مشاهدة النسخة كاملة : ماهي الدعوة السلفية وهل يجوز للمسلم أن يقول أنا سلفي أم لا ؟
أم أمة الله الجزائرية
2014-10-28, 12:05
الشيخ ابو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى
نص السؤال:
ماهي الدعوة السلفية وهل يجوز للمسلم أن يقول أنا سلفي أم لا ؟
نص الإجابة:
الدعوة السلفية هي الالتزام بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ، وبما أنها قد كثرت الفرق ، وكثر أصحاب البدع فلا بأس أن يقول : أنا سلفي ؛ وليست تسمية عصرية بل هي تسمية قديمة كما في < الأنساب > للسمعاني في مادة ( سلفي ) ، ولها أصلٌ أصيل من السنة ففي زيارة القبور يقول : أنتم سلفنا ، ونحن بالأثر .
فالسلف حدودها إلى القرن الثالث الذين يصدق عليهم قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يأتي أقوام يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن " الحديث جاء من حديث عمران بن حصين وعبدالله بن مسعود والمعنى متقارب وهما متفق عليهما .
فلفظة ( سلفي ) ليست تسمية عصرية ، تسمية قديمة من قبل أن نُخلق ، ومن قبل أن يخلق كثير من المعاصرين بل ارجعوا إلى < الأنساب > للسمعاني تجدون من جملة الأنساب نسبة إلى السلفي .
السائل : هناك تتمة : هل هذا يعد من التحزب والافتراق إذا قال : انا سلفي ؟
الشيخ : معناه إذا قال : أنا سلفي لست بمبتدع ، أنا أتبع السلف الصالح ، هذا معناه ، وليس من التحزب لأن من معاني السلفية الولاء لكل مسلم سواء كان عربياً أو أعجميعاً أبيض أو أسود يقول الله سبحانه وتعالى : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " ، ويقول سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ " ، ويقول سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ" .
الحزبية ولاء ضيق ، الإخواني لا يوالي إلا من كان من الإخوان ، وكذا أصحاب جمعية الحكمة ، وأصحاب جمعية الإحسان ، جماعة التبيلغ لا يوالون إلا من كان منهم ، كذلك جماعة الفساد أعظم يستحلون دماء من خالفهم والله المستعان .
-----------------
من شريط : ( النصيحة لشباب فرنسا )
أم أمة الله الجزائرية
2014-10-28, 12:08
فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني : السؤال : يدعي بعض الإخوة غير التابعين لـ [ المنهج السلفي ] ؛ فيقولون : إن الإنسان المسلم الذي يتبع المنهج السلفي ! لا يجوز له أن يقول عن نفسه أنه [ سلفي ] ؛ وذلك لأنه يزكي نفسه ، ولا تجوز التزكية !؟
الشيخ : سامحه الله .
نسأله السؤال التالي : هل أنت [ مسلم ] !؟
سيقول : نعم .
فنقول : هذه ( تزكية ) ! ولم أسأله : هل أنت [ مؤمن ] !؟
لأن هذا يحتاج إلى بحث طويل ؛ ولأن الإيمان فيه تفصيل ، هل هو الإخلاص !؟ أم هو الاعتقاد بالجنان والإخبار باللسان والعمل بالأركان !؟
لكن إذا سألته : هل أنت [ مؤمن ] !؟
يمكن أن يقول لي : أنا [ مؤمن ] .
فأقول : هل أنت من الذين وصفهم الله : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ) ... إلى آخره !؟
سيقول : نعم .
لكن إذا سألته : هل أنت من الذين ( هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) !؟
فسيقول : أنا في شك من هذا .
فنقول له : إذًا أنت تشك في إيمانك !؟
فيقول : أنا لا أشك في عقيدتي .
هذه تزكية أكثر من الأولى ، هذا رجل لا يفقه ما هي " السلفية " !؟ حتى يقول : إن هذه [ تزكية ] .
السلفية : هي الإسلام الصحيح ، فمن يقول عن نفسه : أنا مسلم ، وأنا ديني الإسلام ، كالذي يقول اليوم : أنا سلفي ، وهذا أمر ضروري جدًا بالنسبة للشباب المسلم .
