abedalkader
2014-11-25, 16:15
السلام عليكم
من خطبة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
اذ يقول
أيها المؤمنون، اتّقوا الله تعالى واعلموا أنكم إخوة في دين الله، إخوة في الإيمان بالله وأن هذه الأخوّة أقوى من كل رابطة وصِلة، فيوم القيامة لا أنساب بين الخلق ولكنّ الأخلاء ﴿يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 67] .
أيها المؤمنون بالله ورسوله، نَمّوا هذه الأخوّة وقوّوا تلك الرابطة بأن تفعلوا الأسباب التي شرعها الله لكم ورسوله، اغرسوا في قلوبكم المودّة والمحبة بعضكم لبعض فإن أوثق عرى الإيمان الحبُ في الله والبغض في الله ومَن أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فقد نالَ ولاية الله؛ فإنما تُنال ولاية الله بذلك .
أيها المؤمنون، إن الأمة لن تكون أمة واحدة ولن يحصل لها قوة ولا عزّة حتى ترتبط بالروابط الدينية حتى تكون كما وصفها نبيها - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»(1) وقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»(2) .
أيها المؤمنون، لقد أرست الشريعة الإسلامية أسس تلك الروابط والأواصر فشرع الله ورسوله للأمة ما يؤلف بينها ويقوّي وحدتها ويحفظ كرامتها وعزّتها ويجلب المودّة والمحبة ويطرد البغضاء والفرقة .
لقد شرع الله للأمة أن يسلّم بعضهم على بعض عند الملاقاة؛ فالسلام يغرس المحبة ويُقوي الإيمان ويُدخل الجنة، المؤمنون إخوة في كل مكان وفي كل زمان، فإذا لقي أحدكم أخاه المسلم فلْيسلّم عليه ولْيكن أحرص منه على بدء السلام «فإن خير الناس مَن بدأهم بالسلام»(3)وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم «أنه كان يبدأ مَن لقيه بالسلام»(4) بل كان صلى الله عليه وسلم «يسلّم على الصبيان إذا مَرّ بهم»(5) وذلك من أجل أن يربّيهم التربية الإسلامية على محبة السلام وإفشائه وليرد عليه أخوه بجواب يسمعه فيقول: وعليك السلام، ولا يكفي أن يقول «أهلاً وسهلاً» أو «مرحبًا» أو كلمةً نحوها حتى يقول: وعليكم السلام أو عليك السلام، لو قال الإنسان لأخيه ردًّا على سلامه، لو قال: «أهلاً وسهلاً» ألف مرّة فإن ذمته لا تبرأ بذلك وهو آثم حتى يقول: عليك السلام .
فانتبهوا - أيها المؤمنون - لهذا فإن كثيرًا من الناس إذا رَدّ فإنما يقول: أهلاً وسهلاً أو مرحبًا بأبي فلان أو ما أشبه ذلك وهذا لا تبرأ به الذمة ولا يسقط به الإثم؛ لأن رَدّ السلام واجب، يقول الله عزَّ وجل: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، ومن المعلوم أن قول «أهلاً ومرحبًا» ليس مثل قول «السلام عليكم» ولا أحسن منه؛ لأن قول القائل: «السلامُ عليكم» أو «السلام عليك» دعاء لأخيه بالسلامة من كل ما يؤذيه ويضرّه، فهي كلمة خبرية ولكنّها بمعنى الدعاء .
أيها المسلمون، سمعتم قول الله عزَّ وجل: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، وهذا يشمل حسنها باعتبار الصيغة ويشمل حسنها باعتبار الأداء، ومن الناس مَن إذا سلّمت عليه بصوت مرتفع بيّن يسمعه سماعًا واضحًا لا يرد عليك إلا بصوت خافت ربما لا تسمعه، لا يرد عليك إلا بأنْفه وهذا يدل إما على الجهل التام و إما على الكبرياء والعياذ بالله، فإذا سلّم عليك أخوك بصوت بيّن واضح فردّ عليه بمثل صوته أو أبْين منه حتى تكون مؤدّيًا ما أوجب الله عليك .
من خطبة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
اذ يقول
أيها المؤمنون، اتّقوا الله تعالى واعلموا أنكم إخوة في دين الله، إخوة في الإيمان بالله وأن هذه الأخوّة أقوى من كل رابطة وصِلة، فيوم القيامة لا أنساب بين الخلق ولكنّ الأخلاء ﴿يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 67] .
أيها المؤمنون بالله ورسوله، نَمّوا هذه الأخوّة وقوّوا تلك الرابطة بأن تفعلوا الأسباب التي شرعها الله لكم ورسوله، اغرسوا في قلوبكم المودّة والمحبة بعضكم لبعض فإن أوثق عرى الإيمان الحبُ في الله والبغض في الله ومَن أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فقد نالَ ولاية الله؛ فإنما تُنال ولاية الله بذلك .
أيها المؤمنون، إن الأمة لن تكون أمة واحدة ولن يحصل لها قوة ولا عزّة حتى ترتبط بالروابط الدينية حتى تكون كما وصفها نبيها - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»(1) وقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»(2) .
أيها المؤمنون، لقد أرست الشريعة الإسلامية أسس تلك الروابط والأواصر فشرع الله ورسوله للأمة ما يؤلف بينها ويقوّي وحدتها ويحفظ كرامتها وعزّتها ويجلب المودّة والمحبة ويطرد البغضاء والفرقة .
لقد شرع الله للأمة أن يسلّم بعضهم على بعض عند الملاقاة؛ فالسلام يغرس المحبة ويُقوي الإيمان ويُدخل الجنة، المؤمنون إخوة في كل مكان وفي كل زمان، فإذا لقي أحدكم أخاه المسلم فلْيسلّم عليه ولْيكن أحرص منه على بدء السلام «فإن خير الناس مَن بدأهم بالسلام»(3)وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم «أنه كان يبدأ مَن لقيه بالسلام»(4) بل كان صلى الله عليه وسلم «يسلّم على الصبيان إذا مَرّ بهم»(5) وذلك من أجل أن يربّيهم التربية الإسلامية على محبة السلام وإفشائه وليرد عليه أخوه بجواب يسمعه فيقول: وعليك السلام، ولا يكفي أن يقول «أهلاً وسهلاً» أو «مرحبًا» أو كلمةً نحوها حتى يقول: وعليكم السلام أو عليك السلام، لو قال الإنسان لأخيه ردًّا على سلامه، لو قال: «أهلاً وسهلاً» ألف مرّة فإن ذمته لا تبرأ بذلك وهو آثم حتى يقول: عليك السلام .
فانتبهوا - أيها المؤمنون - لهذا فإن كثيرًا من الناس إذا رَدّ فإنما يقول: أهلاً وسهلاً أو مرحبًا بأبي فلان أو ما أشبه ذلك وهذا لا تبرأ به الذمة ولا يسقط به الإثم؛ لأن رَدّ السلام واجب، يقول الله عزَّ وجل: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، ومن المعلوم أن قول «أهلاً ومرحبًا» ليس مثل قول «السلام عليكم» ولا أحسن منه؛ لأن قول القائل: «السلامُ عليكم» أو «السلام عليك» دعاء لأخيه بالسلامة من كل ما يؤذيه ويضرّه، فهي كلمة خبرية ولكنّها بمعنى الدعاء .
أيها المسلمون، سمعتم قول الله عزَّ وجل: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، وهذا يشمل حسنها باعتبار الصيغة ويشمل حسنها باعتبار الأداء، ومن الناس مَن إذا سلّمت عليه بصوت مرتفع بيّن يسمعه سماعًا واضحًا لا يرد عليك إلا بصوت خافت ربما لا تسمعه، لا يرد عليك إلا بأنْفه وهذا يدل إما على الجهل التام و إما على الكبرياء والعياذ بالله، فإذا سلّم عليك أخوك بصوت بيّن واضح فردّ عليه بمثل صوته أو أبْين منه حتى تكون مؤدّيًا ما أوجب الله عليك .