الياس محمد
2014-11-09, 23:31
فلا يُغتر هنا باسم السلفية الذي ألصق بهذه الفرقة ، فهم ما نسبوا أنفسهم إلى السلفية إلا زيادة في التمويه ، و خداع لمن لا يعرف حقيقتهم ، لما لهذا المسمى من الإجلال والتقدير في النفوس ؛
فالسلفية سلعة براقة ، ولهذا أصبحت في هذا الزمان مطية للحزبيين و التكفيريين وغيرهم
عرفت بــ " السلفية الجهادية " .
وذلك لاحتراف أصحاب هذه الفرقة العزف على وتر الجهاد والمتاجرة بمآسي المسلمين والواقع المرير الذي تعيشه الأمة الإسلامية من ذل وهوان
ناتج من بُعد كثير من أبنائها بالتمسك بأصول دين الإسلام ، والانغماس فيما حرم الله ، جعل لأصحاب هذه الفرقة الأرض الخصبة لزرع بذورهم الخبيثة بسهولة ويسر في عقائد بعض الشباب .
بيد أن أخبث ما يُدندن حوله قادة هذه الفرقة هو :استباحة أراض الحرمين الشريفين بحجة التخلص من آل سعود المرتديين !! .
وقد وضع شيوخ هذه الفرقة عدة كتابات تؤصل هذه الفكرة في عقول صبيانهم ومتبعيهم .
ولعل أشهرها ما كتبه المشبوه " أبو محمد المقدسي عصام برقاوي " في كتابه " الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية !! "، وكذلك عامة كتابات " أبو قتادة الفلسطيني " ـ ، وصاحبه " أبو بصير عبد المنعم حليمة " أغلبها تؤصل لهذه الفكرة .
ولو ضممت إليها ما سطره شيخهم الأكبر " الظوهري " من تكفير علماء هذا البلد ، وأنهم عُباد للطواغيت ، وكلامه في الشيخ " ابن باز " ـ رحمه الله ـ أشهر من أن يُذكر .
وهذا الذي يسعى إلى تنفيذه قادة هذه الفرقة ليس إلا سيراً على وصايا مؤسس أفكارهم ؛ فقد قال كبيرهم " سيد قطب " قديماً مجلياً لهم معالم الطريق الذي يجب السير عليه لتنفيذ مشروعهم مستفيداً من تأصيلات شيخه " المودودي ".
قال في ظلال القرآن ( 3 / 1451 الطبعة التاسعة الشرعية لدار الشروق1980 ) : (( وهذه المهمة ، مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام غير منحصرة في قطر دون قطر !! ، بل ما يريده الإسلام ويضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة ! ، هذه هي غايته العليا ومقصده الأسمى الذي يطمح إليه ببصره إلا أنه لا مندوحة للمسلمين أو أعضاء الحزب الإسلامي ! عن المشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها )) .
وقال في " ظلاله " ( سورة الأنفال ، الآية : 30 ــ 4: ( (( والإسلام ليس مجرد عقيدة . حتى يقنع بإبلاغ عقيدته للناس بوسيلة البيان . إنما هو منهج يتمثل في تجمع تنظيمي حركي يزحف لتحرير كل الناس . والتجمعات الأخرى لا تمكنه من تنظيم حياة رعاياها وفق منهجه هو . ومن ثم يتحتم على الإسلام أن يزيل هذه الأنظمة بوصفها معوقات للتحرر العام . . . .
ثم قال :
ولا بد لتحقيق هذا الهدف الضخم من أمرين أساسيين :
أولهما : دفع الأذى والفتنة عمن يعتنقون هذا الدين ،. . . وهذا لا يتم إلا بوجود عصبة مؤمنة ذات تجمع حركي تحت قيادة تؤمن بهذا الإعلان العام ، وتنفذه في عالم الواقع ,وتجاهد كل طاغوت يعتدي بالأذى والفتنة على معتنقي هذا الدين , أو يصد بالقوة وبوسائل الضغط والقهر والتوجيه من يريدون اعتناقه . .
وثانيهما : تحطيم كل قوة في الأرض تقوم على أساس عبودية البشر للبشر في صورة من الصور ـ ما يسمونه بعبادة الطواغيت يعني : الحكام ـ وذلك لضمان الهدف الأول ... " .
لكن السلفية الجهادية واجهتها مشكلة ، وهي : أنه تم إلصاق فكر التكفير والتفجير بفريضة الجهاد ، بسب أنه عزف على وتر الجهاد في هذا العصر طوائف من أهل البدع تبنوا إحياء فريضة الجهاد مع تبنيهم فكرة تكفير مجتمعات مسلمي هذا العصر ومن علامات تكفير هذه الفرق لمجتمعات المسلمين تسميتهم لأنفسهم " بجماعة المسلمين " كما كانت تطلق ( فرقة التكفير والهجرة ) على نفسها ، أو الجماعة الإسلامية ، وهذه سنة قديمة في أصحاب هذا الفكر ، فابن تومرت ـ مدعي المهدية ـ أسس دولته وكانت على أصول الخوارج التكفيريين وسماها " دولة الموحدين "! .
