المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يمثل " الإخوان المسلمين " في الجزائر ، الصراع على الزعامة والنفوذ والمكاسب ؟!!


الزمزوم
2014-11-18, 15:46
الصراع ، التشرذم ، القرار المصادر ، التبعية .


http://archive.libya-al-mostakbal.org/moqabalat2009/abujarrah_monasara.jpg







لقد استغلت زعامات التنظيم الإخواني في الجزائر التواصل الثقافي والتعليمي بين الجزائر ومصر وبخاصة البعثات العلمية ، فكان هناك تواصل بين الفكر الإخواني في الجزائر ونظيره في مصر والذي كان يمثله نحناح وكان لذلك الامر دور في نشوء حركة الإخوان في الجزائر هو الأخر .
اليوم تعتبر " حركة مجتمع السلم " الذراع السياسي الأبرز للإخوان في الجزائر ، فقد نشأت كحزب عام ١٩٩١ م ، بعدما انتقلت الحركة من مرحلة العمل السري الذي بدأته في السبعينيات ، راجعة في عملها و مرجعيتها إلى منهج جماعة الإخوان المسلمين العالمية تحت راية جمعية الإرشاد والإصلاح ، إلى مرحلة العمل العلني في منتصف السبعينيات ، باسم تنظيم جماعة الموحدين ، بقيادة نحناح ، وقد تحول اسمها بمقتضى دستور ١٩٩٦ م ، واستنادا للقانون الخاص بالأحزاب السياسية تغير اسم الحركة ليصبح حركة مجتمع السلم (حمس)، كما أنها أي الحركة غيبت أية إشارة لمرجعيتها الإسلامية في مشروع برنامجها السياسي الجديد ، الذي قدم بعد صدور القانون لتعوض بالثوابت الوطنية كمرجعية فكرية لها . وقد توالت الأحداث بالانشقاقات التي عمت في داخل صفوفها الأمامية لينفصل عنها عبد المجيد مناصرة كنائب لرئيس الحركة .
وقائد سيناريو الخروج على أبي جرة سلطاني زعيم " حمس " بعد أن اتهمه بالانحراف و بالخروج على نهج الشيخ المؤسس للإخوان في الجزائر نحناح ، وفي ظل هذا التشرذم فقد اختارت قيادة الإخوان في مصر عدم الحسم في موقفها من " حمس " ، التي ظلت تمثل جناح الإخوان في الجزائر رسميا منذ نشأتها ، وحركة الدعوة والتغيير ، ورغم إعلان المرشد العام للجماعة السابق محمد مهدي عاكف إعفاء " حمس " من تمثيل الإخوان لم تتوقف الاتصالات بين الجماعة الأم و هذا التنظيم ، لقد كان لانقسام التنظيم إلى حركتين الأثر البالغ في صراع دار بين قادتها ، الأمر الذي خلق تضاربا بين الإخوان على مستوى القاعدة ، سواء من قبل مكتب الإرشاد أو من قبل قادة التنظيم الدولي في أوروبا وأمام هذا الصراع الذي احتدم بين رئيس الحركة "أبو جرة سلطاني " ونائبه الوزير السابق عبد المجيد مناصرة ، الأمر الذي أدى إلى انفراط عقد تنظيم " حمس " وأمام هذا الصراع فقد أعلن مهدي عاكف رفع غطاء الإخوان عن ذلك الحزب الإسلامي في الجزائر ، قائلا في تصريحات صحفية إنه بعث برسالة إلى الطرفين يقول فيها : " إنكم الآن لا تمثلون حركة الإخوان المسلمين " ، وهو الموقف الذي كرره لأكثر من صحافي حيث قال المرشد العام : " لا يوجد إخوان مسلمين في الجزائر " ،

