تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نصيحــــــــة إلى مغــــــرور - الشيخ فركوس حفظه الله -


اسماعيل 03
2014-11-18, 14:56
قال الشيخ حفظه الله:
"فإنَّ الواجب على المسلم أن لا يظهر في غيرِ مظهرِه، ولا خلافَ ما يُبطِن، ولا خلافَ حاله، ولا يحكم على نفسه بعُلُوِّ مرتبته وسُموِّها، ولا يتكلَّف ما ليس له، فإنَّ هذا الخُلُقَ من صدق الحال، وقد قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «الْمُتَشَبِّعْ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»(1)، وقد جاء من أقوالهم:
وَمَن يَدَّعِي بِمَا لَيْسَ فِيهِ *** فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الامْتِحَانِ
لذلك لا يجوز أن يَدَّعي العلمَ فيما لا يَعلم، والإتقانَ فيما لا يُتقِن، ولا أن يتصدَّر قبل التأهُّل، فإنَّ ذلك آفةُ العلم والعمل، لذلك جاء في أقوالهم: «من تصدَّر قبل أوانه؛ فقد تصدَّى لهوانه»، وقد جاء –أيضًا- عن بعض الأندلسيِّين قولهم:
نَعُـوذُ بِاللهِ مِنْ أُنَاسٍ *** تَشَيَّخُوا قَبْلَ أَنْ يَشِيخُوا...."
إلى أن قال:
"...ثمَّ ينبغي –أيضًا- توقيرُ العلماء، وأنَّ توقيرَهم وتقديرَهم واحترامَهم من السُّنَّة، وأنَّهم بَشَرٌ يخطئون، لكنَّ الواجب على المؤمن أن يظنَّ بأهل الإيمان والدِّين والصلاحِ الخيرَ، وعلى الطالب أن يترك الاعتراض على أهل العلم والأمانة والعدل، ويتَّهم رأيه عندهم، ولا يسعى بالاعتراض والمبادرة إليهم في موضع الاحتمال والاجتهاد قبل التوثُّق، ودون تثبُّتٍ وتبيُّنٍ؛ ذلك لأنَّ اتِّهامهم به غيرُ صحيحٍ، وإن ورد من غير عالِمٍ فهو لا يعرف خطأ نفسه، فأنَّى له أن يحكم عليه بالخطإ، فضلاً عن انتقاصهم، والاستدراكِ عليهم، بل الواجب أن يضع الطالبُ أو المسلم ثقتَه في أهلِ العلم، ويصونَ لسانه عن تجريحهم أو ذمِّهم، فإنَّ ذلك يُفقدهم الهَيبةَ، ويجعلهم محلَّ تُهمَةٍ، كما عليه أن يتحلَّى برعاية حُرمتهم، وتركِ التطاولِ والمماراة والمداخلات، وخاصَّة مع ملإٍ من الناس، فإنَّ ذلك يوجب العُجْبَ، ويورث الغرورَ..نعم، إن وقع خطأٌ منهم أو وَهْمٌ، نَبَّهَ عليه من غيرِ انتقاصٍ منهم، ولا يثير البلبلةَ والهرج عليهم، ويفرحُ بالحطِّ فيهم، وما يفعل ذلك إلاَّ متعالِمٌ، «يريد أن يكحِّل عَيْنَه فيعميها»! أو «يريد أن يُطِبَّ زكامًا فيحدث جذامًا»!"
وقال أيضا:
"وعلى المسلم أن يتعامل مع الناس بالحُسْنَى، ويعترف بحقوقهم، ويكفَّ الأذى عنهم بعدم ارتكاب ما يضرُّهم، أو فعل ما يؤذيهم خاصَّةً إذا كانوا أكبر منه سِنًّا وعِلمًا وشرفًا، أو كانوا سببًا في توجيهه، أو لحقه منهم شيءٌ من فضلهم، فلهم الفضل عليه فهم بمثابة والديه، والواجب نحوهما البرّ وإيصال الخير لهما، وكفُّ الأذى عنهما، والدعاء، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، فإنَّ ذلك كلّه من الإحسان، والإحسان -كما لا يخفى- جزءٌ من