وتنظيم " الإخوان المسلمين " على هذا الأصل ، فهم يعتقدون أنهم جماعة المسلمين ، وليسوا جماعة من المسلمين !
قال " القرضاوي " وهو يتكلم عن اثر منهج سيد قطب التكفيري في نفوس شباب الإخوان : (( ... فقد أثار جدلاً طويلاً داخل الإخوان في السجون ، ومن آثاره بحث قضية : هل نحن جماعة المسلمين ؟ أم نحن جماعة من المسلمين ؟ ))
وحادثة تكفيرهم لكل من " محمد الغزالي " و " الشيخ سيد سابق " عندما تركوا الجماعة أكبر دليل على ذلك .
يقول محمد الغزالي : (( كنت أسير مع زميلي الأستاذ سيد سابق قريباً من شعبة المنيل ، فمر بنا اثنان من أولئك الشباب المفتونين ، أبيا إلا إسماعنا رأيهم فينا ، وهو أننا من أهل جهنم ))
وقال : (( ومن المضحك المبكي أن يخطب الجمعة في مسجد الروضة عقب فصلنا من المركز الهام من يؤكد أن الولاء للقيادة يكفر السيئات ! ، وأن الخروج عن الجماعة يمحق الفضائل ، وأن الذين نابذوا الجماعة عادوا إلى الجاهلية الأولى لأنهم خلعوا البيعة ... ))
قال " أبو قتادة الفلسطيني " مفتي الجهاديين في مجلة الأنصار في عددها (147)، الموافق لـ ( 2 /5 / 1996 )
تحت عنوان : ( كلمة العدد : هكذا ليكن الجهاد .. إحياء لسيرة السلف )
يقصد : بذلك قتل الآباء والأمهات على أساس ( الولاء والبراء ! )
قال : " لقد وصل أفراد الجماعة الإسلامية إلى درجة نحمد الله عليها بالبراءة من المرتدين وأعوانهم حتى لو كانوا آباءهم وأهليهم وما ذلك إلا بسبب فهمهم لعقيدة السلف الصالح والتشبه بسيرة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ، فإن بعض عمليات أفراد الجماعة في تطبيق حكم الله في المرتدين وأعوانه ما كان ضد آبائهم وإخوانهم ، ففي بوقرة – منطقة قريبة من عاصمة الجزائر – قام شاب من أفراد الجماعة بتطبيق حكم الله تعالى في والديه بعد ما رفضا حكم الله تعالى
وذلك بقبولهما بتزويج أخته إلى رجل مليشي !!! ( يقصد : شرطي )
فالحمد لله الذي أحيا فينا سيرة سلف الأمة الصالح
{ لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ المجادلة 22 ] !!
فهذه خيرات الجهاد ، وهذه هي آثار نعمة الله تعالى على عباده إن سلكوا سبيل الأوائل في إتباع الكتاب والسنة !!" . اهـ
و قد أفتى لغلاظ الأكباد في الجزائر أن يَذبحوا النساء وفلذات الأكباد، وذلك في العدد (90) من مجلة الأنصار ، في (ص 10)، بتاريخ (الخميس 29 شوال 1415 هـ)، الموافق لـ (30 مارس 1995 م) ، تحت عنوان : " فتوى خطيرة الشان حول جواز قتل الذرية و النسوان درءاً لخطر هتك الأعراض و قتل الإخوان !! "
و كان مما قال فيها في (ص 12):
" بهذا يتبيّن أن ما فعلته الجماعة الإسلامية المسلحة من تهديد ذرية ونساء المرتدّين بالقتل ؛ من أجل تخفيف وطأتهم على النساء والمساجين والإخوان، هو عمل شرعيّ لا شبهة فيه!!" .
وقد قتلوا عدد من الخطباء والوعاظ في الجزائر بحجة أنهم فتحوا باب الحوار مع الطواغيت ( يعني : الحكام ) ، ومن كان هذا حاله فجزاءه القتل ولا كرامة !!
ومن هؤلاء الذين قتلوهم الشيخ / محمد سعيد الوناس .
ولكن الغريب حقاً هي العلة التي اختلقها شيخهم ومفتيهم " أبي قتادة الفلسطيني " لتبرير قتلهم لهذا الشيخ ، فإنه قال بعد أن بَينّ أن عقيدة " محمد سعيد الوناس " و " عبد الرزاق رجَّام " _ شيخ أخر قتل معه _ كانت أشعرية ؛ قال : " نعم ! يجوز للأمير السني السلفي أن يقتل المبتدعة إذا حاولوا الوصول إلى القيادة وتغيير منهجها ؛ لأن حالهم حينئذ أشد من حالة الداعي إلى بدعته ، فالمبتدعة هنا دعاة وزيادة "!!!
