فاطمة الحالمة
2014-09-26, 13:49
بينما كنت أتفتل بين روعة الحقول .. و جمال الأنهار و السيول .. سرق أنظاري منظر المرأة البائسة المليء بالأسى و الشؤم .. خيمت عليه غيمة الإحباط .. و غطته سحابة الأحزان ..
جلست على مقعد خشبي لفته نسيمات الذكريات التليدة .. و زوابع الحاضر الأليم .. بين أحضان حديقة ملأتها الأزاهر و الفراشات.. سيدة تعبر ملامحها عن عمر ناهز الست عقود .. امرأة قصيرة رسمت سنون الدنيا على وجهها المظلم أمواج الهموم .. و لونته رياح الظروف صفرة كصفرة زهور "الميموزا" .. لها وجه مستدير كاستدارة قمر تنزى بوميضه في سماء الأحزان .. سكبت على عينيها الحقول خضرة جميلة أخذتني الى عالم الربيع الأخاذ ممزوجة ببريق أمل منهوب .. اجتاحت هاتين العينين الغائرتين نظرة حزينة صورتها تجربة مريرة من تعاريج الحياة الطويلة .. اعتلى وجهها شعر أسود مجعد تغوص بين أحضانه بعض الشتائل البيضاء التي خطت عليه استمارة تبرهن عن ما مرت به في ميدان الحياة الطويلة و ما قاسته بين جدرانها الرمادية .. لف جسدها الهزيل أسمال بالية جمعتها خيوط المعاناة في ثوب أزرق داكن مهترىء .. لتشكل على مظهر المرأة منظرا تعجز الأعين عن رؤيته لبشاعته و الألسنة عن وصفه لفقرها المدقع اللافت..
أوصلت بنا فضاعة الدنيا الى رؤية عجوز ضريرة تصارع شفرات الفقر و شظايا جو الشتاء الغضوب الذي رحل عنها بعد أن أسكن عظامها الضعيفة من عواصفه المثلجة و أمطاره الغزيرة الباردة .. فطرده الربيع بعد أن توعدها الشتاء بلقاء آخر !.. كانت تتأمل الزهور بشغف كبير كأنها تروي نفسها البائسة من أريج الزهر العطر .. و تسقي قلبها البارد من دفء النسيم العليل .. ثم مدت أنظارها الذابلة الى اشراقة الشمس التي أفرشت أذيالها على وجه السماء .. عل صفرة هذه الشمس الليمونية تغطي الظلام الذي أخاطته غيوم الشتاء الرمادية على فؤادها الممزق ..
منظر تألمت على رؤيته أهدابي و بكت أعيني حزنا و رثاء على العدل و الإنسانية التي تزعمها الرؤساء و الحكام و يتفاخرون بذكرها في المحافل و الجموع ..
غروب الحقيقة...
فاطمة الحالمة..
جلست على مقعد خشبي لفته نسيمات الذكريات التليدة .. و زوابع الحاضر الأليم .. بين أحضان حديقة ملأتها الأزاهر و الفراشات.. سيدة تعبر ملامحها عن عمر ناهز الست عقود .. امرأة قصيرة رسمت سنون الدنيا على وجهها المظلم أمواج الهموم .. و لونته رياح الظروف صفرة كصفرة زهور "الميموزا" .. لها وجه مستدير كاستدارة قمر تنزى بوميضه في سماء الأحزان .. سكبت على عينيها الحقول خضرة جميلة أخذتني الى عالم الربيع الأخاذ ممزوجة ببريق أمل منهوب .. اجتاحت هاتين العينين الغائرتين نظرة حزينة صورتها تجربة مريرة من تعاريج الحياة الطويلة .. اعتلى وجهها شعر أسود مجعد تغوص بين أحضانه بعض الشتائل البيضاء التي خطت عليه استمارة تبرهن عن ما مرت به في ميدان الحياة الطويلة و ما قاسته بين جدرانها الرمادية .. لف جسدها الهزيل أسمال بالية جمعتها خيوط المعاناة في ثوب أزرق داكن مهترىء .. لتشكل على مظهر المرأة منظرا تعجز الأعين عن رؤيته لبشاعته و الألسنة عن وصفه لفقرها المدقع اللافت..
أوصلت بنا فضاعة الدنيا الى رؤية عجوز ضريرة تصارع شفرات الفقر و شظايا جو الشتاء الغضوب الذي رحل عنها بعد أن أسكن عظامها الضعيفة من عواصفه المثلجة و أمطاره الغزيرة الباردة .. فطرده الربيع بعد أن توعدها الشتاء بلقاء آخر !.. كانت تتأمل الزهور بشغف كبير كأنها تروي نفسها البائسة من أريج الزهر العطر .. و تسقي قلبها البارد من دفء النسيم العليل .. ثم مدت أنظارها الذابلة الى اشراقة الشمس التي أفرشت أذيالها على وجه السماء .. عل صفرة هذه الشمس الليمونية تغطي الظلام الذي أخاطته غيوم الشتاء الرمادية على فؤادها الممزق ..
منظر تألمت على رؤيته أهدابي و بكت أعيني حزنا و رثاء على العدل و الإنسانية التي تزعمها الرؤساء و الحكام و يتفاخرون بذكرها في المحافل و الجموع ..
غروب الحقيقة...
فاطمة الحالمة..