عقيدة المسلم، وشَقْصٌ كبيرٌ من إسلامه، ذلك لأنَّ مبنى الدِّين على ثلاثة أصول، وهي الإيمان، والإسلام، والإحسان، كما جاء في حديث جبريل عليه السلام المتَّفق عليه، حيث قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فيه عقب انصراف جبريل عليه السلام، قال: «هَذَا جِبْرِيلُ، أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ»(5)، فجعل الإحسانَ من الدِّين، أمَّا العبارات التي يأتي بها غالبًا هؤلاء الطلبة في غاية القبح، من السبِّ، والفزاعة، والفحش، وغيرها من الكلمات، واللَّمز، والطعن، ومختلف آفات اللِّسان؛ فليست من الإحسان في شيء، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾[البقرة: 83]، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾[النحل: 90]، وأهل الصلاح والدِّين يتحاشون مثل هذه الكلمات، وقد قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلاَ اللَّعَّانِ، وَلاَ الفَاحِشِ، وَلاَ البَذِيءِ»(6)، بل إنَّ الإسلام نوَّه بالخُلُق الحسن، ودعا إلى تربيته في المسلمين، وتنميته في نفوسهم، وأثنى الله سبحانه وتعالى على نبيِّه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بحسن الخلق، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، وأمره بمحاسن الأخلاق، فقال: ﴿اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصّلت: 34]، ورسالة الإسلام كُلُّها حُصِرت في هذا المضمون من التزكية والتطهير، فقد قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في الحديث: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُِتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ»(7)، ومنه نعلم أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قد أتمَّ هذه التزكية منهجًا وعملاً؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى أتمَّ دينَه ونعمتَه على رسوله وعلى المؤمنين، فالتزكية التي هي غاية الرسالات وثَمرتُها تُعَدُّ من أصول الدعوة السلفية، وإحدى أركانها الأساسية.
والذي يمكن أن أنصحه –أخيرًا- هو أنَّ الإسلام ليس عقيدةً وعبادةً فَحَسْب، بل هو أخلاقٌ ومُعامَلة، فالأخلاقُ المذمومة في الإسلام جريمةٌ مَمقوتةٌ، والممقوتُ لا يكون خُلقًا للمسلم، ولا وصفًا له بحالٍ من الأحوال؛ ذلك لأنَّ الطهارةَ الباطنية مكتسبةٌ من الإيمان والعمل الصالح، وهي لا تتجانس مع الصفات الممقوتةِ، ولا تتفاعل مع الأخلاق الذميمة، التي هي شرٌّ محضٌ، لا خيرَ فيها، فعلينا أن نجتنب الشرَّ، ونقترب من الخير، وعلينا أن نتحلَّى بالصلاح والتقوى، فهو مقياس التفاضل، وميزانُ الرجال.
اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من كلِّ خُلُقٍ لا يُرضي، وكلِّ عمل لا يَنفع، واللهُ من وراء القصد، وهو يهدي السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
- موقع الشيخ حفظه الله -

اسماعيل 03
2014-11-29, 20:15
للرفع...............

مـلكـة آلآحـسـآسـ
2015-01-05, 16:44
حَفظــه الله
بارك الله فيكَ أخي الكريـــم

NEWFEL..
2015-01-05, 17:17
http://i45.tinypic.com/293il3n.gif

اسماعيل 03
2015-01-05, 20:51
بارك الله فيكما وجزاكما خيرا ورزقني وإياكما العلم والفهم

نهى اسطاوالي
2015-01-06, 14:34
بارك الله فيكم وجزيتم خيرا

اسماعيل 03
2015-01-06, 15:22
وفيكم بارك الله وحفظ الشيخ ونفع به

ابو اكرام فتحون
2015-12-26, 13:48
حفظ الله الشيخ فركوس
و جزاك الله خيرا اخي وبارك فيك
واحسن اليك

الربيع ب
2015-12-26, 16:43
بارك الله فيك وجزاك عنا خيرا يا إسماعيل على حسن اختيارك

حفظ الله الشيخ ونفع به الأمة والمسلمين
كلمة نيرة حقا ، ونصيحة قيمة صدقا
لا يسع طالب العلم والساعي إلى الخير إلا التزامها ومثيلاتها من أهل العلم كونهم المبلغون عن الله ورسله
وهم أفهم الناس - والناس طرفان - لا يسع الطرف الثاني إلا الرجوع إلى الطرف الأول وقوفا عند أمر الله تعالى
" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
وهم في كلتا حالتيهم في خير وعلى خير بشهادة الحبيب صلى الله عليه وسلم
إذا اجتهدوا فأصابوا لهم الأجران ، وإذا اجتهدوا فأخطأوا لهم الأجر
فما للخائض فيهم ، والمنتقص قدرهم إلا أن يجني على نفسه فيقع فيهم أو يستدرك عليهم ويتقول ويقول
وهو لم يبلغ من الأمر بدايته ... ! حتى يناطح الجبال

نسأل الله السلامة
اللهم إنك تعلم سرائرنا وعلانيتنا فلا تكلنا إلى أنفسنا والهوى فنضيع ، ولا إلى الشيطان فنهلك .

sam2016
2015-12-26, 16:47
بارك الله فيك

ريـاض
2015-12-26, 17:19
بارك الله في صاحب الموضوع وفي من رفعه
وحفظ الله شيخنا فركوس

اسماعيل 03
2015-12-27, 15:58
حفظ الله إخوتي ورعاهم وبارك فيهم ونفعنا و إياهم
ابو اكرام فتحون
الربيع ب
sam2016
ريـاض

اسماعيل 03
2016-10-07, 14:24
للرفع ......

عزيز سلاطنية
2016-10-08, 22:49
جزاك الله خيرا

CndMxt
2016-10-09, 13:24
بارك الله فيكم

اسماعيل 03
2017-03-14, 20:03
احسن الله إاليكما وبارك فيكما

العضوالجزائري
2017-03-14, 21:40
شكرا على الموضوع

ربما أكثر طلاب العلم يقع في شيئ من هذا. و لكن من تاب من الغرور و التعالم و الكلام في ما لا يتقن فهو المفلح مع ضرورة مراقبة النفس و مراجعة ما يلفظه.
و أما من يظن أنه محسن و أصيب بالعجب بنفسه فإنه في سبيل هلاك. وكم ممن كان محسوبا على أهل السنة التابعين لطريق السلف ثم مسخته الحزبية أو التمييع أو الغلو.
و الله وحده المسؤول أن لا يكلنا لأنفسنا طرفة عين.

اسماعيل 03
2017-03-29, 08:39
شكرا على الموضوع

ربما أكثر طلاب العلم يقع في شيئ من هذا. و لكن من تاب من الغرور و التعالم و الكلام في ما لا يتقن فهو المفلح مع ضرورة مراقبة النفس و مراجعة ما يلفظه.
و أما من يظن أنه محسن و أصيب بالعجب بنفسه فإنه في سبيل هلاك. وكم ممن كان محسوبا على أهل السنة التابعين لطريق السلف ثم مسخته الحزبية أو التمييع أو الغلو.
و الله وحده المسؤول أن لا يكلنا لأنفسنا طرفة عين.

أحسن الله إليك أخي وبارك فيك ونعوذ بالله من الغرور ومن التعالم

** أبو أسيد **
2017-03-29, 09:10
جزاكم الله خيرا و أثابكم و حفظ الله الشيخ .....

adjfay
2017-03-29, 16:05
حَفظــه الله
بارك الله فيكَ أخي الكريـــم

اسماعيل 03
2017-03-29, 17:31
احسن الله إاليكما وبارك فيكما