( مجلة الأنصار ، العدد ( 132 ) ص / 10 ، بتاريخ 27 شعبان 1416 هـ )
بل أدخل شيخ الأزهر في جملة من ينبغي تصفيته نصرة للإسلام ، فقال في مجلة الأنصار، العدد (94)، في (ص 5) ، بتاريخ: (27 من ذي القعدة 1415 هـ) :
" نعم ! لو قُدِّر لرجل مسلم يحترم عقله أن يرى شيخ الأزهر وهو يتكلّم في إحدى محطّات التلفزيون لأيقن أنه لا نهض لأمتنا ، ولا خروج من مأزقها حتى ترفع شعار : اقتلوا آخر حاكم مرتد بأمعاء آخر قسِّيس خبيث " !! .
فضلاً عن تكفير كل شارك في الديمقراطية واستباحة دمه ، فقال :
" وأنا أعتقد بكفر من رفع راية الديمقراطية في حزب أو تنظيم في وضع مثل الجزائر ، فمن دعا إلى العودة إلى الديمقراطية وحلِّ الأزمة كما يسمّونها _ كذبا وزورا _ عن طريق العودة إلى البرلمان والتعددية الحزبية ، وبالتآلف و التحالف الوطني فهو يُقتل ردة بعد استتابته إن كان مقدورا عليه، وبدون استتابة إن كان غير مقدورا عليه (كذا) كما في الجزائر، وخاصة أن أمثال هؤلاء دورهم الرئيسي هو القضاء على الجهاد، وإعطاء فرصة للدولة الطاغوتية للاطمئنان وترتيب أوراقها للقضاء على الإسلام وأهله "!! ( مجلة الأنصار ، العدد ( 132 ) ص / 12 ) .
أما تكفيره لجميع حكام المسلمين و جنودهم فأشهر من أن يُذكر ، بل أنه فضل يهود عليهم فقال في مجلة الأنصار في العدد (119)، في (ص 10 )، بتاريخ (الخميس 24 جمادى الأولى 1412 هـ):
" من دولة الجزائر والمغرب وليبيا وفلسطين والأردن والسعودية ، فكان من ضمن ما قاله في معتقد جماعته أنها: " لا ترى فرقا بين زَروال الجزائري (أي : الرئيس) المرتد وحكمه ونظامه ، وبين الحسن الثاني المغربي المرتد، فكلاهما في الدين الله تعالى مرتد كافر ، وأن حكمهما في القتل والقتال سواء... و معمر القذافي المرتد جبارا متسلط!!".
وقال أيضا في مدح جماعته بأنها " لا ترى فرقا بين شرطة عرفات تحت راية وقيادة عرفات، وبين الجيش اليهودي وشرطة اليهود ، إلا شرطا واحداً، وهو أن عرفات وحكومته أشد كفراً ، فهم أشد حكما من اليهود ، لكن كلاهما له القتل والقتال... وأن الملك حسين مرتد في الأولى ، ومرتد في الثانية، وليس له إلا القتل والقتال ، هو وشرطته وجهاز مخابراته !!".
وقال أيضاً أنها لا ترى فرقا حكومة السعوديين (آل سعود) المرتدين...!!" ، وزاد دولة الكويت في العدد (134) في (ص 5)، بتاريخ:(12 رمضان 1416 هـ)،ثم في غيرها من أعداد أخرى كفر جميع الدول المسلمة !!".
القضية المحورية التي ينطلق منها القوم على مدار الزمان ، ومن خلالها يستقطبون شباب الأمة المسكين ! ، إلا وهي : وجوب تحكيم شرع الله ، والبراءة من موالاة الكفار والتشبه بهم .. وما كفروا أحداً من أهل القبلة إلا من هذا الباب .
يقول أيمن الظواهري في رسالة ( إعزاز راية الإسلام في تأكيد تلازم الحاكمية والتوحيد ص / 5 ) : (( بل إن معركة الحق والباطل الدائراة عبر الزمان ما دارت وﻻ تدورإﻻ حول هذاالركن الركين من عقيدةاﻹسﻼم ؛ ﳌـن حق اﳊكم والتشريع؟!
