*سندوسة*
2014-09-29, 08:26
السلام1
يفرحُ الناس بولادة الذكور، ويتمنَّوْن رؤية أولادِهم رجالاً أقوياءَ قادرين على التكسب والتصرف، ولكن الطُرُق التي يسلُكُها أكثر الناس – لجعل أولادهم رجالاً – خاطئة.
بعض الناس مثلاً يظنُّون أن الرجلَ لا يجلس في البيت (مثل الحريم)، فهذا عيب، وإنما يترك في الشارع ليتعلَّم فنون الحياة، وينبغي ألا نقلق عليه؛ لأن ذلك الإهمالَ سيجعل منه رجلاً، ومعاشرة أهل الطريق – برأيهم – تُفقِّه الأبناء وتُنوِّرهم!
ولذا؛ أولاد هؤلاء دائمًا في الشوارع (ليصبحوا رجالاً بزعم آبائهم)، وكلما خرجتُ لحاجة وجدتهم واقفين أمام مدخل العمارةِ يسدُّون الطريق، ويُضايقون الحارسَ وهو يكنس، ويتسامَرون مع أقرانهم، لا يفعلون شيئًا سوى الإسفافِ وإضاعة الوقتِ ومراقبة الداخل والخارج، وهيئاتُهم شعثة، وأجسامهم وسخة، والصغار منهم يلعبون بالكُرَة في طريق السيارات، وهذا خطر عليهم، أو يلعبون في طريق المشاة فتطيش الكُرة، وتؤذي المارَّة، وتكسر لمبات الكهرباء، وتفسد الزرع.
أيتها الأمهات: إن الخوف على الأبناء من الوسائل التي تصنعُ الرجال، والخوف ضروري لبناء شخصية سويَّة، ولحماية الطفل من الأخطار، وأقصد الخوف الطبيعي المعقول، أخاف على ابني، فأسلُكُ سبل الوقاية، وأدلُّه على الخير وأُبعِدُه عن رفقاء السوء، فخافي على ابنِكلكي يُصبِحَ رجلاً. وأهم المشاكل وأخوفها اثنان:
الجلوس في الطرقات، والتسكُّع واللعب في الشوارع.
مصاحبة رفقاء السوء، ومجاراتهم في قِيَمهم وسلوكهم.
وإن الأولاد المنفلتين في الشوارع مُهمَلون من قِبَل أهليهم، يتركونهم لكي يتخلَّصوا من مشكلاتهم وأعبائهم، فأكثرُهم بلا تهذيب ولا تربية، وبلا علم ولا فهم، والقانون السائد في الشارع: القوي يأكل الضعيف، و إن لم تكن ذئبًا أكلَتْك الذئاب، فيتعلَّمون الكذب والمراوغة والغش، ويستسيغون السب والشتم، ويتبادلون الخبرات السيئة والعادات القبيحة، وقد يتعاطون المحرمات.
أيتها المربيات: ليس من الحكمة أن نتركَ الصغير في الشارعِ ليُجرِّب ويتعلَّم، فهذا خطرٌ عليه.وما الذي سيؤكد لنا أن التجرِبةَ ستكون ذاتَ فائدةٍ، وأنه سيعرف خطورة الموبقات، وسيقلع عنها؟ من شبَّ على شيء شاب عليه، والله وضَعنا أولياء على أولادنا لنصونَهم ونحميهم من التجارب الفاسدة، لا لنتركهم يتعلَّمون بأنفسهم.
قد تقولين: أصدقاء ابني على خلق ودين.
وأقول لك: لو كانوا كذلك ما لعبوا في الشارع وما أضاعوا وقتهم! والشباب الخَلُوق أرقى من ذلك وأعلى.
يفرحُ الناس بولادة الذكور، ويتمنَّوْن رؤية أولادِهم رجالاً أقوياءَ قادرين على التكسب والتصرف، ولكن الطُرُق التي يسلُكُها أكثر الناس – لجعل أولادهم رجالاً – خاطئة.
بعض الناس مثلاً يظنُّون أن الرجلَ لا يجلس في البيت (مثل الحريم)، فهذا عيب، وإنما يترك في الشارع ليتعلَّم فنون الحياة، وينبغي ألا نقلق عليه؛ لأن ذلك الإهمالَ سيجعل منه رجلاً، ومعاشرة أهل الطريق – برأيهم – تُفقِّه الأبناء وتُنوِّرهم!
ولذا؛ أولاد هؤلاء دائمًا في الشوارع (ليصبحوا رجالاً بزعم آبائهم)، وكلما خرجتُ لحاجة وجدتهم واقفين أمام مدخل العمارةِ يسدُّون الطريق، ويُضايقون الحارسَ وهو يكنس، ويتسامَرون مع أقرانهم، لا يفعلون شيئًا سوى الإسفافِ وإضاعة الوقتِ ومراقبة الداخل والخارج، وهيئاتُهم شعثة، وأجسامهم وسخة، والصغار منهم يلعبون بالكُرَة في طريق السيارات، وهذا خطر عليهم، أو يلعبون في طريق المشاة فتطيش الكُرة، وتؤذي المارَّة، وتكسر لمبات الكهرباء، وتفسد الزرع.
أيتها الأمهات: إن الخوف على الأبناء من الوسائل التي تصنعُ الرجال، والخوف ضروري لبناء شخصية سويَّة، ولحماية الطفل من الأخطار، وأقصد الخوف الطبيعي المعقول، أخاف على ابني، فأسلُكُ سبل الوقاية، وأدلُّه على الخير وأُبعِدُه عن رفقاء السوء، فخافي على ابنِكلكي يُصبِحَ رجلاً. وأهم المشاكل وأخوفها اثنان:
الجلوس في الطرقات، والتسكُّع واللعب في الشوارع.
مصاحبة رفقاء السوء، ومجاراتهم في قِيَمهم وسلوكهم.
وإن الأولاد المنفلتين في الشوارع مُهمَلون من قِبَل أهليهم، يتركونهم لكي يتخلَّصوا من مشكلاتهم وأعبائهم، فأكثرُهم بلا تهذيب ولا تربية، وبلا علم ولا فهم، والقانون السائد في الشارع: القوي يأكل الضعيف، و إن لم تكن ذئبًا أكلَتْك الذئاب، فيتعلَّمون الكذب والمراوغة والغش، ويستسيغون السب والشتم، ويتبادلون الخبرات السيئة والعادات القبيحة، وقد يتعاطون المحرمات.
أيتها المربيات: ليس من الحكمة أن نتركَ الصغير في الشارعِ ليُجرِّب ويتعلَّم، فهذا خطرٌ عليه.وما الذي سيؤكد لنا أن التجرِبةَ ستكون ذاتَ فائدةٍ، وأنه سيعرف خطورة الموبقات، وسيقلع عنها؟ من شبَّ على شيء شاب عليه، والله وضَعنا أولياء على أولادنا لنصونَهم ونحميهم من التجارب الفاسدة، لا لنتركهم يتعلَّمون بأنفسهم.
قد تقولين: أصدقاء ابني على خلق ودين.
وأقول لك: لو كانوا كذلك ما لعبوا في الشارع وما أضاعوا وقتهم! والشباب الخَلُوق أرقى من ذلك وأعلى.