تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دُررٌ وعقيان، في جِيدِ "بخليلي سليمان"


كاتب المقامات
2014-10-20, 22:21
دُررٌ وعقيان، في جِيدِ "بخليلي سليمان"
البشير بوكثير

إهداء: إلى المذيع المتألق، والإعلاميّ المُحقّق ، والأديب المُدقّق "سليمان بخليلي" ، أرفع هذه المقامة التي جاءتك تَسعى، فضيّعتُ معها تِسعة .
حدّثنا شيخ الزّمان ، عن حفيده بخليلي سليمان قال:
هو رجلٌ من ذهب ، كلامه تبرُ الذهب، إنْ لم تقيّده فرّ وهرب، لأنّه فارس من خيرة قبائل العرب، "قبيلة سيدي مصمودي" ، التي فكّتْ قيودي، وحرّرتني من جُمودي . حسنُ السّمتِ ، كثيرُ التأمل والصّمت، بيْدَ أنّه إذا تحدّث أمتع، وإنْ حاور أقنع.
عانقَ الأثير، مُذْ شَبَّ عن الطوق وهو صغير، فكان المذيعَ النحرير، الذي بزّ كلّ متنطّعٍ غرير، ليس له في العير ولافي النفير .
طبقتْ شهرتُه الآفاق، وبلغ صيته بلاد الواق واق، لاسيما حين طاف بخاتمه الفتّان ، معظم البلدان، على أجنحة القول الصريح، دونما حاجة إلى بساط الريح، فنَثَرالمعارف والعلوم والبيان، كما نُثِر الدّرّ والعِقيان، على جيد الكواعب الحِسان ، فتلقّفه جمهورُه العريض بالأحضان، وأغلق عليه البآبىء والأجفان، مخافة َ حسد الحسّاد و"العديان"، وما أكثرهم في هذا الزّمان !
هو الحافظ للقرآن، والزاهد في محراب الإيمان، والمنافح عن بيضة الإسلام في كلّ آن، أليس هو واضع الأسس والأركان، لـ"فرسان القرآن" ؟
هوالآخذ بناصية اللغة والتبيان، والفصاحة والبيان، ولاغرو فقد نهل من معين قسّ وسحبان، ماجعله يسيل سلاسةً وعذوبةً حسدهما عليه الهزّار والكروان.

من " أبي سلمى زهير" ، أخذ حكمة الشيخ المتمرّس الخبير، ومن " أبي فراس"، تعلّم سجع حمائم الرّوم ورقّة الإحساس، ومن "ابن ذريح"، أشرِب نخب التشبيب المليح، بالتلميح لا بالتّصريح، ومن جدّه "الشنفرى"، لُقِّن الصّبر والجلَد على حيْفِ الورى ، ومن "زرياب"، أخذ رهافة الحسّ ومتعة الإطراب، ومن الجدول الرقراق، نضَح بالصّفاء والإشراق.
كيف أفي حقَّ مَن عشق الضاد، فكان للرطانة بالمرصاد، وتصدّى للفرانكوش الأوغاد، الذين عاثوا في الإعلام الفساد، وحيدا في الميدان، يصارع القرصان، ويقارع الأراجيف بالحجّة والبرهان، بعدما تخلّى الصحب والخِلان ، عن معركة الهويّة والشّرف والإيمان ؟!
لم يسعَ يوما لقيادة أورئاسة، فهي في عُرفِ الصّالحين الواصلين خساسة ونجاسة، وبيع للذّمم في سوق النّخاسة. وهل بربّكم تجتمع الأصالة واللطافة والظرافة والثقافة، بالرداءة والدناءة والسّخافة ؟!
وبعدما قطعتُ الوهاد والنّجاد، وصلتُ جبل "توباد"، فأفرغتُ مافي الحشا والفؤاد، من لواعج النّوى والصّبِّ والبعاد، فردّد رجعُ الصدى، سجعا جميلا دعا و شدا:
بلّغْ يا حكيم الزمان، حفيدك سليمان، تحايا العاشقين المُتيّمين ، ونصيحة العارفين الواصلين، وقل له:
نقّلْ فؤادك ولو مرّة، إلى "بني عذرة"، فلن تعرف الضّيم والحقرة، وانصب الخيام، قرب غدير ظبيات الغرام، ففي هذه المضارب، تصفو المشارب، وتتحوّل الأراقم والعقارب ، إلى أولياء وأقارب.
ولمّا أدركتُ أنّي لن أزيد للبدر نورا، أو أشعّ في صدر الجذلان حبورا ، أو أضيف للزّهر شذى وعطورا ، توكأتُ على عصاي ، آملا في تحقيق مُناي، وركبتُ قلوصي الحوراء، وجبتُ البيداء، بعدما سمعتُ هذا الحداء:
ياناق سيري عنقا فسيحا * إلى سليمان فنستريحا.
ا

rachidsl
2014-10-20, 23:13
بارك الله فيك

كاتب المقامات
2014-10-21, 08:08
بارك الله فيك

ربي يبارك فيك أخي رشيد.