لله وحده سبحانه ؟ أم ﳌا عداه من اﻷنداد والـشركاء ؟
وكذلك فإن معركة الإسلام في هذا العصر ما اندلعت ولا احتدت ، ولا احتدمت ، إلا حول هذه القضية البالغة الخطورة ، ولا تواجه وتقاتل وتصارع أنصار الإسلام وأعداؤه إلا حول هذا الركن الركين من أركان التوحيد ! )). اهـ
وقال المقدسي في كتابه ( تبصير العقلاء ) ( ص / 17 ) : (( هذا التوحيد العظيم _ توحيد الحاكمية _ الذي ندندن حوله ، والذي هو قطب رحى دعوة الأنبياء والمرسلين وأصل الدين رغم أنف كل مكابر ! )) . اهـ
أكثر دندنة هذه الطائفة حول توحيد الحاكمية ! ، وأحياناً يتقون فيسمونه بـــ " التوحيد الخالص " زيادة في التلبيس والتدليس .
وقعد لهم سيد قطب في ( ظلال القرآن 3 / 135 ) : (( .. أن من أطاع بشراً في شريعة من عند نفسه ولو في جزئية صغيرة فإنما هو مشرك إن كان في الأصل مسلماً ثم فعلها فإنما خرج بها من الإسلام إلى الشرك أيضاً .. مهما بقي بعد ذلك يقول : أشهد أن لا إله إلا الله بلسانه . بينما هو يتلقى من غير الله ، ويطيع غير الله )) . اهـ
ولهذا هم يكفرون تلك المجتمعات التي تُحكم بالقوانين الوضعية ، لا أقصد الأنظمة بل المجتمعات بدءً من الحاكم حتى الرعية ، مخالفون بذلك حتى فكر فرقة أخرى ضالة على شاكلتهم وهي " الجماعة الإسلامية " ، وسيأتي التفريق بينهما بعدُ إن شاء الله .
يقول سيد فضل _ الملقب بعبد القادر عبد العزيز _ والذي قال فيه الظواهري في بيشاور : " عالم الجماعة وإمامها ومفتيها " .
قال في كتابه ( الجامع في طلب العلم الشرعي ص / 539 : 540 ) : " إن البلاد المحكومة بقوانين وضعية كبلاد اليوم لها أحكام خطيرة ، ومن هذه الأحكام :
1 ــ أن حكام هذه البلاد كفار كفراً أكبر خارجون من ملة الإسلام .
2 ـ أن قضاة هذه البلاد كفار كفراً أكبر خارجون من ملة الإسلام .
3 ـ أن أعضاء الهيئات التشريعية في هذه البلاد كالبرلمان ومجلس الأمة كفار كفراً أكبر .
4 ـ أن الذين ينتخبون أعضاء هذه البرلمانات كفار كفراً أكبر ؛ لأنهم بانتخابهم اتخذوهم أرباباً مشرعين من دون الله ، ويكفر كل من دعا إلى هذه الانتخابات ، وشجع الناس عليها .
5 ـ أن الجنود المدافعين عن هذه الأوضاع الكافرة ـ كفار كفراً أكبر ؛ لأنهم يقاتلون في سبيل الطاغوت ، ويدخل في هذا الحكم كل من يدافع عن هذه الأنظمة المصرية بالقتال ، كالجنود( 1 ) ، أو بالقول كبعض الصحفيين ، والإعلاميين ، والمشايخ ، وأنه لا طاعة لحكام هذه الدول على مسلم . اهـ ( بواسطة النصيحة السرية لأنصار الشريعة ص / 24 : 25 )
وقال أبو محمد المقدسي في ( تبصير العقلاء ص / 124 ) : (( ولذلك فنحن لا نخجل من إطلاق حكم الكفر والردة على الحكام ، بل نعلنه ولا نكتمه ، ونفخر به ، وندعو إليه في كتاباتنا ، ودروسنا ، ومحاضراتنا ، ونصرخ به في كل نادِ ووادِ ، ونحمد الله أن هدانا وبصرنا به ، فهو ديننا الذي ندين به ! )) . اهـ
وقال الظواهري في كتابه ( فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم ) ( ص / 68 ) : (( لقد بدأ الصراع وهو مستمر في تصاعده ، ولن يتوقف قبل تحرير القدس ، ومكة ! ، والمدينة ! ، والقاهرة ، وجروزمي ، إن شاء الله )) . اهـ
فهذا هو معتقد القوم .. يتنفسون تكفير ! ، حتى أنه لم يبقي على مذهبهم مسلم على وجه الأرض ! ، وأن بلاد الإسلام جميعاً محتلة يجب تحريرها !!
ومن نظر إلى ما أسسه لهم سيد قطب في ظلاله ، زال عنه العجب ، وفهم طبيعة هذه العقلية ، فقد قال في ( 4 / 2122 ) : (( إنَّه ليس على وجه الأرض اليوم دولةٌ مسلمة ! ، ولا مجتمعٌ مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي !! )) . اهـ
وقال ( 3 / 1634 ) : (( إنَّ المسلمين الآن لا يجاهدون ؛ ذلك أنَّ المسلمين اليوم لا يوجدون ! ؛ إنَّ قضية وجود الإسلام ، ووجود المسلمين هي التي تحتـاج إلى علاج ! " . اهـ
فالسلفية سلعة براقة ، ولهذا أصبحت في هذا الزمان مطية للحزبيين و التكفيريين وغيرهم
عرفت بــ " السلفية الجهادية " .