اليوم يجب أن يعرف الجو الإسلامي الذي يعيشه ويحياه ، وليس الجاهلي ؛ لأن الله عز وجل قد بين وفصل في القرآن فقال : ( وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) .
فالله - عز وجل - حذر عباده المؤمنين : أن يكونوا من المشركين ، الذين من أوصافهم كما قال : ( مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) .
أنتم اليوم تعلمون أن هناك طائفة من المسلمين اسمهم " الشيعة " ؛ فهم فعلاً وقولاً تفرقوا عن المسلمين ، فإذا تركنا هؤلاء جانبًا ؛ ونظرنا إلى من يسمون بـ " أهل السنة والجماعة " ، هؤلاء -أيضًا - تفرقوا شيعًا وأحزابًا ، فلا يوجد مسلم اليوم إلا ويعلم أن المذاهب الفقهية من أهل السنة والجماعة هي أربعة : الحنفي ، والمالكي ، والشافعي ، والحنبلي ، ولا شك أن هؤلاء الأئمة الأربعة هم من أئمة السلف ، ولكن الذين اتبعوهم منهم من اتبعهم بإحسان ، ومنهم من اتبعوهم بإساءة .
فالأئمة - رحمهم الله - أحسنوا إلى المسلمين في بيان الفقه الذي سلطوه من الكتاب والسنة ، لكن الأتباع منهم ومنهم ؛ لأنهم قد تفرقوا شيعًا وأحزابًا .
الحنفي لا يصلي وراء الشافعي ، والشافعي لا يصلي وراء الحنفي ... إلخ .
لا نخوض في هذا الآن كثيرًا ، والحُر تكفيه الإشارة ، لكن هناك مذاهب في العقيدة منها مذهبان بل ثلاثة ، وقلت : مذهبان ؛ لأن المذهبين لا يؤثرا على المذهب الثالث وهو المذهب الحق ، في العقيدة ستة مذاهب : " أهل الحديث ، والماتريدية ، والأشاعرة " ، وهذان المذهبان : " الماتريدية والأشاعرة " ، هم الذين يقصدون بكلمة " أهل السنة والجماعة " قديمًا وحديثًا ، لكن بعض إخواننا " السلفيين " - الدعاة منهم - يحاولون الآن أن يطلقوا هذا الاسم " أهل السنة والجماعة " على أتباع السلف الصالح .
والأزهر - مثلاً - حينما يقولون : " أهل السنة والجماعة " لا يقصدون إلا " الماتريدية والأشاعرة " ، وهؤلاء يختلفون عن مذهب أهل الحديث ومذهب الفرقة الناجية ، يختلفون كل الاختلاف ، غير " الخوارج والإباضية " الموجودة اليوم في عُمان وفي الجزائر وفي المغرب ... إلخ .
هذه الأحزاب كلها لا يمكن الانتماء إلى شيء منها إلا إلى مذهب واحد ، وهي التي تمثل الفرقة الناجية ، التي وصفها الرسول - عليه السلام - بأنها التي تكون على ما كان عليه وأصحابه ، فهذا الإنسان الذي أنت تشير إليه ، يجب أن يعرف هذه الحقيقة الغيبية التي أخبر الرسول عنها من الاختلاف الذي أشارت إليه الآية الكريمة المذكورة آنفًا ، وفصلها الرسول - عليه السلام - في أحاديثه تفصيلاً ، خاصة في حديث الفرق ، وهو قوله : ( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ) .
هذا مسكين ! لا يعرف الفرقة الناجية ، ولذلك يقول : لا يجوز أن تقول عن نفسك : أنا سلفي ؛ لأنك تزكي نفسك !
إن لم يقل هو عن نفسه سلفي ؛ فهو يقول : أنا مسلم ، وقد يقول : أنا مؤمن ، وكلاهما تزكية ولا شك ، يقول ربنا - عز وجل - : ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ . أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ ) .
