية أن الماء المنزّل من السماء لا يختلف مقداره وإنما تختلف مقادير توزيعه على مواقع القَطر ، فعن ابن عباس : ما عامٌ أقل مطراً من عام ولكن الله قسم ذلك بين عباده على ما شاء . وتلا هذه الآية . وذكر القرطبي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ما من سنة بأمطرَ من أخرى ولكن إذا عمل قوم المعاصي صَرف الله ذلك إلى غيرهم فإذا عصوا جميعاً صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار » (1) اه . فحصل من هذا أن المقدار الذي تفضل الله به من المطر على هذه الأرض لا تختلف كميته وإنما يختلف توزيعه . وهذه حقيقة قررها علماء حوادث الجو في القرن الحاضر ، فهو من معجزات القرآن العلمية الراجعة إلى الجهة الثالثة من المقدمة العاشرة لهذا التفسير.
(1) أخرج الألباني في الضعيفة عن عبدالله بن مسعود مرفوعا : ما عامٌ بأمطَرَ من عامٍ ، ولا هبَّت جَنوبٌ إلَّا سالَ وادِ.4460
قال الألباني معلقا :
قلت: وهذا اسناد رجاله ثقات ،غير ابراهيم بن مكثوم وهو بصري، ذكره ابن أبي حاتم-1/1/139- من رواية موسى بن اسحاق الأنصاري فقط عنه ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وأعله البيهقي بالوقف فقال: كذا روي مرفوعا بهذا الاسناد والصحيح موقوف.
ثم ساقه من طريق أخرى عن الركين عن أبيه عنه قال :
ما عام بأكثر مطرا من عام، ولكن الله يحوله كيف يشاء.
وعن ابن عباس نحوه ا ه.
_منقول_
بسم الله والحَمدُ لله والصَّلاة والسَّلام عَلى رَسُول الله
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
قال العلامة المدقق المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة –ج5/ص592-:
كمية المطر في كل عام واحدة، لكن تصريفه يختلف
2461-" ما من عام بأكثر مطرا من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء"
ثم قرأ: {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا}الفرقان :50.
أخرجه ابن جرير في التفسير"-19/15-، والحاكم -2/403- من طريق سليمان التيمي: سمعت الحسن بن مسلم يحدث طاوسا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، والسياق له، وكذا الزيادة الثانية في رواية، والزيادة الأولى للحاكم، وقال :
"صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وله شاهد يرويه يزيد بن أبي زياد أنه سمع أبا جحيفة يقول: سمعت عبدالله بن مسعود يقول : فذكره.
أخرجه ابن جرير.
قلت: و رجاله رجال الشيخين،غير يزيد هذا-و هو الهاشمي مولاهم- وهو سيئ الحفظ، فلا بأس به في الشواهد، وعزاه في " الدر المنثور"-5/73-للخرائطي في "مكارم الأخلاق".
وقال البغوي في "معالم التنزيل"-6/184 كنار- عقب حديث ابن عباس :
وهذا كما روي مرفوعا : ما من ساعة من ليل ولا نهار، إلا والسماء تمطر فيها، يصرفه الله حيث يشاء . وذكر ابن اسحاق وابن جريج ومقاتل ؛ وبلغوا به ابن مسعود يرفعه قال : ليس من سنة بأمر - أي أسوأ - من أخرى ولكن الله قسم هذه الأرزاق فجعلها في السماء الدنيا ؛ في هذا القطر ينزل منه في كل سنة بكيل معلوم ووزن معلوم وإذا عمل قوم بالمعاصي حول الله ذلك إلى غيرهم فإذا عصوا جميعا صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار.
قلت: فيظهر مما تقدم أن الحديث مرفوع و إن كان موقوفا، فهو في حكم المرفوع، لأنه لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد، ولأنه روي مرفوعا. والله أعلم.
قال ابن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير عند تفسيره لقوله تعالى :{ولقد صرفناه بينهم ليذكروا}الفرقان :50 :
ويؤخذ من الآية أن الماء المنزّل من السماء لا يختلف مقداره وإنما تختلف مقادير توزيعه على مواقع القَطر ، فعن ابن عباس : ما عامٌ أقل مطراً من عام ولكن الله قسم ذلك بين عباده على ما شاء . وتلا هذه الآية . وذكر القرطبي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ما من سنة بأمطرَ من أخرى ولكن إذا عمل قوم المعاصي صَرف الله ذلك إلى غيرهم فإذا عصوا جميعاً صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار » (1) اه . فحصل من هذا أن المقدار الذي تفضل الله به من المطر على هذه الأرض لا تختلف كميته وإنما يختلف توزيعه . وهذه حقيقة قررها علماء حوادث الجو في القرن الحاضر ، فهو من معجزات القرآن العلمية الراجعة إلى الجهة الثالثة من المقدمة العاشرة لهذا التفسير.
(1) أخرج الألباني في الضعيفة عن عبدالله بن مسعود مرفوعا : ما عامٌ بأمطَرَ من عامٍ ، ولا هبَّت جَنوبٌ إلَّا سالَ وادِ.4460
قال الألباني معلقا :
قلت: وهذا اسناد رجاله ثقات ،غير ابراهيم بن مكثوم وهو بصري، ذكره ابن أبي حاتم-1/1/139- من رواية موسى بن اسحاق الأنصاري فقط عنه ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وأعله البيهقي بالوقف فقال: كذا روي مرفوعا بهذا الاسناد والصحيح موقوف.
ثم ساقه من طريق أخرى عن الركين عن أبيه عنه قال :
ما عام بأكثر مطرا من عام، ولكن الله يحوله كيف يشاء.
وعن ابن عباس نحوه ا ه.
_منقول_