وذلك لاحتراف أصحاب هذه الفرقة العزف على وتر الجهاد والمتاجرة بمآسي المسلمين والواقع المرير الذي تعيشه الأمة الإسلامية من ذل وهوان
ناتج من بُعد كثير من أبنائها بالتمسك بأصول دين الإسلام ، والانغماس فيما حرم الله ، جعل لأصحاب هذه الفرقة الأرض الخصبة لزرع بذورهم الخبيثة بسهولة ويسر في عقائد بعض الشباب .
بيد أن أخبث ما يُدندن حوله قادة هذه الفرقة هو :استباحة أراض الحرمين الشريفين بحجة التخلص من آل سعود المرتديين !! .
وقد وضع شيوخ هذه الفرقة عدة كتابات تؤصل هذه الفكرة في عقول صبيانهم ومتبعيهم .
ولعل أشهرها ما كتبه المشبوه " أبو محمد المقدسي عصام برقاوي " في كتابه " الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية !! "، وكذلك عامة كتابات " أبو قتادة الفلسطيني " ـ ، وصاحبه " أبو بصير عبد المنعم حليمة " أغلبها تؤصل لهذه الفكرة .
ولو ضممت إليها ما سطره شيخهم الأكبر " الظوهري " من تكفير علماء هذا البلد ، وأنهم عُباد للطواغيت ، وكلامه في الشيخ " ابن باز " ـ رحمه الله ـ أشهر من أن يُذكر .
وهذا الذي يسعى إلى تنفيذه قادة هذه الفرقة ليس إلا سيراً على وصايا مؤسس أفكارهم ؛ فقد قال كبيرهم " سيد قطب " قديماً مجلياً لهم معالم الطريق الذي يجب السير عليه لتنفيذ مشروعهم مستفيداً من تأصيلات شيخه " المودودي ".
قال في ظلال القرآن ( 3 / 1451 الطبعة التاسعة الشرعية لدار الشروق1980 ) : (( وهذه المهمة ، مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام غير منحصرة في قطر دون قطر !! ، بل ما يريده الإسلام ويضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة ! ، هذه هي غايته العليا ومقصده الأسمى الذي يطمح إليه ببصره إلا أنه لا مندوحة للمسلمين أو أعضاء الحزب الإسلامي ! عن المشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها )) .
وقال في " ظلاله " ( سورة الأنفال ، الآية : 30 ــ 4: ( (( والإسلام ليس مجرد عقيدة . حتى يقنع بإبلاغ عقيدته للناس بوسيلة البيان . إنما هو منهج يتمثل في تجمع تنظيمي حركي يزحف لتحرير كل الناس . والتجمعات الأخرى لا تمكنه من تنظيم حياة رعاياها وفق منهجه هو . ومن ثم يتحتم على الإسلام أن يزيل هذه الأنظمة بوصفها معوقات للتحرر العام . . . .
ثم قال :
ولا بد لتحقيق هذا الهدف الضخم من أمرين أساسيين :
أولهما : دفع الأذى والفتنة عمن يعتنقون هذا الدين ،. . . وهذا لا يتم إلا بوجود عصبة مؤمنة ذات تجمع حركي تحت قيادة تؤمن بهذا الإعلان العام ، وتنفذه في عالم الواقع ,وتجاهد كل طاغوت يعتدي بالأذى والفتنة على معتنقي هذا الدين , أو يصد بالقوة وبوسائل الضغط والقهر والتوجيه من يريدون اعتناقه . .
وثانيهما : تحطيم كل قوة في الأرض تقوم على أساس عبودية البشر للبشر في صورة من الصور ـ ما يسمونه بعبادة الطواغيت يعني : الحكام ـ وذلك لضمان الهدف الأول ... " .
لكن السلفية الجهادية واجهتها مشكلة ، وهي : أنه تم إلصاق فكر التكفير والتفجير بفريضة الجهاد ، بسب أنه عزف على وتر الجهاد في هذا العصر طوائف من أهل البدع تبنوا إحياء فريضة الجهاد مع تبنيهم فكرة تكفير مجتمعات مسلمي هذا العصر ومن علامات تكفير هذه الفرق لمجتمعات المسلمين تسميتهم لأنفسهم " بجماعة المسلمين " كما كانت تطلق ( فرقة التكفير والهجرة ) على نفسها ، أو الجماعة الإسلامية ، وهذه سنة قديمة في أصحاب هذا الفكر ، فابن تومرت ـ مدعي المهدية ـ أسس دولته وكانت على أصول الخوارج التكفيريين وسماها " دولة الموحدين "! .