المسلم يميز نفسه عن الكافر فيقول : ديني الإسلام ، فإذا قال : ديني الإسلام ، كلمتان مختصرهما : مسلم ، فإذا قال : ديني الإسلام ، كأنه قال : أنا مسلم ، وهل أنت مسلم جغرافي أم أنك حقيقة مسلم !؟
لأنه كان في عهد الرسول - عليه السلام - مسلمون منافقون ، يقولون : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدًا رسول الله ، ويصلون مع المسلمين ويصومون ؛ لكنهم لم يؤمنوا بقلوبهم ، فإذًا الإسلام إذا لم يقترن مع الإيمان في القلب فلا ينفعه إسلامه إطلاقًا ، وهذا معروف في القرآن الكريم ، لذلك مثل هذا المسلم الذي ينصح بتلك النصيحة الباطلة ، يجب أن يعرف أين يضع قدمه من هذه الفرق الهالكة !؟
التي ليس فيها فرقة ناجية إلا التي تكون على ما كان عليه الرسول - عليه السلام - وأصحابه الكرام ، لذلك حتى نكون مع هؤلاء نقول : الكتاب والسنة ، وعلى منهج السلف الصالح .
ونسأل الله عز وجل أن يحيينا على ذلك ، وأن يميتنا عليه .
ضمن " سلسلة الهدى والنور " : [ شريط رقم : 725 ]
http://www.sahab.net/forums/?showtopic=109727
أم أمة الله الجزائرية
2014-10-28, 12:15
ما رأيكم في من يقول أنا سلفي لكن لست متعصب للمنهج ؟ - الشيخ عبيد الجابري
http://ar.alnahj.net/audio/623
أم أمة الله الجزائرية
2014-10-28, 12:18
فضيلة الشيخ وفقكم الله يقول : يقول بعض طلبة العلم إنه لا ينبغي لأحد أن يقول أنا سلفي لأن في هذا تزكية للنفس فهل ما يقوله صحيح ؟
العلامة صالح الفوزان حفظه الله :
إذا كان يقول هذا من باب تزكية نفسه لا يجوز هذا نعم ، اما إذا كان يقوله من باب البيان لأنه بين أحزاب وجماعات مخالفة ويتبرأ منهم ، ويقول أنا سلفي أنا على منهج السلف من باب البراءة هذا طيب ، نعم
http://www.2shared.c...66iU/_____.html (http://www.2shared.com/audio/7FLE66iU/_____.html)
من : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد 23-04-1434هـ
*أم جابر*
2014-10-31, 13:26
يقول الشيخ الفوزان في شرحه لكتاب ''الدرة المضية في عقد اهل الفرقة المرضية ''للعلامة السفاريني رحمه الله
ان بعض الناس من اهل الضلال يقولون :اتركوا مسالة العقائد يكفي اسم المسلمين كل حر في عقيدته يكفي انه مسلم :من خالف منهج الرسول صلى الله عليه و سلم لا يكون مسلما لان المسلم من استسلم لله و انقاذ لما جاء به الرسول و تبرا من الشرك واهله هذا هو المسلم اما من تسمى بالاسلام و لم يلتزم به فليس بمسلم فلا يكفي اسم الاسلام لمن لديه زيغ -والعياذ بالله-
البيرين1
2014-11-02, 22:34
السلام عليكم.مهما يكون الدي اطلق هدا الاسم فلا نحيد قدر انمله على ماقال خالقنا بان خليله ابراهيم هو الدي سمانا.ام هنا لا نلتزم بقال الله و قال الرسول ونختار مسميات اخرى عليها؟.اما المغالطه بانه ادا سالنا احدا هل انت مسلم ولما يقول نعم فقد زكى نفسه فالفرق شاسع بين من يعلن انتماءه للاسلام و من يفرق دينه شيعا بل هو نفسه يتجزء و يتفرق ويصبح طرائقا قددا وصفحات الانترنت خير دليل
[color=red]الإخواني لا يوالي إلا من كان من الإخوان ، وكذا أصحاب جمعية الحكمة ، وأصحاب جمعية الإحسان ، جماعة التبيلغ لا يوالون إلا من كان منهم ،
[/b]
[/right]
ولعل الشيخ رحمه الله سقط منه سهوا أن السلفي من اتباع الشيخ ربيع لايوالي السلفي من اتباع فالح الحربي ..