http://archive.libya-al-mostakbal.org/moqabalat2009/akif.jpg


وإنما حمس جماعة تربت فقط على فكر الإخوان ولكن ظلت الاتصالات قائمة ، خاصة في ظل الحرص الشديد الذي أبداه كل المتسابقين على الفوز بشرعية الإخوان المسلمين ونعني بذلك حركة مجتمع السلم بزعامة سلطاني وحركة الدعوة والتغيير المنشقة عنها بقيادة مناصرة ، هذه الشرعية التي تصبح في منظور أعضاء الحركتين لا معنى لها دون تزكية التنظيم الدولي لقيادة الإخوان المسلمين ، ما يجعل قادة الحركتين في قلق دائم من أمرهم توجسا من أن ينالها طرف دون الآخر ، وقد تحدثت التقارير عن لقاءات محمومة يجريها ممثلون من الجهتين بأطراف نافدة في التنظيم الدولي ، إلى جانب اتصالات مع مكتب الإرشاد ، خاصة بعدما أبدت شخصيات تاريخية في التنظيم رغبتها في الإسراع بمعالجة الملف وفي إطار التحركات التي تقوم بها الأطراف القيادية الفاعلة في "حمس" لكسب ودّ قيادة الإخوان العالمية التي لم توقف الزيارات التي يقوم بها الإخوان الجزائريون لعدد من مدن العالم ، أهمها : القاهرة ، و لندن ، وإستانبول ، حيث يراهنون على الدعم المعنوي لمرجعية الإخوان ، وكان آخرها الاجتماع الذي حضره رئيس "حمس" وعدد من قادتها على هامش فاعلية لنصرة القدس أقامها حزب " السعادة " التركي في إستانبول ، وحضرها إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان وعدد من قادة الحركة و النظر في ملفهم مع المرشد العام للجماعة بعد أن جدد الإخوان ممن حضروا مع منير أملهم في أن تتجاوز الحركة خلافاتها ، مؤكدين أنهم يقفون على الحياد ولا يدعمون طرفا على حساب آخر ، وقد أكد العديد من الخبراء على ضعف القيادة العالمية للإخوان المسلمين إزاء حسم الأزمات الكبيرة ، مستدلين بأزمة "حمس" ، و أرجع آخرون عدم الحسم الإخواني لأوضاع التنظيم في الجزائر إلى خلافات بين الإخوان انفسهم تدور رحاها على جبهتي مكتب الإرشاد والتنظيم الدولي ، وهي خلافات نتيجة رواسب " حمس" نفسها ، وقد قام إبراهيم منير وهو أحد أقطاب التنظيم الدولي في لندن بقرار تجميد انتخابات حمس بعد فوز " أبو جرة سلطاني " برئاسة الحركة في المؤتمر الأخير في أفريل 2008 ، وذلك بالتنسيق مع المشرف العام على الاتصال الخارجي آنذاك الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح دون الرجوع إلى المرشد ، وهو القرار الذي اتهم على خلفيته منير بالانحياز لجبهة " مناصرة " الذي كان يرافقه في زيارة إلى باكستان ، حيث اتخذه بناء على مذكرة أرسلها معارضو أبو جرة سلطاني تتضمن اتهامات بتهميش مؤسسات الحركة ، وتزوير كشوف الناخبين ، وتحريضه الطلاب والشباب على التظاهر ، والاستعانة بأرباب السوابق المالية ، وقد مثل القرار صدمة لسلطاني أرسل على إثرها يستوضح مكتب الإرشاد في القاهرة ، الذي لم يكن يعلم عنه شيئا ، فصدر القرار بإجماع أعضاء المكتب بإلغاء القرار واستمرار الأوضاع على ما هي عليه وقد عكس الملتقى السنوي الذي نظمته "حمس" لذكرى رحيل مؤسسها نحناح جانبا كبيرا من التسابق بين جناحي الحركة للظهور بمظهر صاحب ثقة الإخوان ، وللفوز بلقب " المراقب العام للإخوان المسلمين " في الجزائر ، ففي حفل منفصل لكل جناح ، سعى ممثلو كل طرف إلى حشد أكبر عدد ممكن من قادة وشخصيات الإخوان المسلمين في العالمين العربي والإسلامي وحرص المتصارعون على التقاط الصور وبدت الاحتفالية أشبه بمظاهرة يستجمع فيها كل طرف قواه وأنصاره ، فقد حضر ملتقى "حركة الدعوة والتغيير" التي يتزعمها عبد المجيد مناصرة ، كل من محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، وسعيد عرج القيادي في التجمع اليمني للإصلاح ، وحمدي المرسي من إخوان مصر ، إلى جانب مسئول العلاقات العربية في حزب الله حسن عز الدين وعضو جبهة العمل الإسلامي.
بينما حضر ملتقى "حمس" " لأبو جرة سلطاني" كل من القيادي زهير الجعيد وكمال الهلباوي ، إلى جانب الداعية المصري وجدي غنيم ، ونائب الأمين العام للتجمع الموريتاني محمد غلام بن الحاج ، وممثل "حماس" في اليمن جمال عيسى ومثنى الكردستاني القيادي بالاتحاد الإسلامي الكردستاني، الذي أكد في مقابلة مع صحيفة " البلاد " المحسوبة على حمس أن " كل الحركات الإسلامية القُطرية التي تربت في حضن التيار الإخواني تحترم المرجعية الفكرية والتربوية للحركة الإسلامية الأم في مصر ، وتحترم بنفس الدرجة رموزها الفكرية وقياداتها " ، نافيا وجود سلطة تنظيمية لمكتب الإرشاد على التنظيمات القُطرية ، بحيث تتلقى من خلالها هذه التنظيمات أوامره من الخارج وأمام إصرار كل طرف في الجزائر على مواقفه من الآخر ، إلى جانب حرصه على دعم الجماعة الأم في الخارج ، وفي ظل الانشقاق الأخير وما تبعه من تشرذم على مستوى القواعد الإخوانية و الأفراد واستحالة فرض حل تنظيمي أمام هذه الأوضاع يجد "الإخوان المسلمون " أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه .

الجزء الثاني .