وتنظيم " الإخوان المسلمين " على هذا الأصل ، فهم يعتقدون أنهم جماعة المسلمين ، وليسوا جماعة من المسلمين !
قال " القرضاوي " وهو يتكلم عن اثر منهج سيد قطب التكفيري في نفوس شباب الإخوان : (( ... فقد أثار جدلاً طويلاً داخل الإخوان في السجون ، ومن آثاره بحث قضية : هل نحن جماعة المسلمين ؟ أم نحن جماعة من المسلمين ؟ ))
وحادثة تكفيرهم لكل من " محمد الغزالي " و " الشيخ سيد سابق " عندما تركوا الجماعة أكبر دليل على ذلك .
يقول محمد الغزالي : (( كنت أسير مع زميلي الأستاذ سيد سابق قريباً من شعبة المنيل ، فمر بنا اثنان من أولئك الشباب المفتونين ، أبيا إلا إسماعنا رأيهم فينا ، وهو أننا من أهل جهنم ))
وقال : (( ومن المضحك المبكي أن يخطب الجمعة في مسجد الروضة عقب فصلنا من المركز الهام من يؤكد أن الولاء للقيادة يكفر السيئات ! ، وأن الخروج عن الجماعة يمحق الفضائل ، وأن الذين نابذوا الجماعة عادوا إلى الجاهلية الأولى لأنهم خلعوا البيعة ... ))
قال " أبو قتادة الفلسطيني " مفتي الجهاديين في مجلة الأنصار في عددها (147)، الموافق لـ ( 2 /5 / 1996 )
تحت عنوان : ( كلمة العدد : هكذا ليكن الجهاد .. إحياء لسيرة السلف )
يقصد : بذلك قتل الآباء والأمهات على أساس ( الولاء والبراء ! )
قال : " لقد وصل أفراد الجماعة الإسلامية إلى درجة نحمد الله عليها بالبراءة من المرتدين وأعوانهم حتى لو كانوا آباءهم وأهليهم وما ذلك إلا بسبب فهمهم لعقيدة السلف الصالح والتشبه بسيرة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ، فإن بعض عمليات أفراد الجماعة في تطبيق حكم الله في المرتدين وأعوانه ما كان ضد آبائهم وإخوانهم ، ففي بوقرة – منطقة قريبة من عاصمة الجزائر – قام شاب من أفراد الجماعة بتطبيق حكم الله تعالى في والديه بعد ما رفضا حكم الله تعالى
وذلك بقبولهما بتزويج أخته إلى رجل مليشي !!! ( يقصد : شرطي )
فالحمد لله الذي أحيا فينا سيرة سلف الأمة الصالح
{ لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ المجادلة 22 ] !!
فهذه خيرات الجهاد ، وهذه هي آثار نعمة الله تعالى على عباده إن سلكوا سبيل الأوائل في إتباع الكتاب والسنة !!" . اهـ
و قد أفتى لغلاظ الأكباد في الجزائر أن يَذبحوا النساء وفلذات الأكباد، وذلك في العدد (90) من مجلة الأنصار ، في (ص 10)، بتاريخ (الخميس 29 شوال 1415 هـ)، الموافق لـ (30 مارس 1995 م) ، تحت عنوان : " فتوى خطيرة الشان حول جواز قتل الذرية و النسوان درءاً لخطر هتك الأعراض و قتل الإخوان !! "
و كان مما قال فيها في (ص 12):
" بهذا يتبيّن أن ما فعلته الجماعة الإسلامية المسلحة من تهديد ذرية ونساء المرتدّين بالقتل ؛ من أجل تخفيف وطأتهم على النساء والمساجين والإخوان، هو عمل شرعيّ لا شبهة فيه!!" .
وقد قتلوا عدد من الخطباء والوعاظ في الجزائر بحجة أنهم فتحوا باب الحوار مع الطواغيت ( يعني : الحكام ) ، ومن كان هذا حاله فجزاءه القتل ولا كرامة !!
ومن هؤلاء الذين قتلوهم الشيخ / محمد سعيد الوناس .
ولكن الغريب حقاً هي العلة التي اختلقها شيخهم ومفتيهم " أبي قتادة الفلسطيني " لتبرير قتلهم لهذا الشيخ ، فإنه قال بعد أن بَينّ أن عقيدة " محمد سعيد الوناس " و " عبد الرزاق رجَّام " _ شيخ أخر قتل معه _ كانت أشعرية ؛ قال : " نعم ! يجوز للأمير السني السلفي أن يقتل المبتدعة إذا حاولوا الوصول إلى القيادة وتغيير منهجها ؛ لأن حالهم حينئذ أشد من حالة الداعي إلى بدعته ، فالمبتدعة هنا دعاة وزيادة "!!!
( مجلة الأنصار ، العدد ( 132 ) ص / 10 ، بتاريخ 27 شعبان 1416 هـ )
بل أدخل شيخ الأزهر في جملة من ينبغي تصفيته نصرة للإسلام ، فقال في مجلة الأنصار، العدد (94)، في (ص 5) ، بتاريخ: (27 من ذي القعدة 1415 هـ) :
" نعم ! لو قُدِّر لرجل مسلم يحترم عقله أن يرى شيخ الأزهر وهو يتكلّم في إحدى محطّات التلفزيون لأيقن أنه لا نهض لأمتنا ، ولا خروج من مأزقها حتى ترفع شعار : اقتلوا آخر حاكم مرتد بأمعاء آخر قسِّيس خبيث " !! .
فضلاً عن تكفير كل شارك في الديمقراطية واستباحة دمه ، فقال :
" وأنا أعتقد بكفر من رفع راية الديمقراطية في حزب أو تنظيم في وضع مثل الجزائر ، فمن دعا إلى العودة إلى الديمقراطية وحلِّ الأزمة كما يسمّونها _ كذبا وزورا _ عن طريق العودة إلى البرلمان والتعددية الحزبية ، وبالتآلف و التحالف الوطني فهو يُقتل ردة بعد استتابته إن كان مقدورا عليه، وبدون استتابة إن كان غير مقدورا عليه (كذا) كما في الجزائر، وخاصة أن أمثال هؤلاء دورهم الرئيسي هو القضاء على الجهاد، وإعطاء فرصة للدولة الطاغوتية للاطمئنان وترتيب أوراقها للقضاء على الإسلام وأهله "!! ( مجلة الأنصار ، العدد ( 132 ) ص / 12 ) .
أما تكفيره لجميع حكام المسلمين و جنودهم فأشهر من أن يُذكر ، بل أنه فضل يهود عليهم فقال في مجلة الأنصار في العدد (119)، في (ص 10 )، بتاريخ (الخميس 24 جمادى الأولى 1412 هـ):
" من دولة الجزائر والمغرب وليبيا وفلسطين والأردن والسعودية ، فكان من ضمن ما قاله في معتقد جماعته أنها: " لا ترى فرقا بين زَروال الجزائري (أي : الرئيس) المرتد وحكمه ونظامه ، وبين الحسن الثاني المغربي المرتد، فكلاهما في الدين الله تعالى مرتد كافر ، وأن حكمهما في القتل والقتال سواء... و معمر القذافي المرتد جبارا متسلط!!".
وقال أيضا في مدح جماعته بأنها " لا ترى فرقا بين شرطة عرفات تحت راية وقيادة عرفات، وبين الجيش اليهودي وشرطة اليهود ، إلا شرطا واحداً، وهو أن عرفات وحكومته أشد كفراً ، فهم أشد حكما من اليهود ، لكن كلاهما له القتل والقتال... وأن الملك حسين مرتد في الأولى ، ومرتد في الثانية، وليس له إلا القتل والقتال ، هو وشرطته وجهاز مخابراته !!".
وقال أيضاً أنها لا ترى فرقا حكومة السعوديين (آل سعود) المرتدين...!!" ، وزاد دولة الكويت في العدد (134) في (ص 5)، بتاريخ:(12 رمضان 1416 هـ)،ثم في غيرها من أعداد أخرى كفر جميع الدول المسلمة !!".
القضية المحورية التي ينطلق منها القوم على مدار الزمان ، ومن خلالها يستقطبون شباب الأمة المسكين ! ، إلا وهي : وجوب تحكيم شرع الله ، والبراءة من موالاة الكفار والتشبه بهم .. وما كفروا أحداً من أهل القبلة إلا من هذا الباب .
يقول أيمن الظواهري في رسالة ( إعزاز راية الإسلام في تأكيد تلازم الحاكمية والتوحيد ص / 5 ) : (( بل إن معركة الحق والباطل الدائراة عبر الزمان ما دارت وﻻ تدورإﻻ حول هذاالركن الركين من عقيدةاﻹسﻼم ؛ ﳌـن حق اﳊكم والتشريع؟!
لله وحده سبحانه ؟ أم ﳌا عداه من اﻷنداد والـشركاء ؟
وكذلك فإن معركة الإسلام في هذا العصر ما اندلعت ولا احتدت ، ولا احتدمت ، إلا حول هذه القضية البالغة الخطورة ، ولا تواجه وتقاتل وتصارع أنصار الإسلام وأعداؤه إلا حول هذا الركن الركين من أركان التوحيد ! )). اهـ
وقال المقدسي في كتابه ( تبصير العقلاء ) ( ص / 17 ) : (( هذا التوحيد العظيم _ توحيد الحاكمية _ الذي ندندن حوله ، والذي هو قطب رحى دعوة الأنبياء والمرسلين وأصل الدين رغم أنف كل مكابر ! )) . اهـ
أكثر دندنة هذه الطائفة حول توحيد الحاكمية ! ، وأحياناً يتقون فيسمونه بـــ " التوحيد الخالص " زيادة في التلبيس والتدليس .