saqrarab
2014-11-03, 01:48
أنــــــــــا مســــــلم مؤمن بكتاب الله وسنة نبيه والحمد لله على نعمة الاسلام
الحضني28
2014-11-03, 08:20
يقول الشيخ الفوزان في شرحه لكتاب ''الدرة المضية في عقد اهل الفرقة المرضية ''للعلامة السفاريني رحمه الله
ان بعض الناس من اهل الضلال يقولون :اتركوا مسالة العقائد يكفي اسم المسلمين كل حر في عقيدته يكفي انه مسلم :من خالف منهج الرسول صلى الله عليه و سلم لا يكون مسلما لان المسلم من استسلم لله و انقاذ لما جاء به الرسول و تبرا من الشرك واهله هذا هو المسلم اما من تسمى بالاسلام و لم يلتزم به فليس بمسلم فلا يكفي اسم الاسلام لمن لديه زيغ -والعياذ بالله-
الشيخ جعل الاسلام حكرا على أتباع رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام
بينما أتباع الديانات الأخرى المؤمنون بها كلهم مسلمون بالنص القرآني
أم أمة الله الجزائرية
2014-11-24, 13:34
بسم الله الرحمن الرحيم
هل السَّلفيَّة خطرٌ على الجزائر؟
الحمد لله المُنْعِم على عباده بالهدى ودين الحقِّ، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّه الهادي إلى أقوم طريقٍ وأفضل سبيلٍ، وعلى آله وصحابَتِه الغرِّ الميامين؛ وبعد:
ففي خِضَمِّ الأحداث المتسارعة والحَمَلات المقصودة لتشويه صورة الإسلام والإساءة المُغْرِضة للنَّيل من حَمَلَتِه ودعاته والمنتَسبين إليه؛ تتعالى الأصوات، وتتبارى الأقلام، ويتجرَّأ الإعلام ليرميَ بفكرةٍ في أوساط المثقَّفين وعمومِ الأمَّة، يريد لها أن تنضجَ لتصيرَ حكمًا وتقليدًا يتوارثه الأجيال، وتتناقله الألسن وتُسوَّد به الصُّحف، وهي أنَّ السَّلفيَّة لا علاقة لها بالدِّين الصَّحيح، وأنَّها خطرٌ على أهل الجزائر، وأنَّه لا فَرْقَ بينها وبين سائر المِلَل والمناهج المنحرفة الدَّاعية إلى البدع والضَّلال والتَّنصُّل مِن دين الأمَّة، كالقاديانيَّة والبهائيَّة والرَّافضة الشِّيعة وغيرها.
وإنَّ مثل هذه الفكرة تتألَّق لتصير نحتًا مكتوبًا على صفحات الجرائد، وكلامًا يتردَّد على الألْسُن، ويُذاع على مسامع النَّاس في المجامع الإعلاميَّة والثَّقافيَّة والدِّينيَّة دون أن يُرَدَّ أو يُناقش أو يُوضَع في ميزان النَّقد العلميِّ البنَّاء لَهُوَ مِنْ غَمْطِ الحقِّ وبَخْسِ النَّاس أشياءَهم، وإنَّ حكمًا جائرًا كهذا؛ لا يَحْسُن السُّكوتُ عنه ولا تجاوُزُه؛ لِمَا فيه مِن التَّلبيس والتَّضليل والتَّحريف، والتَّخوين لدعوةٍ مبرَّأةٍ مباركةٍ، لم يُعرف عنها وعَن حمَلَتها ـعبر التَّاريخـ غيرُ السُّمعة الطَّيِّبة والذِّكر الحسن في جميع الأقطار؛ ممَّا يجعَل كلَّ مَن ينتسِب إلى السَّلفيَّة يشعر بمضاضة الظُّلم وغصَّة التَّعدِّي على أقدسِ ما عنده وهو دينُه؛ فلا يليق أبدًا إطلاقُ مثلِ هذه الأحكام الجائرة الَّتي لا تستَند إلى أساسٍ شرعيٍّ ولا عقليٍّ ولا واقعيٍّ، ولا استقراءٍ علميٍّ.
وإنَّه لمَّا كان الموقِّعون أدناه مِن المنتَسِبين إلى السَّلفيَّة والدَّاعين إليها، رأَوْا أن يجهروا في وجه المروِّجين لهذا الإفك، قائلين: إنَّ السَّلفيَّة ليسَت خطرًا على الجزائر ولا على أحدٍ مِنَ النَّاس؛ وكيف تكون خطرًا وهي دعوةُ العلم والأمن والأمان والرَّحمة، وشعارُها ودثارها سنَّة سيِّد المرسَلين ﷺ القائل: «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ».
