hamid-17
2007-09-12, 01:56
هذه الدراسة هي للدكتور حسين كامل طه و هو أخصائي الصدر بمستوصف الجامعةالإسلامية بالمدينة المنورة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا أشرف المرسلين، وبعد:
فإنه يهمني كثيرا أن أكتب هذا المقال لمجلة الجامعة الإسلامية عن حدث شائع، وهو الإفراط في استعمال الدواء استعمالا سيئا، وخطورة ذلك أنني لاحظت أثناء عملي بمستوصف الجامعة أن كثيرا من المرضى يطلبون أدوية معينة بالذات دون أن يفهموا مدى خطورة سوء استعمالها.
ويجب علينا أن ننتبه إلى أن سوء استعمال الأدوية أو الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى مضار شديدة، وأضرب أمثلة لذلك فيما يلي:
أولا: المضادات الحيويـة:
ونقصد بالمضادات الحـيوية الأدوية التي تقضي على الميكروبات وتعالج الالتهابات، وهذه الأدوية بالذات يجب أن تستعمل تحت إشراف طبي دقيق ولمدة يحددها الطبيب، كما أن طريقة استعمالها يجب أن يكون بواسطة الطبيب أيضا.
وأول المضادات الحيوية التي اكتشفت هي مركبات السلفا، ثم اكـتشف البنسلين في الأربعينيات.
وكان ذلك حدثا كـبيرا في تاريخ الطب، إذ كان تأثيره قاضيا على كثير من الميكروبات حتى إن رئيس وزراء بريطانيا لما أصيب بالتهاب رئوي حاد - وكان من الأمراض المميتة في ذلك الوقت - عولج بحقن البنسلين وتم شفاؤه.
ثم توالت اكتشافـات المضادات الحـيوية مثل الستربتوميسين والتتراسيكلين والكلورامفنكول.
هذه الأدوية إذا استعملت بكمية أقل من المطـلوب تؤدي إلى حدوث مناعة الميكروبات المسببة للمرض وبالتالي لا يتم شفاء المريض، وبالعكس إذا استعملت بكمية أزيد من المطلوب في أنها تؤدي إلى إنبات أنواع جديدة من الميكروبات وبالتالي تؤدي إلى حـدوث مضاعفات، وقد تكون سببا في وفاة المريض.
كذلك من أهم المضاعفات التي قد تحدث من استعمال المضادات الحيوية الحساسية للدواء المستعمل، وكثير منا يعرف حساسية البنسلين التي قد تؤدي إلى الوفاة في الحـال، ولذلك في حـالات المرضى الذين يعانون من حساسية أو أمراض لها علاقة بالحساسية مثل الربو الشعبي ننصح دائما بعمل اختبار حساسية للمادة المستعملة.
كما أنه لوحظ أن كثيرا من هذه المضادات الحـيوية قد تؤدي إلى تغيرات في الأمعاء الدقيقة ومحتوياتها، وتؤدي إلى حالات إسهال شديدة وفقدان كمية كـبيرة من السوائل في الجسم، وهناك أنواع من المضادات الحيوية مثل الكلورامفنكول يؤدي إلى نقص في كريات الدم وآثار أخرى ضارة على مكونات الدم وقد تؤدي إلى الوفاة.
كلمة أخيرة عن المضادات الحيوية وهي أنه ينبغي على السيدة الحامل أن لا تقدم على تعاطي أي مضاد حيوي إلا تحت إشراف طبي دقيق، ولضرورة فقط، وإلا تعرضت هي والجنين لأخطار كثيرة، فضلا عما قد يحدث من تشوهات في الجنين، كما أن مادة التتراسيكليين تؤثر على عظام الجنين ونموه وقد تحول لون الطفل إلى لون غير طبيعي (الطفل الرمادي).
ثانيا: الفيتامينات والأملاح.
يحتاج جسم الإنسان العادي إلى كمية بسيطة من الفيتامينات والأملاح والمعادن، وهذه يتحصل عليها الشخص بتناول الطعام العادي، وأي كمية تزيد على ذلك فالجسم يفرزها إلى الخارج مع البول، لذلك عندما يتناول الشخص السليم كمية زائدة من الفيتامينات، فإن الجسم لا يستفيد منها، بالإضافة إلى أن هناك أنواعا معينة من الفيتامينات تؤدي إلى أضرار جسيمة بالجسم فمثلا:
1- فتامين (أ) زيادته تؤدي إلى حدوث اضطـرابات بالأمعاء وتغيير في الأغشية المخاطية بالجسم.
و يوجد فـتامين (أ) في الخضراوات الطازجة، والجزر المحتوي على كمية كبيرة منه وخصوصا الأصفر كما يوجد بنسب متفاوتة في الألبان ومنتجاتهـا.
2- فتامين (د) زيادته تؤدي إلى زيادة في ترسيب الكالسيوم في كافة أنحـاء الجسم وخصوصا الكليتين وذلك قد يؤدي إلى فشل في الكليتين.
وهذا الفيتامين هام بالنسبة للأطفال صغار السن، ولازم لنمو العظام والأسنان، ولكن بجب استعماله بحرص وتحت إشراف طبي دقيق و يوجد هذا الفيتامين بكثرة في الألبان والزبد والزيوت.
وأما بالنسبة للأملاح والمعادن التي يحتاجها الجسم وهي توجد في الخضراوات الطازجة ومنتجات الألبان، ويحتاج الجسم منها كميات بسيطة.
وقد لوحظ أن زيادة أنواع معينة منها تؤدي إلى اختلال في الجهاز العصبي للإنسان.
لذلك يجب علينا أن نحذر استعمال هذه الأدوية إلا في حالات معينة. فمثلا عندما يعاني الإنسان من حركة حمية، أو عند استعمال مضادات حيوية، أو أثناء الحمل أو عدم انقطاعه عن تناول الطعام، يضطر الطبيب المعالج لصرف فيتامينات لتعويض الجسم ما يحتاجه.
ثالثا: الأسبرين والنوفالجين ومشتقاته:
كثير من الناس يتناولون هذه الأدوية باستمرار وبدون أي مبرر إلا من باب التعود ويجب أن نلاحظ أن استعمال هذه الأدوية لفترات طويلة و بكميات كـبيرة، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة فمثلا: ثبت أن مادة النوفالجين ومشتقاته قد تؤدي إلى حدوث نقص في كرات الدم البيضاء وهي التي تختص بمناعة الجسم ضد الأمراض، وكلنا نعلم أنه قد منع تداوله حقن النوفالجين بالوريد، أما بالنسبة للأقراص أو النقط، فنرجو استعمالها بحرص ولفترة قصيرة وتحت إشراف طبي.
كذلك الأسبرين إذا أكـثر استعماله بدون داع، وخصوصا عندما تكون المعدة خالية من الطعام قد يؤدي إلى حدوث قرحة في المعدة، وقد يسبب نزيفا حادا، وخصوصا في المرضى كبار السن بالإضافة إلى أن هناك احتمال حدوث حساسية من استعمال هذه الأدوية بدون الإشراف الطبي.
لعلي بهذه النبذة قد أفدت القارئ، وعليه أن يتجنب استعمال أي دواء مهما كان بسيطـا بدون استشارة طبية وأن يراعي استعماله للمدة المقررة وبالكمية المحددة، تجنبا لأي مضاعفات - وإلى مقال آخر والله يوفقنا وإياكم- والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته...
المصدر : مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الرابط (http://www.iu.edu.sa/magazine/46/32.htm)
لتحميل الملف في المرفقات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا أشرف المرسلين، وبعد:
فإنه يهمني كثيرا أن أكتب هذا المقال لمجلة الجامعة الإسلامية عن حدث شائع، وهو الإفراط في استعمال الدواء استعمالا سيئا، وخطورة ذلك أنني لاحظت أثناء عملي بمستوصف الجامعة أن كثيرا من المرضى يطلبون أدوية معينة بالذات دون أن يفهموا مدى خطورة سوء استعمالها.
ويجب علينا أن ننتبه إلى أن سوء استعمال الأدوية أو الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى مضار شديدة، وأضرب أمثلة لذلك فيما يلي:
أولا: المضادات الحيويـة:
ونقصد بالمضادات الحـيوية الأدوية التي تقضي على الميكروبات وتعالج الالتهابات، وهذه الأدوية بالذات يجب أن تستعمل تحت إشراف طبي دقيق ولمدة يحددها الطبيب، كما أن طريقة استعمالها يجب أن يكون بواسطة الطبيب أيضا.
وأول المضادات الحيوية التي اكتشفت هي مركبات السلفا، ثم اكـتشف البنسلين في الأربعينيات.
وكان ذلك حدثا كـبيرا في تاريخ الطب، إذ كان تأثيره قاضيا على كثير من الميكروبات حتى إن رئيس وزراء بريطانيا لما أصيب بالتهاب رئوي حاد - وكان من الأمراض المميتة في ذلك الوقت - عولج بحقن البنسلين وتم شفاؤه.
ثم توالت اكتشافـات المضادات الحـيوية مثل الستربتوميسين والتتراسيكلين والكلورامفنكول.
هذه الأدوية إذا استعملت بكمية أقل من المطـلوب تؤدي إلى حدوث مناعة الميكروبات المسببة للمرض وبالتالي لا يتم شفاء المريض، وبالعكس إذا استعملت بكمية أزيد من المطلوب في أنها تؤدي إلى إنبات أنواع جديدة من الميكروبات وبالتالي تؤدي إلى حـدوث مضاعفات، وقد تكون سببا في وفاة المريض.
كذلك من أهم المضاعفات التي قد تحدث من استعمال المضادات الحيوية الحساسية للدواء المستعمل، وكثير منا يعرف حساسية البنسلين التي قد تؤدي إلى الوفاة في الحـال، ولذلك في حـالات المرضى الذين يعانون من حساسية أو أمراض لها علاقة بالحساسية مثل الربو الشعبي ننصح دائما بعمل اختبار حساسية للمادة المستعملة.
كما أنه لوحظ أن كثيرا من هذه المضادات الحـيوية قد تؤدي إلى تغيرات في الأمعاء الدقيقة ومحتوياتها، وتؤدي إلى حالات إسهال شديدة وفقدان كمية كـبيرة من السوائل في الجسم، وهناك أنواع من المضادات الحيوية مثل الكلورامفنكول يؤدي إلى نقص في كريات الدم وآثار أخرى ضارة على مكونات الدم وقد تؤدي إلى الوفاة.
كلمة أخيرة عن المضادات الحيوية وهي أنه ينبغي على السيدة الحامل أن لا تقدم على تعاطي أي مضاد حيوي إلا تحت إشراف طبي دقيق، ولضرورة فقط، وإلا تعرضت هي والجنين لأخطار كثيرة، فضلا عما قد يحدث من تشوهات في الجنين، كما أن مادة التتراسيكليين تؤثر على عظام الجنين ونموه وقد تحول لون الطفل إلى لون غير طبيعي (الطفل الرمادي).
ثانيا: الفيتامينات والأملاح.
يحتاج جسم الإنسان العادي إلى كمية بسيطة من الفيتامينات والأملاح والمعادن، وهذه يتحصل عليها الشخص بتناول الطعام العادي، وأي كمية تزيد على ذلك فالجسم يفرزها إلى الخارج مع البول، لذلك عندما يتناول الشخص السليم كمية زائدة من الفيتامينات، فإن الجسم لا يستفيد منها، بالإضافة إلى أن هناك أنواعا معينة من الفيتامينات تؤدي إلى أضرار جسيمة بالجسم فمثلا:
1- فتامين (أ) زيادته تؤدي إلى حدوث اضطـرابات بالأمعاء وتغيير في الأغشية المخاطية بالجسم.
و يوجد فـتامين (أ) في الخضراوات الطازجة، والجزر المحتوي على كمية كبيرة منه وخصوصا الأصفر كما يوجد بنسب متفاوتة في الألبان ومنتجاتهـا.
2- فتامين (د) زيادته تؤدي إلى زيادة في ترسيب الكالسيوم في كافة أنحـاء الجسم وخصوصا الكليتين وذلك قد يؤدي إلى فشل في الكليتين.
وهذا الفيتامين هام بالنسبة للأطفال صغار السن، ولازم لنمو العظام والأسنان، ولكن بجب استعماله بحرص وتحت إشراف طبي دقيق و يوجد هذا الفيتامين بكثرة في الألبان والزبد والزيوت.
وأما بالنسبة للأملاح والمعادن التي يحتاجها الجسم وهي توجد في الخضراوات الطازجة ومنتجات الألبان، ويحتاج الجسم منها كميات بسيطة.
وقد لوحظ أن زيادة أنواع معينة منها تؤدي إلى اختلال في الجهاز العصبي للإنسان.
لذلك يجب علينا أن نحذر استعمال هذه الأدوية إلا في حالات معينة. فمثلا عندما يعاني الإنسان من حركة حمية، أو عند استعمال مضادات حيوية، أو أثناء الحمل أو عدم انقطاعه عن تناول الطعام، يضطر الطبيب المعالج لصرف فيتامينات لتعويض الجسم ما يحتاجه.
ثالثا: الأسبرين والنوفالجين ومشتقاته:
كثير من الناس يتناولون هذه الأدوية باستمرار وبدون أي مبرر إلا من باب التعود ويجب أن نلاحظ أن استعمال هذه الأدوية لفترات طويلة و بكميات كـبيرة، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة فمثلا: ثبت أن مادة النوفالجين ومشتقاته قد تؤدي إلى حدوث نقص في كرات الدم البيضاء وهي التي تختص بمناعة الجسم ضد الأمراض، وكلنا نعلم أنه قد منع تداوله حقن النوفالجين بالوريد، أما بالنسبة للأقراص أو النقط، فنرجو استعمالها بحرص ولفترة قصيرة وتحت إشراف طبي.
كذلك الأسبرين إذا أكـثر استعماله بدون داع، وخصوصا عندما تكون المعدة خالية من الطعام قد يؤدي إلى حدوث قرحة في المعدة، وقد يسبب نزيفا حادا، وخصوصا في المرضى كبار السن بالإضافة إلى أن هناك احتمال حدوث حساسية من استعمال هذه الأدوية بدون الإشراف الطبي.
لعلي بهذه النبذة قد أفدت القارئ، وعليه أن يتجنب استعمال أي دواء مهما كان بسيطـا بدون استشارة طبية وأن يراعي استعماله للمدة المقررة وبالكمية المحددة، تجنبا لأي مضاعفات - وإلى مقال آخر والله يوفقنا وإياكم- والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته...
المصدر : مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الرابط (http://www.iu.edu.sa/magazine/46/32.htm)
لتحميل الملف في المرفقات