وقعد لهم سيد قطب في ( ظلال القرآن 3 / 135 ) : (( .. أن من أطاع بشراً في شريعة من عند نفسه ولو في جزئية صغيرة فإنما هو مشرك إن كان في الأصل مسلماً ثم فعلها فإنما خرج بها من الإسلام إلى الشرك أيضاً .. مهما بقي بعد ذلك يقول : أشهد أن لا إله إلا الله بلسانه . بينما هو يتلقى من غير الله ، ويطيع غير الله )) . اهـ
ولهذا هم يكفرون تلك المجتمعات التي تُحكم بالقوانين الوضعية ، لا أقصد الأنظمة بل المجتمعات بدءً من الحاكم حتى الرعية ، مخالفون بذلك حتى فكر فرقة أخرى ضالة على شاكلتهم وهي " الجماعة الإسلامية " ، وسيأتي التفريق بينهما بعدُ إن شاء الله .
يقول سيد فضل _ الملقب بعبد القادر عبد العزيز _ والذي قال فيه الظواهري في بيشاور : " عالم الجماعة وإمامها ومفتيها " .
قال في كتابه ( الجامع في طلب العلم الشرعي ص / 539 : 540 ) : " إن البلاد المحكومة بقوانين وضعية كبلاد اليوم لها أحكام خطيرة ، ومن هذه الأحكام :
1 ــ أن حكام هذه البلاد كفار كفراً أكبر خارجون من ملة الإسلام .
2 ـ أن قضاة هذه البلاد كفار كفراً أكبر خارجون من ملة الإسلام .
3 ـ أن أعضاء الهيئات التشريعية في هذه البلاد كالبرلمان ومجلس الأمة كفار كفراً أكبر .
4 ـ أن الذين ينتخبون أعضاء هذه البرلمانات كفار كفراً أكبر ؛ لأنهم بانتخابهم اتخذوهم أرباباً مشرعين من دون الله ، ويكفر كل من دعا إلى هذه الانتخابات ، وشجع الناس عليها .
5 ـ أن الجنود المدافعين عن هذه الأوضاع الكافرة ـ كفار كفراً أكبر ؛ لأنهم يقاتلون في سبيل الطاغوت ، ويدخل في هذا الحكم كل من يدافع عن هذه الأنظمة المصرية بالقتال ، كالجنود( 1 ) ، أو بالقول كبعض الصحفيين ، والإعلاميين ، والمشايخ ، وأنه لا طاعة لحكام هذه الدول على مسلم . اهـ ( بواسطة النصيحة السرية لأنصار الشريعة ص / 24 : 25 )
وقال أبو محمد المقدسي في ( تبصير العقلاء ص / 124 ) : (( ولذلك فنحن لا نخجل من إطلاق حكم الكفر والردة على الحكام ، بل نعلنه ولا نكتمه ، ونفخر به ، وندعو إليه في كتاباتنا ، ودروسنا ، ومحاضراتنا ، ونصرخ به في كل نادِ ووادِ ، ونحمد الله أن هدانا وبصرنا به ، فهو ديننا الذي ندين به ! )) . اهـ
وقال الظواهري في كتابه ( فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم ) ( ص / 68 ) : (( لقد بدأ الصراع وهو مستمر في تصاعده ، ولن يتوقف قبل تحرير القدس ، ومكة ! ، والمدينة ! ، والقاهرة ، وجروزمي ، إن شاء الله )) . اهـ
فهذا هو معتقد القوم .. يتنفسون تكفير ! ، حتى أنه لم يبقي على مذهبهم مسلم على وجه الأرض ! ، وأن بلاد الإسلام جميعاً محتلة يجب تحريرها !!
ومن نظر إلى ما أسسه لهم سيد قطب في ظلاله ، زال عنه العجب ، وفهم طبيعة هذه العقلية ، فقد قال في ( 4 / 2122 ) : (( إنَّه ليس على وجه الأرض اليوم دولةٌ مسلمة ! ، ولا مجتمعٌ مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي !! )) . اهـ
وقال ( 3 / 1634 ) : (( إنَّ المسلمين الآن لا يجاهدون ؛ ذلك أنَّ المسلمين اليوم لا يوجدون ! ؛ إنَّ قضية وجود الإسلام ، ووجود المسلمين هي التي تحتـاج إلى علاج ! " . اهـ