فالسَّلفية هي الدِّرعُ الحصين الَّذي حُفِظ به دين هذه الأمَّة مِنْ زمن أبي بكرٍ ؓ أيَّامَ الرِّدَّة، ومرورًا بمحنة خلق القرآن أيَّامَ الإمام أحمد t، ووصولاً إلى زمَن الإمام ابن تيميَّة t في فتنة التَّتار، وانتهاءً بزمننا هذا وبخاصَّةٍ في بلدنا العَزيز، أيَّام عهد جمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّين بجيلها السَّلفيِّ المتميِّز؛ من أمثال ابن باديس والإبراهيميِّ والعقبيِّ والتبسيِّ ومبارك الميليِّ ـرحمهم اللهـ وغيرهم، وإلى أنْ عصفت بديارنا رياحُ الفتنة والهَرْج الَّتي أفسدت الحرثَ والنَّسل، وغُرِّر ـوقتئِذٍـ بكثيرٍ مِن الشَّباب، فحملوا السِّلاحَ وصعدوا الجبال، ولم يتراجع منهم عن فكر الخوارج، ولم يَسْلَم غيرُهم مِن التَّلوُّث بهذا الفكر الخبيث أصلًا إلَّا بفتاوى ونصائحِ وتوجيهاتِ علماء الدَّعوة السَّلفيَّة في هذا العَصر؛ مِن أمثال الشَّيخ ابن بازٍ، والشَّيخ الألبانيِّ، والشَّيخ ابن عثيمين رحمهم الله جميعًا؛ فلِمَ هذا التَّنكُّر والإجحَاف في الحكم!! والله تعالى يقول: ﴿وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ﴾ [الأنعام: ١٥٢]؟
فالسَّلفية هي عودةٌ إلى نصوص الوحي (الكتاب والسُّنَّة) والتَّمسُّك بها، والعَمل بها وتعظيم أمرِها، والحرص على عدم مخالفتِها؛ وبهذا وَحْدَه تتحقَّق الهدايةُ الَّتي لا ضلال معها، والأمنُ الَّذي لا خوف بعده، والسَّعادة الَّتي لا شقاء فيها، والطُّمأنينة الَّتي لا خطر معها؛ قال تعالى: ﴿فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ ١٢٣﴾ [طه].
نعم؛ إنَّ السَّلفيَّة خطرٌ على كلِّ خلفيٍّ مبتدعٍ يَتَأَكَّلُ ببدعته، وهي خطرٌ على كلِّ مخرِّفٍ يَسْتَمْلِحُ الشَّعوذةَ والخرافةَ ليضحك على عقول النَّاس، وهي خطرٌ على كلِّ طرقيٍّ يطمئنُّ إلى طريقته وإن خالفَت سنَّةَ نبيِّهﷺ، وهي خطر على كلِّ قبوريٍّ يعيش على ما يستَجْلِبُه سَدَنةُ أضرحَته مِن جيوب السُّذَّج مِن النَّاس، وهي خطرٌ على كلِّ علمانيٍّ يفصل الدِّينَ عن الدَّولة ويُقْصِيه عن الحكم، وهي خطرٌ على كلِّ دعوةٍ منحرفةٍ هدَّامةٍ تدعو إلى الخروج على الحاكم وسفكِ الدِّماء؛ فالسَّلفيَّة خطرٌ على كلِّ دعوةٍ خَرَجَتْ عن منهَجِ أهل السُّنَّة والجماعة ولم تنتهج سبيلها.
فهؤلاء وأمثالهم يرَوْن في الدَّعوة السَّلفية خطرًا داهمًا يهدِّد عروشَهم، ويدكُّ قواعدَهم، ويهدم صروحَهم الوهميَّة؛ لأنَّها دعوةٌ تعود بالنَّاس إلى دينهم الصَّافي، وإسلامهم الخالي مِن كلِّ بدعةٍ وضلالةٍ، وكلِّ انحرافٍ يكدِّر صفوَه ويشوِّه حسنَه، فلا مكان للدَّجل والخرافة والبدع والوهم والظَّنِّ والتَّخمين؛ فالعُمدة على الحجَّة والدَّليل والبُرهان المستَنِد إلى العلم الشَّرعيِّ الصَّحيح.
وإنَّ هذا الحكم الجائر يذكِّرنا بتصريحات ساسَة فرنسَا المستَعمِرَة ومسؤوليها أيَّام الشَّيخ العلاَّمة ابن باديس وإخوانه ـرحمهم اللهـ، الَّذين كانوا يرَوْنَ فيهم الخطرَ كلَّ الخطر على دولتِهم، مع أنَّهم لم يكونوا سوى دعاةٍ إلى سلفيَّةٍ نقيَّةٍ، تحرِّر العقُولَ المخدَّرة بواسطة المبتَدِعين والدَّجَّالين والمتَّجرين باسم الدِّين، الَّذين استغلَّ المستَعمِرُ سلطانَهم على النُّفوس لتثبيت قدمِه في أرض الجزائر.
وقَد يُعتَرض علينا أنَّ عُذر هؤلاء المتَجرِّئين هو كونُ مصطلح السَّلفيَّة صار يُطلق اليومَ على كثيرٍ مِن دعاة الفَوضى والثَّورة والخروج على الحكَّام؛ فنقول جوابًا على هذا المعتَرِض:
لسنا بحاجةٍ اليومَ إلى إعادة تقرير أنَّه لا مشاحَّةَ في الاصطلاح، وأنَّ العبرةَ بالمعنى والمدلول، فالسَّلفيَّة مصطلحٌ معناه: منهجٌ علميٌّ عمليٌّ مصدره الوحي ـالكتاب والسُّنَّةـ على فهم السَّلف ـرضوان الله عليهمـ، ودعوةٌ إلى إخلاص العبادة لله وحده ولزومِ الجماعة ونبذِ الفُرقة، وطاعةِ وليِّ الأمر، فالسَّلفيَّةُ مصطلحٌ مرادفٌ لمصطلح «أهل السُّنَّة والجماعة»، أو «أهل الحديث»؛ وإنَّ كلَّ مَن تبنَّى فكرًا أو أسلوبًا مخالفًا لهذا المنهَج لا يمكنُ صبغُه ولا وصفُه بالسَّلفيَّة، فليس مِن السَّلفيَّة في شيءٍ مَن اتَّخذ أسلوبَ التَّكفير والهجر، واستَعمل طريقَ العُنف مِن القَتل والتَّفجير والاختطاف والتَّرويع، وسيلةً للدَّعوة والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، بل إنَّ هذا وأمثالَه يسيرون في خطٍّ مُوَازٍ للسَّلفيَّة لا يلتقُون معَها أبدًا ما داموا مُقيمين على ما هُم عليه، ومع هذا نجد كثيرًا مِن الأقلام والألسُن المُمْتَطِيَةِ لوسائل الإعلام المختَلفة تستَخدم هذا المصطلحَ ـظلمًاـ في غير محلِّه، وتُنزِّلُه ـتعسُّفًاـ على مَن ليس مِن أهلِه، فيسحَبونه على مَن ضلَّت بهم السُّبُلُ وتقَطَّعت بهم الأسبابُ، وانحرفوا عن الفطرة السَّويَّة، فضلًا عن السَّلفيَّة النَّقيَّة، ويُسَمُّونهم ـزورًا وبهتانًاـ: السَّلفيَّة الجهاديَّة!
فالعجبُ لا ينقضي مِن هؤلاء المسيئين لاستِعمال هذا المصطلح ووضعِه في غير موضعِه، مع كثرةِ توالي البيَان مِن أهل العلم أنَّ هؤلاء (الثُّوَّار)، و(التَّكفيريِّين) و(الحزبيِّين) لا تصحُّ نسبتُهم إلى هذه الدَّعوة الميمونة، ولا يمتُّون إليها بصلةٍ، لكنَّ ضبابةَ العَجَب تنقشِعُ إذا علِمْنا أنَّ صنيعَهم ليس بريئًا، وإنَّما القَصدُ منه تمريرُ رسالةٍ وترسيخُ صورةٍ، وهي تشويهُ هذا المصطلح وما يحويه مِن معانٍ صحيحَةٍ، وأصولٍ ساميةٍ راقيةٍ، لتنفير النَّاس مِن حول علماءِ هذه الدَّعوة وحَمَلتها، وفي هذا مُسايَرةٌ لدوائرَ غربيَّةٍ منَ اليهود والنَّصارى، أرعبَها عودة الشَّباب في كثيرٍ مِن بقاع الأرض إلى لزوم هذه الدَّعوة المباركة وارتسام خُطاها، فرأَوْا أنَّ مِن وسائل صدِّ هذا الزَّحف السَّلفيِّ خَلْطَ الأوراق ومَزْجَ المعاني والتَّعميةَ والمغالطةَ، للتَّضليل والتَّلبيس، وتسويغِ محاربة السَّلفيَّة تحت مسمَّى تجفيف منابع الإرهاب وقطع دابِرِه، وإلَّا فالدِّقَّة الَّتي وصَل إليها العقلُ الغَربيُّ في علومه المادِّيَّة لا نَخَالُها أبدًا تتعثَّر في تحديد مصطلحٍ ظاهرِ المعاني، جليِّ المعالم، ولكنَّه المكر السَّيِّئُ، والقَصد المبيَّت، والحقد الدَّفين على دين الله الحقِّ وسنَّة سيِّد المرسلين ﷺ.
ولا يُرفعُ اللَّومُ على مَن استَعمل مصطلَحًا إلَّا بعد أن يُدركَ معانيَه ويفهَمَ مراميَه، ليكونَ صادقًا في قولِه، عادلًا في حكمِه، أمينًا في نقلِه، وحتَّى لا يكونَ ضالًّا في نفسِه، ولا مُضِلًّا لأمَّته؛ والله مِن وراءِ القصد وهُو الهادي إلى سَواء السَّبيل.
* الموقِّعون:
أ.د. محمَّد علي فركوس
د. عبد المجيد جمعة
د. رضا بوشامة
الشيخ عبد الحكيم دهاس
الشَّيخ عزّ الدِّين رمضاني
د.عبد الخالق ماضي
الشَّيخ توفيق عمروني
الشيخ عمر الحاج مسعود
الشيخ عبد الغني عوسات
الشَّيخ نجيب جلواح
الشَّيخ لزهر سنيقره
الشيخ عثمان عيسي
أم الحارث
2014-12-04, 22:41
جزاك الله خيرا أختي الكريمة الموفق من وفقه الله
sbmwhadz
2014-12-05, 07:39
افهموا الفتوى جيدا
هو قال يقول سلفي تبيانا عن المنهج
لكن لما يُسئل عموما يقول انا مسلم
لكن صفة سلفي تبيانا للدعوة التي يدعوا اليها السلف بعيدا عن البدع و الشوائب
اما بعض المنتسبين زورا للسلفية بتعصبهم ولا يتكلمون ولا يلقون السلام الا على امثالهم
فدعوة السلف منهم براء
موسى عبد الله
2014-12-05, 21:30
الشيخ جعل الاسلام حكرا على أتباع رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام
بينما أتباع الديانات الأخرى المؤمنون بها كلهم مسلمون بالنص القرآني
اليك الحضني اوجه سؤال عن اي قسم من الاسلام تتكلم نورنا
أرجو من الإخوة الأفاضل الإلتزام بآداب الحوار
بارك الله فيكم
موسى عبد الله
2014-12-07, 10:00
بارك الله فيك يا اخ الوادعي كيف بنا و البعض يهاجم أهل العلم او ليس من النصج لأهل العلم الدفاع عنهم و لو بالكلمة
أم أمة الله الجزائرية
2014-12-07, 10:57
جزاك الله خيرا أختي الكريمة الموفق من وفقه الله
جزانا وإياك يا أختي
ووفقنا إلى مرضاته سبحانه وتعالى
أم أمة الله الجزائرية
2014-12-07, 10:58
افهموا الفتوى جيدا
هو قال يقول سلفي تبيانا عن المنهج
لكن لما يُسئل عموما يقول انا مسلم
لكن صفة سلفي تبيانا للدعوة التي يدعوا اليها السلف بعيدا عن البدع و الشوائب
اما بعض المنتسبين زورا للسلفية بتعصبهم ولا يتكلمون ولا يلقون السلام الا على امثالهم
فدعوة السلف منهم براء
بارك الله فيكم
أم أمة الله الجزائرية
2014-12-07, 11:00
أرجو من الإخوة الأفاضل الإلتزام بآداب الحوار
بارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir