مشاهدة النسخة كاملة : دور و أهمية دفتر المراسلة في المؤسسة التربوية الجزائرية
MARAKANA
2014-11-25, 19:33
لم أستطع نسخ البحث من الموقع التابع للوزارة و لكن تفضلوا الرابط :
http://www.oranetudiant.com/vb/thread286.html
aboamine
2014-12-05, 17:48
جزاك الله كل خير .
أبوعبد الحكيم
2014-12-09, 20:01
بسم الله الرحمن الرحيــــــم
مقدمة :
إن فكرة التواصل و التعاون بين المدرسة و الأسرة في التربية الناشئة و تعليمها لم تعد بحاجة الى التحسيس بأهميتها و ضرورتها من حيث تدعيم التحصيل المدرسي و الرفع من مردوديته و تطويره .
و إن تنظيم هذه العلاقة و تنشيطها بشكل يضمن التكامل في الأدوار قصد متابعة تمدرس التلاميذ و مسايرة مراحله و الاطلاع على نتائج تحصيلهم المدرسي و الملاحظات المسجلة حول مواظبتهم و انضباطهم في الوقت المناسب و بصفة مستمرة هو الموضوع الذي يجب أن يستقطب الجهد الفكري و التنظيمي لإدارة التربية بمساهمة الأولياء حتى تكون العملية التربوية و التعليمية مسؤولية مشتركة يشرف عليها كل طرف من موقعه و يمارسها بوسائله المناسبة بغرض تحفيز العوامل الاجابية و استثمارها و التدخل لاستكشاف السلبيات و الوقوف على أسبابها التربوية و دوافعها السلوكية و من ثم القيام بمعالجتها و التأثير على نتائجها بما يحقق الأهداف التربوية و التعليمية المنشودة .
1) بداية تعميم استعمال دفتر المراسلة :
استقر الأمر على ترسيم مبدأ العمل بدفتر المراسلة و تعميم استعماله في جميع المدارس الاكمالية و الثانوية اعتبارا من الموسم الدراسي 1994 / 1995 و ذلك باعتماد النموذج الموحد و المقنن بنص المذكرة التنظيمية رقم 161 الصادرة عام 1994 .
ان دفتر المراسلة عبارة عن وحدة تنظيمية متكاملة و شاملة و أداة عمل التلاميذ و وسيلة توجيه و تبليغ لإدارة التربية و هيئة التدريس و واسطة اتصال و تواصل مع الأولياء .
أو هو وثيقة مدرسية وظيفية جامعة لمختلف العمليات و الوقائع التي تمس العمل المدرسي للتلميذ و ناقلة للمعلومات و الملاحظات المتعلقة به بين الأسرة و المدرسة .
2) أهمية الدفتر :
ان الأهمية الأساسية لدفتر المراسلة هي الإعلام الذي يفضي إلى تحقيق التواصل و التعاون بين المدرسة و الأسرة ... و بشيء من التخصيص يمكن حصر وظائف هذا الدفتر في العناصر التالية :
- وسيلة تبليغ و توجيه من إدارة المؤسسة و هيئة التدريس فبواسطة صفحات الدفتر تسجل كل الوقائع و الأنشطة ذات الصلة بالفعل التربوي بما يتيح للأولياء الاطلاع عليها في حينها و بالتالي استغلال التوجهات و الملاحظات الواردة بشكل عملي .
و ما دامت المسؤولية المشتركة بين المدرسة و الأسرة فيما يتعلق بتعزيز القدرات الدراسية للتلميذ و تحسين مستوى تحصيلهم و استدراك النقائص المسجلة و علاج مناحي القصور خاصة فيما يتعلق بالمواظبة .. فان الدفتر يوفر في الجانب الإعلامي صيغ تدخل الأطراف المعينة في إطار المعالجة اللازمة للنواحي النفسية و التربوية و الاجتماعية .
- أداة جمع و تقريب بين أطراف الجماعة التربوية حول هدف رئيسي و هو التلميذ فالدفتر يستعمل وسيلة تنظيم اللقاءات بين إدارة المؤسسة و الأولياء و بين هيئة التدريس و الأولياء و بين التلاميذ و مستشاري التوجيه و غير ذلك من المبادرات .
فالمعلومات المقيدة في الدفتر تضمن الاتصال و التواصل بين كل الأطراف بصفة خاصة الأولياء على المشاركة الفعلية في الحياة المدرسية و أداء الدور التكميلي المنتظر منهم .
- ضمان متابعة شخصية و شاملة للمسار المدرسي للتلميذ و بصفة متواصلة في الزمان و المكان و بما يكفل التدخل النافع في الاتجاهين من المدرسة نحو الأسرة أو العكس قصد توفير الشروط الضرورية لتحسين ظروف تمدرس التلاميذ داخل المؤسسة التربوية و في البيت .
- إن وضع الدفتر بين أيدي التلاميذ و تحت مسؤوليتهم و بإشراف الأساتذة و إدارة المؤسسة و الأولياء و رعايتهم و متابعتهم تكتسي بعدا حيويا من حيث تنمية الشعور بالمؤسسة و تبليغها بكل أمانة لأولي أمرهم و بالتالي تدريبهم على التعامل مع المحيط المدرسي و الإداري بشكل منظم .
3) الدفتر وسيلة اتصال كتابية :
إن ترسيم استعمال هذا الدفتر ملأ – نظريا – حالة فراغ كانت شبه مزمنة فلم يكن قيام المؤسسة بتبليغ التلاميذ و أوليائهم النتائج بصفة دورية و منظمة أو إخبارهم بالجدول الزمني للاختبارات الدورية أو تبليغ الأولياء تأخرات أبنائهم و تغيباتهم أو تبليغ الانذار المكتوب الذي تحفظ نسخة منه في ملف التلميذ ... لم يكن هذا ليحقق المفهوم العملي و الصحيح للاتصال فقد كانت الصلة الفعلية شبه منقطعة و لعل أكثر حالات التبليغ – حتى و لو كانت مكتوبة – لم تكن لتصل الى المرسل اليه .
و إذا كانت أحكام المادة (95) من نظام الجماعات التربوية في القسم الخاص بالعلاقات بين الأولياء و المؤسسة بواجب اطلاع الأولياء قصد تمكينهم من أداء الدور المطلوب منهم خاصة على ما يلي :
- جدول التوقيت المقرر للتلميذ و التغيرات التي قد تدخل عليه .
- التغيبات و التأخرات و السلوكات التي تسجل عليهم .
- النتائج المدرسية التي يتحصلون عليها من خلال عمليات التقييم التي تجرى عليهم .
غير أن هذا الإلزام لم يبلغ حد بناء علاقات تواصل حقيقية و قد يفسر جزء من الضعف و الانحراف في مستوى و سلوك التلميذ بغياب بين قطبي العملية .
ان اللجوء الى دفتر المراسلة يفسر السعي الى تجاوز النقائص المسجلة و خاصة من حيث :
- استعمال التلميذ " المعنى الأول بالعملية " حلقة وصل و تبليغ .
- ضمان نوع من اتصال و ترابط المعلومات خلال موسم دراسي كامل .
- تمكين الأولياء من استعمال الدفتر وسيلة مراسلة من قبلهم سواء بإمضاء الولي أو بتقديم (جواب و تبرير) عن التغيب أو التأخر في الدفتر ذاته أو نقل الاستفسارات في الجزء الأخير من الدفتر الذي يستعمل من طرف الأولياء و الإدارة على حد سواء وسيلة اتصال متبادلة .
4) محتوى الدفتر الخاضع للتبليغ :
يتم بواسطة دفتر المراسلة التبليغ عما يلي :
- النظام الداخلي للمؤسسة (الخصوصية , النظامية , الداخلية المطبقة في المؤسسة ).
- برنامج النشاطات الثقافية و الرياضية و الترفيهية .
- جدول الاختبارات .
- أيام استقبال الادارة و المدرسين .
- المراقبة المستمرة .
- لائحة الكفاءات و العقوبات .
- توضيحات مصالح حفظ الصحة المدرسية .
- الغيابات (التاريخ , الجواب , و التبرير من قبل الولي ) .
- ملاحظات الإدارة و الأولياء .
- جدول استعمال الزمن .
5) عقبات تعترض استعمال الدفتر :
تتفاوت العقبات التي تعترض استعمال و سير هذا الدفتر و الأسباب التي تؤدي اليها من حيث مصادرها و الجهات المسؤولة عنها قد يكون لأطراف الجماعة التربوية مسؤولية مشتركة في التخلف أو التردد الذي يطبع استغلال دفتر المراسلة .
فالأساتذة الذين يغفلون أهمية هذا الدفتر كوسيلة تبليغ و متابعة موضوعية بين أيديهم و يعرضون لدواعي و مبررات واهية عن استغلاله و الإدارة التي تتقاعس عن واجبها في وضع الدفتر موضع التنفيذ و من ثم لا تبادر إلى توفير الشروط العملية لترسيمه بصفة نهائية في واقع المؤسسة و قد تتغاضى عن الإخلال المعتمد الذي تمارسه بعض الأطراف .
هذان الطرفان يقودان – بقصد أو بدونه – التلاميذ إلى الاستهانة بالدفتر و التعامل معه بوصفه وثيقة عادية لا جدوى منها , و يزداد الوضع سواء عندما يتعلق الأمر بأسرة أمية تجهل طبيعة هذا الدفتر و أهميته , أو بأسرة مقطوعة الصلة بالمؤسسة .
6) ترشيد استعمال دفتر المراسلة :
إن بلوغ مجموعة الأهداف و المقاصد المذكورة أنفا يستلزم إتباع المراحل العلمية و الخطوات التالية :
- القيام بشرح مضمون هذه المذكرة و تفسيرها للأطراف المعنية بها بالوقوف خاصة على الأهداف التربوية و التنظيمية و الإعلامية التي تسعى إلى تحقيقها .
- تقديم دفتر المراسلة على أساس أنه وثيقة مدرسية وظيفية جامعة لمختلف العمليات و الوقائع التي تمس العمل المدرسي للتلميذ و ناقلة للمعلومات و الملاحظات المتعلقة به بين المدرسة و الأسرة
- مراقبة إدارة المؤسسة على سهرها على حسن استغلال دفتر المراسلة و إجراء تقويم على العمليات المختلفة المثبتة فيه و القيام بضبط كيفياتها و تصحيحها كلما دعت الحاجة الى ذلك .
7) الخلاصة :
تفعيل دفتر المراسلة في ظل الإصلاح التربوي الجديد :
إن مقاصد الإصلاح التربوي الحالي شاملة و جذرية ... و يكون بين هذه المقاصد ضمان الوقوف على المردود الفعلي للتلميذ ... و معاينة تحصيله .. و التدخل في الوقت المناسب لإجراء التصحيحات اللازمة و علاج النقائص و التغلب على العوائق .
هذه العملية هي برمتها التزام جماعي تشترك فيه كل الأطراف المعنية بمتابعة مسار التلميذ ... و لا نجد في هذا السياق – إلى جنب الوسائل الإجرائية الأخرى – أفضل من دفتر المراسلة وسيلة إلى ذلك فالدفتر حامل للمعلومات التي يجب أن تصل الى مستغليها (الأولياء ,الإدارة ,الأساتذة ) في حينها ... انه مرآته الحقيقية و مادامت أنماط التدريس و التسيير قد تغيرت بإشراك مباشر للتلميذ ( تنشيط كفاءته الذاتية ) .. فلا شك أن وضع الدفتر بين يديه يمنحه كذلك إمكانية أخرى للتعبير عن قدراته و تقويمها باستمرار .
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir