azzed63
2014-11-27, 12:55
اليكم كلمة من القلب لاحد ابطال تنسيقية الايلين للزوال كان عمودها الفقرى غادر المذلة الى المدرسة الحرة
كلمة من القلب.
قالت لي أستاذة صاحبة جلالة يكنُّ لها الجميع كل التقدير والاحترام وهي في نهاية مشوارها التدريسي " نحن الأساتذة لا يعذبنا الله تعالى يوم القياية " فتعجبت لمقولتها هذه وأنا في بداية مشواري كمُربٍ للأجيال ،إذ دخلت ميدان التّعليم بكل عزيمة وإرادة في السير على نهج شيخنا العلامة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله - في رسالته النبيلة إلى الجيل الصاعد " يا نشء أنت رجاؤنا و بك الصباح قد اقترب ... خذ للحياة سلاحها وخض الخطوب ولا تهب " وبعد ثلاثة عقود خلت والأيام تتداول بيننا،أنظر إلى نفسي، وأتفكر أين كنت وكيف أصبحت ، أتعجب كيف أنّي لم أتخيل أن يكون هذا مساري وأن تكون حياتي هكذا، فأنا لم أفكر بتاتاً أن أسير في النهاية على نهج المرحوم عبد الحميد مهري الذي قال مقولته الشهيرة بعدما تآمر الخانعون والخاضعون عنه وعن حزبه العتيد " نحن في زمن الرداءة وللرداءة أهلها " فترك حزبه وأنا تركت مهنة التدريس بالمدرسة العمومية لأتحرر من ظلم الظالمين و خيانة الخائنين و خذلان الخاذلين.
فالتّحرر الأوّل من سياسة الازدراء المنتهجة من طرف الوصاية الناكرة للتضحيات التي قام بها المُدرِّس خلال السنوات الماضية والعشرية السوداء التي مرّ بها ليست ببعيد، حيث تعطلت الشركات والمصانع و الإدارات و .. و .. وبقيت المدرسة شامخة أمام الإرهاب الأعمى وهذا بفضل الله تعالى ثم بفضل المُدرِّسين المُخلصين الذين صنّفتهم الوزارة الوصية بتزكية نقابية " في طريق الزوال " وبأقلّ أجر عربيا ،متناسية أنّ هذا المُدرِّس أخذ في صباه عام الستينات و بداية السبعينات لقاحا مشبّعا بحبّ الله و حبّ الوطن و إنّ تمسكه بالتقاليد الأصيلة لآبائه وأجداده و تكوينه الأكاديمي والبيداغوجي السليمين على يد فحول قدامى الأساتذة في المعاهد التكنولوجية التي تنافس شهادتها شهادة ليسانس اليوم ،كلّ هذا مكّنه أن يفرض كلمته على طالب اليوم الذي تربى على الفضائيات الغربية و على الأنترنت الإباحي وعلى التمرد وعلى الكذب وعلى الغش وعلى .. وعلى ..
والتّحرر الثاني من نقابات وضع كلّ قائد من قُوّادها نفسه وليًا شرعيا على المعلمين والأساتذة خدمة لسلكه ومن مشوارهم النضالي مع الوصاية في مساحة كانت الجدية بينهما هزيلة جدًّا تستحق علامة الصفر.. فما بقي لهم إلا تصريحات يعتبرها المتتبع للأحداث التربوية مجرد فضلات كلام غير صالحة للاستهلاك الفكري والعملي ونحن على مشارف عام 2015 .
أمّا التحرر الثالث من خذلان الزملاء المعلمين و الأساتذة بتخليـهم عن نصرة أنفسهم وانقيادهم وراء بيانات جوفاء لم يحصدوا من خلال نداءات الاعتصامات والإضرابات إلا ترقية سلك قياداتهم إلى مراتب أعلى وامتيازات عُليا دون قيد أو شرط ،وبقي المعلم والأستاذ يتراوح في مكانه بعد أن مرت عليه السنواتُ و السِنُونُ . من هنا تيقنت بوجوب تمثيل كل سلك سلكه مادامت النّيات غير صادقة والقلوب غير صافية و المصلحة الشخصية قائمة والمصلحة العامة غائبة .. فالأستاذ يمثله الأستاذ و المساعد التربوي يمثله المساعد التربوي و المقتصد يمثله المقتصد.. و.. و ..
وتبقى مهنة التربية والتّعليم من أجلّ و أشرف المهن التي مازلت أعشقها و أزوالها بكل صدق وإخلاص ولكن هذه المرة بعيدا عن الجاحدين والناكرين والعاقين لتضحيات المعلم والأستاذ الفكرية والمادية والصحية.
وأقول لهم لا تطمئنوا لحال حياتكم ففي هذه الدنيا مُتغيّر غير مُستقر، لا يطمئن لحالها إلا جاهل ،فالإنسان فيها متقلب بين فرح وحزن وبين غنى وفقر وبين صحة وسقم، فاستعدوا لما تُخبئه لكم من مفاجآت و ما أيامكم إلا أيام معدودات وإنّكم إلى زوال فمن دار القُلْعَة و البلاء إلى دار القرار والاستقرار.
وبعد مرور أعوام كان لقائي مع أستاذتي صاحبة الجلالة وقد بلغت من الكبر عتيّا قبلت رأسها بعد أنْ أدركت أنّ رسالة الأستاذ أرفع و أنبل من أصحاب المكانة العالية و الحُظوة السامية وقد خلت قلوبهم من الحب والسلامة والطهر و الأنابة.
وصدق الله العظيم إذ يقول " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم "
كلمة من القلب.
قالت لي أستاذة صاحبة جلالة يكنُّ لها الجميع كل التقدير والاحترام وهي في نهاية مشوارها التدريسي " نحن الأساتذة لا يعذبنا الله تعالى يوم القياية " فتعجبت لمقولتها هذه وأنا في بداية مشواري كمُربٍ للأجيال ،إذ دخلت ميدان التّعليم بكل عزيمة وإرادة في السير على نهج شيخنا العلامة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله - في رسالته النبيلة إلى الجيل الصاعد " يا نشء أنت رجاؤنا و بك الصباح قد اقترب ... خذ للحياة سلاحها وخض الخطوب ولا تهب " وبعد ثلاثة عقود خلت والأيام تتداول بيننا،أنظر إلى نفسي، وأتفكر أين كنت وكيف أصبحت ، أتعجب كيف أنّي لم أتخيل أن يكون هذا مساري وأن تكون حياتي هكذا، فأنا لم أفكر بتاتاً أن أسير في النهاية على نهج المرحوم عبد الحميد مهري الذي قال مقولته الشهيرة بعدما تآمر الخانعون والخاضعون عنه وعن حزبه العتيد " نحن في زمن الرداءة وللرداءة أهلها " فترك حزبه وأنا تركت مهنة التدريس بالمدرسة العمومية لأتحرر من ظلم الظالمين و خيانة الخائنين و خذلان الخاذلين.
فالتّحرر الأوّل من سياسة الازدراء المنتهجة من طرف الوصاية الناكرة للتضحيات التي قام بها المُدرِّس خلال السنوات الماضية والعشرية السوداء التي مرّ بها ليست ببعيد، حيث تعطلت الشركات والمصانع و الإدارات و .. و .. وبقيت المدرسة شامخة أمام الإرهاب الأعمى وهذا بفضل الله تعالى ثم بفضل المُدرِّسين المُخلصين الذين صنّفتهم الوزارة الوصية بتزكية نقابية " في طريق الزوال " وبأقلّ أجر عربيا ،متناسية أنّ هذا المُدرِّس أخذ في صباه عام الستينات و بداية السبعينات لقاحا مشبّعا بحبّ الله و حبّ الوطن و إنّ تمسكه بالتقاليد الأصيلة لآبائه وأجداده و تكوينه الأكاديمي والبيداغوجي السليمين على يد فحول قدامى الأساتذة في المعاهد التكنولوجية التي تنافس شهادتها شهادة ليسانس اليوم ،كلّ هذا مكّنه أن يفرض كلمته على طالب اليوم الذي تربى على الفضائيات الغربية و على الأنترنت الإباحي وعلى التمرد وعلى الكذب وعلى الغش وعلى .. وعلى ..
والتّحرر الثاني من نقابات وضع كلّ قائد من قُوّادها نفسه وليًا شرعيا على المعلمين والأساتذة خدمة لسلكه ومن مشوارهم النضالي مع الوصاية في مساحة كانت الجدية بينهما هزيلة جدًّا تستحق علامة الصفر.. فما بقي لهم إلا تصريحات يعتبرها المتتبع للأحداث التربوية مجرد فضلات كلام غير صالحة للاستهلاك الفكري والعملي ونحن على مشارف عام 2015 .
أمّا التحرر الثالث من خذلان الزملاء المعلمين و الأساتذة بتخليـهم عن نصرة أنفسهم وانقيادهم وراء بيانات جوفاء لم يحصدوا من خلال نداءات الاعتصامات والإضرابات إلا ترقية سلك قياداتهم إلى مراتب أعلى وامتيازات عُليا دون قيد أو شرط ،وبقي المعلم والأستاذ يتراوح في مكانه بعد أن مرت عليه السنواتُ و السِنُونُ . من هنا تيقنت بوجوب تمثيل كل سلك سلكه مادامت النّيات غير صادقة والقلوب غير صافية و المصلحة الشخصية قائمة والمصلحة العامة غائبة .. فالأستاذ يمثله الأستاذ و المساعد التربوي يمثله المساعد التربوي و المقتصد يمثله المقتصد.. و.. و ..
وتبقى مهنة التربية والتّعليم من أجلّ و أشرف المهن التي مازلت أعشقها و أزوالها بكل صدق وإخلاص ولكن هذه المرة بعيدا عن الجاحدين والناكرين والعاقين لتضحيات المعلم والأستاذ الفكرية والمادية والصحية.
وأقول لهم لا تطمئنوا لحال حياتكم ففي هذه الدنيا مُتغيّر غير مُستقر، لا يطمئن لحالها إلا جاهل ،فالإنسان فيها متقلب بين فرح وحزن وبين غنى وفقر وبين صحة وسقم، فاستعدوا لما تُخبئه لكم من مفاجآت و ما أيامكم إلا أيام معدودات وإنّكم إلى زوال فمن دار القُلْعَة و البلاء إلى دار القرار والاستقرار.
وبعد مرور أعوام كان لقائي مع أستاذتي صاحبة الجلالة وقد بلغت من الكبر عتيّا قبلت رأسها بعد أنْ أدركت أنّ رسالة الأستاذ أرفع و أنبل من أصحاب المكانة العالية و الحُظوة السامية وقد خلت قلوبهم من الحب والسلامة والطهر و الأنابة.
وصدق الله العظيم إذ يقول " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم "