khaledmissi
2009-08-07, 23:21
دخل الناس قاعة المحكمة وقد اكتظت حتى آخرها . أخذ الحاضرون يتهامسون .ويتبادلون الأسئلة عن هذه القضية التي أسالت بحورا من الحبر وأرقت الرأي العام .فوقف الناس في اتجاهين متعاكسين . وقاد الصراع جمع من علماء الصحة والتغذية .ووصل الأمر الى حد رفع الدعاوى والشكاوى . والتراشق بالألفاظ تصل الى حد الخصام اللفظي . وجلس الخصمان متقابلين والناس ينظرون . وكل واحد من الخصمين حضر مرافعته .كتب ذلك في ملف وضعه بين يديه على طاولة أمامه ........
يا لهول الصراع ربما يؤثر فوز أحدهما في تدميير أتباع الخاسر ما يحسب ويعد بالملايين و ربما يتسبب في ضياع أسر بأكملها تصل الى الملايين .ومن المؤكد أنها تؤثر حتى على الدول .نعم الدول ...المسألة لا ينبغي تقزيمها والقرار صعب ولا يمكن للقاضي الا أن يكون عادلا في حكمه . خرج أمام الناس رجل عليه مظهر القوة والعظمة وصاح في الناس بصوت ارتجت له أركان القاعة " محكمــــــة...." قام الجميع وقام معهم الخصمان .دخل القاضي والى جنيه مستشاروه . وبعد أن اطمأن هو ومن معه واقفين أمام كراسيهم .أشار الى الحاضرين بالجلوس وجلس . أعطى الأمر بالبدء في المحاكمة : ثم نادى على الأول وسأله : ما اسمك ؟ فرد : اسمي الشاي .
ـ كم عمرك ؟
ـ طويل ظهرت على الأرض بظهورها .
ـ ما هي مظلمتك ؟
ـ انني ياسيدي : متهم بما لم أفعل . رغم انني أنا الذي أزين الجلسات الحميمية . وأسهر مع العلماء والشعراء والأهل بعد العشاء يعشق السا قي أبريقي الذي تنافس الفنانون في تزويقه وتنويعه وتلوينه وكؤوس قد كتب عليها بالصحة والعافية ونمنمت بكل ما جادت به أنامل الفن وسينية رفعت على أربع عليها من أنواع الحلويات ما لذ طعمه وطابت رائحته وازدان لونه من أحمر وأصفر وأبيض .... لوني أخضر في الغالب ولكن يوجد من بني جلدتي من تغير الى لون غير لوني فمال الى السواد أو مال الى الحمرة.سكنت بلاد السند والهند كما استوطنت بلاد الفلبين والصين وعرفت في المغرب ساكنا وفي المشرق . أرافق كل طعام فيه إدام . من مشويات ومقليات . أعاني السفر كما أتعبني السمر .كأني بالناس لايطيب لهم مجلس الا بجلوسي . ولدي ما من الأطباء والباحثين من يثبت في بحثه أنني أداة وقاية وأداة شفاء
كثيرة هي الأمراض التي أقف حائلا في وجهها فلا تدخل بيتا دخلته . ولا تلمس جسما سكنته . ومزاياي معروفة لاعد لها.
ـ ولم رفعت الدعوة على خصمك ؟
ـ حتى لا يهرف بما لايعرف ولايتهمني بما اتهمني به ؟
ـ وبم اتهمك ؟
ـ اذا سمحت يا سيدي اسألوه هو .
صاح القاضي في الخصم : ما اسمك ؟
ـ القهوة يا سيدي .
ـ ما الذي قلته عن الشاي ؟
ـ هو نبت من الورق . حشيش كبقية الحشيش الذي تدوسه الأرجل وأنا وليدة شجرة باسقة . يلمس جلدي تراب وقد خشيت أمي علي فألبستني كساء يزداد صلابة حتى يصير كالحطب فلا يصل الى منقار طائر . وأفواه البهائم المفتوحة دوما .
ـ وما ميزتك ؟
لأن كان الشاي قد سهر مع الساهرين . فأنا التي يرتضون دخولي الى أجوافهم قبل أي طعام في الصباح تجتمع على المائدة أقداح مني . يتفننون في صنعي وتقديمي . أرافق الحليب . وأجمع الحبيب الى الحبيب . نعم قد يعيرني الشاء بأنني سوداء . ونسي أن في الشاي مثلي أسود . ولان كنت كذلك فأنا أنشط الكسالى بالكافيين وأخفف من نصب العاملين . أقطع المسافات من أجل بعث النشاطات . يرافقني كما يرافق الشاي أحلى ما يتذوقه الانسان وهو السكر . ويتفنن في تحضيري فنانون ويضيفون الي ما يضيفون فيزداد العاشقون لطعمي ولها وكلما ابتعدت عنهم أو تأخرت في المجيء اليهم نادوا أين القهوة لقد أحسست بالصداع ؟ . وبلمستي السحرية . يتلاشى ذاك الألم فيمحي حتى كأن الانسان ما شكا وجعا ولا ألما .
ـ فما تقول أيها الجمهور ؟
الجميع : لقد جئنا يا سيدي من أجل المتابعة للقضية . وما دمت يا سيدي حملتنا مسؤولية الشهادة نقول : أننا نحن البشر اتخذنا هذه المنبهات خليلات . ولم نكن ندري خطرها ولا قيمتها . ولكننا اليوم نقر بأن لكل منهما من المنافع ما لا نستطيع عده . غير أن الاكثار منها يلحق بالجسم أذى كبيرا . فقد أصبحت جزءا من حياتنا . اما أيهما نفضل ؟ فالناس في اختيار طعامهم وشرابهم مختلفون . فهل للرغبة مشبعون أو الفائدة يقصدون ؟ في هذا أيضا نجد التباين . ولعلنا ننقص من قيمة الحياة لو أنا حاولنا التأثير على أحد بالتحبيب والترغيب أو بالتنفير والترهيب . الكل حر في ما يريد . فهو حر في اختيار ما لا يضر
أعلن القاضي رفع الجلسة وأخرها الى أجل غير مسمى . وهكذا بقي السؤال معلقا . أيهما الأفضل القهوة أم الشاي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يا لهول الصراع ربما يؤثر فوز أحدهما في تدميير أتباع الخاسر ما يحسب ويعد بالملايين و ربما يتسبب في ضياع أسر بأكملها تصل الى الملايين .ومن المؤكد أنها تؤثر حتى على الدول .نعم الدول ...المسألة لا ينبغي تقزيمها والقرار صعب ولا يمكن للقاضي الا أن يكون عادلا في حكمه . خرج أمام الناس رجل عليه مظهر القوة والعظمة وصاح في الناس بصوت ارتجت له أركان القاعة " محكمــــــة...." قام الجميع وقام معهم الخصمان .دخل القاضي والى جنيه مستشاروه . وبعد أن اطمأن هو ومن معه واقفين أمام كراسيهم .أشار الى الحاضرين بالجلوس وجلس . أعطى الأمر بالبدء في المحاكمة : ثم نادى على الأول وسأله : ما اسمك ؟ فرد : اسمي الشاي .
ـ كم عمرك ؟
ـ طويل ظهرت على الأرض بظهورها .
ـ ما هي مظلمتك ؟
ـ انني ياسيدي : متهم بما لم أفعل . رغم انني أنا الذي أزين الجلسات الحميمية . وأسهر مع العلماء والشعراء والأهل بعد العشاء يعشق السا قي أبريقي الذي تنافس الفنانون في تزويقه وتنويعه وتلوينه وكؤوس قد كتب عليها بالصحة والعافية ونمنمت بكل ما جادت به أنامل الفن وسينية رفعت على أربع عليها من أنواع الحلويات ما لذ طعمه وطابت رائحته وازدان لونه من أحمر وأصفر وأبيض .... لوني أخضر في الغالب ولكن يوجد من بني جلدتي من تغير الى لون غير لوني فمال الى السواد أو مال الى الحمرة.سكنت بلاد السند والهند كما استوطنت بلاد الفلبين والصين وعرفت في المغرب ساكنا وفي المشرق . أرافق كل طعام فيه إدام . من مشويات ومقليات . أعاني السفر كما أتعبني السمر .كأني بالناس لايطيب لهم مجلس الا بجلوسي . ولدي ما من الأطباء والباحثين من يثبت في بحثه أنني أداة وقاية وأداة شفاء
كثيرة هي الأمراض التي أقف حائلا في وجهها فلا تدخل بيتا دخلته . ولا تلمس جسما سكنته . ومزاياي معروفة لاعد لها.
ـ ولم رفعت الدعوة على خصمك ؟
ـ حتى لا يهرف بما لايعرف ولايتهمني بما اتهمني به ؟
ـ وبم اتهمك ؟
ـ اذا سمحت يا سيدي اسألوه هو .
صاح القاضي في الخصم : ما اسمك ؟
ـ القهوة يا سيدي .
ـ ما الذي قلته عن الشاي ؟
ـ هو نبت من الورق . حشيش كبقية الحشيش الذي تدوسه الأرجل وأنا وليدة شجرة باسقة . يلمس جلدي تراب وقد خشيت أمي علي فألبستني كساء يزداد صلابة حتى يصير كالحطب فلا يصل الى منقار طائر . وأفواه البهائم المفتوحة دوما .
ـ وما ميزتك ؟
لأن كان الشاي قد سهر مع الساهرين . فأنا التي يرتضون دخولي الى أجوافهم قبل أي طعام في الصباح تجتمع على المائدة أقداح مني . يتفننون في صنعي وتقديمي . أرافق الحليب . وأجمع الحبيب الى الحبيب . نعم قد يعيرني الشاء بأنني سوداء . ونسي أن في الشاي مثلي أسود . ولان كنت كذلك فأنا أنشط الكسالى بالكافيين وأخفف من نصب العاملين . أقطع المسافات من أجل بعث النشاطات . يرافقني كما يرافق الشاي أحلى ما يتذوقه الانسان وهو السكر . ويتفنن في تحضيري فنانون ويضيفون الي ما يضيفون فيزداد العاشقون لطعمي ولها وكلما ابتعدت عنهم أو تأخرت في المجيء اليهم نادوا أين القهوة لقد أحسست بالصداع ؟ . وبلمستي السحرية . يتلاشى ذاك الألم فيمحي حتى كأن الانسان ما شكا وجعا ولا ألما .
ـ فما تقول أيها الجمهور ؟
الجميع : لقد جئنا يا سيدي من أجل المتابعة للقضية . وما دمت يا سيدي حملتنا مسؤولية الشهادة نقول : أننا نحن البشر اتخذنا هذه المنبهات خليلات . ولم نكن ندري خطرها ولا قيمتها . ولكننا اليوم نقر بأن لكل منهما من المنافع ما لا نستطيع عده . غير أن الاكثار منها يلحق بالجسم أذى كبيرا . فقد أصبحت جزءا من حياتنا . اما أيهما نفضل ؟ فالناس في اختيار طعامهم وشرابهم مختلفون . فهل للرغبة مشبعون أو الفائدة يقصدون ؟ في هذا أيضا نجد التباين . ولعلنا ننقص من قيمة الحياة لو أنا حاولنا التأثير على أحد بالتحبيب والترغيب أو بالتنفير والترهيب . الكل حر في ما يريد . فهو حر في اختيار ما لا يضر
أعلن القاضي رفع الجلسة وأخرها الى أجل غير مسمى . وهكذا بقي السؤال معلقا . أيهما الأفضل القهوة أم الشاي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