allel ali
2014-10-21, 10:08
بسم الله الرحمن الرحيمgl
الى كاتب النص الاخ استاذ اللغة العربية
و الله العظيم ذكرتنا بايام زمان و اساتذة اللغة العربية امثالك عندما كان الاستاذ استاذ و الطالب طالبا وعندما كان التعليم تعليما ذكرتنا بمقامات بديع الزمان و المعلقات فبارك الله فيك و لك في عمرك و كثر من امثالك في زمن الرداءة ..

نحو النجاح
2014-10-21, 14:40
الله الله عليك يا كاتب المقامات كم أمتعتنا بدرر البهية ، وإن ذرتك هذه وقعت في النفس أيما موقع لا سيما وهي تدور حول جبل أشم من جبال الصحافة الأصلية في زمن استأسدت فيه الفئران وهمشت طاقات الأمة لا لشيء إلا لحسابات ضيقة مقيتة . فجزاك الله أحسن الجزاء وأوفاه.

كاتب المقامات
2014-10-21, 21:26
بسم الله الرحمن الرحيمgl
الى كاتب النص الاخ استاذ اللغة العربية
و الله العظيم ذكرتنا بايام زمان و اساتذة اللغة العربية امثالك عندما كان الاستاذ استاذ و الطالب طالبا وعندما كان التعليم تعليما ذكرتنا بمقامات بديع الزمان و المعلقات فبارك الله فيك و لك في عمرك و كثر من امثالك في زمن الرداءة ..

شكرا للعطر الزّكيّ الذي عطّرتَ به كلماتي أخي علي.

كاتب المقامات
2014-10-21, 22:47
الله الله عليك يا كاتب المقامات كم أمتعتنا بدرر البهية ، وإن ذرتك هذه وقعت في النفس أيما موقع لا سيما وهي تدور حول جبل أشم من جبال الصحافة الأصلية في زمن استأسدت فيه الفئران وهمشت طاقات الأمة لا لشيء إلا لحسابات ضيقة مقيتة . فجزاك الله أحسن الجزاء وأوفاه.

دفاعك المستميت على رموزنا الأصيلة شجّعني وقوّى عضدي.
شكرا لك ..

nassmlahh
2014-10-22, 06:37
أستاذ بارك الله فيكم . كلامك غيث نافع
اخذتني بعبدا بعيدا بهذه الكلمات الرنانة ، كيف لا وقد استفحلت الرداءة
رداءة في الجرائد ن رداءة في الاذاعة رداءة في صندوق العجب بمختلف قنواته .
الف شكر والف تحية والف سلام

ام ريان
2014-10-22, 13:26
دُررٌ وعقيان، في جِيدِ "بخليلي سليمان"
البشير بوكثير

إهداء: إلى المذيع المتألق، والإعلاميّ المُحقّق ، والأديب المُدقّق "سليمان بخليلي" ، أرفع هذه المقامة التي جاءتك تَسعى، فضيّعتُ معها تِسعة .
حدّثنا شيخ الزّمان ، عن حفيده بخليلي سليمان قال:
هو رجلٌ من ذهب ، كلامه تبرُ الذهب، إنْ لم تقيّده فرّ وهرب، لأنّه فارس من خيرة قبائل العرب، "قبيلة سيدي مصمودي" ، التي فكّتْ قيودي، وحرّرتني من جُمودي . حسنُ السّمتِ ، كثيرُ التأمل والصّمت، بيْدَ أنّه إذا تحدّث أمتع، وإنْ حاور أقنع.
عانقَ الأثير، مُذْ شَبَّ عن الطوق وهو صغير، فكان المذيعَ النحرير، الذي بزّ كلّ متنطّعٍ غرير، ليس له في العير ولافي النفير .
طبقتْ شهرتُه الآفاق، وبلغ صيته بلاد الواق واق، لاسيما حين طاف بخاتمه الفتّان ، معظم البلدان، على أجنحة القول الصريح، دونما حاجة إلى بساط الريح، فنَثَرالمعارف والعلوم والبيان، كما نُثِر الدّرّ والعِقيان، على جيد الكواعب الحِسان ، فتلقّفه جمهورُه العريض بالأحضان، وأغلق عليه البآبىء والأجفان، مخافة َ حسد الحسّاد و"العديان"، وما أكثرهم في هذا الزّمان !
هو الحافظ للقرآن، والزاهد في محراب الإيمان، والمنافح عن بيضة الإسلام في كلّ آن، أليس هو واضع الأسس والأركان، لـ"فرسان القرآن" ؟
هوالآخذ بناصية اللغة والتبيان، والفصاحة والبيان، ولاغرو فقد نهل من معين قسّ وسحبان، ماجعله يسيل سلاسةً وعذوبةً حسدهما عليه الهزّار والكروان.

من " أبي سلمى زهير" ، أخذ حكمة الشيخ المتمرّس الخبير، ومن " أبي فراس"، تعلّم سجع حمائم الرّوم ورقّة الإحساس، ومن "ابن ذريح"، أشرِب نخب التشبيب المليح، بالتلميح لا بالتّصريح، ومن جدّه "الشنفرى"، لُقِّن الصّبر والجلَد على حيْفِ الورى ، ومن "زرياب"، أخذ رهافة الحسّ ومتعة الإطراب، ومن الجدول الرقراق، نضَح بالصّفاء والإشراق.
كيف أفي حقَّ مَن عشق الضاد، فكان للرطانة بالمرصاد، وتصدّى للفرانكوش الأوغاد، الذين عاثوا في الإعلام الفساد، وحيدا في الميدان، يصارع القرصان، ويقارع الأراجيف بالحجّة والبرهان، بعدما تخلّى الصحب والخِلان ، عن معركة الهويّة والشّرف والإيمان ؟!
لم يسعَ يوما لقيادة أورئاسة، فهي في عُرفِ الصّالحين الواصلين خساسة ونجاسة، وبيع للذّمم في سوق النّخاسة. وهل بربّكم تجتمع الأصالة واللطافة والظرافة والثقافة، بالرداءة والدناءة والسّخافة ؟!
وبعدما قطعتُ الوهاد والنّجاد، وصلتُ جبل "توباد"، فأفرغتُ مافي الحشا والفؤاد، من لواعج النّوى والصّبِّ والبعاد، فردّد رجعُ الصدى، سجعا جميلا دعا و شدا:
بلّغْ يا حكيم الزمان، حفيدك سليمان، تحايا العاشقين المُتيّمين ، ونصيحة العارفين الواصلين، وقل له:
نقّلْ فؤادك ولو مرّة، إلى "بني عذرة"، فلن تعرف الضّيم والحقرة، وانصب الخيام، قرب غدير ظبيات الغرام، ففي هذه المضارب، تصفو المشارب، وتتحوّل الأراقم والعقارب ، إلى أولياء وأقارب.
ولمّا أدركتُ أنّي لن أزيد للبدر نورا، أو أشعّ في صدر الجذلان حبورا ، أو أضيف للزّهر شذى وعطورا ، توكأتُ على عصاي ، آملا في تحقيق مُناي، وركبتُ قلوصي الحوراء، وجبتُ البيداء، بعدما سمعتُ هذا الحداء:
ياناق سيري عنقا فسيحا * إلى سليمان فنستريحا.
ا
بارك اله فيك وادامك الله عن لغة الضاد مدافعا ،وقلمك رافعا وسحر بيانك مبدعا . لقد صلت وجلت بكلامك المعسول و تشبيهك المقبول وبكلام الابراهيمي معمول يا شباب الجزائر هكذا كونوا او لا تكونوا :19::19::19:

ahmedzane
2014-10-22, 14:55
تحية طيبة وسلاما عاطرا هكذا يرفع المستوى أخرجتنا من التفاهات والتعليقات الاباطلة بارك الله في أمثالك زدنا ورب الكعبة معلم مفرنس يشتاق إلى من يكرم اللغة العربية بردود جميلة

LE PROF
2014-10-22, 18:22
بارك الله فيك واكرم فيك بشكر يفيك.

لقد سرح فكري لحظة في كلام ابناء اليوم وتصورت ان احدهم يريد سجعا ومقامات فراح يقول.
صحيت خويا سليمان جيت بعدماانسدت البيبان ودرتنا حصة bien انت for فالبيان و la long انتاعك قويا بزاف يا men

كاتب المقامات
2014-10-22, 20:19
شكرا لجميع من علّق وأشاد، فأنتم فلذات الأكباد.

tayeb37
2014-10-25, 21:39
لله درك يا أستاذي وملاذي..لا فُض فوك يا أستاذ.....والله ذكرتني بالأيام الخوالي.....وخاصة عبارة "وتصدّى للفرانكوش"....والذي نفسي بيده لقد أخذتَ بناصية اللغة العربية أخذا جميلا...................

msd_archi
2014-10-26, 12:56
بارك الله فيك أخي